هل المسيح هو شفيع معين ام الروح القدس والتمييز الوظيفي للاقانيم ؟ رومية 8: 26 و 1 تيموثاوس 2: 5 وعبرانيين 4: 7 و 1يوحنا 2: 1



Holy_bible_1



الشبهة



يقول بولس في رومية 8: 26 و كذلك الروح ايضا يعين ضعفاتنا لاننا لسنا نعلم ما نصلي لاجله كما ينبغي و لكن الروح نفسه يشفع فينا بانات لا ينطق بها

وهذا يعني ان الروح القدس معين و شفيع

ولكن اعداد كثيره اخري توضح ان المعين الشفيع هو المسيح مثل 1 تيموثاوس 2: 5 وعبرانيين 4: 7 و 1يوحنا 2: 1



الرد



هذا السؤال يمكن الرد عليه باختصار ولكن سيحتاج بعد ذلك شيئ من التفصيل

باختصار الاب يعمل بالابن في الروح القدس ولاننا نؤمن باله واحد فنؤمن انه يعمل فينا ويعيننا ويشفع لضعفتنا أي الابن يشفع والروح القدس يشفع في الذات الإلهي الواحد، ولكن في ذات الاب هناك تمييز وظيفي فالابن يشفع فينا كفاريا والروح القدس يشفع فينا بأنه يعيننا بحلوله فينا. فهم واحد في الشفاعة ولكن أيضا تمييز اقنومي شفاعة كفارية وشفاعة اعانة

فالمسيح فدانا وصعد الي السماء وجلس عن يمين العظمه في الاعالي ويشفع لنا عند الاب كشفيع كفاري

رسالة يوحنا الرسول الأولى 2: 1

يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ.

وهي الشفاعة الكفارية أي لانه كفر عننا فمن يخطئ يشفع له بكفارته. فالله أرسل ابنه ذراعه الذاتي ليشفع للبشر ويخلصهم لنفسه

سفر إشعياء 59: 16

فَرَأَى أَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ، وَتَحَيَّرَ مِنْ أَنَّهُ لَيْسَ شَفِيعٌ. فَخَلَّصَتْ ذِرَاعُهُ لِنَفْسِهِ، وَبِرُّهُ هُوَ عَضَدَهُ.

فالابن يشفع لنا عند الاب ولكن هو نفسه من ذات الله وهو له نفس جوهر الاب

وكلمة شفيع هنا هي كلمة باراكليت وهو لقب الروح القدس المعزي وقد شرحت سابقا في ملف

الروح القدس الحق المعزي

ان المسيح سبق فقال

[ Jn:14:17 ]-[ روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله لانه لا يراه ولا يعرفه.واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم. ]

(Jn-14-26)(واما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم)

(Jn-16-7)(لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق.لانه ان لم انطلق لا يأتيكم المعزي.ولكن ان ذهبت ارسله اليكم

المسيح قال ان الاب هو الذي سريرسل المعزي وهنا يؤكد انه هو الذي سيرسل المعزي إذا نتاكد ان المسيح هو الله والمسيح والاب واحد ومن ضمن الوحدانية وحدانية الارسال ووحدانية الشفاعة

وهذا طبعا مؤكد بالاعداد

إنجيل يوحنا 10: 30

أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».

إنجيل يوحنا 10: 38

وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».

إنجيل يوحنا 14: 10

أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ.

إنجيل يوحنا 17: 21

لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي.

وهو يؤكد ان الله هو المسيح لانه واحد مع الاب وهو واحد مع الروح القدس لان الاب والابن والروح القدس إله واحد

بل المتكلم فينا الروح القدس هو يقول ما يسمعه

[ Jn:16:13 ]-[ واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بامور آتية. ]

(Jn-16-14)(ذاك يمجدني لانه يأخذ مما لي ويخبركم.)

(Jn-16-15)(كل ما للآب هو لي.لهذا قلت انه يأخذ مما لي ويخبركم.)

وفي هذا ردا على كل من يقول ان الكلام عن اقنوم الروح القدس ويدعي ان هذا تعدد فيرد الرب يسوع المسيح مؤكد الوحدانية ويقول ما لهم هو ملئ واحد لأنه إله واحد والروح القدس يأخذ مما للمسيح ويخبر لأنه نفس الجوهر الواحد

(Jn-15-26)(ومتى جاء المعزي الذي سأرسله انا اليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي.)

وهو يذكر شيئ هام جدا وهو تاكيد ان الذي ارسل المعزي هو من المسيح نفسه وهو يرسله من الاب وهذا يؤكد وحدانية الله لان المسيح والاب واحد مع الروح القدس والمسيح يرسل الروح القدس من الاب

وكل هذا يؤكد حقيقة لاهوتيه اننا نؤمن باله واحد مثلث الاقانيم والاب والروح القدس اله واحد

وأننا نؤمن ان الاب عامل بالابن في الروح القدس فما يعمله الابن يعمله بالاب وبالروح القدس وما يعمله الروح القدس يعمله بالأب وبالابن.

فلهذا الشفاعة والتعزية هي من الاله الواحد. فالاب الذي يشفع ويعزي بالابن في الروح القدس فهم واحد حتى في الشفاعة.

ولكن هناك تمييز وظيفي بدون انفصال فالاب أصل الوجود الحال في كل مكان والابن تجسد وفدانا ويشفع فينا كفاريا بدمه والروح القدس يحل فينا ويعزينا ويشفع فينا بالاعانة اثناء حياتنا بحلوله

فالمعزي هو الروح القدس وهو واحد مع المسيح ايضا والروح القدس يحل فينا ويعزينا ويعيننا ويشفع فيما بحلوله فينا بدون انفصال عن الاب وعن الابن والابن يعيننا ويشفع فينا ويعزينا ايضا من خلال الروح القدس الحال فينا لانه واحد مع الروح القدس والاب

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 2: 18

لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ

فهو يعرف الامنا لانه تجسد واخذ جسد بشري من طبيعتنا فيعرف احتياجاتنا ويعيننا

ومعلمنا بولس الرسول يشرح شفاعة الروح القدس عن طريق الاعانة فيقول

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 26

وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا.

فالله اعطانا روح التبني

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 15

إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ».

فالروح القدس روح الله القدوس يحل فينا ويرافقنا في خلال رحلتنا في هذا العالم ويعيننا في ضعفاتنا وهذا تمييز شفاعته. فعندما نضعف ونطلب معونته يستجيب لنا واستجابة الله لنا بروحه القدوس الحال فينا الذي يشفع لنا من خلال عمله في صلواتنا وبالمسيح الذي هو في حضن الاب الذي ايضا يشفع لنا كفاريا

وتعبير لاننا لسنا نعلم ما نصلي لاجله هو يتكلم عن انواع من الصلاه والطلبه التي يطلبها الانسان ولا يعلم انها ليست لخيره فالروح يرشد من يصلي عن طريق الإقناع مثلاً كما حدث مع بولس أن الشفاء ليس في مصلحته وانه ضد إرادة الله التي هي الخير بالنسبة له، فهو صانع خيرات. ولكن نحن لا نعلم هذا الخير، ولا نعلم ما يجب أن نطلبه في صلواتنا. فهناك قديسون صلوا ليس بحسب مشيئة الله، فبولس صلي طالباً أن يري روما، وموسى اشتهي أن يري فلسطين. وأرمياء طلب عن اليهود، وصموئيل عن شاول وابراهيم عن سدوم، هنا نجد قلوب مقدسة ولكنهم لا يعرفون ما يصلون لأجله فلهذا الرب قوم طلباتهم، وقد نصلي لأمور ضد خلاصنا، كما صلي بولس حتى تنزع منه الشوكة (المرض). حسناً قال السيد المسيح ليعقوب ويوحنا "لستما تعلمان ما تطلبان" فغموض المستقبل يجعلنا لا نعرف ما نصلي لأجله، ونصلي لأجل طلبات قد يكون فيها ضرر كبير لنا.

وهنا عمل وشفاعة الروح القدس في داخلنا أنه يعيننا ويقودنا في الصلاة ليعطينا ماذا نقول ويقنعنا بإرادة الله أو بأن ما أطلبه ليس في مصلحتي فاسلم بإرادة الله، وقد يبدأ الإنسان صلاته بأن يطلب طلب ما، ومع استمرار الصلاة يقنعه الروح القدس بقبول إرادة الله الافضل فيقول لتكن مشيئتك، وحين يسلم الإنسان أموره لله يصير مقبولاً أمام الله. فالصلاة لا تغير مشيئة الله بل هي تغير مشيئتي بعمل الروح القدس حتى تتطابق مشيئتي مع مشيئة الله وهذه شفاعة الصلاة وعمل الروح القدس. وعلينا ان نؤمن بعمله في صلاتنا. يقول الرب يسوع المسيح

إنجيل متى 21: 22

وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ».

فهل لو طلبت شيئاً خطأ، أو ليس في مصلحتي يعطيه الله لي؟ لا. لكن علينا ألا نتعامل مع آية واحدة فيكمل معناها في

رسالة يوحنا الرسول الأولى 5: 14

وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا.

فالله لن يستجيب إلا لو كانت صلاتنا متطابقة مع مشيئته. وكيف نعرف مشيئته؟ وكيف تصبح مشيئتنا في الصلاة هي مشيئة الله؟ هذا هو عمل وشفاعة الروح القدس الذي يقنعني بالتسليم الكامل له. وبهذا أصير مقبولاً لدي الله وأطلب بقيادة الروح القدس ما هو في مشيئة الله. وهذه هي شفاعة الروح القدس. فعرفنا الوحدانية في الشفاعة وأيضا التمييز في الشفاعة.

فحينما نقول أن المسيح شفيع لنا لدي الآب (1يو1:2)، فهذا ليس معناه أن المسيح يطلب من الآب عنا بانفصال عن الروح، بل الابن والروح اله واحد مع الاب فالروح فينا يجعلنا نصلي حسب مشيئة الله والمسيح يكمل الاستجابة بشفاعته الكفارية، بمعني أننا بسبب خطايانا فنحن غير مقبولين أمام الآب مهما طلبنا ولكن الروح يجعلنا نطلب ما هو حسب مشيئة الله، والمسيح غطانا بدمه (كَفَّرَ عنا) فصرنا مقبولين أمام الآب فيشفع فينا لكفارته فتكون الشفاعه مكتمله

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 5

لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ،

فالمسيح هو الشفيع الكفاري الوحيد لا وسيلة للمصالحة بين الله والناس سوي بتجسد المسيح فالوسيط يتصل بالطرفين ليتوسط بينهما، فالمسيح لا يمكن يتوسط لدي الآب وهو منفصل عنه ولا يتوسط عن الناس وهو منفصل عنهم، وهو حمل الوحدة مع الآب في الجوهر كما يحمل الوحدة مع الطبيعة البشرية بتجسده. ولكن هو لا يشفع لنا بشيئ لا نطلبه او نطلب عكسه وهذا دور الروح القدس فالروح القدس فينا يشفع عنا ويرشدنا لتكون صلاتنا حسب مشيئة الله والمسيح يكمل هذا بشفاعته الكفارية عنا ووساطته بدمه عنا . وبنفس المنطق فإختلاف مشيئتي عن مشيئة الآب يجعلني غير مقبول لديه، أمّا الروح القدس الذي يقنعني بأن أسلم مشيئتي للآب فهو بهذا يجعلني مقبولاً لدي الآب، وبهذا فهو يشفع فيّ لدي الآب= الروح نفسه يشفع فينا. بأنات لا ينطق بها: فالنفس قد تكون متألمة بسبب تجربة تلم بها ويقف صاحب التجربة ليصلي، ويعطيه الروح أن يضع كل ثقته في الله الذي يحبه بالرغم من التجربة، بل أن التجربة هي طريقه للسماء، ويلتهب قلبه بالحب لله ولا يجد ما يعبر به نحو الله، يعبر به عن مشاعره، لا يجد كلمات تعبر عن هذه المشاعر فيئن. والله يسمع هذه الأنات التي تعبر عن تجارب النفس مع الروح القدس. الله يسمع هذه الأنات المقبولة (آية 27) كما سمع صراخ موسى دون أن يصرخ ودون أن يتكلم كلمة (خر15:14) وسمع صراخ إسمعيل في عطشه دون أن يفتح فاه (تك17:21) وسمع أنات أم صموئيل (1صم13:1)، والله يسمع أي يعرف من يتجاوب مع الروح القدسوفي آية27 "نسمع بحسب مشيئة الله" فعمل الروح القدس يجعل مشيئتي تتطابق مع مشيئة الله. ففي وقت التجربة أصرخ لله أياماً وشهور والروح القدس يقنعني خلال كل هذه المدة أن أسلم مشيئتي لله. وكلما تقدم الإنسان روحياً يختزل هذا الوقت جداً. وكما اختزل الوقت بين طلبتي وبين تسليم مشيئتي بالكامل لله كلما ارتفعت قامتي روحياً. فالمؤمن يبدأ صلاته وهو مُصِّرْ علي طلب ما وينهي صلاته وقد سَلَّمَ الأمر تماماً ليدي الله في ثقة ويذهب وقلبه مملوء سلاماً. والروح يشفع فينا أي يعطينا أن نكون مقبولين أمام الله فتنسكب فينا بركاته ومنها السلام الذي يملاً القلب فمعني أن الروح يشفع هو أنه يجعلنا نتصل بالله بطريقة صحيحة (والاتصال هو الصلاة).

فانتهت نقطة ان شفاعة الروح فينا ليجعل مشيئتنا في الطلبة تناسب مشيئة الله والرب يسوع المسيح يكمل هذا بشفاعته الكفارية والمصالحة فنصبح مقبولين وطلبتنا مستجابة بحسب مشيئة الله.

اما النقطة الثانية التكميلية وهي لتاكيد ان الاب والابن والروح القدس إله واحد مع التمييز الوظيفي بدون انفصال

فهذه شرحتها بشيء من التفصيل في ملف

هل الاب له ابن وروح ام ابنين ؟ والفرق بين جوهر واقنوم

واكتفي بهذا القدر واعتزر ان كنت اسات التعبير او لم تسعفني بعض الالفاظ


والمجد لله دائما