«  الرجوع   طباعة  »

ما معني ان موسي كان ثقيل الفم و اللسان ؟ خروج 4: 10



Holy_bible_1



السؤال



يقول البعض ان من ايات موسي التسع هو فك عقدة لسانه فهل هذا صحيح ؟



الرد



لم يوجد عقده في لسان موسي ليفكها الله باية وهي ليست ايه من الايات

ولتوضيح ذلك

العدد في

سفر الخروج

4: 10 فقال موسى للرب استمع ايها السيد لست انا صاحب كلام منذ امس و لا اول من امس و لا من حين كلمت عبدك بل انا ثقيل الفم و اللسان

موسي يقول انه من حين ما كلمه الرب من عدة ايام هو لايزال لايستطيع ان يتكلم العبرانيه او المصريه بطلاقه ولتاكيد المعاني



العدد عبري يقول

ויאמר משׁה אל־יהוה בי אדני לא אישׁ דברים אנכי גם מתמול גם משׁלשׁם גם מאז דברך אל־עבדך כי כבד־פה וכבד לשׁון אנכי׃

وكلمة ثقيل

قاموس سترونج

H3515

כּבד

kâbêd

kaw-bade'

From H3513; heavy; figuratively in a good sense (numerous) or in a bad sense (severe, difficult, stupid): - (so) great, grievous, hard (-ened), (too) heavy (-ier), laden, much, slow, sore, thick.



قاموس برون



H3515

כּבד

kâbêd

BDB Definition:

1) heavy, great

1a) heavy

1b) massive, abundant, numerous

1c) heavy, dull

1d) hard, difficult, burdensome

1e) very oppressive, numerous, rich

وهي ثقيل ( كرمز كمعني جيد او سيئ ) كثيرصعب غبي عظيم شديد ثقيل كثير بطيئ غليظ



والكلمه استخدمت بمعني شديد وثقيل وكثير وغيرها من المعاني

H3515

כּבד

kâbêd

Total KJV Occurrences: 40

great, 8

Gen_50:9, 1Ki_3:9, 1Ki_10:2, 2Ki_6:14, 2Ki_18:17, 2Ch_9:1, Isa_36:2 (2)

grievous, 8

Gen_12:10, Gen_41:31, Gen_50:11, Exo_8:24, Exo_9:3, Exo_9:18, Exo_9:24, Exo_10:14

heavy, 8

Exo_17:12, Exo_18:18, Num_11:14, 1Ki_12:4, 1Ki_12:11, 2Ch_10:4, 2Ch_10:11, Psa_38:4

sore, 4

Gen_43:1, Gen_47:4, Gen_47:13, Gen_50:10

hard, 2

Eze_3:5-6 (2)

hardened, 2

Exo_7:14, Exo_9:7

much, 2

Exo_12:38, Num_20:20

slow, 2

Exo_4:10 (2)

laden, 1

Isa_1:4

ladeth, 1

Hab_2:6

laid, 1

Exo_5:9

thick, 1

Exo_19:16

ولكن استخدم نفس التعبير ثقيل اللسان ثلاث مرات فقط

كره في سفر الخروج 4: 10 ومرتين في

سفر حزقيال 3

4 فَقَالَ لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، اذْهَبِ امْضِ إِلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَكَلِّمْهُمْ بِكَلاَمِي.
5 لأَنَّكَ غَيْرُ مُرْسَل إِلَى شَعْبٍ غَامِضِ اللُّغَةِ وَثَقِيلِ اللِّسَانِ، بَلْ إِلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ.
6 لاَ إِلَى شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ غَامِضَةِ اللُّغَةِ وَثَقِيلَةِ اللِّسَانِ لَسْتَ تَفْهَمُ كَلاَمَهُمْ. فَلَوْ أَرْسَلْتُكَ إِلَى هؤُلاَءِ لَسَمِعُوا لَكَ.
7 لكِنَّ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَسْمَعَ لَكَ، لأَنَّهُمْ لاَ يَشَاؤُونَ أَنْ يَسْمَعُوا لِي. لأَنَّ كُلَّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ صِلاَبُ الْجِبَاهِ وَقُسَاةُ الْقُلُوبِ.



ونفهم من هذا ان ثقيل اللسان اوضح معني هو لغه غامضه



تعبير اخر وهو صاحب كلام

كلمة كلام تعبر عن كلام وافعال وامور

H1697

דּבר

dâbâr

BDB Definition:

1) speech, word, speaking, thing

1a) speech

1b) saying, utterance

1c) word, words

1d) business, occupation, acts, matter, case, something, manner

حديث كلام محادثه اشياء كلمات امور اعمال افعال امور حلات اشياء

وهي استخدمت بهذه المعاني

اي انه ليس صاحب كلام تنفيذي اي امور لان تعبير كلام يسمع هو مختلف

H565

אמרה אמרה

'imrâh 'emrâh

im-raw', em-raw'

The second form is the feminine of H561, and meaning the same: - commandment, speech, word.

اي حديث او كلام

اذا فهو يقول له انه ليس صاحب كلمه علي العبرانيين ولا علي فرعون



تعبير اخر قاله موسي

سفر الخروج 6: 12


فَتَكَلَّمَ مُوسَى أَمَامَ الرَّبِّ قَائِلاً: «هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَسْمَعُوا لِي، فَكَيْفَ يَسْمَعُنِي فِرْعَوْنُ وَأَنَا أَغْلَفُ الشَّفَتَيْنِ؟»


سفر الخروج
6: 30


فَقَالَ مُوسَى أَمَامَ الرَّبِّ: «هَا أَنَا أَغْلَفُ الشَّفَتَيْنِ. فَكَيْفَ يَسْمَعُ لِي فِرْعَوْنُ؟».

وتعبير اغلف الشفتين

H6189

ערל

ârêl

aw-rale'

From H6188; properly exposed, that is, projecting loose (as to the prepuce); used only technically uncircumcised (that is, still having the prepuce uncurtailed): - uncircumcised (person).

هي تعني مكشوف ونفيها يعني غير مختون او اغلف

فمعني اغلف الشفتين ليس معناه انه شفتيه مغطاه ولكن تعني انهما غير قادرتين علي التعبير

فمن استشهد بانه ثقيل اللسان اي عنده عيب خلقي في لسانه ولسانه معقود والله حل عقدة لسانه فقد اخطا لان ايضا شفتيه لا تستطيعان ان تعبران جيدا

اذا المعني الواضح انه لا يجيد اللغه جيدا



ولهذا ترجمت في الترجمه الانجليزي للمؤسسه اليهودية

(JPS) And Moses said unto the LORD: 'Oh Lord, I am not a man of words, neither heretofore, nor since Thou hast spoken unto Thy servant; for I am slow of speech, and of a slow tongue.'

بمعني بطيئ وليس ثقيل



والسبعينية

(LXX) επεν δ Μωυσς πρς κριον Δομαι, κριε, οχ κανς εμι πρ τς χθς οδ πρ τς τρτης μρας οδ φ᾿ ο ρξω λαλεν τ θερποντ σου· σχνφωνος κα βραδγλωσσος γ εμι.

4:10 And Moses said to the Lord, I pray, Lord, I have not been sufficient in former times, neither from the time that thou hast begun to speak to thy servant: I am weak in speech, and slow-tongued.

فهي تعني انه ضعيف في اللغه ولسانه بطيئ في التعبير

وبخاصه ان الكلمه اليوناني تعني ضعيف في علم اللغه



ملحوظه مهمة من كلمة اغلف الشفتين

سفر الخروج 6

9 فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ هكَذَا، وَلكِنْ لَمْ يَسْمَعُوا لِمُوسَى مِنْ صِغَرِ النَّفْسِ، وَمِنَ الْعُبُودِيَّةِ الْقَاسِيَةِ.
10 ثُمَّ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً:
11 «اُدْخُلْ قُلْ لِفِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ أَنْ يُطْلِقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِهِ».
12 فَتَكَلَّمَ مُوسَى أَمَامَ الرَّبِّ قَائِلاً: «هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَسْمَعُوا لِي، فَكَيْفَ يَسْمَعُنِي فِرْعَوْنُ وَأَنَا أَغْلَفُ الشَّفَتَيْنِ؟»

فنري ان موسي كلم الشعب والشعب فهمه ولكن رفض ما قاله عن الرب فموسي بتعبير اغلف الشفتين يعبر عن شيئين

اولا تواضع منه او شعور بصغر نفس

ثانيا وهو مرتبط باولا شعر بانه لم يستطيع ان يقنع الشعب واوعذ هذا الي لغته التي هي غير عبرانيه دقيقه

اذا نتاكد ان موسي لما قال انه بطيئ او ثقيل اللسان فهو كما اكد حزقيال انه اللغه العبرانيه والمصريه بالنسبه له غير سلسه

والسبب نراه من التاريخ بدقه

موسي تربي في الفتره الاولي في بيت العبرانيين ثم بعد ذلك تربي في بيت فرعون حتي بلغ من العمر اربعين سنه اذا فهو جمع بين لغة العبرانيين ولغة المصريين

ولكنه ترك الاثنين وذهب الي مديان والمديانيين كانت لهم لغه مختلفة تماما عن الفرعونيه والعبرانية

وموسي عاش في مديان 40 سنه وخلال هذا الزمان بالطبع كان موسي فقد الكثير من اللغه العبرانيه والفرعونية

واستطيع ان اؤكد ذلك من خبره شخصيه فبعد الهجره الي بلد غير ناطقه بالعربيه ولم اتكلم العربيه لعدة سنين ( اقل من عشرة سنين ) عندما بدات اعود واكتب بالعربيه وجدت صعوبه شديده في التعبير مره اخري واخذ ذلك مني ما يزيد علي العام حتي اعود الي طلاقة التعبير باللغه العربيه مره اخري

هذا حدث معي في اقل من عشر سنين فكم هو حال موسي الذي عاش اربعين سنه في مديان وشيئ اخر ان الان الكتب العربيه متوفره وقرات بعضها اثناء الغربه اما موسي فلم تكن تتوفر اليه الكتب العبرانيه في هذا الزمان ليحتفظ ببعض زاكرته عن اللغه العبرانيه او الفرعونية

وموسي مطلوب منه ان يتكلم بلغتين الهيلوغريفيه واللغه العبرانية التي تركهم منذ اكثر من اربعين سنه بالاضافه الي اللغه التي يتكلم بها في مديان

فلهذا تحجج بهذا الامر



في سفر الخروج 4

10 فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ مُنْذُ أَمْسِ وَلاَ أَوَّلِ مِنْ أَمْسِ، وَلاَ مِنْ حِينِ كَلَّمْتَ عَبْدَكَ، بَلْ أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ».
11
فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ
: «مَنْ صَنَعَ لِلإِنْسَانِ فَمًا؟ أَوْ مَنْ يَصْنَعُ أَخْرَسَ أَوْ أَصَمَّ أَوْ بَصِيرًا أَوْ أَعْمَى؟ أَمَا هُوَ أَنَا الرَّبُّ؟

12 فَالآنَ اذْهَبْ وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ».
13
فَقَالَ
: «اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَرْسِلْ بِيَدِ مَنْ تُرْسِلُ».
14
فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى مُوسَى وَقَالَ
: «أَلَيْسَ هَارُونُ اللاَّوِيُّ أَخَاكَ؟ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ هُوَ يَتَكَلَّمُ، وَأَيْضًا هَا هُوَ خَارِجٌ لاسْتِقْبَالِكَ. فَحِينَمَا يَرَاكَ يَفْرَحُ بِقَلْبِهِ،
15
فَتُكَلِّمُهُ وَتَضَعُ الْكَلِمَاتِ فِي فَمِهِ، وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَمَعَ فَمِهِ، وَأُعْلِمُكُمَا مَاذَا تَصْنَعَانِ
.
16
وَهُوَ يُكَلِّمُ الشَّعْبَ عَنْكَ
. وَهُوَ يَكُونُ لَكَ فَمًا، وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ إِلهًا.



فالله لم يقل له سوف اشفيك من مرضك او عيبك الخلقي ولكن قال له اعلمك اي لو كنت تسيت التعبير اعلمك ما يجب ان تتكلم به فسياق الكلام يوضح انه ليس عيب خلقي عقدة لسان ولكن تعبيرات لغويه

ويؤكد ذلك ايضا ان الرب يقول لموسي عن هارون انه يتكلم ويتكلم ماذا ؟ يتكلم لغة العبرانيين وايضا لغة المصريين

وقال له انه حينما يري موسي يفرح قلبه والرب سيساعد هارون ان يفهم كلام موسي

اي ان الرب سيزيل الحاجز اللغوي فقال له فتكلمه اذا فهو ليس عيب خلقي لانه لو عيب خلقي او مرضي لما كان استطاع موسي ان يكلم هارون او غيره ولكنه فقط التعبيرات اللغوية والرب قال له

وانا اكون مع فمك وفمه اي ان الرب سيحافظ علي دقة التعبير فموسي يتكلم بتعبيرات دقيقه بارشاد الرب وايضا هارون سيسمع موسي يتكلم حتي لو بلغه ركيكه فهارون يعبر بتعبيرات دقيقه كما يريد الرب

وهذه التعبيرات استخدمت بمعاني متشابهه

سفر إرميا 1: 6


فَقُلْتُ: «آهِ، يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أَعْرِفُ أَنْ أَتَكَلَّمَ لأَنِّي وَلَدٌ».



فارميا ليس لانه عنده اعاقه ولكن لايستطيع ان يكون له كلمه عليهم لانه صغير



اما تاكيد ان موسي لم يكن عنده عيب خلقي ولكن صعوبة تعبير والرب نفذ ما وعد به انه يعينه علي هذا الامر

سفر اعمال الرسل 7

20 «وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ وُلِدَ مُوسَى وَكَانَ جَمِيلاً جِدًّا، فَرُبِّيَ هذَا ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي بَيْتِ أَبِيهِ.
21 وَلَمَّا نُبِذَ، اتَّخَذَتْهُ ابْنَةُ فِرْعَوْنَ وَرَبَّتْهُ لِنَفْسِهَا ابْنًا.
22 فَتَهَذَّبَ مُوسَى بِكُلِّ حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ، وَكَانَ مُقْتَدِرًا فِي الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ.
23 وَلَمَّا كَمِلَتْ لَهُ مُدَّةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، خَطَرَ عَلَى بَالِهِ أَنْ يَفْتَقِدَ إِخْوَتَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ.

فهو في حداثته كان يتكلم بطلاقه ولكن بسبب انه امضي اربعين سنه في مديان ضعفت لغته العبرانيه والمصريه



وقد اكر الراباي راشي في تفسيره هذا المعني وايضا كثير من المفسرين مثل جيل وكلارك وغيرهم بانه يعني نسي اللغي العبرانيه .



واخيرا المعني الروحي



من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء



أنا ثقيل الفم واللسان:

اعتذر موسى النبي عن الخدمة قائلاً: "استمع أيها السيِّد. لست أنا صاحب كلام منذ أمس ولا أول من أمس ولا من حين كلمت عبدك، بل أنا ثقيل الفم واللسان. فقال له الرب: "من صنع للإنسان فمًا أو من يصنع أخرس أو أصم أو بصيرًا أو أعمى، أما هو أنا الرب؟! فالآن اذهب وأنا أكون مع فمك وأعلمك ما تتكلم به" [10-13].

متى شعر موسى أنه ثقيل الفم واللسان؟ حين كان في القصر ابنًا للأميرة ابنة فرعون، يتدرب بكل حكمة المصريين كان يشعر أنه قادر على الكلام، أما الآن إذ صار في حضرة الرب نفسه شعر أنه ثقيل الفم واللسان! وكما يقول العلامة أوريجانوس: [أثناء إقامته في مصر عندما تعلم بكل حكمة المصريين (أع 7: 22) لم يكن موسى ثقيل الفم واللسان، إذ كان يستخدم البلاغة حين يتحدث عن نفسه. كان في عيني المصريين الصوت المجلجل وصاحب البلاغة التي لا تُقارن. غير أنه إذ سمع صوت الله والوصايا الإلهية شعر أنه أخرس، وذلك حينما بدأ يدرك الكلمة الحقيقي الذي كان عند الله في البدء (يو 1:1). لتسهيل ذلك استخدم التشبيه التالي: أمام الحيوانات غير العاقلة يبدو الإنسان عاقلاً حتى وإن كان غير مثقف وغير متعلم فيظهر أنه بليغ، لأنه ليس للحيوانات صوت ولا عقل. لكنه إذا قورن بعلماء وأصحاب بلاغة يتكلمون بكل أنواع الكلام فيظهر عقيمًا وأخرس. هكذا حينما تتأمل كلمة الله ذاته وترفع عينيك نحو الحكمة الإلهية ذاتها، فإنه مهما كان عملك وحكمتك فستعترف أمام الله أنك كالحيوان الأخرس، بل وأكثر منه. هذا هو الشعور الذي انتاب داود الطوباوي نفسه حين قارن نفسه في ميدان الحكمة الإلهية فتال "أنا بليد ولا أعرف، صرت كبهيم عندك" (مز 22: 27). هذا ما قصده موسى أعظم الأنبياء بقوله "أنا ثقيل الفم واللسان" لا أقدر على الكلام. بالمقارنة مع الله الكلمة يصير الناس جميعًا ليس فقط بلا بلاغة بل وخرس[102]].

بالوقوف أمام الله أكتشف موسى النبي ثقل فمه ولسانه، انسحق في داخله معتذرًا عن الخدمة فتأهل بالأكثر لكي يملأ الله فمه ليخدم. وقد تحدث الآباء كثيرًا عن اتضاع موسى.

يقول القديس إكليمنضس الروماني: [دُعيَ موسى أمينًا في كل بيت الله (عد 12: 7؛ عب 3: 2)... مع أنه نال كرامة عظيمة هكذا لكنه لم يستخدم أسلوب العظمة، وإنما حين سمع القول الإلهي من العُلِّيقة قال: "من أنا حتى أذهب؟ أنا ثقيل الفم واللسان" (خر 3: 11، 4: 10)، كما يقول: "أنا ليس إلاَّ دخان زق"[103]].

كما يقول القديس غريغوريوس النزينزي: [جيد لك أن تتراجع عن الله إلي حين (في دعوته لك للخدمة) كما فعل قديمًا موسى العظيم (خر 4: 10)، وإرميا (إر 1: 6)، بعد ذلك تجري في الحال إليه كما فعل هرون (خر 4: 27)، وإشعياء (إش 1: 6)، لكنه يلزمنا أن ننفذ الأمرين بروح الخضوع، ننفذ الأمر الأول بشعور الحاجة إلي القوة، وننفذ الأمر الثاني بسبب قدرة ذاك الذي دعانا[104]...].

يقول أيضًا: [هرون كان مشتاقًا (للخدمة) أما موسى فقاوم. إشعياء خضع للحال أما إرميا فكان خائفًا بسبب صغر سنه ولم يجسر أن يتنبأ، حتى يتقبل من الله وعدًا وقوة تفوق سنه[105]].

ويقول أيضًا العلامة أوريجانوس: [إذ بلغ (موسى) عمق الفهم الذي هو "معرفته لنفسه"... كافأته النعمة بمواهب عظيمة كهذه: "أنا أكون معك وأعلمك ما تتكلم به" [22]. طوبى للذين يفتح الله أفواههم ليتكلموا! إنه يفتح أفواه الأنبياء ويملأها من بلاغته كما قيل هنا... وكما قال الله بفم داود: "إفغر فاك وأنا أملأه" (مز 81: 11)، وبنفس المعنى يقول القديس بولس الرسول: "إنه يعطي لي كلامًا عند افتتاح فمي" (أف 6: 9). إذن الله هو الذي يفتح فم الذين ينطقون بالكلمات الإلهية[106]].

لم ينفتح فم موسى وحده ليتكلم الله فيه، وإنما أيضًا انفتح فم أخيه هرون، هذا الذي التقى مع موسى عند جبل الله [27]. وكأن كل من يريد أن ينفتح فمه ويتمتع بكلمات الرب والمعرفة الإلهية يلزمه أن يلتقي بموسى (الناموس) روحيًا عل جبل الله أي داخل الكنيسة المقدسة الإلهية. في هذا يقول العلامة أوريجانوس: [صعد بطرس ويعقوب ويوحنا على جبل الله ليتأهلوا لرؤية يسوع متجليًا ومعه موسى وإيليا في المجد. وأنت أيضًا إن كنت لا تصعد على جبل الله وتتقابل مع موسى، أي إن كنت لا ترتفع إلي الفهم الروحي للناموس، إن كنت لا تبلغ قمة الإدراك الروحي فلن يفتح الرب فمك. أما إن توقفت عند المعنى الحرفي البغيض، وتختلط بالسرد التاريخي لتفاصيل الأحداث اليهودية فإنك لن تلحق بموسى علي جبل الله، ولا يفتح الله فاك ولا يعلمك ما تقوله[107]].

الله لا يفتح فقط أفواهنا ليملأها بكلماته وإنما يفتح أيضًا عيوننا لتستنير بالروح القدس وترى الأمجاد الإلهية، ويفتح الآذان لتسمع صوته الإلهي بغير عناد، ويفتح حواسنا وطاقاتنا الداخلية لكي تُبتلع بالكامل في الإلهيات. يقول العلامة أوريجانوس: [كما يفتح الله أفواه القديسين كذلك يفتح آذانهم ليسمعوا الكلمات الإلهية. يشهد بذلك إشعياء النبي القائل: "السيِّد الرب فتح لي أذنًا وأنا لم أعاند" (إش 50: 5)... كذلك يفتح الرب الأعين كما فتح عيني هاجر لتبصر بئر المياه الحية، وكما قال إليشع النبي: "يا رب افتح عينيه فيبصر، ففتح الرب عينيّ الغلام فابصر، وإذا الجبل مملوء خيلاً ومركبات نار حول إليشع" (2 مل 6: 15)... إذن يفتح الله الفم والأذنين والعينين حتى نتكلم ونسمع ونبصر الأمور الإلهية[108]].

وكما يفتح أولاد الله حواسهم وأعماقهم ليتقبلوا عمل الله فيهم، هكذا يفتح أيضًا أولاد إبليس حواسهم وأعماقهم لأبيهم ليتقبلوا عمله فيه ولحسابه. يقول العلامة أوريجانوس: [أُنظر، ماذا كُتب عن يهوذا؟ "دخله شيطان" (لو 22: 4). لقد فتح فمه ليتكلم مع رؤساء الكهنة وقواد الجند كيف يسلمه إليهم بعدما أخذ الفضة[109]].

ربما يتساءل أحد: من الذي يفتح فمنا؟ هل نحن نفتحه والله يملأه، أم هو الذي يفتحه وهو الذي يملأه؟ في رد القديس أغسطينوس علي رسالتين للبيلاجيين يقول: [مع أننا بدون معونته لا نقدر أن نفعل شيئًا، فلا نقدر أن نفتح أفواهنا، لكننا نفتحها بمعونته مع قيامنا بدور من جانبنا، لكن الله هو الذي يملأه دون أن يكون لنا دور في ذلك[110]].



والمجد لله دائما