«  الرجوع   طباعة  »

هل امن سليمان بمذهب المتعة ؟ جامعة 2: 24 و لوقا 12: 19-20 و 1كو 10: 7



Holy_bible_1



الشبهة



يقول سليمان في سفر الجاعة 2: 24 " ليس للانسان خير من ان ياكل و يشرب و يري نفسه خيرا في تعبه " وهذا هو مذهب المتعة الذي ادانه الرب في لوقا 12: 19-20 و 1 كورنثوس 10: 7 فكيف يقول سليمان ذلك



الرد



من يقراء كلام سليمان كامل يتاكد ان لا يشجع علي ذلك ولكن يقصد المنفعه الوحيده في اي شيئ تحت الشمس هو الفرح بالرب

ففي البداية تعريف مذهب المتعه

Hedonism

ومذهب المتعه هو مدرسه فلسفيه مرفوضة تقول ان المتعه هو الخير الوحيد للذات وهي تسعي لتحقيق اقصي قدر للمتعه بدون الم وبعد ذلك ليموت فهو باختصار تمتع قبل ان تموت

وملحوظه ان هذا الفكر يرفض النسك لرفضوه الاعتراف بوجود اله فهو في اساسه ينكر وجود الله ويتهم كل من يبشر بوجود اله بانه كاذب ولهذا المتعه هو هدف الحياة حتي الموت

ولكن لم يقل سليمان بهذا علي الاطلاق

فسليمان يقول

سفر الجامعة 2

2: 22 لانه ماذا للانسان من كل تعبه و من اجتهاد قلبه الذي تعب فيه تحت الشمس

2: 23 لان كل ايامه احزان و عمله غم ايضا بالليل لا يستريح قلبه هذا ايضا باطل هو

من يقراء هذه الاعداد يتخيل ان سليمان ينشر الياس من الحياة ولكن الحقيقه هو يوضح ان الاعمال بالانفصال عن الله هي باطله وتعب بدون فائده وغم وحزن ولكن من يعمل اي شيئ بارشاد الله هذا يفرح ولهذا لكي لا يفهم كلامه خطأ ويقال ان يشجع الياس وترك العمل وترك الاكل والشرب فيضيف ويقول

2: 24 ليس للانسان خير من ان ياكل و يشرب و يري نفسه خيرا في تعبه رايت هذا ايضا انه من يد الله

واهم جزء في العدد يوضح المقصود هو " من يد الله " لان من ياكل ويشرب من نتائج تعب يده ويعتب ان هذا عطيه من يد الله فهذا يتحول الي فرح بمعني

ان من يعمل وهو يشكر الله يكون عمله مفرح في الرب ومن ياكل من نتاج عمله ويؤمن انه هذا عطية الله له فياكل ويشكر الله هذا ايضا مفرح جدا له فلئلا يُظن أن الجامعة يدفعنا نحو اليأس أو أنه يشوه صورة العالم والجسد اللذين خلقهما الله من أجلنا نجده يقدم هنا نصيحة عملية لكل واحد، وهي أن نقبل الظروف التي نعيش فيها وأن نتمتع بالحياة قدر المستطاع متطلعين إلى كل شئ حتى الأكل والشرب والقدرة على العمل والتعب كعطية إلهية، بكون الله قد وهبنا هذه الحياة وهو الذي خطط لها كما هي عليه

فسليمان وضح فكره ايضا اكثر في بقية السفر

سفر الجامعة 3

13 وأيضا أن يأكل كل إنسان ويشرب ويرى خيرا من كل تعبه فهو عطية الله.



سفر الجامعة 8

8: 15 فمدحت الفرح لانه ليس للانسان خير تحت الشمس الا ان ياكل و يشرب و يفرح و هذا يبقى له في تعبه مدة ايام حياته التي يعطيه الله اياها تحت الشمس



وهذا الفكر قدمه الكتاب المقدس كثيرا

سفر التثنية 12: 7


وَتَأْكُلُونَ هُنَاكَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ، وَتَفْرَحُونَ بِكُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ أَيْدِيكُمْ أَنْتُمْ وَبُيُوتُكُمْ كَمَا بَارَكَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ.



سفر التثنية 12: 18


بَلْ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ تَأْكُلُهَا فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ، أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَاللاَّوِيُّ الَّذِي فِي أَبْوَابِكَ، وَتَفْرَحُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ بِكُلِّ مَا امْتَدَّتْ إِلَيْهِ يَدُكَ.



سفر التثنية 27: 7


وَتَذْبَحُ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ، وَتَأْكُلُ هُنَاكَ وَتَفْرَحُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ.



سفر نحميا 8: 10


فَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا كُلُوا السَّمِينَ، وَاشْرَبُوا الْحُلْوَ، وَابْعَثُوا أَنْصِبَةً لِمَنْ لَمْ يُعَدَّ لَهُ، لأَنَّ الْيَوْمَ إِنَّمَا هُوَ مُقَدَّسٌ لِسَيِّدِنَا. وَلاَ تَحْزَنُوا، لأَنَّ فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ».



فالمقصود هو ان الانسان لا يكون هدفه متع الدنيا في حد ذاتها لانها باطله ولكن يكون زهيد في الدنيا ويكون هدفه الوصول الي الرب وما بارك فيه الرب واعطاه للانسان من اكل وشرب فيفرح به الانسان وياكل بفرح ليس لشهوة امتلاك ولكن فرحا بعطية الرب الذي اعطي ذلك



اما الاعداد التي استشهد بها المشكك من العهد الجديد فلا تناقض ما قاله سليمان

انجيل لوقا 12

12: 15 و قال لهم انظروا و تحفظوا من الطمع فانه متى كان لاحد كثير فليست حياته من امواله

12: 16 و ضرب لهم مثلا قائلا انسان غني اخصبت كورته

12: 17 ففكر في نفسه قائلا ماذا اعمل لان ليس لي موضع اجمع فيه اثماري

12: 18 و قال اعمل هذا اهدم مخازني و ابني اعظم و اجمع هناك جميع غلاتي و خيراتي

12: 19 و اقول لنفسي يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة استريحي و كلي و اشربي و افرحي

12: 20 فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون

12: 21 هكذا الذي يكنز لنفسه و ليس هو غنيا لله

فالمثال الذي يتكلم عنه رب المجد هو الطمع وليس الغني الذي هو عطيه من الله فابراهيم كان عني واسحاق ويعقوب وايضا بعض من تلاميذ المسيح مثل يوسف الرامي وبعض النسوه ايضا كن غنيات اذا الغناء في حد ذاته ليس شر لو كان عطيه من الرب وليس عن طمع ولم يكن جمع المال هو الهدف

فالذي يبحث غن الغني يبحث عن الغني الروحي ويبحث عن الكنز السماوي وليس الغني الارضي ولو اعطاه الرب وزنه غني ارضي يشكر الرب عليها ويفرح بالرب علي عطيته ويكون امين علي هذه الوزنه كامانه من الرب



وايضا كلام معلمنا بولس

رسالة معلمنا بولس الرسول الاولي الي اهل كورنثوس 10

10: 6 و هذه الامور حدثت مثالا لنا حتى لا نكون نحن مشتهين شرورا كما اشتهى اولئك

10: 7 فلا تكونوا عبدة اوثان كما كان اناس منهم كما هو مكتوب جلس الشعب للاكل و الشرب ثم قاموا للعب

10: 8 و لا نزن كما زنى اناس منهم فسقط في يوم واحد ثلاثة و عشرون الفا

وايضا كلام معلمنا بولس الرسول عن شعب اسرائيل الذين اشتهوا الشر مثل اشتهوا عبادة الاوثان واشتهوا المتع الجسديه بانفصال عن الله فصار الاكل والشرب هدف شرير وليس وسيله



اذا هذه الاعداد لا تناقض كلمات سليمان الذي يشجع ان الذي ياكل يشكر الرب علي عطيته ويفرح بان الاكل هو عطيه من الرب

وهذا الفكر الذي قاله سليمان اكده ايضا معلمنا بولس الرسول في العهد الجديد

رسالة بولس الرسول الاولي الي تيموثاوس 4

3 مانعين عن الزواج، وآمرين أن يمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق.

4 لأن كل خليقة الله جيدة، ولا يرفض شيء إذا أخذ مع الشكر،

5 لأنه يقدس بكلمة الله والصلاة.



ووضح الفرق بين الغني كعطية بالشكر والبحث عن الغني

رسالة بولس الرسول الاولي الي تيموثاوس 6

17 أوص الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا، ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى، بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع.

18 وأن يصنعوا صلاحا، وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة، وأن يكونوا أسخياء في العطاء كرماء في التوزيع،

19 مدخرين لأنفسهم أساسا حسنا للمستقبل، لكي يمسكوا بالحياة الأبدية.



اذا فهمنا الكتاب المقدس الذي وضحه سليمان والعهد القديم والجديد ايضا ان الانسان لايسعي للمتع الجسديه فقط لانها باطله ولا يجب ان يكون الاكل والشرب والتمتع غايه لانه باطل ولكن الانسان يكون هدفه هو الرب وان اعطاه الرب غني واكل وشرب فياكل ويشرب بفرح لانه عطية من الرب ولكن ايضا يكون امين علي هذا ويشترك مع اخوة الرب ولا يكون بخيل



اخيرا المعني الروحي



من تفسير ابونا تادرس واقوال الاباء



إنه لا يقول لنأكل ونشرب فإننا غدًا نموت كما قال الرواقيون محبو اللذات، وإنما لنأكل ونشرب ونعمل شاكرين الله الذي يهبنا كل شيء حتى إمكانية الأكل والشرب والعمل.

إنه لا يدفعنا إلى "التهرب escapism"، أي الهروب من المسئوليات ومن المتاعب الواقعية بالاستغراق في الملذات وحياة اللهو والخيال كإدمان المخدرات، وإنما يحثنا على ممارسة الحياة الواقعية شاكرين الله.

يرى القدِّيس أغسطينوس[76] أن الجامعة يدعونا إلى شركة مائدة الأفخارستيا التي أسسها السيِّد المسيح بجسده ودمه المبذولين، بكونه وسيط العهد الجديد والكاهن على رتبة ملكى صادق، فنأكل ونشرب بروح الشكر.

يمكننا القول بأن الجامعة في هذا الأصحاح وهو يؤكد بطلان الملذات الزمنية يدعونا إلى الخروج من العالم، لا خروجًا بالجسد، وإنما بالقلب، لكي لا نرتبك بهمومه ولا نُمتص بملذاته، إنما نرحل إلى الدهر الآتي بشكر وفرح.

*     ما من أحد يقترب إلى الله، سوى الذي فصل نفسه عن العالم، لكنني لا أقصد بالانفصال الرحيل عن الجسد بل الرحيل عن (الارتباك) بشئون العالم[77].

*     مبارك الذي لم يفقد سيرته في هذا العالم الباطل، وعلى هذا البحر العظيم!

طوبى للإنسان الذي لم تتحطم سفينته، والذي بلغ الميناء بفرح[78].

مار اسحق السرياني

دعوته لنا بالتمتع بالمسرات الخاصة بالحياة العادية المعطاة من الله تؤكد نظرة الجامعة إلى الخليقة أنها صالحة، وإن بطلانها يتوقف على سوء نظرتنا أو سوء استخدامنا لها.

*     الثروة الجامدة لا تفيد، ولكنها تصبح خصبة ومثمرة إذا ما نُظِّم استعمالها[79].

*     الخلائق ليست رديئة من طبعها، فلو كانت رديئة لما خلقها الله، إذ أن كل خليقة الله حسنة كما قال الرسول بولس (1 تي 4: 4)، ثم أن وصيته لا تأمر بأن نرذل الخيرات ونهرب منها، بل أن نحسن تدبيرها، ولا يُدان أحد لامتلاكه أموالاً، بل لافتخاره بها، أو لأجل سوء استعماله لها[80].

القدِّيس باسيليوس الكبير

حديث الجامعة هنا بمثابة دعوة إلى حياة العمل بفرح، إذ يقول:

"ليس للإنسان خير من أن... يرى نفسه خيرًا في تعبه؛

رأيت هذا أيضًا أنه من يد الله" [24].

إن كنا نشكر الله على ما وهبنا من طعام وشراب، فإننا نشكره لأنه وهبنا أن نتعب عاملين بلذة وفرح، نعمل ليس فقط في الحياة التعبدية، وإنما في حياتنا اليومية العادية. وللقدِّيس باسيليوس الكبير أحاديث شيِّقة عن "العمل" حتى بالنسبة للرهبان[81].

*     بما أن ربنا يسوع المسيح قال: "الفاعل مستحق أجرته" (مت 10: 10)؛ وليس كل واحدٍ على الاطلاق وكيفما اتفق، وأمر الرسول أن نتعب ونعمل بأيدينا ما هو صالح لكي يكون لنا ما نُشرك به المحتاج (أف 4: 28)، فيتضح من ثمّ أنه يجب علينا أن نعمل باجتهاد، لأنه لا يسوغ لنا أن نتّخذ العبادة حجة للبطالة والهرب من النَّصَب...

وبما أن البعض يستنكف من العمل بحجة الصلوات وترنم المزامير، فعلى مثل هؤلاء أن يعلموا أن لكل شيء وقتًا خاصًا به كما قال الجامعة: "لكل أمر أوان" (3: 1).

*     إن النهي عن الاهتمام الزائد بحاجات جسدنا لا ينفي الاهتمام والعمل مطلقًا. فقد بقي علينا "أن نعمل لنفُسنا لا للطعام الفاني بل للطعام الباقي للحياة الأبدية" (يو 6: 27). وسيقول لنا الرب في يوم الدين: "جُعت فأطعمتموني وعطشت فسقيتموني" (مت 25: 35...) وبعكس ذلك سيُعاقب الذين لم يعملوا ولم يتعبوا ليساعدوا الضعفاء وليخدموا القريب (أع 20: 4)، ويرسلهم إلى العذاب (مت 25: 21). فالعمل إذن انطلاقًا من هذا المفهوم ينظِّم بأحسن طريقة العلاقات المجتمعية، ويضفي عليها جوًا من التعاضد والانسجام[82].

*     يلزم على كل أحد أن ينتبه لعمله الخصوصي ويهتم به برغبة ويتممه من دون ملامة بغيرة ونشاط وعناية وسهر لئلاَّ يستحق اللعنة، إذ قيل: "ملعون من عمِل عمل الرب باسترخاء" (إر 48: 10)...

خير لنا أن نباشر عملاً واحدًا بضبط وإحكام من أن نقوم بأعمال كثيرة بدون إتقان. لأن التشتت بين أشغال كثيرة والتنقّل بين الأمور بحيث لا يُقضى منها شيء دليل على خفة متأصّلة في الطبع أو مدعاةً لتولّد تلك الخفة[83].

القدِّيس باسيليوس الكبير



والمجد لله دائما