هل هناك تناقض بين قول المسيح ما جئت لانقض الناموس مع اقوال بولس الرسول متي 5: 17-19 و غلاطية 4: 10-11 و عبرانيين 7: 18



Holy_bible_1



الشبهة



جاء في متى 5 :17-19 »17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 20فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ. «.

ولكن جاء في غلاطية 4 :10 و11 » 10أَتَحْفَظُونَ أَيَّامًا وَشُهُورًا وَأَوْقَاتًا وَسِنِينَ؟ 11أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ أَكُونَ قَدْ تَعِبْتُ فِيكُمْ عَبَثًا! «.

فيقول بولس إن الناموس الخاص بحفظ الأيام والشهور والأوقات والسنين لا علاقة له بَعْد بالمؤمنين، والمسيح يقول: » لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ «..

وايضا أعلن المسيح في متى 5 :17 أنه لم يأتِ لينقض الناموس بل ليكمله.

»17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. «.

ولكن يناقض هذا قول العبرانيين 7 :18 » 18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضَعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئًا. وَلكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ. «..



الرد



في البداية اوضح جزء هام وهو معني الاكمال وقد شرحته سابقا في ملف الموعظة علي الجبل واكرره هنا باختصار

معني كلمة ناموس ( نوموس باليوناني ) اي شريعه وقانون

انجيل متي 5

5: 17 لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء ما جئت لانقض بل لاكمل

5: 18 فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء و الارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل

5: 19 فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى و علم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السماوات و اما من عمل و علم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات



1 المسيح يوضح بتعبير ما جئت لانقض بل لاكمل اي انه تجسد لكي يكمل وصايا الناموس فالاكمال بمعني تجسده

2 هو يكمل عجز وصايا الناموس فالناموس جيد ولكن لمستوي معين ، والمسيح يرفع المستوى لمستوى النعمة التى للعهد الجديد التي اعلي بكثير من ناموس العهد القديم، ومع زيادة الإمكانيات أى مع وجود النعمة زاد المطلوب (فطالب سنة أولى إبتدائى إذا حفظ جدول الضرب صار هذا معجزة ولكنه إذا أتم دراسته الجامعية سيطالب بأكثر من هذا كثيراً ) ففى العهد القديم لم يطلب الله سوى الإمتناع عن الزنا، أما فى العهد الجديد صارت النظرة والشهوة ممنوعة. وبهذا فالسيد المسيح لم ينقض الناموس بل اكمل الناموس بالنعمة، إذ أن نقض الناموس يعنى مثلاً السماح بالزنا. فى العهد القديم منع الناموس القتل، أما فى العهد الجديد يمنع الغضب باطلاً. إذاً التكميل يعنى هنا الوصول لأعماق الخطية داخل النفس ونزع جذورها

3- تكميل الناموس أيضاً يعنى أن فى المسيح تحققت كل النبوات لهذا يقول الناموس والانبياء فهو اكمل الناموس لان الناموس رمز للمسيح واشار اليه وتنبا عنه وايضا الانبياء تنبؤا عن المسيا، وظهر معنى الطقوس والفرائض، ففرائض الذبائح والختان كانت رمزاً لشئ سيحدث وبحدوثه إنتهت هذه الفرائض لان باتمام المرموز اليه اكتمل الرمز وانتهي.

4- السيد المسيح أكمل الناموس بخضوعه لوصاياه دون أن يكسر وصية واحدة " لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر ( مت 15:3+ غل4:4) ولذلك قال السيد " من منكم يبكتنى على خطية ( يو 46:8 + يو 3:14) فاصبح هو الناموس الكامل المعاش الحقيقي واكمل الناموس باعطاء معني وقوة للوصيه بتنفيزه.

5- السيد المسيح لم يكمل الناموس فى نفسه فحسب وإنما هو يكمله أيضاً فينا ( رو 4:10+ رو 3:8،4). فالناموس كان مساعداً للإنسان لكى يسلك فى البر، لكن الناموس عجز عن ان يتمم هذا فهو وصلنا لمرحله معينه فقط . فأتى المسيح ليدخل بالإنسان لطريق البر مثبتاً غاية الناموس.

6- أكمل المسيح الناموس بموته، إذ بموته إستنفذ عقوبة الناموس على البشر, لان الناموس مثل القانون الذي يقول عقوبة السارق هو السجن ستة شهور مثلا ولكن رغم روعة الناموس واهميته ولكنه ناقص لان كماله ياتي متي تم تنفيذه فالسارق متي سرق وتم الحكم بالسجن ست شهور وحبس السارق هذه الفتره فبهذا اقدر اقول ان الناموس اكتمل لانه الحكم موجود وتم تطبيقه فبدون تطبيقه يكون قانون ناقص. والناموس قال ان اجرة الخطية هي موت ( رومية 6: 23 ) ولكن علي رغم ان الناموس جيد جدا الا انه ناقص لعدم تطبيقه لان من عثر في واحده صار مجرما في الكل ( يعقوب 2: 10 ) ولهذا كان الحكم بموت كل انسان بسبب خطاياه والكل زاغوا معا ( مزمور 14: 3 و رومية 3: 12 ) فاصبح الحكم علي الكل بالموت ولعدم موت الجميع اصبح الناموس ناقص فجاء المسيح لكي يموت عن العالم كله وبهذا يكمل الناموس بتنفيذ الحكم في جسده.

7- أكمل المسيح الناموس أنه كشف روح الحب فى الوصية " من يحبنى يحفظ وصاياى، فهو أعطانا أن نتجاوب مع وصايا الناموس ونتممها عن حب، وهذا كان بسكب روح المحبة فى قلوبنا بالروح القدس (رو5:5)، أى جعلنا نطيع الناموس ليس خوفاً من عقاب بل حباً فيه= اكتبها فى قلوبهم (عب 10:8).

آية (17) :-

لا تظنوا أنى جئت لانقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لانقض بل لأكمل.

إنى جئت هذا يعنى أنه جاء من نفسه وليس كالأنبياء أرسلهم الله. فهو بهذا القول يظهر نفسه أعظم من الأنبياء.



والعهد القديم نفسه اكد ان يوجد عهد جديد يكمله

سفر ارميا 31

31: 31 ها ايام تاتي يقول الرب و اقطع مع بيت اسرائيل و مع بيت يهوذا عهدا جديدا

31: 32 ليس كالعهد الذي قطعته مع ابائهم يوم امسكتهم بيدهم لاخرجهم من ارض مصر حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب

31: 33 بل هذا هو العهد الذي اقطعه مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام يقول الرب اجعل شريعتي في داخلهم و اكتبها على قلوبهم و اكون لهم الها و هم يكونون لي شعبا

31: 34 و لا يعلمون بعد كل واحد صاحبه و كل واحد اخاه قائلين اعرفوا الرب لانهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم يقول الرب لاني اصفح عن اثمهم و لا اذكر خطيتهم بعد

فالرب بالفعل حمل خطايانا ولا نحتاج الطقوس اليهوديه التي اكتملت وانتهت بتجسده لكي تذكرنا بخطايانا فهذا العهد اكتمل

سفر إرميا 32: 40

وَأَقْطَعُ لَهُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا أَنِّي لاَ أَرْجِعُ عَنْهُمْ لأُحْسِنَ إِلَيْهِمْ، وَأَجْعَلُ مَخَافَتِي فِي قُلُوبِهِمْ فَلاَ يَحِيدُونَ عَنِّي.



سفر حزقيال 37: 26

وَأَقْطَعُ مَعَهُمْ عَهْدَ سَلاَمٍ، فَيَكُونُ مَعَهُمْ عَهْدًا مُؤَبَّدًا، وَأُقِرُّهُمْ وَأُكَثِّرُهُمْ وَأَجْعَلُ مَقْدِسِي فِي وَسْطِهِمْ إِلَى الأَبَدِ.



والناموس انواع

اولا ناموس الوصايا وهذا لا يبطل وهو مستمر ولكن المسيح اكمله كما شرحت سابقا فلم يقل المسيح ان الناموس يقول لا تسرق اما انا اقول لك اسرق او الناموس يقول لا تزن اما انا فاقول لك ازن بل علي العكس هو اكمل هذا الوصايا بان دخل لعمق منبع الخطيه في نظرة العين وشهوت القلب وطهر الانسان من الداخل واعطاه وصايا تكميليه لناموس الوصايا يستطيع بها الانسان ان يكمل الناموس وايضا يرتفع عن مستوي الناموس

فهناك فرق في وصية لا تقتل التي تجعلك تعرف ان القتل خطيه وتقف عند هذا المستوي وبين المسيح الذي اعطاك اسلحة النعمه لكي لا تغضب اصلا فلا تصل للغضب الذي ممكن ان يقودك لخطية القتل

وفي الحقل الادبي تختصر شريعة موسى في الوصايا العشر، وهي الوصايا التي انزلها الله على موسى في جبل سيناء في لوحين من حجر (خر ص 20 و 24: 12 و 31: 18 و 32: 15 و 16). وقد كسر موسى اللوحين لما غضب على الشعب لانه خالف الوصايا ثم اعاد نحتها من جديد (خر 32: 19 و 34: 4 و 28). وقد حافظ اليهود على اللوحين ووضعوهما في تابوت العهد في قد س الأقداس (خر 40: 20 و عب 9: 4). وفي هذه الوصايا استمر تلخيص الخلق النثالي الذي يجب ان يتمثل به البشر على مختلف العصور وفي مختلف الاماكن.



وثانيا ناموس الرموز مثل الذبائح وانواع الاصعمة والمواقيت والتطهير وغيرها التي هي رمز وليست حرف واهميتها في معانيها ورموزها التي تشير للمسيح وليست في تطبيق حرفيتها ورفض روحها فتكون باطله ولهذا المسيح ايضا اكمل هذا النوع لانه هو المرموز اليه بهذه الذبائح فمتي اكمل المسيح كل شيئ بصلبه اكتملت وانتهت الذبائح الحيوانية لان متي جاء المرموز اليه اكتمل وبطل الرمز

فالناموس الموسوي في الحقل الطقسي فهو مجموعة الشعائر التي دعا موسى إلى اتباعها في التقرب إلى الله في علاقات البشر مع الله. وقد وضعت هذه الشعائر في سيناء ايضاً. وتليث على اسماع الشعب كله ، لانها كانت للشعب كله. وقصد منها تنظيم العبادات والذبائح والتقدمات والمواسم والاعياد والصلوات والصيام والتطير. وكانت هذه الشعائر الطقسية عرضة للتعديل، حسب تطورات الحياة. وموسى نفسه وضع بعض تعديلاتها، بعد ثمان وثلاثين عاماً من وضعها، امام الجيل الجديد من الخارجين من مصر. وهذا فرق اساسي بين الجانب الطقسي من الناموس وبين الجانب الادبي. فالوصايا العشر ثابتة لا تتبدل لانها صالحة لكل زمان ومكان. اما الطقوس فمعرضة للظروف إلى حد بعد. ذلك ان مجيء المسيح الغى العشائر، لان العشائر لم توضع الا اشارة ورمز لمجيئه (رو 6: 14 و 15 و 7: 4 و 6 و غل 3: 13 و 24 و 25 و 5: 18). لقد وضع يسوع عهداً جديداً بدل الناموس الموسوي غير الحالي من العيب (عب 8: 7 و 8). ولذلك اوقف الرسل فرض الناموس على المؤمنين من الامم (اع 15: 23-29).



ثالثا ناموس الطبيعه يطلق على مبادئ في قلوب البشر متى لم يكن عندهم الناموس الخارجي المعروف (رو 2: 14).  أي الناموس الطبيعي المكتوب على الضمير فهو يشار اليه بالضمير متي كان الضمير جيدا لان من الممكن ان يخطئ الضمير ايضا، وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بإرادة الله المعلنة " لكل خلائقه ". لأنه الأمم الذين ليس عندهم الناموس (ناموس موسى) متي فعلوا بالطبيعة ( اي بضميرهم الصالح ) ما هو في الناموس، فهؤلاء إذ ليس لهم الناموس، هم ناموس لأنفسهم، الذين يظهرون عمل الناموس مكتوباً في قلوبهم، شاهداً أيضاً ضميرهم وأفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجة" (رو 2: 14 و 15). وهذا فقط لمن لم يعرف المسيح فمن عرف المسيح يكمل المسيح ناموس ضميره الصالح بحلول الروح القدس فيصبح الروح القدس هو الصوت الحقيقي والصحيح الذي يوبخ الانسان علي الخطيه بناء علي وصايا المسيح فبهذا يكون المسيح اكمل ناموس الطبيعه لم يقبله

واضرب مثال الانسان الذي يفكر علي اخيه بالشر ولكن لا يفعل فضميره يمنعه من فعل الشر ولكن متي قبل المسيح فوصايا المسيح التي تحثه علي محبة الاعداء وحلول الروح القدس الذي يوبخه حتي علي الفكر الغير مرضي يكمل ناموسه الطبيعي . ولهذا ضمير الانسان ممكن من توبيخه ان يقوده للياس ولكن الروح القدس لا يقود للياس ابدا ولكن للقيام والتجديد



ورابعا ناموس النعمة أو ناموس المسيح (1 كو 9:21)، أو ناموس البر (رو 9: 31)، أو " الناموس الكامل ناموس الحرية" (يع 1: 25، 2: 12) وهو يشمل تعاليم ووصايا النعمة الموجهة الآن لأولاد الله المفديين. ويجب أن نعي تماماً أن المؤمن الآن ليس تحت الناموس بل تحت النعمة (رو 6: 15)، فقد منحته النعمة كل ما يلزم لخلاصه (يو 1: 16 و17، 19: 30، رو 5: 1 و 2، 8: 1 و2، كو 2: 9 - 15). وليس معنى هذا أن المؤمن أصبح بلا ناموس (1 كو 9: 2 و21)، بل معناه أن المؤمن المفدي بالنعمة، عليه واجب، بل بالحري امتياز عدم إتيان أي شيء لا يرضي الرب، بل أصبح من امتيازه ومسرته أن يعمل كل ما يرضيه على أساس إبداء اعترافه التلقائيبفضل الله عليه، بمنحه الحياة الأبدية في نعمته الغنية (أف 1: 6 و7 ، 2: 4 و5).



وخامسا ناموس الخطية الذي يسمي ناموس الذهن أي الطبيعة العتيقة الساقطة في الإنسان (رو 7: 14 - 34)، أي ناموس الذهن الذي يسبي الإنسان إلى الخطيئة ويحارب الناموس الخارجي المعروف (رو 7: 23). وهذا بالطبع يجب محاربته بناموس المسيح.



ولهذا عندما تذكر كلمة ناموس يجب ان يعرف اي نوع هو الذي يتكلم عنه

انجيل متي 5

5: 17 لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء ما جئت لانقض بل لاكمل

فالمسيح يتكلم عن عن نوعين ما جاء لينقضهم وهم ناموس الوصايا بل يكملها ويجعلها فعاله بطريقه افضل واروع ويعطنا النعمه التي تمكنا من تنفيذ ناموس الوصايا بطريقه افضل كما شرحت وايضا المسيح جاء ليتمم ويكمل النبوات وناموس الرموز فينتهي لان المسيح اكمله



5: 18 فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء و الارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل

حرف واحد أو نقطة واحدة وهو في الأصل اللغوى لا يزول حرف (i) واحد. وحرف (i) هو أصغر الحروف الهجائية فهو مجرد خط صغير وفوقه نقطة. وإضافة النقطة فوق الحرف تغير المعنى تغييراً جوهرياً، والسيد بهذا يظهر أن لأصغر الأجزاء في الناموس قيمة، هذا تعبير عن كمال الناموس اي أن يتم الغرض من ناموس الوصايا، فالناموس يحمل معه المكافأة على طاعته والقصاص على عصيانه.



5: 19 فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى و علم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السماوات و اما من عمل و علم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات

لقد ظن الفريسيين أنهم يحفظون الناموس خلال غيرتهم بالتعليم، ولم يدروا أنهم ينقضونه بحياتهم الشريرة، فالتعليم بغير عمل يُحسب كنقض للناموس، والتعليم يفقد فاعليته بدون أن يكون المعلم قدوة، بل نفهم من قول السيد هنا أن العمل بالتعليم دون أن يكون المعلم قدوة في حياته، هذا يقلل من مكافأته. هنا دعوة من السيد لنا أن نلتزم بتكميل الناموس في حياتنا العملية.

والمسيح ايضا وضح ليس هو الذي يبطل الناموس ولكن اليهود بحرفيتهم هم الذين ابطلوا الناموس

انجيل متي 15

15: 6 فقد ابطلتم وصية الله بسبب تقليدكم

15: 7 يا مراؤون حسنا تنبا عنكم اشعياء قائلا

15: 8 يقترب الي هذا الشعب بفمه و يكرمني بشفتيه و اما قلبه فمبتعد عني بعيدا

15: 9 و باطلا يعبدونني و هم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس

فالمسيح اكمل الناموس واليهود هم الذين ابطلوا الناموس



وكلمات معلمنا بولس الرسول

رسالة بولس الرسول الي اهل غلاطية 4

4: 8 لكن حينئذ اذ كنتم لا تعرفون الله استعبدتم للذين ليسوا بالطبيعة الهة

هنا يكلم معلمنا بولس الرسول الغلاطيين الذين كانوا يعبدون اوثال قبل تبشيرهم بالرب يسوع المسيح . ولهذا لانهم سابقا لم يعرفون المسيح ولا ختي النبوات عن مجيئ المسيح استعبدوا للاوثان التي هي ليست الهة بل تقود للخطية

4: 9 و اما الان اذ عرفتم الله بل بالحري عرفتم من الله فكيف ترجعون ايضا الى الاركان الضعيفة الفقيرة التي تريدون ان تستعبدوا لها من جديد

فالله تجسد واعلن ذاته وفتح باب الخلاص ولهذا يقول لهم عرفتم من الله اي انتم لم تبحثوا عنه بل هو الذي بحث عنكم وخلصكم

ثم يتعجب الرسول بولس كيف بعد ان عرفوا اللله يريدوا ان يقدموا ذبائح للاوثان او بعض الوصايا في العبادات الوثنيه الخاصه بالتطهير وغيره !

فالانسان لا يجب ان يستعبد لوصايا حرفيه في عبادات مرفوضه حتي لو بدت في الظاهر جذابه لانه في حرية مجد المسيح فلا يستعبد بعد للاوثان

4: 10 اتحفظون اياما و شهورا و اوقاتا و سنين

وهنا فهمنا ان معلمنا بولس الرسول يكلم الغلاطيين الذين هم من خلفية اممية بان لا يستعبدوا الي التشريعات الخاصه بالعبادات الوثنيه فلا يحفظوا اوقات ومواسم وترتيبات اعياد سنويه لاعلاقه لها بالرب يسوع المسيح . فالكلام هنا ليس عن ناموس موسي.

ورغم ان الكلام ليس له علاقه بناموس موسي ولكن ايضا يصلح ان ينطبق علي الاصوام اليهودية التي هي كانت ضعيفه فقيره بمقارنتها بنعمة ربنا يسوع المسيح واكتملت بمجيؤه وتتميم الرموز فيه

4: 11 اخاف عليكم ان اكون قد تعبت فيكم عبثا

اي يخاف عليهم ان يخدعهم ابليس مره اخري بان يجذبهم الي اشياء كانت تريحهم في عباداتهم الوثنيه القديمه فيرجعون اليها دون ان يدركوا وبهذا يكون تعب الرسل عبثا

ورغم ان الكلام عن الذين هم من خلفيه وثنيه وليس لهم علاقه بناموس موسي الا ان يصلح ان ينطبق عن المسيحيين من اصل يهودي الذين يريدون ان يتهودوا مره اخري بتطبيق الذبائح ووناموس الرموز مره اخري رغم اكتماله وتتميمه وانتهاؤه بالرب يسوع المسيح , لاني بتمسكي بالرمز رغم مجيئ المرموز اليه كما لو كاني لم اقبل تماما المرموز اليه ولا اعترف بتتميمه لكل الرموز بمعني

نبوة عن مجيئ المخلص وارمز لها بالذبيحه السنوية عند مجيئ المخلص انتهت الذبيحه السنوية التي كانت ترمز اليه فل تمسكت بالذبيحه السنويه بطريقه تهوديه حرفيه كما لو اقول ان المسيح لم يتمم رموز هذه الذبيحة

اما عن ناموس الوصايا فمعلمنا بولس الرسول مدحه بشده في نفس الرساله

رسالة بولس الرسول الي أهل غلاطية 5

5: 17 لان الجسد يشتهي ضد الروح و الروح ضد الجسد و هذان يقاوم احدهما الاخر حتى تفعلون ما لا تريدون

5: 18 و لكن اذا انقدتم بالروح فلستم تحت الناموس

5: 19 و اعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة

5: 20 عبادة الاوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة

5: 21 حسد قتل سكر بطر و امثال هذه التي اسبق فاقول لكم عنها كما سبقت فقلت ايضا ان الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله



وقال ايضا

رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 3

3: 31 افنبطل الناموس بالايمان حاشا بل نثبت الناموس



رسالة بولس الرسول الي اهل رومية 7

7: 7 فماذا نقول هل الناموس خطية حاشا بل لم اعرف الخطية الا بالناموس فانني لم اعرف الشهوة لو لم يقل الناموس لا تشته

7: 8 و لكن الخطية و هي متخذة فرصة بالوصية انشات في كل شهوة لان بدون الناموس الخطية ميتة

7: 9 اما انا فكنت بدون الناموس عائشا قبلا و لكن لما جاءت الوصية عاشت الخطية فمت انا

7: 10 فوجدت الوصية التي للحياة هي نفسها لي للموت

7: 11 لان الخطية و هي متخذة فرصة بالوصية خدعتني بها و قتلتني

7: 12 اذا الناموس مقدس و الوصية مقدسة و عادلة و صالحة

7: 13 فهل صار لي الصالح موتا حاشا بل الخطية لكي تظهر خطية منشئة لي بالصالح موتا لكي تصير الخطية خاطئة جدا بالوصية



ووضح ان كلامه عن الطقوس اليهودية

رسالة بولس الرسول الي أهل كلوسي 2

2: 13 و اذ كنتم امواتا في الخطايا و غلف جسدكم احياكم معه مسامحا لكم بجميع الخطايا

2: 14 اذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدا لنا و قد رفعه من الوسط مسمرا اياه بالصليب

2: 15 اذ جرد الرياسات و السلاطين اشهرهم جهارا ظافرا بهم فيه

2: 16 فلا يحكم عليكم احد في اكل او شرب او من جهة عيد او هلال او سبت

2: 17 التي هي ظل الامور العتيدة و اما الجسد فللمسيح





وايضا شرح ان المسيح اكمل الناموس ولم ينقضه

رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 13

13: 8 لا تكونوا مديونين لاحد بشيء الا بان يحب بعضكم بعضا لان من احب غيره فقد اكمل الناموس

13: 9 لانه لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تشته و ان كانت وصية اخرى هي مجموعة في هذه الكلمة ان تحب قريبك كنفسك

13: 10 المحبة لا تصنع شرا للقريب فالمحبة هي تكميل الناموس



الشاهد الثاني

رسالة بولس الرسول الي العبرانيين 7

7: 16 قد صار ليس بحسب ناموس وصية جسدية بل بحسب قوة حياة لا تزول

7: 17 لانه يشهد انك كاهن الى الابد على رتبة ملكي صادق

7: 18 فانه يصير ابطال الوصية السابقة من اجل ضعفها و عدم نفعها

7: 19 اذ الناموس لم يكمل شيئا و لكن يصير ادخال رجاء افضل به نقترب الى الله

7: 20 و على قدر ما انه ليس بدون قسم

7: 21 لان اولئك بدون قسم قد صاروا كهنة و اما هذا فبقسم من القائل له اقسم الرب و لن يندم انت كاهن الى الابد على رتبة ملكي صادق

الكلام ليس عن ناموس الوصايا العشره ولكن الكلام هنا عن رتب الكهنوت والمقارنه بين درجة كهنوت المسيح وكهنوت سبط لاوي . فاقتطاع الاعداد من سياقها ادي الي فقد المعني

فهو يوضح ان كهنوت المسيح ليس بحسب وصية جسدية أي أن كهنوت المسيح ليس حسب الناموس الذي كان يتعلق بتطهيرات جسدية وأمور خارجية بل قد صار كاهناً بقوة الآب وقوته التي هي قوة حياة لا تنحل بواسطة الموت بل تظل أبدية. بالمسيح أنتهى عصر الخيرات الزمنية كمكافأة وإنفتح باب الرجاء على الخيرات الأبدية السماوية. فرئيس كهنتنا أبدى في السماء اي أنه كاهن إلى الأبد على رتبة ملكى صادق فلا يوجد كاهن لاوى يدوم كهنوته للأبد فهم بشر يموتون. .

ولهذا عندما يقول

7: 18 فانه يصير ابطال الوصية السابقة من اجل ضعفها و عدم نفعها

فهو لا يتكلم عن ناموس الوصايا العشره ولكن يتكلم عن طقس كهنوت لاوي وابطلت لانها اولا رمز لكهنوت المسيح الحقيقي وابطلت لانالكهنة هم بشر ضعاف يخطؤون ويعجزون عن تبرير البشر ولكن المسيح هو الكاهن الحقيقي القادر علي تبرير الانسان

7: 19 اذ الناموس لم يكمل شيئا و لكن يصير ادخال رجاء افضل به نقترب الى الله

اي بعد ابطال ناموس الكهنة من سبط لاوي الذي لم يكمل الي البر صار لنا رجاء في ناموس كهنوت المسيح الذي فتح الفردوس واعطانا ان نقترب الي الله

وهذا لان المسيح كهنوته بقسم من الله



ملاحظه بالطبع كلام معلمنا بولس الرسول صحيح فبعد صلب المسيح لا اتوقع ان نقبل ان نرفض كهنوت المسيح ونرجع مره اخري باحثين عن كهنوت بني لاوي ليقدموا لنا ذبائح حيوانية لان بهذا كما لو كاني ارفض عمل دم المسيح الكفاري وفداؤه لنا وارفض ان اقبله رئيس كهنتنا وافضل عنه كهنوت اللاوي الضعيف رغم انه جيد ولكن لا يقارن بكهنوت المسيح



واقدم مثال القس الدكتور منيس عبد النور

ما جاء في العبرانيين 7:18 فيتحدث عن أحد أجزاء الشريعة التي بطلت بعد تحقيق الغرض منها، مثل الذبائح التي طالبت شريعة موسى بها، وكانت تشير إلى حاجة البشر لذبيحة المسيح الكفارية. فلما تمَّت ذبيحة الصليب لم تعد هناك حاجة للذبائح التي طالبت شريعة موسى بها.

لقد كانت أجزاء الشريعة التي بطلت مثل الشيك على البنك، تبطل قيمته بعد صرف المبلغ من البنك. ونحن لا نقول إن البنك ألغى الشيك، بل أكرمه بأن دفع قيمته.

ولم يكن ناموس موسى للعالم كله، ولكنه كان عهداً بين الله وبني إسرائيل. أما ما به من مبادئ فأزلي دائم. فالمبادئ دائمة، لكن تفاصيلها تناسب عصرها وظروفها.



والمجد لله دائما