«  الرجوع   طباعة  »

هل عالي الكاهن كان يوبخ اولاده او لا يوبخهم ؟ 1صموئيل 2: 23-24 و 1 صموئيل 3: 13



Holy_bible_1



الشبهة



جاء في 1صموئيل 2: 23 و24 أن عالي كان يوبّخ أولاده على زناهم:

 »22وَشَاخَ عَالِي جِدًّا، وَسَمِعَ بِكُلِّ مَا عَمِلَهُ بَنُوهُ بِجَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَبِأَنَّهُمْ كَانُوا يُضَاجِعُونَ النِّسَاءَ الْمُجْتَمِعَاتِ فِي بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 23فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تَعْمَلُونَ مِثْلَ هذِهِ الأُمُورِ؟ لأَنِّي أَسْمَعُ بِأُمُورِكُمُ الْخَبِيثَةِ مِنْ جَمِيعِ هذَا الشَّعْبِ «.

لكن 1صموئيل 3: 13 يقول إنه لم يفعل ذلك : » 12فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أُقِيمُ عَلَى عَالِي كُلَّ مَا تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَى بَيْتِهِ. أَبْتَدِئُ وَأُكَمِّلُ. 13وَقَدْ أَخْبَرْتُهُ بِأَنِّي أَقْضِي عَلَى بَيْتِهِ إِلَى الأَبَدِ مِنْ أَجْلِ الشَّرِّ الَّذِي يَعْلَمُ أَنَّ بَنِيهِ قَدْ أَوْجَبُوا بِهِ اللَّعْنَةَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَلَمْ يَرْدَعْهُمْ. 14وَلِذلِكَ أَقْسَمْتُ لِبَيْتِ عَالِي أَنَّهُ لاَ يُكَفَّرُ عَنْ شَرِّ بَيْتِ عَالِي بِذَبِيحَةٍ أَوْ بِتَقْدِمَةٍ إِلَى الأَبَدِ».ِ«.



الرد



لم يقل الكتاب المقدس ان عالي الكاهن وبخ اولاده بالفعل فهو اخبرهم انه يعرف افعالهم ولكن لم يفعل شيئ ضد خطيتهم

وفي البداية يجب ان ندرس باختصار شريعة الابن المتمرد





سفر التثنية 21

18 إذا كان لرجل ابن معاند ومارد لا يسمع لقول أبيه ولا لقول أمه، ويؤدبانه فلا يسمع لهما



وهنا تشرح الاعداد انواع شرور هذا الابن ومنها انه معاند لتعاليم ابيه وبالطبع كما اوصي الرب ان تعليم الاباء هي تعاليم وصايا الرب اذا فبعناده هو يعاند تعاليم الرب

ولم يقف عند مرحلة العناد رغم انها خطيه ايضا تمرد علي كلام ابيه وامه وتعاليمهما ومقامهما فهو تمرد علي الابوين الارضين كمثال للتمرد علي الاب السماوي

19 يمسكه أبوه وأمه ويأتيان به إلى شيوخ مدينته وإلى باب مكانه

وهنا يوجد اشكاليه وهي ان هذا الابن المتمرد قد يكون متمرد بالفعل وشرير جدا او قد يكون ابوه متجني عليه فلهذا يقدم للشيوخ ( قضاه ) ليحكموا في هذا الامر

فالرب هنا يحمي اي انسان من الظلم حتي لو كان هذا الظلم موجه من ابوه

ويشرح الابوين سبب اشتكاؤهم علي هذا الابن المتمرد

20 ويقولان لشيوخ مدينته: ابننا هذا معاند ومارد لا يسمع لقولنا، وهو مسرف وسكير

ويجب ان يتفق كلام الاب والام معا ويكون بادله لشيوخ المدينه ويثبتوا بالفعل انه معاند ومارد

ويقدم العدد مثالين من الخطايا التي تقضي علي الشاب وهما مسرف وسكير

والمسرف كما قال

سفر الامثال 28

7 الحافظ الشريعة هو ابن فهيم، وصاحب المسرفين يخجل أباه



والسكير كما قال

سفر الامثال 31

5 لئلا يشربوا وينسوا المفروض، ويغيروا حجة كل بني المذلة

فالذي يسرف يدخل في خطايا كثيره مثل السرقه وغيرها ويخزي ابويه والذي يسكر ينسي وصايا الرب ومن الممكن ان يصبح عثره في مخالفة الخطايا

21 فيرجمه جميع رجال مدينته بحجارة حتى يموت. فتنزع الشر من بينكم، ويسمع كل إسرائيل ويخافون

فلو ثبت ما قاله الاب والام وصدر حكم الشيوخ عليه بانه مصدر شر وعثره يقدم للموت



والوصيه هذه وضعها الرب ليتخبل ان كان صعب علي الانسان ان يفعل ذلك بابه المتمرد فكيف هو صعب علي الرب ان يفعل ذلك بابناؤه المتمردين عليه !!!

وهذا لكي يربي كل اب وكل ام ابنهما جيدا لكي لا يكون متمرد عليهما وعلي الاب السماوي ولكي لا يخسر حياته وايضا ابديته وليدرك كل انسان ان عناده وتمرده مع ابيه قد يقوده للرجم فما هو الحال في تمرده علي الرب



والاعداد التي تؤكد نفس فكر

ام 28 :24 السالب اباه او امه وهو يقول لا بأس فهو رفيق لرجل مخرب.

والمخرب يعاقب بالرجم فحدد ان السالب اباه وامه له نفس العقوبه

لا 21 :9 واذا تدنست ابنة كاهن بالزنى فقد دنست اباها.بالنار تحرق

والاب لا يشفق علي ابنه او بنته التي تصر علي الخطيه وبخاصه الكاهن فكان يجب ان يعاقب عالي الكاهن اولاده وبشده


ام 30 :17 العين المستهزئة بابيها والمحتقرة اطاعة امها تقوّرها غربان الوادي وتأكلها فراخ النسر

ولو تركه الشيوخ يعاقبه الرب علي خطيته بتمرده واحتقاره لابيه وامه

وهذا ما حدث في ابناء عالي الكاهن ابونه لم ينفذ التشريع فهم بالفعل اخطؤوا ولم يقدمهم ابوهم الي القاضي وهذا خطأ منه لانهما خلافا تشريع الرب

اذا توجيه كلمتين لهم ليس ردع ولكن الردع هو العقاب حسب تشريع الابن المتمرد المستهذئ

وندرس الاعداد معا

الشاهد الاول


سفر صموئيل الاول 2

2: 22 و شاخ عالي جدا و سمع بكل ما عمله بنوه بجميع اسرائيل و بانهم كانوا يضاجعون النساء المجتمعات في باب خيمة الاجتماع

اي خطية ابناؤه وصلة لدرجة الزنا وليس في الخفاء مره وتابوا بعدها ولكن اكثر من مره ولا يحترموا قدسية هيكل الرب وهذا اهانه موجهه لمقدسات الرب نفسه

وهو ككاهن لهيكل الرب يجب ان يطبق الناموس علي نفسه وبيته اولا ولكنه لم يكون امين في تطبيق الناموس

2: 23 فقال لهم لماذا تعملون مثل هذه الامور لاني اسمع باموركم الخبيثة من جميع هذا الشعب

2: 24 لا يا بني لانه ليس حسنا الخبر الذي اسمع تجعلون شعب الرب يتعدون

توبيخ عالى لبنيه برخاوة في غير حزم فما فعله أولاده يستوجب قتلهم بحسب الشريعة وعالى لم يفعل سوى التوبيخ بل حتى لم يعزلهم من وظيفتهم بل وجه اليهم كلمات قليله وتركهم يكملوا شرورهم وهذا شر ايضا يحاسب عنه عالي الكاهن

اذا عقاب لم يعاقبهم ولم يردعهم علي خطيتهم العظيمه جدا وهذا يحسب خطية علي عالي الكاهن


والشاهد الثاني

سفر صموئيل الاول 3

3: 11 فقال الرب لصموئيل هوذا انا فاعل امرا في اسرائيل كل من سمع به تطن اذناه

3: 12 في ذلك اليوم اقيم على عالي كل ما تكلمت به على بيته ابتدئ و اكمل

3: 13 و قد اخبرته باني اقضي على بيته الى الابد من اجل الشر الذي يعلم ان بنيه قد اوجبوا به اللعنة على انفسهم و لم يردعهم

3: 14 و لذلك اقسمت لبيت عالي انه لا يكفر عن شر بيت عالي بذبيحة او بتقدمة الى الابد

ورائينا انه لم يعاقبهم ولم يقدمهم للشيوخ ولم يعزلهم عن الخدمه ولكن تركهم يكملون في شرورهم فاستحق هو وهم العقاب من الرب كما ذكرت سابقا

ونري ان هذا العدد ليس فيه اي شيئ يضاد العدد السابق بل يؤكد نفس الفكر انه عرف من الرب ان ابناؤه اشرار ووجه اليهم كلمات قليله ولم يردعهم ولم يعاقبهم او يقدمهم للمحاكمه او حتي لم يعزلهم من الخدمه فلا يوجد اي اساس لادعاء المشك بوجود تناقض


والمعني الروحي


من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

تهاون عالي الكاهن مع ابنيه:

أ. كان توبيخ عالي الكاهن لبنيه برخاوة في غير حزم. لقد عرف أنهم يفسدون النساء المجتمعات في باب خيمة الاجتماع، فصار مقدس الله مكان نجاسة وفساد، وتحوّل ميناء السلام إلى هلاك للنساء المتجندات لخدمة الخيمة. كل ما فعله عالي أنه كشف لهم عن خطورة تصرفاتهم دون القيام بأي تأديب ضدهم. لقد أعلن لهم: "تجعلون شعب الرب يتعدون. إذا أخطأ إنسان إلى إنسان يدينه الله فإن أخطأ إنسان إلى الرب فمن يصلي من أجله؟!" [24-25].

استخدم نوفتيان Novatian العبارة الأخيرة للغلق على باب التوبة في وجه الساقطين. وقد ردّ عليه القديس أمبروسيوس قائلاً: [لم يُكتب: "لا يُصلي أحد لأجله" بل كُتب "فمن يُصلي من أجله؟" بمعنى أن السؤال هو: من يقدر أن يصلي عن هذه الحالة؟! (مستصعبًا الصلاة من أجله) دون أن يمنع الصلاة عنه[37]].

ب. وسط الفساد وُجد رجل لله (نبي) أُرسل إلى عالي الكاهن قبل أن يجري عليه القصاص [27]، يذكّره بالشرف الذي وهب الله عائلته منذ أيام هرون (خر 4: 14-16)، إذ منحها الصعود على مذبح الله لتقديم صعائد، وايقاد بخور له ولبس أفود (ملابس كهنوتية أو أدوات تُستخدم لإعلان الله عن إرادته لكهنته)، كما وهبهم نصيبًا كبيرًا من التقدمات (لا 10: 12-15). بهذا لا يوجد عذر لعالي الكاهن في تهاونه في تأديب ابنيه المستخفين بالمقدسات الإلهية. كان هذا الإنذار فرصة جديدة أُعطيت لعالي الكاهن من قبل الله ليضع الأمور في نصابها، لكنه خلال ضعف شخصيته لم يكرم الله بردع ابنيه وتأديبهما، بل احتقره بتكريمه لابنيه الشريرين أو بتهاونه في تأديبهما حسب الشريعة (تث 13: 6-9) التي تأمر ألا تشفق عين الإنسان ولا ترق للقريب ولا تتستر عليه على حساب المقدسات الإلهية.

ج. يقول الرب: "حاشا لي. فإني أكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون" [30].

كيف نكرم الرب؟ يُجيب القديس كبريانوس: [إننا نكرمه بقبولنا النبوة لله والامتثال به كأولاد له (مت 5: 43-45). إنه مصدر فرح ومجد للبشر أن يكون لهم أبناء يتشبهون بهم... كم بالأكثر يكون سرور الله عندما يُولد إنسان روحيُّ في أعماله وتسابيحه ويعلن السمو الإلهي في حياته؟![38]]. ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [لنكرمه بالإيمان كما بالعمال، فننال أيضًا المكافأة بتمجيده. "فإني أمجد (أكرم) الذين يمجدونني". حقًا فإنه إن لم توجد مكافأة فإن مجرد تمجيدنا الله هو تمجيد لنا... لأنه أي مجد لنا أن يتمجد الله بنا؟![39]]. كما يقول: [في تكريمنا لله نكرم أنفسنا. من يفتح عينيه لينظر نور الشمس يتقبل البهجة فيه... من يكرمون الله إنما يفعلون هذا لخلاصهم ولعظم نفعهم؛ كيف؟ لأن من يتبع الفضيلة يمجد الله... لنمجد الله ولنحمله في أجسادنا وأرواحنا (1 كو 6: 20)[40]].

د. يقارن القديس يوحنا الذهبي الفم بين عالي رئيس الكهنة الذي نال كرامات عظيمة فسقط تحت الدينونة القاسية بسبب تهاونه وبين صموئيل النبي الذي رفضه الشعب (8: 7) فكرمّه الله نفسه، فيقول عن الرعاة: [الإهانة مكسب لهم والكرامة ثقل عليهم[41]].

ه. أعلن رجل الله لعالي رئيس الكهنة تأديبات الرب له ولنسله.

I. انتقال الكهنوت من نسله [30]، إذ عزل أبياثار في أيام سليمان وتعين صادوق من نسل أليعازار وتسلمه نسله حتى أيام السيد المسيح.

II. فقدان القوة من بيته إذ يموت نسله شبابًا [31].

III. يرى ضيق المسكن [32]. حيث يأخذ الفلسطينيون التابوت (4: 11).

IV. يشتهي نسله الموت ولا يجدونه: "ورجل لك لا أقطعه من أمام مذبحي يكون لإكلال عينيك وتذويب نفسك" [33].

قدم له علامة مُرّة للتأديب الإلهي وهي موت ابنيه في يوم واحد (2: 33؛ 4: 11). لكن الرب لم يختم الحديث بهذا إنما فتح كعادته باب الرجاء ألا وهو مجيء الكاهن الحقيقي، المسيا المخلص، إذ يرى القديس هيبوليتس في قول الله على لسان رَجُله: "وأُقيم لنفسي كاهنًا أمينًا يعمل (كل شيء) حسب ما بقلبي ونفسي وأبني له بيتًا أمينا فيسير أمام مسيحيي (مسحائي) كل الأيام، ويكون أن كل من يبقى في بيتك يأتي ليسجد له لأجل قطعة فضة ورغيف خبز، ويقول ضمني إلى إحدى وظائف الكهنوت لآكل كسرة خبز" [35-36]. نبوة عن مجيء السيد المسيح رئيس كهنة العهد الجديد. يقول: [كان كل الملوك والكهنة يدعون مسحاء، إذ مسحوا بالدهن المقدس الذي أعده موسى قديمًا. هؤلاء حملوا اسم الرب في أشخاصهم، مظهرين مقدمًا الرمز، ومقدمين صورة حتى يأتي الملك الكامل والكاهن الذي من السماء، الذي وحده يعمل إرادة الآب[42]].


والمجد لله دائما