«  الرجوع   طباعة  »

هل ايوب لم يكن يؤمن بعقيدة البعث والقيامة ؟ ايوب 7: 9 و 14: 12 و 14: 14



Holy_bible_1



الشبهة



ورد في أيوب 7 :9 » 9السَّحَابُ يَضْمَحِلُّ وَيَزُولُ، هكَذَا الَّذِي يَنْزِلُ إِلَى الْهَاوِيَةِ لاَ يَصْعَدُ. 10لاَ يَرْجعُ بَعْدُ إِلَى بَيْتِهِ، وَلاَ يَعْرِفُهُ مَكَانُهُ بَعْدُ. «.

وفي 14 :12 »12وَالإِنْسَانُ يَضْطَجِعُ وَلاَ يَقُومُ. لاَ يَسْتَيْقِظُونَ حَتَّى لاَ تَبْقَى السَّمَاوَاتُ، وَلاَ يَنْتَبِهُونَ مِنْ نَوْمِهِمْ. «.

وفي 14:14 » 14إِنْ مَاتَ رَجُلٌ أَفَيَحْيَا؟ كُلَّ أَيَّامِ جِهَادِي أَصْبِرُ إِلَى أَنْ يَأْتِيَ بَدَلِي «.

وهذا إنكار للبعث من الأموات. وهذا يعني أنه لم يكن يؤمن بالبعث والقيامة، وعليه فإن المسيح لم يُقِم موتى، وأن قيامة المسيح من الأموات باطلة



الرد



هل بالفعل ايوب لم يؤمن بالقيامة ؟

الاجابة بالطبع لا فهو يؤمن بذلك ووضحه اكثر من مره في سفره بل وفي نفس الاعداد التي استشهد بها المشكك مقتطعه من سياقها



فاولا اقدم بعض الاعداد التي تؤكد ان ايوب يؤمن بالقيامة

سفر ايوب 19

19: 25 اما انا فقد علمت ان وليي حي و الاخر على الارض يقوم

19: 26 و بعد ان يفنى جلدي هذا و بدون جسدي ارى الله

فهو يؤمن بانه بعد فناء جسده بدون جسد في الاخره سياقبل الله بدون جسد مادي

وليس ذلك فقط بل يعرف انه يقف للدينونه فيقول

سفر ايوب 9

9: 15 لاني و ان تبررت لا اجاوب بل استرحم دياني

فهو يعرف ان الرب هو الديان الذي يقابله في نهاية الحياه بعد فناء جسده



اما عن الشواهد التي استشهد بها المشكك

سفر ايوب 7

7: 9 السحاب يضمحل و يزول هكذا الذي ينزل الى الهاوية لا يصعد

هو يضرب مثل عن ان السحاب يضمحل ويزول ولكنه لا يفني الي الابد فهو يختفي بصورته المرئية ولكن ذرات المياه لاتفني وهكذا الذي ينزل الي الهاوية لا يصعد الي الارض مره اخري ولكنه لا يفني الي الابد فهو لا يتكلم عن القيامه هنا ولكن يتكلم انه لا يعود الي الارض حي مره اخري فهو لا يؤمن بمبدا تناسخ الارواح

وتاكيد هذا المعني اكمل وقال

7: 10 لا يرجع بعد الى بيته و لا يعرفه مكانه بعد

اي لايرجع الي بيته الارضي ومسكنه القديم ولا جسده ولكنه انتقل في مكان الانتظار الي ان يقوم في يوم الدينونه

اذا الشاهد في سياقه الصحيح يشهد بان ايوب يؤمن بالقيامه



الشاهد الثاني

سفر ايوب 14

14: 10 اما الرجل فيموت و يبلى الانسان يسلم الروح فاين هو

وهنا يتسائل ويقول ايوب ان الرجل بعد ان يموت ويبلي جسده ويكون اسلم الروح فاين هو ؟

14: 11 قد تنفد المياه من البحرة و النهر ينشف و يجف

فهو يوضح ان الارواح فقط الباقية حتي لو جفت البحيرات والانهار

14: 12 و الانسان يضطجع و لا يقوم لا يستيقظون حتى لا تبقى السماوات و لا ينتبهون من نومهم

ثم يضيف ويقول الانسان يضجع وهذا بعد ان وضح انه ينتهي بالجسد ويسلم الروح وتبقي الروح فقط

وهو يقول يضجع ولا يقول يموت وهذا تعبير يفهمه كل يهودي ومسيحي لانه اضجاع مؤقت وليس فكرة الموت والفناء النهائي ولهذا تعبير يضجع لوحده يثبت ان فكرة ان ايوب يعرف جيدا القيامه ولهذا استخدم هذا التعبير

ويكمل فيقول لايستيقظ حتي تنتهي الارض كما ذكر في العدد االسابق والسموات ايضا في هذا العدد اذا هو يقول ان بعد الموت الجسد ينتهي ولكن الروح تبقي في سبات حتي تنتهي الارض والسموات وتبقي فقط سموات السموات اي السماء الروحية وفي هذا الحاله تستيقظ الارواح من انتظارها

اذا العدد يؤكد فكرة القيامه ويحدد كيفيتها وزمانها وليس انكار للقيامه كما قال المشكك

ثم يكمل ويقول

14: 13 ليتك تواريني في الهاوية و تخفيني الى ان ينصرف غضبك و تعين لي اجلا فتذكرني

فهو يطلب ان يموت ويبقي في مكان الانتظار بالروح بعد فناء جسده ليتخلص من الاتعاب الجسديه التي اعتبرها غضب من الرب حتي ياتي اجل القيامة فيتذكر الرب كل الراقدين ويقيمهم للدينونه وللمكافئة

14: 14 ان مات رجل افيحيا كل ايام جهادي اصبر الى ان ياتي بدلي

او مات رجل افيحيا = وهذا تساؤل فهو يقول ان مات رجل فلا يحيا بالجسد مره اخري ولكنه يستريح من اتعاب الجسد

فهو يصبر علي يام جسده حتي يموت ويعيش اخرين مكانه وايضا هو حاله يتبدل فيتحول من حالة الشقاء الي الراحه ومن حالة الجسد للروح

اذا فالاعداد تؤكد انه يؤمن بالموت والقيامه الروحية



وايضا ليس سفر ايوب فقط الذي اكد قيامة الاموات ولكن كثير جدا من اعداد العهد القديم وعلي سبيل المثال لا الحصر ( كل من تكلم عن انه يرقد اي ينتظر ) وايضا

سفر دانيال 12

12: 2 و كثيرون من الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية و هؤلاء الى العار للازدراء الابدي



سفر اشعياء 26

26: 19 تحيا امواتك تقوم الجثث استيقظوا ترنموا يا سكان التراب لان طلك طل اعشاب و الارض تسقط الاخيلة



سفر هوشع 13

13: 14 من يد الهاوية افديهم من الموت اخلصهم اين اوباؤك يا موت اين شوكتك يا هاوية تختفي الندامة عن عيني





والعهد الجديد ايضا

انجيل يوحنا 5

5: 28 لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته

5: 29 فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة و الذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة



انجيل يوحنا 11

11: 24 قالت له مرثا انا اعلم انه سيقوم في القيامة في اليوم الاخير



سفر اعمال الرسل 24

24: 15 و لي رجاء بالله في ما هم ايضا ينتظرونه انه سوف تكون قيامة للاموات الابرار و الاثمة



رسالة بولس الرسول الاولي الي اهل كورنثوس 15

15: 22 لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع



15: 52 في لحظة في طرفة عين عند البوق الاخير فانه سيبوق فيقام الاموات عديمي فساد و نحن نتغير

15: 53 لان هذا الفاسد لا بد ان يلبس عدم فساد و هذا المائت يلبس عدم موت



رسالة بولس الرسول الاولي الي اهل تسالونيكي 4

4: 14 لانه ان كنا نؤمن ان يسوع مات و قام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله ايضا معه



سفر الرؤيا 20

20: 12 و رايت الاموات صغارا و كبارا واقفين امام الله و انفتحت اسفار و انفتح سفر اخر هو سفر الحياة و دين الاموات مما هو مكتوب في الاسفار بحسب اعمالهم



اذا تاكدنا ان ايوب كان يؤمن بالقيامة والعهد القيدم اكد ذلك والعهد الجديد ايضا



والمعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

ليست مسرة الله في موت الإنسان، بل أن يرجع إليه فيحيا. هذا ما يدفع أيوب لاحتمال كل أيام جهاده، حتى تتبدل أيامه الحاضرة بالحياة الأبدية الجديدة.

كان أصحاب أيوب وهم معزون متعبون، يقدمون له الرجاء في الدعوة إلى ما كان عليه إن اعترف بريائه وشره المخفي، وقدم توبة صادقة، ورجع إلى الله. أما أيوب فكان يتعزى بذلك فإنه حسب نفسه كميتٍ، لا يعود إلى الحياة على الأرض من جديد، قائلاً: "إن مات رجل، أفيحيا؟" لكن هذا لا يدفعه إلى التراخي، ولا إلى اليأس، إنما يقول: "كل أيام جهادي أصبر إلى أن يأتي بدلي". أي بديل ينتظره أيوب؟ هذا الذي قال عنه الرسول بولس: "سيتغير شكل جسد تواضعنا" (في 3: 21). هذا هو البديل، عوض العظام اليابسة الملقاة في بقعة تصير حياته جيشًا عظيمًا جدًا جدًا (حز 37: 10). هكذا تصير النفس بكل طاقاتها والجسد بكل قدراته جيشًا للرب مجيدًا وعظيمًا، حيث يشارك السيد المسيح مجده. بهذا يترنم المرتل: "وجسدي أيضًا يسكن مطمئنًا" (مز 16: 9). هذا هو الإبدال المفرح حيث يلبس الفاسد عدم الفساد، والمائت عدم الموت.

جاء سؤال أيوب: " إن مات رجل، أفيحيا؟" جاء الرد بالإيجاب بواسطة رب المجد يسوع وما ورد في أسفار العهد الجديد (يو 11: 23-26؛1 كو 15: 3-57).

v     "إن كان الإنسان حتمًا يموت، هل سيقوم، وقد أتم أيام حياته؟... إني أنتظر حتى أوجد ثانية" (أي ١٤: ١٤). إنه يدعو القيامة وجودًا جديدًا... لقد عرف أيوب الساحة لا بكلمات مديح صادرة عن اللسان، وإنما بالأعمال. كلمات المديح هي أمراضه وقروحه ونياته. كان عاريًا تمامًا، وكان أكثر بهاءً ممن يرتدي ثيابًا موشاة بالذهب. فإن سريره الذي كان يرقد عليه هو كوم مزبلة، لكنه كان أكثر تألقًا من الذين يجدون مسرتهم في الذهب والحجارة الكريمة. فإن الله يتحدث معه شخصيًا، والملائكة بجانبه، وكل الخليقة تعلن مجد المصارع، هذا الذي دون أن يمد يديه، يسقط العدو.

الأب هيسيخيوس الأورشليمي

v     "لأن الموت الذي ماته قد ماته للخطية مرة واحدة" (رو 10:6).

مات لا لأنه مائت بطبعه، لكنه مات بالجسد ليضع نهاية للخطية. وهو حيّ في حياته التي لا تزول كإله[739].

ابن الصليبي

v     لأنه محب البشر فقد رحب بالموت الذي بدونه لهلك العالم في خطاياه[740].

القديس كيرلس الأورشليمي

v     دُفن وحده ولكنه أقام الجميع، نزل وحده ليرفعنا جميعًا، حمل خطايا العالم كله وحده ليطهر الكل في شخصه، وكما يقول الرسول:

"نقوا أيديكم إذن وتطهروا" (يع8:4)، فالمسيح غير محتاج للتطهير تطهر لأجلنا.

القديس أمبروسيوس

v     كن مصلوبًا مع المسيح، مماتًا معه، كن مدفونًا معه، لكي تقوم معه، وتمجد معه، وتملك معه.

 القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس



والمجد لله دائما