هل سيكون هناك فقراء في ارض اسرائيل ام لن يكون ؟ تثنية 15: 4 تثنية 15: 11



Holy_bible_1



الشبهة

يخبرنا سفر التثنية 15: 4 انه لن يكون هناك فقراء في ارض اسرائيل ولكن نفهم من سفر التثنية 15: 11 ان لن ينقطع الفقراء من الارض . فهل هذا تناقض ؟



الرد



هذه الشبهة تظهر اكثر في الاعداد بالانجليزيه ونتاكد انه لا يوجد خطا ولا تناقض

فماذا يقول الاصحاح ؟ الاصحاح يتكلم عن شريعة الابراء في السنه السابعه

فيقول

سفر التثنية 15

1 في آخر سبع سنين تعمل إبراء

والابراء يعني عتق او اطلاق او تنازل عن الدين والعبوديه فهو يحدد ان في السنه السابعه يكون هناك حريه من دين او من العبوديه وغيرها



2 وهذا هو حكم الإبراء : يبرئ كل صاحب دين يده مما أقرض صاحبه. لا يطالب صاحبه ولا أخاه ، لأنه قد نودي بإبراء للرب

بابراء للرب كما لو كان الرب هو المديون لان الفقراء هم اخوته فهو اعطي للانسان خير فيجب ان يكون الانسان حتنون علي اخوة الرب



3 الأجنبي تطالب، وأما ما كان لك عند أخيك فتبرئه يدك منه

ولكن المعاملات مع الاجنبي من عقود شراء وشروط وديون وغيرها يطالب بها ولكن من العبراني لا يطالب لانه اخوه في الرب



4 إلا إن لم يكن فيك فقير. لأن الرب إنما يباركك في الأرض التي يعطيك الرب إلهك نصيبا لتمتلكها

ويقول لان الرب يباركك ويبارك الارض فاحتمال كبير الا يكون هناك فقراء فلا يحتاجوا شريعة الابراء لان لا يحتاج احد ان يقترض من احد او يبيع نفسه كعبد لمدة ستة سنين لان الكل يكون غني ببركة الرب

ولكن هذا الكلام ليس بصوره مطلقه ولكن مشروطه بشرط مهم وهو



5 إذا سمعت صوت الرب إلهك لتحفظ وتعمل كل هذه الوصايا التي أنا أوصيك اليوم

والشرط لكي لا يكون هناك فقراء في الارض هو ان يسمعوا صوت الرب ويحفظوا ويعملوا كل وصايا الرب ولا يحيدوا عنها

والسؤال هنا لو حادوا عن وصايا الرب فبالطبع لانهم يتركون الرب فيتركهم وتقل بركته فيفتقر بعضهم ويجوعوا واحيانا لو زاغ قلبهم وراء الهه اخري يسلمهم الي ايدي اعداؤهم فيزلوهم بسبب خطاياهم ويكون فيهم فقراء كثيرين

اذا ما قاله المشكك غير صحيح فهي ليست حكم عام بانه لن يكون هناك فقراء ولكن فقط في حالة اتباعهم الرب وكل وصاياه

ويكمل ويوضح لهم الرب انهم لو تمسكوا بوصاياه لن يمنع الفقر فقط بل



6 يباركك الرب إلهك كما قال لك. فتقرض أمما كثيرة وأنت لا تقترض، وتتسلط على أمم كثيرة وهم عليك لا يتسلطون

بركة الرب كمكافئه ليست للغني فقط بل بسلطان ايضا فيقرضون امم ويتسلطون عليهم ولا يتسلط عليهم احد ولا ياخذ احد بركتهم منهم فلن يكون فيهم فقراء بل يكونوا كلهم اسياد ارضهم وارض اعدائهم

ثم يكمل باسلوب معاملة الفقراء



7 إن كان فيك فقير، أحد من إخوتك في أحد أبوابك في أرضك التي يعطيك الرب إلهك، فلا تقس قلبك، ولا تقبض يدك عن أخيك الفقير

8 بل افتح يدك له وأقرضه مقدار ما يحتاج إليه

9 احترز من أن يكون مع قلبك كلام لئيم قائلا: قد قربت السنة السابعة، سنة الإبراء، وتسوء عينك بأخيك الفقير ولا تعطيه، فيصرخ عليك إلى الرب فتكون عليك خطية

10 أعطه ولا يسوء قلبك عندما تعطيه، لأنه بسبب هذا الأمر يباركك الرب إلهك في كل أعمالك وجميع ما تمتد إليه يدك



واتي للعدد الثاني الذي استشهد به المشكك بحجة ان هناك تناقض ويقول

11 لأنه لا تفقد الفقراء من الأرض. لذلك أنا أوصيك قائلا: افتح يدك لأخيك المسكين والفقير في أرضك



اذا عرفنا اولا ان شرط عدم وجود فقراء هو شرط التمسك بكلمات الرب وتنفيذها كامله وقد يتسائل البعض ان كان الرب سيباركهم فما الحاجه الي شريعة الابراء ؟

اهمية شريعة الابراء ان الربو وعدهم بالبركه لو تمسكوا بهو ولكن الرب يعرف بعلمه المسبق انهم لن يفعلوا هذا وسيزيغ قلبهم كثيرا فيعاقبهم الرب علي شرورهم بتقليل بركته

ويكمل بابلاغ موسي ليكلم الشعب بروح النبوه انه لما يحدث هذا لايقسوا قلوبهم علي بعض بل كل انسان يفتح يده لاخيه العبراني الذي افتقر في الارض

وهنا الحقيقه ليس فقط عدم وجود تناقض ولكن الرب يخبر مسبقا بانه يعرف ما سيحدث في المستقبل . ونتعجب عندما نري ان ما اخبر به الرب حدث بالتفصيل في عصر القضاه لما خالفوا وصايا الرب اكثر من مره

وايضا هذا التشريع يكشف جانب حنون جدا من الرب ليس فقط علي من يلقبهم باخوته وانه هو المديون مكانهم بل انه حنون علي الشعب حتي ولو اخطأ الشعب وكان يجب علي الرب ان يعاقبهم بعدله فهو في مرحلة العقاب الذي يستلذمها العدل الالهي يريدهم ان يكونوا حنونين علي بعض وهذا من محبته لهم

لان لو الرب انسان قاسي لكان لم يفرض عليهم هذا التشريع الذي يطبق فقط في حالة بعدهم عن الرب ويتركهم يظلموا بعض وياكلوا الفقراء ويذلوهم بحجة انهم خالفوه ولكنه كاب حنون يعاقب ولكن يطلب من اولاده المخطئين في اثناء العقاب ان يحبوا بعضهم بعضا

بل قال انه سيسمع للفقير رغم ان الشعب كله في حالة عقاب

فما اكثر مراحم الرب حتي في عقابه



وامر اخر وهو لو بارك الرب واكثر في خيرهم ولكن كان في قلوبهم عدم محبه لبعض فقد يظلموا بعضهم بعضا حتي لو كان بركة الرب كثيره فبسبب هذا الظلم يفتقر البعض ويزداد غناء البعض فيضع لهم الرب شريعه تقود الي العداله الاجتماعيه فلو كان الغني حنون علي الفقير لما اصبح هناك فقراء في الشعب ولما اصبح هناك اغنياء غني فاحش مع بخل وتكبر

فهذه الشريعه تقود الي المحبه والمساواه والعدالة الاجتماعيه فشرائع الرب كانت رائعه عميقه حتي في مضمونها الخفي رغم انها سهله تصل ببساطه لكل قارئ ويبحث عن كلمة الرب

ونتخيل لو طبقنا معني هذه الشريعه في ايامنا هذه لزاد المحبه في قلوب الكثيرين ولاختفت اتعاب واوجاع كثيرين وهذا هو الذي عاشته الكنيسه الاولي عندما كان كل شيئ بينهم مشترك



والمجد لله دائما