هل لا يهلك احد في يد المسيح ام البعض منهم ارتد ؟ يوحنا 10: 28 – 30 و عبرانيين 6: 4-6



Holy_bible_1



الشبهة



جاء في يوحنا 10 :28-30 قول المسيح عن أتباعه: ( 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. 30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».).

وهذا معناه أن المؤمن لا يرتد لأن الله يحفظه. ولكن رسالة العبرانيين تعلّم أن المؤمن يرتد، ففي العبرانيين 6 :4-6 يقول (4لأَنَّ الَّذِينَ اسْتُنِيرُوا مَرَّةً، وَذَاقُوا الْمَوْهِبَةَ السَّمَاوِيَّةَ وَصَارُوا شُرَكَاءَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، 5وَذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ وَقُوَّاتِ الدَّهْرِ الآتِي، 6وَسَقَطُوا، لاَ يُمْكِنُ تَجْدِيدُهُمْ أَيْضًا لِلتَّوْبَةِ، إِذْ هُمْ يَصْلِبُونَ لأَنْفُسِهِمُِ ابْنَ اللهِ ثَانِيَةً وَيُشَهِّرُونَهُ.).

فكيف نوفّق بين الفكرتين؟ هل يهلك المؤمن ويرتد، أم هل يستحيل أن يرتد؟!.



الرد



الحقيقه لا يوجد اي تناقض فالعدد السابق في يوحنا 10 فيه الرب وضح شرط لمن يعتبر خراف الرب ولا يسقط من يد الرب وهو سماع الصوت اي التمييز فالخروف الذي يعرف يسمع صوت الراعي ويميزه ويجري اليه ويتبعه هو الذي ينجو. ولكن الذين يتكلم عنهم معلمنا بولس هم الذين بعد ان سمعوا صوت الرب عادوا فرفضوه وشهروا به وفعلوا افعال تصلبه مره ثانيه لرفضهم اياه والله لا يجبر احد علي ان يبقي في يده فمن يختار ان يبقي في يد الرب الرب لا يسقطه ابدا اما من يرفض بارادته ان يستمر في يد الرب فهذا لا يجبره الرب

وندرس الاعداد معا في سياق الكلام

انجيل يوحنا 10

10: 24 فاحتاط به اليهود و قالوا له الى متى تعلق انفسنا ان كنت انت المسيح فقل لنا جهرا

اولا الكلام موجه لليهود الذين يعتبرون انفسهم شعب الله المختار ولكن عندما جاء الله بنفسه اليهم رفضوه

10: 25 اجابهم يسوع اني قلت لكم و لستم تؤمنون الاعمال التي انا اعملها باسم ابي هي تشهد لي

10: 26 و لكنكم لستم تؤمنون لانكم لستم من خرافي كما قلت لكم

والمسيح يوضح لهؤلاء اليهود ان هناك نوعين المؤمنين به وهم يعتبرهم رعيته وخرافه والنوع الثاني من اليهود وهم الرافضين للمسيح والمقاومين له وهؤلاء لا يعتبرهم خرافه

10: 27 خرافي تسمع صوتي و انا اعرفها فتتبعني

وهنا المسيح يوضح من هم خرافه ويتكلم بفكرهم البيئي فالراعي في فلسطين غير الرعاة في مصر وأوروبا. فهم في فلسطين يربون الأغنام لا ليأكلوها، بل من أجل صوفها، ولذلك كانوا يربونها لفترات طويلة، فيكون هناك عشرة طويلة بين الراعي وخرافه. فينشأ نوع من المودة والألفة والحب بين الراعي والرعية.

والأرض في فلسطين أرض تلال ومناطق وعرة بها وحوش لذلك تحتاج ليقظة من الراعي في النهار والليل، وهم دائماً في نوبات حراسة، ولنسمع في (لو8:2) "رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم". ولأن الماء قليل في فلسطين فالرعاة يأخذون خرافهم للماء. ومن أجل هذه الرعاية صار يطلق على الملوك والبطاركة والأساقفة لقب راعي، بل أطلق الاسم على الله، فهو راعي إسرائيل.

وفي الصباح يترك الرعاة كل قطعانهم في مكان واحد فتختلط كل الخراف مع بعضها البعض، وفي المساء يقف كل راعي في مكان ويصدر صوتاً مميزاً فتجتمع خرافه حوله، لأن الخراف تعرف صوت راعيها وتميزه من طول مدة العشرة معه، هي ألفت صوته وتدربت على سماعه.

فمطلوب من الخراف ان اولا تتدرب علي السماع وعندما تسمع تطيع مباشره وتذهب الي الراعي وعندما تذهب الي الراعي تتبعه هو فقط بدون اي اعتراض ولا تذمر ولا تتركه وتشرد

ومن يخالف ذلك فيسمع ولا يتبع او بعد ان يتبع يشرد رافضا كلام الراعي واوامره يتعرض للذئاب ويهلك لانه خالف الراعي ورفض ان يتبعه

اذا فهمنا ان هناك شروط للخراف الحقيقية

وبتطبيق ذلك علي ابناء الرب الشرط ان يكون لابناء الله الاذان الروحية التي تسمع بها صوته وبعد سماع صوته تطيعه بدون نقاش وولا تشرد عن طريقه

ولكل إنسان أذن روحية يسمع بها صوت الله"من له أُذُن للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس" (رؤ2،3) وهي إمّا تنشغل بصوت الله وتتمرن على تمييزه فتتعرف عليه بسهولة وتطيعه، وإمّا تنشغل بملاهي الدنيا ولا تعود تسمع صوت الله ولا تطيعه فالأذن الداخلية تسمع ما يتوافق مع ما في القلب.

ومن يفعل ذلك باختياره هو الذي ينال المكافئة وهي

10: 28 و انا اعطيها حياة ابدية و لن تهلك الى الابد و لا يخطفها احد من يدي

الرب يعطي لمن يختاره بارادته ولا يشرد عن طريقه

1 حياة ابدية

2 عدم الهلاك

3 الحفاظ ولا يستطيع احد ان يخطف من يده

ولكن فهمنا الشرط هو ان

1 يختار الرب بارادته

2 ياتي الي الرب

3 لا يشرد عن طريق الرب

10: 29 ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل و لا يقدر احد ان يخطف من يد ابي

10: 30 انا و الاب واحد

وهو يقول ذلك لان من يحب الله من كل قلبه حتي لو لم يكن يعرفه معرفه صحيحه ولكن له اشتياق ان يعرفه فالله يقوده للتعرف علي شخصية المسيح ويسلمه في يد المسيح فيسير علي طريق المسيح وهذا لان المسيح في وظيفته هو خلقها (يو3:1) والآب إجتذبها (يو44:6) وأعطاها للابن (هذه الآية) ليجعلها الإبن جسده وهو رأسها (اف30:5) وبجسده يعيد الخضوع للآب (1كو28:15) والروح يثبتنا في الإبن. وهذا تمييز وظيفي ولكن بدون انفصال لان الاب والابن واحد. والاب والابن والروح القدس اله واحد امين.

وهؤلاء الذين اختاروه بارادتهم هؤلاء صاروا محفوظين في يد الآب لا يستطيع الشيطان أن يمسهم. والله الآب يحفظ أولاده بوسائل نعمته الكثيرة. ولكن هناك من يسقط لإستهانته بخديعة الخطية، فالله لا يحفظ الإنسان ضد مشيئة الإنسان ولكن من يتمسك بإيمان في وسائل حماية الله ونعمته تحفظه نعمة الله. وكل من هو من رعية المسيح تحفظه نعمة الله الآب. ومن يتمسك بهذه الوعود بإيمان سيشعر بالإطمئنان والسلام. المسيح هنا يربط بين عمله وعمل الآب ليظهر الوحدة بينهما. فالمسيح أمامهم إنسان عادي، ولم يتصوروا أنه ابن لله. لذلك يربط المسيح أمامهم بينه وبين الآب بقول انا والاب واحد. فالآب أعطاه النفوس ليحفظها ويخلصها. فالآب يحفظ الخراف والمسيح يحفظها إذاً هم واحد. (قارن آيات 28مع29) فكلاهما لا يقدر أحد أن يخطف منهما لان الاب عامل بالابن في الروح القدس.



اما ما يقوله معلمنا بولس الرسول فهو يقول عن من اختاروا بارادتهم بعد ان عرفوا الرب ان يتركوه

رسالة بولس الرسول الي العبرانيين 6

6: 1 لذلك و نحن تاركون كلام بداءة المسيح لنتقدم الى الكمال غير واضعين ايضا اساس التوبة من الاعمال الميتة و الايمان بالله

6: 2 تعليم المعموديات و وضع الايادي قيامة الاموات و الدينونة الابدية

هنا معلمنا بولس الرسول يوضع قواعد للطريق

التوبة من الاعمال الميته

الايمان بالله

المعمودية

وضع الايدي وهو المسحه المقدسه ( الميرون )

الايمان بالقيامة

والايمان بالدينونة الابدية

ومن يسلك في هذا الطريق الرب يحفظه الي الابديه اما من يحيد عن هذا الطريق فلا يتعمد او يتعمد ولا ياخذ المسيحه او بعد المسيحه المقدسه يهتز ايمانه بالله او يرفض الايمان بالقيامة او يصر علي الاعمال الميته وعدم التوبه هذا يبتعد عن الطريق بارادته فيخسر ابديته

6: 3 و هذا سنفعله ان اذن الله

وهو يقصد انه سيشرح لهم ذلك في زيارته ( عبرانيين 13: 23 )

ولكنه يكمل ويتكلم عن من شرد عن الطريق المحدد للرب

6: 4 لان الذين استنيروا مرة و ذاقوا الموهبة السماوية و صاروا شركاء الروح القدس

وهنا يقصد خطوات الطريق فيقول

استنيروا تابوا

ذاقوا الموهبة السماوية اي تعمدوا

صاروا شركاء الروح القدس اي حل عليهم الروح القدس

6: 5 و ذاقوا كلمة الله الصالحة و قوات الدهر الاتي

كلمة الله اي حلاوة كلمة الانجيل وتعزياته

وقوات الدهر الاتي اي عرف المواعيد بالقيامه والابدية

6: 6 و سقطوا لا يمكن تجديدهم ايضا للتوبة اذ هم يصلبون لانفسهم ابن الله ثانية و يشهرونه

وسقطوا اي انكروا المسيح وبعدوا عن طريقه وايضا تركوا يده بارادتهم لاي سبب اختاروه هؤلاء لايستطيع احد ان يجبرهم للتوبه لانهم باختيارهم ترك المسيح فهم اصلا لم يثبتوا فيه اولا . هم إرتدوا وفي عناد يرفضون الرجوع للإيمان وبإنكارهم وجحدهم للمسيح وربما بإساءتهم للمسيح يكونون كمن يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه = هم كما لو كانوا يكررون عملية صلب المسيح ثانية.كلمة لا يمكن تجديدهم للتوبة لا تشير أن الله قد أغلق مراحمه دونهم، بل الله يقدم الفرصة للشرير تلو الفرصة. ولكن عدم إمكانية تجديدهم راجع لعنادهم ورفضهم قبول الوسائل التي تجدد الحياة الروحية. الروح القدس يدعو بإستمرار للتوبة ولكن هناك من يقاوم الروح وهناك من يطفئ الروح وهناك من يحزن الروح. والسقوط على درجات تنتهى بالتجديف على الروح القدس وهنا لا يمكن التوبة، وهذا ما أسماه القديس يوحنا اللاهوتى الخطية التي للموت (1يو5: 16). ولنلاحظ أن من لا يتحرك دائماً للكمال والنمو فهو معرض للإنهيار، والإنهيار يصل لهذه الدرجة المخيفة وضياع فرصة التوبة.

ولكن هناك من يسقط عن ضعف ولكن الحب في قلبه والإيمان في قلبه مثل بطرس وهذا يسنده المسيح ويقيمه. ولكن هناك من يسقط بكل إرادته ونيته وتصميمه وهذا لا يمكن تجديده وهذا مثل يهوذا ولنلاحظ أن يهوذا عمل معجزات وأخرج شياطين. والقديس يوحنا ذهبى الفم استخدم هذه الآية ليشرح أن المعمودية لا تعاد لمن أنكر المسيح وعاد بالتوبة وفسرها كالأتى:

وسقطوا = أنكروا المسيح تحت ضغط الإضطهاد.. لا يمكن تجديدهم للتوبة = لا يمكن إعادة معموديتهم...

(كان بعض منهم إذ تعودوا على تكرار الإغتسال وهم يهود يريدون تكرار المعمودية وهنا الرسول يمنعهم).

إذ هم يصلبون = فالمعمودية هي صلب مع المسيح وإعادتها تكرار للصلب.

ويكمل ضاربا مثال يوضح ان هؤلاء في الاصل لم يثبتوا في الرب

6: 7 لان ارضا قد شربت المطر الاتي عليها مرارا كثيرة و انتجت عشبا صالحا للذين فلحت من اجلهم تنال بركة من الله

6: 8 و لكن ان اخرجت شوكا و حسكا فهي مرفوضة و قريبة من اللعنة التي نهايتها للحريق

القلب الذي يتقبل نعم الله المجانية هو كالأرض التي تتقبل المطر و عطايا ومواهب الروح القدس التي ننالها بالمعمودية والميرون وتعلم كلمة الله. ومن كانت له ثمار الروح القدس ( محبة فرح سلام طول اناه .... ) يباركه الله. أما من حل عليه الروح القدس ولم تكن في حياته ثمار من فضائل روحية بل أشواك خطية وشهوات ارضيه ورفض المسيح فهو معرض لنار الدينونة لانه اختار بنفسه ان يجدف علي الروح القدس .



اذا كلام معلمنا بولس الرسول يطابق كلام المسيح فهناك من يختار الرب ويسلك في طريقه هذا لا يتركه الرب يهلك اما من يختار بحريته ان يرفض الرب ويطفئ الروح القدس في داخله فهذا يتركه الرب وهو يختار بنفسه الهلاك والرب لن يجبره علي الرجوع



واختم بكلام القس الدكتور منيس عبد النور

وللرد نقول: لا يوجد تناقض. فقط نحتاج أن نعرِّف كلمة »المؤمن«. فالمؤمن الحقيقي لا يرتد أبداً والمسيح يحفظه، لكن المؤمن الظاهري هو الذي يرتدّ. والله وحده يميّز المؤمن الحقيقي من المؤمن المزيّف، كما أن الشخص يعرف نفسه، بالروح القدس الساكن فيه (رومية 8: 16).

في مثل الزارع (متى 13: 1-23 ومرقس 4: 1-20) نرى تفسير هذا كله. هناك أربعة أنواع من التربةالطريق، وهو الخاطئ الذي رفض أن يسمع كلمة الله، فلم يذقها. وهناك الأرض المحجرة، والأرض التي ينمو فيها الشوك. وهذان النوعان من الأرض ذاقا كلمة الله التي هي البذار، ونمت فيهما، فصاروا شركاء الروح القدس. لكن الكلمة اختنقت وماتت فيهما. هذا هو الإيمان المؤقّت المزيّف المظهري! وهناك الأرض الجيدة التي قبلت البذار وجاءت بالثمر.. فالمؤمن الذي من نوع الأرض الجيدة لا يرتد ولا يهلك، والآب يحفظه. والمؤمن الذي من نوع الأرض الحجرية أو ذات الشوك يهلك.



والمجد لله دائما