كيف يخرج لعازر من القبر ويداه ورجلاه مربوطات باقمطة ؟ يوحنا 11: 44



Holy_bible_1



الشبهة



يقول يوحنا 11: 44 فخرج الميت و يداه و رجلاه مربوطات باقمطة و وجهه ملفوف بمنديل فقال لهم يسوع حلوه و دعوه يذهب

وهذا مستحيل فكيف انسان كفن ويداه ورجلاه مربوطه ووجهه ملفوف يقوم من رقاده ويمشي الي خارج القبر ؟



الرد



الحقيقه لايوجد اي مستحيل في ذلك هو فقط سوء تخيل من المشكك فالاقمطه هو لا يشبه التكفين المصري الذي يلف الجسد بشرائط ويربط جيدا مما يعوق الحركه تماما ولكن هو يوضع في رداء واسع ومع دراسة الكفن اليهودي وشكله وشكل القبر نعرف ان هذا متاح

التكفين اليهودي

بعد تطهير وتجهيز الجسد يلف بكفن يسمي تكريكيم

والتكركيم هو حله بيضاء من الكتان الابيض بدون جيوب ولها اكمام

وصورتها

وبعد ان يوضع فيها الجسد

يغطي الوجه بمنديل من شاش

ثم يبدؤا بربط الاطراف الثلاثه عند الرقبه والصدر والحقوين بطريقه متسعه

فمكان القدمين يتسع للحركة بسهوله

وهذا واضح ايضا من كفن المسيح ( تورينو )

والمكان عند القدم يتسع لحركه متوسطة

اذا عندما قال اليعازر من الموت كان في امكانه وهو مرتدي التكركيم ان يقف وان يري امامه من خلال المنديل الشفاف وان يتحرك بقدماه في داخل التكركيم



ثانيا القبر اليهودي هو ليس شقه متسعه عميقه وكن هو فقط تجويف صغير يكفي الجسد ويغلق بحجر

وهم يتركون الجسد علي الطاوله الحجريه

ثم بعد فتره طويله بعد تحلله ياخذ العظام المتبقي ويوضع في عظامه ويترك المكان لجسد اخر للعائله فيما بعد



ويوحنا الحبيب يقول

انجيل يوحنا 11

11: 39 قال يسوع ارفعوا الحجر قالت له مرثا اخت الميت يا سيد قد انتن لان له اربعة ايام

11: 40 قال لها يسوع الم اقل لك ان امنت ترين مجد الله

11: 41 فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا و رفع يسوع عينيه الى فوق و قال ايها الاب اشكرك لانك سمعت لي

هنا المسيح يامرهم ان يشتركوا في المعجزه فهو الذي سيقيم الميت يقدر ان يرفع الحجر بكلمه منه ولكنه لا يلغي دور الانسان وايضا تحريكهم للحجر يجعلهم شهود عيان إذ يروا الجسد الملفوف ويشتموا رائحة العفونة ويلاحظوا المعجزه في قيامته وتغير رائحته ورجوع جسده الي الحاله الطبيعية لان هذه المعجزه ليست بالبساطه التي نتخيلها بمعني نام ثم قام ولكنه مات وانتن واعضاؤه تحللت والمسيح لن يرجع له الروح فقط بل سيعيد كل اعضاؤه مره اخري الي العمل وينزع عنها التحلل والعفونه مره اخري

فالمسيح في هذه المعجزه هو ليس فقط يخلق كل خليه في جسد لعازر مره اخري بل يحولها من حالة التعفن الي خليه حيه بدون تعفن

ولا يوجد انسان ولا نبي اقام ميت بعد ان تحلل جسده ولا يوجد طبيب علي مدار تاريخ البشريه استطاع ان يجعل عضو في الجسد ان يعمل مره اخري بعد ان بدا يتحلل ويتعفن

مع ملاحظة الذين دحرجوا الحجر هم كشفوا التجويف ويقفون بجانب الباب والميت امامهم علي بعد ثلاث او اربع خطوات علي الاكثر

11: 42 و انا علمت انك في كل حين تسمع لي و لكن لاجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا انك ارسلتني

11: 43 و لما قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجا

فالمسيح بتكلمه بصوت مرتفع امرا لعازر ان يقوم وان يخرج من القبر الذي بابه مفتوح والذي يقف علي بابه الذين دحرجوا الحجر . والمسيح يعي انه لا يامره ان يقف فقط بل ان يخرج من القبر

11: 44 فخرج الميت و يداه و رجلاه مربوطات باقمطة و وجهه ملفوف بمنديل فقال لهم يسوع حلوه و دعوه يذهب

والميت قام وفقط واحتاج ان ينتصب ثم ينثني انحناءه بسيطه ليضع قدمه علي الارض ويقف عليها ثم يتحرك خطوتين او ثلاثه قصيرين فيكون امام الرجال الواقفين امام الباب او حتي بدون ان يخطي لو قفز قفزه صغيره سيكون امامهم

وبالنسبه للتوجه فهو من خلال المنديل يقدر ان يراهم وبخاصه ان القبر مظلم وخارج القبر مضيئ فهو يقدر ان يتجه فقط الي مصدر النور

والعدد لم يقل ايضا خرج ماشيا ولكن فقط خرج فقد يكون خرج يحبو او يعرج او يقفز او يزحف او اي وسيله اخري ( ولكن اؤمن انه خرج واقفا )

و العدد ايضا وضح ان حركته لم تكن حره لهذا امر المسيح مباشره ان يحلوه فهذا يدل انه بالفعل قام وبدا يتحرك خطوات قليله ولكن لايستطيع ان يتحرك بسهوله بسبب الاقمطه

واخيرا حتي لو افترضنا انه بالفعل مقيد تماما قدماه ورجلاه ولا يستطيع ان يخرج فهل يصعب علي المسيح الذي اقامه من الاموات بعد ان مات وبقي في القبر اربعة ايام وانتن ان يجعله يخرج حتي بدون ان يمشي ؟

المسيح الذي اعطي القدره لخلاياه ات تعود حيه وعضلاته ان تتحرك الا يقدر ان يجعله يكون امام الباب ؟

المسيح الذي جعل الحديد يطفو علي الماء ايام اليشع وجعل بطرس يمشي علي الماء وجعل ايليا يخطف الي السماء في مركبه ناريه الا يقدر ان يجعل لعازر يتقدم خطوتين بدون ان يمشي ؟

هذا سؤال فقط من عديمي الايمان



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

v     يقول يوحنا الرسول عن لعازر: "فخرج الميت" لنرى في فعل السيد المسيح شاهدًا له بسلطانه. وقوله: "فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل"، لكي لا يُظن أن الفعل خيالاً.فإن خروجه مربوطًا يبدو أنه ليس بأقل عجبًا من قيامته.وقول السيد المسيح للجمع: "حلوه" فلكي إذا لمسوه واقتربوا منه يعرفون بالحقيقة أنه هو ذاك. وقول السيد المسيح: "ودعوه يذهب"، لتعرف عزمه الخالي من التفخيم، لأنه ما اتبعه ولا اقتاده، ولا أراد أن يمشي معه حتى يريهم إياه.

القديس يوحنا الذهبي الفم

v     يلزمنا أن نهتم بهذا أيضًا، أن نقدم عملاً لائقًا بيسوع، فليس فقط نصلي لكي يصير الميت حيًا، بل أيضًا نصرخ إليه وندعو ذاك الذي في داخل الكهف والقبر إلى الأمور الخارج من القبر.

يلزمنا أن ندرك أنه يوجد لعازر كثيرون حتى الآن بعد أن صاروا أصدقاء يسوع، مرضوا وماتوا، وكموتى صاروا في القبر في أرض الأموات مع الموتى، ومؤخرًا صاروا أحياء بصلاة يسوع، ودعوا ليخرجوا من القبر إلى الخارج بصوت يسوع العالي.

من يثق في يسوع يخرج بالأربطة الخاصة بالموت من خطاياه السالفة، لكنه لا يزال مربوطًا حول وجهه، فلا يقدر أن يرى، ولا أن يمشى، ولا أن يفعل شيئًا ما بسبب أربطة الموت، حتى يأمر يسوع القادرين لكل يحلوه ويدعوه يمشي.[1230]

v     مثل هذا يخرج من أجل صوت يسوع، لكنه لا يزال مربوطًا برباطات خطاياه. إنه حي، لأنه تاب وسمع صوت يسوع، لكنه إذ لم يتحرر بعد من رباطات الخطية لا يقدر أن يسير في الحال بقدمين متحررتين، وبكونه لم يتحرر ليتمم الأمور الفائقة فقد ارتبطت يداه وقدماه بأربطة كأربطة الموتى.

مثل هذا الإنسان بسبب الموت الذي فيه ملتصقًا بأربطة يديه وقدميه تغطى وجهه بالجهالة، وارتبط به حوله.

لهذا فإن يسوع لا يرغب فيه أن يعيش فحسب ويبقى في القبر ويكون مربوطًا عن أمور الحياة التي في خارج القبر... لذلك يقول يسوع للقادرين أن يخدموه: "حلوه ودعوه يمشي"[٤٤][1231].

العلامة أوريجينوس



والمجد لله دائما