«  الرجوع   طباعة  »

متي دخل الشيطان يهوذا يوم الاربع ام في عشاء الفصح ؟ يوحنا 13: 27 و لوقا 22: 3 و متي 26 ومرقس 14

 

Holy_bible_1

 

الشبهة

 

في يوحنا13: 26, 27 نجد أن الشيطان دخل يهوذا أثناء العشاء : 

» 26أَجَابَ يَسُوعُ:«هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ!». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. 27فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ».«.

ـ لكن في لوقا 22: 1ـ 3نجد أن  الشيطان قد دخل يهوذا قبل العشاء :» 1وَقَرُبَ عِيدُ الْفَطِيرِ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْفِصْحُ. 2وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ، لأَنَّهُمْ خَافُوا الشَّعْبَ.3فَدَخَلَ الشَّيْطَانُ فِي يَهُوذَا الَّذِي يُدْعَى الإِسْخَرْيُوطِيَّ، وَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ الاثْنَيْ عَشَرَ. 4فَمَضَى وَتَكَلَّمَ مَعَ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ الْجُنْدِ كَيْفَ يُسَلِّمُهُ إِلَيْهِمْ. 5فَفَرِحُوا وَعَاهَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً. 6فَوَاعَدَهُمْ. وَكَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ خِلْوًا مِنْ جَمْعٍ. «.

ـ وفي متّى كان يهوذا يخون المسيح  دون ما حاجة لشيطان

متّى 26 :14» عِنْدَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ، وَهُوَ الْمَدْعُوُّ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ، إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ، 15وَقَالَ: «كَمْ تُعْطُونَنِي لأُسَلِّمَهُ إِلَيْكُمْ؟» ... 16وَمِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ، أَخَذَ يَهُوذَا يَتَحَيَّنُ الْفُرْصَةَ لِتَسْلِيمِهِ. 17وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنْ أَيَّامِ الْفَطِيرِ، تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ يَسْأَلُونَ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُجَهِّزَ لَكَ الْفِصْحَ لِتَأْكُلَ؟» «.

 

الرد

 

الحقيقه لا يوجد اي تناقض فمن يقراء بداية الاصحاح 13 من انجيل يوحنا يعرف ان الشيطان دخل يهوذا بالفعل سابقا اي قبل مجيؤه للعشاء الاخير بفتره واثناء العشاء باغته مره اخري وهو بدأ يستسلم للشيطان علي مراحل ويقبله اكثر حتي سيطر عليه تماما  

 

ولتوضيح ذلك اكثر ندرس حادثه اخري شرحها الكتاب المقدس بالتفصيل لمباغتة الشيطان للانسان وهو المذكور في سفر صموئيل عن شاول الملك الشرير

سفر صموئيل الاول 16

16: 14 و ذهب روح الرب من عند شاول و بغته روح رديء من قبل الرب 

16: 15 فقال عبيد شاول له هوذا روح رديء من قبل الله يبغتك 

16: 16 فليامر سيدنا عبيده قدامه ان يفتشوا على رجل يحسن الضرب بالعود و يكون اذا كان عليك الروح الردي من قبل الله انه يضرب بيده فتطيب 

16: 17 فقال شاول لعبيده انظروا لي رجلا يحسن الضرب و اتوا به الي 

ويكمل 

16: 23 و كان عندما جاء الروح من قبل الله على شاول ان داود اخذ العود و ضرب بيده فكان يرتاح شاول و يطيب و يذهب عنه الروح الردي 

 فالروح الشرير كان يباغت شاول عدة مرات فهو ليس في حاله سيئة باستمرار ولكن تنتابه نوبات متفرقه من مباغتة الشيطان له  

سفر صموئيل الاول 18

18: 10 و كان في الغد ان الروح الردي من قبل الله اقتحم شاول و جن في وسط البيت و كان داود يضرب بيده كما في يوم فيوم و كان الرمح بيد شاول 

 ومره اخري

سفر صموئيل الأول 19: 9

 

وَكَانَ الرُّوحُ الرَّدِيءُ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ عَلَى شَاوُلَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَيْتِهِ وَرُمْحُهُ بِيَدِهِ، وَكَانَ دَاوُدُ يَضْرِبُ بِالْيَدِ.

وبالطبع باختلاف الروح الشرير وعمله في الانسان الغير مؤمن ولكن هجمات الروح الشرير غير مستمره 

 

وندرس معا انجيل يوحنا في موضوع الشيطان ويهوذا

يبدأ اولا يوحنا يعلن ان الشيطان كان له مداخل مع يهوذا من من قبل الخيانة  

انجيل يوحنا 6

 6: 70 اجابهم يسوع اليس اني انا اخترتكم الاثني عشر و واحد منكم شيطان 

6: 71 قال عن يهوذا سمعان الاسخريوطي لان هذا كان مزمعا ان يسلمه و هو واحد من الاثني عشر 

فالمسيح يعرف ان يهوذا يخضع للافكار الشيطانية والشيطان بدأ يسيطر عليه من فتره ولكن بالتدريج وهو بافكاره الشريره ثم سرقته من صندوق العطايا. 

واخطر من ذلك انه يرفض الاعتراف والتوبه يفتح الباب اكثر للشيطان 

انجيل يوحنا 12

3 فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ.
4 فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ، الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ:
5 «لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟»
6 قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ.

وبالطبع هذا خضوعا للشيطان ولهذا يوحنا وضح ان يهوذا خضع للشيطان تدريجيا علي مراحل وبمرور الوقت صار يدخله الشيطان ويسيطر عليه اكثر فأكثر

انجيل يوحنا 13

13: 1 اما يسوع قبل عيد الفصح و هو عالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الاب اذ كان قد احب خاصته الذين في العالم احبهم الى المنتهى 

13: 2 فحين كان العشاء و قد القى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الاسخريوطي ان يسلمه 

يوحنا الحبيب يخبر ان حين العشاء كان الشيطان بالفعل القي في قلب يهوذا فهو لا يقول بدا يلقي ولكن الق اي تسلل الشيطان الي قلب يهوذا كان قبل العشاء ولهذا استخدم الفعل الماضي.

فالتعبير اليوناني هو  του διαβολου ηδη βεβληκοτος تو ديابلو ايدي بيبليكوتوس

الشيطان القي بالفعل 

τουG3588 THE   διαβολουG1228 DEVIL   ηδηG2235 ALREADY   βεβληκοτοςG906 [G5761] HAVING PUT

V-RAP-GSM

Part of Speech: Verb

Tense: peRfect

Voice: Active

Mood: Participle

Case: Genative (possession, "of"; also origin or separation, "from")

Number: Singular

Gender: Masculine

فعل ماضي تام مباشر مضاف مفرد مذكر. فهذا يؤكد انه لا يوجد تناقض لان الشاهدين سواء يوحنا او لوقا الاثنين وضحوا ان الشيطان دخل في يهوذا قبل ليلة العشاء الاخير.

فيوحنا يخبرنا ان الشيطان بالفعل بدأ يسيطر علي قلب يهوذا سابقا عندما بدأ يفكر في ان يخون المسيح لان الشيطان لا يقدر أن يسيطر على يهوذا الا لان يهوذا تجاوب مع الشيطان وذهب وإتفق مع رؤساء الكهنة من قبل، والشيطان لن يكف عن محاولاته مع يهوذا طالما هو يقبل منه ويخضع له أكثر فأكثر. وهذا يعني أنه يظل يقترح عليه الأسوأ فالاسوأ دائماً ويسيطر عليه اكثر فأكثر ليفعل الاشر. 

ولهذا يوحنا وضح ان الشيطان بالفعل سيطر علي يهوذا بمراحل فيمكن أن يُقال عن يهوذا إنه كلما كانت تدبّ في قلبه فكرة الخيانة لسيده، كان الشيطان يدخله أكثر.

ويقول القي في الماضي فيخيل الينا ان قلب يهوذا مثل تربه شريره صالحه لبزور الشيطان فعندما دخله الشيطان كزارع فساد وشر والقي في قلبه افكار شريره نمت بسرعه في قلب يهوذا واصبح قلب يهوذا ملك للشيطان لاستسلام يهوذا برغبته اولا للشيطان واثمر اثمار شريرة كثيرة

 حتي وصل الي 

انجيل يوحنا 13

13: 27 فبعد اللقمة دخله الشيطان فقال له يسوع ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة 

وهنا اضاع يهوذا اخر فرصه له لكي يتوب وبرفضه التام للتوبه وقبوله للشر دخله الشيطان بقوه لانه قبله بالتدريج واستسلم له علي مراحل واضاع كل الفرص التي اعطاها له المسيح ليتوب بل هو اختار الشيطان بدل المسيح وبعد اعلان المسيح له وهو رفض ان يتوب فتملكه الشيطان 

وهنا المسيح يوجه حواره للشيطان ويهوذا بقول ما انت فاعله فافعله باكثر سرعه 

يبدو أن يهوذا بدأ يفكر في الخروج وقبل أن يستأذن سمح له المسيح بذلك، هو أعطاه سؤل قلبه. (مز4:20). وموافقة المسيح على ذلك هي موافقة على الصليب فهو له سلطان أن يضعها (يو18:10). ما أنت تعمله أي تكميل خيانته. هذه العبارة ربما بها يراجع يهوذا ضميره. ولكن هذه العبارة تشير أن ما يحدث من يهوذا هو بسماح السيد المسيح. وقوله هنا دخله الشيطان أي أحكم القبضة على إرادته. فهو جلس مع الرب للأكل وقبل اللقمة بشكل ودي والقلب مملوء خبثاً وهذا فتح أخر مرحلة من باب قلبه للشيطان ليدخل ويمتلك القلب.

 

ولكن لوقا البشير ركز فقط علي الموقف السابق وهو سماحه للشيطان بان يسيطر علي فكره ودخل اليه اثناء تفكيره في خيانة المسيح 

انجيل لوقا 22

22: 1 و قرب عيد الفطر الذي يقال له الفصح 

22: 2 و كان رؤساء الكهنة و الكتبة يطلبون كيف يقتلونه لانهم خافوا الشعب 

22: 3 فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى الاسخريوطي و هو من جملة الاثني عشر 

22: 4 فمضى و تكلم مع رؤساء الكهنة و قواد الجند كيف يسلمه اليهم 

22: 5 ففرحوا و عاهدوه ان يعطوه فضة 

هذه كانت احد المراحل الاخيرة من دخول الشيطان في يهوذا الذي قبله ليس إكراهاً بل لأنه وجد الباب مفتوحاً لديه، وجد فيه الطمع ومحبة المال باباً للخيانة. ثم بعد اللقمة دخله الشيطان نهائيا. كان يهوذا قد سلّم نفسه للشيطان، صار إناءً له، ومع كل فرصة ينفتح الباب بالأكثر للتجاوب مع إبليس كسيد له يملك قلبه ويوجه فكره ويدير كل تصرفاته. أي أن يهوذا كان كل يوم ينمو في تجاوبه مع الشيطان فيملك عليه بالأكثر. لذلك علينا أن لا نفتح للشيطان أي باب يدخل منه، حتى لا يسود علينا.

فهو دخل الي يهوذا علي مراحل ولهذا يوحنا الحبيب وضح عدة مراحل ولوقا البشير ركز علي مرة الخيانة 

اما متي البشير ومرقس البشير لم يتعرضا لتفاصيل مراحل تعامل الشيطان مع يهوذا واكتفيا بتوضيح ان يهوذا خائن فقط.  

إنجيل متى 26: 14

 

حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ، إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ

 

إنجيل مرقس 14: 10

 

ثُمَّ إِنَّ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ، وَاحِدًا مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، مَضَى إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ.

 

وهذا يناسب وصف الكتاب المقدس في

رسالة يعقوب الرسول 1

14 وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ.
15 ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا.

فالشيطان دخوله في الانسان يكون تدريجيا من شهوة بسيطة الي الموت وهذا ما حدث مع يهوذا

 

واخيرا المعني الروحي

 

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

 

كان السيد المسيح يعلن أن لحظات قتله قد اقتربت، وأن أحد تلاميذه يخونه، والآخر ينكره، والبقية تتركه... هذا كله في عينيه عطية الآب له ليقيم الخلاص.

في نفس اللحظات كان ما يشغل الشيطان هو أن يسيطر على قلب يهوذا ليحركه نحو خيانة سيده، ظانًا أنه قادر أن يطفئ النور الإلهي، ويفسد الحب السرمدي. لكن الله الكلي الصلاح يحول حتى شر إبليس لخيرنا.

v     ربما يتساءل البعض: ألم يكن قد ألقى الشيطان بفكر الخيانة على يهوذا حين تحرك قبلاً والتقى مع الفريسيين واتفق معهم على ذلك؟ يرى البعض أن عدو الخير ألقى ببذار الفكرة، وكان يرويها بمياه الطمع والخيانة، لكن الآن يدخل عدو الخير إلى قلب يهوذا كصاحب ومالكٍ مستقر في موضعه، وليس كمن يثير فكره، ويحاول إغواءه. حين نفتح الباب للشر يلقي العدو بذاره كضيفٍ يحاول بوسيلة أو أخرى أن يقتحم ما ليس له. وحين نقبل أفكاره، ونبدأ في التحرك، يدخل في جسارة ليقطن كمالكٍ، وكقائدٍ يحرك عجلة القيادة دون إمكانية للمقاومة من جهتنا. لهذا كل فكر فيه نتراخى عن مقاومته إنما يفتح باب قلوبنا وأفكارنا ليجد العدو نفسه صاحب الحق في الدخول والسيطرة.

v     بقي سيده إلى اليوم الأخير مستمرًا في عطائه له[1328].

القديس يوحنا الذهبي الفم

v     في حالة يهوذا كُتب: "وقد ألقى الشيطان في قلب يهوذا الاسخريوطي بن سمعان أن يسلمه" [٢]. لذلك يمكنكم القول عن كل الذين جُرحوا في القلب بواسطة الشيطان أن الشيطان قد ألقى في قلب هذا أن يرتكب الزنا، أو ذاك أن يرتكب الغش، وفلان أن يصير مولعًا بالشهرة... وهكذا بالنسبة للخطايا التي يلقيها الشيطان في القلب غير المسلح بدرع الإيمان الذي به يمكنه أن يطفئ ليس سهمًا أو اثنين بل كل سهام الشريرة الملتهبة نارًا (أف ٦: ١٦).[1329]

العلامة أوريجينوس

v     "ألقى الشيطان في قلب يهوذا"... أي قدم اقتراحًا روحيًا، لم يدخل إليه خلال الأذنين بل خلال الأفكار، وبذلك لم يدخل بطريق جسداني بل روحي. فما ندعوه روحيًا لا يفهم دومًا بطريقة ممدوحة. فقد عرف الرسول أمورًا روحية للشر في السماويات التي يشهد أنه يلزمنا أن نجاهد ضدها (اف ٦: ١٢)[1330].

القديس أغسطينوس

من قصة يهوذا الاسخريوطي والشيطان يجب ان ناخذ عظة مهمة 

أن فعل خطية معينة والسقوط في يد الشيطان في شهوة معينة دائما لا تكون نهاية الطريق مع الشيطان بل بداية. فالانسان عندما تخطر في عقله فكرة لخطية معينة ولا يطردها من عقله فورا، هو للاسف يبدأ يفتح اول ثغرة في قلبه لهذه الشهوة وللشيطان، وهي تبدأ تسيطر عليه. وللاسف نجد كثيرين يظنون انها غير مهمة فهي مرة  وانتهت ولا يدرك انها ليست انتهت ولكنها البداية فالشيطان حقق اول خطوتين وهما انه فتح ثغرة يستطيع ان يتسلل منها كثيرا وليس مرة فقط, وايضا هو القي بذرة شيطانية ستبدأ في النمو وتفسد قلب الانسان اكثر فاكثر, فسيجد الانسان انه في اليوم التالي يفعل هذه الخطية بدون مقاومة فهو تعود عليها وهي بدات تنمو ولن يتوقف عند هذا فالشيطان سيزرع افكار اخرى وبذور اخرى في القلب تنتج شهوات وخطايا اخرى يفعلها الانسان قد تكون اصعب. وينموا الفكر الشيطاني فيه اكثر ويصبح طرده اصعب والتخلص منه اصعب. والثغرة تتسع مثل ثغرة صغيرة في سد منيع قادرة على هدمه. والشيطان يتحول تدريجيا من التسلل الي التملك.

فالخطية الاولى هذه قد تكون شيء صغير مثل الاهمال في شيء او سرقة فكر أحد او نظرة شريرة والتمتع بالنظرة، ولكن لن تقف عند هذا، فالتالي سيكون أشر والتالي أشر، فما لم يخطر على ذهن الانسان انه في يوم ممكن يفعله بالتدريج والسماح للشيطان ممكن يفعله حتى يصل الي ان يقتل نفسه في النهاية عندما يتملكه الشيطان جدا. 

 الحل هو منع اي فكر شرير من البداية ولو حدث وسقط الانسان في اي فكر شرير يحتاج ان يسرع وبشدة للتوبة والندم على الخطية وطلب المغفرة من الرب. فالتوبة تساعد على غلق هذه الثغرة التي تم فتحها قبل أن ينهار سد الايمان. وتنقية القلب تساعد على ازالة البذور التي بدات تنموا في تربة القلب

وهذا سهل ممتنع فهو محتاج التمسك بالمسيح وبالصلاة والصوم والجهاد الروحي وبوجود الشخص مع المسيح 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 37

 

وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا.

والمسيح لو تمسكنا به وحافظنا علي اعمال النور لا الظلمه يقودنا للنصره 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 2: 14

 

وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ.

ولنستمر في موكب المسيح يجب ان نخضع له ونقاوم وبقوة الشيطان في المقابل

رسالة يعقوب 4: 7

 

فَاخْضَعُوا للهِقَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ.

فالمسيح لم يتركنا امام عدو ضعيف لان لو كان الشيطان ضعيف فعمل الله قليل فينا ولكن سمح أن نكون امام عدو قوي جدا جدا فوق قدرة البشر بكثير جدا لكي يظهر الله مجده الأقوى فينا من اروع ما يكون 

واعطانا ايضا ان نتسلح باسلحة المسيح بالايمان والاعمال  

رسالة بولس الرسول الي اهل افسس 6

10 أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوْا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ.
11 الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ.

12 فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ.

13 مِنْ أَجْلِ ذلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا.

14 فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ،

15 وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ.

16 حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ.

17 وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ.

18 مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ،

كل هذا يكون مع الصوم والصلاة 

انجيل مرقس 9

9: 29 فقال لهم هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة و الصوم 

وبهذا نستطيع ان نحطم حتي مملكته 

إنجيل متى 16: 18

 

وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا.

 

وايضا اتدرب لكي لا اعثر الاخرين 

سفر اعمال الرسل 24

24: 16 لذلك انا ايضا ادرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله و الناس 

واستمر في اعمال البر المغلفة بدم المسيح حتي نهاية الحياة علي الارض ويعلن انتصاري

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 11

 

وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ.

 

والمجد لله دائما