الرد على شبهة هل نصلي باختصار ام نصلي باستمرار؟ متي 6: 7-8 ولوقا 18: 1



Holy_bible_1



الشبهة



جاء في متى 6 :7 و8 »6وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. 7وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ. 8فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ.«.

ولكن جاء في لوقا 18 :1

» 1وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ «.

يقول أحد الفصلين صلوا بالإيجاز، ويقول الآخر: صلوا على الدوام وبلا انقطاع.



الرد



لا يوجد تناقض بين العددين لان باختصار الرب في انجيل متي يقول لشعبه ان لا يكرروا الكلام الباطل في الصلاه مثل الامم التي تعتقد ان بكثرة التكرار في الصلاه ياخذون حسنات أكثر فيظلوا يكررون جمل باستمرا مع ركوع وقيام وكلما كررها يعتقد انه اخذ حسنات أكثر فالرب لا يحب أبناؤه ان يكرروا الكلام بدون مشاعر مثل المرضى النفسيين او تظاهر او لأجل حصول على أجر. اما كلام الرب في انجيل لوقا هو عن حياة الصلاح الحقيقيه التي هي ليست تكرار كلام باطل ولكن هي الكلام والصله باستمرار مع الله مثل الابن الذي يشتاق ان يتكلم مع ابيه الذي يحبه باستمرار وبالطبع الابن لا يمل من الكلام مع ابيه الذي يحبه ولا الحبيب يمل من الكلام مع حبيبته بل يشتاق ان يتكلم معها في كل حين وهكذا علاقتنا في حياة الصلاه الحقيقيه هي اشتياق ان اتكلم مع الرب المحبوب. ولكن أيضا الابن لا يكون كلامه مع ابيه الذي يحبه ويحترمه هو بعض الجمل يكررهم فقط فالعلاقة بين ابن وابيه ليس تكرار كلام باطل بل هو حوار مستمر بمشاعر محبة وليس تكرار كلام باطل بدون مشاعر

والعدد الاول يقول

انجيل متي 6

هذا الاصحاح يتكلم الرب فيه عن الصدقه والصلاه والصوم كعلاقه شخصيه مع الله وليست للتظاهر امام الناس واكتساب حسنات ليوضح ان ما وصل اليه اليهود من خطأ فقد كان الفريسيين يصلون ويصومون ويتصدقون في مظهرية ليحصلوا على مديح الناس وإعجابهم وهو يدعون انهم يفعلون ذلك لكي يفعل بقية الناس هذا مثلهم ولكن الحقيقة كان تظاهر فقط وحبا للمديح. أماّ الرب يسوع المسيح هنا فيقول وماذا تستفيد من إعجاب الناس، الرب يطلب أن نكف عن المظهريات، وأن ندخل في علاقة حب وحياة حب عميق يربطنا مع الله أبينا. فالرب يسوع يعطينا مفهوماً جديداً للعبادة أنها دخول إلى حضن الآب السماوى فى المسيح يسوع، وهذه علاقة خاصة سرية ليست للإعلان. فالرب يعالج هنا موضوع حب التظاهر وهو امر خطأ

6: 7 و حينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالامم فانهم يظنون انه بكثرة كلامهم يستجاب لهم

العدد لا يقول ويمنع تكرار الصلاة والتأمل فيها ولكن يرفض تكرار الكلام باطلا اي الكلام الباطل

فالأمم حول اليهود كانت عندهم افكار شيطانيه بأنهم يحفظون ثلاث او أربع جمل مديح اسم إلههم ويظلوا يكرروها اوقات طويله وتختلف الحركات الجسميه في تكرارها من وقوف وسجود او دوران ووصل البعض من ان يجرح جسده اثناء تكرارها

سفر الملوك الاول 18

18: 26 فاخذوا الثور الذي اعطي لهم و قربوه و دعوا باسم البعل من الصباح الى الظهر قائلين يا بعل اجبنا فلم يكن صوت و لا مجيب و كانوا يرقصون حول المذبح الذي عمل

18: 27 و عند الظهر سخر بهم ايليا و قال ادعوا بصوت عال لانه اله لعله مستغرق او في خلوة او في سفر او لعله نائم فيتنبه

18: 28 فصرخوا بصوت عال و تقطعوا حسب عادتهم بالسيوف و الرماح حتى سال منهم الدم

18: 29 و لما جاز الظهر و تنباوا الى حين اصعاد التقدمة و لم يكن صوت و لا مجيب و لا مصغ

وهم يفعلون ذلك لسببين الاول هو اعتقاد بانهم بتكرار كلامهم يستجاب لهم وياخذون حسنات اكثر وثانيا هم يفعلون ذلك للمظهريه ولكي ينالوا اجر اكثر من الولاه والحكام لما يطيلوا الصلاه والدعاء لهم

والفريسيين بداوا في فعل ذلك كما قال رب المجد

انجيل متي 23

23: 14 ويل لكم ايها الكتبة و الفريسيون المراؤون لانكم تاكلون بيوت الارامل و لعلة تطيلون صلواتكم لذلك تاخذون دينونة اعظم

فهم كانوا يطيلون الصلاه لكي يحصلوا علي اجر عالي في اثناء زيارتهم لبيوت الارامل ويطيلون صلواتهم ليمدحهم الناس على برهم وتقواهم، أو لظنهم أن الله يُخدع بكثرة الكلام. مثل هذا النوع من التكرار مرفوض.

فهو يقول تكررون الكلام باطلا لانه كلام لا ينبع من القلب فالتكرار الفمي للكلام بدون حتي الدخول في عمق معني هذا الكلام فهو باطل لان التكرار الباطل لن يستجاب له ولن ياخذ عليه احد حسنات لان هذا ليس فكر صحيح

فالصلاه يجب ان تكون بدافع محبة وعلاقه بين الانسان والله فالانسان يحب ان يتكلم مع ابيه السماوي ويشتاق اليه وتخرج الكلمات من قلبه سواء شكر او تسبيح او طلبه يحتاج اليها الانسان ويصلي بثقة ان الرب سيستجيب له

والتكرار بلجاجه وبحراره وايمان ومحبة وتأمل أكثر في الكلمات هو المطلوب ولكن لا يكون بنية التظاهر وتكرار شفوي والقلب منصرف تماما في شيئ اخر او بنية البحث عن اجر من الناس او حسنة من الله

فالمسيح كرر صلاته ثلاث مرات

انجيل متي 26

26: 44 فتركهم و مضى ايضا و صلى ثالثة قائلا ذلك الكلام بعينه

ولكن في تكراره يعني جيدا ما يقول. فتكرار الصلوات من قلب ملتهب بالحب ليس فيه عيب، ولكن تكرار الكلام للتظاهر او تكرار والعقل غائب وراء أفكار أخرى مرفوض. إذاً فلنكرر الصلوات ولكن لا نقول كلمات لا نعنيها بل نفكر ذهنياً فيما نقول

رسالة بولس الرسول الاولي الي اهل كورنثوس 14

14: 14 لانه ان كنت اصلي بلسان فروحي تصلي و اما ذهني فهو بلا ثمر

14: 15 فما هو اذا اصلي بالروح و اصلي بالذهن ايضا ارتل بالروح و ارتل بالذهن ايضا

ولا نقول سوى ما نقصده وما نشعر به. والسيد نفسه طلب اللجاجة في الصلاة، وهو فعل هذا

انجيل لوقا 22

22: 44 و اذ كان في جهاد كان يصلي باشد لجاجة و صار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض

فالصلاه اهم ما فيها أنى اعرف ماذا اقول واقوله من القلب للرب بمشاعر حقيقية

واقوله بايمان لذلك العدد يكمل ويقول

6: 8 فلا تتشبهوا بهم لان اباكم يعلم ما تحتاجون اليه قبل ان تسالوه

فلا نتشبه بالتكرا الباطل مثل الامم للتظاهر او لنوال شيئ رغم ان قلبي منصرف بعيدا ولا يؤمن بالصلاه الا انها فرض يجب ان نؤديه فهذا الفكر هو باطل ولن يستجاب له

اما ابناء الرب فيتكلمون مع ابيهم السماوي بدافع المحبه ويشكرونه لانهم يؤمنون انه يستجيب لهم بما هو مناسب وما يراه هو وهو ما يسمي الطلبه بلجاجه ولكن ايضا حياة التسليم اي اسلم حياتي في يد الرب ليفعل الصالح لانه يعرف احتياجي قبل ان اقوله

ولتجهيز الانسان ليدخل في عمق الصلاه يحاج الانسان الي مقدمه ليطرد الافكار الغريبه من مشاغل العالم ويهدئ قلبه وبعده للدخول في محضر الله وحياة الشركه مع الله في حياة الصلاة

ولهذا يجب ان نبدأ بشيئ مهم ونقوله بتامل وهو ابانا الذي في السماوات

6: 9 فصلوا انتم هكذا ابانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك

هي للاعداد للصلاه وبعدها يقول الانسان بعض المزامير المناسبه لهذه الساعه ليتذكر مناسبه الساعه مثل محاكمة المسيح او صلبه او دفنه او قيامته وغيرها من مناسابات السواعي وبعد هذه المقدمه من المزامير والقطع يستطيع الانسان بعد ان اعد روحه ان يدخل في الصلاة الارتجالية أي الحوار مع الله وينطلق قلبه بكلمات الحب المتبادل مع الله ومثل ابن يطلب من ابيه طلبه بلجاجه نصلي طالبين احتياجاتنا وايضا نصلي شاكرين الرب علي غني نعمته ورحمته وايضا نصلي لاجل الاخرين لنكون في حاة الشركة



والشاهد الثاني

انجيل لوقا 18

كلام المسيح هنا هو كلام عام ولكن بالاخص عن اواخر الايام والضيقه العظيمة ويقول لنا انه في اي ضيقه وحتي اصعب الايام وهي الايام الاخيره مما فيها من ضلالات كثيره طريق النجاه هو يبدا بالصلاه بلا ملل لنستمر في صلة مع الله

18: 1 و قال لهم ايضا مثلا في انه ينبغي ان يصلى كل حين و لا يمل

فهي ليست تكرار كلام باطل كالامم للتظاهر ولكن صلاه في المخدع في الخفاء ولكن هذه الصلاه يجب ان تكون حاره وبلجاجه وفي كل حين قدر المستطاع لكل سبب عند الشروع في عمل يجب أن نصلي، في أوقات الفرح أو في أوقات الحزن يجب أن نصلي، في الضيق أو التجارب، في الشكوك أو الإضطهادات يجب أن نلجأ لله ونشرك الله في كل شيء في حياتنا ونعبر باستمرار عن مشاعرنا نحوه. هناك من يردد صلاة يسوع بقلبه بعد أن بدأ بلسانه، وهناك من يردد مزاميره متأملاً فيها. هذه الصلة وهذا الإتصال بالله يحمينا من كل محاولات إبليس ضدنا. إبليس إن وَجَدَ إنساناً في حالة صلاة لا يستطيع معه شئ. والصلاة هي التي تعطينا تعزية وقت الضيق، وتعطينا ثباتاً وقت الفرح، حتى لا ننجرف وراء أهوائنا وننسى الله. وهذا أكده الكتاب

رسالة بولس الرسول الاولي الي اهل تسالونيكي 5

5: 17 صلوا بلا انقطاع

5: 18 اشكروا في كل شيء لان هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم

فالحياه بالفعل لا تكفي لو قضيتها كلها في شكر الرب علي ما قدمه لي سواء من ناحية الفداء او من ناحية عطاياه اليومية او أيضا للحماية وهذا ما قاله رب المجد

إنجيل مرقس 13: 33

اُنْظُرُوا! اِسْهَرُوا وَصَلُّوا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَكُونُ الْوَقْتُ.

والانسان يسرع الي مخدعه فرحا بلقاء حبيبه الرب وليس بملل لأنه مفروض عليه

ثم ضرب المسيح مثال القاضي الظالم

18: 2 قائلا كان في مدينة قاض لا يخاف الله و لا يهاب انسانا

18: 3 و كان في تلك المدينة ارملة و كانت تاتي اليه قائلة انصفني من خصمي

18: 4 و كان لا يشاء الى زمان و لكن بعد ذلك قال في نفسه و ان كنت لا اخاف الله و لا اهاب انسانا

18: 5 فاني لاجل ان هذه الارملة تزعجني انصفها لئلا تاتي دائما فتقمعني

18: 6 و قال الرب اسمعوا ما يقول قاضي الظلم

18: 7 افلا ينصف الله مختاريه الصارخين اليه نهارا و ليلا و هو متمهل عليهم

18: 8 اقول لكم انه ينصفهم سريعا و لكن متى جاء ابن الانسان العله يجد الايمان على الارض

واخر عدد يوضح ان كلام المسيح لكل زمان ولكن يختص بالاكثر الزمان الاخير الذي سيضعف فيه الايمان بشده والكثيرون لن يذكروا حتي اسم الرب ليشكروه ومن يفعل ذلك سيكون بصوره شكليه حرفيه مرفوضه ( وقد بدانا نقترب من هذه الايام )

فهذا لا يناقض عدم تكرار الكلام باطل بل يشرح كيف يجب ان نصلي بحرارة فإن الصلاة الدائمة تعني العلاقة المستمرة مع الله أي أن يكون الفكر في اتصال دائم بالله وإدراك وجودنا في الحضرة الإلهية بلا انقطاع وليس تكرار كلام باطلا. فالأعداد تكمل بعض ولا يوجد أي تناقض.



واخير المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

v     إذ تحدث ربنا عن المتاعب والمخاطر التي ستحل أضاف العلاج في الحال، أي الصلاة الدائمة بغيرة.

الأب ثيؤفلاكتيوس

v     إن كنت لم تنل موهبة الصلاة أو التسبيح كن لجوجًا فتنلْ... لا تمِل من الانتظار، ولا تيأس من عدم نوالك، لأنك ستنال فيما بعد[755]

القديس أوغريس

v     لم يأمرنا أن نقيم صلاة من عشرة آلاف عبارة، لنأتي إليه لمجرد ترديدها... فنحن لا نأتي لكي نعلمه وإنما لنصارع معه، ونلتصق به بالطلب المستمر والتواضع وتذكر الخطايا[756]

القديس يوحنا الذهبي الفم

v     ذاك الذي فداك يظهر لك ما يريده منك أن تفعله؛ يريدك في صلاة دائمة؛ يودك أن تتأمل في قلبك البركات التي تصلي من أجلها؛ يريدك أن تسأله فتنال صلاحه الذي يشتاق أن يهبه لك.

إنه لن يبخل قط ببركاته على من يصلي، لكنه برحمته يحث البشر ألا يملوا في الصلاة.

 تقبل تشجيع الرب لك بفرحٍ، ولترد أن تتمم ما يأمر به وأن تكف عما يمنعك عنه.

 أخيرًا، تأمل ما يوهب لك من امتياز مغبوط، أنك تتحدث مع الله في صلواتك، مظهرًا له احتياجاتك، فإنه يجيبك لا بكلمات وإنما برحمته، إذ هو لا يستخف بالسؤالات، وهو لا يمل إلا إن توقفت أنت[757].

القديس يوحنا الذهبي الفم

v     لا تكن الصلاة مجرد عمل لوقت معين إنما هي حالة دائمة للروح. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: تأكد أنك لا تحد صلاتك بجزءٍ معين من اليوم. اتجه إلى الصلاة في أي وقت، كما يقول الرسول في موضع آخر: "صلوا بلا انقطاع" (1 تس 5: 17). يخبرنا الرسول أن نصلي "في الروح" (أف 6: 18)، بمعنى أن الصلاة لا تكون فقط في الخارج (بكلمات مسموعة) بل وفي الداخل، فهي عمل العقل والقلب. بهذا يكون جوهر الصلاة هو رفع العقل والقلب نحو الله.

v     كتب بولس إلى أهل تسالونيكي: "صلوا بلا انقطاع" (1 تس 5: 17). وفي رسائل أخرى يوصي: "مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح" (أف 6: 18)، "واظبوا على الصلاة ساهرين فيها" (كو 4: 2)، "مواظبين على الصلاة" (رو 12: 12). وأيضًا يعلمنا المخلص عن الحاجة إلى الصلاة الدائمة بمثابرة خلال مثل المرأة التي بلجاجتها غلبت القاضي الظالم بسؤالها المستمر. من هذا كله يتضح أن الصلاة الدائمة ليست أمرًا عارضًا بل سمة أساسية للروح المسيحي. حياة المسيحي - بحسب الرسول - مختفية في الله بالمسيح (كو 3: 3)، لذا وجب على المسيحي أن يعيش في الله على الدوام بكل فكره ومشاعره؛ وإذ يفعل هذا إنما يصلي بلا انقطاع!

لقد تعلمنا أيضًا أن كل مسيحي هو "هيكل الله" فيه "يسكن روح الله" (1كو 3: 16؛ رو 8: 9). هذا الروح دائما حال فيه، ويشفع فيه، مصليًا في داخله "بأنات لا يُنطق بها" (رو 8: 26)، وهكذا يعلمه كيف يصلي بلا انقطاع.

v     اُذكر أن القديس باسيليوس الكبير قد أجاب على السؤال: كيف استطاع الرسل أن يصلوا بلا انقطاع؟ قائلاً أنهم في كل شيء كانوا يفعلونه يفكرون في الله، عائشين في تكريس دائم لله. هذا الحال الروحي كانت صلاتهم التي بلا انقطاع[758]

الأب ثيوفان الناسك

*     الله نفسه غير منظور، لذا يودّ أن تكون صلاتك أيضًا غير منظورة[256].

القدّيس يوحنا الذهبي الفم

*     لا تُصلِّ في زوايا الشوارع لئلا يعوق مديح الناس طريق صلواتك. لا تعرّض أهداب ثوبك ولا تلبس أحجية من أجل المظهر، محتقرًا الضمير فتلتحف بأنانية الفرّيسي[257].

القدّيس جيروم

*     الله يرغب أن تُغلق أبواب الذهن أفضل من غلق الأبواب[259].

القدّيس يوحنا الذهبي الفم

*     إننا نصلّي داخل مخدعنا لننزع من قلوبنا الداخليّة الأفكار المقلقة والاهتمامات الباطلة، وندخل في حديث سرّي مغلق بيننا وبين الرب. ونصلّي بأبواب مغلقة عندما نصلّي بشفاهٍ مغلقة في هدوء وصمت كامل، لذاك الذي يطلب القلوب لا الكلمات. ونصلّي في الخفاء عندما نكتم طلباتنا الصادرة من قلوبنا وأذهاننا المتّقدة بحيث لا نكشفها إلا لله وحده، فلا تستطيع القوّات المضادة (الشيّاطين) أن تكشفها. لذلك يجب أن نصلّي في صمت كامل، لا لنتحاشى فقط التشويش على إخوتنا المجاورين لنا، وعدم إزعاجهم بهمسنا أو كلماتنا العالية، ونتجنّب اضطراب أفكار المصلّين معنا، وإنما لكيما نخفي مغزى طلباتنا عن أعدائنا الذين يراقبوننا وبالأخص في وقت الصلاة، وبهذا تتم الوصيّة: "احفظ أبواب فمك عن المضطجعة في حضنك"[260].

الأب إسحق

أما تأكيده على عدم تكرار الكلام باطلاً كالأمم، فلا يعني الامتناع عن التكرار نهائيًا، إنّما يُحذّرهم من التكرار الباطل. فقد اعتاد الأمم أن يكرّروا الكلام، ليس بسبب نقاوة قلبهم ولا لحبّهم في الحديث مع الله، وإنما ظنًّا منهم أن الله يُخدع بكثرة الكلام. أمّا إن نبع التكرار عن قلب ملتهب بنار الحب فلا يكون ذلك باطلاً، فقد صلى السيّد نفسه مكرّرا "الكلام عينه" (مت 26: 44)، لكن بأكثر لجاجة وبجهاد أعظم (لو 22: 44). وجاءت صلاة دانيال النبي المقبولة لدي الله تحمل تكرارًا (دا 9: 18-19)، وحوى المزمور 136 تكرارًا منسجمًا جدًا.

ويجيب القدّيس جيروم على التساؤل: إن كان الله يعرف ما نطلبه قبل أن نسأله فما الحاجة للحديث معه فيما يدركه؟ أي لماذا نصلّي طالبين ما هو يعلم أننا في حاجة إليه؟ [نجيب باختصار قائلين إننا موجودون هنا لا لنحكي بل لنتضرّع ونستغيث. ففي الواقع يوجد فارق بين أن نحكي أمرًا لمن يجهله وبين من يطلب شيئًا ممن يعرف كل شيء. الأول يوجه من يحدّثه أمّا الثاني فيكرمه ويحمده. الأول يعرض الأمر، أمّا الثاني فيطلب الرحمة[261].]



والمجد لله دائما