«  الرجوع   طباعة  »

بعض المعاني الروحيه لقصة لوط وبناته وسدوم وعموره تكوين 19



Holy_bible_1



في الاصحاح 18 تعامل الله مع حبيبه ابراهيم بطريقه مباشره واعلن له خبر تدمير سدوم وعموره واستمع لتشفعات ابراهيم ويقربه اليه اكثر وتتعمق دالة المحبه بين ابراهيم والرب

ولكن في هذا الاصحاح يكشف نتائج ترك الثعالب الصغيره في قلب الانسان فسنري ان التساهل في المعيشه مع شعب خاطي لغرض استغلال الارض فقد بسببها الكثير وايضا التساهل في تربية بناته في مجتمع مثل هذا نتج ان فكرهم اصبح غير نقي وهكذا من يكون انسان بار نسبيا ولكن يتساهل في معاشرة الاشرار يكتسب بعض الخطايا بدون ان يدرك ويفقد بسببها الكثير

ومن وجهة اخري من يحيا مع الله فقط يبادله المحبه فقط مثل الرب وابراهيم ومن يبحث عن تعظم المعيشه يدخله الله في المحرقه ليتنقي بنار التجارب

فلوط بالفعل كان بار ومؤمن بالله ولم يفعل الشر ولكنه سمح لنفسه ان يختلط مع الشر ويتعامل معهم ويربي بناته وسطهم وكاد ان يزوجهم منهم ولهذا قال الانجيل

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 6: 14


لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟

فهذا درس لكل اب وام لاتترك اولادك في شركة مع اولاد الشر ومن حداثتهم اشرح لهم جيدا الفرق بين النور والظلمه



أية 1:

" 1 فجاء الملاكان الى سدوم مساء وكان لوط جالسا في باب سدوم فلما راهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه الى الارض "

جلوسه في باب المدينه يوضح ارتفاع مكانته العالميه وهو ايضا تربي في بيت ابراهيم علي اضافة الغرباء ولكنه في وسط الشر

فنري ابراهيم اكثر املاك ولكنه جالس بجانب خيمه فيمثل التمسك بخيمة الله اما لوط جالس في باب المدينه فيمثل التمسك بالعالم رغم ان الاثنين اغنياء فليس الشر في الغني ولكن حب المال

سفر يشوع بن سيراخ 10: 10


لا احد اكبر اثما ممن يحب المال لان ذاك يجعل نفسه ايضا سلعة وقد اطرح احشاءه مدة حياته

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 6: 10


لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ.

ولمحبة ابراهيم لله فقط استقبل كلمة الله في ظهوره مع الملاكين ولكن لوط لاجل بره ولكن في اختلاط بمحبة العالم استقبل الملاكين فقط

ابراهيم احب النور فجاءه الله في النهار ولوط كان له شركه مع الظلمه فجاءه الملاكين في المساء

ابراهيم استقبل المخلص مع الملاكين ولوط استقبل المدمرين فقط

فابراهيم يمثل عهد النعمه ام لوط فيمثل الناموس الذي يظهر الخطيه ولكن لا يبرر

ولكن لوط بتمسكه بالناموس حسب بار بالمقارنه بهذا الشعب الشرير فاستحق النجاة

 

" 2 وقال يا سيدي ميلا الى بيت عبدكما وبيتا واغسلا ارجلكما ثم تبكران وتذهبان في طريقكما فقالا لا بل في الساحة نبيت "

الرب والملاكين جاءوا الي ابراهيم ووقفوا لديه اما الملاكين فرفضوا عرض لوط في البدايه وهذا يدل علي فرق الداله بين من يكون بار بنقاء قلب وبمن من يكون بار ولكن في شركه مع اشرار وهذا معني ان يبيتوا في الساحه لان هذا مكان مبيت الاغراب فهم اغراب عنه بسبب شركته مع الاشرار

وخطأ لوط انه ذهب الي هذه المدينه طمعا في المراعي رغم من المتوقع ان يكون سمع عن شرها وايضا خطاءه عندما ذهب هناك واكتشف كثرة شرهم لم يغادر المكان



19: 3 فالح عليهما جدا فمالا اليه و دخلا بيته فصنع لهما ضيافة و خبز فطيرا فاكلا

وضيافة لوط تختلف عن ضيافة ابراهيم فابراهيم يفيض بغني عجل رخص وثلاث كيلات دقيق سميذ وهذا رمز للثالوث وايضا للمسيح الذي قدم نفسه ذبيحه عنا وسحق من الالام

اما لوط خبز فطير

والشيئ الثاني ابراهيم وقف يخدمهم فنال البركه اما لوط اما لوط فلم يذكر الانجيل انه فعل ذلك فخاد الله ياخذ بركه ولكن من يفضل الراحه الجسديه علي خدمة الله يخسر حتي الراحه التي اقتناها من الرب سابقا

 

أية 4:

" 4 وقبلما اضطجعا احاط بالبيت رجال المدينة رجال سدوم من الحدث الى الشيخ كل الشعب من اقصاها "

واضح ان الملاكين لم يخبرا لوط حتي احاط الرجال

في الخير لم يجتمع الشعب بل حتي في الحرب دفاع عن انفسهم وهم خمس مدن قويه سقطوا امام اربع ملوك في حرب كدر لعومر

وايضا موضوع حرب كدر لعومر وسقوطهم كان انذار سابق لكثرة خطاياهم ولكنهم لم يتوبوا

ولكن لاجل الخطيه اجتمع كل الشعب من الصغير الي الكبير وهذا ردا علي من يعترض لماذا سمح الله بهلاك الاطفال ولكن نري ان الشر توغل حتي فيهم

 

أية 5:

" 5 فنادوا لوطا وقالوا له اين الرجلان اللذان دخلا اليك الليلة اخرجهما الينا لنعرفهم "

 لنعرفهما يقصدوا بيها الشر وهم يعلمون انهم دخلا الي لوط فلم يحترموا لوط رغم انه كان كبير في مقامه لانه يجلس في باب المدينه ولم يحترموا الغرب رغم انهم لا يعرفون من هم وما هي مكانتهم ولم يحترموا اولادهم ولا اطفالهم

 

19: 6 فخرج اليهم لوط الى الباب و اغلق الباب وراءه

وخروج لوط هو دفاعا عن الملاكين ولكن ايضا هو لا يزال يثق في الاشرار

فيغلق الباب بينه وبين الملاكين فيكون في جانب الاشرار وليس في جانب الملاكين وهذه ثاني مره بعد ان غادر ابراهيم فكان في عشره مع الاشرار بدل العشره مع ابراهيم



19: 7 و قال لا تفعلوا شرا يا اخوتي

وفي نصها نصيحه مهمة ولكن يلقبهم باخوته و يعتبرهم اخوه ولكنهم اشرار



أية 8:

" 8 هوذا لي ابنتان لم تعرفا رجلا اخرجهما اليكم فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم واما هذان الرجلان فلا تفعلوا بهما شيئا لانهما قد دخلا تحت ظل سقفي "

لوط كما قيل انه حاول تخجيلهم ولكن ايضا حتي العرض نفسه خطا ولكن لانه كان في قلبه خير حتي ولوا اخطا في التنفيز او التعبير فالرب حفظه وبدل ما يحمي هو الضيفين الضيفين قاما بحمايته

 

أية 9:

" 9 فقالوا ابعد الى هناك ثم قالوا جاء هذا الانسان ليتغرب وهو يحكم حكما الان نفعل بك شرا اكثر منهما فالحوا على الرجل لوط جدا وتقدموا ليكسروا الباب "

 ابعد الي هناك فهو بتهديد ونفعل بك اشر

وهو يحكم حكما توضح انه لم يوبخهم قبل ذلك ولكنه كان يكتفي بعدم الاشتراك معهم فلما منعهم وقال لاتفعلوا شرا اعترضوا انه كيف يصف اعمالهم بالشر

وهذا الانسان الذي لا يقف امام الشر من اللحظه الاولي فيوحنا المعمدان قال لا يحق لك ولم يتردد اما لمط لما تاخر في قول ان هذا شر كانت كلمته ضعيفه

 

أية 10:

" 10 فمد الرجلان ايديهما وادخلا لوطا اليهما الى البيت واغلقا الباب "

الاله الحقيقي هو الذي يحمي اولاده ولا يحتاج الي حمايتهم فلوط ظن انه يحميهم

 

أية 11:

" 11 واما الرجال الذين على باب البيت فضرباهم بالعمى من الصغير الى الكبير فعجزوا عن ان يجدوا الباب "

الكلمه العبري تعني العمي المفاجئ المؤقت

H5575

סנור

sanvêr

BDB Definition:

1) sudden blindness

التي تكون بمثل تعرض الانسان لضوء قوي مفاجئ

فهو كمثل ضوء النعمي والشرير لا يراه لانه احب الظلمه اكثر من النور

ومن تفسير ابونا انطونيوس

ولاحظ تسلسل ضربات الله للخطاة للتحذير قبل الضربة العظيمة.

1.     وقوعهم تحت الجزية وخضوعهم لكدرلعومر 12 سنة.

2.     الحرب والأسر للنفوس والممتلكات.

3.     ضربة العمي.

4.     كرازة لوط لكنهم اعتبروه يمزح ولم يهرب أحد.

 

أية 12:

" 12 وقال الرجلان للوط من لك ايضا ههنا اصهارك وبنيك وبناتك وكل من لك في المدينة اخرج من المكان "

من لك ههنا: نظراً لشفاعة إبراهيم فالملاكان كان مستعدان لإنقاذ أقرباء لوط.



19: 13 لاننا مهلكان هذا المكان اذ قد عظم صراخهم امام الرب فارسلنا الرب لنهلكه

وهنا وفي الوقت المناسب اعلنوا الموقف والمهمة

والرب يختار الوقت المناسب لكل انسان فلا تتعجل ان يستجيب الرب سؤالك فهو الذي يعرف الوقت المناسب للاستجابه وهو يختار ايضا الطريقه والوسيله فابراهيم اعلن له الرب بنفسه قبل الوقت اما لوط فبملاك في الوقت قبل

 

أية 14:

" 14 فخرج لوط وكلم أصهاره الاخذين بناته وقال قوموا اخرجوا من هذا المكان لان الرب مهلك المدينة فكان كمازح في اعين أصهاره "

كما شرحت سابقا اصهاره هم من طلبوا بناته ليزوجوهم ابناؤهم ولوط اظهر محبه لهم

كان كالمازح : من لم يتعود علي الخدمه الحقيقيه عندما تضيع الفرص يستخف به الاشرار من اشترك معهم ولهذا لا تخفي او تؤجل الكلام عن الرب .

 

أية 15:

" 15 ولما طلع الفجر كان الملاكان يعجلان لوطا قائلين قم خذ امراتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك باثم المدينة "

يعجلان لوط لانه لازال يتمسك باملاكه وهنا كمثال الانسان الذي حتي بعد ان ندم ولكن لازالت جزور الخطيه في قلبه فيحتاج ان يجاهد اكثر في حياة التوبه

والشيطان هو الذي يحاول ان يصعب رجوع الانسان

 

اية 16:

" 16 ولما توانى امسك الرجلان بيده وبيد امراته وبيد ابنتيه لشفقة الرب عليه واخرجاه ووضعاه خارج المدينة "

محبة الله للوط وبناته اكثر من خوف لوط علي بناته فهو رغم الاعلان يتهاون ولكن الله الحنون لم يتهاون علي اخراجه



19: 17 و كان لما اخرجاهم الى خارج انه قال اهرب لحياتك لا تنظر الى ورائك و لا تقف في كل الدائرة اهرب الى الجبل لئلا تهلك

الرب حدد للوط المكان المناسب وهو الجبل

والرب يطلب دائما من ابناؤه ان يسلموا حياتهم له فهو يختار الصالح لاولاده ويجعل كل شيئ لخيرهم والجبل رمز للثبات في كلمة الله والحياه والارتباط بالرب والمملكه السماويه فالمسيح هو مملكتنا التي هي جبل كبير وملاء الارض كلها ( دا 2: 35)

ويوصيه الا ينظر الي الوراء وهو ما قاله رب المجد

إنجيل لوقا 9: 62


فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ».

فمن سلم حياته للرب لا يتمسك بالشهوات والخطايا القديمه ولا يندم علي اي شيئ تركه لانه فاز بالرب نفسه فالرب اغلي من اي جواهر او املاك او مكانه ارضيه



19: 18 فقال لهما لوط لا يا سيد

عكس ليكن لي كقوله فهو يرفض

فعندمتا تجد ارشاد واضح من الرب لا تبحث عن اعزار



19: 19 هوذا عبدك قد وجد نعمة في عينيك و عظمت لطفك الذي صنعت الي باستبقاء نفسي و انا لا اقدر ان اهرب الى الجبل لعل الشر يدركني فاموت

فهل الويتحجج لوط بعدم القدره علي الهرب فهل يشك في الذي انقذه من هذا الشر العظيم وارسل له ملاكين الن يستطيع ان يعطيه القوه للوصول الي الجبل ؟ فهكذا لو اختار لك الرب طريق صعب لا تختار لنفسك طريق اسهل لانك ستخسر بركات كثيره لان الطريق الصعب هو الذي يوصل للملكوت



19: 20 هوذا المدينة هذه قريبة للهرب اليها و هي صغيرة اهرب الى هناك اليست هي صغيرة فتحيا نفسي

والرب يعطي الافضل ولكن ضعاف البصيره الروحيه يختارون لنفسهم الاصغر والاقل

وبهذا فقد لوط بعض الوقت وارتعب من هول المنظر والنيران التي تقترب من صوغر فاضطر فيما بعد ان يصعد الجبل بسرعه وسط ظروف اصعب رغم ان الرب اعطاه فرصه سابقه للافضل وايضا فتحيا نفسي فيها جزء من استعادة الاملاك والمكانه الارضيه



19: 21 فقال له اني قد رفعت وجهك في هذا الامر ايضا ان لا اقلب المدينة التي تكلمت عنها

وحتي في عناد الانسان يبقي الرب رحوم ويعطي فرصه اخري



19: 22 اسرع اهرب الى هناك لاني لا استطيع ان افعل شيئا حتى تجيء الى هناك لذلك دعي اسم المدينة صوغر

والله قادر علي كل شيئ ولكنه قد يعطل امور كثيره لمصلحت اولاده



19: 23 و اذ اشرقت الشمس على الارض دخل لوط الى صوغر

المسيح هو شمس برنا وبنوره يستطيع اي انسان ان يصل الي الخلاص



19: 24 فامطر الرب على سدوم و عمورة كبريتا و نارا من عند الرب من السماء

ونلاحظ انه يقول امطر الرب من عند الرب فالابن ينفذ مشيئة الاب وهو الكلمه المنفذ

فان صادفك اشرا في طريقك ووقفوا لكن معاندين وضاق الطريق امامك ولا تري خلاص توقع ان خلاص الرب قريب فهو يقدر ان يمطر من السماء خير للابرار ونار علي الاشرار

وكلمة الرب التي تروي قلوب ابناؤه هي ايضا نار حارق تحرق الخطيه والشيطان واتباعه

 

19: 25 و قلب تلك المدن و كل الدائرة و جميع سكان المدن و نبات الارض

وقلب اي غير فهي تحولت من ارض صالحه الي بحيره ملح لاتصلح لشيئ بما فيها من سكان ونبات

فقد تري طريق للشرير فيه نجاح فقد يرتفع ولكنه يكون في النهاية كالعصافه التي تذريها الريح ( مز 1: 4 ) فلا تحزن لو رايت نجاحه او رايت نجاح خطط شريره لان ملك الملوك يقدر ان يقلبها في لحظه

 

أية 26:

" 26 ونظرت امراته من ورائه فصارت عمود ملح "

ونظرت من ورائه اي انها كانت متاخره عنه فهي كانت اكثر تمسك بالارضيات

فاصابها قذف من املاح كبريتات الكالسيوم فجمدتها الي عمود ملحي فهي بقيت حيث احبت

والانسان الذي يبدا بالروح ويكمل بالجسد يتحول ينبوع فمه من حلو الي مر وكلامه لا يشبع احد بل يكون مثل الملح

فسير باستمرارر وانت واضع ناظريك عليه هو فقط ولا تنظر الي الوراء او ما يحدث حولك المهم هو امامك في كل حين



19: 27 و بكر ابراهيم في الغد الى المكان الذي وقف فيه امام الرب

في نفس المطان الذي استشفع فيه ابراهيم حما الرب هذا المكان من النيران

وثق ان الرب يبارك ليس فقط فيك بل في اسرتك والموضع ايضا الذي تقف امامه فيه فالله لا ينسي وقوف اولاده امامه

وكلمة بكر ابراهيم يدل ان الانسان الروحي لا يفكر في نفسه فقط بل في كل انسان حتي الضالين ايضا لذلك اذكر كل انسان في صلاتك فهذا لك ولكل من حولك



19: 28 و تطلع نحو سدوم و عمورة و نحو كل ارض الدائرة و نظر و اذا دخان الارض يصعد كدخان الاتون

كدخان الاتون فالرب يريد ان يذكر كل انسان ان هناك نهايه لكل شر فانتبه للنهاية ولا تتمادي في الشر



أية 29:

" 29 وحدث لما اخرب الله مدن الدائرة ان الله ذكر ابراهيم وارسل لوطا من وسط الانقلاب حين قلب المدن التي سكن فيها لوط "

الرب لم ينسي لوط وايضا لم ينسي طلبة ابراهيم فهو لاينسي صلاة اي انسان  

هذه الاية تثبت قوة شفاعة إبراهيم ولاحظ أن إبراهيم لم يتشفع في لوط وعائلته فقط بل للجميع ولكن الله أنقذ كل فتيلة مدخنة. ولنلاحظ المدعوين للخروج.

1.     أصهار لوط: هؤلاء إستهانوا وكان لوط كمازح في أعينهم وهؤلاء هلكوا إذ رفضوا.

2.     إمراة لوط: تمثل المتواجدين في الكنيسة تواجداً جسدياً لكن قلبهم مشتعل بمحبة العالم. هلكت.

3.     إبنتي لوط: خرجتا لكن قلبهما لم يكن نقياً، خرجتا خوفاً من الموت وليس رغبة في عدم الشركة مع الأشرار. كانتا لهما صورة التقوي وداخلهم مملوءاً شراً.

4.     لوط: متردد يمسكه الملاكان ليجذباه، متباطئ، يجادل في كلام الله ويرفض صعود الجبل ويذهب إلي صوغر (مثال لمن يرفض التقديس الكامل) حقاً قصبة مرضوضة لا يقصف.

 

الأيات 30-38:

" 30 وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه لانه خاف ان يسكن في صوغر فسكن في المغارة هو وابنتاه 31 وقالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ وليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض 32 هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه فنحيي من ابينا نسلا 33 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها 34 وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه فنحيي من ابينا نسلا 35 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها 36 فحبلت ابنتا لوط من ابيهما 37 فولدت البكر ابنا ودعت اسمه مواب وهو ابو الموابيين الى اليوم 38 والصغيرة ايضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي وهو ابو بني عمون الى اليوم "

نجد لوط هنا وقد صعد للجبل وهذا ما قد رفضه أولاً. ولو ذهب أولاً لكان قد ذهب في إيمان ومحبة وطاعة لله كإبن أما الآن فهو يذهب خائفاً كعبد. وهذا الفصل الذي به يختم الكتاب قصة لوط مؤلم فهو أوضح أن إبنتا لوط شربتا الكثير من شر سدوم وعمورة والبعض قدم عذراً لهما أنهن تصورن خراب العالم كله بعد الحريق فأردن أن يحتفظن بالنسل أو هن أردن أن يحتفظن بالنسل المقدس ظنا منهما إن إبراهيم قد مات (فيأتي من نسلهن المسيح) ولكنه حل بشري خاطئ مرفوض. وما فعلوه كان خطية بشعة وكان إبنيهما رأسين لشعبين شريرين موأب (إبن الأب أي منسوب لأبي الأم) وبني عمون (إبن شعبي أي الذي من جنسي). وموأب صار أمة كبيرة ثم إندمج مع بني عمون في الشعوب العربية



يرى القديس أغسطينوس أن هاتين الابنتين تمثلان صورة مرّة لمن يُسيء استخدام الناموس (الأب) فيرتبط جسديًا أو حرفيًا لا روحيًا لينجب ثمارًا ليست في الرب، كما أنجبت هاتان الابنتان موآب وعمون من أبيهما كرأسين لأمتين شريرتين، سبق لنا الحديث عنهما في سفر حزقيال (حز 25) وما يرمزان إليهما. ويلقى القديس جيروم باللوم على لوط حتى وإن كان ما قد ارتكبه بغير إرادته.

*     خير لنا أن نبقى بغير ثمر ولا نصير أمهات بطريقة كهذه!

كان هذا رمزًا للذين يفسدون الناموس... الذين يسيئون استخدامه فينجبون الموآبيين الذين يرمزون للأعمال الشريرة.

          القديس أغسطينوس[304]

*     بالحقيقة لم يكن لوط يعرف ماذا كان يفعل، ولا كانت خطيته بإرادته، ومع هذا فخطأه عظيم إذ جعله أبًا لموآب وعمون عدوّى إسرائيل.

          القديس جيروم[305]

وفي النهاية نقول أن لوطًا يمثل العقل الناضج الهارب من الشر ولكن كما بتضرر، أما امرأته فتشير إلى الجسد المرتد إلى الوراء بسبب الشهوات، والبنتان إلى المجد الباطل والغرور.



والمجد لله دائما