هل جدعون مضل ام بطل ايمان ؟ قضاة 8: 27 و عبرانيين 11: 32



Holy_bible_1



الشبهة



جاء في قضاة 8: 27 أن جدعون ضلَّ عن عبادة الله، وضلّل بني إسرائيل وراءه:

»27فَصَنَعَ جِدْعُونُ مِنْهَا أَفُودًا وَجَعَلَهُ فِي مَدِينَتِهِ فِي عَفْرَةَ. وَزَنَى كُلُّ إِسْرَائِيلَ وَرَاءَهُ هُنَاكَ، فَكَانَ ذلِكَ لِجِدْعُونَ وَبَيْتِهِ فَخًّا. 28وَذَلَّ مِدْيَانُ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ يَعُودُوا يَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ. وَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي أَيَّامِ جِدْعُونَ. «.

ومع ذلك فإننا نجد أن جِدْعُونَ من أبطال الإيمان كما جاء في العبرانيين 11: 32:

» 32وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضًا؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ، 33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ: قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ «.. وهذا تناقض واضح.



الرد



شخصية جدعون من الشخصيات المهمة الذي يمثل بداية ايمان قوية ثم يرتكب خطايا كثيره وفي اخر حياته يتوب

والكتاب المقدس ذكر ايمانه القوي في بداية حياته ومدح عليه ثم ذكر خطاياه الكثيره عندما اخطأ وايضا ذكر توبته عندما تاب

فيذكر الاصحاح السادس من سفر القضاه كيف كان جدعون جبار باس

12 فظهر له ملاك الرب وقال له: الرب معك يا جبار البأس



وكيف كان مهتم بشعبه وايضا اظهر تواضع شديد

15 فقال له: أسألك يا سيدي، بماذا أخلص إسرائيل ؟ ها عشيرتي هي الذلى في منسى، وأنا الأصغر في بيت أبي

واظهر شجاعة وقوة ايمان اولا في هدم مذبح البعل وقطع السارية وحرقها ثانيا في مواجهة كل المديانيين والعمالقه وبني المشرق رغم انه صغير في عين نفسه

فجدعون بكل ايمان واجه 135000 جندي من الاعداء فقط بثلاث مئة رجل معه وهم تقريبا بلا اي معدات حربية ولا خبره عسكرية

فاسلحته كانت مصابيح وجرار وابواق فقط

فهو بالفعل بطل ايمان قوي حتي هذا الوقت

ثم بهؤلاء الثلاث مئة المتعبين واجه الجيش المتبقي 15000 مع ذبح وصلمناغ وانتصر بقوة الرب وايمانه بعمل الرب

وايضا كان بطل ايمان في موقف اخر وهو بداية فترة قيادته للشعب التي كان له زوجه واحده وابن واحد الذي طلبوا منه ان يتسلط عليهم وابنه الوحيد حتي هذا الوقت هو يثر

سفر القضاه 8

22 وَقَالَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ لِجِدْعُونَ: «تَسَلَّطْ عَلَيْنَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنُ ابْنِكَ، لأَنَّكَ قَدْ خَلَّصْتَنَا مِنْ يَدِ مِدْيَانَ».
23 فَقَالَ لَهُمْ جِدْعُونُ: «لاَ أَتَسَلَّطُ أَنَا عَلَيْكُمْ وَلاَ يَتَسَلَّطُ ابْنِي عَلَيْكُمُ. اَلرَّبُّ يَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ».

نجد هنا أول محاولة لإقامة نظام ملكى أي الإبن يرث ملك أبيه. ولقد نجح جدعون أيضاً في هذا الإختبار إذ طلب أن يكون الملك لله، لأن جدعون كان سالكاً بالروح فلم تغره السلطة بل قبل أن يكون خادماً للشعب. ولاحظ أن شعب إسرائيل نسب الإنتصار لجدعون " لأنك قد خلصتنا ". وجدعون رفض هذا ونسب الفضل لله في الإنتصار وإذا كان الله هو الذي إنتصر فليتسلط الله على الشعب = الرب يتسلط عليكم. جدعون هنا يرفض الكرامة الزمنية وهي ضربة توجه دائماً لرجال الله ولكن جدعون انتصر بقوة ايمان في هذه التجربه وانتصر حتي الان بالايمان.

وهذا الايمان حتي الان الذي مدحه الرب علي فم الرسول بولس لانه بالفعل بطل ايمان في كل ما عمل حتي الان

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 11: 32

وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضًا؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ،



وهؤلاء المذكورين مع جدعون فقد ذكر الكتاب المقدس خطاياهم ايضا مثل باراق وشمشون وخطية داود الشهيره مع بثشبع

ولهذا ايضا الكتاب ذكر ومدح ايمان جدعون في بدايته

وايضا ذكر خطيته لان لايوجد عصمه لاحد غير رب المجد يسوع المسيح



ويخبرنا الكتاب بخطأ جدعون وصنع الشر في عيني الرب

سفر القضاة 8

ثُمَّ قَالَ لَهُمْ جِدْعُونُ: «أَطْلُبُ مِنْكُمْ طِلْبَةً: أَنْ تُعْطُونِي كُلُّ وَاحِدٍ أَقْرَاطَ غَنِيمَتِهِ». لأَنَّهُ كَانَ لَهُمْ أَقْرَاطُ ذَهَبٍ لأَنَّهُمْ إِسْمَاعِيلِيُّونَ.

وبداية سقوط جدعون انه اراد ترك ذكري لانتصاره العظيم فطلب الاقراط وهي للاسماعليون كانت كثيره لانهم يشكلوها علي شكل هلال ويعتبروه يحميهم ويعطيهم قوة من اله القمر
25 فَقَالُوا: «إِنَّنَا نُعْطِي». وَفَرَشُوا رِدَاءً وَطَرَحُوا عَلَيْهِ كُلُّ وَاحِدٍ أَقْرَاطَ غَنِيمَتِهِ.
26 وَكَانَ وَزْنُ أَقْرَاطِ الذَّهَبِ الَّتِي طَلَبَ أَلْفًا وَسَبْعَ مِئَةِ شَاقِل ذَهَبًا، مَا عَدَا الأَهِلَّةَ وَالْحَلَقَ وَأَثْوَابَ الأُرْجُوَانِ الَّتِي عَلَى مُلُوكِ مِدْيَانَ، وَمَا عَدَا الْقَلاَئِدَ الَّتِي فِي أَعْنَاقِ جِمَالِهِمْ.
27 فَصَنَعَ جِدْعُونُ مِنْهَا أَفُودًا وَجَعَلَهُ فِي مَدِينَتِهِ فِي عَفْرَةَ. وَزَنَى كُلُّ إِسْرَائِيلَ وَرَاءَهُ هُنَاكَ، فَكَانَ ذلِكَ لِجِدْعُونَ وَبَيْتِهِ فَخًّا.

معني كلمة افود

قاموس سترونج

H646

אפד אפוד

'êphôd 'êphôd

ay-fode', ay-fode'

Second form is a rare form; probably of foreign derivation; a girdle; specifically the ephod or high priest’s shoulder piece; also generally an image: - ephod.

هو قطعه تصنع وتوضع علي كتف رئيس الكهنة وتعني صوره

قاموس برون

H646

אפד / אפוד

'êphôd

BDB Definition:

1) ephod

1a) priestly garment, shoulder-cape or mantle, outer garment

1a1) worn by an ordinary priest and made of white stuff

1a2) worn by the high priest - more costly, woven of gold, blue, purple, scarlet, and linen threads provided with shoulder-pieces and a breast piece of like material, ornamented with gems and gold

افود هو ملابك كتف الكاهن والكاب وتصنع من ملابس بيضاء او لرئيس الكهنة وتصنع من مواد غالية مثل الذهب والاسمانجوني

فهي قد تعني ملابس رئيس الكهنة الذهبية او صوره ذهبية

وجدعون فهم خطا تقديمه للثور الذي قدمه علي حطب السارية فسمح لنفسه ان يكون كاهن عن دون استحقاق فهو ليس من نسل هارون وصنع لنفسه افود وهي ملابس الكهنة الجزء الذي يوضع علي اكتافهم وبخاصه رئيس الكهنة وهذه نوع عباده حتي لو في ظاهرها ذكري للانتصار لكنها لاترضي الرب وهو لم يستشير الرب في هذا الامر فبدا في الخطايا وعثرة الشعب لانه جعل الشعب يزني زنا روحي بابتعادهم عن خيمة الاجتماع والتفافهم حول هذه الطقوس الغريبه التي صنعها في مدينته عفرة
28 وَذَلَّ مِدْيَانُ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ يَعُودُوا يَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ. وَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي أَيَّامِ جِدْعُونَ.
29 وَذَهَبَ يَرُبَّعْلُ بْنُ يُوآشَ وَأَقَامَ فِي بَيْتِهِ.
30 وَكَانَ لِجِدْعُونَ سَبْعُونَ وَلَدًا خَارِجُونَ مِنْ صُلْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَتْ لَهُ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ.

فهو ايضا اكثر النساء وخضع لشهوات نفسه لانه بعد عن الرب

ولكن الكتاب يؤكد انه تاب في اواخر ايامه بدليل

سفر القضاة 8

31 وسريته التي في شكيم ولدت له هي أيضا ابنا فسماه أبيمالك

32 ومات جدعون بن يوآش بشيبة صالحة، ودفن في قبر يوآش أبيه في عفرة أبيعزر

33 وكان بعد موت جدعون أن بني إسرائيل رجعوا وزنوا وراء البعليم، وجعلوا لهم بعل بريث إلها

34 ولم يذكر بنو إسرائيل الرب إلههم الذي أنقذهم من يد جميع أعدائهم من حولهم

35 ولم يعملوا معروفا مع بيت يربعل، جدعون، نظير كل الخير الذي عمل مع إسرائيل

فهو اولا سمي اخر ابن له ابي يملك اي رجع الي حالة الاولي التي قال فيها «لاَ أَتَسَلَّطُ أَنَا عَلَيْكُمْ وَلاَ يَتَسَلَّطُ ابْنِي عَلَيْكُمُ. اَلرَّبُّ يَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ» قبل خطيته فهو عاد الي الرب

وايضا بدليل انه مات بشيبه صالحه بعد توبته

وايضا دليل ثالث ان الكتاب يقول ان بني اسرائيل بعد موته رجعوا وزنوا وراء البعليم اي الزني الروحي بترك الرب اذا فجدعون جعلهم يتوبوا عن خطيته التي بسببها جعلهم يزنوا وَزَنَى كُلُّ إِسْرَائِيلَ وَرَاءَهُ هُنَاكَ ويتركوا الرب

وايضا دليل رابع ان الكتاب يقول ولم يتذكروا بعد جدعون الرب الههم الذي انقذهم اذا جدعون في اواخر ايامه بعد توبته كان يذكرهم بالرب الههم الذي انقذهم

ويؤكد انه في اخر ايامه عمل خير كثير مع اسرائيل وبالطبع هذا الخير هو ارشادهم الي الرب



اذا جدعون بالفعل كان بطل ايمان اولا ثم اخطأ ولكن عاد بقوة ايمان الي الرب مره اخري فهو بطل ايمان في اول قيادته وفي اخر حياته ويستحق ان يلقب بهذا اللقب وبخاصه قوة ايمانه في توبته عن خطاياه الكثيره



ورد القس الدكتور منيس عبد النور

قال المعترض: «جاء في قضاة 8:27 أن جدعون ضلَّ عن عبادة الله، وضلّل بني إسرائيل وراءه. بينما يقول في العبرانيين 11:32 إنه من أبطال الإيمان. وهذا تناقض».

وللرد نقول: كلا القولين صحيح. لقد ضلَّ جدعون عندما أقام مركزاً لعبادة الله غير المركز الوحيد للعبادة والذي كان فيه تابوت العهد في مدينة شيلوه، وأدَّى هذا الخطأ لعبادة البعل بعد موته. ولكنه قبل ضلاله كان بطلاً في الإيمان، خلَّص شعبه من العبودية. كما أنه تاب بعد ضلاله، وأسلم وجهه لله «ومات جدعون بشيبة صالحة  (قضاة 8:32).



وايضا رد ابونا تادرس يعقوب

برهن جدعون إنه مقود بالروح إذ نجح عندما دخل في امتحان قاسٍ، فقد طلبه الشعب أن يملك عليهم، قائلين له: "تسلط علينا أنت وابنك وابن ابنك لأنك خلصتنا من يد مديان" [22]. هذه هي المرة الأولى التي فيها تظهر محاولة إسرائيل لإقامة النظام الملكي المتوارث. وكان إسرائيل يحسب أن الله نفسه هو ملكه، لذلك عندما طلبوا من صموئيل إقامة ملك قال الرب: "إياي رفضوا حتى لا أملك عليهم" (1 صم 8: 7). فإذ كان جدعون سالكًا بالروح لم تغره السلطة بل قال: "لا أتسلط أنا عليكم ولا يتسلط ابني عليكم؛ الرب يتسلط عليكم" [23]. بعبارته هذه كشف جدعون عن أعماق قلبه أنه في عمله كقاضٍ لم يشته السلطة بل كان بالحقيقة خادمًا للرب ولشعبه، قَبِلَ العمل من أجل الطاعة وفي يقين أن الله هو العامل.

إن كان جدعون قد نجح في رفضه المُلك لنفسه ولأبنائه لكنه في ضعف بشري طلب من الشعب أن يقدم له الأقراط الذهبية التي أخذوها غنيمة من المديانيين، إذ كان للمديانيين أقراطًا ذهبية كالإسماعيليين. حسب الشعب هذه العطية قليلة جدًا أمام عمله الخلاصي ورفضه المُلك لنفسه ولأبنائه، فقدموا له طلبته فكان وزن الأقراط ألفًا وسبع مئة شاقل من الذهب، أي ما يزيد على 26 أقة من الذهب، مما يدل على غنى المديانيين المفرط. وقد صنع جدعون بهذا الذهب أفودًا اختلف المفسرون في أمرها، فالبعض رأى أن الأفود هي ملابس رئيس الكهنة (خر 28: 4). وكأن جدعون الذي رفض المُلك سقط في شهوة الكهنوت بالرغم من كونه ليس من سبط لاوي. ورأى آخرون أن الأفود هنا خاصة بالأصنام، إذ كان الوثنيين يقيمون في كل بيت أفودًا للأصنام خلالها يطلبون المشورة قبل كل تصرف (1 صم 23: 9-12؛ 30: 7-8)، ويعللون ذلك بالقول: "وكان ذلك لجدعون وبيته فخًا" [٢٧].

كثير من الدارسين يروا أن جدعون لم يعبد الأوثان، إذ بقى أمينًا للرب ومات بشيبة صالحة [2]، وقد حسبه الرسول بولس من رجال الإيمان، إنما ما صنعه من أفود احتفظ به دون التعبد له...



والمجد لله دائما