هل المسيح كان لا يتكلم بدون امثال ام كان يتكلم بدون امثال احيانا ؟ متي 13: 34 و متي 5 و 6 و 7 و مرقس 4: 33



Holy_bible_1



الشبهة



جاء في متى 13 :34 » 34هذَا كُلُّهُ كَلَّمَ بِهِ يَسُوعُ الْجُمُوعَ بِأَمْثَال، وَبِدُونِ مَثَل لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ، 35لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِسَأَفْتَحُ بِأَمْثَال فَمِي، وَأَنْطِقُ بِمَكْتُومَاتٍ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ».«.

ولكنه في الموعظة على الجبل ذكر مثلاً واحداً هو بناء بيت على الصخر أو على الرمل كما هو في متى 7 :24-27»24«فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. 25فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ. 26وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا، يُشَبَّهُ بِرَجُل جَاهِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ. 27فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَصَدَمَتْ ذلِكَ الْبَيْتَ فَسَقَطَ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيمًا!». «



الرد



المشكك اخذ الامر بطريقة حرفية وايضا بصورة مطلقة ولكن متي البشير لا يقصد ذلك علي وجه العموم ولكنه يتكلم عن هذا الوقت في هذا الموضوع فقط لانه يتكلم عن ملكوت السموات التي لا يستطيع انسان ان يفهمها بطريقه كامله لانها روحيه وغير محدودة

فاؤكد ان المقصود هو فقط كلامه عن ملكوت السموات في هذا الاصحاح

فالاصحاح كله يتكلم عن ملكوت السموات بامثلة والسبب ان المسيح يريد ان يشرحه لهم بالامثله التي يونها في حياتهم اليومية ليوضح المفاهيم لان المثل هو شرح لأمر يصعب فهمه وهذا يتضح من كلمة مثل، وهو قد يكون مجرد تشبيه أو قصة من الواقع اليومى لتوضيح حقيقة روحية. فالقصص والأمثال التى من واقع الحياة تؤثر في الناس أكثر من الوعظ. أما التلاميذ فأعطاهم المسيح أكثر من القصص وعظاً فهو يعرف أهتمامهم.

السيد المسيح يتكلم بأمثال لا ليخفى الحقائق الروحية عن بعض الناس فهو يريد أن الجميع يخلصون، ولكن الكلام بأمثال هي طريقة تدعو السامع لأن يفكر ويستنتج وبهذا تثبت المعلومة بالأكثر، ولكن من هو الذي سوف يفكر ويستنتج ؟ قطعاً هو المهتم بأن يفهم أسرار الملكوت، هو من يأخذ الأمر بجدية، هو المشتاق لمعرفة الحق، أما قساة القلوب والمهتمين بالماديات أو بأنفسهم في كبرياء غير المهتمين بالبحث عن الحق فلن يهتموا بالبحث ولا بالفهم، وبهذا فإن السيد يطبق ما سبق أن قاله "لا تعطوا القدس للكلاب". من هنا نفهم قول السيد من لهُ سيعطى ويزداد = أي من كان أميناً وقد حرص أن يفتش على الحق، سيعطيه السيد أن يفهم، وينمو فهمه يوماً فيوماً ويذوق حلاوة أسرار ملكوت الله.وبقدر ما يكون الإنسان أميناً ينمو في إستيعاب أسرار ملكوت الله، وكلما ينمو يرتفع مستوى التعليم ويرتفع مستوى كشف أمور ملكوت الله. أماّ النفس الرافضة غير الأمينة بل المستهترة أو المعاندة فهذه لا يُعطى لها أي فهم = أما من ليس له فالذى عنده سيؤخذ منه= ما الذي كان عند هذه النفس، كان لها الذكاء العادى وكان لها بعض المفاهيم الروحية ولكن أمام عناد هذه النفس واستهتارها تفقد حتى ذكاءها العادى، وتفقد حتى مفاهيمها الروحية السابقة ويدخل الإنسان في ظلام روحى ويفقد حكمته. إذاً هناك من يكشف له السيد عن أسرار الملكوت فينطلق من مجد إلى مجد، وهناك من يحرمه السيد حتى من حكمته العادية. وهذه الحالة الأخيرة كانت هي حالة الشعب اليهودى والفريسيين والكتبة.. هؤلاء كان لهم الناموس والنبوات تشهد للمسيح وأمام عنادهم فقدوا حتى تمييز النبوات، ولاحظ أنهم كانوا يفهمون هذه النبوات إذ حين سأل المجوس عن المسيح كان هناك من يعلم أن المسيح يولد فى بيت لحم. ولكن أمام عنادهم فهم فقدوا حتى فهم نبوات كتابهم. لقد صاروا مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون وهم رأوا السيد ولم يعرفوه وسمعوه ولم يميزوا صوته الإلهى بينما أن تلاميذ السيد إنفتحت بصيرتهم الروحية فعرفوه وأحبوه طوبى لعيونكم لأنها تبصر

ومتي البشير يؤكد ذلك فيقول

انجيل متي 13

13: 1 في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت و جلس عند البحر

فالمسيح قال هذه الامثال وهو جالس يوم بالقرب من بحر الجليل وخرج اليه جموع من الجليليين فهو يحدد من يستمع اليه وكلم كل شخص باسلوبه فهو لم يفعل ذلك مع الكتبه والفريسيين لان مستواهم الفكري مختلف

ويكمل متي البشير ويقول

13: 3 فكلهم كثيرا بامثال قائلا هوذا الزارع قد خرج ليزرع

اذا المقصود عن كلام المسيح في ذلك اليوم هو الذي كان بامثال عن ملكوت السموات

13: 10 فتقدم التلاميذ و قالوا له لماذا تكلمهم بامثال

13: 11 فاجاب و قال لهم لانه قد اعطي لكم ان تعرفوا اسرار ملكوت السماوات و اما لاولئك فلم يعط

وقالوا له ذلك لانه ليس اسلوب المسيح باستمرار فهو بالفعل يضرب امثال كثيرا ولكن في هذا اليوم تكلم بامثال فقط

ويكمل متي البشير قائلا

13: 34 هذا كله كلم به يسوع الجموع بامثال و بدون مثل لم يكن يكلمهم

13: 35 لكي يتم ما قيل بالنبي القائل سافتح بامثال فمي و انطق بمكتومات منذ تاسيس العالم

13: 36 حينئذ صرف يسوع الجموع و جاء الى البيت فتقدم اليه تلاميذه قائلين فسر لنا مثل زوان الحقل

وهو كلمهم بامثال فقط في هذا اليوم وبعد ان انتهي نتقل من هذا المكان تاركا لهم فرصه ليتاملوا في امثاله

13: 53 و لما اكمل يسوع هذه الامثال انتقل من هناك



وقد شرح مرقس البشير ايضا هذا الموقف فقال

انجيل مرقس 4

4: 1 و ابتدا ايضا يعلم عند البحر فاجتمع اليه جمع كثير حتى انه دخل السفينة و جلس على البحر و الجمع كله كان عند البحر على الارض

4: 2 فكان يعلمهم كثيرا بامثال و قال لهم في تعليمه

وايضا يؤكد مرقس البشير ان هذه في موقف تعليمه للجموع بجوار بحر الجليل

4: 33 و بامثال كثيرة مثل هذه كان يكلمهم حسبما كانوا يستطيعون ان يسمعوا

فهو يوضح ان المسيح في الوقت المناسب للوعظ استخدم اسلوب التعليم بالوعظ وفي الوقت الذي يحتاج الي معجزات استخدم اسلوب التعليم بالمعجزات وفي الوقت المناسب للتوبيخ للمنافقين من الكتبه والفريسيين استخدم اسلوب التعليم بالتوبيخ وفي الوقت المناسب للامثال للبسطاء استخدم اسلوب التعليم بالامثال

كل واحد حسب استطاعته كان يعامله المسيح



فاكرر مره اخري متي البشير لا يقصد ان المسيح كل حياته كان يتكلم بامثال فقط ولكن يقصد انه كان يتكلم بامثال احيانا وفي هذا اليوم خاصه بجوار بحر الجليل تكلم بامثال فقط وهذا مناسب للذين استمعوا اليه اما قبل ذلك وبعد ذالك كان يتكلم بمواعظ وباساليب اخري



واخيرا المعني الروحي



من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء



يقول الله على لسان المرتّل: "اَفتح بمثل فمي، أُذيع ألغازًا منذ القدّم" (مز 78: 2). هكذا يتكلّم السيّد بأمثالٍ، لا لكي يحرم أحدًا من أسراره، إذ "يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تي 2: 4)، إنّما أراد أن يجتذب المشتاقين لمعرفة الحق إليه. فقد اعتاد البشر أن ينجذبوا نحو الأحاديث الغامضة، فيدخلوا معه في علاقة سرّيّة خلالها يقدّم لهم مقدّساته التي لا ينطق بها. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن هذه الأمثال كما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [حملت توبيخات غير مباشرة للسامعين، إذ لم يرد أن يوبّخهم بعنف (مباشرة) حتى لا يسقطوا في اليأس[567].] هذا وبحديثه خلال الأمثال لا يلقي السيّد بمقدّساته للجميع لئلا يحتقرها غير راغبي الحق ويدوسونها بأقدامهم.

يقول السيّد: "من له سيعطَي ويزداد، وأما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه" [12]. فبقدر ما يكون الإنسان أمينًا على المقدّسات الإلهيّة يفيض الله عليه أمجاد معرفة حقيقية من يوم إلى يوم. فيتذوّق أمثال السيّد، ليدخل خلالها إلى بيته، يسمع أسراره بعبوره إلى المجد وجهًا لوجه. أمّا غير الأمين فحتى ما يسمعه من أمثال يُنزع منه، ويصير سماعه علّة إدانته عِوض أن يكون سرّ مجد له. لقد أوضح السيّد المسيح ذلك بمثَل الوزنات، فإن صاحب الوزنات الخمسة إذ تاجر فيها وربح أُعطى له خمس مدن. أمّا الذي له وزنة واحدة وقد أخفاها في الطين، ولم يتاجر بها، فحتى هذه الوزنة سُحبت منه لتُعطى لمن تاجر وربح! حياتنا مع السيّد المسيح هي انطلاقة مستمرّة من مجدٍ إلى مجدٍ، وتفاعل دائم مع روح الله القدّوس الذي لا يكف عن أن يُعلن لنا الحق، ويذكرنا بكل ما قاله لنا السيّد؛ يأخذ ممّا للمسيح ويعطينا! إنها حياة ديناميكيّة لا تتوقف قط. أمّا الإنسان السلبي المكتفي بما لديه من معرفة وخبرات، حاسبًا في نفسه أنه غني وقد استغنى، فإن ما لديه يؤخذ منه، ليهوى من ضعفٍ إلى ضعفٍ، ومن حرمانٍ إلى حرمانٍ، ليهبط إلى الجهالة التي تُظلم ذهنه وتُحجِّر قلبه. وكما يقول الرب لملاك كنيسة اللاودكيّين: "لأنك تقول إني أنا غني، وقد اِستغنيت ولا حاجة لي إلى شيء ولستَ تعلم أنك أنت الشقي والبائس وفقير وأعمى وعريان" (رؤ 3: 17).





والمجد لله دائما