هل الرب كان مع يشوع ام تركه يخدع من اهل جبعون ؟ يشوع 1: 5 و يشوع 9



Holy_bible_1



الشبهة



في يشوع 1 :5 » 5لاَ يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ. لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ. 6تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَقْسِمُ لِهذَا الشَّعْبِ الأَرْضَ الَّتِي حَلَفْتُ لآبَائِهِمْ أَنْ أُعْطِيَهُمْ.. .«

 قال الله ليشوع » أَكُونُ مَعَكَ. لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ.

ولكن نقرأ في يشوع 9: 3ـ 4 أن أهل جبعون خدعوا يشوع وغدروا به، وهذا تناقض، يحمل معنى أن الله لم يحفظ وعده ليشوع.

 »3وَأَمَّا سُكَّانُ جِبْعُونَ لَمَّا سَمِعُوا بِمَا عَمِلَهُ يَشُوعُ بِأَرِيحَا وَعَايٍ فَهُمْ 4عَمِلُوا بِغَدْرٍ، وَمَضَوْا وَدَارُوا وَأَخَذُوا جَوَالِقَ بَالِيَةً لِحَمِيرِهِمْ، وَزِقَاقَ خَمْرٍ بَالِيَةً مُشَقَّقَةً وَمَرْبُوطَةً،



الرد



يصر المشكك علي ان يحكم بمقياسه الاسلامي رغم ان الرب وضح اخطاء رجاله في الكتاب المقدس فالرب يوعد ولكن لا يجبر

بمعني ان الرب وعد يشوع ان يكون معه ويقوده لو تمسك يشوع بالرب واستشار الرب في كل امر ولكن يشوع لو ضعف في موقف ولم يستشر الرب يتركه الرب الي قراره الذي يجني اتعاب عدم استشارة الرب

والعدد الاول الذي يستشهد به المشكك يقول

سفر يشوع 1

5 لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك. كما كنت مع موسى أكون معك. لا أهملك ولا أتركك

6 تشدد وتشجع، لأنك أنت تقسم لهذا الشعب الأرض التي حلفت لآبائهم أن أعطيهم

هنا وعد الله ليشوع والرب بالفعل امين في تحقيق وعوده فما وعد به نفزه واعطي يشوع نعمه حتي ادخل الشعب وانتصر في حروبه كلها وقسم الارض

وهو يعلم ان يشوع مقبل علي مهمة صعبه وبخاصه انه فقد مرشده موسي ولكن الان الرب يتعامل معه مباشره

ولكن وعد الله ليس مطلق ولكنه مشروط وبعد الوعد يقدم هذه الشروط التي لو تخلي عنها يشوع يتركه الرب يعاقب من اخطاؤه

وهم



7 إنما كن متشددا، وتشجع جدا لكي تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التي أمرك بها موسى عبدي . لا تمل عنها يمينا ولا شمالا لكي تفلح حيثما تذهب

يجب عليه ان

1 يتشدد ويتشجع اي يؤمن بالرب جدا ويثق فيه

2 يتحفظ اي يحفظ نفسه من الخطيه

3 يعمل حسب شريعة الرب التي استلمها من موسي

لكي يفلح ولكن لو اخل باي من الشروط سيفشل لانه ترك الرب

ويكمل بقية الشروط



8 لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهارا وليلا، لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح

4 يلهج في كلام الرب ليل نهار ويقف امام الرب في كل امر ليل نهار ليرشده الرب كيف يطبق الشريعه بطريقه صحيحه

ولو فعل هذا يصبج طريقه صالح وكل قراراته تكون ناجحه وصائبة

فقدم لنا المشكك الوعد بدون الشروط ولكن الرب الامين كما وعد لم يجبر ايضا يشوع علي تنفيز وعد الرب بل اعطاه نصيحه لتنفيز كلام الرب وان يستشير الرب ويتكلم معه ليل نهار وان اخل يشوع بالشروط تركه الرب فيميل قليلا او كثيرا عن الطريق وقد لا يفلح في قرار لو اتخذه بعيدا عن الرب



الشاهد الثاني

هو احد تطبيقات الوعد فالرب وضح انه كان امينا في كل مره استشاره يشوع ولكن ايضا قدم الكتاب مثال سلبي في امر لم يستشر يشوع الرب فكان قراره خطأ



سفر يشوع 9

1 ولما سمع جميع الملوك الذين في عبر الأردن في الجبل وفي السهل وفي كل ساحل البحر الكبير إلى جهة لبنان، الحثيون والأموريون والكنعانيون والفرزيون والحويون واليبوسيون

2 اجتمعوا معا لمحاربة يشوع وإسرائيل بصوت واحد

3 وأما سكان جبعون لما سمعوا بما عمله يشوع بأريحا وعاي

4 فهم عملوا بغدر، ومضوا وداروا وأخذوا جوالق بالية لحميرهم، وزقاق خمر بالية مشققة ومربوطة

عملوا بغدر وحيله وخداع لانهم ادركوا انهم لا يقدرون علي شعب اسرائيل بالحرب لان الرب مع شعبه اسرائيل فكذبوا وادعوا انهم من مكان بعيد

5 ونعالا بالية ومرقعة في أرجلهم، وثيابا رثة عليهم، وكل خبز زادهم يابس قد صار فتاتا

6 وساروا إلى يشوع إلى المحلة في الجلجال، وقالوا له ولرجال إسرائيل: من أرض بعيدة جئنا . والآن اقطعوا لنا عهدا

7 فقال رجال إسرائيل للحويين: لعلك ساكن في وسطي، فكيف أقطع لك عهدا

8 فقالوا ليشوع: عبيدك نحن. فقال لهم يشوع: من أنتم ؟ ومن أين جئتم

9 فقالوا له: من أرض بعيدة جدا جاء عبيدك على اسم الرب إلهك، لأننا سمعنا خبره وكل ما عمل بمصر

10 وكل ما عمل بملكي الأموريين اللذين في عبر الأردن: سيحون ملك حشبون وعوج ملك باشان الذي في عشتاروث

11 فكلمنا شيوخنا وجميع سكان أرضنا قائلين: خذوا بأيديكم زادا للطريق، واذهبوا للقائهم وقولوا لهم: عبيدكم نحن. والآن اقطعوا لنا عهدا

12 هذا خبزنا سخنا تزودناه من بيوتنا يوم خروجنا لكي نسير إليكم، وها هو الآن يابس قد صار فتاتا

13 وهذه زقاق الخمر التي ملأناها جديدة، هوذا قد تشققت. وهذه ثيابنا ونعالنا قد بليت من طول الطريق جدا

فادعوا انهم من مكان بعيد وليسوا من الشعوب السبعه رغم انهم بالحقيقه من الشعوب السبعة التي انتشرة فيها الخطيه جدا وكان جاء وقت عقابها التي امر الرب ان لا يسالموهم ولا يعقدوا معهم صلحا والجبعونيين من الحويين الذين اخطوا واكتمل زمان خطيتهم من الشعوب السبعة

وموقف اهل جبعون قد يجعل البعض يتسائل طالما اتوا بالسلام فما المشكله ؟

هم لم ياتوا بالسلام ولكن بالخديعه وهم لم ياتوا بتوبه حقيقيه ولكن خوفا من الشعب اسرائيلي قرروا خداعه فهو اسلوب شيطاني ملتوي وليس مستقيم

فهم لو كانوا تابوا حقيقة كان الرب قبل توبتهم مثلما قبل توبة راحاب وغيرها الكثير ولكن هم اتوا ليس عن توبه بل بالخداع في الحرب وهذا يثبت ان مبدا الحرب خدعه هذا غير امين فرجال الرب لم يكذبوا ولم يخادعوا احد حتي في حروب الرب

وهنا اخطا يشوع الذي اخذ الوعد من الرب بان يلهج في كلام الرب ويستشيره باستمرار



14 فأخذ الرجال من زادهم، ومن فم الرب لم يسألوا

كان يجب علي يشوع ان يستمع للوصيه التي هي مكتوبه في سفر الخروج 28: 30 وسفر العدد 27: 21 وهو ان يسال رئيس الكهنة الرب بالاوريم والتميم في قضاء الرب في هذا الامر لانه من الامور المهمة فبمخالفه يشوع اصبح الجبعونيين معاهدين لشعب اسرائيل واصبح يشوع ملتزم بعدم معاقبتهم علي خطاياهم

رغم انه لو كان سال يشوع الرب لكان ارشده الرب الي حقيقتهم

ومن الممكن ان الرب يعفو عنهم ويطلب منهم تقديم توبه حقيقيه وليس بالخداع ولكن لان يشوع لم يسال الرب انخدع



15 فعمل يشوع لهم صلحا وقطع لهم عهدا لاستحيائهم، وحلف لهم رؤساء الجماعة

16 وفي نهاية ثلاثة أيام بعدما قطعوا لهم عهدا سمعوا أنهم قريبون إليهم وأنهم ساكنون في وسطهم

17 فارتحل بنو إسرائيل وجاءوا إلى مدنهم في اليوم الثالث. ومدنهم هي جبعون والكفيرة وبئيروت وقرية يعاريم

ونلاحظ في الاصحاح العاشر ان يشوع اجبر ان يدافع عن الجبعونيين

ولكن نلاحظ ايضا ان بسبب هذا الامر كان بعض الاتعاب القليله ليشوع بسببهم ولكن لطيبة قلب يشوع وانه صنع ذالك بنقاوة قلب رغم انه اخطأ في انه لم يستشر الرب ايضا الرب كان معه وعضضه في تعامله مع سكان جبعون لما اكتشف الامر

فالرب وعد يشوع بشروط ولما خالف يشوع انخدع



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء



للمرة الثانية يسقط يشوع ورجاله في ذات الخطأ وهو التصرف دون طلب مشورة الله. حقًا لقد شك الإسرائيليون في أمر بني جبعون، وكان يمكنهم أن يستشيروا الله، لكنهم اكتفوا باستخدام الحكمة البشرية، إذ دخلوا معهم في حوار، قائلين لهم: لعلك ساكن في وسطي وكيف أقطع لك عهدًا؟!" [7]... وجاءتهم الإجابة من أفواه البشر، لكنهم "من فم الرب لم يسألوا" [14]. اعتمدوا على الفكر البشري دون الالتجاء الله فانخدعوا!

في الموقعة الأولى، إذ دخلوا في لقاء مع أريحا إِستطاعوا بالإيمان والطاعة لله أن يحطموا حصونها الضخمة، وفي الموقعة الثانية إذ إِلتقوا بعاي أستهانوا بها كقرية صغيرة غير محصنة وقليلة العدد، وباتكالهم على ذراعهم البشري سقطوا وإِنهاروا حتى تقدسوا وأطاعوا الله فغلبوها. أما هنا ففي "موقعة الخداع" حيث يتظاهر العدو كصديق يطلب الدخول في عهد، أمام هذه الحيلة سقط الجبابرة غالبوا أريحا وعاي. لهذا يقول الرسول بولس: "ولكني أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها، هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح" (2 كو 11: 3). ويقول القديس يوحنا: "لا تصدقوا كل روح، بل إِمتحنوا الأرواح هل هي من الله، لأن أنبياء كذبة كثيرون قد خرحوا إلى هذا العالم" (1 يو 4: 1).

كثيرًا ما تحدث آباء الكنيسة عن خداعات العدو ومكره حتى نحذره؛ تارة يظهر عنيفًا وقويًا وصاحب سلطان ومحاط بأسوار ضخمة كأريحا حتى يرهبنا فنيأس، وتارة يتصاغر جدًا في أعيننا لكي نستهين به كعاي ولا نستعد روحيًا لملاقاته، وثالثة يبدو كصديق أو حتى كملاك نور لكي يخدعنا وندخل معه في عهود كما فعل بني جبعون. يقول القديس أُغسطينوس: [لا تظن الشطان قد فقد شراسته، ولهذا فحين يُمالقك يجب أن تزيد خشيتك منه[155]]. كما يقول: [هوذا المجرب يأتيني في شكل ملاك نور، لكنه باطلاً يحاول أن يخدعني لأنك أنت توبخه، إذ تهبني قدرة على ادراك ضياء نور إلهي[156]]. وأيضًا يقول: [أنه عدو ماكر ومخادع، بدون نورك لا يمكننا ادراك طرقه الملتوية، ولا معرفة أشكال وجهه المتعدده، تارة نراه هنا وتارة هناك تارة يظهر كحمل وأخرى كذئب، تارة يظهر كنور وأخرى كظلام، يعرف كيف يتغير ويغير خططه مع تغير ظروف الإنسان وأوقاته وأماكنه. فلكي يخدع المتعبين يحزن معهم، ولكي يجتذب القلوب يلوث أجواء فرحهم، ولكي يقتل الحارين في الروح يظهر لهم في شكل حمل، ولكي يفترس ذوي الحياء يتحول إلى ذئب... من يقدر أن يميز طرق مكره المختلفة؟! من يقدر أن يكتشف دائمًا ذاك المتنكر خفية؟! من ذا الذي أحصى عدد أنيابه المرعبة؟! سهامه يخفيها في جبعته، وحيله يخبئها إلى اللحظة المناسبة للسقوط. إلهي، يا من أنت هو رجائي، بدون نورك الذي نعاين به كل شيء علينا اكتشاف مناورات الشيطان وحيله! [157]].

لقد أخطأ يشوع أذ صدقهم وحلف لهم، لهذا يحدثنا القديس يوحنا الذهبي الفم من إستخدام القسم، قائلاً: [حقًا كان هذا القسم فخًا من الشيطان!... ليتنا نفلت من كل شرك ومن كل فخ شيطاني[158]].

ومع أن القديس أمبروسيوس انتقد يشوع لتصديقه الرجال بسرعة دون استشارة الله، لكنه رأى في تصرفه علامة طيبة قلبه، إذ حكم عليه حسب قلبه البسيط. إنه يقول: [من يقدر أن يجد خطأ في القديسين في هذا الأمر؟ إنهم يظنون أن الآخرين يحملون ذات المشاعر التي لهم، ويفترضون أن ليس فيهم من يكذب، ذلك لأن الصديق هو في صحبتهم على الدوام. لا يعرفون ما هو الخداع، وبفرح يصدقون الغير، لأنهم هم أنفسهم صادقون. لا يتسرب الشك إليهم في الآخرين فيما هم ليسوا عليه... ليتنا لا نلوم فيه سرعة تصديقه بل بالحري نمدح صلاحه[159]].

إِكتشف يشوع ورجاله حيلة بني جبعون بعد ثلاثة أيام، وأدركوا أنهم قريبون منم جدًا وأنه ساكنون في وسطهم. نعود إلى سرّ الأيام الثلاثة التي كثيرًا ما تحدثنا عنه في هذا السفر كما في الأسفار السابقة، فخلال إيماننا بالثالوث القدوس تنفضح حيل إبليس وخداعاته. عندما نقبل الله كأب لنا ندخل إلى أحضانه الأبوية بثبوتنا في إبنه الوحيد كأعضاء جسده المقدس، خلال عمل روحه القدوس فينا بالمعمودية كما في التوبة إلخ... لا يقدر العدو أن يخدعنا ولا أن يحسب قلبنا من أبينا السماوي. إيماننا العملي الحّي، وتمتعنا بسرّ الثالوث لا كفكر فلسفي أو عقيدة ذهنية وإنما كسرّ شركتنا معه يحمينا من كل هجمات شيطانية. والأيام الثلاثة أيضًا تُشير إلى سرّ قيامتنا مع المسيح حيث نُدفن معه أيضًا ثلاثة أيام لنقوم معه. فالإنسان الذي له الحياة المقامة في الرب وينعم ببهجتها يحيا دومًا فوق كل حيل العدو وخداعاته!

إذن لنهرب من خداعات بني جبعون بقبولنا الثالوث القدوس كسرّ حياة لنا، وتمتعنا بالحياة المقامة في المسيح يسوع ربنا القائم من الأموات



والمجد لله دائما