استدعاء روح صموئيل 1صم 28

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

1) ذهب شاول بنفسه إلى هذه العرافة و أخفى عنها شخصه فلما بدأت عملية (تحضير الأرواح) فزعت و صرخت قائلة : ( لماذا خدعتنى و أنت شاول؟! ) وبهذا يُظهر المؤلف صدق العرافة و اطلاعها على الغيب بزعمه!!

2) أصعدت العرافة روح صموئيل وما أن وصفته لشاول حتى تعرف عليه فى الحال ، وقال (هذا صموئيل) ، ثم بدأ حوار مباشر بين صموئيل وشاول ليس للعرافة دخل فيه!!

و يستمر المؤلف فى حكاية هذه الحدوتة الساذجة حتى وصل إلى نبوءة صموئيل بأن شاول و بنيه سيقتلون فى الغد ويهزمون أمام الفلسطينيين (( يدفع الرب إسرائيل أيضاً معك ليد الفلسطينيين و غداً أنت و بنوك تكونون معى...)) 1صموئيل 19:28، والعجيب أن هذا ما حدث بالفعل فى 1 صموئيل6:31 إذ مات صموئيل و بنيه فى حربهم ضد الفلسطينيين (( فمات شاول و بنوه الثلاثة و حامل سلاحه و جميع رجاله فى ذلك اليوم معاً )) ،  وهكذا نجد أن العرافة لا دخل لها فى هذا الحوار أولاً، كما ان الوعيد المذكور وقع تماماً كما ورد عن (روح) صموئيل ثانياً! كيف تستطيع ساحره ان تحضر روح صموئيل النبي ؟؟؟؟؟؟

 

الرد

 

في البداية يوجد ثلاث اراء سأذكرهم رغم رفضي لاثنين منهم ثم سأقدم ادلة خطأ هذين الرأيين مع ادلة صحة التفسير الذي سأقدمه وهو ان هذه روح شيطانية وخدعه من العرافة والعرافة لم تستحضر روح صموئيل أصلا

 

الثلاث اراء

1-رأي قال: إن صموئيل لم يظهر أبداً، وإنما روح من الأرواح قد ظهرت. وهو الذي اؤيده

2-رأى آخر قال: ان صموئيل ظهر لكن ليس بواسطة العرافة ذاتها ولكن بسماح من الله ليضبط شاول متلبس ويخبره بالنبوة. وهو ارفضه لان الله لا يخالف نفسه.

3-راى ثالث قال: إن العرافة أحضرت روح صموئيل.  وهو رأي مرفوض تماماً ولا نقبله.

 

ادلة الذين يقولون انه ظهر بواسطة العرافة 

  1. صراخ المرأة بصوت عظيم يدل على أنها رأت شيئاً لم تتعوده فهي تعودت على شياطينها.

  2. معرفة المرأة لشاول وهو متنكر بسبب كلام صموئيل. ثم قولها آلهة على صموئيل فما رأتهُ كان عجيب عليها.

  3. قول صموئيل لشاول لماذا أقلقتني بإصعادك إياي = توبيخ لشاول على فعلته الأثمة.

  4. طيبة العرافة في تعاملها مع شاول في وقت ارتعاده بعد النبوة تؤكد صدق ما فعلته.

  5. شاول عرف صموئيل وارتعد وسجد امامه.

 

ادلة القول ان الذي ظهر هو صموئيل ولكن ليس بواسطة العرافة 

  1. يشوع بن سيراخ يشهد بذلك فيقول "ومن بعد رقاده تنبأ وأخبر الملك بوفاته ورفع من الأرض صوته بالنبوءة لمحو إثم الشعب (23:46).

  2. صراخ المرأة بصوت عظيم يدل على أنها رأت شيئاً لم تتعوده فهي تعودت على شياطينها.

  3. معرفة المرأة لشاول وهو متنكر. ثم قولها آلهة على صموئيل فما رأتهُ كان عجيب عليها.

  4. قول صموئيل لشاول لماذا أقلقتني بإصعادك إياي = توبيخ لشاول على فعلته الأثمة.

  5. كل ما قاله صموئيل كنبوة قد حدث (الآيات 16-19). وواضح أنه إنذار أخير لشاول لعلّه يتوب.

هذان الرأيين مرفوضين بالنسبة لي فالذي ظهر هو ليس صموئيل أصلا بل روح شرير لان

أولا يقول الكتاب بوضوح أن هذا نجاسة 

سفر اللاويين 19: 31

 

 

لاَ تَلْتَفِتُوا إِلَى الْجَانِّ وَلاَ تَطْلُبُوا التَّوَابعَ، فَتَتَنَجَّسُوا بِهِمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ.

وزنى روحي وعقابه القطع

سفر اللاويين 20: 6

 

وَالنَّفْسُ الَّتِي تَلْتَفِتُ إِلَى الْجَانِّ، وَإِلَى التَّوَابعِ لِتَزْنِيَ وَرَاءَهُمْ، أَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّ تِلْكَ النَّفْسِ وَأَقْطَعُهَا مِنْ شَعْبِهَا.

وهذا مكروه من الرب

سفر التثنية 18

10 لاَ يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ، وَلاَ مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً، وَلاَ عَائِفٌ وَلاَ مُتَفَائِلٌ وَلاَ سَاحِرٌ،
11 وَلاَ مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً، وَلاَ مَنْ يَسْأَلُ جَانًّا أَوْ تَابِعَةً، وَلاَ مَنْ يَسْتَشِيرُ الْمَوْتَى.
12 لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ. وَبِسَبَبِ هذِهِ الأَرْجَاسِ، الرَّبُّ إِلهُكَ طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ.

 

سفر إشعياء 8: 19

 

وَإِذَا قَالُوا لَكُمُ: «اطْلُبُوا إِلَى أَصْحَابِ التَّوَابعِ وَالْعَرَّافِينَ الْمُشَقْشِقِينَ وَالْهَامِسِينَ». «أَلاَ يَسْأَلُ شَعْبٌ إِلهَهُ؟ أَيُسْأَلُ الْمَوْتَى لأَجْلِ الأَحْيَاءِ؟»

أذا هو ليس روح صموئيل لان الله لا يخالف نفسه بسماح لصموئيل ان يفعل شيء بعد موته هو ضد وصية الله 

لان الله لن يكسر وصيته 

وهل يقيم عثرة للشعب بأن يسمح لصموئيل أن يظهر في محاولة للجان أن يُظْهِروه؟

أي هل يمكن أن مشيئة الله تكسر وصيته، ويستخدم صموئيل في تنفيذ عمل (الجان)، بينما قال الله أن الذي يستخدم الجان يُقطَع من شعبه، ويتنجس، ويُقتَل بالحجارة؟!

ثم هل صموئيل النبي قد حضر بأمر من الله، أم حضر من ذاته، أم حضر بواسطة العرافة؟!

ان النبي لا يستطيع أحد ان يستدعيه 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 14: 32

 

وَأَرْوَاحُ الأَنْبِيَاءِ خَاضِعَةٌ لِلأَنْبِيَاءِ.

إذا هذا خطية والعرافة ليس لها سلطان على صموئيل 

وهل ممكن أن صموئيل النبي يحضر من ذاته بدون أمر من الله؟!  أو هل يحضر مُجبراً؟!  كما أن صموئيل نفسه منع هذا الأمر.

ثم هل أيضاً يرسل الله نبياً ميت لشاول، وقد منع الله عن شاول الأنبياء الاحياء، وحتى الأحلام والأوريم؟!!  

وروح الرب قد فارَق شاول وبغته روح رديء من قبل الرب (1 صم14:16)، بل أن ربنا قال لصموئيل من قبل مسح داود ملكاً: "لماذا تنوح على شاول وأنا قد رفضته؟!"، فمنعه حتى من البكاء على شاول وان يتكلم معه.

ثم إن أراد الله أن يُنذِر شاول، ألا يمكن أن ينذره بطريقة أخرى لا تكون عثرة للشعب؟

لأنه فعلاً هذه القصة لو كان الذي صعد روح صموئيل لأصبحت للشعب في هذا الوقت عثرة.  ممكن للرب أن ينذر شاول الملك بصوت عال عن طريق واحد يذهب له ويقول له ما يريده الرب بدون أن يستخدم هذه الوسيلة بالذات في بيت عرافة.

ثم أيضاً ما فائدة التوبيخ والإنذار بالنسبة لشاول وهو شخص لا يسمع كلام الله؟

كذلك فإن عبارة "لكي يضبطه متلبساً" عبارة غير مقبولة.

فهل يحتاج الله إلى ذلك؟  الله الكلي المعرفة، الذي يعرف كل شيء.  يعرف كيف أن شاول طلب هذه العرافة، وسألها أن تحضر له روح صموئيل النبي، ووعدها ألا يصيبها ضرر من ذلك.  والله أصغى وسمع واستجاب ليضبطه متلبس هذا مرفوض.

يقول البعض أن ظهور النبي صموئيل كان استثناء

فماذا إذن كان هذا الاستثناء؟  وما الداعي إليه؟ وهل الله عنده استثناءات في هذه الأمور المخالفة لوصاياه؟

وهل يحدث هذا الاستثناء في أمر خطير وصفه الرب بأنه رجاسة ونجاسة، وأنه أمر مكروه عند الرب، وبسببه طرد الأمم؟

الرد على ادلة الرأيين الخطأ

أولا ابدا بالرد على الاستشهاد بمقولة يشوع بن سيراخ التي يساء فهمها 

سفر يشوع بن سيراخ 46: 23

 

وَمِنْ بَعْدِ رُقَادِهِ تَنَبَّأَ، وَأَخْبَرَ الْمَلِكَ بِوَفَاتِهِ، وَرَفَعَ مِنَ الأَرْضِ صَوْتَهُ بِالنُّبُوءَةِ لِمَحْوِ إِثْمِ الشَّعْبِ.

يجب أولا ان نفهم أسلوب يشوع بن سيراخ 

يشوع بن سيراخ دائما يقول عمن قال نبوة قبل وفاته وتحققت بعد وفاته بانه تنبأ بعد رقاده. ودليل على هذا انه قال عن عظام يوسف انها تنبأت بعد موته  

سفر يشوع بن سيراخ 49

17 ولم يولد رجل مثل يوسف رئيس اخوته وعمدة الشعب
18 عظامه افتقدت وبعد موته تنب
أت

وطبعا عظام يوسف لم تتنبأ بعد موته امام الشعب ولكن كانت شهادة على تحقيق وعود الرب في نبوة يوسف التي قالها قبل موته عندما قال يوسف لإخوته في نبوة انهم سيخرجون من مصر ويأخذون عظامه معهم 

سفر التكوين 50

50 :24 وقال يوسف لإخوته انا اموت ولكن الله سيفتقدكم ويصعدكم من هذه الارض الى الارض التي حلف لإبراهيم واسحق ويعقوب 

50 :25 واستحلف يوسف بني اسرائيل قائلا الله سيفتقدكم فتصعدون عظامي من هنا 

50 :26 ثم مات يوسف وهو ابن مئة وعشر سنين فحنطوه ووضع في تابوت في مصر 

وهذا حدث 

سفر الخروج 13: 19

 

وَأَخَذَ مُوسَى عِظَامَ يُوسُفَ مَعَهُ، لأَنَّهُ كَانَ قَدِ اسْتَحْلَفَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِحَلْفٍ قَائِلاً: «إِنَّ اللهَ سَيَفْتَقِدُكُمْ فَتُصْعِدُونَ عِظَامِي مِنْ هُنَا مَعَكُمْ».


سفر يشوع 24: 32

 

وَعِظَامُ يُوسُفَ الَّتِي أَصْعَدَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ دَفَنُوهَا فِي شَكِيمَ، فِي قِطْعَةِ الْحَقْلِ الَّتِي اشْتَرَاهَا يَعْقُوبُ مِنْ بَنِي حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ بِمِئَةِ قسيطه، فَصَارَتْ لِبَنِي يُوسُفَ مُلْكًا.

إذا فهمنا ان تعبير عظامه بعد وفاته تنبأت هو المقصود به تحقيق النبوة التي قالها قبل وفاته

 

وايضا يشوع بن سيراخ قال عن جسد اليشع انه تنبأ بعد رقاده 

سفر يشوع ابن سيراخ 48

13 وتوارى ايليا في العاصفة فامتلا اليشاع من روحه وفي ايامه لم يتزعزع مخافة من ذي سلطان ولم يستول عليه أحد
14 لم يغلبه كلام وفي رقاد الموت جسده تنبا

15 صنع في حياته 
الآيات وبعد موته الاعمال العجيبة

وايضا هذا لم يحدث أن تنبأ اليشع بعد موته ولكنه قصد بها أن النبوات التي ذكرها في حياته حدثت بعد وفاته مثل ما فعل حزائيل وهي نبوة قالها في حياته وحدثت بعد وفاته 

سفر الملوك الثاني 8 

11 فَجَعَلَ نَظَرَهُ عَلَيْهِ وَثَبَّتَهُ حَتَّى خَجِلَ، فَبَكَى رَجُلُ اللهِ.
12 فَقَالَ حَزَائِيلُ: «لِمَاذَا يَبْكِي سَيِّدِي؟» فَقَالَ: «لأَنِّي عَلِمْتُ مَا سَتَفْعَلُهُ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الشَّرِّ، فَإِنَّكَ تُطْلِقُ النَّارَ فِي حُصُونِهِمْ، وَتَقْتُلُ شُبَّانَهُمْ بِالسَّيْفِ، وَتُحَطِّمُ أَطْفَالَهُمْ، وَتَشُقُّ حَوَامِلَهُمْ».
13 فَقَالَ حَزَائِيلُ: «وَمَنْ هُوَ عَبْدُكَ الْكَلْبُ حَتَّى يَفْعَلَ هذَا الأَمْرَ الْعَظِيمَ؟» فَقَالَ أَلِيشَعُ: «قَدْ أَرَانِي الرَّبُّ إِيَّاكَ مَلِكًا عَلَى أَرَامَ».

وتحقق بعد وفاته في 

سفر الملوك الثاني 13

20 وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ. وَكَانَ غُزَاةُ مُوآبَ تَدْخُلُ عَلَى الأَرْضِ عِنْدَ دُخُولِ السَّنَةِ.
21 وَفِيمَا كَانُوا يَدْفِنُونَ رَجُلاً إِذَا بِهِمْ قَدْ رَأَوْا الْغُزَاةَ، فَطَرَحُوا الرَّجُلَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ، فَلَمَّا نَزَلَ الرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ.
22 وَأَمَّا حَزَائِيلُ مَلِكُ أَرَامَ فَضَايَقَ إِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِ يَهُوأَحَازَ،
23 فَحَنَّ الرَّبُّ عَلَيْهِمْ وَرَحِمَهُمْ وَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ لأَجْلِ عَهْدِهِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْتَأْصِلَهُمْ، وَلَمْ يَطْرَحْهُمْ عَنْ وَجْهِهِ حَتَّى الآنَ.

هذا معنى بعد موته جسده تنبأ 

وتعبير وبعد موته الاعمال العجيبة وهي قيام الميت لما لمس عظام اليشع. 

ففهمنا انه عندما يقول عن شخص تنبأ بعد رقاده هو يقصد بها تحقيق نبوته بعد وفاته التي قالها وهو حي بالطبع. فصموئيل وضح ان المملكة ستنزع من شاول 

سفر صموئيل الأول 15

22 فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «هَلْ مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ كَمَا بِاسْتِمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا الاسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ، وَالإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ.
23 لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ. لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ».
24 فَقَالَ شَاوُلُ لِصَمُوئِيلَ: «أَخْطَأْتُ لأَنِّي تَعَدَّيْتُ قَوْلَ الرَّبِّ وَكَلاَمَكَ، لأَنِّي خِفْتُ مِنَ الشَّعْبِ وَسَمِعْتُ لِصَوْتِهِمْ.
25 وَالآنَ فَاغْفِرْ خَطِيَّتِي وَارْجعْ مَعِي فَأَسْجُدَ لِلرَّبِّ».
26 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «لاَ أَرْجعُ مَعَكَ لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ، فَرَفَضَكَ الرَّبُّ مِنْ أَنْ تَكُونَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ».
27 وَدَارَ صَمُوئِيلُ لِيَمْضِيَ، فَأَمْسَكَ بِذَيْلِ جُبَّتِهِ فَانْمَزَقَ.
28 فَقَالَ لَهُ صَمُوئِيلُ: «يُمَزِّقُ الرَّبُّ مَمْلَكَةَ إِسْرَائِيلَ عَنْكَ الْيَوْمَ وَيُعْطِيهَا لِصَاحِبِكَ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ.

وهذه النبوة حدثت بعد موت صموئيل وانتقلت المملكة من بيت شاول الي بيت داود

 

بقية الاعتراضات

نقرا الاعداد بدقة معا

سفر صموئيل الأول 28
وَلَمَّا رَأَى شَاوُلُ جَيْشَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ خَافَ وَاضْطَرَبَ قَلْبُهُ جِدًّا. 
فَسَأَلَ شَاوُلُ مِنَ الرَّبِّ، فَلَمْ يُجِبْهُ الرَّبُّ لاَ بِالأَحْلاَمِ وَلاَ بِالأُورِيمِ وَلاَ بِالأَنْبِيَاءِ. 
فَقَالَ شَاوُلُ لِعَبِيدِهِ: «فَتِّشُوا لِي عَلَى امْرَأَةٍ صَاحِبَةِ جَانٍّ، فَأَذْهَبَ إِلَيْهَا وَأَسْأَلَهَا». فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «هُوَذَا امْرَأَةٌ صَاحِبَةُ جَانٍّ فِي عَيْنِ دُورٍ». 
فَتَنَكَّرَ شَاوُلُ وَلَبِسَ ثِيَابًا أُخْرَى، وَذَهَبَ هُوَ وَرَجُلاَنِ مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى الْمَرْأَةِ لَيْلاً. وَقَالَ: «اعْرِفِي لِي بِالْجَانِّ وَأَصْعِدِي لِي مَنْ أَقُولُ لَكِ». 
فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «هُوَذَا أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فَعَلَ شَاوُلُ، كَيْفَ قَطَعَ أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابعِ مِنَ الأَرْضِ. فَلِمَاذَا تَضَعُ شَرَكًا لِنَفْسِي لِتُمِيتَهَا؟» 
10 
فَحَلَفَ لَهَا شَاوُلُ بِالرَّبِّ قَائِلاً: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هذَا الأَمْرِ». 
11 
فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «مَنْ أُصْعِدُ لَكَ؟» فَقَالَ: «أَصْعِدِي لِي صَمُوئِيلَ». 
12 
فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ صَمُوئِيلَ صَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَكَلَّمَتِ الْمَرْأةُ شَاوُلُ قَائِلةً: «لِمَاذَا خَدَعْتَنِي وَأَنْتَ شَاوُلُ؟» 
13 
فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «لاَ تَخَافِي. فَمَاذَا رَأَيْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِشَاوُلَ: «رَأَيْتُ آلِهَةً يَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ». 
14 
فَقَالَ لَهَا: «مَا هِيَ صُورَتُهُ؟» فَقَالَتْ: «رَجُلٌ شَيْخٌ صَاعِدٌ وَهُوَ مُغَطًّى بِجُبَّةٍ». فَعَلِمَ شَاوُلُ أَنَّهُ صَمُوئِيلُ، فَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ
15 
فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا أَقْلَقْتَنِي بِإِصْعَادِكَ إِيَّايَ؟» فَقَالَ شَاوُلُ: «قَدْ ضَاقَ بِي الأَمْرُ جِدًّا. اَلْفِلِسْطِينِيُّونَ يُحَارِبُونَنِي، وَالرَّبُّ فَارَقَنِي وَلَمْ يَعُدْ يُجِيبُنِي لاَ بِالأَنْبِيَاءِ وَلاَ بِالأَحْلاَمِ. فَدَعَوْتُكَ لِكَيْ تُعْلِمَنِي مَاذَا أَصْنَعُ». 
16 
فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «وَلِمَاذَا تَسْأَلُنِي وَالرَّبُّ قَدْ فَارَقَكَ وَصَارَ عَدُوَّكَ؟ 
17 
وَقَدْ فَعَلَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ كَمَا تَكَلَّمَ عَنْ يَدِي، وَقَدْ شَقَّ الرَّبُّ الْمَمْلَكَةَ مِنْ يَدِكَ وَأَعْطَاهَا لِقَرِيبِكَ دَاوُدَ. 
18 
لأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ وَلَمْ تَفْعَلْ حُمُوَّ غَضَبِهِ فِي عَمَالِيقَ، لِذلِكَ قَدْ فَعَلَ الرَّبُّ بِكَ هذَا الأَمْرَ الْيَوْمَ. 
19 
وَيَدْفَعُ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ أَيْضًا مَعَكَ لِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَوَغَدًا أَنْتَ وَبَنُوكَ تَكُونُونَ مَعِي، وَيَدْفَعُ الرَّبُّ جَيْشَ إِسْرَائِيلَ أَيْضًا لِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 
20 
فَأَسْرَعَ شَاوُلُ وَسَقَطَ عَلَى طُولِهِ إِلَى الأَرْضِ وَخَافَ جِدًّا مِنْ كَلاَمِ صَمُوئِيلَ، وَأَيْضًا لَمْ تَكُنْ فِيهِ قُوَّةٌ، لأَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْ طَعَامًا النَّهَارَ كُلَّهُ وَاللَّيْلَ.

21 ثُمَّ جَاءَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى شَاوُلَ وَرَأَتْ أَنَّهُ مُرْتَاعٌ جِدًّا، فَقَالَتْ لَهُ: «هُوَذَا قَدْ سَمِعَتْ جَارِيَتُكَ لِصَوْتِكَ فَوَضَعْتُ نَفْسِي فِي كَفِّي وَسَمِعْتُ لِكَلاَمِكَ الَّذِي كَلَّمْتَنِي بِهِ. 
22 
وَالآنَ اسْمَعْ أَنْتَ أَيْضًا لِصَوْتِ جَارِيَتِكَ فَأَضَعَ قُدَّامَكَ كِسْرَةَ خُبْزٍ وَكُلْ، فَتَكُونَ فِيكَ قُوَّةٌ إِذْ تَسِيرُ فِي الطَّرِيقِ». 

 

ثانيا صراخ المرأة بصوت عظيم يدل على أنها رأت شيئاً لم تتعوده فهي تعودت على شياطينها

واري ان هذا دليل واضح انه ليس صموئيل ولكن خدعه من العرافة فالذي يتكلم هو العرافة وحتى لو بأسلوب شيطاني تم تغيير صوتها ليشبه صموئيل 

ففي هذا الامر دائما العرافة تجلس على المائدة في غرفة مظلمة وتغطي وجهها وتحرق أشياء كثيرة ويصعد دخان ثم تدعي انها حضرت الروح وتبدأ تتكلم كما لو كان الروح حضر فيها رغم ان المتكلم بها عادة يكون شيطان 

نضع أمامنا بعض ملاحظات هامة، وهي:

1-المرأه العرافة لم تقل إنه صموئيل.  لم تذكر هذا الاسم، وصموئيل النبي كان شخصية معروفة جداً ومشهورة وقتذاك فهو كان قاضي إسرائيل ونبيها.  بل قالت المرأة: "رجل شيخ صاعد وهو مغطى بجبة" فهي التي تصف فقط ولا يرى أحد شيء.  وهذا الوصف ينطبق على مئات الناس بل تعبير بجبة لا يقال على روح نبي.

2-لو كانت المرأة تحضر روح صموئيل لأنه قال لها َأصْعِدِي لِي صَمُوئِيلَ، ثم رأت صموئيل، لكانت تفرح بنجاح مهمتها، لكنها "صرخت بصوت عظيم" (1صم12:28)، حتى أن شاول قال لها: "لا تخافي، ماذا رأيتِ"؟ فهذا يدل انه تمثيل منها بأسلوب السحرة والعرافين.

3-قالت المرأة: "رأيت آلهة يصعدون من الأرض" (1صم13:28).

وعبارة "ألهة" تعني أنها رأت كثيرين.  وقد قيلت عبارة "آلهة" عن ألهة الأمم، "لأن كل آلهة الأمم شياطين" (مز5:96).  وقيل عن الشيطان أنه "إله هذا الدهر" (2كو4:4).  

4-لم يقل الكتاب أن شاول قد رأى صموئيل. فشاول لم يرى شيء ولكن كل هذا وصف العرافة وأسلوب التمثيل والمؤثرات مثل الصراخ وغيره.

بل قيل إنه عندما قالت المرأة: "أرى آلهة يصعدون من الارض"، سأل شاول الملك: "ما هي صورته"؟  فلما وصفته وقع على وجهه إلى الأرض وسجد.  لأن صموئيل بالنسبة إلى شاول هو شخص مهاب.  شاول استنتج من وصف العرافة أنه صموئيل، وسجد إلى الأرض دون أن يراه، ولكنه سمع الصوت الخارج من عرافة ولم يرَ.

فلا الصاعد من الأرض قال إنه صموئيل.  ولا العرافة قالت إنه صموئيل.  إنما شاول استنتج أنه صموئيل دون أن يراه.

ورغم أنه لم يظهر ولكن جدلا حتى إن كان الذي ظهر له شكل صموئيل، يقول الكتاب:

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11: 14

 

وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ!

وليس فقط إلى شكل صموئيل.

أما عبارة "قال صموئيل" وأمثالها، فهي لا تدل على أنه صموئيل النبي، وإنما ما ظنوه أنه صموئيل.

والكتاب المقدس يستخدم هذه الأساليب، بأن يسمي الناس حسب معتقداتهم.  ومن أمثلة ذلك:

* فقد قال الرب: "إن قام في وسطك نبي أو حالم حلماً، وأعطاك آية أو أعجوبة، ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلاً: لنذهب وراء آلهة أخرى لا تعرفها.  فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم.  لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم؟" (تث3-1:13).

هنا سماه الرب نبياً، مع أنه ليس نبيا بل يدعو لإتباع آلهة أخرى.  ولكنه استخدم التعبير المألوف.

* في حديث إيليا النبي متحدياً أنبياء البعل أن يصلوا لإلههم، قال لهم: "ادعوا بصوتٍ عالٍ، لأنه إله لعله مستغرق في خلوة أو في سفرة، أو لعله نائم فيستيقظ!" (1مل27:18).

فاستخدم ايليا النبي تعبير (إله) مع أنه يتحدث في تهكم عن صنم للأمم.

كيف يُقال عن صموئيل النبي العظيم، إنه ألهه وأنه أتى صاعداً من الأرض؟ 

إنه تعبير لا يليق بكرامة الأنبياء.

فلو كان الله يريد أن يظهر صموئيل ليبكت شاول، أو ليحمل له إنذارا، ما كان أسهل أن يجعله يظهر بأسلوب أكثر وقاراً، وليس صاعداً من الأرض من خلال عرافة، الأمر المُحاط بالريبة والشك.

 

ثالثا معرفة المرأة لشاول كدليل أن صموئيل أخبرها. 

أولا الشيطان يستطيع أن يخبرها

ثانيا شاول كان مميزا من كل الشعب ويسهل بشده معرفته مهما تخفي والدليل 

سفر صموئيل الأول 9: 2 

وَكَانَ لَهُ ابْنٌ اسْمُهُ شَاوُلُ، شَابٌّ وَحَسَنٌ، وَلَمْ يَكُنْ رَجُلٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَحْسَنَ مِنْهُ. مِنْ كَتِفِهِ فَمَا فَوْقُ كَانَ أَطْوَلَ مِنْ كُلِّ الشَّعْبِ

وايضا 

سفر صموئيل الأول 10 :23 ف

َرَكَضُوا وَأَخَذُوهُ مِنْ هُنَاكَ، فَوَقَفَ بَيْنَ الشَّعْبِ، فَكَانَ أَطْوَلَ مِنْ كُلِّ الشَّعْبِ مِنْ كَتِفِهِ فَمَا فَوْقُ.  فهل لو حاول اخفاء وجهه هل يمكنه اخفاء طوله الذي هو معروف ومميز به وسط كل الشعب جميعا ؟؟؟؟؟

ثالثا هو تكلم معها بسلطان أنه يستطيع أن يحميها فلا يلحقها أثم بل حلف لها. 

وهذا تأكيد انها عرفته من اللحظة الاولي وبهذا يكون دليل اخر على خداعها ومكرها الشرير

 

رابعا يقول صموئيل لشاول: "لماذا أقلقتني، بإصعادك إياي؟" (1صم15:28) ويستخدمونه كدليل للتوبيخ!

هل يستطيع شاول المرفوض من الله، أن يُقلِق صموئيل النبي العظيم؟  وهل يستطيع إصعاده من حيث هو؟ 

وكما وضحت أن الكتاب ذكر أن روح الأنبياء خاضعة للأنبياء

ولو كان صموئيل النبي مرسلاً من الله لضبط شاول في استخدامه العرافة و(الجان)، فهل يُعقَل وهو مُرسَل من الله أن يقول لشاول: "لماذا أقلقتني؟" وأن يقول له: "اصعادك اياي"؟

عبارة "أصاعدك اياي" تعني أن شاول هو الذي أصعده، وليس أن الله هو الذي أرسله؟  إلا لو كانت مشيئة الله منطبقة على مشيئة شاول والعرافة، وحاشا أن يكون ذلك.

عبارة "أقلقتني" تدل على أنه جاء على الرغم منه مكرهاً!

بل تدل أيضاً على أن كان متذمراً على ذلك الوضع، وطبعاً لا يمكن أن يتذمر إن كان الله قد أرسله إلى شاول.  كما أنه لو كان جاء من تلقاء نفسه ما كان يقول: لماذا أقلقتني.

وهل من المعقول أن يرسل الله رسالة إلى شاول المرفوض؟

حيث لم تكن هناك صلة ولا شركة بين الله وشاول.  بل كانت هناك خصومة.  وقد رفضه الله، ونزع روحه منه، وبغته روح رديء من قبل الرب (1صم14:16).  ورفض الله أن يجيبه: لا بالاحلام ولا بالاوريم ولا بالانبياء (1صم6:28).  وكان شاول يعرف ذلك جيداً، وقد قاله (1صم18:28).

فما معنى أن يعود الله ليكلمه؟  وعن طريق العرافة و(الجان)؟

وما كان شاول يستجيب لشيء من كلام الله إليه.  فالكلام معه لا يفيد.  هذا الذي "أسلمه إلى ذهن مرفوض" (رو28:1). بل أيضا كلمات الروح الذي ظهر لشاول ليست فيها دعوة للتوبة والتصالح مع الله لا للصلاة والتبكيت بل هو وضع شاول في حالة يأس خطيرة بلا أي رجاء وهذه دائما ضربة الشيطان وهي ضربة اليأس.

فالذي قال هذا التعبير هو تمثيل من المرأة بأسلوب شيطاني. 

 

خامسا تنفيز النبوة 

فالكلام الذي نُسِبَ إلى صموئيل أنه قال لشاول ليس نبوءة لأنه قيل له قبل ذلك بأسلوب مختلف، في (1صم28:15): "يمزق الرب مملكة إسرائيل عند اليوم، ويعطيها لصاحبك الذي هو خير منك".

الأمر الذي يستشهد به هو الكلام الذي قيل، وكيف يكون هذا الكلام كلام صموئيل.  

17 وَقَدْ فَعَلَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ كَمَا تَكَلَّمَ عَنْ يَدِي، وَقَدْ شَقَّ الرَّبُّ الْمَمْلَكَةَ مِنْ يَدِكَ وَأَعْطَاهَا لِقَرِيبِكَ دَاوُدَ. 
18 
لأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ وَلَمْ تَفْعَلْ حُمُوَّ غَضَبِهِ فِي عَمَالِيقَ، لِذلِكَ قَدْ فَعَلَ الرَّبُّ بِكَ هذَا الأَمْرَ الْيَوْمَ
19 
وَيَدْفَعُ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ أَيْضًا مَعَكَ لِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَغَدًا أَنْتَ وَبَنُوكَ تَكُونُونَ مَعِي، وَيَدْفَعُ الرَّبُّ جَيْشَ إِسْرَائِيلَ أَيْضًا لِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».

مع ملاحظة يوجد عدة إشكاليات في نص الكلام الذي قاله الشيطان هنا

ا-لم تحدث الحرب في ثاني يوم بل تأخرت بسبب موقف داوود ومحاولة لخيش اشراك داوود ورجاله في الحرب وتاجل الامر ثلاثة ايام 

سفر صموئيل الأول 30: 1

 

وَلَمَّا جَاءَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ إِلَى صِقْلَغَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، كَانَ الْعَمَالِقَةُ قَدْ غَزَوْا الْجَنُوبَ وَصِقْلَغَ، وَضَرَبُوا صِقْلَغَ وَأَحْرَقُوهَا بِالنَّارِ،

حتى يرجع داوود ولا يصعد معهم للحرب (1صم 29 :1-11) وبعد هذا تمت الحرب اي انها لم تحدث في الغد كما قال وهذا الكذب الاول 

ب-لم يدفع الله الاسرائيليين ليد الفلسطينيين بل هربوا وسقط قتلى ولكن عددهم كان قليل لان التركيز كان على شاول وبنيه 

سفر صموئيل الأول 31: 

 31 :2 فشد الفلسطينيون وراء شاول و بنيه و ضرب الفلسطينيون يوناثان و ابيناداب و ملكيشوع ابناء شاول 

31 :3 و اشتدت الحرب على شاول فاصابه الرماة رجال القسي فانجرح جدا من الرماة 

31 :4 فقال شاول لحامل سلاحه استل سيفك و اطعني به لئلا ياتي هؤلاء الغلف و يطعنوني و يقبحوني فلم يشا حامل سلاحه لانه خاف جدا فاخذ شاول السيف و سقط عليه 

31 :5 و لما راى حامل سلاحه انه قد مات شاول سقط هو ايضا على سيفه و مات معه 

31 :6 فمات شاول و بنوه الثلاثة و حامل سلاحه و جميع رجاله في ذلك اليوم معا 

31 :7 و لما راى رجال اسرائيل الذين في عبر الوادي و الذين في عبر الاردن ان رجال اسرائيل قد هربوا و ان شاول و بنيه قد ماتوا تركوا المدن و هربوا فاتى الفلسطينيون و سكنوا بها 

فلم يدفع الرب كل إسرائيل الي الفلسطينيين ليقتلوهم وأيضا لم يدفع كل جيش إسرائيل بالكامل في يد الفلسطينيين وهذه المخالفة الثانية

ج-تعبير ” وغداً أنت وبنوك تكونون معي".

كيف يكون روح الملك الشرير شاول مع روح النبي صموئيل؟ هذا أمر مستحيل: أن شاول الملك الذي رفضه الرب وبغته روح رديء من قِبَل الرب (1صم14:16)، ليس ممكناً أن يكون مع صموئيل النبي العظيم.  من المعقول أن يُقال إن شاول وابنه سيموتان، ولكن ليس معقولاً أن يقول صموئيل لشاول: "وغدا انت وبنوك تكونون معي" (1صم19:28)!  بل حتى روح شاول لا يمكن أن تكون مع روح ابنه يوناثان.

والدليل في ذلك قول أبينا إبراهيم لغني لعازار: "وفوق هذا كله، بيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت.  حتى أن الذين يريدون العبور من ههنا إليكم، لا يقدرون.  ولا الذين من هناك يجتازون إلينا" (لو26:16).

د-لم يمت أبناء شاول كلهم بل ثلاثة فقط وهم يوناثان وابينداب وملكيشوع ولكن ايشبوشث وأرموني ومفيبوشث لم يموتوا فهي نبوة لم تكن دقيقة 

أيضاً لم يستخدم الله هذه الطريقة من قبل.  أي أنه يرسل رسالة أو إنذارا لأحد من الناس عن طريق (الجان)، أو تحضير الأرواح، أو استشارة الموتى، الأمر الذي سبق فمنعه من قبل.

وما حدث بموته هو سلطة تصديق الشيطان اسلوب الشيطان فانه يضيف كلام كذب على كلام ربنا الصادق فهو يذكر نصف الحقيقة ويكملها بكذب. 

فنبوات الروح الذي ظهر لا يحتاج لذكاء فهو يعرف قوة جيش الفلسطينيين وضعف جيش شاول وأنها معركة خاسرة وبخاصة أن الله فارق شاول وأيضا داود والابطال فارقوا شاول وأن الفلسطينيين لن يهدئوا إلاّ لو تخلصوا من شاول.

 

سادسا طيبة العرافة وتعاملها مع شاول برفق 

بعد ما اوضحت يكون من المؤكد ان هذا التصرف ايضا من مكرها وخادعها لأنها مهددة بالقتل علي يد شاول الذي قتل كل السحرة والعرافين ففعلت كل هذا لكي تدعي انها شخصية طيبة بعد أن نجحت في أن تجعل حالته النفسية سيئة ليتشاغل بالأمر ولا يتفكر في قتلها 

 

وايضا عدد مهم جدا يؤكد ان الروح هو روح عرافه وليس روح صموئيل النبي 

سفر صموئيل الاول 15 

15: 34 وذهب صموئيل الى الرامة واما شاول فصعد الى بيته في جبعة شاول 

15: 35 ولم يعد صموئيل لرؤية شاول الى يوم موته لان صموئيل ناح على شاول والرب ندم لأنه ملك شاول على اسرائيل

وهذا يؤكد ان الذي ظهر ليس صموئيل 

 

وفي النهاية يوجد دليل من الكتاب المقدس ايضا يفهم منه ان هذا هو جان وليس روح صموئيل 

سفر أخبار الأيام الأول 10: 13

 

فَمَاتَ شَاوُلُ بِخِيَانَتِهِ الَّتِي بِهَا خَانَ الرَّبَّ مِنْ أَجْلِ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي لَمْ يَحْفَظْهُ. وَأَيْضًا لأَجْلِ طَلَبِهِ إِلَى الْجَانِّ لِلسُّؤَالِ،

ولن يقال لو كان الذي ظهر صموئيل ان يلقب بجان.

وملخص ما قدمت 

  1. هو خداع شيطاني فالشيطان "يغير شكله إلى ملاك نور" (2كو 11: 14+2تس 4:2) لنعلم خداعاه واشتركت فيه العرافة الشريرة.

  2. نبوات الروح الذي ظهر لا يحتاج لذكاء فهو يعرف قوة جيش الفلسطينيين وضعف جيش شاول وأنها معركة خاسرة وبخاصة أن الله فارق شاول وأن الفلسطينيين لن يهدأوا إلاّ لو تخلصوا من شاول.

  3. كلمات الروح لشاول ليست فيها دعوة للتوبة والتصالح مع الله بل هو وضع شاول في حالة يأس خطيرة بلا أي رجاء وهذه دائما ضربة الشيطان.

  4. رُعب المرأة هو تمثيلية متقنة منها ومعرفتها لاسم شاول قد دلها عليه شياطينها.

  5. الكتاب يرفض اي عرافة او سحر

 

تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الإباء في الذي ظهر 

 ما هو رأي الآباء في الروح الذي ظهر لشاول؟

يرى القديس هيبوليتس أن شاول لم يرى صموئيل، إنما كان ذلك خداعًا. أما ما أنبأ به الشيطان فهو نتيجة طبيعية (هزيمة شاول) لغضب الله عليه، وكأنه بطبيب ليس له معرفة بعلم الطب رأى المريض في حالة خطيرة فأنبأه بموته. هكذا عرف الشيطان غضب الله على شاول من تصرفات شاول نفسه مقدمًا له المشورة خلال الجان، مخبرًا إياه بهزيمته وموته، لكنه أخطأ في تحديد يوم موته.

العلامة ترتليان

*     استشار شاول الميت بعد فقدانه الله الحيّ. حاشا لنا أن نظن أن نفس أي قديس-بالأكثر نفس نبي -تُستدعى (من مكان راحتها في الجحيم) بواسطة شيطان. "إننا نعلم أن الشيطان نفسه يغير شكله إلى ملاك نور" (2 كو 11: 14)، فبالأكثر إلى رجل نور، بل وسيُظهر نفسه في النهاية أنه هو الله (2 تس 2: 4) ويعطي آيات وعجائب" حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضًا" (مت 24: 24). في الحالة السابقة تردد بقوة ليثبت نفسه أنه نبي الله خاصة بالنسبة لشاول الذي كان يقطن فيه. 

يرى القديس باسيليوس الكبير أن شاول رأى أرواحًا شريرة دعيت آلهة كما جاء في (مز 96: 5، مز 10: 11 الترجمة السبعينية).

 

معنى روحي بسيط في النهاية

شاول رمز للإنسان الخاطئ الذي يرفض التوبة يستمر من ضعف الي ضعف ومن خطية الي خطية أكبر فيجب أن ننتبه للخطايا الصغيرة 

سفر نشيد الإنشاد 2: 15

 

خُذُوا لَنَا الثَّعَالِبَ، الثَّعَالِبَ الصِّغَارَ الْمُفْسِدَةَ الْكُرُومِ، لأَنَّ كُرُومَنَا قَدْ أَقْعَلَتْ.

لأنها لا تقف عند هذا الحد بل تقود لما هو أكبر الي الهلاك.

رسالة يعقوب 1: 15

 

ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا.

 ولهذا دائما يحذرنا الكتاب من ان الخطية تجرح وتقتل 

سفر الأمثال 7: 26

 

لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ.

ومن يستسلم للخطية يكون له أشر. فالشيطان يبدأ مع الانسان بخطية تافهة في نظر الانسان ثم يتدرج معه الي الهلاك

الامر الثاني وهو أن لا نغار من بعض بل نستمر في شركة القديسين فيقول القديس يوحنا الذهبي الفم أن ما وصل إليه شاول من انحطاط وانهيار حتى التجأ إلى صاحبة جان جاء كثمرة لانفصاله عن داود كقائد عظيم وقوي، فبفقدانه خسر الكثير، إذ يقول: [إلى أن انفصل عن داود لم يسقط (شاول) في حرب ما، فكان كلاهما في أمان ومجد، إذ كان مجد القائد يعبر إلى الملك

الانسان الخاطئ في الضيقة تظهر صفاته فلقد ظهر ضعف شاول الشديد وانهياره إذ: 

أ. خاف واضطرب قلبه جدًا عندما رأى جيش الفلسطينيين.

ب. انهار أمام عبيده الذين يعرفون أنه سبق أن نفى أصحاب الجان، وها هو يطلب منهم أن يفتشوا عن امرأة صاحبة جان؛ موقف مخز أمام عبيده.

ج. خاف لئلا تخشاه المرأة فتنكر ولبِس ثيابًا أخرى؛ صورة مخزية لأنه ترك الرب اكليل بهاؤه.

د. ذهب إليها في عين دور، سار نحو عشرة أميال، محتملاً التعب ومتعرضًا للخطر حيث كان أعداء في شونم بين جلبوع وعين دور.

ه. غالبًا ما عرفته المرأة بسبب طول قامته عن كل الشعب، فتظاهرت بعدم ممارستها هذه الأمور، أما هو فبجهل حلف بالرب أنه لن يؤذيها لأنه فقد الحكمة لترك الرب.

و. ظهر الشيطان في شكل صموئيل النبي مُغطى بجبة وشاول لم يتوب بل كمّل هذا الطريق الشرير؛ دخل في حوار مع الروح الظاهر له والمتحدث باسم صموئيل، فخّر شاول على وجهه إلى الأرض وسجد، وبعد الحوار سقط على الأرض بطوله وخاف جدًا. إنها سلسلة من الانهيارات والمتاعب عاشها شاول في آخر حياته.

ما أبعد الفارق بين مواجهة شاول الملك للموت إذ ختم حياته بصورة مخزية بعصيانه الرب حتى آخر أيام حياته، ومواجهة الابرار للموت مثل بولس الرسول، إذ يقول: "وقت انحلالي قد حضر، قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا قد وضع لي إكليل البر" (2 تي 4: 6-8).

الإنسان الفاسد داخليًا يجمع لنفسه مرارة من يوم إلى يوم حتى اللحظات الأخيرة من حياته، وأما الروحي فيخزن في أعماقه أمجادًا متلاحقة تملأ أعماقه فرحًا حتى نهاية حياته على الأرض. 

ومع هذا فإن الله لا يغلق الباب أمام الأول طالبًا توبته ولو في النفس الأخير كما حدث مع اللص اليمين، ولا يليق بالآخر أن يتهاون لئلا يسقط. 

 

والمجد لله دائما