«  الرجوع   طباعة  »

هل جاء داود بتابوت عهد الرب قبل محاربة الفلسطينيين ام بعده ؟ 2صموئيل 6: 5 و 1 اخبار 13: 14



Holy_bible_1



الشبهة



يؤخذ من 2صموئيل6: 5 أن داود جاء بتابوت عهد الله بعد محاربة الفلسطينيين في حين أنه جاء بالتابوت قبل محاربتهم كما هو وارد في 1أخبار 13 :14:

2صموئيل6/ 5 :

» 5وَدَاوُدُ وَكُلُّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ يَلْعَبُونَ أَمَامَ الرَّبِّ بِكُلِّ أَنْوَاعِ الآلاَتِ مِنْ خَشَبِ السَّرْوِ، بِالْعِيدَانِ وَبِالرَّبَابِ وَبِالدُّفُوفِ وَبِالْجُنُوكِ وَبِالصُّنُوجِ. 6وَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى بَيْدَرِ نَاخُونَ مَدَّ عُزَّةُ يَدَهُ إِلَى تَابُوتِ اللهِ وَأَمْسَكَهُ، لأَنَّ الثِّيرَانَ انْشَمَصَتْ. 7فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى عُزَّةَ، وَضَرَبَهُ اللهُ هُنَاكَ لأَجْلِ غَفَلِهِ، فَمَاتَ هُنَاكَ لَدَى تَابُوتِ اللهِ.«.

إلا أنه ورد في 1أخبار 13 /14 أنه جاء بالتابوت قبل محاربتهم:

»9وَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى بَيْدَرِ كِيدُونَ، مَدَّ عُزَّا يَدَهُ لِيُمْسِكَ التَّابُوتَ، لأَنَّ الثِّيرَانَ انْشَمَصَتْ. 10فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى عُزَّا وَضَرَبَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ مَدَّ يَدَهُ إِلَى التَّابُوتِ، فَمَاتِ هُنَاكَ أَمَامَ اللهِ. 11فَاغْتَاظَ دَاوُدُ لأَنَّ الرَّبَّ اقْتَحَمَ عُزَّا اقْتِحَامًا، وَسَمَّى ذلِكَ الْمَوْضِعَ «فَارَصَ عُزَّا» إِلَى هذَا الْيَوْمِ12وَخَافَ دَاوُدُ اللهَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلاً: «كَيْفَ آتِي بِتَابُوتِ اللهِ إِلَيَّ؟». 13وَلَمْ يَنْقُلْ دَاوُدُ التَّابُوتَ إِلَيْهِ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ، بَلْ مَالَ بِهِ إِلَى بَيْتِ عُوبِيدَ أَدُومَ الْجَتِّيِّ. 14وَبَقِيَ تَابُوتُ اللهِ عِنْدَ بَيْتِ عُوبِيدَ أَدُومَ فِي بَيْتِهِ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ. وَبَارَكَ الرَّبُّ بَيْتَ عُوبِيدَ أَدُومَ وَكُلَّ مَا لَهُ.«.



الرد



الحقيقه لا يوجد اي تناقض في الاعداد ولكن يجب ان نفهم ان سفر صموئيل يمثل مشهدين مستقلين عن عمل الله مع داود في بداية ملكه

الاول هو تثبيت مملكته وانتصاره من الناحيه المدنيه

والثاني مشهد اخر وهو تابوت عهد الرب ونقله الي مدينة داود وتثبيت مملكة داود من الناحيه الدينية

هذا بالاضافه الي استقراره اقتصاديا وعائليا وغيره

ولهذا السبب سفر صموئيل يخبر اولا بكيف تثبتت مملكة داود بعد هزيمة شاول ثم اخذ مدينة اورشليم من اليبوسيين ثم انتصاره علي الفلسطينيين في عدة معارك

وبعد هذا ينتقل الي الناحيه الدينية التي كانت تسير جنبا الي جنب مع استقراره المدني التي ايضا تسير جنبا مع استقراره اقتصاديا

فداود نقل تابوت عهد الرب علي مرحلتين يفصل بينهم ثلاث شهور والمرحله الاولي قبل محاربته مع الفلسطينيين والمرحله الثانيه بعده وفي نفس الوقت كان حيرام يرسل له خشب يبني به بيت داود

فهذه الامور كانت تسير معا ولكن سفر صموئيل وضح كل موقف مستقل ليبرز زاويه من عمل الرب مع داود

وندرس الاعداد معا

سفر صموئيل الثاني 5

5: 4 كان داود ابن ثلاثين سنة حين ملك و ملك اربعين سنة

وينتقل بعدها الي اخذ اورشليم ثم اثبات ان الرب كان معه

5: 10 و كان داود يتزايد متعظما و الرب اله الجنود معه

ومن هذا ينتقل الي تثبيته اقتصاديا

5: 11 و ارسل حيرام ملك صور رسلا الى داود و خشب ارز و نجارين و بنائين فبنوا لداود بيتا

وهذا لم يبني في يوم ولكن استغل وقت اثناء حربه مع الفلسطينيين

ومن هذا ينتقل الي مشهد تثبيته عائليا

5: 12 و علم داود ان الرب قد اثبته ملكا على اسرائيل و انه قد رفع ملكه من اجل شعبه اسرائيل

5: 13 و اخذ داود ايضا سراري و نساء من اورشليم بعد مجيئه من حبرون فولد ايضا لداود بنون و بنات

5: 14 و هذه اسماء الذين ولدوا له في اورشليم شموع و شوباب و ناثان و سليمان

5: 15 و يبحار و اليشوع و نافج و يافيع

5: 16 و اليشمع و اليداع و اليفلط

وبالطبع نعلم جيدا ان انجابه لهؤلاء اخذ عدة سنين ( وبخاصه ذكر سليمان ) فهو فقط يبرز جانب اخر من استقراره

5: 17 و سمع الفلسطينيون انهم قد مسحوا داود ملكا على اسرائيل فصعد جميع الفلسطينيين ليفتشوا على داود و لما سمع داود نزل الى الحصن

5: 18 و جاء الفلسطينيون و انتشروا في وادي الرفائيين

5: 19 و سال داود من الرب قائلا ااصعد الى الفلسطينيين اتدفعهم ليدي فقال الرب لداود اصعد لاني دفعا ادفع الفلسطينيين ليدك

وبهذا يكون انتقل الي استقراره عسكريا فيخبر بامر حربه مع الفلسطينيين

ويكمل في شرح كيفية انتصاره علي الفلسطينيين

ثم يبدا عن التكلم عن استقراره دينيا في

سفر صموئيل الثاني 6

6: 2 و قام داود و ذهب هو و جميع الشعب الذي معه من بعلة يهوذا ليصعدوا من هناك تابوت الله الذي يدعى عليه بالاسم اسم رب الجنود الجالس على الكروبيم

6: 3 فاركبوا تابوت الله على عجلة جديدة و حملوه من بيت ابيناداب الذي في الاكمة و كان عزة و اخيو ابنا ابيناداب يسوقان العجلة الجديدة

ويتكلم عن نقله المرحله الاولي

6: 6 و لما انتهوا الى بيدر ناخون مد عزة يده الى تابوت الله و امسكه لان الثيران انشمصت

6: 7 فحمي غضب الرب على عزة و ضربه الله هناك لاجل غفله فمات هناك لدى تابوت الله

6: 8 فاغتاظ داود لان الرب اقتحم عزة اقتحاما و سمى ذلك الموضع فارص عزة الى هذا اليوم

6: 9 و خاف داود من الرب في ذلك اليوم و قال كيف ياتي الي تابوت الرب

6: 10 و لم يشا داود ان ينقل تابوت الرب اليه الى مدينة داود فمال به داود الى بيت عوبيد ادوم الجتي

6: 11 و بقي تابوت الرب في بيت عوبيد ادوم الجتي ثلاثة اشهر و بارك الرب عوبيد ادوم و كل بيته

وهو المرحلة الاولي

ويكمل سفر صموئيل في المرحلة الثانية مباشره بدون فاصل

6: 12 فاخبر الملك داود و قيل له قد بارك الرب بيت عوبيد ادوم و كل ما له بسبب تابوت الله فذهب داود و اصعد تابوت الله من بيت عوبيد ادوم الى مدينة داود بفرح



اما سفر الاخبار فيخبر بالاحداث بترتيب وهو حربه مع الفلسطينيين بين مرحلتي نقل التابوت

سفر اخبار الايام الاول 13

13: 1 و شاور داود قواد الالوف و المئات و كل رئيس

13: 2 و قال داود لكل جماعة اسرائيل ان حسن عندكم و كان ذلك من الرب الهنا فلنرسل الى كل جهة الى اخوتنا الباقين في كل اراضي اسرائيل و معهم الكهنة و اللاويون في مدن مسارحهم ليجتمعوا الينا

13: 3 فنرجع تابوت الهنا الينا لاننا لم نسال به في ايام شاول

ويخبر احداث النقل الاول

13: 6 و صعد داود و كل اسرائيل الى بعلة الى قرية يعاريم التي ليهوذا ليصعدوا من هناك تابوت الله الرب الجالس على الكروبيم الذي دعي بالاسم

13: 7 و اركبوا تابوت الله على عجلة جديدة من بيت ابيناداب و كان عزا و اخيو يسوقان العجلة

13: 8 و داود و كل اسرائيل يلعبون امام الله بكل عز و باغاني و عيدان و رباب و دفوف و صنوج و ابواق

13: 9 و لما انتهوا الى بيدر كيدون مد عزا يده ليمسك التابوت لان الثيران انشمصت

13: 10 فحمي غضب الرب على عزا و ضربه من اجل انه مد يده الى التابوت فمات هناك امام الله

13: 11 فاغتاظ داود لان الرب اقتحم عزا اقتحاما و سمى ذلك الموضع فارص عزا الى هذا اليوم

13: 12 و خاف داود الله في ذلك اليوم قائلا كيف اتي بتابوت الله الي

13: 13 و لم ينقل داود التابوت اليه الى مدينة داود بل مال به الى بيت عوبيد ادوم الجتي

13: 14 و بقي تابوت الله عند بيت عوبيد ادوم في بيته ثلاثة اشهر و بارك الرب بيت عوبيد ادوم و كل ما له

واثناء هذه الفتره بدا حيرام يرسل خشب لبيت داود

سفر اخبار الايام الاول 14

14: 1 و ارسل حيرام ملك صور رسلا الى داود و خشب ارز و بنائين و نجارين ليبنوا له بيتا

وفي هذه الاثناء وهي الثلاث شهور حدث حربه مع الفلسطينيين

14: 8 و سمع الفلسطينيون ان داود قد مسح ملكا على كل اسرائيل فصعد كل الفلسطينيين ليفتشوا على داود و لما سمع داود خرج لاستقبالهم

14: 9 فجاء الفلسطينيون و انتشروا في وادي الرفائيين

14: 10 فسال داود من الله قائلا ااصعد على الفلسطينيين فتدفعهم ليدي فقال له الرب اصعد فادفعهم ليدك



ثم يكمل خبر نقل التابوت المرحله الثانيه بعد انتصاره علي الفلسطينيين

15: 1 و عمل داود لنفسه بيوتا في مدينة داود و اعد مكانا لتابوت الله و نصب له خيمة

15: 2 حينئذ قال داود ليس لاحد ان يحمل تابوت الله الا اللاويين لان الرب انما اختارهم لحمل تابوت الله و لخدمته الى الابد

15: 3 و جمع داود كل اسرائيل الى اورشليم لاجل اصعاد تابوت الرب الى مكانه الذي اعده له

وتم نقل التابوت الي مدينة داود بعد حربه مع الفلسطينيين

16: 1 و ادخلوا تابوت الله و اثبتوه في وسط الخيمة التي نصبها له داود و قربوا محرقات و ذبائح سلامة امام الله



فتاكدنا انه لا يوجد تناقض فقط سفر صموئيل الثاني يخبر بامور مستقله كمشاهد متفرقه من نواحي مختلفه وسفر اخبار الايام الاول يخبر بالاحداث بترتيب الي حد ما



وقد اكد هذا

تفسير ابونا انطونيوس فكري

نلاحظ أن كاتب سفر صموئيل أورد قصة نقل التابوت هنا كاملة بينما أن كاتب سفر الأيام أورد القصة ووضع في وسطها قصة الإنتصار على الفلسطينيين التي رأيناها في الإصحاح السابق [1أى13، 14، 15] وتسلسل القصة تاريخياً هو حسب ما ورد في سفر أخبار الأيام لكن كاتب سفر صموئيل فضل أن يجمع قصة التابوت كوحدة واحدة.



والقس الدكتور منيس عبد النور

وللرد نقول: لو أن المعترض قرأ 1أخبار 15 لرأى أن داود أصعد تابوت عهد الله بعد أن هزم الفلسطينيين، وحينئذ لا يوجد تقديم ولا تأخير. ولقد أصعد بنو إسرائيل تابوت عهد الله مرّتين، مرّة من بعلة، قبل انهزام الفلسطينيين (2صموئيل 5 و6 و1أخبار 15، وليس من أصحاح 14 كما قال المعترض). فالنبي صموئيل بعد أن ذكر انتصار داود على الفلسطينيين، ذكر إصعاد التابوت مرتين. أما في سفر الأخبار فذكر إصعاد تابوت الله من بعلة ثم انتصار داود على الفلسطينيين، ثم ذكر إصعاد التابوت من بيت عوبيد. ولا يوجد أدنى تناقض بين الأمرين. فأي حرَج على النبي إذا ذكر تاريخ تابوت عهد الله بجميع تفاصيله مرّة واحدة، وجمع الشيء إلى مثله حتى لا يعود إليه ثانية؟ أما النبي الآخر فذكره بطريقة أخرى، وهنا لا تقديم ولا تأخير.



وكثيرين من المفسرين الغربيين



والمجد لله دائما