«  الرجوع   طباعة  »

هل الرب يبارك ابراهيم علي كذبه ؟ تكوين 12: 16



Holy_bible_1



الشبهة



يقول الانجيل في التكوين 12: 16 فصنع الى ابرام خيرا بسببها و صار له غنم و بقر و حمير و عبيد و اماء و اتن و جمال

فباركه الله بسبب كذبه رغم ان الانجيل يقول لا تكذب في اللاويين 19: 11 «لاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَكْذِبُوا، وَلاَ تَغْدُرُوا أَحَدُكُمْ بِصَاحِبِهِ.

والا تدفع هذه القصه ان يقلدها البعض ويكذبون لانها تصريح بالكذب ؟



الرد



اولا كلمة فصنع هي مبنية للمجهول والكلمه غير مقصود ان ربنا كافئ ابراهيم بل علي العكس فالذي صنع هذا الخير لابراهيم هو فرعون

وللتاكد من ذلك نري تسلسل الاحداث

12: 7 و ظهر الرب لابرام و قال لنسلك اعطي هذه الارض فبنى هناك مذبحا للرب الذي ظهر له

وهنا نري ان ابراهيم كان مستمر في اطاعه الله الذي امره ان يخرج من بيته وعشيرته حتي اتي كنعان وهنا قال له الرب ان هذه الارض ستكون ميراث نسله

12: 8 ثم نقل من هناك الى الجبل شرقي بيت ايل و نصب خيمته و له بيت ايل من المغرب و عاي من المشرق فبنى هناك مذبحا للرب و دعا باسم الرب

وكلمة نقل تدل ايضا ان الرب ارشده ايذهب الي بيت ايل مؤقتا وهو استمر في ان يدعوا باسم الرب لانه حتي الان يسير حسب ارشاد الرب

12: 9 ثم ارتحل ابرام ارتحالا متواليا نحو الجنوب

12: 10 و حدث جوع في الارض فانحدر ابرام الى مصر ليتغرب هناك لان الجوع في الارض كان شديدا

ولكن هنا بدا ابراهيم يضعف وخاف من الجوع رغم ان ربنا وعده ونجد ان الرب لم يامره ان يذهب الي مصر فهذا كان بداية الخطا

وهذا له سبب اخر ان هذه او جماعه تحدث في الانجيل او قد تكون في البشريه كلها لان قبل الطوفان لم يكن هناك جفاف وكان خير كثير ولكن بدا يحدث جفاف بعد الطوفان وهذه اول مجاعه تحدث وهي غريبه مخيفه

وخطأ ابراهيم انه خاف من المجاعه رغم انه لم يجوع وكان عنده خير فمكتوب ان الجوع في الارض اي الشعوب المحيطه وليس هو

وثانيا نزل مصر بدون ان يستشير الرب

12: 11 و حدث لما قرب ان يدخل مصر انه قال لساراي امراته اني قد علمت انك امراة حسنة المنظر

ودليل ان الرب بارك ابراهيم ان زوجته التي تعدت الخامسه والستين من العمر لاتزال جميله المنظر وهذا بسببين اولا لان لازالت الاعمار مرتفعه قليلا وثانيا لان الرب بارك ابراهيم ونسله وبالطبع زوجته ولكن ابراهيم لم ينظر لهذا الجانب لكي يعتمد علي الرب الذي يعمل معه بهذا العمق ولكن نظر الي الجانب الاخر وهو الجانب البشري والخوف فخاف من ان جمال زوجته يتسبب له في مشكله

12: 12 فيكون اذا راك المصريون انهم يقولون هذه امراته فيقتلونني و يستبقونك

ولا نري اي اعتماد علي الله وهنا استمرار في الخطأ وخوف بدل من الايمان .

12: 13 قولي انك اختي ليكون لي خير بسببك و تحيا نفسي من اجلك

وهو ارتكب شيئ خطير وهو ذكر نصف الحقيقه واخفي النصف الاخر وهذا شر وهو لجء لذلك لانه خاف ولم يعتمد علي الرب

12: 14 فحدث لما دخل ابرام الى مصر ان المصريين راوا المراة انها حسنة جدا

12: 15 و راها رؤساء فرعون و مدحوها لدى فرعون فاخذت المراة الى بيت فرعون

وهنا اراد الرب ان يعلم ابراهيم درس

12: 16 فصنع الى ابرام خيرا بسببها و صار له غنم و بقر و حمير و عبيد و اماء و اتن و جمال

فهنا يؤكد العدد ان يكون لابرام خير بسبب ساره ليس من الله ولكن من فرعون ورجاله وهو كهديه لابراهيم بسبب انهم اخذوا ما اعتبروه اخت ابراهيم لتكون في بيت فرعون فاعطوا ابراهيم عطايا وبخاصه ان ابراهيم اتي مصر كانسان غريب

ولكن عمل الله يباد في العدد التالي

12: 17 فضرب الرب فرعون و بيته ضربات عظيمة بسبب ساراي امراة ابرام

وهنا بدا الله في عقاب فرعون علي سلطانه وخطاؤه والله اعلن بطريقه مفهومه جدا لفرعون المتكبر رغم انها غير مذكوره فما اخفاه ابراهيم اعلنه الله وبوضوح لكي يمنع خطيه اشر

12: 18 فدعا فرعون ابرام و قال ما هذا الذي صنعت بي لماذا لم تخبرني انها امراتك

ولما علم فرعون ان الضربه هي من الله الذي عاقبه علي ما فعل بدا يتحجج فرعون بانه ما كان سيفعل ذلك لو علم انها امراة ابراهيم ولكن يتضح من تصرف ابراهيم انه كان يسمع عن افعال فرعون وشره

فنري ان فرعون كان يستحق العقاب بالفعل

12: 19 لماذا قلت هي اختي حتى اخذتها لي لتكون زوجتي و الان هوذا امراتك خذها و اذهب

12: 20 فاوصى عليه فرعون رجالا فشيعوه و امراته و كل ما كان له

وخرج ابراهيم بعد بقاؤه قليلا في مصر ولا يخبرنا الانجيل انه خرج قبل انتهاء المجاعه ام بعدها ولكني اتخيل انه خرج قبلها

والرب لم يعاقب ابراهيم علي خطاؤه مباشره ولم ينزع من يده ما اعطاه له فرعون فهو لم يتعامل معه حسب ضعفاته

سفر المزامير 103 : 10

لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثامِنَا.

ولكن عاقبه بانه لم يظهر الرب الي ابراهيم لفتره

ولكن ابراهيم اظهر توبه بانه عاد الي المذبح وبدا يدعوا باسم الرب مره اخري



فمره ثانيه لم يكافئ الله ابراهيم علي كذبه بل كان هناك عقاب وايضا كان هناك عقاب لفرعون الذي اشتهر بشره وباخذ النساء



وذكر هذه القصه بالطبع ليس تشجيع لاحد ان يقلد ابراهيم في اخفاؤه الحقيقه ولكن العكس اظهار ان حتي لو اخفي انسان شيئ خطا ممكن يتسبب في خطيه الله سيظهره ومفهوم عام لاسلوب الرواية انه لا يعلم عقيده ولكن يطبق ويوضح تصرف خطا ونتائجه وايضا يسجل الحدث ولكن لا يسجل ما كان يجب ان يحدث وتسجيل الحدث ليس معناه وصية بتنفيزه فهو فقط يوضح ان الجميع زاغوا واعوزهم مجد الله ويوضح احتياج الكل الي بر الله

فهو فقط يعلمنا ان حتي ابراهيم ابوا الايمان هو ايضا انسان تحت اللام مثلنا يحتاج الله المعين والمخلص لكي يعين ضعفاته وينقذه من نفسه ومن اعداؤه ايضا

والانسان المسيحي الحقيقي يفهم هذا ولا يقلد ابراهيم في تصرفه بل ياخذ الهدف من ذكر هذا الموضوع وهو ان الكذب لم ينجي ابراهيم بل كاد ان يفقده زوجته لولا تدخل الله



وايضا رد الدكتور القس منيس عبد النور

قال المعترض: «جاء في تكوين 12: 11-13 أن إبراهيم طلب من زوجته سارة أن تقول إنها أخته «ليكون لي خير بسببك، وتحيا نفسي من أجلك». ألا يدفع ذِكر هذه الحادثة القارئ على تقليد إبراهيم وارتكاب الكذب؟».

وللرد نقول: لو كان موسى (كاتب سفر التكوين) مدفوعاً بتفكيره الشخصي لحذَفَ هذه القصة التي تُخجِل جدَّه الأكبر. ولكن ذِكرها دليل على أن روح الله هو الذي ساقه ليسجّلها. أما هدف الروح القدس من تسجيلها فهو أن يرينا أن كل البشر خطاؤون لأنه لا فرق، إذ الجميع أخطأوا.. متبرِّرين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح. وليس هناك إنسان كامل إلا الواحد، يسوع المسيح. وهذا يكشف لنا محبة الله التي ترحّب بالخاطئ الراجع إلى الله، كما يشجّعنا على التوبة. فلا توجد خطية مهما عظمت تحرمنا من رحمة الله عند التوبة عنها.

ومن المؤسف أن خطية إبراهيم هذه تكررت من ولده إسحاق مع زوجته رفقة. كما كان يعقوب حفيد إبراهيم مخادعاً حتى توَّبه الله إليه. وهذا يكشف لنا شناعة الخطية، فإن الأبناء كثيراً ما يقتدون بوالديهم.

وقد حاول البعض أن يدافعوا عن خطية إبراهيم بقولهم إنها كذبة بيضاء، فقد كانت سارة أختاً غير شقيقة لإبراهيم. وهذا صحيح. لكن الوحي المقدس يدين الكذب كله أبيضه وأسوده، وقد سجَّل لنا هذه «الكذبة البيضاء  على أنها خطية تستحق الإدانة.



والمجد لله دائما