«  الرجوع   طباعة  »

هل نقلت المريمات بشرة القيامة ام لم يقلن شيئا ؟ متي 28: 8 و مرقس 16: 8 و لوقا 24: 9 و يوحنا 20: 2



Holy_bible_1



الشبهة



رواية مرقس تكذّب بقية الأناجيل ،حيث قطع مرقس أن النسوة لم يقلن شيئاً لأحد :

مرقس 16: 8 » 8فَخَرَجْنَ سَرِيعًا وَهَرَبْنَ مِنَ الْقَبْرِ، لأَنَّ الرِّعْدَةَ وَالْحَيْرَةَ أَخَذَتَاهُنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ. «.

ـ بينما بقية الأناجيل تدوي بزفّ البشرى:

متّى 28: 8 » فَانْطَلَقَتِ الْمَرْأَتَانِ مِنَ الْقَبْرِ مُسْرِعَتَيْنِ، وَقَدِ اسْتَوْلَى عَلَيْهِمَا خَوْفٌ شَدِيدٌ وَفَرَحٌ عَظِيمٌ، وَرَكَضَتَا إِلَى التَّلاَمِيذِ تَحْمِلاَنِ الْبُشْرَى. «.

لوقا 24: 9 »9وَرَجَعْنَ مِنَ الْقَبْرِ، وَأَخْبَرْنَ الأَحَدَ عَشَرَ وَجَمِيعَ الْبَاقِينَ بِهذَا كُلِّهِ.. «.

يوحنا 20: 18 » فَرَ جَعَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَبَشَّرَتِ التَّلاَمِيذَ قَائِلَةً: «إِنِّي رَأَيْتُ الرَّبَّوَأَخْبَرَتْهُمْ بِمَا قَالَ لَهَا. «.



الرد



الحقيقه لا يوجد تناقض فيما قدمه مرقس البشير عن بقية المبشرين علي الاطلاق فهو فقط وضح ان المريمات لم يخبرن احد في طريق رجوعهم من القبر الي التلاميذ اي انهن لم يسربن الخبر لااي احد لا في الطريق ولا توقفن ببيوت المعارف لاخبارهن بل ظلوا صامتات حتي اتين التلاميذ واخبروهن

والاربع اناجيل تتكامل معا موضحه موقف المريمات ورعدتهن ولماذا لم يخبرن احد باي شيئ حتي وصلوا الي التلاميذ واخبروهم

كما شرحت سابقا في ملف عدد مرات ذهاب مريم المجدلية الي القبر ان المسافه بين العلية المجتمع فيها التلاميذ وبين مكان قبر جسد المسيح هي اكثر من نصف ساعه سير علي الاقدام ومرقس البشير يوضح ان اثنائها لم تخبر المريمات احد عن خبر قيامة رب المجد



انجيل متي 28

28: 6 ليس هو ههنا لانه قام كما قال هلم انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعا فيه

وهذا الملاك الجالس علي الحجر ابلغهم باول بشاره وهو ان الرب قام

ثم يطلب منهم ان ينظرا الموضع اي ان يدخلن القبر ليري الموضع الذي كان في المسيح مضجعا وليتاكدا انه ليس في القبر

28: 7 و اذهبا سريعا قولا لتلاميذه انه قد قام من الاموات ها هو يسبقكم الى الجليل هناك ترونه ها انا قد قلت لكما

وبعد تاكدهما يطلب منهما ان يذهبا يقولا لتلاميذه فقط اذا لا يخبروا احد بشيئ الا بعد وصولهم الي التلاميذ

وهنا يقف متي البشير في فاصل زمني سنعرفه من خلال بقية الاناجيل لان الموقف الذي فيه المريمتان هو موقف خوف ورعده فقط

28: 8 فخرجتا سريعا من القبر بخوف و فرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه

وهذا العدد يؤكد ان متي البشير ترك فاصل زمني وهو ان الموقف من خوف ورعده تحول الي خوف ولكن مصحوب بفرح عظيم

فهناك شيئ حدث لم يخبرنا متي البشير بتفاصيله جعلهما يفرحان فرحا عظيما ويركضا ليخبرا تلاميذ الرب

ولكن الامر المهم في الشبهة ان وصية الملاك بان يخبروا التلاميذ فقط لذا فهم لم يخبروا احد في الطريق باي شيئ حتي وصلوا الي التلاميذ في العلية وبتعبير راكتضين لتخبرا تلاميذه اي انهما لم يتوقفا لكي يقولا لاحد اي شيئ ولهذا فلم يخبرا احد بشيئ



انجيل مرقس 16

16: 7 لكن اذهبن و قلن لتلاميذه و لبطرس انه يسبقكم الى الجليل هناك ترونه كما قال لكم

ايضا هذا هو كلام الملاك الثاني ويكرر نفس كلام الملاك الاول الذي اخبرنا به متي البشير وهو الملاك الجالس علي الحجر ويقول لهما الملاك الثاني ان يذهبا ويقلن للتلاميذ فقط

ويضيف تعبير كما قال لكما وفي رائي الضعيف ان تعبير كما قال لكما هو عائد علي الملاك الاول الجالس علي الحجر فالملاك الثاني يكرر كلام الملاك الاول

16: 8 فخرجن سريعا و هربن من القبر لان الرعدة و الحيرة اخذتاهن و لم يقلن لاحد شيئا لانهن كن خائفات

وبعد كلام الملاك الثاني معهن كانتا خائفات كما وصف لنا متي البشير ولكن هنا يبدا مرقس البشير في شرح تفاصيل الفاصل الزمني الذي لم يتكلم عنه متي البشير بطريقه تكميليه رائعه فيشرح لنا سبب تغير حالتهم من الخوف والرعده فقط الي خوف ولكن بفرح عظيم هو الاتي

انهن هربن من القبر بالفعل وذهبن واثناء الطريق لم يقلن لااحد شيئا بسبب هذا الخوف ولكنهم عند وصولهن الي التلاميذ في العلية اخبروا التلاميذ بالطبع

اذا مرقس البشير لم يقل ان المريمات لم يخبروا التلاميذ بل قال انهم لم يخبروا احد اخر



انجيل لوقا 24

24: 9 و رجعن من القبر و اخبرن الاحد عشر و جميع الباقين بهذا كله

اذا فهم نفزوا وصية الملاك بدقة ولم يخبروا احد في الطريق واول اشخاص اخبروهم هم التلاميذ الاحدي عشر ثم بعد ذلك اخبروا جمع كان موجود مع التلاميذ

24: 10 و كانت مريم المجدلية و يونا و مريم ام يعقوب و الباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل

وهي الرجوع من الرحله الاوله وهن مضطربات ولم يقلن اي شيئ لاي احد في الطريق ولكن لما رجعن الي العليه قلن للرسل ما قاله لهن الملاك عن ان يسوع قام



انجيل يوحنا 20

20: 1 و في اول الاسبوع جاءت مريم المجدلية الى القبر باكرا و الظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر

وهنا يوحنا الحبيب الذي يركز علي النقاط اللاهوتيه اي الروحيات اكثر يركز في المشهد علي مريم المجدليه فقط لانها التي سيقول لها المسيح لاتلمسيني

ويؤكد يوحنا ان من اوائل الذين ذهبوا هي مريم مع بقية النسوه وهذا كان باكر والظلام باق اي مع بداية طلوع الشمس حيث يكون الظلام في بداية انقشاعه

ويؤكد ايضا ويتفق مع بقية البشائر بانهم وصلوا القبر بعدما كان الحجر تدحرج

20: 2 فركضت و جاءت الى سمعان بطرس و الى التلميذ الاخر الذي كان يسوع يحبه و قالت لهما اخذوا السيد من القبر و لسنا نعلم اين وضعوه

وهنا يوحنا البشير يختصر احداث الزياره الاولي ويتكلم فقط ان مريم المجدليه ذهبت ورجعت ونفهم بالطبع ان هذا مع باقي النسوه وهي لم تخبر احد في الطريق ولكن عند رجوعها اخبرت سمعان ويوحنا وايضا باقي التلاميذ ولكن يوحنا الحبيب يركز فقط علي الذين لهم موقف خاص

واخبرتهما بانها رات فقط القبر فارغ ولكن هي لم تري المسيح المره الاولي

اما ما يتكلم عنه يوحنا الحبيب في العدد 18 فهو موقف مختلف وليس الزيارة الاولي ولكن الزياره الاخري لمريم المجدلية الي القبر ورؤيتها للمسيح

اذا تاكدنا انه لا يوجد اي تناقض بين المبشرين الاربعه بل كلهم اتفقوا ان وصية الملاكين ان لا خبرا احد غير التلاميذ وبالفعل المريمات في الطريق لم يخبرن احد الا عندما وصلا الي التلاميذ فاخبروهم وبشروهم بقيامة المسيح بالجسد



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

قدم لنا الإنجيليون أكثر من زيارة للنسوة إلى القبر، وصوّر لنا كل منهم أكثر من منظر حتى يُكَمل بعضهم البعض أحداث القيامة. هنا يحدثنا الإنجيلي مرقس عن دخول النسوة إلى القبر ليشاهدن ملاكًا على شكل شابٍ يجلس عن اليمين يلبس حلة بيضاء. هذا الدخول كما يقول القديس أغسطينوس لا يعني دخولهم الفعلي داخل القبر، وإنما اقترابهن منه جدًا حتى صرن كمن في داخل القبر ينظرن كل ما فيه. وقد رأين ملاكًا في الداخل، مع أنهن رأيناه في وقت آخر خارجه، وكما يقول القديس أغسطينوس أيضًا أن الملائكة كن في داخل القبر وخارجه أيضًا. لقد تحول القبر كما إلى سماء تشتهي الملائكة أن تقطن فيه بعد أن كانت القبور في نظر الناموس تمثل نجاسة، لا يسكنها سوى الموتى والمصابون بالبرص أو بهم الأرواح شريرة. ومن يلمس قبرًا يصير دنسًا، ويحتاج إلى تطهير. وكأن دخول السيد المسيح إلى القبر نزع عنه دنسه وحوّله إلى موضع بركة، يشتهي المؤمنون في العالم كله أن يلتقوا فيه، ويتمتعوا ببركة الحيّ الذي قام فيه.

ظهر الملاك على شكل شاب، وليس على شكل طفل أو شيخ، فإنه إذ يكرز بالقيامة يقدم لنا في شخصه سمة الحياة المُقامة في الرب، الحياة التي لا تعرف عدم نضوج الطفولة ولا عجز الشيخوخة. إنما هي دائمة القوة، لا تضعف ولا تشيخ. أما جلوسه عن اليمين يرتدي حلة بيضاء، فيشير إلى حياتنا المقامة في الرب التي ترفعنا لتوجد عن يمين الله، ونلبس حلة الطهارة والفرح. يقول البابا غريغوريوس (الكبير): [ظهر لابسًا ثيابًا بيضاء ليعلن أفراح عيدنا.] كما يقول القديس جيروم: [الآن صار العدو هاربًا وأُعيد الملكوت. الثوب الأبيض المشرق خاص بالفرح الحقيقي حيث كان ملك السلام يُطلب فيوجد ولا يُنزع عنا. هذا الشاب إذن أعلن طبيعة القيامة لمن يخافون الموت[382].]

أما رسالة هذا الملاك الكرازية فقد حوت الآتي:

أولاً: أعلن رسالة القيامة لطالبات المصلوب: "أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب"، وكأنه لا يستطيع أحد أن يتقبل رسالة القيامة في حياته الداخلية أو يلتقي بالسيد المسيح القائم من الأموات ما لم يطلبه في أعماقه الداخلية.

ثانيًا: مع أن السيد المسيح كان قد قام لكن الملاك يلقبه "الناصري المصلوب"، فكلمة "الناصري" تشير إلى تجسده حيث نشأ في الناصرة، وصار ناصريًا، وكأن قيامته أكدت تجسده، وحققت الرسالة التي لأجلها جاء. أما دعوته "المصلوب"، فإن القيامة لم تنزع عن السيد المسيح سمته كمصلوب، إنما أعلنت قبول ذبيحة الصليب. في القديم أرسل الله نارًا يلتهم الذبيحة التي قدمها إيليا مؤكدًا قبوله إياها، أما في العهد الجديد فجاءت القيامة تعلن مجد ذبيحة الصليب، لا بالتهام الذبيحة بل بإعلان قوة الحياة التي فيها، إذ هي ذبيحة المسيح الحيّ القادر أن يقيم من الأموات.

القيامة جعلت ذبيحة الصليب حاضرة على الدوام تهب قوة قيامة لمن ينعم بالشركة فيها.

ثالثًا: إذ التقين بالقبر حيث المسيح القائم من الأموات تمتعن بقوة الشهادة للسيد المسيح أمام الآخرين: "اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس أنه يسبقكم إلى الجليل، هناك ترونه كما قال لكم". لقد جاءت النسوة يملأ الحزن قلبهن، لكن قيامة السيد حولته إلى فرح، وأعطتهن إمكانية الكرازة بالقيامة لينطلق الكل نحو الجليل يلتقي بالقائم من الأموات حسب وعوده.

رابعًا: جاءت الدعوة أن يلتقي الكل به في "الجليل"، التي تعني "العبور". فإن كان السيد قام من بين الأموات إنما ليعبر بنا من الموت إلى الحياة، ومن الألم إلى مجد القيامة، ومن إنساننا القديم إلى الحياة الجديدة التي صارت لنا فيه. ويرى القديس أغسطينوس[383] أن الجليل وهي تعني "العبور"، تعني عبور التلاميذ إلى الأمم للكرازة بينهم بعد أن فتح لهم الطريق، بقوله "ها أنا أسبقكم إلى الجليل".



والمجد لله دائما