مثل الوكيل الحكيم ( وكيل الظلم سابقا ) لوقا 16: 1-9

وكيل الظلم. لوقا 16

Holy_bible_1


لايقبل البعض هذا المثال ويقولون كيف يمدح انسان غني وكيله الحرامي في تبديد امواله ؟


والرد


الاعداد


لوقا 16

16: 1 و قال ايضا لتلاميذه كان انسان غني له وكيل فوشي به اليه بانه يبذر امواله

16: 2 فدعاه و قال له ما هذا الذي اسمع عنك اعط حساب وكالتك لانك لا تقدر ان تكون وكيلا بعد

16: 3 فقال الوكيل في نفسه ماذا افعل لان سيدي ياخذ مني الوكالة لست استطيع ان انقب و استحي ان استعطي

16: 4 قد علمت ماذا افعل حتى اذا عزلت عن الوكالة يقبلوني في بيوتهم

16: 5 فدعا كل واحد من مديوني سيده و قال للاول كم عليك لسيدي

16: 6 فقال مئة بث زيت فقال خذ صكك و اجلس عاجلا و اكتب خمسين

16: 7 ثم قال لاخر و انت كم عليك فقال مئة كر قمح فقال له خذ صكك و اكتب ثمانين

16: 8 فمدح السيد وكيل الظلم اذ بحكمة فعل لان ابناء هذا الدهر احكم من ابناء النور في جيلهم

16: 9 و انا اقول لكم اصنعوا لكم اصدقاء بمال الظلم حتى اذا فنيتم يقبلونكم في المظال الابدية

16: 10 الامين في القليل امين ايضا في الكثير و الظالم في القليل ظالم ايضا في الكثير

16: 11 فان لم تكونوا امناء في مال الظلم فمن ياتمنكم على الحق

16: 12 و ان لم تكونوا امناء في ما هو للغير فمن يعطيكم ما هو لكم

16: 13 لا يقدر خادم ان يخدم سيدين لانه اما ان يبغض الواحد و يحب الاخر او يلازم الواحد و يحتقر الاخر لا تقدرون ان تخدموا الله و المال

16: 14 و كان الفريسيون ايضا يسمعون هذا كله و هم محبون للمال فاستهزاوا به


دعنا نفكر فيه ونفسره بمستي لفظي ثم بالمستوي الروحي الرمزي

اولا لفظيا

انسان غني يستامن وكيل علي امواله

الوكيل هو انسان غير امين وصف انه وكيل ظلم هو لا يملك الاموال لانه لم يصنعها ولكن وظيفته المؤقته انه يحافظ عليها ويتاكد من جمعها بامانه للغني ولكنه وصف بوكيل الظلم لانه لم يقم بوظيفته علي اكمل وجه ولكنه يبذر هذا المال الذي لايملكه

وحتي هذه اللحظه لايمدح هذا الوكيل بل يذم . ويقرر الغني انه يستحق العقاب فدعاه بعدما عرف عدم امانته وقال له ان اخطاؤه صارت علانيه وسمع بها وهنا تقرر ان يقدم حساب الوكاله الذي كان متوقع ان يقدم حساب سيئ فياخذ عقابه وهو عرف من الاول ان عقابه انه سيطرد من الوكاله بعد تقديم الحساب . وايضا حتي الان لم يمدح علي شئ بل نري ان الغني قرر عقابه

وهنا يبدر الوكيل ان يرجع الي نفسه ويتسائل ماذا افعل لانه اخيرا اكتشف خطؤه وعرف ان حياة الامانه كانت افضل لان المتعه الشريره بالمال كانت مؤقته ولن تفيده شئ في مستقبله الذي سيؤل الي الفقر والاحتياج ولن يستطيع ان يسرق البيوت ولا ان يستعطي بعد ان كانت له هذه المكانه المرموقه وعالم انه خاسر للوكاله قريبا التي ياخذ منها دخله

ويبدا في التفكير في المستقبل والانسان الذي يفكر في مستقبله هذا انسان يظهر بعض الحكمه ونجده يضع خطوات منطقيه للمستقبل فهو عالم انه مؤكد انه سيترك الوكاله ولن يكون له مصدر رزق و يجب ان يفعل شئ قبل ترك اوكاله لانه بعد ترك الوكاله سيكون سلم الفلس الاخير وهو الان السيد وضع تحفظ علي الاموال فلن يستطيع ان يختلس ما هو اكثر من ذلك ولن يكون معه مال في المستقبل القريب وستلاحقه سمعته الشريره وهنا هو عرف انه له فرصه واحده فقط ان يستثمر سمعته الشريره في ان يحولها في صالح الناس فيدينهم بهذه الخدمه فيكون له الحق في ان يطلب ان يقيم عندهم بمقدار الخدمه التي قدمها لهم

فيبدا في ذلك ويدعي كل واحد من المديونين وهو لايملك المال ولكن من خصائص وظيفته ان يتحكم في مقدار الدين ويبدا في مسامحتهم في نصف الدين. ونلاحظ انه عفاهم عن نصف مقدار الزيت والخمر فعفي الاول عن خمسين بث زيت والبث هو 40 لتر فهو عفاه من 2000 لتر زيت وهذا كم كبير وايضا الثاني عشرين كر قمح والكر 350 كجم فهو عفاه من 7000 كجم قمح وهذا مقدار ضخم فيستطيع هذا الوكيل في المستقبل القريبا ان يطلب من هذا المديون فقط ان يقيم عنده فتره بالطبع تكلفة اقامته ستكون اقل من 2000 لتر زيت اوالمديون الثاني الذي عفاه من 7000 كجم قمح بالطبع سيكون من حق الوكيل ان يطالبه بان يستضيفه في المقابل وبالطبع فعل هذا مع اخرين لانه دعي كثيرين من المديونين لسيده

وهنا سياق الكلام يتغير والسيد المسيح يمدح وكيل الظلم الذي يستحق لقب وكيل ظلم فهو خاطئ وغير امين فهو ظالم فعلا ولكنه مدحه ليس علي كل الموقف ولكن فقط علي تصرفه الاخير بحكمه ارضيه للتجهيز لمستقبله بعد طرده من الوكاله

مع ملاحظة ان وكيل الظلم هذا كان يمكنه ان يختلس نصف الدين او ربعه بدل من ان يتنازل عن نصف الدين للمديونين بمعني انه كان ممكن ان ياخذ 7000 كجم قمح وان ياخذ 2000 لتر زيت من كل منهم او ان يناصفهم فيخفض الدين الي النصف ويتنازل عن الربع وياخذ لنفسه الربع اي 3500 كجم قمح و 1000 لتر زيت ولكنه لم يفعل ذلك فهو لا يسرق ولكنه كان يبذر اي يصرف ببزخ ويتنازل عن بعض الديون والدليل انه ليس بسارق ان العدد لم يقول ذلك وايضا هو لا يوجد معه شيئ يؤمن مستقبله فلو كان سارق لكان عنده الكثير.

ومره اخري لم يمدحه علي التبذير ولم يمدحه علي تبديد اموال سيده ولم يمدحه ايضا علي تنصيف اموال سيده عند المديونين في خساره اكبر ولكن فقط في التجهيز لمستقبله

وللتوضيح اكثر قد يكون انسان محكوم عليه وسيعاقب بجريمه كبري واثناء استجوابه قد يجاوب علي سؤال بحكمه رغم ان الاجابه لن تعفيه من العقاب ولكن قد يمدح الحاضرين ذكاؤه في اجابة السؤال رغم انهم يعرفون انه اخطا ويدان

ايضا نري ان القادة الحربيين لو كانوا حكماء ممكن ان يمدحوا اعداؤهم لو صنعوا امر بذكاء رغم انهم اعداؤهم الذين يقاتلونهم

فالمدح هو علي تصرف واحد فقط وليس مدح علي كل السلوك

والعدد لفظيا يشهد بذلك فهو يقول

16: 8 فمدح السيد وكيل الظلم اذ بحكمة فعل لان ابناء هذا الدهر احكم من ابناء النور في جيلهم

فهو لم يمدح علي عدم الامانة وتبديد مال سيده ولكن مدح فقط انه فكر في مستقبله بعد طرده واستيفاء عقابه


ولكن الامر المهم ان ما يقوله المسيح هو مثل فمن يترك مغزي المثل ويركز علي حرفيته فهو تاه عن الهدف الاصلي وركز في فرعيات لن تقوده الي شيئ


المعني الرمزي

السيد المسيح يتكلم في الاصحاح 15 عن الخروف الضال والدرهم المفقود والابن الضال وفي الثلاث امثله يتكلم عن محبة الله للانسان ومحبة الانسان لله وهي الوصيه الاولي التي قال عنها رب المجد

إنجيل مرقس 12: 30

وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى.


ووضح رب المجد ان يوجد وصيه ثانيه مثلها فقال

إنجيل مرقس 12: 31

وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ».

فبالطبع نتفهم بان في الاصحاح 16 سيتكلم عن الوصيه الثانيه وهي محبة القريب فذكر هنا كيف نحب القريب بطريقه عمليه بمثال وكيل الظلم ولعازر والغني

ونفهم بالطبع انه سيركز علي كيف ان يفيد الانسان الاخرين

ونلاحظ معا ان رب المجد لو ضرب امثله بمحبة اقاربي او زملائي في الشغل او اي انسان من نفس الشعب سيكون المعني غير واضح لانه بالطبع حتي العشارين والخطاه يعرفون كيف ان يحبوا اقاربهم اكثر من الغرباء ويحبوا بني جنسهم اكثر من الاعداء لهذا كان المثلين الذين استخدمهما رب المجد دقيقين جدا للتعبير عن محبة الاخر فالاول وكيل الظلم تعامل مع المديونين الذين بالطبع لا يحبون دائنهم وفكر في الاخرين ليكون معهم في حياة شركه بعد طرده من الوكاله وقدم مثال جيد والمثال الثاني هو مثال لعازر والغني ( وبالطبع رب المجد قدم مثال السامري في الاصحاح 10 ) وكيف عوقب الغني لعدم محبته للاخرين وبالطبع هذا الغني يحب اقرباؤه ولكنه لم يحب لعازر الفقير

والله يريد ان يوضح ان محبتك للاخرين هي ايضا مرتبطه بمحبتك لله في نفس الوقت لانك لو تريد ان تحيا مع الله لابد ان تحب الاخرين الذين ستحيا معهم في حياة شركه مع الله فان رفضتهم سترفض من الله وان قبلتهم فستقبل امام الله علي الاقل لاجل شفاعتهم لان الله لن يحزن قلب احباؤه

ونبدا المثال معا

المثال باختصار هو كيف لو اخذنا عطية مال من الله فاصبحنا اغنياء لان الله وكلنا علي اموال كيف نتصرف بهذا المال مع اخوة الرب.

انسان غني = هو الله ونتاكد من ذلك لمدحه للوكيل لان الله يعطي بسخاء ولا يعاير اما اي انسان ارضي لن يمدح الذين يبددون امواله فالوكيل بدد امواله في الاول وفي الاخر ايضا

والرب هو الغني لانه قال

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 10: 12

لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ بَيْنَ الْيَهُودِيِّ وَالْيُونَانِيِّ، لأَنَّ رَبًّا وَاحِدًا لِلْجَمِيعِ، غَنِيًّا لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِهِ.


رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 11: 33

يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ!


رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 8: 9

فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ.


له وكيل = هو اي انسان

إنجيل لوقا 12: 42

فَقَالَ الرَّبُّ: «فَمَنْ هُوَ الْوَكِيلُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الْعُلُوفَةَ فِي حِينِهَا؟

وهو خلق ادك ليكون وكيل علي الارض

سفر التكوين 2

2: 15 و اخذ الرب الاله ادم و وضعه في جنة عدن ليعملها و يحفظها


وهو من يقبل ان يعمل امام الله بامانه

ولكن البعض ياخذ من الله عطيه مثل مال او صحة او ذكاء او غيره من عطايا الله الكثيره ولا يكون امين عليها

فوشي به اليه = الواشي هو الشيطان

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 10

وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا قَائِلاً فِي السَّمَاءِ: «الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلاً.


يبذر امواله = امانة الله في ايدينا فنحن لانملك المال ولكن امناء عليه ولذلك نقول من يدك اعطيناك

فدعاه = الله ينذر كل انسان وفي النهاية انت بلا عزر ايها الانسان الذي قال عنك الرب

إنجيل لوقا 13: 8

فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدُ، اتْرُكْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً.


الانسان الخاطي نوعان الاول يخطئ ويندم ويجاهد ضد الخطيه ولا يفتخر بالخطيه وهذا الرب يسنده في حياة التوبه

والنوع الثاني هو الذي يخطئ ولا يندم ولا يجاهد ضد الخطيه بل يتلذذ بصنعها ويصل الامر انه يفتخر بخطيته

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 3: 19

الَّذِينَ نِهَايَتُهُمُ الْهَلاَكُ، الَّذِينَ إِلهُهُمْ بَطْنُهُمْ وَمَجْدُهُمْ فِي خِزْيِهِمِ، الَّذِينَ يَفْتَكِرُونَ فِي الأَرْضِيَّاتِ.


وحتي هذا الانسان ينذره الله ولكنه ينذره بقوه او بضربه لكي لا يهلك الي الابد بل يرجع ويتوب

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 2: 4

أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟


اعط حساب وكالتك = هو نهاية الانسان بموته الذي لا يستطيع بعدها ان يعمل خير او شر ويقف امام الله في الدينونه

لاتقدر ان تكون وكيلا بعد = اي ان وزنة المال لن تذهب معه الي القبر بانتهاء زمن وكلاته ( هذا ردا علي من يؤمن بتناسخ الارواح هو فكر خاطئ )

فقال الوكيل في نفسه = مثلما قال الابن الضال

إنجيل لوقا 15: 17

فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا!


وهذا ما يريدنا الرب ان نفعله . الانسان يجب عليه باستمرار ان يحاسب نفسه ويرجع الي نفسه ويفكر باستمرار في ابديته ماذا سيفعل بعد ان يقدم حساب وكالته

ماذا افعل = وهذا معناه اكتشاف الخطأ والخطيه وهو اول طريق التوبه

لست استطيع ان انقب = وهذا شئ جيد فهو كان له ان يستاجر بمال سيده بعض الاشرار ويكمل طريق الشر ولكنه لانه بدا طريق التوبه يرفض ان يرتكب خطيه اشر

سفر التكوين 39: 9

لَيْسَ هُوَ فِي هذَا الْبَيْتِ أَعْظَمَ مِنِّي. وَلَمْ يُمْسِكْ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَكِ، لأَنَّكِ امْرَأَتُهُ. فَكَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟».


استحي ان استعطي = لعدم وجود داله بسبب المحبه وهنا اكتشف ان لو كان تعامل مع الاخرين بمحبه لكان له داله عندهم وهي شفاعة الاخرين والقديسين

قد عملت = وهو مرحله ثانية في التوبه وهو الاعتراف بانه فعلا اخطأ ويقر الانسان امام الله بخطيته ويتفكر في ابديته

عزلت عن الوكاله = الموت وهو الانسان الي يتفكر في ابديته

يقبلوني في بيوتهم = ملكوت السموات ينسب لابناء ربنا الذين هم مساكين بالروح ومطرودين

إنجيل متى 5: 3

«طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.


إنجيل متى 5: 10

طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.


فدعا كل واحد = طريق القداسه ان يبدا بان يحيا الانسان حياة التوبه وايضا ان يعمل في خدمة اولاد الله

مديوني سيده = هم اخوة الرب المحتاجين الذين لو عمل انسان علي خدمتهم فانه كما لو كان خدم رب المجد نفسه

متي 25: 40

فيجيب الملك ويقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم

فمن يخدم اخوة الرب يخدم رب المجد نفسه ويكسب صداقتهم وشفاعتهم ايضا وهو بذلك يقبل في الملكوت

كم عليك = رغم انه يعلم جيدا فهو الوكيل القائم علي الحسابات ولكنه يريد ان يوضح بطريقه جميله انه سيقدم له معروف ليتذكر مثلما من يقدم شئ للاخر ويطلب منه في المقابل ان يذكره في صلاته

مئة بث زيت = مئة في الكتاب رمز للبركات والزيت رمز لعمل الروح القدس فهنا هو البركات الممنوحه بالروح القدس وهنا يقصد ان الانسان بخدمته لاخوة الرب مهما كان جنسهم فهو يشترك معهم في بركات الروح القدس

خذ الصك = الحريه فالانسان الذي يحرر اخوه من ضيقه ماليه ينال الحريه مع الرب في الملكوت

اجلس = الاضافه بغم ان له سلطان عليهم ولكنه يتعامل معهم برفق الان فيطلب منه ان يجلس وهو التعامل مع اخوة الرب باكرام لهم وليس بمهانة

عاجلا = وهو الذي طلبه الرب مننا ان نسرع في الاستجابه لطلبات المحتاجين ( لوقا 11 : 5- 8 )

اكتب خمسين = رقم خمسين هو رمز للحريه مثل سنة اليوبيل وايضا الحريه في المسيح يوم الخمسين وحلول الروح القدس فهو يقصد به الانسان الذي يحرر اخيه من قيد الضيقه يحرره الله من قيد دين الخطيه ويقبله في الملكوت

كر قمح = القمح رمز لجسد رب المجد الخبز النازل من السماء وهو يعني الاشتراك في جسد الرب ودمه وارشاد الاخرين الي طريق الخلاص

اكتب ثمانين = 10* 8 = وعشره هو رمز الوصايا ورقم ثمانية يشير الي الابديه لانه بعد سبعه يبدا يوم ابدي جديد لاينتهي وهو الملكوت فهو رمز لمن ينفذ الوصايا الوقتيه يعيش في الابديه فعلينا ان نعلم وصايا الرب للاخرين وان ننفزها ايضا ونعلمهم عن الابديه لكي ننالها ايضا

ونلاحظ انه لم يعفيهم بالكامل بل اعطاهم بحكمه واعطي اكثر من شخص ولم يصرف كل المال علي شخص واحد وهذه الحكمه مطلوبه في التعامل مع مال الرب فلا يستخدمه الانسان في شهواته ولكنه ايضا ينفقه بحكمه علي المحتاجين لكي لا يتسلل الاشرار ويسرقون مال الرب الذي يستحقه اخوة الرب

فمدح السيد = وليس الغني فهو السيد رب المجد لانه هو صاحب كل شئ وهو مدحه علي استغلال مال العالم لينتزع الملكوت عن طريق اعطاء مال الي اخوة الرب

فمدح وكيل الظلم = لانه في الاصل انسان ظالم متعدي علي مال سيده ولكنه تاب واستخدم مال سيده في خدمة الاخرين بعد توبته في اخر حياته

وانواع الوكلاء ثلاث

1 يسلك بامانه من الاول حسب القانون وهذا اسلوب جيد ولا يشتكي عليه احد

2 ان تبدد المال علي نفسك وهو تصرف شرير يعاقب عليه الانسان

3 من يخطئ ولكنه يسرع بمعرفة خطؤه ويصرف المال علي الاخرين فهم مذنب في التصرف الاول ولكنه احسن في التصرف الاخير فهو يعاقب علي التصرف الاول بالطرد من الوكاله ويمدح فقط علي التصرف الاخير بصنع الصدقه

ابناء هذا الدهر = هم اولاد العالم الذين يتفكرون باستمرار في مستقبلهم الارضي ويستثمرون اموالهم في تامين مستقبلهم الارضي

ابناء النور في جيلهم = اولاد الله الذين احيانا يحاول الشيطان ان يلهيهم عن التفكر في الابديه باستمرار فالله يريدنا ان نكون حكماء مثل اولاد العالم فقط في التفكر في ابديتنا باستمرار ولا نترك الشيطان لحظه واحده يخدعنا بان ننسي ابديتنا في اي وقت بل باستمرار نتفكر في الاستثمار في الابديه من املاك العالم الفانية وكلمة جيلهم يقصد اثناء حياتهم

اصنعوا اصدقاء = هو خدمة اخوة الرب وخدمة التبشير وبكل هذا يكسب محبتهم له وشفاعتهم وايضا تزداد محبة الله له

مال الظلم = هو ثروة العالم الزمنيه الباطلة وهو شرير لو احبه الانسان

1 تيموثاوس 6: 10

لان محبة المال اصل لكل الشرور الذي اذا ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان وطعنوا انفسهم باوجاع كثيره.


فالانسان لو احب المال الظلم اضاع نفسه ولكنه لو احب الله خدم اولاد الله بهذا المال

حتي اذا فنيتم = بالموت

يقبلونكم = الشفاعه وحياة الشركة

المظال الابديه = تعبير جميل عن الملكوت الذي هو ظل وليس شمس محرقه غير متغير فيه راحه ابديه الامين في القليل = امور العالم الوقتيه من مال الانسان ياخذ الكفاف له ولاسرته والباقي يستخدم لخدمة اخوة الرب والوقت يستخدمه الانسان في سداد الاحتياج العائلي والباقي كله لخدمة كلمة الرب

والمجهود ايضا يستخدمه الانسان لخدمة اسرته وايضا يستغل باقي قدرته للتبشير بالملكوت

ويوجد البعض من استغل كل المال وكل الوقت وكل الجهد لخدمة بشارة الملكوت من من هم غير مرتبطين باسره او مسؤليه وهذا افضل بالطبع وكل انسان حسب طاقته والكل مقبول امام الرب

امين ايضا في الكثير = هي المواهب الروحيه التي يعطيه الروح القدس فمن يبدا بخدمة رب المجد بامانه بما اخذ من امور ارضيه يعطيه الرب بركة خدمة اولاده بالعطايا الروحية ومواهب الروح القدس

والظالم في القليل = ولكن من هو غير امين في امور العالم ومال الظلم لن يكون امين في ما هو اسمي وهو مواهب الروح ولن يدخل فرح سيده

ياتمنكم علي الحق = لان المال زائل اما اعمال الروح فهو حق وباقي والملكوت هو الحق الابدي فمن يكون غير امين في المال العالمي ويصرفه علي شهواته الرديئه بالطبع لن يكون امين في الملكوت فهو لا يستحقه ولن يدخله

في ما هو للغير = مااعطاه الله لنا هو في الحقيقه امام الله ملك للغير ايضا وهم اولا هو مال الرب وهو ملك لاخوة الرب وهكذا يعلن الله بوضوح ان ما تعطيه لاخوة الرب ليس تفضل منك ولكنه هو مالهم بالحقيقه وانت فقط امين عليه لفتره زمنيه

ما هو لكم = ميراثي الحقيقي هو الملكوت المعد

متي 25: 34

ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يامباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم


فالمال الارضي ليس ملكنا ولكن الملكوت هو ملكنا الحقيقي وان كنا غير امناء في مال العالم ونبدده فسنخسر الملكوت وسيتبدد من بين ايدينا

ولو شعر احد بان هذا ظلم يشرح له الرب اكثر فيقول

16: 13 لا يقدر خادم ان يخدم سيدين لانه اما ان يبغض الواحد و يحب الاخر او يلازم الواحد و يحتقر الاخر لا تقدرون ان تخدموا الله و المال


وهنا رغم وضوح العدد وعدم احتياجه الي اي تعليق ولكن تامل صغير

من احب المال اصبح المال سيدا عليه مسيطرا علي تصرفاته فيكره اخوة الرب لانهم يطلبون ان ياخذوا منه ما احبه عن دون استحقاق وبهذا يكره رب المجد الذي اعطاه هذا المال كامانه فقط فبدل من ان يثبت محبته لله باستخدام هذا المال في خدمة اخوته اثبت محبته للمال وكرهه لله بعدم اعطاؤه لاخوة الرب والبعض يتحجج بانه ضمان للمستقبل رغم انه ممكن ان تكون نهايته غدا


ونلاحظ ان قليلين هم الذين فهموا مقصد السيد المسيح اما اليهود لانهم ذو اموال وحرفيين استهزؤا بهذا المثل الرائع رغم ان اليهود في موقفهم مع الرومان هم وكلاء غير امناء للرومان فيجب عليهم ان يفهموا هذا المثل جيدا ولكنه هم اسوا من هذا الوكيل


وملخص سريع

هذا مثال رمزي فقط وليس حرفي

المدح كان فقط في محبة اخوة الرب والتفكير في الملكوت وليس العالم ولانه اغتصب الملكوت

كلنا وكلاء امام الله ويطلب منا الله ان بندد ماله علي اخوته وليس علي شهواتنا لانه مال ظلم لو اراد انسان ان يتمسك به لنفسه

هذا مبدا ليس مخالف لفكر العالم ولكنه اسمي منه مثل محبة الاعداء التي لا يقبلها العالم ولكن ثبت صحتها


واخيرا بعض اقوال الاباء من تفسير ابونا تادرس يعقوب

أولاً: يرى البعض أن هذا المثل لم يكن غريبًا على مسامع اليهود في ذلك الحين، إذ يشير الرجل الغني الموكل إلى الدولة الرومانية، التي تركت أمر الجباية في يدّ العشارين الذين يجمعون لحسابها مع اغتصاب الكثير لحسابهم الخاص. فمع جشع الدولة الرومانية كمستعمر إلا أنها كانت تمتدح العشارين الذين يتصرفون في هدوءٍ مع الناس عند جمع الجباية. فالعشار المعتدل في تصرفه يستطيع على المدى الطويل أن يجمع أكثر للدولة كما ينال نصيبًا أوفر، ولا يرهق الممولين، أما العنيف فيحطم الممولين، ويفقد هو سلامه، ولا تستريح الدولة لتصرفاته على المدى الطويل. فالوكيل المذكور هنا حين تنازل عن بعض مما ورد في الصكوك تصرف بحكمة، إذ يخفف عبء الجباية عن اليهود، وفي نفس الوقت يمكن للدولة الرومانية أن تحصل هذه الجباية وإن كانت أقل لكنها بطريقة أسهل.

ثانيًا: يؤكد القدِّيس كيرلس الكبير[663] في تعليقه على هذا المثل كما في مواضع أخرى كثيرة، أن السيِّد المسيح إذ يقدَّم لنا مثلاً لا يقصد بنا أن نطبقه في كل الجوانب، وإنما في الجانب الذي قصده السيِّد. هكذا لا يليق بنا أن نتمثل بهذا الوكيل بتبذيره أموال الوكالة ولا بتلاعبه في الصكوك، وإنما نتمثل بالتزامنا بالحكمة والنظرة المستقبليَّة (الأبديَّة).

     الوكيل الذي طرده سيِّده من وكالته قد مُدح لأنه حصَّن نفسه من المستقبل...

يلزمنا ألا نتمثل نحن به في كل شيء، إذ لا يليق بنا أن نخدع سيدنا، فنقدَّم الصدقة خلال الخداع...

من ناحيَّة أخرى قيل هذا المثل لكي ندرك أنه أن كان الوكيل الذي عمل بخداع استطاع أن ينال مديحًا... فكم بالحري الذين يسرون الله بتنفيذهم وصاياه في أعمالهم؟![664]

القدِّيس أغسطينوس

ثالثًا: يقول السيِّد المسيح: "لأن أبناء هذا الدهر أحكم من أبناء النور في جيلهم" [8]. الإنسان الذي يعمل لحساب حياته الزمنيَّة يُحسب ابنًا لهذا الدهر، أما من يعمل لحساب مملكة النور الأبديَّة، فيحسب ابنًا للنور. يود الله أن يكون أبناء النور عاملين بحكمة من أجل هذا الهدف: التمتع بمملكة النور، لكن للأسف أحيانًا يسقطون في التهاون، فيفقدون الحكمة السماويَّة، ليصير السالكون في هذا العالم أكثر منهم تعقلاً من جهة تحقيق غايتهم.

     يقصد بأبناء هذا الدهر أولئك الذين يضعون فكرهم في خيرات الأرض؛ وأبناء النور الذين ينشغلون بالكنوز الروحيَّة خلال الحب الإلهي. أحيانا في تدبير الأمور البشريَّة نسلك بتعقل منهمكين فيها حتى متى رحلنا نجد ملجأ لحياتنا، بينما ونحن نوجه الأمور الإلهيَّة لا نفكر في نصيبنا هناك[665]

الأب ثيؤفلاكتيوس

رابعًا: لقد سلّم الموكل أمواله في يدّي الوكيل. وهكذا نعيش نحن كوكلاء الله، كل ما هو بين أيدينا من عمل يديه أو عطيَّة من عنده، سواء مواهبنا أو قدراتنا أو دوافعنا أو عواطفنا أو ممتلكاتنا حتى جسدنا وأوقاتنا. نحن وكلاء، سنعطى حسابًا عن كل كلمة. غاية الله من هذه الوكالة ليس مكسبًا ماديًا ملموسًا، إنما تدريبنا على سمة "الأمانة"، هذه التي بها نتأهل لننال النصيب الأعظم في السماوات. الله لا يشغله في العالم شيء إلا أن يرانا أولادًا له نحمل سماته فينا التي تتمركز في "الأمانة". إن كان الله قد دعي "الأمين" (1 كو 1: 9؛ 10: 13؛ 1 تس 5: 24؛ 2 تس 3: 3، 2 تي 2: 13، عب 2: 17؛ 3: 2؛1 يو1: 9، رؤ 3: 14؛ 19: 11) فإنه يود في أبنائه أن يكونوا أمناء على مثاله، إذ يوصينا: "كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة" (رؤ 2: 10).

إن كنا وكلاء على ما هو ليس لنا كما يقول القدِّيس أمبروسيوس يلزمنا أن نسلك بروح الأمانة، فنحمل سمة سيدنا.

     عندما لا ندير ثروتنا حسب مسرة ربَّنا، نُفسد أمانتنا لحساب ملذّات، ونُحسب وكلاء مذنبين[666].

الأب ثيؤفلاكتيوس

خامسًا: دعا السيِّد المسيح ما لدينا من أموال وإمكانيات وقدرات "مال الظلم"، لماذا؟ لأن توزيع هذه الأمور بين البشريَّة يسوده قانون الظلم، فيُولد طفل ليجد والديه قد أورثاه الملايين، بينما يُولد آخر ليجدهما أورثاه ديونًا ومشاكل بلا حصر. إنسان يُوهب ذكاء أو صحة أو قدرات ومواهب يُحرم منها غيره. فما نملكه وإن كنا لم نغتصبه ظلمًا، لكننا تسلمناه في عالم يسوده قانون الظلم. لذا يليق بنا أن نستغله فيما هو لبنياننا في العالم الآخر حيث لا يوجد "ظلم". لنقتنِ به أبديتنا!

في حكمة عاش الكثير من آبائنا يحرصون على تنفيذ هذه الوصيَّة الربانية: "اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم، حتى إذا فنيتم (متم جسديًا) يقبلونكم في المظال الأبديَّة" [9]، ويحثوننا على ممارستها بطريقٍ أو آخر، فمن تعليقاتهم:

     كيف يمكننا أن نقيم لأنفسنا أصدقاء من المال، إن كنا نحب المال، ولا نحتمل فقدانه؟ فإننا بهذا سنهلك مع فقداننا للمال أيضًا![667]

العلامة ترتليان

     الأمور الزمنيَّة تُدعى أمورًا خارجيَّة، لأنها خارج عنا. لنحولها إلى أمور داخليَّة؛ فإن كنا لا نستطيع أن نحمل غنانا معنا عندما نرحل من هنا لكننا نستطيع أن نحمل محبتنا. حريّ بنا إذن أن نرسلها أمامنا فتعد لنا موضعًا في المساكن الأبديَّة[668].

القدِّيس يوحنا الذهبي الفم

     إن خدمت القدِّيسين (الفقراء) فستشاركهم مكافأتهم[669].

القدِّيس يوحنا الذهبي الفم

     بالعطاء للفقراء نقتني رضى الملائكة وسائر القدِّيسين[670].

القدِّيس أمبروسيوس

     الصدقة هي أكثر الفنون مهارة؛ لا تبني لنا بيوتًا من الطين بل تخّزن لنا حياة أبديَّة. في كل الفنون نحتاج إلى من يعيننا، أما بالنسبة لإظهار الرحمة فلا نحتاج إلا إلى الإرادة وحدها[671].

القدِّيس يوحنا الذهبي الفم

     الصداقة المجردة لا تحمينا ما لم تتبعها أعمال صالحة، ما لم ننفق ثروتنا ببرّ هذه التي جُمعت بطريقة ظالمة[672].

القدِّيس يوحنا الذهبي الفم

     لقد أظهر أن كل ممتلكات الإنسان التي تحت سلطانه بالطبيعة هي ليست له، وأنه يُسمح له بممارسة أعمال البرّ المخلِّصة خلال مال الظلم هذا، إذ به يعول من لهم مسكن أبدي مع الآب[673].

القدِّيس إكليمنضس السكندري

     كثيرًا ما يكون الغنى لصالحنا كقول الرسول الذي يطلب من الأغنياء أن يكونوا أسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع، مدخرين لأنفسهم أساسًا حسنًا للمستقبل لكي بهذا يمسكوا بالحياة الأبديَّة ( 1تي 6: 18-19)؛ وكما يقول الإنجيل بأن هذا الغنى يكون للخير لمن يصنع لنفسه أصدقاءً بمال الظلم. يمكن أيضًا أن يوجه الغنى للشر، عندما نحشده للتخزين، أو للتنعم، غير مبالين باحتياجات الفقراء[674]

الأب تادرس

     أعطِ خيراتك لا للذين يطعمهم الفلاحون (أصحاب الحقول)، بل للذين ليس لهم سوى الخبز كطعام يقوَّتهم... اهتم بالفقراء والمحتاجين.

     (يتحدَّث عن ضرورة اهتمام الكنيسة بالفقراء لا بفخامة المباني الكنسيَّة)

قدَّس ربَّنا بفقره فقر بيته، لذلك فلنفكر في صليبه ونحسب الغنى نفاية.

لماذا تعجب من قول السيِّد: "مال الظلم"؟ لماذا نطلب ونحب ما افتخر بطرس بأنه لا يمتلكه (أع 3: 6)؟

     (في حديثه عن السيِّدةProba)

باعت ممتلكاتها واقتنت لنفسها أصدقاء من مال الظلم، فتتسلم ذلك في المساكن الأبديَّة.

حسنًا، هل يسقط خدام الكنيسة، أيا كانت رتبتهم، والرهبان الذين هم رهبان بالاسم، في العار باقتنائهم ممتلكات بينما تبيع هذه الشريفة ممتلكاتها[675]؟!

القدِّيس جيروم

هكذا يعلن السيِّد المسيح عن الصدقة كتحويل لممتلكاتنا من هذا العالم الزائل إلى رصيد أبدي في المساكن العلويَّة. وقد دعا السماء "مظالاً أبديَّة"، لأن اليهود كانوا يهتمون جدّا بعيد المظال، ويحسبونه عيد الفرح الحقيقي، فيه يسكنون مظالاً من أغصان الشجر لمدة أسبوع. هكذا تهيئ لنا الصدقة نصيبًا لعيدٍ أبديٍ مفرحٍ، فنقيم في السماء مع مصاف القدِّيسين.


والمجد لله دائما

16