«  الرجوع   طباعة  »

 

الذبائح العامة وانواعها وهل نسختها الشريعه المسيحية ؟ لاويين 1  - 5

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

«نقرأ في سفر اللاويين شرائع عن ذبائح كثيرة، وشرائع مختصَّة بآل هارون في الكهنوت والملابس، وقد نُسخت كلها في الشريعة المسيحية».

 

الرد

 

الرب لم ينسخ شيئ ولكن اكمل كل شيئ 

إنجيل متى 5: 17

 

«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ.

 

وقد ذكرت سابقا انواع تكميل الرب يسوع المسيح وهو 

اولا تكميل تحقيق الرموز والنبوات في شخص المسايا وكل ما كان يرمز للمسيح بالطبع متي جاء المرموز اليه بطل الرمز 

ثانيا اكمل الناموس بخضوعه للناموس والوصايا ولم يكسر وصيه واحده 

ثالثا اكمل ليس في جسده فقط بل اكمله فينا وعنا لانه اكمل كل بر وكمل الناموس بالايمان وتحقيق وعود الناموس 

رابعا اكمل الماموس بتكميل نصوصه والدخول الي عمقه وشرحه بطريقه افضل 

خامسا السيد المسيح اكمل الناموس بمفهو الحكم فالناموس هو الحكم او القانون فمعني القانون يحكم علي السارق بستة اشهر سجن فهل كمل القانون ؟ اقول لا فهو قانون ناقص وعاطل ولا يكمل القانون ان لم يطبق ويسجن السارق فعلا وقيل بالناموس اجرة الخطية موت فهل كمل الناموس اقول لا ناقص ان لم ينفز هذا الحكم بالموت فعلا والسيد المسيح اكمل القانون بتنفيزه في جسده فنفز حكم الموت عنا وهاكذا نجونا نجن من حكم الموت  

 

واعود الان واركز كيف اكمل المسيح الذبائح ؟

الذبائح التي كان في العهد القديم تشير الي ماذا ؟ 

هي عدة انواع وكل منها يشير الي شيئ معين  

وانواعها وبعض المعلومات عن كل نوع باختصار شديد

 

القربان وهو المحرقه ( محرقه وتقدمه )

للشعب 

للرضا والتكفير ( بدون خطيه معينه )

تحرق بالكامل ولا يؤكل منها شيئ

 نوعه بقر وغنم اوطير او دقيق او الباكورات مثل الفريك

البقر والغنم

 نوعه ذكر صحيح 

يوضع المقرب يده علي الذبيحه 

تقديمها يكون برش الدم علي المذبح مستديرا ثم يقوم بسلخها وتقطيعها ويغسل الاحشاء والاكارع وتحرق بحطب كاملا علي المذبح والجلد يكون للكاهن 

الطير مثل اليمام او افراخ الحمام 

 يجز راسه ويعصر دمه علي الحائط ويشق بين جناحيه ولا يفصل ويلقي الحوصله علي جانب المذبح شرقا مكان الرماد ويحرق علي المذبح

الدقيق قبضه تحرق والباقي للكاهن 

لايقدم لا خمير ولا عسل 

والمحرقه نوعين عام وخاص 

عام وهي تشتعل علي المذبح كل الليل ونار وفي الاعياد المذبح تتقد عليه ولا تطفئ ويوضع الرماد جانب المذبح ويغير ثيابه ثم ياخذ الرماد الي خارج المحله في مكان طاهر 

وخاصه ايضا نوعين 

اجباريه مثل لهرون وبنيه يوم مسحه هو عشر ايفة من الدقيق ومثل للابرص  

اختيارية مثل محرقات النذور 

 

ذبيحة الخطيه ( الخطيه والاثم )

والفرق بين ذبيحة الخطية والاثم 

ذبيحة الخطية تقدم للتكفير عن خطايا السهو او الجهل عند اكتشافها نتيجه للسهو او مس نجس او صوت حلف ولم يخبر وغيره من الخطايا  

 

ذبيحة الاثم تقدم للتكفير عن الاثم المعلن وهي للتكفير والتعويض حيث يعوض المخطئ عن ما أخطأ به ويزيد عليه الخمس 

وهي للتكفير 

ويسمح ان ياكل منها الكاهن فقط  

ان دخل دمها الي الخيمه لا تؤكل وان لم يدخل دمها ياكلها الكهنه الرجال في مكان مقدس 

وانواعها 

 الكاهن

ثور صحيح 

يضع يده علي راس الثور والدم ينضح سبع مرات لدي الحجاب وايضا علي مذبح البخور والباقي يصب اسفل مذبح المحرقه

 ويحرق علي المذبح الشحم مع زيادة الكبد والكليتين والباقي ( الجلد واللحم والراس والاحشاء ) لا يؤكل بل يحرق بالنار في مكان طاهر خارج المحله مكان مرمي الرماد

الشعب 

يقدم المجمع ثور 

ويضع الشيوخ ايديهم علي راسه ويفعل بالدم كما سبق 

الرئيس 

تيس من المعز نوعه ذكر صحيح

ويضع يده علي الذبيحه والدم يجعل علي قرون مذبح المحرقه والباقي يصب اسفل مذبح المحرقه ويفعل به كما سبق 

احد العامه 

عنزا من المعز انثي صحيحه او ضان انثي ويفعل به كما سبق 

وان لم تنال يده يقدم يمامتين او فرخي حمام احدهم ذبيحة خطيه والاخر محرقه والطائر ذبيحة الخطيه يجز راسه من قفاه ولا يفصل ويعصر الدم علي الحائط والباقي اسفل المذبح 

والثاني محرقه كما سبق 

اما الخيانه او فعل شئ من جميع المناهي ( ليس كما سبق ) او الكذب بخيانه 

 فيكون كبش ذكر من الماعز ( ليس انثي ) ويعوض خمسه ( 0.2 ) 

 

ذبيحة السلامه  ( الملء والسلامة )

للفرح والشكر والسلامه  

ياكل منها الكاهن ومقدمها واحباؤه  

بقر او غنم  صحيح ذكر او انثي مع اقراص فطير بزيت ورقاق فطير بزيت ودقيق بزيت مع اقراص خبز خمير 

صدر الترديد وساق الرفيعه ( الساق اليمني ) لهارون وبنوه والباقي لمقدم الذبيحه ( فيشترك الله والكاهن والانسان ) 

نوعين 

ذبيحة سلامه للشكر وهي شكر علي شئ ما  بدون نذر يرش الدم مستدير و يحرق علي المذبح الشحم مع زيادة الكبد والكليتين والباقي يؤكل بواسطة المقدم في نفس اليوم والباقي للغد يحرق 

 

وايضا تقدمة الدقيق التي هي من المحرقه  

 

ذبيحة سلامه لنذر او نافل يحرق علي المذبح الشحم وزيادة الكبد مع الكليتين واللحم يؤكل بواسطة المقدم للذبيحه اليوم وغدا والباقي لليوم الثالث يحرق 

وفي النوعين اللحم الذي يمس شئ غير طاهر يحرق لا يؤكل والانسان الذي يمس شئ نجس لا يؤكل منه 

 

ونلاحظ فيهم الاتي

 

للرضا وللتكفير وللسلامه 

والثلاثه اكتملوا في ذبيحة المسيح الذي قدم نفسه لرضي الله عنا ويتنسم الرب رائحة رضا عنا . وايضا للتكفير عن خطايانا وهو حمل الله الذي حمل خطايا العالم . ولسلامة شعبه ولفرحهم ليفتح لهم الفردوس ويقبلهم في العرس السماوي وحياة الشركه . اذا فهذه الذبائح الموقته اكتمل في ذبيحة المسيح الدائمه فهو الخروف القائم كانه مذبوح 

 

والثلاث ذبائح من الانسان المسيحي في المسيح  

المحرقه ترمز للتسليم والطاعه وهو ما اظهر المسيح وخضعت البشريه لله في جسده بتسليم كامل وبهذا حق الله يستوفي بها ولهذا المسيحي في المسيح ومع ذبيحة المسيح يقدم قلبه بانسحاق ذبيحة محرقه لان المسيح قدم ذبيحة المحرقه الحقيقيه عنه

وذبيحة السلامه التي هي مع روح الانسحاق والتسليم ايضا روح فرح بالمسيح الذي قدم نفسه عنا ذبيحه حقيقيه مرضيه ويشترك فيها الكل فالمسيحي ينشر فرحه بالمسيح للكل ويشترك كل المسيحيين في التناول وهو ذبيحة السلامه 

وذبيحة الخطيه التي يقدمها الانسان في حياة توبه مع ذبيحة المسيح الذي قدم نفسه ايضا محرقة خطيه كرئيس كهنه وكاهن والرئيس وايضا راس الكنيسه وهي شعبه وافراد شعبه فبكل انواعها اكتملت في المسيح  

 

وبعد اخر 

يشترك في الذبيحه ثلاثه وهم

الذبيحه والكاهن الذي يقدمها والشخص الذي يقدم الذبيحه من خلال الكاهن 

والمسيح اكمل الثلاثه في جسده فهو الذبيحه وهو الكاهن الذي دخل قدس الاقداس بدمه وهو ايضا مقدم الذبيحه الذي قدم نفسه بسلطانه  

ايضا الذبيحه يشترك فيها الهيكل والمذبح وتابوت عهد الرب 

الهيكل الجديد الحقيقي الغير مدنس هو جسد المسيح والمذبح هو قلب المسيح وتابوت عهد الرب يرمز الي لاهوت المسيح فهو ايضا اكمل المصنوعه باليد بغير المصنوعه باليد 

 

ومن هذا رائنا معا ان المسيح والفكر المسيحي لم ينسخ شي بل في المسيح الذي اكمل كل شيئ نفرح بما هو بعد اتمام المحرقات بمعني 

ان لو انسان اتي بمحرقه للرضا يجب ان ينسحق قلبه مع المحرقه ولا يحتاج ان يقدم بعدها مباشره محرقه اخري وبعد تقديم المحرقه لم يشعر برضا الله عنه فهي باطله

ولو انسان اتي بذبيحة خطيه يجب ان يقدم قلبه ايضا في حياة توبه ولا يحتاج ان يقدم بعدها ذبيحة خطيه لنفس الخطيه التي تاب عنها وقدم عنها المحرقه السابقه وبعد تقديمها لو لم يستمر في حياة التوبه فباطله ذبيحته 

وانسان قدم ذبيحة شكر يجب ان يكون في قلبه شكر وسرور بالرب ولا يحتاج ان يقدم ذبيحة شكر بعدها مباشره لنفس الشكر  وبعد تقديمها ان لم يكن فعلا يحي حياة الشكر والتسبيح والفرح في الرب فتقدمته باطله 

فالمسيح لم يلغي الذبائح بل اتمم الذبائح وفقط مطلوب منا تقديم قلوبنا ذبائح محرقات للرضا وذبائح للتوبه وذبائح للسلامه والشكر  

وما قدمته هنا هو فقط رد مختصر جدا علي الشبهه ولكن موضوع الذبائح والتقدمات ورموزها ومعانيها هذا موضوع كبير جدا يستغرق كتب لدراسته تفصيلا 

 

من ردود القس الدكتور منيس عبد النور 

 

قال المعترض: «نقرأ في سفر اللاويين شرائع عن ذبائح كثيرة، وشرائع مختصَّة بآل هارون في الكهنوت والملابس، وقد نُسخت كلها في الشريعة المسيحية».

وللرد نقول: أوضح الله للبشر طريق الخلاص برموز محسوسة ليقرّب لعقولنا القاصرة الأمور المعنوية الروحية. فلما أراد أن يوضح طريقة الفداء، وأنه لا يمكن الخلاص إلا بدم المسيح، رتَّب الذبائح والفرائض الطقسية في التوراة، للإشارة إلى دم الفادي الكريم، وأوضح أن الطريقة الوحيدة لمغفرة الخطايا هي سفك الدم، وأن دم الحيوانات لا قيمة له في حد ذاته، إلا في أنه يرمز إلى دم المسيح.

وقد عيَّن الله الرمز ليشير إلى أمر أهمّ منه لا بد من وقوعه هو «المرموز إليه». ولا بد أن يوجد في الرمز إشارة حقيقية تشير إلى المرموز إليه، وهذا لا يستلزم أن يكون الرمز من ذات جوهر المرموز  إليه. فحَمَل الفصح مثلاً كان رمزاً للمسيح مع تباينهما في الجوهر. والغاية من الرمز هو تمهيد الطريق للمرموز إليه، وإعداد عقولنا لفهمه. وقد أعطى الله في التوراة رموزاً كثيرة تشير إلى المسيح وملكوته، لا على سبيل الصدفة، بل بالتدبير والقصد، فإن التوراة توطئة وتمهيد للإنجيل. فما أشارت إليه التوراة بالتلميح أوضحه الإنجيل بالتصريح. وطريقة الخلاص واحدة في العهدين. وأنت تعلم أن الأستاذ الحكيم يعلِّم تلاميذه القضايا الضرورية البديهية، ثم يرتقي معهم بالتدريج للحقائق العالية، فيستفيدون. وكذلك لا يجوز لمن كان في ظلام دامس أن يعرِّض عينيه لأشعة الشمس مرة واحدة، بل بالتدريج، إلى أن يصل إلى نور النهار الكامل. وكذلك نعطي الطفل أولاً اللبن لأن معدته لا تقدر على هضم غيره، ومتى نما وكبر نعطيه الغذاء اليابس. فكذلك عمل الله معنا: فأفهمنا في أول الأمر الحقائق الإلهية بطرق بسيطة محسوسة، وسلك معنا بالتدريج إلى أن أوضح لنا الحقائق بغاية الوضوح. فما أوضحه قليلاً في العهد القديم أوضحه كوضوح الشمس في العهد الجديد (لوقا 1: 79 و1يوحنا 2: 8 ورومية 16: 25، 26 وكولوسي 1: 27 و1كورنثوس 2: 7، 10).

وإذ أدركنا هذا عرفنا أن كتاب الله منزَّه عن الناسخ والمنسوخ، فقد جاء المسيح ليكمل شريعة موسى، شريعة الطقوس بشريعته هو، وهي شريعة النعمة. كما جاء هو، المرموز إليه، ليحقّق رموز شريعة موسى.

ومن الرموز الواردة في العهد القديم التي تشير إلى المسيح: الذبائح والكهنة.

أولاً - الذبائح: حكم الله أن النفس التي تخطئ تموت، لأنه قدوس طاهر يكره الإثم. وهذا الحكم يسري على الجميع بلا استثناء، لأن الجميع أخطأوا. ولكن الله تفضَّل وأوجد طريقة يمكن بها للخاطئ أن ينال مغفرة الخطايا، فيكون الله رحيماً وعادلاً في آن واحد إذا برر الخاطئ. وهذه الطريقة هي الإيمان بالمسيح الفادي الكريم. ووضع في التوراة الذبائح إشارةً إليه. فالحكم الذي كان يستوجبه الخاطئ احتمله المسيح في جسده، وبذلك استوفى العدل الإلهي حقه. وعليه فلا تفاوت بين عدله ورحمته. وهذه الطريقة هي المقبولة والمعقولة.

وذبائح التوراة إشارة إلى دم المسيح، فقال في لاويين 17: 10، 11 «الدم يكفِّر عن النفس». وسبب التكفير (ومعناه: التغطية والسَّتر) بالدم هو أن الحياة هي في الدم. فالغاية من الذبيحة إذاً هي تقديم نفس لله عن نفس أخرى مدنَّسة بالخطايا، كتقديم حياة حيوان بريء عن حياة إنسان مذنب. والدليل على ذلك أن أيوب كان يقدِّم ذبائح بعدد أولاده لأنه قال: «ربما أخطأوا وجدفوا على الله» (أيوب 1: 5) وقال الرسول بولس: «بدون سفك دم لا تحصل مغفرة» (عبرانيين 9: 22). وقد كانت الذبائح غير كافية لنزع الخطية (عبرانيين 10: 11) ولكنها كانت تكفر لأنها كانت ترمز إلى ذبيحة المسيح الكافية ذات الفعالية، ولذلك قدم المسيح نفسه مرة واحدة، بخلاف الذبائح التي كان يجب أن تُقدَّم مراراً لعدم كفايتها (عبرانيين 9:9-14، 25، 26).

قال يوحنا المعمدان عن المسيح: «هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم» (يوحنا 1: 29). وقال يوحنا الحبيب إن ذبيحة المسيح هي كفارة لخطايا كل العالم (1يوحنا 2:2). وقال المسيح إنه يموت فداءً عن شعبه (يوحنا 10: 15، 17، 18). وإنه يبذل نفسه فدية عن كثيرين (متى 20: 28 ومرقس 10: 45) وتنبأ عنه إشعياء بقوله: «مجروح لأجل معاصينا. مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه وبحُبُره شُفينا. والرب وضع عليه إثم جميعنا. كشاةٍ تُساق إلى الذبح، وكنعجة صامتة أمام جازّيها فلم يفتح فاه» (إشعياء 53: 5-7). وقال بولس الرسول عنه: «الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا» (أفسس 1: 7). والكتاب المقدس يعلمنا:

(1) أن المسيح قدم نفسه ذبيحة كفارية للجميع.

(2) كل من يؤمن بالمسيح يتبرر.

(3) أظهر الله بذبيحة الكفارة برَّه ورحمته للخطاة.

(4) كانت ذبائح العهد القديم تشير إلى ذبيحة المسيح هذه.

ثانياً - حمل الفصح: كانت جميع الذبائح رمزاً إلى ذبيحة المسيح، وإليك أوجه الشبه بين حمل الفصح والمسيح:

(1) كان يلزم أن يكون حمل الفصح بلا عيب (خروج 12: 5). ومع أن خطايانا طُرحت على المسيح إلا أنه كان قدوساً طاهراً، قال الرسول بطرس عنه: «حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح» (1بطرس 1: 19).

(2) كان يلزم ذبح حمل الفصح وسفك دمه (خروج 12: 6) فمات المسيح ليفي العدل الإلهي حقه (لوقا 24: 26).

(3) كان يلزم أن يُشوى حمل الفصح بنار (خروج 12: 8، 9) إشارة إلى آلام المسيح.

(4) كان يلزم أكل الحمل تماماً (خروج 12: 10) رمزاً إلى قبول المسيح بكل صفاته. فالواجب الإيمان به بكل وظائفه، لأنه صار لنا حكمة من الله وبراً وقداسةً وفداءً (1كورنثوس 1: 30).

(5) كان يلزم رش دم حمل الفصح على العتبة العليا لأبواب بني إسرائيل فلا يهلكون (خروج 12: 7). وهكذا إذا رُشَّت النفس بدم المسيح بالإيمان نجت من الغضب الإلهي. وكذلك يلزم رشنا بدم المسيح لنكون خليقة جديدة «لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبح لأجلنا» (1كورنثوس 5: 7).

ثالثا - صفات الكهنة:

(1) كان الكهنة بشراً، وكذلك المسيح اتخذ جسداً مثلنا «كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء، لكي يكون رحيماً ورئيس كهنة أميناً في ما لله، حتى يكفر خطايا الشعب. لأنه في ما هو قد تألم مُجرَّباً يقدر أن يعين المجرّبين» (عبرانيين 2: 17، 18).

(2) كان الكهنة رمزاً للمسيح، لأنهم توسطوا بين الله والشعب، فكان لا يمكن لأحد أن يقرِّب ذبائح إلا بواسطة الكهنة. قال المسيح: «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي« (يوحنا 14: 6).

(3) كان الكهنة يقدمون ذبائح الكفارة، دم ثيران وكباش، رمزاً للمسيح الذي قدَّم نفسه عن الخطية (عبرانيين 7: 27 و9: 12-28 و10:10-14).

هذه هي أوجه الرمز، غير أن الكهنة كانوا خطاة، ولهذا كانوا يقدمون الذبائح عن أنفسهم أولاً، ثم بعد ذلك عن الشعب (عبرانيين 5: 3). وأما المسيح فقدوس طاهر قدَّم نفسه (عبرانيين 7: 26). وكان الكهنة عُرضة للفناء، وأما المسيح فيبقى إلى الأبد (عبرانيين 7: 23، 24). ولم تكن ذبائح الكهنة تقدر أن تنزع الخطايا لأنها كانت رمزاً ولزم تكرارها إلى أن يظهر المرموز إليه، وأما المسيح فبقربانه الواحد أكمل إلى الأبد المقدَّسين (عبرانيين 10: 11-14).

 

والمجد لله دائما