هل بدأ المسيح خدمته اثناء ام بعد خدمة يوحنا المعمدان ؟ مرقس 1: 14 ومتي 4: 12 ولوقا 6 و يوحنا 3: 22



Holy_bible_1



الشبهة



جاء في مرقس 1 :14» 14وَبَعْدَمَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللهِ «.

وجاء في يوحنا 3 :22-24 »22وَبَعْدَ هذَا جَاءَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى أَرْضِ الْيَهُودِيَّةِ، وَمَكَثَ مَعَهُمْ هُنَاكَ، وَكَانَ يُعَمِّدُ. 23وَكَانَ يُوحَنَّا أَيْضًا يُعَمِّدُ فِي عَيْنِ نُونٍ بِقُرْبِ سَالِيمَ، لأَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ، وَكَانُوا يَأْتُونَ وَيَعْتَمِدُونَ . 24لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُوحَنَّا قَدْ أُلْقِيَ بَعْدُ فِي السِّجْنِ. «..

مرقس يضع بدء خدمة يسوع بعد سجن يوحنا المعمدان، بينما يوحنا يضعها قبل ذلك.



الرد



باختصار كما شرحت سابقا في ملف

دعوة المسيح للتلاميذ

وايضا في ملف

هل المسيح بعد التجربه ذهب الي البرية ام الي الجليل

الاناجيل مكمله لبعضها بعضا . يروي كل بشير من وجهة نظره ويركز علي احداث غير الاخر فينتج من قراءه الاربع اناجيل صوره تكميليه رائعه

وترتيب الاحداث

التجربه في البريه

بعد معمودية المسيح تعرف عليه يوحنا واندراوس عند نهر الاردن حيث كانوا ممن يتبعون يوحنا المعمدان اولا

التعرف علي فيلبس ونثنائيل

قانا الجليل

خدمة المسيح في اليهوديه وحديثه مع نيقوديموس

وبدا تلاميذه خدمة التعميد

تسليم يوحنا

رجوعه الي الجليل مارا بالسامرة

الذهاب الي بحر الجليل وتعيين التلاميذ اولا سمعان واخوه اندراوس ثم يعقوب واخيه يوحنا

الذهاب الي كفر ناحوم

ولهذا في الاعداد التي استشهد بها المشكك ياتي ترتيب الاحداث في يوحنا الحبيب اولا ثم بعد ذلك مرقس الرسول اي قبل خدمته في الجليل التي تكلم عنها ايضا متي البشير في

انجيل متي 4: 12

4: 12 و لما سمع يسوع ان يوحنا اسلم انصرف الى الجليل



ولكن قبل هذا ندرس شيئ مهم من كلام لوقا البشير

انجيل لوقا 6

12 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ للهِ.
13
وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ، وَاخْتَارَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَيْضًا
«رُسُلاً»:
14
سِمْعَانَ الَّذِي سَمَّاهُ أَيْضًا بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ
. يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فِيلُبُّسَ وَبَرْثُولَمَاوُسَ.
15
مَتَّى وَتُومَا
. يَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى وَسِمْعَانَ الَّذِي يُدْعَى الْغَيُورَ.
16
يَهُوذَا أَخَا يَعْقُوبَ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ الَّذِي صَارَ مُسَلِّمًا أَيْضًا
.

فالمسيح من وقت معموديته بدا يكون له تلاميذ وبدؤا يتزايدوا وبعضهم كان مميز مثل بطرس واندراوس اخيه ويوحنا ويعقوب اخيه وهؤلاء كما شرحت سابقا تعرف عليهم المسيح عند عبر الاردن

انجيل يوحنا 1

1: 35 و في الغد ايضا كان يوحنا واقفا هو و اثنان من تلاميذه

1: 36 فنظر الى يسوع ماشيا فقال هوذا حمل الله

1: 37 فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع

1: 38 فالتفت يسوع و نظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان فقالا ربي الذي تفسيره يا معلم اين تمكث

1: 39 فقال لهما تعاليا و انظرا فاتيا و نظرا اين كان يمكث و مكثا عنده ذلك اليوم و كان نحو الساعة العاشرة

1: 40 كان اندراوس اخو سمعان بطرس واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا و تبعاه

1: 41 هذا وجد اولا اخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح

1: 42 فجاء به الى يسوع فنظر اليه يسوع و قال انت سمعان بن يونا انت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس

1: 43 في الغد اراد يسوع ان يخرج الى الجليل فوجد فيلبس فقال له اتبعني

1: 44 و كان فيلبس من بيت صيدا من مدينة اندراوس و بطرس

1: 45 فيلبس وجد نثنائيل و قال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس و الانبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة

فيوضح يوحنا الحبيب ان اثنين من تلاميذ يوحنا المعمدان هما يوحنا الحبيب واندراوس اخو بطرس سمعا كلام يوحنا المعمدان وقضيا مع السيد المسيح يوم حتي الساعة العاشره

وبعد هذا اليوم اندراوس اخبر اخاه بطرس انه وجد المسيح

وتعرف علي فيلبس ونثنائيل ولكن المسيح لم يعينهم كتلاميذ من الاثني عشر في هذا الوقت ولكن بعد هذا بفتره عندما مضي الي الجليل

ويكمل يوحنا الحبيب تفاصيل ما فعل المسيح قبل ان يبدأ خدمته الرسمية في الجليل

انجيل يوحنا 3

3: 22 و بعد هذا جاء يسوع و تلاميذه الى ارض اليهودية و مكث معهم هناك و كان يعمد

3: 23 و كان يوحنا ايضا يعمد في عين نون بقرب ساليم لانه كان هناك مياه كثيرة و كانوا ياتون و يعتمدون

3: 24 لانه لم يكن يوحنا قد القي بعد في السجن

3: 25 و حدثت مباحثة من تلاميذ يوحنا مع يهود من جهة التطهير

3: 26 فجاءوا الى يوحنا و قالوا له يا معلم هوذا الذي كان معك في عبر الاردن الذي انت قد شهدت له هو يعمد و الجميع ياتون اليه

3: 27 اجاب يوحنا و قال لا يقدر انسان ان ياخذ شيئا ان لم يكن قد اعطي من السماء

3: 28 انتم انفسكم تشهدون لي اني قلت لست انا المسيح بل اني مرسل امامه

3: 29 من له العروس فهو العريس و اما صديق العريس الذي يقف و يسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس اذا فرحي هذا قد كمل

3: 30 ينبغي ان ذلك يزيد و اني انا انقص

3: 31 الذي ياتي من فوق هو فوق الجميع و الذي من الارض هو ارضي و من الارض يتكلم الذي ياتي من السماء هو فوق الجميع

3: 32 و ما راه و سمعه به يشهد و شهادته ليس احد يقبلها

3: 33 و من قبل شهادته فقد ختم ان الله صادق

3: 34 لان الذي ارسله الله يتكلم بكلام الله لانه ليس بكيل يعطي الله الروح

3: 35 الاب يحب الابن و قد دفع كل شيء في يده

3: 36 الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية و الذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله



انجيل يوحنا 4

4: 1 فلما علم الرب ان الفريسيين سمعوا ان يسوع يصير و يعمد تلاميذ اكثر من يوحنا

4: 2 مع ان يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه

4: 3 ترك اليهودية و مضى ايضا الى الجليل

4: 4 و كان لا بد له ان يجتاز السامرة

وهذا وقتما تم القبض علي يوحنا وتخلصهم من توبيخه لهم وبدات انظارهم تتجه الي المسيح الذي ايضا يعظ ويوبخ وتلاميذه يعمدوا وبدا يكون اكثر شهره من يوحنا المعمدان ولهذا هو قرر ان يغادر اليهودية ويذهب الي الجليل

وبعد هذا يبدا يتكلم عن خدمته في الجليل

وهذا ما يقوله مرقس البشير

انجيل مرقس 1

1: 14 و بعدما اسلم يوحنا جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله

1: 15 و يقول قد كمل الزمان و اقترب ملكوت الله فتوبوا و امنوا بالانجيل

ولم يقل مرقس الرسول ان الرب يسوع المسيح لم يبشر سابقا بعد معموديته ولكن يحدد ان ذهابه الي الجليل كان بعد ان تم تسليم يوحنا ويقص بها تسليم اليهود يوحنا المعمدان الي هيرودس وبخاصه ان يوحنا المعمدان كان يخدم في اليهودية وهيرودس والي علي ربع الجليل

انجيل مرقس 6

16 وَلكِنْ لَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ قَالَ: «هذَا هُوَ يُوحَنَّا الَّذِي قَطَعْتُ أَنَا رَأْسَهُ. إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ
17
لأَنَّ هِيرُودُسَ نَفْسَهُ كَانَ قَدْ أَرْسَلَ وَأَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ فِي السِّجْنِ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، إِذْ كَانَ قَدْ تَزَوَّجَ بِهَا
.
18
لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لِهِيرُودُسَ
: «لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ امْرَأَةُ أَخِيكَ»

مع ملاحظة ان بشارة المسيح الرسمية بدات بعد ان ذهب الي الجليل او بمعني اخر شهرت المسيح واجتماع الجموع حوله وانتشار خبره وقوته كان في الجليل اكثر من اليهودية ولهذا مرقس الرسول كعادته اختصر ما حدث بين التجربه في البريه وذهابه الي الجليل

انجيل متي 4

4: 12 و لما سمع يسوع ان يوحنا اسلم انصرف الى الجليل

4: 13 و ترك الناصرة و اتى فسكن في كفرناحوم التي عند البحر في تخوم زبولون و نفتاليم

فهو بدا يخدم في اليهوديه وبعد ان قبض علي يوحنا انصرف الي الجليل

اما يوحنا الحبيب فشرح تفصيل ما حدث ويوحنا كتب بعد البشائر الأخرى بزمن، بغرض تكميل بقية البشائر، ولهذا ذكرت الحوادث والأقوال التي لم ترد في سواها. فما نراه وارداً في يوحنا لا يناقض البشائر الأخرى بل يكملها وبخاصه انه يركز علي الامور الروحيه وبشارته للعالم كله.

إن الادّعاء بوجود تناقض في هذه القضية يستلزم الإتيان بعبارة من متى أو مرقس أو لوقا تفيد أن المسيح لم يكرز قبل سَجْن يوحنا علي الاطلاق. ولكن لا نجد مثل هذه العبارة بل نجد العكس.



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

مع كثرة الأعداد التي نالت العماد على يدي يوحنا، إلاَّ أن للسيد المسيح جاذبيته، لذا جاءت أعداد أكبر لنوال العماد لا من الخادم (يوحنا) بل من سيده (يسوع). لقد ظن الفريسيونأنهم يستريحون من يوحنا بسجنه والخلاص منه، فوجدوا يسوع المسيح قد اجتذب أعدادًا أكبر، فامتلأوا حسدًا.

اهتم السيد المسيح أن يكرز ويجتذب الناس إلى الإيمان به، ثم يسلمهم لتلاميذه للعماد. ولعل السيد المسيح لم يقم بالعماد بنفسه لكي لا يفتخر هؤلاء المعمدون على غيرهم بأنهم نالوا العماد من يد المسيح مباشرة. وقد اهتم بعض الرسل كبولس الرسول بالكرازة تاركًا العماد لغيره (١ كو ١: ١٧)، ليس استخفافًا بسرّ العماد، وإنما لأن ممارسته أسهل من جذب النفوس بالكلمة. هذا وكل عماد مسيحي باسم الثالوث القدوس لا يتممه الكاهن من ذاته، بل هو من عمل المسيح نفسه، الذي يرسل روحه القدوس ليهب المُعمد روح التبني. قوة العماد لا تتوقف على صلاح خادم السرّ، لأن السيد المسيح وحده خادم السرّ الخفي.

v     لقد عمَّد حقيقة إذ هو الذي كان يغسل، وهو لم يعمد لأنه ليس هو الذي كان يلمس. مارس التلاميذ خدمة الجسد، وهو الذي منح عون جلاله... لا يزال يسوع يعمد، مادمنا نعمد، يسوع يعمد. ليأتِ الإنسان إلى الخدمة التي أسفل بلا خوف، إذ له سيد في العلا. يمكن أن يقول أحد أن المسيح يعمد بالحقيقة بالروح لا بالجسد...

أزل الماء لا توجد معمودية، أزل الكلمة لا يوجد عماد (أف 5: 25-27)[448].

القديس أغسطينوس

"ترك اليهودية

ومضى أيضًا إلى الجليل". [3]

كانت الجليل تابعة لهيرودس الذي ألقى القبض على يوحنا ووضعه في السجن، فظن أنه يقدر أن يضع النور تحت مكيال، ولم يدرك أن النور أقوى من الظلمة، وأنه وإن قتل يوحنا فرسالته لن تتحطم، إذ جاء السيد المسيح النور الحقيقي نفسه.

إذ بدأت ثورة الفريسيين ضده والرغبة في قتله، ترك السيد المسيح اليهودية منطلقًا نحو جليل الأمم، لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد (يو ٧: ٣٠). ولعله لم يكن بعد تلاميذه يحتملون تجارب قاسية، لذلك انطلق بهم من اليهودية. وفي نفس الوقت يقدم لنا درسًا عمليًا أنه متى اضطهدونا نذهب إلى مدينة أخرى. انطلق إلى الجليل لأن كثيرين مستعدون للإيمان به، ومحتاجون إلى اللقاء معه، والتمتع بكلماته وأعماله.

v     وإن سألت: لِمَ ذهب المسيح إلى الجليل؟ أجبتك: لم يمضِ عن خوفٍ، لكنه مضى لينزع حسدهم، لأنه كان قادرًا أن يضبطهم إذا أتوا إليه، إلا أنه لم يرد أن يعمل هكذا دائمًا حتى لا يُنكر تدبير تجسده، فلو أنه أمسك به كثيرًا واختفي لشك الكثيرون في أمره (كإنسان)، لهذا السبب كان يدبر أكثر أفعاله أقرب إلي تدبير البشر. وإذ رغب في أن يؤمنوا به أنه الله، كان يريدهم أن يؤمنوا أنه الله وقد حمل جسدًا، لذلك حتى بعد قيامته قال لتلاميذه: "جسوني وانظروا، فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي" (لو 24: 39). ولهذا السبب أيضا انتهر بطرس عندما قال: "حاشاك، لا يكون لك هذا" (مت 16: 22). هكذا كان هذا الأمر موضوع اهتمامه. فإن هذا ليس بالأمر البسيط بالنسبة لتعاليم الكنيسة، بل يمثل نقطة رئيسية في الخلاص المقدم لنا. فيه كل الأمور تتحقق بنجاح، إذ بهذا انحلت رباطات الموت ودخلت ربوات البركات إلى حياتنا. هكذا أراد علي وجه الخصوص أن نؤمن بالتدبير (التجسد) كمصدر وينبوع بركات لا حصر لها لنا. ومع هذا بينما كان مهتمًا بناسوته لم يسمح باحتجاب لاهوته[449].

القديس يوحنا الذهبي الفم

v     قدم مثالاً للذين سيؤمنون به، أنه إن انسحب أي خادم للَّه من مكان عندما يرى هياج مضطهديه أو الذين يطلبون نفسه للشر لا يخطئ...؛ فإن السيد الصالح فعل هذا ليعلمنا، وليس لأنه كان خائفًا[450].

القديس أغسطينوس



والمجد لله دائما