هل لايوجد ولا بار واحد ام كل من كان قبل الناموس بار ؟ رومية 3: 10 و رومية 7: 8

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

جاء في رومية 3 :10  » أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ.« وهذا وصفٌ لكل الناس في كل زمن. ولكن جاء في رومية 7 :8 »8وَلكِنَّ الْخَطِيَّةَ وَهِيَ مُتَّخِذَةٌ فُرْصَةً بِالْوَصِيَّةِ أَنْشَأَتْ فِيَّ كُلَّ شَهْوَةٍ. لأَنْ بِدُونِ النَّامُوسِ الْخَطِيَّةُ مَيِّتَةٌ.« مما يعني أن الذين عاشوا قبل نزول الناموس أبرار.

 

الرد 

 

الحقيقه هذه شبهة لا اصل لها ولكن فقطت نبعت من تفسير خطأ للمشيح لانه لم يرجع الي اي مرجع مسيحي ليفسر له العدد لانه لايوجد مفسر مسيحي معتمد واحد قال بهذا التفسير 

والعددين قالهما معلمنا بولس الرسول في نفس الرساله التي يوضح فيها ان الناموس مهم كتوضيح للخطية ولكن لا يبرر منها 

وباختصار كل البشر من اول ادم اخطأوا ولكن قبل الناموس لم يكن هناك تعريف واضح للخطية وفقط كان يوجد ضمير الانسان الذي يحكم انه يفعل صلاح ام شر ولكن بدون حدود واضحة 

ولكن الذي يظهر الخطية وعقوبتها هو القانون الذي يجرم الخطية بمعني ان الانسان في دولة لا تجرم السرقه سيكون السرقه له مسموحه وليست خطية الا ان ضميره غير مستريح الي السرقه 

والناموس بمعني قانون اهميته انه ليس اظهار الخطية وعقوبتها فقط بل يجعل الانسان التي هي طبيعته خيرة يفرح بتطبيقه 

وارجو مراجعة ملف 

معني كلمة ناموس

والمعني الذي قصده معلمنا بولس الرسل 

في رسالة روميه معلمنا بولس يوضح

 الخطيه وان الكل خطاه واحتياجنا للخلاص بدم المسيح وان التبرير فقط بربنا يسوع المسيح 

يعالج مشكله حدثت بين المسيحيين من اصل يهودي والذين من اصل اممي بسبب الناموس ويرد علي المسيحيين من اصل يهودي الراغبين في العوده الي حرفية الناموس ويتفاخروا علي المسيحيين من اصل اممي فوضح لهم ان الناموس والانبياء انما فقط ليقود الي المسيح ومفهوم القداسه القلبيه وعمل النعمه وفي المسيح الكل متساوي

وفي الرساله يركز في المقدمه ومن الاصحاح 1- 3 علي الحاجه الي المخلص وبخاصه في الاصحاح 2 حاجة اليهود الي المخلص بعد ان وضح لهم ان الناموس بدون المسيح بلا نفع والختان بلا نعمه غرله 

وفي الاصحاح الثالث 

بعد ان وضح في الاصحاح الثاني مكانة الناموس بالنسبه للمسيح يتوقع ان اليهود سيثوروا عليه ويتسائلوا في غضب عن رايه في اهمية العهد القديم عهد الختان وهل هو ضد اليهود ؟ فبدا بهذا السؤال 

3: 1 اذا ما هو فضل اليهودي او ما هو نفع الختان 

فبعد ان اوضح ان اليهودي والاممي الذي يرضي الله بايمانه واعماله هو المسيحي ولكنه لا يقلل من اهمية معاملات الله مع شعبه قبل تجسده فيوضح بطريقة سؤال ان يوجد فضل لليهودي وتاريخه ويوجد اهمية للختان قبل المسيح بالطبع 

3: 2 كثير على كل وجه اما اولا فلانهم استؤمنوا على اقوال الله 

فيقول لهم فضل كثير من اوجه مختلفه اولا لانهم استلموا الناموس فليس لهم فضل شخصي ولكن فضلهم في اعطاء الله الناموس لهم ففضلهم في اختيار الله لهم لحفظ الناموس وهذا يعتبره امر اغلي من اي شئ اخر في العهد القديم ويكمل هذه النقطه في الاصحاح 9 

فامين المكتبه ليس له مجد في ذاته ولكن في الكتب الموجوده عنده واهميتها فهذا دور اليهودي في ائتمانه علي اسفار اقوال الله وهذا الامر فيه افتخار لكل يهودي من اول ابراهيم الذي اختاره الله وعده بمباركة نسله واكد الوعد لاسحاق ثم ليعقوب والامم تباركوا في نسل ابراهيم واسحاق ويعقوب 

وبهذا وضح ان الناموس له قيمه مهمه لانه لو كان بلا قيمه لما اختار الله شعب وائتمنهم عليه ومره ثانيه ان المجد ليس في ذاتهم بل في نامس الله المعطي لهم من الله 

3: 3 فماذا ان كان قوم لم يكونوا امناء افلعل عدم امانتهم يبطل امانة الله 

ولكن معلمنا بولس الرسول يوضح نقطه هامه وهي ان اليهود اخطؤوا وكان بعضهم في اوقات كثيره غير امناء وبخاصه الكتبه والفريسيين فهل عدم امانتهم تبطل خطة الله للخلاص وتبطل امانته الله التي وعد بها كثيرا ووضح انه سيفدي العالم ؟ بالطبع لا 

وهو قال قوم وليس كل اليهود فيوضح ان ليس كل اليهود غير امناء ولكن كان بعضهم امين وبعضهم لا فهو لا يعمم الخطا ولكن يذكرهم بمخالفتهم الكثيره لوصايا الله التي ائتمنهم عليها وهم كانوا مخالفين كاسرين العهد وبهذا هم كاذبين فيكمل ويقول 

3: 4 حاشا بل ليكن الله صادقا و كل انسان كاذبا كما هو مكتوب لكي تتبرر في كلامك و تغلب متى حوكمت 

حاشا ان يكون الله غير امين او غير قادر علي تنفيذ خطته وهو يبقي صادق حتي لو ليس اليهود فقط بل العالم كله اصبح خطاه فسيكون امين باستمرار امانه مطلقه وكل انسان مهمي كان امين وصادق او ادعي الامانه والصدق بمقارنته بالله سيكون كاذب بالطبع ولم يكمل الرسول بولس في ذكر خطايا اليهود الكثير بل تمسك بكلام الذي يعتبروه من اقدس رجالهم وهو داوود النبي الذي اعترف امام الله في المزمور  بانه لا يستطيع ان يحاكم الله ولا ان يفتح فمه امام الله  لان داود انسان خاطي والله كلي البر وكل كلامه بر وكل احكامه عدل فان كان داود امام الله مليئ بالخطايا ويعتبر انسان كاذب وكاسر للعهد فبالطبع اي انسان يهودي او غير يهودي ايضا كاذب اي خاطئ وكاسر عهد مع الله 

وبهذا يكشف انه لا افتخار لاي يهودي ولا اي اممي ايضا فلا يجب ان يفتخروا علي بعضهم لانهم وكل انسان امام الله كاذب وخاطئ وغير امين 

3: 5 و لكن ان كان اثمنا يبين بر الله فماذا نقول العل الله الذي يجلب الغضب ظالم اتكلم بحسب الانسان 

وبعد ان انتهي من الرد علي سؤال اليهود وهو اهمية اليهودي ونفع المختتن ووضح انه حتي لو هو غير امين يبقي الله ظاهر بامانته يبدا هنا يبدا في عرض سؤال اخر يقوله علي لسانه هو كما لو كان هو قائله فيؤكد انه يتكلم عن اي انسان ( بحسب انسان ) اي انه هذا ليس كلامه الشخصي بل نيابه عن اي سائل يعترض بمعني انه يطرح شبهه ويرد عليها 

اي انسان يتسائل لو باثمي يظهر ان الله بار جدا وامين جدا فاذا الذي يعاقب يكون عوقب لانه اظهر ان الله بار وهذا مقياس خطأ لان الذي يقول ذلك يدعي انه يظهر بر الله او انه له فضل علي الله ولكن بالحقيقه لااحد له فضل علي الله فالله بره ظاهر بدون ما ان يظهره احد بفعل الخطيه وهذه حجه مرفوضه ويقف امام من يحاول ان يبرر خطيته مثل اليهود الذين امنوا ويقولوا ان بخطية اليهود في صلب المسيح تم الخلاص 

3: 6 حاشا فكيف يدين الله العالم اذ ذاك 

وهذا ردا علي من استغل كلام معلمنا بولس الرسول حيث كثرت الخطيه ازدادت النعمه جدا ولكن يقصد بها ان الله يخرج خير من قلب الشر ومن الجافي حلاوه فليس هناك فضل للجافي بل الفضل لله الذي اخرج من الجافي حلاوه فالله يستطيع ان يدين الجافي لو استمر في خطيته حتي ولو اخرج من الله خيرا فالخير من عمل الله اما الخطيه من عمل الانسان الخاطي الذي يجب ان يدان عليها حتي ولو كان يهودي ويكمل ليؤكد ذلك المعني ويذكر حجة الانسان الخاطئ الذي يريد ان يبرر خطيته مثل اليهود 

3: 7 فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا ادان انا بعد كخاطئ 

ويكمل بذكر سؤالهم علي لسانه ( عدد 5 اتكلم بحسب انسان ) ليرد عليه ويقول فاي انسان يدعي ان الله لن يستطيع ان يدينه لانه بمخالفته للوصيه وبخطيته وبكذبه اي كسر العهد هو اظهر ان الله امين في عهده 

وهذا سؤال استنكاري بمعني كيف يقول ذلك احد فبعد ان قال معلمنا بولس في عدد 4 ( كل انسان كاذاب ) فيوضح ان من يقول ذلك فهو فعلا خاطئ يريد ان يبرر خطئته ليظهر بار في عين نفسه وهو بهذا يقصد اليهود في انهم يريدون ان يتبرروا من خطيتهم بان خطيتهم اظهرت بر المسيح 

وهو تكرار لما قاله في عدد 5 بطريقه اخري ليقطع هذه الشبهه من جزورها فيقصد بالطبع بكذبي ادعاء البعض ان اثمهم يبين بر الله 

ويشرح هذا ويقول 

3: 8 اما كما يفترى علينا و كما يزعم قوم اننا نقول لنفعل السيات لكي تاتي الخيرات الذين دينونتهم عادلة 

ويوضح ان هذا ليس كلامه بل كلام من يفتري عليه وعلي المسيحيين من غير المسيحيين فهو بهذا يعاتب اليهود ويقول بان لو المسيحيين اليهود اصروا علي دفاعهم بان بسبب خطية بعض اليهود صلب المسيح وتم بر الله, سيمسك هذا القول الغير مسيحيين ويدعوا ان المسيحيين يبشروا بفعل السيئات لكي تاتي الخيرات 

ولكن هؤلاء الغير مسيحيين دينونتهم عادله لان الله يعاقب الخاطي الغير تائب علي خطيته وبخاصه المعاندين المشككين الذين يريدون ان يصتادوا كلمه من المسيحيين مثل هذه ويفتروا علي المسيحيين ( وللاسف نري نفس الموقف حتي اليوم لان قائدهم واحد وهو الشيطان ) 

واذا كان افتروا علي رب المجد نفسه وقالوا انه يصنع المعجزات بسلطان بعلزبول افلن يفتروا علي رسل المسيح مثل معلمنا بولس الرسول ويقولوا انه كاذب ؟

وبعد ان انهي الرد بوضوح بان الله بار ومن يدعي ان الخطيه توضح بر الله فهو انسان كاذب ويعطي حجه لاعداء الله ان يفتروا علي المسيحيين وهذا هو ما فعله اليهود بدون ان يقصدوا بافتخارهم فاليهود لهم دورهم المهم ولكن ليس لهم افتخار علي الله . افتخارهم هو بالله وليس علي الله . 

ويكمل ان ايضا لا يفتخر احد علي اليهود ويقول 

3: 9 فماذا اذا انحن افضل كلا البتة لاننا قد شكونا ان اليهود و اليونانيين اجمعين تحت الخطية 

فيؤكد ان اليهود واليونانيين والكل كان مباع تحت الخطيه ويقول انحن لانه يهودي الاصل فيقول هل اليهودي افضلا كلا البته فلا يفتخر اليهود علي اليونانيين ولا يفتخر اليونانيين ايضا علي اليهود والكل خاطئ ومباع تحت الخطيه 

3: 10 كما هو مكتوب انه ليس بار و لا واحد 

ولا يوجد انسان بار في ذاته وفي كل تصرفاته لانه ا

ولا حامل لطبيعة الخطية في بشريته من ادم 

وثانيا لان بمقياس البر ان الانسان امام الله ليس بار بطريقه مطلقه ولكن قد يكون بعض البشر ابرار نسبيا 

ثالثا الانسان في اي تصرف لايستطيع ان يكون حسن بطريقه مطلقه فقد يخطئ ولو حتي بفكره ويحسب له حماقه 

3: 11 ليس من يفهم ليس من يطلب الله 

لا يوجد من يصل الي فكر الله النقي والكثيرين للأسف أيضاً لا يعرفون سوي ملذات العالم وإغراءاته. لكن كلما يتنقى القلب يستطيع الإنسان أن يبصر ويدرك لذة الله (أنقياء القلب يعاينون الله) وهذا ما تفعله التوبة ولهذا في عدم وجود ناموس قد يجعل البعض يستمر في عماؤه ولكن في وجود الناموس يدرك ان ما يفعله خطأ وعليه ان يختار ان يتوب ويؤمن فيتبرر او يصر علي ان يكمل في الخطية فيدان ويكون له اشر 

3: 12 الجميع زاغوا و فسدوا معا ليس من يعمل صلاحا ليس و لا واحد 

ويكمل في سرد الخطايا المختلفه للكل

 

اما الشاهد الثاني الذي فسره المشكك خطأ 

رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 7

هذا الاصحاح يوضح فيه معلمنا بولس الرسول هدف الناموس بانه لا يبرر في ذاته ولكنه يكشف الخطيه اكثر 

7: 7 فماذا نقول هل الناموس خطية حاشا بل لم اعرف الخطية الا بالناموس فانني لم اعرف الشهوة لو لم يقل الناموس لا تشته

هنا يشرح دور الناموس بعد أن أعلن فرحته إذ تحرر من الناموس يتساءل مع السامع، هل الناموس به عيب= هل الناموس خطية= هل هو شريعة للشر، وكيف يكون كذلك والله هو الذي وضعه. حاشا= أبداً فهو بدونه كان الإنسان قد إنحط للحيوانية. وما يجب أن نفهمه أن الناموس كالمرآة فاحص للإنسان هو يفضح الخطية ولكن لا يعالجها، هو يفتح الجرح ويعده للشفاء الذي كان بالمسيح. هو عاجز عن أن يعطي معونة للإنسان هذه التي تعطيها النعمة. فالمرآة (الناموس) تظهر العيوب، والنعمة هي طبيب التجميل الذي يعالج. كان الناموس مؤدبنا إلي المسيح (غل24:3). ولكن الناموس كشف طبيعة العصيان التي فيَّ. وبهذه الطبيعة صار كل ممنوع مرغوب. وكان هذا ليس عيباً في الناموس ولكن في طبيعة الإنسان، الذي عندما يشتهي شيئاً ويُمْنَعْ عنه تلتهب الشهوة فيه بالأكثر. لا تشته هذه هي الوصية العاشرة والشهوه شيئ شرير ومعروف ولكن وجود وصيه واضحه تقول للانسان لا تشتهي تجعل طبيعة الشهوه الشريره في داخله تدفعه الي ان يخالف الوصية والوصيف تكشف اكثر خطؤه في انه اشتهي.

وهو ليشرح ذلك اكثر يقول  

7: 8 و لكن الخطية و هي متخذة فرصة بالوصية انشات في كل شهوة لان بدون الناموس الخطية ميتة

و الخطية كانت ميتة بالنسبة لإنتباه الإنسان، أي أن الإنسان لم يكن منتبهاً إليها كعنصر شرير مفسد وقاتل. ولكنها كانت موجودة بالفعل يمارسها الإنسان دون أن يعيها أو يعي خطورتها ولو ضميره بكته قليلا هو قادر ان يبكم ضميره لانه لا توجد وصيه يعتمد عليها الضمير، وكانت تقتله دون أن يدري. 

ولكن المعني الذي خرج لنا به المشكك ان من هو قبل الناموس هو بار هذا لم يقوله معلمنا بولس الرسول علي الاطلاق ولم يقل ان قبل الناموس لم يخطئ احد 

فقط يتكلم عن مفهوم ان الانسان لاينتبه جيدا الي شر الخطيه الا لما يوجد ناموس يوضح ان الخطية شريرة مرفوضة 

بدون الناموس الخطية ميتة هذا لا يعني الرسول أن الخطية لم يكن لها وجود بدون الناموس، بل يعني أن عملها ونشاطها لم يكن مكشوف او مقنن فلا تستطيع ان تقول ان انسان سرق بدون ان تعرف معني السرقه وتوضح انها جريمة فمن سرق في مكان او زمان لايعرف معني السرقه هو ملام وهو خاطئ ولكنه لا يوجد تعريف لما فعل او عقاب فالخطية هي ميتة رغم انها عملها

وكلمة ميت التي استخدمها معلمنا بولس الرسول نيكروس التي تعني ميت او معني مجازي ليس فعال ولا يتنفس 

ولكن الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية= متخذة فرصة تعني أنها قد أعلنت الحرب ضدي وأثارت فيَّ شهواتي بدافع أن كل ممنوع مرغوب (هذه هي طبيعة العصيان والتمرد التي صارت في الإنسان بعد السقوط) كما أقول لإنسان إفتح كل هذه الدواليب، ما عدا هذا الدولاب، ستجده يفتحه وربما أول دولاب يقوم بفتحه). وهذا ما جعل سليمان يقول أن المياه المسروقة حلوة (أم17:9). ولنعلم أن الإنسان بالناموس الطبيعي أي الضمير كان يعرف أن الخطية خاطئة، وجاء الناموس يحددها ويحدد الشهوة بدقة. وكان الإنسان يعرف الشهوة قبل الناموس (سدوم وعمورة /زوجة فوطيفار..) لكن الناموس كشفها للخارج وقننها (صارت لها قوانين). ولنلاحظ أن بولس الذي كان بلا لوم من جهة البر الذي في الناموس كان شاعراً بأن فيه كل شهوة. كانت الخطية الساكنة فيه هي التي أنشأت فيه كل شهوة بسبب الطبيعة الفاسدة. والخطية إنتهزت فرصة بالوصية، هذه إقتبسها بولس الرسول من تصرف الحية مع حواء أي يمكن تعديل الآية ووضع كلمة إبليس بدلاً من الخطية. ومنذ سقط آدم صار كل ممنوع مرغوب بسبب طبيعة التمرد والعصيان التي صارت في آدم. 

7: 9 اما انا فكنت بدون الناموس عائشا قبلا و لكن لما جاءت الوصية عاشت الخطية فمت انا

 كنت عائشاً قبلاً= لم يقل حياً. فقوله عائشاً هذه تشبه قول إنسان فقير لا يعرف ملذات الحياة، أو إنسان مريض لا يستمتع بشيء بمعني ضال في طريقه لا يعرف. هو كان يتصور في أوهامه أنه حي وفي حالة جيدة ولكنه كان ميتاً بسبب الخطية حتى مع عدم وجود وصية، فالخطية قاتلة. ولكن لما ظهر نور الكشاف (الناموس) داخل الحجرة (قلبي) ظهرت القذارة التي في الداخل، وإنتعش الثعبان المتجمد بسبب حرارة الشمس، هذا معني عاشت الخطية= أي إنتعشت بعد أن كانت غير ظاهرة لي.  ومت أنا علمت أن بسبب الخطية وإنحرافي الداخلي الذي إكتشفته أنني سأموت. قبل الناموس كانت الخطية موجودة والشهوة موجودة، وبسببهما أهلك الله العالم بالطوفان وأحرق سدوم وعمورة، ثم جاء الناموس ليضيف للإنسان إتهاماً أشد. فمن لا يطيع الوصية يسقط في التعدي. وصار الإنسان يعلم أنه سيموت بسبب التعدي، ولكنه كان غير قادر علي إصلاح حاله، ولا إصلاح إنحرافه الفاسد وميله للإرتداد.

 

7: 10 فوجدت الوصية التي للحياة هي نفسها لي للموت

اي في قدرة الانسان ان يختار فتكون الوصيه له حياه وايضا له للموت فهو لو اختار ان يطبقها يحيا ولو اختار ان يخالفها يموت 

فقبل الوصيه كان لا يعرف وفقط بضميره يفعل شيئ يشعر انه جيد ويفعل شيئ يشعره انه رديئ ولكنه لا يدري ماذا يجب ان يفعل ولكن بعد تعريف الخطية اتضح امامه الحياه والموت

وهو شرح في الاصحاح السابق ما هو قبل الناموس والذين ليس عندهم ناموس

رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 2

11 لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ.
12 لأَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ بِدُونِ النَّامُوسِ فَبِدُونِ النَّامُوسِ يَهْلِكُ. وَكُلُّ مَنْ أَخْطَأَ فِي النَّامُوسِ فَبِالنَّامُوسِ يُدَانُ.
13 لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ، بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ.
14 لأَنَّهُ الأُمَمُ الَّذِينَ لَيْسَ عِنْدَهُمُ النَّامُوسُ، مَتَى فَعَلُوا بِالطَّبِيعَةِ مَا هُوَ فِي النَّامُوسِ، فَهؤُلاَءِ إِذْ لَيْسَ لَهُمُ النَّامُوسُ هُمْ نَامُوسٌ لأَنْفُسِهِمِ،
15 الَّذِينَ يُظْهِرُونَ عَمَلَ النَّامُوسِ مَكْتُوبًا فِي قُلُوبِهِمْ، شَاهِدًا أَيْضًا ضَمِيرُهُمْ وَأَفْكَارُهُمْ فِيمَا بَيْنَهَا مُشْتَكِيَةً أَوْ مُحْتَجَّةً، 

 فقبل الناموس يوجد خطية ولكن غير محدد فقط. وحسب ضمير الانسان يعرف انه اخطأ ام لا ولكن بدون تحديدواضح وتعريف للعقوبة ولكن بعد الناموس اتضح الحياه والموت 

 

وما قدمته هو من تفسير ابونا انطونيس فكري وهذا ما قدمه ايضا تقريبا كل المفسرين المسيحيين المعترف بهم في الكنائس 

واخيرا المعني الروحي 

من تفسير ابونا تادرس واقوال الاباء

v     لقد استلمت الناموس، وأنت تود أن تحتفظ به لكنك لا تقدر. بهذا تترك كبريائك وتدرك ضعفك. إذن اِجرِ إلى الطبيب، واغسل وجهك. لتشتاق إلى المسيح ولتعترف به. آمن متكلاً عليه، فإذ تتمتّع بالروح بعد الحرف (السابق) تخلص.

v     إننا نصغي إلى الناموس، فإن لم توجد نعمة إنما نصغي للعقاب الذي يحلّ بنا[171].

القدّيس أغسطينوس

يكمل القدّيس يوحنا الذهبي الفم حديثه السابق، متسائلاً: إن كان الإنسان لم يعرف الشهوة قبل الناموس، فلماذا صار الطوفان؟ ولماذا كان حرق سدوم؟ ويجيب على هذا التساؤل، بأن الإنسان يعرف الخطيّة (بالناموس الطبيعي)، لكن جاء الناموس يحدّد الشهوة ويكشفها، مقدمًا للإنسان معرفة دقيقة، فصار الناموس جنبًا إلى جنب مع الناموس الطبيعي يضيف على الإنسان اتهامًا أشد، هذا ما دعا الرسول أن يقول: "أمّا أنا فكنت بدون ناموس عائشًا قبلاً" [9]، إذ لم تكن هناك معرفة دقيقة ومحدّدة، ولا اتهام صريح ضدي يحكم عليّ بالموت. فبقوله "كنت عاشًا قبلاً" تعني أنني لم أكن تحت إدانة الناموس الدقيقة والصارمة التي تستوجب موتي.

يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [لم يعطِ الناموس للخطية وجودها، إذ كانت موجودة من قبل، لكنه أشار إلى تلك التي هربت من ملاحظتنا. هذا يُعتبر مدحًا للناموس، إذ كان الناس يخطئون قبله وهم لا يدركون. ولما جاء الناموس فإنهم وإن لم ينتفعوا منه بشيء إلا أنه عرّفهم عليها بدقة، مظهرًا أنهم يخطئون. هذا ليس بالأمر الهيّن لتحريرهم من الشرّ. فإن كانوا لم يتحرّروا، فالأمر لا يخص الناموس الذي حدّد كل شيء بهذا الهدف، وإنما يسقط بالاتهام كله على أرواحهم

 

والمجد لله دائما