«  الرجوع   طباعة  »

هل يوجد خطأ في ترتيب معجزات شفاء الابرص وعبد قائد المئة وحماة بطرس ؟ متي 8 و مرقس 1 و لوقا 4 و 5 و 7



Holy_bible_1



الشبهة



جاء في متى 8 أولاً شفاء الأبرص بعد الموعظة على الجبل، ثم شفاء عبد قائد المئة بعد دخوله كَفْرَنَاحُومَ ، ثم شفاء حماة بطرس.

ولكن لوقا (في إصحاح 4) ذكر أولاً شفاء حماة بطرس، ثم في لوقا 5 شفاء الأبرص، ثم في لوقا 7 شفاء عبد قائد المئة. فأحد البيانين غلط.



الرد



تتكرر هذه الشبهات عن ترتيب احداث الاناجيل ولهذا فالرد سيكون شبه متكرر

الرد باختصار الإنجيليين ليسوا مؤرخين يكتبون كتبا تاريخية. بل كل منهم له رؤيته والزاوية التي ينظر منها للمسيح فيرتب الأحداث بتسلسل يشرح به هذه الرؤية.

متي البشير لا يتبع في كثير من الاحوال الترتيب التاريخي للاحداث ولكن هو يجمع اشياء معا مختصه ببعض بمعني انه لان انجيله يسمي تدبيري وليس تاريخي ومعني تدبيري تعني ان متي البشير عندما كان يريد أن ينقل إلينا فكرة معينة كان يميل إلى تجميع ما يتعلق بهذه الفكرة في مكان واحد.



يبدأ بموضوع ميلاد رب المجد والمجوس والهروب الي مصر ص 1-2

ثم انتقل الي بداية خدمة رب المجد والمعمودية ويوحنا المعمدان والتجربه ودعوة التلاميذ وبداية الخدمة في الجليل ص 3-4

ثم الموعظه علي الجبل بالتفصيل من التطويبات وتكميل الناموس ثم العبادة الحقيقية من صدقه وصلاه وصوم ثم طريق الملكوت ص 5-7

وبعد هذا انتقل الي تجميع معجزات الرب يسوع المسيح مع بعضها مرة واحدة، وهي تطهير الأبرص (8: 1- 4)، شفاء غلام قائد المئة (8: 5- 13)، شفاء حماة بطرس (8: 14- 17)، دعوة الكنيسة (8: 18- 22)، تهدئة الأمواج ومجنون الجرجسيين (8: 23- 34)، شفاء المفلوج (9: 1- 8)، دعوة متي البشير (9: 9- 13)، مفهوم الصوم (9: 14- 17 )، إقامة صبية من الموت، شفاء أعميين، شفاء أخرس (9: 18- 34)، اختيار التلاميذ كسفراء له (ص10)، لقاء مع تلميذي يوحنا المعمدان (11: 1- 15) ثم شفاء الأعمي والاخرس ص 12.

ثم صراعاته مع الكتبه والفريسيين ص 12

وبعد ذلك جمع تعاليم المسيح وامثاله المتنوعه وبدا اولا بتجميع تعاليمه اولا عن الملكوت ثم اكمل بتعاليمه المتنوعه ص 13 – 18 وتعاليمه قسمها الي امثال الملكوت ص 13 التعليم باشباع الجموع ص 14 و 15 التعليم بالشف عن ملكوته والتجلي ص 17

ثم بدا في احداث الاسبوع الاخير من دخوله كملك الي اورشليم الي ما قبل الصلب 21-25

ثم الصلب والموت والقيامة وما بعد القيامة 26-28



فتجميعة متي البشير لمعجزات المسيح الهامة هي لا يتبع فيها ترتيب تاريخي ولكن العلاقه في المعني الروحي مؤكدا لليهود ان يسوع هو المسيح ابن الانسان

ولهذا لان المشككين لا يعرفون تقسيم انجيل متي فياتوا ويتساءلون عن سبب اختلاف الترتيب ويعتبرونه شبهة رغم انه لا يوضح الا عدم دراية المشككين بترتيب الاناجيل

واكرر الاناجيل ليست كتب تاريخيه

اما انجيل لوقا البشير فيجمع بين الترتيب التاريخي مع ترتيب المعاني وايضا احيانا الترتيب المكاني بعض الاحيان فهو يتبع الترتيب التاريخي مع مراعاة أن كل حدث مرتبط بما قبله وبما بعده في ترابط لتوضيح المعني، فهو قد يبدا بمشهد ويكمله حتي نهايته ليكون متكامل واضح من هذه الزاوية ثم يبدا بمشهد اخر قد يكون بدايته حدثت قبل نهاية المشهد السابق ولكنه لا يريد ان يقفز من مشهد لاخر لكي لا يشتت عقل القارئ الذي يريد ان يتامل في القصه الواحده كامله

فمثلاً في إنجيل القديس لوقا إصحاح 3: نجده يتكلم عن يوحنا المعمدان ويحكى قصته في تسلسل (بدأ بـ"صار كلام الله ليوحنا بن زكريا" – قصته – توبيخه لهيرودس) ثم أنهى قصة يوحنا المعمدان بالآية التالية التي تفيد قيام هيرودس بحبسه: "زَادَ هذَا أَيْضًا عَلَى الْجَمِيعِ أَنَّهُ حَبَسَ يُوحَنَّا فِي السِّجْنِ"( إنجيل لوقا 3: 20). ثم نجده بعد ذلك مباشرة يبدأ قصة جديدة هي قصة عماد السيد المسيح من يوحنا المعمدان بالآية التالية: "وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ" (إنجيل لوقا 3: 21).

الذي لا يعرف أسلوب لوقا القصصي يتساءل: كيف اعتمد يسوع من يوحنا بعد أن وضع يوحنا في السجن؟! ولكن الواقع أنه بدأ قصة يوحنا المعمدان وأنهاها كما حدثت، حيث انتهت بوضع يوحنا المعمدان في السجن. ثم أراد أن يتكلم بعد ذلك عن موضوع عماد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان. فلوقا رجل قصصي يكتب قصة، فينهيها حتى لا يشتت القارئ الذي يريد ان يتامل في قصة يوحنا ويستخرج المعني الروحي وليس الترتيب التاريخي.

ليقدم الإنجيلي فكرة معينة عن المسيح الذبيح لانه يكتب لليونان.

وبوجه عام هو رتب انجيله

1- ميلاد يوحنا المعمدان وميلاد السيد المسيح لو ص1- ص3.

+ مقدمة (1: 1 -4)

+ الوعد بالمعمدان (1: 5- 25)

+ بشارة العذراء (1: 26 -38)

+ لقاء العذراء باليصابات (1: 39 - 56)

+ ميلاد يوحنا (1: 57 - 80)

+ ميلاد السيد (2: 1 - 7)

+ لقاء الرعاة به (2: 8 - 20)

+ ختان السيد (2: 21)

+ دخوله الهيكل (2: 22-39)

+ يحاجج المعلمين (2: 41 - 52)

+ عماده (3: 1- 22)

+ نسب السيد (3: 23 - 38)



2 - تعاليم السيدالمسيح ومعجزاته إلى ذهابه إلى اورشليم في عيد الفصح لو4- 9.

التجربه في البرية (4: 1-13 )

رحلات ومعجزات وتبشير مثل

دعوة العشار ص 5

عمل الخير يوم السبت ص 6

اقامة ابن ارملة نايين ( 7: 11-16 )

مجنون كورة الجدريين ( 8: 26-37 )

ارسال التلاميذ ( 9: 1-10 )

ومعجزة اشباع الجموع ( 9: 11- 17)

حادثة التجلي ( 9: 28- 36)

طلب الذين ارادوا ان يتبعوه ( 9: 57-62 )



3 - تعاليم المسيح ومعجزاته إلى ان سلمه يهوذا لو10- 21.

تعاليم السلام ورفض الرياء ص 11

محبة الخطاة لا الخطية ص 15

الحكمة ص 16

العثرات ص 17

الذهاب الي اورشليم ص 19

دينونة الكتبه والفريسيين ص 20

الهيكل ص 21



4 - الآم وموت المسيح وقيامته وصعوده (22 - 24).

الفصح 22

الصلب 23

القيامة ص 24



فكما ذكرت ان كل منهم يتكلم بترتيب لعرض فكرته ولهذا كل منهم يرتب هذا الاصحاح بما يناسب فكر الكاتب فمتي يوضح انه المخلص لليهود ولهذا نعرف ان في هذا الاصحاح ( 8 ) متي البشير يرتبه بما يناسب لاظهار ان يسوع هو المسيح المخلص فنعرف انه يجمع فيه المعجزات المناسبه لاظهار ذلك فهو تجميع وليس ترتيب فعندما أراد القديس متى أن يكلمنا عن قيام السيد المسيح بعمل العديد من المعجزات، ذكر لنا 8 معجزات في إنجيله الإصحاح الثامن.  هذه المعجزات لم تحدث متتالية كما ذكرها البشير متى ولكنه قام بتجميعها..



فمتي البشير يشير الي سلطان المسيح وانه المخلص فجمع هذه الاحداث في هذا الاصحاح

1. تطهير الأبرص   1-4.

2. شفاء غلام قائد المائة  5-13.

3. شفاء حماة بطرس  14-17.

4. دعوته للكنيسة   18-22.

5. تهدئة الأمواج  23-27.

6. مجنونا كورة الجرجيسيّين  28-34.



اما لوقا البشير ففي الاصحاح الرابع فيتكلم عن المسيح الذي جرب مثلنا لكي ننجح فيه اثناء نجاحه في التجربه ولهذا كان مناسب ان يتكلم انه الفادي ويحمل الالام فتكلم عن حماة سمعان بعد ان تكلم عن التجربه وعن المسيح العامل بسلطان

وفي الاصحاح الخامس يتكلم عن انطلاق المسيح في الخدمة بجميع انواعها من شفاء وتطهير وتعليم وتصحيح افكار ودعوة الناس فتكلم عن تطهير الابرص مع دعوة لاوي مع اعلان الخمر الجيده

اما في الاصحاح السابع يهتم بان يتكلم عن المسيح فادي ومخلص الغرباء فوضع الترتيب الاتي

1. شفاء عبد قائد المائة4-10.

2. إقامة ابن أرملة نايين11-17.

3. إرساليّة يوحنا للمسيح18-23.

4. شهادته عن يوحنا24-35.

5. قصة المرأة الخاطئة36-50.

ليثبت انه ليس مخلص وفادي اليهود فقط بل العالم كله بمختلف انواعه

ولكن من يبحث الي حد ما عن الترتيب التاريخي الي حد ما في هذه التجارب فيقدر ان يتبعها في انجيل مرقس البشير لانه الي حد ما نظم الامور التاريخيه اكثر لانه اهتم باعمال المسيح القوي اكثر لانه يكتب للرومان

فالترتيب حسب انجيل مرقس البشير هو

اولا حماة سمعان مرقس 1: 29-34

ثانيا شفاء الابرص مرقس 1: 40 -45

ثالثا عبد قائد المئة بعد ذلك بفتره ولكن مرقس البشير لم يتكلم عنه

فمتي البشير جمعهم معا بدون ترتيب

ولوقا البشير وضع في ترتيب صحيح الي حد ما ولكن كتبهم مع المجموعه المناسبه لكل منهم

فاكرر الاناجيل ليست كتب تاريخيه مجرده ولكن اهداف روحيه تتضح من سياق الكلام



والمجد لله دائما