هل الله يامر موسي بان يخدع فرعون في طلب ان يذهب الشعب مسيرة ثلاث ايام فقط ؟ خروج 3: 18

 

Holy_bible_1

 

الشبهة

 

في سفر الخروج 3: 18 قال الرب لموسي ان يطلب من فرعون ان يدعهم يذهبوا مسيرة ثلاث ايام فقط ليذبحوا فهل كان هذه خدعه لفرعون ليهربوا من ارض مصر ؟ ولو كان خدعه كيف ينصر الرب شعبه بخدعة فرعون وعدم قول الحقيقه ؟ وان لم يكن خدعه لماذا لم يقل الرب لموسي ان يقول الحقيقه لفرعون انه يريد ان يخرج الشعب بلا رجعه ؟

 

الرد

 

العدد يقول

سفر الخروج 3: 18

 

«فَإِذَا سَمِعُوا لِقَوْلِكَ، تَدْخُلُ أَنْتَ وَشُيُوخُ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى مَلِكِ مِصْرَ وَتَقُولُونَ لَهُ: الرَّبُّ إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ الْتَقَانَا، فَالآنَ نَمْضِي سَفَرَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا

الرب طلب من موسي والشيوخ ان يقولوا لفرعون ان يذهبوا مسيرة ثلاث ايام ليذبحوا الي الههم

مسيرة ثلاث ايام ذهاب وبالطبع يوم للذبح او اكثر ومسيرة ثلاث ايام عوده فموسي لم يقل ثلاث ايام اجازه او رحله ولكن يذهبوا الي مسافه مسيرة ثلاث ايام

ومسيرة ثلاث ايام هي تساوي تقريبا 90 كم لان الانسان البالغ يستطيع ان يمشي بمعدل 100,000 خطوه في اليوم وهي توازي 30 كم فيكون مسيرة ثلاث ايام تساوي تقريبا 90 كم وهي المسافه من جاسان الي ما بعد مدينة السويس بقليل ( خط مستقيم ) ولكن لو كان مسيرة ثلاث ايام نهارا وليلا بسرعة 5 كم في الساعه فتكون 360 كم وهي المسافه من جاثان الي صهيون

والذبيحه هي تقديم خروف الفصح الذي لو كان سمح به فرعون لما تمت الضربات وخاصه اخر ضربه واراد الرب ان ينقذ المصريين من ضربة الابكار بان يذبحوا بعد سفر ثلاث ايام

وايضا بعد الذبائح الاخري التي بدا يعد الرب الشعب لتقديمها فيما بعد وهي بالنسبه للمصريين ام مكروه لانهم كانوا يعبدون بعض الحيوانات فكانوا سيعتبروا هذا امرا مخالف لعقيدة المصريين فيسخطون علي العبرانيين ولهذا لم يكن يصلح ان يقدم العبرانيين ذبائح وهم في وسط شعب مصر وفرعون يعلم هذا جيدا

 

ورغم ان الرب يعلم كل شيئ وهو قال لموسي

19 وَلكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ مَلِكَ مِصْرَ لاَ يَدَعُكُمْ تَمْضُونَ وَلاَ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ،

 

والرب يعلم ان بسبب الضربات لن يطلقهم ليذهبوا مسيرة ثلاث ايام بل سيطلقهم ليذهبوا بدون رجعه

20 فَأَمُدُّ يَدِي وَأَضْرِبُ مِصْرَ بِكُلِّ عَجَائِبِي الَّتِي أَصْنَعُ فِيهَا. وَبَعْدَ ذلِكَ يُطْلِقُكُمْ.

 

ورغم وجود قاعده بعدم الافتراض ولكن نتخيل معا ماذا كان سيحدث لو اطلق فرعون الشعب ليمضوا مسيرة ثلاث ايام لاننا لو فهمنا ذلك لادركنا هل الرب طلب من موسي ان يخدع فرعون ام لا

لو وافق فرعون واطلق الشعب لكان بالطبع الشعب عاد بعد ان يذبح في البريه ولكنه كان بهذا اعد اولا فرعون نفسه علي ان يتخلي عن قبضته علي الشعب

ثانيا اعد شعب مصر ان يبدؤا يتخلوا عن خدمة العبرانيين لهم فيستطيعوا ان يتركوا العبرانيين يخرجوا فيما بعد

ثالثا يعد الشعب علي البريه والترحال

 

وبهذا نتاكد ان ليس هناك خداع

 

واعود مره اخري الي اعداد فرعون وتدريبه علي قبول فكرة خروج الشعب ففرعون متعود علي وجود العبرانيين في اعمال السخره ويعتبر بتكبره انهم لهم خدامه يقتل من يريد ويستحيي من يريد ويسخر من يريد ويامرهم ان يبنوا له ما يريد

فاذا ذهب الشعب مسيرة ثلاث ايام من امام فرعون يبدا فرعون لمدة اسبوع هو والمصريين ان يعتمدوا علي انفسهم ويتاكدوا انهم يمكنهم الاعتماد علي انفسهم بدون وجود العبيد العبرانيين

فهو طلب صحيح وليس خدعه او كذب او نصف حقيقه

 

نقطه اخري هل يجب علي الانسان في اي وظيفه ان يعلن عن خطط العمل كامله ؟ بالطبع لا وكن يكشف منها ما هو مناسب للوقت الحالي فعلي سبيل المثال لو شركه قررت خطه خمسيه ان تتوسع بما يوازي ضعف حجمها عن طريق اعداد مباني في السنه الاولي ثم شراء معدات في السنه الثانيه ثم مواد خام وانتاج في السنه الثالثه ثم تسويق تجريبي في السنه الرابعه ثم فتح اسواق اخري في السنه الخامسه فهل مطلوب منها ان تعلن للمقاول الذي سيبني المباني في السنه الاولي عن الخطه كامله ام يجب ان يعلنه عن الجزء المسؤول عنه فقط ؟ بالطبع لن يكون من الحكمه اخطاره بكل شيئ وسيكون افشاء لاسرار العمل وهو اخطاره بما ليس مسؤليته

فمع فرعون لم يكن يحتاج موسي ان يخبره بانه فيما بعد سيخرج الشعب ويذهب ثم يبدا الهجوم علي ارض الكنعانيين والحثيين والاموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين ثم يقسم الارض وهكذا ؟ ام يخبره فقط بالحاجه الي الخروج للذبح وهذا حقيقه ؟ وهذه هي المرحله الاولي

ولم يكن علي موسي ان يخبر فرعون بان الخطه كامله هي اخراج الشعب فيما بعد ولكن فقط باول مرحله وهو صادق وامين فيها بانه يذهب بالشعب مسيرة ثلاث ايام

 

ثانيا موسي لم يقل لفرعون انه ستكون الرحله الوحيده ولكن مع تكراره طلبة الذهاب ثلاث ايام كرر شيئ مهم فهو فعلا قال

سفر الخروج 5: 3

 

فَقَالاَ: «إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ قَدِ الْتَقَانَا، فَنَذْهَبُ سَفَرَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا، لِئَلاَّ يُصِيبَنَا بِالْوَبَإِ أَوْ بِالسَّيْفِ».

 

سفر الخروج 8: 27

 

نَذْهَبُ سَفَرَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا كَمَا يَقُولُ لَنَا».

 

ولكن كرر ايضا طلبة ان يترك الشعب ليذهب يعبد الرب وهذه وصيه من الرب ان يقولها موسي لفرعون وهو اوصاه بها قبل ان يذهب الي مصر

سفر الخروج 4: 23

 

فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي، فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ».

 

سفر الخروج 7: 16

 

وَتَقُولُ لَهُ: الرَّبُّ إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ قَائِلاً: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي فِي الْبَرِّيَّةِ. وَهُوَذَا حَتَّى الآنَ لَمْ تَسْمَعْ.

 

سفر الخروج 8: 1

 

قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ادْخُلْ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقُلْ لَهُ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي.

 

سفر الخروج 8: 20

 

ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «بَكِّرْ فِي الصَّبَاحِ وَقِفْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ. إِنَّهُ يَخْرُجُ إِلَى الْمَاءِ. وَقُلْ لَهُ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي.

 

سفر الخروج 9: 1

 

ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ادْخُلْ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقُلْ لَهُ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي

 

سفر الخروج 9: 13

 

ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «بَكِّرْ فِي الصَّبَاحِ وَقِفْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ وَقُلْ لَهُ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي

 

سفر الخروج 10: 3

 

فَدَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَالاَ لَهُ: «هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ: إِلَى مَتَى تَأْبَى أَنْ تَخْضَعَ لِي؟ أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي

 

اذا فكلام الرب واضح ان يذهب ويقول لفرعون ان يطلق الشعب ليعبد الرب وهذا هو المطلوب ولكن اولا يسمح بذهابهم مسيرة ثلاث ايام ليذبحوا وبعدها يعرف فرعون انه من الممكن ان يطلق الشعب فيوافق علي الطلبه الاساسيه التي كررها موسي كثيرا وهي ان يطلق الشعب ليعبد الرب بحرية

اذا فراينا ان الرب وضح لموسي من الاول الهدفين الاول وهو الخروج للذبح والثاني بعده انطلاق الشعب لان موسي نبيه وهو يعلن لخادمه

سفر عاموس 3

3: 7 ان السيد الرب لا يصنع امرا الا و هو يعلن سره لعبيده الانبياء

وايضا موسي وضح لفرعون الهدفين اولا يذهب الشعب مسيرة ثلاث ايام ليذبح وايضا وضح موسي لفرعون من البداية انه يبدا ان يستعد لاطلاق الشعب ليعبد الرب بحريه

فموسي حسب كلام الرب كان واضح من البدايه ولم يخفي شيئ

 

 

فملخص الرد

موسي اخبر فرعون بالحقيقه هو يريد ان يذهب بالشعب كله ليذبح للرب لكي لا يضايق المصريين لان ذبح بعض الحيوانات التي يعبدها المصريين سيضايقهم وبعد رجوعهم سيكون الشعب بدا يعتاد غياب العبرانيين فيذهبون لتحقيق الهدف الاخر وهو الذهاب بحرية ليعبد الرب وهوذكر الاثنين من الاول ولكن عدم توضيح الجدول الزمني ليس بخطا ففرعون لم يسال عن ذلك وموسي لم يكذب او يقدم انصاف حقائق

 

واخيرا المعني الروحي

 

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

 

سرّ الأيام الثلاثة:

أمر الله موسى أن يطلب مع الشيوخ من فرعون قائلين: "الرب إله العبرانيين إلتقانا، فالآن نمضي سفر ثلاثة أيام في البرية ونذبح للرب إلهنا" [18].

لقد طلب الرب منهم أن يخرجوا سفر ثلاثة أيام في البرية ويذبحوا للرب، وكان فرعون يطلب من موسى وهرون أن تقدم الذبائح في أرض مصر، لكن موسى أجابه "لا يصلح أن نفعل هكذا... نذهب سفر ثلاثة أيام في البرية ونذبح للرب إلهنا كما يقول لنا" (8: 26، 27). وأخيرًا سمح لهم بالخروج، لكنه كان يقول لهم "لا تذهبوا بعيدًا" (8: 28)، أما موسى فأصر على السفر ثلاثة أيام... لماذا؟

الطريق الذي يخرج فيه الشعب ليقدم لله ذبيحة إنما هو السيِّد المسيح نفسه الذي قام في اليوم الثالث، وخلال قيامته تقبل كل عبادة وتقدمة منا للآب.

للعلامة أوريجانوس أحاديث طويلة عن سرّ الأيام الثلاثة، نقتطف منها العبارات التالية: [يلزمنا أن نخرج من مصر ونترك العالم إن كنا نريد أن نخدمه! لا نتركه جسمانيًا بل نتركه من جهة أفكارنا؛ ليس بالخروج من الطرق العادية الملموسة وإنما بالتحرك الإيماني. اسمعوا ما يقوله القدِّيس يوحنا في هذا الشأن: "يا أولادي لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم، لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون" (1 يو 2: 15-16)...

ماذا يقول موسى؟ "نذهب سفر ثلاثة أيام في البرية نذبح للرب إلهنا" (5: 3). ما هو هذا الطريق الذي يقطعه في ثلاثة أيام للخروج من مصر والذهاب إلى الموضع الذي ينبغي أن نذبح فيه للرب؟ إنه الرب نفسه القائل: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6). ينبغي أن نسير في هذا الطريق ثلاثة أيام، لأنك "إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت" (رو 10: 9). هذه هي الأيام الثلاثة التي تقطعها في الطريق لتصل إلى الموضع الذي يُذبح فيه للرب وتُقدم "ذبيحة التسبيح" (مز 49: 14).

هذا هو المعنى السري، أما المعنى السلوكي (الأخلاقي) وهو أهم، فإننا نترك مصر مسيرة ثلاثة أيام حين نكون أنقياء في الجسد والروح، كقول الرسول: "إحفظ الوصية بلا دنس ولا لوم إلى ظهور ربنا يسوع المسيح" (1 تي 6: 14). إننا نترك مصر مسيرة ثلاثة أيام حين نفصل عقلنا وطبيعتنا وإحساساتنا عن أمور هذه الحياة لنلتصق بوصايا الله. نترك مصر ثلاثة أيام حين تتنقى أفعالنا وكلماتنا وأفكارنا، إذ توجد ثلاث فرص للخطية (خلال العمل والكلام والفكر)[82]].

يُريد إبليس (فرعرن) ألاَّ نبتعد كثيرًا، فلا نسير ثلاثة أيام (8: 28)... لأن عمل عدو الخير هو حرماننا من التمتع بقوة قيامة السيِّد المسيح في داخلنا. هذا من جانب، ومن جانب آخر ألاَّ نسير في الرب ثلاثة أيام، أي لا نتنقى في أفعالنا وكلماتنا وأفكارنا، إنما يريد أن يكون له موضع فينا إن لم يكن بالعمل فبالكلام، وإن لم يكن باللسان فبالفكر. وعلى حد تعبير العلامة أوريجانوس: [يريد أن يضمن أنهم يخطئوا إن لم يكن بالفعل فليكن بالقول وإلاِّ فعلى الأقل بفكرهم. إنه لا يريدهم أن يبتعدوا عنه ثلاثة أيام كاملة. يريد أن يرى له فينا ولو يوم واحد على الأقل، إذ له في بعض الأشخاص يومان وفي الآخرين له الأيام الثلاثة كلها. لكن طوبى لمن ينفصل عنه الأيام الثلاثة بأكملها، ولا يكون له فيه يوم واحد[83]].

بخروجنا ثلاثة أيام ندخل إلى معرفة "القيامة" فتستنير بصيرتنا الداخلية بنور المعرفة الحقيقية. فإن كان فرعون يمثل إبليس "رئيس ظلمة هذا العالم" (أف 6: 12)، فإنه لا يُريدك أن تخرج من دائرة الظلمة إلى نور المعرفة. إنما يُريدك أن تبقى في ظلمة القبر ولا تنعم بنور القيامة. لذا نجده في حديثه مع موسى يعترف بعدم معرفته أي بظلمته قائلاً: "لا أعرف الرب" (5: 2).

خبرة الأيام الثلاثة أي القيامة مع السيِّد المسيح اختبرها قبلاً إبراهيم أب الآباء، هذا الذي خرج من بيته ثلاثة أيام وعندئذ رأى العلامة فقدّم ابنه ذبيحة حب لله (تك 22: 4)، ما هي هذه العلامة التي خلالها يقدم إبراهيم ابنه الوحيد إسحق إلاَّ علامة قيامة المصلوب، لذا يقول معلمنًا بولس الرسول عنه إنه: "آمن بالله القادر على الإقامة من الأموات" (عب 11: 19). رأي قيامة السيِّد المسيح فقدم ابنه إسحق مؤمنًا أن الله قادر أن يقيمه من الأموات.

 

والمجد لله دائما