«  الرجوع   طباعة  »

هل القي المسيح موعظته علي الجبل ام علي سهل ؟ متي 5: 1-2 و لوقا 6: 17-20



Holy_bible_1



الشبهة



يقول متى 5 :1 و2 إن المسيح ألقى موعظته الأولى من على جبل:

» 1وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ، فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ. 2فَفتحَ فاهُ وعَلَّمَهُمْ قَائِلاً: 3«طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. « .

بينما يقول لوقا 6 :17 و20 إنها أُلقيت في سهلٍ. » 17وَنَزَلَ مَعَهُمْ وَوَقَفَ فِي مَوْضِعٍ سَهْل، هُوَ وَجَمْعٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ، مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ وَسَاحِلِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، الَّذِينَ جَاءُوا لِيَسْمَعُوهُ وَيُشْفَوْا مِنْ أَمْرَاضِهِمْ، 18وَالْمُعَذَّبُونَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ. وَكَانُوا يَبْرَأُونَ. 19وَكُلُّ الْجَمْعِ طَلَبُوا أَنْ يَلْمِسُوهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِي الْجَمِيعَ.

20وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَطُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْمَسَاكِينُ، لأَنَّ لَكُمْ مَلَكُوتَ اللهِ. 21طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْجِيَاعُ الآنَ، لأَنَّكُمْ تُشْبَعُونَ. طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْبَاكُونَ الآنَ، لأَنَّكُمْ سَتَضْحَكُونَ « .



الرد



باختصار لايوجد تناقض ولكن لوقا البشير يوضح انه بعد ان تكلم المسيح فوق الجبل مع تلاميذه ورسله ثم كرر بعض الكلام عندما نزل من الجبل الي السهل حيث الجموع فهو صعد اولا الي الجبل وعلم تلاميذه ورسله ثم نزل من الجبل الي السهل وكرر بعض التعاليم باختصار الي الجموع

فما يقوله متي صحيح عن موعظة المسيح فوق الجبل وما يقوله لوقا صحيح عن تكرار كلام المسيح مره ثانيه باسلوب مختلف لعامة الشعب



وندرس الاعداد معا لنتاكد من ذلك

انجيل متي 4

4: 24 فذاع خبره في جميع سورية فاحضروا اليه جميع السقماء المصابين بامراض و اوجاع مختلفة و المجانين و المصروعين و المفلوجين فشفاهم

4: 25 فتبعته جموع كثيرة من الجليل و العشر المدن و اورشليم و اليهودية و من عبر الاردن

انجيل متي 5

5: 1 و لما راى الجموع صعد الى الجبل فلما جلس تقدم اليه تلاميذه

5: 2 ففتح فاه و علمهم قائلا

5: 3 طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السماوات

اذا يقدم انجيل متي الاحداث

اولا لما انتشر خبره ومعجزاته جاء اليه مرضي كثيرين جدا مصروعين ومجانين ومفلوجين فشفاهم

ثانيا لما سمع ذلك وراه كثيرين تبعته جمع كثيره من الجليل والعشر مدن التي في منطقة بحيرة طبرية وعبر الاردن واورشليم ومنطقة اليهودية وتبعوه وهو عندما رائ الجموع صعد الي الجبل ولكن الجموع لم تصعد الجبل معه لان هذا الجبل هو جبل قرون حطين فبقيت الجموع اسفل الجبل في السهل عند قاعدة جبل قرون حطين ( كما يقال في بعض التقاليد )

ثالثا هو صعد وليس الجموع ولهذا يقول متي البشير انه صعد الجبل وليس صعدوا وجلس وبعد جلوسه تقدم اليه تلاميذه وليس الجموع

رابع فتح فاه وعلمهم اي تلاميذه

اذا الموعظه علي الجبل كانت مسموعه الي تلاميذه ولا يقصد بهم الاثني عشر فقط ولكن المجموعه الاكبر التي من اتباعه الذين اختار منهم اثني عشر خاصته ثم اختار منهم سبعين رسول

اما بقية الجموع كانت اسفل الجبل في السهل



واما لوقا فيكمل بعد ما ذكره متي البشير

انجيل لوقا 6

6: 12 و في تلك الايام خرج الى الجبل ليصلي و قضى الليل كله في الصلاة لله

6: 13 و لما كان النهار دعا تلاميذه و اختار منهم اثني عشر الذين سماهم ايضا رسلا

6: 14 سمعان الذي سماه ايضا بطرس و اندراوس اخاه يعقوب و يوحنا فيلبس و برثولماوس

6: 15 متى و توما يعقوب بن حلفى و سمعان الذي يدعى الغيور

6: 16 يهوذا اخا يعقوب و يهوذا الاسخريوطي الذي صار مسلما ايضا

6: 17 و نزل معهم و وقف في موضع سهل هو و جمع من تلاميذه و جمهور كثير من الشعب من جميع اليهودية و اورشليم و ساحل صور و صيدا الذين جاءوا ليسمعوه و يشفوا من امراضهم

6: 18 و المعذبون من ارواح نجسة و كانوا يبراون

6: 19 و كل الجمع طلبوا ان يلمسوه لان قوة كانت تخرج منه و تشفي الجميع

6: 20 و رفع عينيه الى تلاميذه و قال طوباكم ايها المساكين لان لكم ملكوت الله



وهنا يوضح ان الترتيب هو الصعود الي الجبل الصلاه وصعد وراؤه تلاميذه الكثيرين والجموع بقيت في السهل

ثم اختيار الاثني عشر تلميذ من تلاميذه ( والوصايا التي لم يكررها لوقا البشير )

النزول مع تلاميذه شفاء المرضي

تكرار بعض تعاليم الموعظه علي الجبل مره اخري



نلاحظ شيئ مهم ان السيد المسيح في الموعظه علي الجبل تعاليمه مركزه جدا ودقيقه وكلامه لتلاميذه عن الرعيه ليعرفوا كيف يعظوهم ( طوبي للمساكين بالروح ) لانه يكلم تلاميذه اما عندما كررها للجموع المرضي والمتعبيين كررها باسلوب مختلف بسيط جدا ويغير الاسلوب الي المخاطب لانهم هم المساكين بالفعل ( طوباكم ايها المساكين )

ونلاحظ شيئ هام جدا انه من اهمية هذه الموعظه المسيح كررها مرتين مره منهم للوعاظ والمعلمين كيف يستخدموها ومره للجموع للتعزيه وهذا لان الموعظه علي الجبل اساس الدستور المسيحي

الجمع الذي إحتشد حول المسيح بعد نزوله من على الجبل كان مكوناً من تلاميذه الذين تركوا كل شىء وتبعوه، ومن كثيرين من المتألمين والمرضى والمعذبين، فكان كلام المسيح لهؤلاء يختلف عن كلامه لمن كانوا على الجبل، كان كلام المسيح على الجبل (والجبل رمز للسماويات) موجهاً للنواحى الروحية مثل الإتضاع وهو المسكنة بالروح، والجوع والعطش للبر. أماً كلام المسيح في السهل (والسهل رمز للمستوى الروحى الأدنى) فقد كان متأثراً بحالة الجموع المعذبة، هؤلاء الذين يحيون في ذل وشقاء ونجد هنا المسيح يتحنن عليهم ويشفيهم، ويطوبهم على إحتمالهم ما هم فيه. لم يكلمهم المسيح عن المسكنة بالروح بل طوبهم على إحتمالهم المسكنة وأنهم تبعوه ويسمعونه،أى هم يبحثون عن الحق. وطوب هؤلاء الجياع لأنهم إحتملوا جوعهم بلا تذمر. وقطعاً فالمسيح لن يطوب إنساناً مسكيناً فقط لأنه مسكين وفقير، إن لم يكن له روحيات ترضى المسيح كتسليم حياته لله، والشكر على ما هو فيه، وعدم التذمر. المسيح في عظة إنجيل لوقا يرفع من معنويات هؤلاء المساكين (راجع قصة الغنى والعازر). وبعد أن يرفع معنوياتهم، يرفع روحياتهم بأن يكلمهم عن المسكنة بالروح. المسيح كان يشفى أمراضهم ويحررهم من الأرواح النجسة أولاً وبعد ذلك يكلمهم عن الجوع والعطش إلى البر.

ونلاحظ أن هناك من صار فقيراً وجائعاً فعلاً لأجل المسيح كالرهبان وعلى رأسهم الأنبا أنطونيوس الذي باع كل ما يملكه وصار فقيراً ليتشبه بسيده الذى إفتقر وهو غنى (2كو 9:8).

عظة إنجيل لوقا في السهل هي الدرجة الأولى في السلم الروحى يليها الدرجة الأعلى على الجبل في إنجيل متى.



وجبل قرون حطين وهو غرب مدينة طبرية وهو جبل اخضر وليس قاحل مثل الذي تلقَّى موسى «كليم الله» شريعة العهد القديم علىه وهو جبل سيناء القاحل، أما المسيح «كلمة الله» فقدَّم شريعة العهد الجديد على جبل قرن حطين المغطى بالخضرة والورود. وما أبعد الفرق بين الجبلين، فيقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين لتلاميذ المسيح: « لأَنَّكُمْ لَمْ تَأْتُوا إِلَى جَبَلٍ مَلْمُوسٍ مُضْطَرِمٍ بِالنَّارِ، وَإِلَى ضَبَابٍ وَظَلاَمٍ وَزَوْبَعَةٍ، وَهُتَافِ بُوقٍ وَصَوْتِ كَلِمَاتٍ اسْتَعْفَى الَّذِينَ سَمِعُوهُ مِنْ أَنْ تُزَادَ لَهُمْ كَلِمَةٌ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْتَمِلُوا مَا أُمِرَ بِهِ، وَإِنْ مَسَّتِ الْجَبَلَ بَهِيمَةٌ تُرْجَمُ أَوْ تُرْمَى بِسَهْمٍ، وَكَانَ الْمَنْظَرُ هَكَذَا مُخِيفاً حَتَّى قَالَ مُوسَى: أَنَا مُرْتَعِبٌ وَمُرْتَعِدٌ! بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى.. وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ: يَسُوعَ » (عبرانيين 12: 18-24).



مقارنه مهمة وهي ان نفس المنظر ان موسي والسبعين شيخ صعدوا الي الجبل والرب ظاهر علي الجبل والمسيح صعد مع تلاميذه الي الجبل والمسيح هو نفسه يهوه الظاهر علي الجبل

فيسوع المسيح هو مثل موسي وهو يهوه في ان واحد ولذلك تثنية 18: 15-18 يقول مره مثلي ومره مثلك لان يسوع المسيح بلاهوته وبناسوته هو النبي وهو يهوه

وموسي والسبعين شيخ نزلوا من الجبل وبلغ موسي الجموع تعاليم يهوه اما المسيح نزل مع تلاميذه الي الجموع وبلغهم التعاليم ايضا

فيسوع المسيح هو مثال ظهور يهوه وهو مثل موسي ايضا



والمجد لله دائما