هل يوجد تناقض في امر المسيح لتلاميذه بعدم اخذ عصا للطريق؟ متى 10 ومرقس 6 ولوقا 9 و10

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

في متى الاصحاح 10 عدد 9 و10  
9لاَ تَقْتَنُوا ذَهَباً وَلاَ فِضَّةً وَلاَ نُحَاساً فِي مَنَاطِقِكُمْ 10وَلاَ مِزْوَداً لِلطَّرِيقِ وَلاَ ثَوْبَيْنِ وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ 
عَصاً لأَنَّ \لْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ طَعَامَهُ. 
فهو يحذرهم من ان يأخذوا معهم أي عصا أو حذاء ؟؟

مرقص 6 : 7 و 8
7وَدَعَا \لاِثْنَيْ عَشَرَ وَ\بْتَدَأَ يُرْسِلُهُمُ \ثْنَيْنِ \ثْنَيْنِ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً عَلَى \لأَرْوَاحِ \لنَّجِسَةِ 8وَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَحْمِلُوا شَيْئاً لِلطَّرِيقِ غَيْرَ 
عَصاً فَقَطْ لاَ مِزْوَداً وَلاَ خُبْزاً وَلاَ نُحَاساً فِي \لْمِنْطَقَةِ. 9بَلْ يَكُونُوا مَشْدُودِينَ بِنِعَالٍ وَلاَ يَلْبَسُوا ثَوْبَيْنِ. 
فيسوع هنا أوصى تلاميذه ان لا يحملوا معهم أي شئ فقط عليهم أن يأخذوا معهم العصا و ان يكونوا مرتدين الحذاء

هذا اختلاف واضح بين الروايتين مما يؤكد على وقوع التحريف فأحدهما صحيح و الأخر خاطئ و قد حاول القس منيس عبد النور جاهدا أن يحل هذا اللغز فقال في كتابه شبهات و همية :
وللرد نقول: لنورد عبارة البشير متى من عدد 9 ليظهر المعنى. قال: »9 لا تقتنوا ذهباً ولا فضة ولا نحاساً في مناطقكم 10 ولا مزوداً للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصا«. أما عبارة إنجيل مرقس من عدد 8 فتقول: »وأوصاهم أن لا يحملوا شيئاً للطريق غير عصا فقط، لا مزوداً ولا خبزاً ولا نحاساً في المنطقة، بل يكونوا مشدودين بنعال ولا يلبسوا ثوبين«.

والصعوبة التي تظهر عند مقابلة هذين الفصلين هي أن المسيح حسب ما جاء في متى منع التلاميذ من أخذ عصا، بينما الوارد في مرقس يفيد أنه أذن لهم بأخذ العصا. ويقول متى إنه أوصاهم أن لا يأخذوا أحذية، بينما في مرقس سمح لهم أن يلبسوا أحذية. على أن التوفيق بين هاتين العبارتين يأتي من مقابلة النهيين المستعملين فيهما. فالنهي الوارد في متى هو قوله »لا تقتنوا« أما النهي الوارد في مرقس فهو أن »لا يحملوا« مما يعني أن المسيح في إنجيل متى ينهاهم عن شراء أشياء جديدة، أما في مرقس فيريهم ما يجب أن يأخذوه معهم في سفرهم. فكأنه 
بحسب الوارد في مرقس يقول لهم: »اذهبوا كما أنتم بما معكم الآن. إن كانت معكم عصا فخذوها«. ولكنه لم يسمح لهم بشراء عصا أخرى. وكانوا أيضاً لابسين أحذية فأمرهم أن يكتفوا بها ولا يشتروا غيرها. من هنا نرى أن الفصلين لا يتناقضان، بل يوضح أحدهما الآخر
و للرد على كلام منيس عبد النور نقول

يعتمد تبرير القس منيس على كلمة تقتنوا التي وردت في انجيل متى و هو يقول ان الفارق بين تقتنوا و تحملوا هو كمثل الفارق بين عبارة تشتري حذاء جديد و تحمل معك حذاء جديد بمعنى ان يسوع نهاهم عن شراء أشياء جديده في متى لكن لم يمنعهم من اخذ و حمل الحذاء معهم و العصا و بصراحه هذا التفسير يتحطم عندما نرى ان هناك ترجمات استخدمت كلمة لا تحملوا في كلا النصين في متى 10 : 9 و في مرقص 6 : 7
لا تحملوا نقودا من ذهب ولا من فضة ولا من نحاس في جيوبكم،ولا كيسا للطريق ولا ثوبا آخر ولا حذاء ولا عصا، لأن العامل يستحق طعامه. "الأخبار السارة" متى 10 :9 و 10 

و كذلك في ترجمة الحياة نجد عبارة لا تحملوا و ليس لا تقتنوا 

و العديد من الترجمات الأخرى تستخدم كلمة 
take بدلا من provide مما يدل على أنها يؤديان إلى نفس المعنى

 

الرد

 

الرد باختصار في البداية ان الشبهة كلها سببها عدم وضوح اللغة العربية في كلمة عصا ولكن لو رجعنا الي اللغة الاصلية او حتى التراجم الانجليزية سنعرف ونتاكد انه لا يوجد هناك اي شبهة لان انجيل مرقس جاءت الكلمة فيه بالمفرد اي ياخذ الواحد عصا واحدة فقط وهي التي معه اما انجيل متى ولوقا فالكلمة بالجمع اي لا ياخذوا معها عصا احتياطي اخرى اضافية

ولتاكيد هذا ندرس الموضوع بشيء من التفصيل وايضا نتعرض باختصار للفرق بين كلمة يقتنوا ويحملوا

اولا 

انجيل متى 10

10: 9 لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم 

10: 10 ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا احذية ولا عصا لان الفاعل مستحق طعامه

واولا كلمة لا تقتنوا

(KJV)  Provide neither gold, nor silver, nor brass in your purses,

(IGNT+) μηG3361 κτησησθεG2932 [G5667] PROVIDE NOT   χρυσονG5557 GOLD,   μηδεG3366 NOR   αργυρονG696 SILVER,   μηδεG3366 NOR   χαλκονG5475 MONEY   ειςG1519 ταςG3588 IN   ζωναςG2223 υμωνG5216 YOUR BELTS,  

G2932

κτάομαι

ktaomai

ktah'-om-ahee

A primary verb; to get, that is, acquire (by any means; own): - obtain, possess, provide, purchase.

يحصل على يشتري بمعنى الامتلاك يحصل يقتني يقدم له يشتري

فالاقتناء هنا بمعنى اشتراء وامتلاك 

فالرب يسوع المسيح يطلب منهم لا يقتنوا اي لا يتملكوا في رحلتهم لا ذهب ولا فضة ولا نحاس (اي عملات) ولا مزودا للطريق ولا ثوبين (الكلمة في اليوناني بالجمع) ولا احذية ولا عصا 

وكلمة عصا هي بالجمع 

(KJV)  Nor scrip for your journey, neither two coats, neither shoes, nor yet staves: for the workman is worthy of his meat.

(G-NT-TR (Steph)+)  μη Nor 3361 PRT-N  πηραν scrip 4082 N-ASF  εις for 1519 PREP  οδον journey 3598 N-ASF  μηδε neither 3366 CONJ  δυο two 1417 A-NUI  χιτωνας coats 5509 N-APM  μηδε neither 3366 CONJ  υποδηματα shoes 5266 N-APN  μηδε nor 3366 CONJ  ραβδον yet  staves4464 N-ASF  αξιος  514 PRT-N  γαρ for 1063 CONJ  ο the 3588 T-NSM  εργατης for 1519 PREP  της the 3588 T-GSF  τροφης meat 5160 N-GSF  αυτου  846 P-GSM  εστιν is. 2076 V-PXI-3S   

فهي عصا بالجمع اي عصي 

ولهذا نفهم جيدا ان متى البشير يتكلم عن ان لا يأخذوا عصي أكثر من احتياجهم  

وحتى لو كانت عصا بالمفرد كما كتبتها بعض الترجمات فهو يتكلم عن العصى الزائدة عن الحاجة 

وهو يتماشى مع وجود كلمة ثياب بالجمع واحذية بالجمع 

نقطة اخرى مهم المسيح يقول لهم لا يقتنوا احذية ولا ثياب هل معنى هذا ان يسيروا في رحلتهم حفاة عرايا؟ بالطبع لا ولكنهم سيكونوا مرتدين ثوب وفي قدمهم نعل ولكن المعنى واضح جدا لكل انسان امين في الفهم وايضا المحايد ان المعنى لا ياخذوا لا ثياب اخرى احتياطية ولا احذية اخرى احتياطية وايضا نفس المعنى على العصا اى لا ياخذوا عصى احتياطية ويكتفوا فقط بالتي معهم مثل الثوب والحذاء

 

وهو يتطابق مع 

انجيل لوقا 9

9: 2 وارسلهم ليكرزوا بملكوت الله ويشفوا المرضى 

9: 3 وقال لهم لا تحملوا شيئا للطريق لا عصا ولا مزودا ولا خبزا ولا فضة ولا يكون للواحد ثوبان

 

(KJV)  And he said unto them, Take nothing for your journey, neither staves, nor scrip, neither bread, neither money; neither have two coats apiece.

(G-NT-TR (Steph)+)  και And 2532 CONJ  ειπεν he said 2036 V-2AAI-3S  προς unto 4314 PREP  αυτους them 846 P-APM  μηδεν nothing 3367 A-ASN  αιρετε Take 142 V-PAM-2P  εις for 1519 PREP  την  3588 T-ASF  οδον journey 3598 N-ASF  μητε neither 3383 CONJ  ραβδους staves, 4464 N-APF  μητε nor 3383 CONJ  πηραν scrip 4082 N-ASF  μητε neither 3383 CONJ  αρτον bread 740 N-ASM  μητε neither 3383 CONJ  αργυριον money 694 N-ASN  μητε neither 3383 CONJ  ανα apiece 303 PREP  δυο two 1417 A-NUI  χιτωνας coats 5509 N-APM  εχειν have. 2192 V-PAN  

ايضا الكلمة عصي بالجمع 

وايضا لوقا البشير يتكلم بالجمع اي لا ياخذوا لا عصى ولا ثياب بالجمع 

وبالفعل لوقا البشير يقول تحملوا. ولكن لوقا البشير اضاف شيء تكميلي مهم وهو تعبير " ولا يكون للواحد ثوبان" فيوضح انه يتكلم ان لا ياخذوا شيء مزدوج او أكثر بل يكتفوا بشئ واحد فقط اي ثوب فقط عصا فقط حذاء فقط.

 

اما مرقس البشير فيؤكد هذا ويتكلم عن ان ياخذوا احتياجاتهم الاساسية فقط التي لا يستغنوا عنها ولا ياخذوا اي شيء زائد

انجيل مرقس 6

6: 7 ودعا الاثني عشر وابتدأ يرسلهم اثنين اثنين واعطاهم سلطانا على الارواح النجسة 

6: 8 واوصاهم ان لا يحملوا شيئا للطريق غير عصا فقط لا مزودا ولا خبزا ولا نحاسا في المنطقة 

6: 9 بل يكونوا مشدودين بنعال ولا يلبسوا ثوبين

 

(KJV)  And commanded them that they should take nothing for their journey, save a staff only; no scrip, no bread, no money in their purse: 

(G-NT-TR (Steph)+)  και And 2532 CONJ  παρηγγειλεν commanded 3853 V-AAI-3S  αυτοις them 846 P-DPM  ινα that 2443 CONJ  μηδεν nothing 3367 A-ASN  αιρωσιν they should take 142 V-PAS-3P  εις for 1519 PREP  οδον journey 3598 N-ASF  ει  1487 COND  μη no 3361 PRT-N  ραβδον a staff 4464 N-ASF  μονον only 3440 ADV  μη no 3361 PRT-N  πηραν scrip 4082 N-ASF  μη no 3361 PRT-N  αρτον bread 740 N-ASM  μη  3361 PRT-N  εις in 1519 PREP  την  3588 T-ASF  ζωνην purse 2223 N-ASF  χαλκον money. 5475 N-ASM   

وعصا بالمفرد وهي العصى التي يستخدموها في المشي في الطرق الوعرة ونعل وثوب ولا ياخزوا شيء احتياطي. 

ويقول تحملوا في اليوناني رابسون اي ما يحملونه وهي تختلف في اليوناني عن لفظ كتيتيسيسث التي تعني تقتنوا 

G142

αἴρω

airō

ah'ee-ro

A primary verb; to lift; by implication to take up or away; figuratively to raise (the voice), keep in suspense (the mind); specifically to sail away (that is, weigh anchor); by Hebraism (compare [H5375]) to expiate sin: - away with, bear (up), carry, lift up, loose, make to doubt, put away, remove, take (away, up).

يحمل يرفع ....

وهذا يوضح ان متى البشير يتكلم عن ان لا يقتنوا شيء زائد اما مرقس البشير يتكلم عن ان لا ياخذوا معهم شيء الا الاحتياجات الاساسية فقط. مع ملاحظة ان لوقا البشير ايضا يوضح ان لا يحملوا معهم شيء زائد 

فمرقس البشير يتكلم ان ياخذوا عصى واحدة التي يمشوا بها ولا ياخذوا اي عصى اخري احتياطية ويكونوا مشدودين بنعل اي بحذاء في ارجلهم ولكن لا ياخذوا حذاء اخر احتياطي وايضا يلبسوا ثوب واحد ولا ياخذوا ثوب اخر احتياطي 

وبهذا يتضح ان انجيل القديس متي والقديس لوقا يتكلم عن الاشياء الزائده عن الحاجة وذكر العصا بصيغة الجمع اما انجيل القديس مرقس فيتكلم عن الاشياء الاساسيه فقط فسمح بعصا واحده فقط وذكرت بصيغة المفرد

وبهذا لا يكون هناك شبهه اصلا

 

وقد تطرق بعضهم ايضا لموضوع الاحذيه 

فنجدها بسهوله ان الكلمة جمع في انجيل القديس متي ويقول لا تقتنوا اي لا تشتروا احذيه اضافيه بل الحذاء او النعال الذي معكم استخدموه اي حذاء واحد فقط في قدمهم

اما انجيل القديس مرقس فيوضح ان يكونوا مشدودين بنعل الذي في قدمهم ولا يتخذوا حذاء اخر احتياطي وكما قلت المسيح لن يطلب منهم ان يسيروا حفاة في رحلتهم الطويلة هذه.

 

معنى تاريخي وبيئي

الكتاب هنا يتكلم عن زمن المسيح اي 2000 سنة مضت ولا يوجد لا قطارات ولا طائرات ولم تكن الطرق بين المدن مرصوفة ولا منيرة ولا مؤمنة من الحيوانات الضارية في البرية بل كان يسير الشخص في البرية ليل نهار فالذي يسير من اورشليم الي الجليل وهي مسافة 170 كم يحتاج يسير اسبوع في البرية يستطيع ان يقضي بعض الليالي في بعض المدن والقري ولكن بقية الرحلة هي في البرية فيسير بحذاء فوق الصخور والطرق المدقوقة ولهذا يحتاج ان يكون مستعد لو قطع حذاؤه يكون معه حذاء اخر والا لما استطاع ان يكمل رحلته وايضا ياخذ معه ثوب احتياطي لو تعرض للبرد او تمزق ثوبه من الاشواك ولابد ان يكون معه عصا والا لما استطاع ان يسير في هذه الطرق وايضا وقد يتعرض لذئاب او غيره من حيوانات برية فيستخدم العصى وايضا ياخذ عصا احتياطي لو انكسرة العصا التي معه بسبب صخور او غيره فيستطيع ان يكمل رحلته بامان. وكل هذا يحملوه في مزود اي حقيبة ظهر

https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTsIJFHLuSz4lNiOtJMvIO4YWM6swHFNXHpZUC8o8H_jupVESEMZg

فالمسيح طلب منهم ان يكتفوا بالحذاء في القدمين والعصا في اليد والثوب المرتدى فقط ولا ياخذوا اي شيء احتياطي وهذا امر غير معتاد في رحلة مثل هذه. 

الملاحظة الثانية الجانبية ان ارسالية متى البشير ومرقس البشير يتكلم عن ارسالية التلاميذ الاثنى عشر فقط 

انجيل متى 10

مت 10 :5 هؤلاء الاثنا عشر ارسلهم يسوع واوصاهم قائلا الى طريق امم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا

 

انجيل مرقس 6

6: 7 ودعا الاثني عشر وابتدأ يرسلهم اثنين اثنين واعطاهم سلطانا على الارواح النجسة 

اما لوقا البشير فيتكلم عن ارساليتين الاثنى عشر في الاصحاح 9 والسبعين رسول اي الارسالية الثانية في الاصحاح 10 وهذا يوضح لنا ان المسيح كرر الوصايا مرتين وهذا يوضح انه لم يكرر الكلام بالحرف. 

 

وايضا الرد على اعتراضه على كلام القس منيس عبد النور الذي هو في رائ ضعفي ان كلام القس منيس صحيح وواضح. وضحت ان كلمة يقتنى غير يحمل وشرحتها من اللغة اليوناني ولكن الاهم من هذا ان شرح القس منيس ايضا يوضح ان الفرق بين ما قاله مرقس البشير وبين متى ولوقا البشيرين ان مرقس يقول لهم خذوا الاساسيات فقط ومتى ولوقا يقول لهم لا تاخذوا شيء زائد فلماذا تغافل المشكك ذلك 

وللرد نقول: لنورد عبارة البشير متى من عدد 9 ليظهر المعنى. قال: »9 لا تقتنوا ذهباً ولا فضة ولا نحاساً في مناطقكم 10 ولا مزوداً للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصا «. أما عبارة إنجيل مرقس من عدد 8 فتقول:» وأوصاهم أن لا يحملوا شيئاً للطريق غير عصا فقط، لا مزوداً ولا خبزاً ولا نحاساً في المنطقة، بل يكونوا مشدودين بنعال ولا يلبسوا ثوبين «.

والصعوبة التي تظهر عند مقابلة هذين الفصلين هي أن المسيح حسب ما جاء في متى منع التلاميذ من أخذ عصا، بينما الوارد في مرقس يفيد أنه أذن لهم بأخذ العصا. ويقول متى إنه أوصاهم أن لا يأخذوا أحذية، بينما في مرقس سمح لهم أن يلبسوا أحذية. على أن التوفيق بين هاتين العبارتين يأتي من مقابلة النهيين المستعملين فيهما. فالنهي الوارد في متى هو قوله» لا تقتنوا «أما النهي الوارد في مرقس فهو أن» لا يحملوا «مما يعني أن المسيح في إنجيل متى ينهاهم عن شراء أشياء جديدة، أما في مرقس فيريهم ما يجب أن يأخذوه معهم في سفرهم. فكأنه بحسب الوارد في مرقس يقول لهم:» اذهبوا كما أنتم بما معكم الآن. إن كانت معكم عصا فخذوها «. ولكنه لم يسمح لهم بشراء عصا أخرى. وكانوا أيضاً لابسين أحذية فأمرهم أن يكتفوا بها ولا يشتروا غيرها. من هنا نرى أن الفصلين لا يتناقضان، بل يوضح أحدهما الآخر.

 

لهذا رد القس منيس عبد النور صحيح لغويا وصحيح في المعنى.

 

اخيرا المعنى الروحي وهو هام هنا لنفهم المقصود أكثر 

المسيح يقصد هنا ان يعلمهم ان يتكلوا عليه في كل شيء بدل من ان يتكلوا على الاشياء الاحتياطية التي معهم. فالمسيح سيكمل كل نقص هم فقط يقوما ويسيروا بالاشياء الاساسية والمسيح سيكمل. 

فلو المسيح ارسلهم في رحلة طبيعية لتركهم يتصرفوا كما يشاؤا وبالطبع كانوا استعدوا لمثل اي رحلة فاخذ كل منهم معه عصا في يده وعصا احتياطي معلق في المزود خلف ظهره ولكان لبس حذاء في رجله واخذ واخذ حذاء اخر احتياطي وارتد بالطبع ثوب واخذ معه ثوب احتياطي وايضا لكان اخذ معه بعض الذهب والفضة والنحاس اي العملات المختلفة ليشتري طعام في الطريق وليدفع ثم الفندق الذي سيبيت فيه كل ليلة وايضا بعض الطعام الزائد 

لكن المسيح طلب منهم ان لا ياخذوا اي شيء ذائد وان يتكلوا عليه فقط ويثقوا فيه بان يمدهم بكل احتياجاتهم ويرعاهم في الطريق (هذا بالطبع اثبات لاهوت المسيح فهو رغم وجوده على الارض في الجسد قبل صعوده هو ايضا سيكون مع كل واحد من الاثني عشر تلميذ والسبعين رسول في ان واحد ويرعاهم وهذا يؤكد لامحدوديته رغم تجسده)

فالمسيح يقول بما معناه انه سيجعل احذيتهم لا تبلى ولا ثيابهم ايضا ولا عصيهم تتكسر مثلما فعل مع شعبه اسرائيل في العهد القديم 

سفر التثنية 29: 5

 

فَقَدْ سِرْتُ بِكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الْبَرِّيَّةِ، لَمْ تَبْلَ ثِيَابُكُمْ عَلَيْكُمْ، وَنَعْلُكَ لَمْ تَبْلَ عَلَى رِجْلِكَ.

فهذا له معنى خطير على عدة مستويات منها ان المسيح يوضح بدليل عملي واضح لتلاميذه انه هو يهوه الذي سار مع شعبه في العهد القديم في البرية في رحلة الخروج وهو الذي يسير مع ايضا كنيسته في برية العالم وهو هو لم يتغير وهو الذي يستطيع ان يجعل ثيابهم لا تبلي واحذيتهم لا تبلي فلهذا يلبسوا ثوب واحد ولا ياخذوا زيادة ويلبسوا حذاء واحد ولا ياخذوا اخر احتياطي. 

ايضا المسيح يعلم تلاميذه انه هو الذي سيحميهم من العدو فالانسان له دور وهو ان يبدا يسير بحذاء ويمسك عصى واحدة ويرتدي ثوب واحد فقط اما أكثر من ذلك من حماية سيقوم به المسيح وهذا يوضح ان للانسان دور والله يكمل 

سفر المزامير 127: 1

 

إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَإِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ، فَبَاطِلاً يَسْهَرُ الْحَارِسُ.

والعصى هنا تشير للحماية من العدو والعدو هو الشيطان فيجب ان نقاوم الشيطان ولكن الاكثر من هذا المسيح يقوم به فلهذا قال لهم ياخذوا عصا واحدة ولا ياخذوا اخرى زائدة

لو كان المسيح طلب منهم ان لا يرتدوا حذاء ولا يمسكوا عصا لكان هذا يعنى الغاء دور الانسان وهذا لا يفعله الرب فالرب يترك الانسان يقوم بدوره مثل دحرجة حجر قبر لعازر والرب يكمل. 

ولكن طلب منهم ان لا ياخذوا اي نقود وهذه اشارة الي عدم حب المال ولا الاتكال عليه 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 6: 10

 

لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ.

وايضا يقول معلمنا بولس يكتفي الانسان بما عنده 

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13: 5

 

لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِكُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ: «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ»

 

وهذا فيه عدم التمسك بالممتلكات الارضية والاعتماد على الله وليس المال 

إذا هذه الوصية توضح لاهوت المسيح وتوضح اهمية الاتكال عليه وايضا توضيح دور الانسان ودور الله في الخدمية وفي امور حياة الانسان.

 

والمجد لله دائما