«  الرجوع   طباعة  »

هل قيافا نبي ؟ يوحنا 11 : 49-52



Holy_bible_1



الشبهة



ورد في يوحنا 11 :49-52  »49فَقَالَ لَهُمْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ قَيَافَا، كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِأَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ شَيْئًا، 50وَلاَ تُفَكِّرُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا!». 51وَلَمْ يَقُلْ هذَا مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ إِذْ كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، تَنَبَّأَ أَنَّ يَسُوعَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمُوتَ عَنِ الأُمَّةِ، 52وَلَيْسَ عَنِ الأُمَّةِ فَقَطْ، بَلْ لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ اللهِ الْمُتَفَرِّقِينَ إِلَى وَاحِدٍ.«.

وهنا ثلاثة أخطاء في هذا النص:

(1) هذا الكلام يعني أن رئيس كهنة اليهود نبي.

(2)  قوله » يَمُوتَ عَنِ الأُمَّةِ « يعني أن يكون موت المسيح كفارة عن اليهود فقط لا عن العالم، وهو خلاف ما يزعمه المسيحيون.

(3) كيف يعتبر يوحنا قيافا نبياً وهو الذي كان رئيس الكهنة حين أسر المسيح وأفتى بقتله ورضي بضربه كما في متى 26 :57-67(57وَالَّذِينَ أَمْسَكُوا يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، حَيْثُ اجْتَمَعَ الْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ. 58وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ إِلَى دَاخِل وَجَلَسَ بَيْنَ الْخُدَّامِ لِيَنْظُرَ النِّهَايَةَ. 59وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يَقْتُلُوهُ، 60فَلَمْ يَجِدُوا. وَمَعَ أَنَّهُ جَاءَ شُهُودُ زُورٍ كَثِيرُونَ، لَمْ يَجِدُوا. وَلكِنْ أَخِيرًا تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ 61وَقَالاَهذَا قَالَ: إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللهِ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ». 62فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُأَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هذَانِ عَلَيْكَ؟» 63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتًا. فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُأَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟» 64قَالَ لَهُ يَسُوعُأَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ». 65فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلاًقَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ! 66مَاذَا تَرَوْنَ؟» فَأَجَابُوا وَقَالوُا إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ». 67حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ، وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ 68قَائِلِينَتَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا الْمَسِيحُ، مَنْ ضَرَبَكَ؟».).



الرد



لم يتنبا قيافا ولكن كان يفكر في الامور السياسية ويخطط بشر حسب شهواته الارضيه , والرب حول كلامه الي نبوه تحققت بعد شرح معناها الصحيح وليس ما قاله هو ولهذا وضح يوحنا الحبيب خطأ كلامه في انه لا يموت عن الامه فقط بل ليجمع ابناء الله المتفرقين اي في العالم كله وليس اليهود فقط

وقبل ان ندرس الاعداد معا بشيئ من التفصيل اقدم فقط خلفيه تاريخيه بسيطة

المجتمع اليهودي كان عدة فئات منهم

الفريسيون وهم خلفاء الحسيديين الاتقياء ولكنهم اصبحوا متشددين وهم يجمعوا بين العهد القديم وبين تقليد الشيوخ ويطبقون الناموس الحرفي بقصر فهم وبطريقه خطأ ولكنهم يؤمنون بالقيامه والقدرية والمسيا في فكرهم ملك ارضي يبقي الي الابد ويرجع للامه اليهودية السلطان ويهزم الاعداء الرومان ويجعل بقية الامم تخضع لليهود وتقدم لهم هدايا فهمهم هو السلطه العسكرية وطرد الرومان وهم الاكثر عدد

الصدوقيون هم علي خلاف مع الفريسيين ولكنهم لايقدرون ان يخسروهم لان المجتمع اليهودي ضعيف ولو حدث فيه انقسام اكثر ممكن ان يخرب من الرومان وهم يؤكموا فقط بالعهد القديم ويرفضوا تقليد الشيوخ وهم ايضا لايؤمنوا بالقيامة ويؤمنون بالحرية وليس الجبرية ويبحثوا ايضا عن الملك الارضي وهم اقل عدد من الفريسيين ولكنهم الاغني والاكثر مكانة ومنهم رئيس الكهنة المعين قيافا ورئيس الكهنه المخلوع ولكنه يحتفظ بمكانته وهو حنانيا حمي قيافا لان الوالي الروماني فاليروس جراتوس أسقط حنان رئيس الكهنة من رتبته سنة 14م. بعد أن كان قد شغلها 7سنوات. ولكن ظل تأثيره قوياً بسبب قوة شخصيته. حتى أن الشعب إستمر يعترف به كرئيس للكهنة بالرغم من إقالته. وتوّلى بعده رئاسة الكهنة عدة أفراد من عائلته كان آخرهم قيافا، الذي شغل رياسة الكهنوت في الفترة من سنة 25- سنة 36م أي طوال فترة خدمة الرب يسوع.   وكان قيافا معروفاً بالجهل والقسوة. وأسقطه الوالي فيتلوس الذي أتى بعد بيلاطس.

ويوجد فئة اخري هم الاسينيون وهم المنعزلون وهم اضيق رايا وتعليما وايضا الكتبه المسؤلين عن كتابة وتفسير وتطبيق الناموس ويطلق عليهم ناموسيين

وكان في سنة 6 م ان الرومان نزعوا سلطان اليهود في العقوبات فاصبح ليس من حق اليهود ان يحكموا بالموت علي احد وهذا احزن اليهود جدا وقالوا قد نزع منهم السلطان قبل ان ياتي المسيا وهم بعد هذا الوقت لايحتملون اي انشقاق لكي لايتركوا الفرصه للرومان بان ينزعوا سلطان اكثر من ذلك منهم

والموقف الذي يتكلم عنه يوحنا الحبيب هو بعد معجزة اقامة اليعازر وهذه المعجزه ضربت كل اليهود اعداء المسيح فإجتمع أعداء المسيح معاً فمعجزة إقامة لعازر ضد إيمان الصدوقيين لانه اثبت لهم ان هناك قيامة وضد الفريسيين لان الفريسيون يدعون ان انسان كاسر للناموس والسبت وضد مراكز رؤساء الكهنة والكتبة وضد مصالحهم المادية وسلطانهم وشعبيتهم لذلك فمن هذه اللحظة تولى رؤساء الكهنة التخطيط لقتل المسيح بنفسهم وليس الفريسيين فقط الذين كانوا يحاولوا قتله. فهو يصنع معجزات وهم بلا أي قوة. والعجيب إعترافهم أن يسوع يصنع آيات كثيرة ومع هذا لم يؤمنوا. وكان رأيهم أن عدم حفظ السبت الذي كان المسيح في نظرهم الضيق يكسره بمعجزاته بالإضافة للحياة السماوية التي يطلبها (وكل همهم هو الماديات)، ستخلخل التمسك بالأرض والغيرة على الميراث الأرضي والآبائي والناموسي، فيسهل هذا للمستعمر الروماني الإستيلاء على الأرض والحكم معاً، أو أنه بسبب هذه الثورة الروحية (تجمهر الناس وراء المسيح) يستولى الرومان على ما بقى من سلطة رئيس الكهنة والسنهدريم. هم خافوا أن الرومان يعتبروا أن جمهرة الناس حول المسيح هي ثورة وطنية فيحرموا الكهنة من إمتيازاتهم لأنهم لم يخمدوها. وتتلاشى عناصر الأمة اليهودية التي تقوم على الأرض والناموس. خصوصاً حينما رأوا كثرة المؤمنين بالمسيح وأن الجماهير تريده ملكاً فخافوا على مراكزهم أن يخمد الرومان هذه الثورة ويهدموا الهيكل، فحولوا الموضوع لقضية وطنية لانهم سابقا اصدروا قرار بمقاطعته وحرمان وطرد كل من يقول ان يسوع هو المسيح ولكن هذا القرار لايكفي في هذا الموقف

انجيل يوحنا 11

11: 47 فجمع رؤساء الكهنة و الفريسيون مجمعا و قالوا ماذا نصنع فان هذا الانسان يعمل ايات كثيرة

11: 48 ان تركناه هكذا يؤمن الجميع به فياتي الرومانيون و ياخذون موضعنا و امتنا

والمقصود بياخذون موضعنا اي الهيكل والتهديد بتخريبه

وامتنا اي فقدان حريتهم السياسية والدينية ويتضح من هنا نفاقهم فالرومان كانوا يحتلونهم فعلاً ومسيطرين على بلادهم ولكن كان الخوف على مراكزهم وأموالهم ومن أن يسلبهم المسيح من نفوذهم وسلطانهم على الشعب. وأكثرهم خوفاً كان قيافا رئيس الكهنة. وبحكم مركزه كان رئيساً لمجمع السنهدريم (مجلس الشيوخ اليهودي) والذي كان له السلطان الأعلى على اليهود في أمور دينهم ودنياهم. وله تجارته في الهيكل وله منها مكاسب مادية ضخمة خاف من ضياعها. ونلاحظ أنه إذا إنطلق الفكر من زاوية المصالح الشخصية يضل الإنسان. ولقد هدم الهيكل فعلاً ولكن بسبب ثورات اليهود ضد الرومان ولأن الله كان قد تخلى عنهم. إذ قتلوا يسوع.

11: 49 فقال لهم واحد منهم و هو قيافا كان رئيسا للكهنة في تلك السنة انتم لستم تعرفون شيئا

هو رئيس كهنة من سنة 25 م ولكن تبير في تلك السنه اي السنه التي سيقدم فيها يسوع نفسه ذبيحة

وهو يقول للباقيين انتم لستم تعرفون شيئا فهو رغم انه مشهور بجهله وقسوته الا انه كان يتعالي ويعتبر الاخرون هم جهلاء وهو وحده الحكيم لانه رئيس الكهنة

11: 50 و لا تفكرون انه خير لنا ان يموت انسان واحد عن الشعب و لا تهلك الامة كلها

فهمنا جيدا الخلفية السياسية التي يتكلم قيافا من منطلقها فهو يخاف علي تجارة الهيكل ويخاف علي منصبه ونفوزه وايضا الصدوقيون متضايقين من المسيح لاجل امر القيامة والفريسيون هم اعداؤه لتوبيخهم ولانهم يعتبرونه كاسر السبت

فقال قيافا كفكر سياسي ان افضل شيئ ان يقتل هذا الانسان وبهذا لاتكون هناك فتنه ولا تهلك الامه اليهودية لانه لو حدث فتنه سيتدخل الرومان ويخربون الهيكل ويدمرون اورشليم وكان هذا التهديد قائم. فهو قدم رائ حسب الفلسفة البشرية أنه منطقي وصادق مبني على فكرٍ سليمٍ، غير أنه في الحقيقة كان مبنيًا على مشاعر شريرة ورغبة قوية للخلاص من ذاك الذي سحب شعبيتهم وفضح شرهم. جاء في إشعياء النبي: "قد ارتد الحق إلى الوراء، والعدل يقف بعيدًا، لأن الصدق سقط في الشارع، والاستقامة لا تستطيع الدخول" (إش ٤٩: ١٤).

فهو لا يتكلم بالنبوة ولكن الرب حول كلامه لنبوة تحققت بعد ان صححها يوحنا الحبيب

11: 51 و لم يقل هذا من نفسه بل اذ كان رئيسا للكهنة في تلك السنة تنبا ان يسوع مزمع ان يموت عن الامة

فالرب رغم شر قيافا ارشده ان يقول هذا التعبير رغم انه لا يفهم جيدا ما يقول

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 1: 7


يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا مُعَلِّمِي النَّامُوسِ، وَهُمْ لاَ يَفْهَمُونَ مَا يَقُولُونَ، وَلاَ مَا يُقَرِّرُونَهُ.



كانت نبوة قيافا صحيحة بالرغم من أنه كان له قصد مختلف لكن ما تفوه به كان حقاً وكثيرا ما استخدم الرب اشرار لخير الصديقين فبلعام ابن بعور نطق مثله الشهير عن المسيح رغم انه كان شرير في هذا الوقت

فيوحنا رأى في كلمات قيافا نبوة عن عمل المسيح الفدائي فالمسيح مات فعلاً حتى لا يموت كل الناس.

ولكن يوحنا عدل كلام قيافا فقال

11: 52 و ليس عن الامة فقط بل ليجمع ابناء الله المتفرقين الى واحد

لان قيافا يتكلم فكر سياسي فقط فيتكلم عن اليهود اما يوحنا الحبيب فيوضح ان بالفعل والذي لا يعرفه قيافا ان المسيح جاء ليموت عن العالم كله ويجمع ابناء الله المتفرقين في كل العالم الي الله

11: 53 فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه



فقيافا ليس نبي ولكنه تفوه بكلام لا يفهمه بغرض سياسي راي منه يوحنا الحبيب انه يصلح ان يكون نبوة ولكن بعد التعديل

ولهذا النقطه الثانية وهي نقطة هل المسيح يموت عن اليهود فقط هذه خطأ لان قائلها قيافا الذي تكلم بكلام غير دقيق احتاج يوحنا ان يصححه

والمسيح اتي الي العالم ومات عن العالم وهذه شرحتها تفصيلا في ملف

هل السيد المسيح نبي لليهود فقط



والنقطه الثالثه لايعتبر قيافا نبيا فمن يقول شيئ ويصدف حدوث بعضه لا يعتبر نبي ولم يقل الكتاب انه نبي بل يقول انه ( تنبا ان يسوع مزمع ان يموت عن الامة ) وفي نبوته جزئين الاول صحيح وهو موت المسيح عن الاخرين ويصلح كنبوة والجزء الثاني غير صحيح وهو موت المسيح سياسيا عن امة اليهود فقط وهذا غير صحيح

وقال الكتاب

سفر التثنية 13

1 «إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلْمًا، وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً،
2
وَلَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ الَّتِي كَلَّمَكَ عَنْهَا قَائِلاً
: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا،



سفر التثنية 18

21 وإن قلت في قلبك: كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب

22 فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر، فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب، بل بطغيان تكلم به النبي، فلا تخف منه



ولهذا فهو قال توقع جزء منها صدق كنبوة ولكنه ليس نبي وتصرفاته ضد المسيح لاعلاقه لها بما قاله يوحنا

فالملخص كما قال القس منيس عبد النور

عندما قال قيافا إن المسيح يجب أن يموت عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها، كان يعلن فتوى سياسية صادقة وبعيدة النظر، فقد رأى شعبه يلتفُّ حول المسيح صانع المعجزات، فأدرك ببصيرته السياسية أن الرومان سينزعجون ولا بد يهاجمون الأمة كلها. فكان موت المسيح خيراً من هلاك الشعب كله.. وقد حلَّل يوحنا كلمات قيافا بمعنى أن الله يحوّل شر الأشرار إلى خير، فقد تنبأ قيافا سياسياً بما أراده الله روحياً. وهو كرئيس كهنة نطق دون أن يقصد بما أراده الله أن يتم، وجعل الله لكلماته معنى غير الذي قصده، وهو أن موت المسيح يفدي العالم.. لم يكن قيافا نبياً حقيقياً، ولم يلهمه الله أن يتنبأ، وهو نفسه لم يعرف أن ما قاله نبوَّة، لكن البشير يوحنا أطلق على ما قاله قيافا نبوَّة لأن ما قاله تحقق بقصد الله وتعيينه.



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

v     لم يتكلم قيافا رئيس الكهنة من نفسه، ولا أدرك معنى ما قاله، مع أنه نطق بنبوة. وفي بولس أيضًا وجد بعض معلمي الناموس "وهم لا يفهمون ما يقولون، ولا ما يقررونه" (١ تي ١: ٧). لكن ليس هذا حال الإنسان الحكيم الذي يقول عنه سليمان في الأمثال: "الحكيم يفهم كلمات فمه ويحمل تعقلاً على شفتيه" (راجع أم ١٦: ٢٣).[1235]

العلامة أوريجينوس

v     أرأيت كم هي قوة الرئاسة الكهنوتية، لأن قيافا لما تأهل لرئاسة الكهنوت، على الرغم من كونه خاليًا من أن يكون مؤهلاً لها تنبأ، غير عارفٍ ما قاله. فقد استخدمت النعمة فمه فقط، ولم تلمس قلبه الدنس. وآخرون كثيرون قالوا أشياء قبل كونها وتنبأوا، وكانوا قد فشلوا في أن يكونوا أهلاً لذلك، وهم: نبوخذنصر وفرعون وبلعام. أنظر كم هي قوة الروح، إذ اقتدرت أن تُسخر نية خبيثة للنطق بألفاظٍ مملوءة نبوة عجيبة[1236].

v     ماذا يعني: "إذ كان رئيسًا للكهنة في تلك السنة"؟ هذا الأمر كغيره قد فسد، فإنه منذ صارت تلك الوظائف موضوع شراء (بالمال)، لم يعودوا كهنة مدى حياتهم وإنما لمدة عام. ومع هذا كان لا يزال الروح حاضرًا في هذه الحالة. ولكن عندما رفعوا أيديهم ضد المسيح تركهم الروح وتحول إلى الرسل. هذا أعلنه الحجاب الذي انشق، وصوت المسيح القائل: "هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا" (مت ٢٣: ٣٨). قال يوسيفوس الذي عاش فترة قصيرة بعد ذلك أن ملائكة معينين الذين بقوا معهم لعلهم يرجعون (عن شرهم) تركوهم[1237].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"وليس عن الأمة فقط،

بل ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد". [52]

جاءت هاتان العبارتان شرحًا يقدمه الإنجيلي يوحنا كيف استخدم الله حتى شر رئيس الكهنة للشهادة للحق، والتنبؤ عن عمل المسيح الخلاصي لحساب اليهود، بل ولحساب أبناء الله في كل العالم من اليهود والأمم معًا.

من هم أبناء الله المتفرقون؟ المؤمنون من كل الأمم، إذ يجتمعون معًا كأعضاء في جسد المسيح الواحد. يرى العلامة أوريجينوس أن إسرائيل حسب الجسد أيضًا بعد التشتيت يقبلون الإيمان بالمسيح ليجتمعوا معًا إلى واحد[1238].



والمجد لله دائما