«  الرجوع   طباعة  »



الرد علي شبهة عمر الانسان 120 سنه فقط



Holy_bible_1



الشبهة



: جاء في تكوين 6: 3 »3فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً».«.


وهذا خطأ، لأن أعمار الذين كانوا في سالف الزمان طويلة جداً.


عاش نوح 950 سنة،

وعاش سام 600 سنة،

سنة 338. وعاش أرفكشاد

وعاش عابر 430 سنه


لماذا لم يفى ربكم بوعدة الذى وعدة وعاش كثير من الناس لأكثر من اربعمائة او خمسمائة سنه ؟


وصدق الله القائل


وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا



الرد



اولا اوضح ان المشكك لم يفهم الانجيل ولا المقصود من الاعداد واشك اصلا انه قراءها

فالعدد يقول

سفر التكوين 6

6: 3 فقال الرب لا يدين روحي في الانسان الى الابد لزيغانه هو بشر و تكون ايامه مئة و عشرين سنة

وفهم المشكك من الجزء الثاني من العدد ان عمر الانسان سيصبح 120 سنه ولكن هذا غير صحيح فترتيب الاعداد يتكلم عن الزمن بين انتشار خطية الزمان وحدوث الطوفان اي هو فتره زمنيه منذ ان انذر الله بالطوفان الي ان نفزه هو 120 سنه وليس عمر الانسان فيما بعد

وقد يعترض البعض ويقول من اين عرفنا ان انزار الله كان 120 سنه ؟

اولا العدد نفسه يتكلم عن الانسان هو بشر والكلمه اليوناني هو اصبح جسد فقط وليس انسان روحي فاي انسان يبعد عن الله هو انسان جسداني فقط

ولذلك يقول ان الانسان الجسداني سيهلك بعد 120 سنه

ولحساب المائه والعشرين نجد ان الاصحاح الخامس ذكر لنا الانسال حتي وصل الي نوح وذكر ان نوح عندما وصل الي عمر 500 سنه بدا الانجاب

ولكن يعود الاصحاح السادس خطوه الي الوراء ويحكي بشيئ من التفصيل ان في اثناء هذا الزمان كان يوجد نسلين الاول ابناء قايين وبناته الذين اصبحوا اشرار ويتقاتلون ويتزوجون باكثر من واحده ( مثال لامك ) والنسل الثاني هو نسل شيث الذي كان مرضي امام الله واستمر في طريق الرب واطلق عليه اسم الرب

سفر التكوين 4

4: 26 و لشيث ايضا ولد ابن فدعا اسمه انوش حينئذ ابتدئ ان يدعى باسم الرب

وهذا النسل استمر يتزاوج من بعضهم وفي سيره مرضيه امام الله حتي لامك ابو نوح وليس حفيد قايين وفي ايام نوح قبل ان ينجب بدا ابناء الله من نسل شيث ان يتخذوا نساء من بنات الناس اي نسل قايين الشرير وهم ايضا اشرار فضل الكل فيما عدا نوح وزوجته واخطؤا بكثره وحادوا عن طريق الرب وفعلوا مثل نسل قايين الشرير

فالله عندما يزرع قمح ويطلع فيه زوان يتركهم معلا لئلا يقتلع القمح مع الزوان ولكن عندما يتحول كل الحقل الي زوان فهو يبيد الحقل كله

وفي هذا الوقت قبل انجاب نوح لابناؤه وقتما بدا يحدث هذا التزاوج وفساد الكل اعلن الله عن غضبه وانزاره بالهلاك بعد 120 سنه ولهذا نجد ان الاعداد التاليه للعدد الثالث الذي ذكر فيه هلاك البشر بعد 120 سنه انه قال

6: 4 كان في الارض طغاة في تلك الايام و بعد ذلك ايضا اذ دخل بنو الله على بنات الناس و ولدن لهم اولادا هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم

فبعد الانزار استمر البشر يطغوا واستمر الشر وبدؤا يتجبروا اكثر ويتكبروا ليكون لهم اسم بعيدا عن الله وكثرة خطيتهم

6: 5 و راى الرب ان شر الانسان قد كثر في الارض و ان كل تصور افكار قلبه انما هو شرير كل يوم

6: 6 فحزن الرب انه عمل الانسان في الارض و تاسف في قلبه

6: 7 فقال الرب امحو عن وجه الارض الانسان الذي خلقته الانسان مع بهائم و دبابات و طيور السماء لاني حزنت اني عملتهم

وهنا يكرر الرب انه قال ذلك بشكل واضح معلن وهو لم يترك نفسه بلا شاهد ونحن نعلم انه كان رغم هذا الشر استمر يدعي باسم الرب واعلاناته ( 4: 26 ) ولفساد الانسان افسد الارض كلها وقد يفهم من هذا انهم تفننوا في فعل الشر امام البهائم والدبابات وطيور السماء وقد يكونوا فعلوا الشر ببعض البهائم من كثرة شرهم

6: 8 و اما نوح فوجد نعمة في عيني الرب

كل هذا ولم ينجب نوح بعد لان الذي تكلم عنه في الاصحاح الخامس هو اجمالي ولكن هنا يبدا في تفصيل الاحداث وتتابعها والامور المحيطه وبعد الانذار بتقريبا 20 سنه انجب نوح

ودليل ذلك يقول

6: 9 هذه مواليد نوح كان نوح رجلا بارا كاملا في اجياله و سار نوح مع الله

6: 10 و ولد نوح ثلاثة بنين ساما و حاما و يافث

وهنا يؤكد انذار الرب مع بداية الخطيه وتحديد ميعاد العقاب بعد 120 سنه كانت قبل انجاب نوح بعدة سنين وبعد الاعلان اكمل البشر في الخطأ فتره زمنيه هي تتضح من الاعداد انها تقريبا 20 سنه

ويكمل فيقول

6: 11 و فسدت الارض امام الله و امتلات الارض ظلما

6: 12 و راى الله الارض فاذا هي قد فسدت اذ كان كل بشر قد افسد طريقه على الارض

واستمر البشر في الشر حتي ملؤا الارض من الشر وافسدوا الارض كلها وهنا يوضح الكتاب استمرار الشر في النموا حتي بلغ اقصاه ولم يستمع احد منهم الي انذار الرب

6: 13 فقال الله لنوح نهاية كل بشر قد اتت امامي لان الارض امتلات ظلما منهم فها انا مهلكهم مع الارض

وهنا يعلن الرب لنوح الكيفيه التي سينفذ الرب بها انذاره الذي انذر بها البشر والهدف منها ان تكون بوسيله الاعداد لها سيكون عيانا ليكون انت بلا عذر ايها الانسان فاختار الرب نوح ليستمر في بناء الفلك 100 سنه امام اعينهم وهو بعيد عن اي بحر لكي يتوبوا ولكن ليس فقط مدة العشرين سنه لم يستجيبوا لانذار الرب بل ايضا في مدة 100 اثناء بناء الفلك لم يرجع منهم احد الي طريق الرب

6: 14 اصنع لنفسك فلكا من خشب جفر تجعل الفلك مساكن و تطليه من داخل و من خارج بالقار

وبدا بناء الفلك واستمر الانزار حتي انتهي الفلك لذلك يقول معلمنا بطرس

رسالة بطرس الرسول الأولى 3: 20


إِذْ عَصَتْ قَدِيمًا، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى، الَّذِي فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاءِ.

وخاصه ان 120 سنه هو ثلاث اجيال وهي مدة الانزار التي يعطيها الرب للشعب الخاطي ليتوب وان لم يتوب يعاقب مثلما حدث مع الشعوب القديمه

وقد كتب في ترجوم جوناثان و اونكيلوس التفسيري بجانب ذلك العدد انه اعطاهم 120 سنه ليتوبوا

ورغم اني مقتنع بان ما قدمت هو الصحيح وهو المقصود من العدد

ولكن اريد ان اقدم بعد اخر ايضا فانا لا ارفض ان عمر الانسان اصبح بعد الطوفان 120 سنه وبالفعل بعد الطوفان تناقص عمر الانسان تدريجيا ولكن بداية من الطوفان بدا الانسان يفقد قوته واصبح بعد 120 سنه بدون قوه حتي لو عاش اطول من ذلك بمعني ندرس اعمار الانسان ونري انه كان ينجب في عمر 400 او 500 دون مشكله ولكن بعد الطوفان نري الاتي

( نوح وابناؤه قبل الطوفان )

نوح عاش 950 سنه وانجب بعد 500 سنه

سام عاش 600 سنه وانجب بعد 100 سنه

ارفكشاد عاش 438 سنه وانجب بعد 35 سنه

شالح عاش 433 وانجب بعد 30 سنه

عابر عاش 464 سنه وانجب بعد 34 سنه

فالج عاش 320 سنه وانجب بعد 30 سنه

رعو عاش 302 سنه وانجب بعد 32 سنه

سروج عاش 230 سنه وانجب بعد 30 سنه

ناحور عاش 148 سنه وانجب بعد 29 سنه

تارح عاش 205 سنه وانجب بعد 70 سنه

ابراهيم عاش 175 سنه وانجب بعد 100 سنه

اسحاق عاش 180 سنه وانجب بعد 60 سنه

يعقوب عاش 147 سنه

ونلاحظ التدرج في مدي هذه الاجيال بالتنازل ونري ان قوتهم بدات تضعف بالفعل من بعد الطوفان فبعد الطوفان بالفعل بدا تقل الاعمار ولكن قوتهم نزلت مباشره الي عمر 120 سنهواستمر التدرج حتي وصل متوسط الاعمار بعد 12 جيل من الطوفان الي 120 سنه فرقم 120 هو متوسط العمر والقوه فيه الي سبعين او ثمانين سنه فقط

سفر المزامير 90

90: 10 ايام سنينا هي سبعون سنة و ان كانت مع القوة فثمانون سنة و افخرها تعب و بلية لانها تقرض سريعا فنطير

وهنا موسي النبي في هذا المزمور يتكلم عن ان عمر الانسان مهما كان يصبح فترة القوه فيه سبعين او ثمانين سنه

فيكون الفتره التي اعطاها الله لهم انذار هي 120 سنه من انذارهم الي الطوفان واهلاكهم وايضا الفتره التي يعطيها لكل شعب انذار ثلاث اجيال وممكن ان يكون ايضا اقصي فتره يتركها الرب للشر هي 120 سنه

واخيرا المعني الروحي



من تفسير ابونا انطونيوس فكري



لا يدين: لا يلبث (شواهد STRIVE) بالإنجليزية بمعني يكافح/ يجاهد/ يناضل وقد تعني الكلمة العبرية يسود/ يعمل مع/ يسكن/ يدير.

ويكون المعني أن من يقاوم عمل الروح القدس فيه ويحزنه ويطفئه يصير غير مستحقاً لأن يعمل فيه الروح القدس فينزع منه الروح القدس لذلك نصلي مع داود "روحك القدوس لا تنزعه مني" وهذا تفسير التجديف علي الروح القدس أن يصل الإنسان لهذه الحالة فلا يعود يتوب بعد، طالما ينزع منه الروح القدس. فالله يحرم هؤلاء من الروح القدس لفسادهم وإغاظتهم له بهذه الزيجات وهذا الفساد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكان الروح القدس يعمل معهم عن طريق وعظ نوح مثلا 1 بط 19:3. ولما عاندوا وقاوموا الروح، لا يستمر الروح في عمله بل يترك الله هذا الإنسان المقاوم (هو 17:4). وهذا ما حدث مع شاول الملك (1صم 14:16). ولاحظ أن من يمتنع الروح عن العمل معه فهو قادم إلي خراب سريع. وقد تعني كلمة روحي نفس الإنسان التي هي نفخة نسمة حياة من الله ويكون معني حكم الله أن يقصر عمر الإنسان فالروح يعمل في الإنسان لفترة معينة يحددها الله.

إلي الأبد: أي تقصر مدة وجود الروح وعمله في الإنسان.

هو بشر: وفي السبعينية "هو جسد" فهو بسلوكه الشهواني الجسداني صار جسد بلا روح هو صار شبيه بالحيوان فلا ينبغي أن يعيش طويلاً.

مائة وعشرين سنة: العدل ينادي للخاطئ "موتاً تموت" والرحمة تقول" أتركها هذه السنة أيضاً" فتكون الـ 120 سنة هي الفرصة التي يتركها الله للخاطئ ليتوب فيها وقد تكون كل مدة عمره الذي صار بحد أقصي 120 سنة. وهناك من قال أنها المدة التي تركها الله للعالم أيام نوح ليقدموا توبة لأن نوح إستمر في بناء الفلك 120 سنة أمامهم وكان يبشر بالطوفان الذي سيهلك العالم بسبب الخطية.



والمجد لله دائما