«  الرجوع   طباعة  »

كيف سيبد الله الاجساد رغم ان القيامة بالاجساد وليس ارواح فقط ؟ 1كو 6: 13 و 1 كو 15: 13

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

»جاء في 1كورنثوس 6 :13 » 13الأَطْعِمَةُ لِلْجَوْفِ وَالْجَوْفُ لِلأَطْعِمَةِ، وَاللهُ سَيُبِيدُ هذَا وَتِلْكَ. وَلكِنَّ الْجَسَدَ لَيْسَ لِلزِّنَا بَلْ لِلرَّبِّ، وَالرَّبُّ لِلْجَسَدِ. «

فإن كان الله سيبيد الجسد، فكيف يعلِّم أن الجسد سيقوم من الموت عند مجيء المسيح ثانيةً، ويقول في 1كورنثوس 15 :13 » 13فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ «؟.

 

الرد

 

الحقيقه من يقراء النص كامل في 1 كورنثوس 15 يجد شرح كامل لهذا الامر فنحن لن نقوم بجسد مادي من لحم ودم جسد يحتاج ويضعف ولكن هو جسد نوراني ممجد 

لهذا الجسد المادي الذي سيباد لانحتاجه في شيئ  

والاعداد التي يستشهد بها المشكك 

رسالة بولس الرسول الاولي الي أهل كورنثوس 6

6: 13 الاطعمة للجوف و الجوف للاطعمة و الله سيبيد هذا و تلك و لكن الجسد ليس للزنا بل للرب و الرب للجسد 

تعبير الاطعمة للجوف يقصد بها شهوة الاكل والشبع فوق الاحتياج فالرب خلق لنا طعام لناكل ونشكر الرب ولكن الجوف او شهوة الاكل لا نهتم به باكثر مما نحتاج 

فيقول الله سيبيد هذا وتلك اي سيبيد الطعام وايضا  شهوة الطعام ستباد لان لايوجد اكل وشرب في ملكوت السموات 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 14: 17

 

لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ.

وهذا قاله رب المجد في مناسبه اخري

إنجيل متى 15: 17

 

أَلاَ تَفْهَمُونَ بَعْدُ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يَمْضِي إِلَى الْجَوْفِ وَيَنْدَفِعُ إِلَى الْمَخْرَجِ؟

فما يقصده معلمنا بولس الرسول ان لا نهتم بالاكل او بالشرب ولا بشهوة الطعام فالجسد كله سيباد. وفي الحياة الأبدية سنتحرر من شهوة الطعام حيث لا جوع ولا عطش

 سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 7: 16

 

لَنْ يَجُوعُوا بَعْدُ، وَلَنْ يَعْطَشُوا بَعْدُ، وَلاَ تَقَعُ عَلَيْهِمِ الشَّمْسُ وَلاَ شَيْءٌ مِنَ الْحَرِّ،

وعلينا من الآن أن نحيا هذه الحياة السمائية فلا نصير عبيداً للجوف والأطعمة بل نمجد الله بأجسادنا وحياتنا، ومن عاش يمجد الرب في جسده سيعطيه الله جسداً ممجداً في السماء، وسيقيم الله جسده ليتم إتحاد جسده بالمسيح.

مع ملاحظة ان معلمنا بولس الرسول هنا لا يتكلم عن شكل الجسد في الملكوت ولكن يتكلم عن الزنا وما يقوله بعض الكورنثوسيين بالخطأ ليحللوا لانفسهم الزنا فهذا التعبير هو مثل شعبي في كورنثوس، والمقصود بالجوف هو شهوة التلذذ بالأطعمة. وأهل كورنثوس حاولوا تطبيق المثل الشعبي على الزنا بقولهم " الجسد للزنا والزنا للجسد والله سيبيد هذا وذاك. والرسول يرد " ولكن الجسد ليس للزنا فهو يعترض على ما يقولونه شارحاً لماذا يرفض هذا الكلام. ويقول حقاً إن الأطعمة وضعت من أجل أن تؤكل فلهذا ممكن ان ينطبق عليها هذا المثل اما الجسد لم يخلق للزنا فلا يستطيعوا ان يطبقوا عليه هذا المثل ويستحلوا الزنا لأن الجسد الآن في المسيح ونحن هيكل الله. فلا ضرر من الأطعمة، ففي الحياة الأخرى الأبدية سيكون لنا جسداً روحانياً أما من يترك جسده للزنى الآن فهو لا يحقق الغرض الذي خلق الله جسده لأجله بل هو يترك جسده ليحتله إبليس ويعرضه للفساد. وهنا نطبق ما قاله الرسول من قبل " من يفسد هيكل الله يفسده الله " (1كو 3: 17). فالجسد لن يباد ولكنه سيقوم في غير فساد ولذلك يجب أن نحرص على تقديسه ولا نسمح بأن يلحق به دنس حتى لا يُفسد الله أجسادنا أي لا يكون لنا نصيب في أمجاد الحياة الأبدية، ونفقد حياة البركة والفرح على الأرض.

فيقول ان الجسد للرب ( وليس الجوف اي الشهوة ) لان الرب إفتداه بالصليب، وبالتالي هو يملكه جسداً ونفساً وروحاً إذاً ليس من حق الإنسان أن يستخدم جسده في الزنا. ويقصد الرسول من الآية ككل أنه ليس من حق إبن الله أن يستخدم جسده في الزنا كما صنع المعدة للأطعمة. وكلمة الجسد جاءت هنا " سوما " أي كياننا كله وشخصيتنا الظاهرة التي نتعامل بها مع الآخرين بكل ما فيها من عواطف ومشاعر وأفكار. أما كلمة جسد بمعنى لحم ودم فهي في اليونانية " ساركس " إذاً بولس يقصد أن الزنا لن يؤثر فقط في لحم ودم الإنسان بل فى أخلاقياته وكيانه، إنه سيتلوث جسداً ونفساً وروحاً.

فهو يقول لهم المثال بطريقه اخري جميله فكما ان الجوف للطعام ( اي يشبع بالطعام ) فالجسد للرب ( اي يشبع بالرب ) والرب يعتني بأجسادنا حتى وإن متنا تكون أجسادنا وديعة عنده يقيمها في جسد ممجد 

والذي يشرح هذا الجسد الممجد هو 

رسالة بولس الرسول الاولي الي أهل كورنثوس 15

يكلم هذا الاصحاح بعض الكرونثوسين الذين يتعمقون في الفلسفه وبعد ايمانهم بالمسيح بدؤوا يؤمنون بعدم قيامة الاجساد ( يختلفون عن الصدوقيين الذين لا يؤمنون بالقيامه كلها ) والبعض الاخر منهم نادي بعدم القيامه والذين امنوا بعدم قيامة الاجساد قالوا ان الاجساد مليئة بالقاذورات التي لا يصح ان ترتبط في الابديه بالارواح وهذا فكره له جزور افلاطونيه وغنوسيه . واثباتا لفكرهم تسائلوا باي جسد نقوم  

فرد عليهم معلمنا بولس الروسل باسلوبه الرائع المنظم بارشاد الوحي الالهي في نقاط مرتبه وهي 

1 اثبات ان القيامه هي اثاث الايمان المسيحي فيشرح موت ودفن وقيامة السيد المسيح كما هو كتب في النبوات وشهادة شهود العيان علي ذلك ( من عدد 1 الي 11 ) فهنا لايتكلم عن اللاهوت لان اللاهوت لايموت ولكن يتكلم عن بشرية يسوع المسيح الذي مات علي عود الصليب  

2 يفند خطورة فكر انكار قيامة الاجساد ( من عدد 12 الي 19 ) 

3 اهمية قيامة المسيح بالجسد ( من عدد 20 الي 23 ) ويركز في عدد 23 علي مكانة جسد المسيح اي انه هو باكورة الاجساد 

4 يتكلم علي يوم القيامه ماذا يحدث من جهة الاجساد والسلطان عليها وهو محور حديثنا اليوم ( من عدد 24 الي 28 ) 

5 ويعود بعد توضيح موقف الطبيعه البشريه للمسيح ومكانتها واهميتها يتكلم عن المعموديه والاتعاب علي رجاء القيامه ومحاربة فكرة انه بسبب عدم وجود قيامه اذا نتمتع ( من عدد 29 الي 32 ) 

6 ويبدا في الرد علي السؤال الذي يطرحه الاردياء وهو كيف يقوم الاموات وباي جسد ( من عدد 33 الي 50 ) وساحتاج الي ان اتطرق الي بعضه لشرح موضوع اليوم لانه مترابط 

7 موقف الذين لم يرقدوا وقت القيامه ( من عدد 51 الي 53 ) 

8 نصرة المسيح علي الموت ببشريته ( من عدد 54 الي 57 ) 

9 الوصيه الاخيري وتاكيد ان لنا رجاء وتعبنا ليس باطل في عدد 58 

ويبدا يتكلم عن القيامة بالاجساد

12 و لكن ان كان المسيح يكرز به انه قام من الاموات فكيف يقول قوم بينكم ان ليس قيامة اموات

 فما سيتكلم عنه الان هو تاكيد القيامة التي بدات بقيامة المسيح بالجسد وايضا القيامه العامة فيقول كيف تنكرون القيامة مع كل هذه البراهين وكل هؤلاء شهود لها ويكرزون بها وهم محل ثقة.  
13 فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ!

بدون قيامة بالاجساد لايكون هناك احتياج للمسيح ان يتجسد ويموت عنا ويقوم لاجلنا
14 وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ،

15 وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضًا شُهُودَ زُورٍ للهِ، لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ، إِنْ كَانَ الْمَوْتى لاَ يَقُومُونَ.

16 لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الْمَوْتى لاَ يَقُومُونَ، فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ.

أي بحسب إعتقادكم. فبحسب إعتقادكم هذا نكون شهود زور، لأنه إذا صدق أن الموتى لا يقومون فان المسيح أيضاً بالتبعية لم يقم، فهو أخذ جسدنا. فان كان قد قام بجسده الذي هو جسدنا، فنحن أيضا سنقوم بأجسادنا مثله.
17 وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!
18 إِذًا الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أَيْضًا هَلَكُوا!

19 إِنْ كَانَ لَنَا فِي هذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ.

من يؤمن بالمسيح كانه نبي من الصالحين رقد فقط فهو اشقي الناس لانه لم ينال الخلاص وايضا من يؤمن بانه لم يتوفي هالك وهذا تعاليم شيطانيه 
20 وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ.

بعد ان تكلم معلمنا بولس عن نتائج فكر عدم القيامه وانه الانسان تكون حياته باطله وبموته قد هلك يبدا في هذا العدد 

يؤكد علي قيامة المسيح. والمسيح قام بطبيعته البشريه بالطبع ولم يقم بلاهوته لان اللاهوت لا يموت فلذلك اللاهوت لا يقوم ولا يتغير واللاهوت لم ينفصل عن طبيعته البشريه ولا لحظه واحده ولهذا نقول لاهوته لم يفارق ناسوته لحظه واحده او طرفة عين 

والمسيح بقيامته بالجسد اي بطبيعته البشريه صار باكورة البشريه القائمين من الاموات لانه فتح لنا باب الفردوس وبقيامته قدم عربونا لقيامة كل المؤمنين بدمه لذلك فهو الباكوره لان البعض من الذين قاموا رقدوا مره اخري مثل ميت اليشع والعازر نفسه اما المسيح قام ولن يرقد مره اخري 

وكلمة الراقدين هي دقيقه عن المؤمنين فقط لان الاشرار ماتوا ولم يرقدوا لانهم انفصلوا عن الله اما ابناء الله فهم رقدوا انتظارا للقيامه 

وهنا نتاكد من مكانة جسد المسيح فهو الراس ونحن الجسد 
21 فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ.

فيشرح لنا انه كما دخل الموت بخطية ادم الانسان الاول ببشرية المسيح فتحت القيامه لنا من الاموات ولانه اول من قام الي الابد ففيه سنقوم نحن ايضا لانه اخذ طبيعتنا البشريه فنحن سناخذ معه طبيعة جسده القائم من الاموات المنتصر علي الموت لان ما حدث لناسوت المسيح يحدث لنا جميعا 
22 لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ.

من هو في ادم فقط يموت اما من مات في المعموديه مع المسيح وفي المسيح يحيا اما من رفض المسيح فيستمر في موته الي الابد في ادم لاننا كما ورثنا طبيعة بشرية ادم الساقطه وبهذا اتحكم علي الجميع حكم موت لان اجرة الخطيه موت هكذا في المسيح الطبيعه الواحده الناتجه عن اتحاد الناسوت باللاهوت اعطانا الحياه وحياة الشركه مع الله فالمسيح بناسوته سفك الدم وبلاهوته اعطي اللامحدوديه للفداء فمن يرفض القيامه مع المسيح هو رافض للطبيعه الحيه ويصر علي الاحتفاظ بالطبيعه الميته التي قيل عنها الانسان العتيق. ولكنه يعود فيؤكده انه يتكلم عن طبيعته البشريه فالقيامه كانت في انسان اخر اي بالناسوت ويكرر ذلك فيقول 
23 وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ: الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ، ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ.

المسيح ببشريته باكورة للراقدين ومكانه اعظم فهو يتكلم عن الناسوت 

وهو يشرح ذلك لانه سيتكلم علي اختلاف المراتب في الملكوت ونجم يمتاز عن نجم في اللمعان ومن احب اكثر ينال اكثر 

والبكر هو من نفس الطبيعه ولكنه مقدس للذين يشبهونه في الطبيعه فالمسيح الذي شابهنا في كل شئ ماعدا الخطيه قدس البشريه في جسده فبشريته ستكون راس لكل البشر الذين امنوا به في القيامه 
24 وَبَعْدَ ذلِكَ النِّهَايَةُ، مَتَى سَلَّمَ الْمُلْكَ للهِ الآبِ، مَتَى أَبْطَلَ كُلَّ رِيَاسَةٍ وَكُلَّ سُلْطَانٍ وَكُلَّ قُوَّةٍ.

ونقف قليلا عند كلمة بعد ذلك النهاية . الموقف الذي يتكلم عنه هو المسيح بالجسد الذي هو باكروة كل الاجساد في مجيئة يكون بعد ذلك النهاية مباشره وما هي النهاية هي في الحقيقه البداية الحقيقية لحياة الشركه التي اعد لها الله منذ الازل فهو خلق الانسان لعلاقة محبه تربطه بالانسان الذي كان في معرفة الله قبل ان يخلقه ولهذا قال لذتي مع بني ادم  ( ام 8: 31 ) ( في نفس الاصحح الذي تكلم عن الرب قناني اول طريقه  ( ام 8: 22 )) ومحبة ابدية احببتك ( ارم 31: 3 ) وهو كان يعلم بسقوط ادم بل بالحقيقه كان يعد للفداء الذي سيحتاجه ادم والبشر جميعا فالله يعلم انه سيستغل خطية ادم وحكم الموت ليثبت بفداؤه محبته لكل البشر بطريقه اكثر وضوح بطريقه ملموسه تثبت بشكل قاطع محبته وهو خطة التجسد والفداء 

فالله يريد ادم والبشر في حياة شركه معه ولكنه لا يريد ان يجبر ادم علي قبول هذه الشركه لان هذا لن يكون محبه ولكن يجب ان يختار الانسان بنفسه ان يبادل الله المحبه ويعيش معه ابديا في حياة الشركه التي اعدها الله بدون استحقاق من الانسان ( لان العريس لا يجبر عروسه علي قبوله بما يخلف ارادتها لان هذا لا يكون حب بل اجبار وقهر ) هو يريدنا باختيارنا عن محبه نقول له لتكن مشيئتك .

وهذا المفهوم يقودنا الي ان ندرك ان النهاية هي بداية العلاقه الحقيقيه التي يريدها الله مع الانسان  وهي الحياة المثاليه التي يريده الله وهي ان الانسان يختار ان يتحد مع الله بارادته الكامله وهذا الاختيار نابع من المحبه التي يبادله الانسان لله الذي احبنا اولا .

 ولكن تبقي نقطه صعبه وهي كيف يتحد الانسان البشري بالله اللاهوت ؟ اجاب عليها رب المجد في يوحنا 17: 21 عندما قال بايجاز ليكون الجميع واحد كما انت ايها الاب في وانا فيك فهي حياة وحدانيه في الله الجامع ويريد ان يشترك البشره في هذه العلاقه الرائعه من المحبه الابديه وحياة شركه ابديه ليكون كل ابناء الله واحد في المسيح الذي هو والاب واحد . وهذا ما يبدا معلمنا بولس الرسول بقيادة الوحي الالهي في شرحه 

فيقول 

مَتَى سَلَّمَ الْمُلْكَ للهِ الآبِ، مَتَى أَبْطَلَ كُلَّ رِيَاسَةٍ وَكُلَّ سُلْطَانٍ وَكُلَّ قُوَّةٍ

من هو الذي سيسلم الملك لله الاب ؟ هو الابن الذي هو بجسده باكورة الراقدين وبجسده صار راس الخليقه كلها فجمعها في جسد واحد وهو جسده وجسده هذا يخضع لله الاب ليملك الله الاب علي الانسان الي الابد ولكن هل الاب فقط ؟ بالطبع لا لان الاب والابن والروح القدس لاهوت واحد واله واحد واقنوم الاب واقنوم الابن واقنوم الروح القدس في الجوهر الواحد فبملك الاب يملك لاهوت الاب والابن والروح القدس لانه لاهوت واحد في الله الواحد لان كل ما هو للاب هو للابن والاب والابن واحد والاب في الابن والابن في الاب  ( يو 14: 10  و يو 16: 15 و يو 17: 10 , 21, 22 )  اذا فنحن نتكلم عن ملك اللاهوت علي الناسوت او ملك الطبيعه اللاهوتيه علي الطبيعه البشريه المتغيره للطبيعه النورانيه.

ومن الذي سيبطل كل رياسه وسلطان وكل قوه اخري هو المسيح الذي دفع اليه كل سلطان مما في السماء وعلي الارض وتحت الارض فيبطل اي قوه وسلطان اخر غير سلطان الله فقط  واهمهم يبطل سلطان الشيطان علي اغواء البشريه وسلطان الموت نتيجه للخطيه فكل هذا كسره المسيح بفداؤه حينما قال اين شوكتك يا موت واين غلبتك ياهاويه . وهو بهذا يبطل وينهي قوتهم بالقيامه لذلك لن توجد اي نوع من الاغواءات والحرب الروحيه في القيامه لان فرصة الشيطان انتهت والانسان اختار الله بارادته ولهذا سيكون جسدنا بلا ضعف بل في قوه لاتحادنا مع جسد المسيح وتسليمنا له فافكارنا هي للمسيح وشهواتنا فقط معرفته وخضوعنا له بالكامل .

فنتخيل المنظر الرائع وهو كل البشر اعضاء نورانيين في جسد المسيح الذي هو راس هذا الجسد الذي هو متحد باللاهوت فتكون علاقه محبه مع الله بينه وبين ابناء الله الخاضعين خضوع تام لله الذين قبلوا بارادتهم الكامله علاقه المحبه وحياة الشركه والخضوع فالخضوع سيكون كامل بسبب المحبه الكامله  . وهنا يجب ان ندرك معا اهمية ناسوت المسيح الذي بدونه لا يجعل الجميع واحد فيه ولان في سر التجسد اتحد الناسوت باللاهوت ونحن نتحد في هذا الناسوت في القيامه المتحد باللاهوت منذ لحظة سر التجسد وبهذا يكمل في الشرح ويقول  
25 لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَمْلِكَ حَتَّى يَضَعَ جَمِيعَ الأَعْدَاءِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ.

من الذي ملك ؟ هو المسيح بناسوته ايضا علي الكنيسه الممجده في السماء الي الابد ( رؤ 11: 15 ) ( لو 1: 33 ) ( دا 7: 14 ) ( مي 4 : 7 ) واخضع له كل شئ وبدا سلطانه بالصليب حين وضع اعداؤه تحت قدميه ( مز 110 ) ويستمر ويخضع له كل البشريه. ومن سيملك بخضوع البشريه كلها للمسيح ؟ هو الاب الحال في الابن لانه اله واحد والابن يمجد الاب والاب يمجد الابن. 
26 آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ.

المسيح هزم الشيطان علي عود الصليب والموت بقيامته ولكنه لن ينتهي الموت تماما الا بانتهاء الجسد الضعيف الذي يشتهي وتحوله الي جسد ممجد في المسيح. فيبطل الموت هو انتهاؤه تماما. 

الشيطان اغوي وجعل الانسان يشتهي الخطيه وتولدت الخطيه نتيجة للشهوه والخطيه ما تمت تنتج موت ( يع 1: 15) فمتي انتهيت الشهوه الشريره انتهيت الخطيه وانتهي الموت والاجساد التي ملك عليها الموت تغيرت الي اجساد نورانيه لا يملك عليها موت ولا يوجد فيها شهوه شريره ولا تخطئ لانها خضعت بالكامل للمسيح .  

وهو يتكلم عن الذي كان للموت سلطان عليه وهو البشر والمسيح نزل تحت هذا السلطان ليغلبه ويحرر الذين تحت سلطان الموت وهذا تاكيد انه يتكلم انتصار بشرية المسيح علي الموت وبعدها عن خضوع الناسوت وليس اللاهوت طبعا .
27 لأَنَّهُ أَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ. وَلكِنْ حِينَمَا يَقُولُ : «إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ أُخْضِعَ» فَوَاضِحٌ أَنَّهُ غَيْرُ الَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ.

المسيح اخّضع واخضع كل شئ تحت قدميه ( مز 8: 6 ) فالاب اخضع كل شئ للابن فيما عدا لاهوت الاب نفسه فالابن ايضا يخضع كل شئ للاب فيما عدا لاهوت الابن لانه لاهوت واحد لان المحبه هي ايضا في الثالوث . وكل شئ بعد ابطال اي قوة معانده او مقاومه من شيطان او موت لانه بطل . فكما ان الاب ليس اعظم من الابن فالابن ايضا ليس اعظم من الاب فلهذا لا يخضع الاب للابن. الابن حينما تجسد خضع بجسده للاب كابن الانسان ولكنه لم يخضع بلاهوته لانه هو والاب واحد فكيف يخضع اللاهوت الواحد لنفسه لذلك خضوع الابن هو خضوع ابن الانسان بجسده فهو بهذا الجسد الذي خضع فيه كل انسان كابن الانسان يخضع للاب . ولهذا العدد يؤكد ذلك ويقول فَوَاضِحٌ أَنَّهُ غَيْرُ الَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ فهو بوضوح يستثني لاهوت المسيح من هذا الخضوع . ومن هو الذي اخضع له الكل هو المسيح فالكل خضع الا المسيح حتي هذه اللحظه . واوضح بمثل بسيط الانسان روح ونفس وجسد استطيع ان اقول لو انا انسان روحي فان جسدي يخضع لوحي فاهتم بالامور الروحيه اكثر من الاهتمام بالامور الجسديه ولكن روحي لن يخضع لوحي لانه روح واحد فكيف يخضع الروح لنفسه لذلك الضخوع هنا هو خضوع الجسد لللاهوت

يكمل ويقول 
28 وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ، فَحِينَئِذٍ الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضًا سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ، كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.

متي تمت لحظة خضوع كل شئ لبشرية المسيح وانتهاء اي قوة وسلطان اخر فيما عدا سلطان الابن الذي هو ببشريته اخضع البشر كلهم في جسده وصار هو الراس ونحن الجسد فالابن الوسيط الذي هو راس كل شئ لن يخضع كل الجسد لله كجسد فقط بدون الراس بالطبع بل يخضع الجسد الذي فيه كل الاعضاء وابناء الله الخاضعين بمافيه الراس الذي هو بشرية المسيح لكي لا يكون جسد ناقص بل كامل ممجد فيه نحن اجساد نورانيه في جسد المسيح وهذا الجسد الجامع لكل ابناء الله مكانة جسد المسيح هو الراس في هذا الجسد سيخضع هذا الجسد اي الكنيسه للاب . 

فهنا وبوضوح المسيح يتكلم عن طبيعته البشريه الممجده ( الجسد النوراني ناسوت القيامه ) التي اخضعت كل البشر الممجدين فيه ولا يتكلم عن اللاهوت الذي هو واحد مع الاب وكما اوضحت سابقا لايخضع اللاهوت لنفسه لانه لاهوت واحد لان الاب والابن والروح القدس اله واحد وبالطبع نتاكد ان هذا لا يعني تفاوت في الاقانيم فالاقانيم متساويه في الجوهر 

   hypostasis ولهذا كما نعرف ان الاقانيم الثلاثه حاملين للذات اللالهيه هيبوستاسيس  

فكلمة هيبوستاسيس مكونه من مقطعين هيبو وتعني تحت وستاسيس وتعني القائم . فهي تعني تحت القائم وتعني لاهوتيا ما يقوم عليه الجوهر او ما يقوم فيه الجوهر او الطبيعه الالهية 

فهنا يتكلم عن خضوع كل شئ للجوهر لذلك تعبير دقيق جدا عندما يقول لكي يكون الله الكل في الكل وليس الاب لان الابن لن يذوب في الاب ولكن الاب والابن والروح القدس الله الواحد . فمره اخري تعبير رائع ان يقول لكي يكون الله الكل في الكل فالمسيح بجسده راس الجسد الممجد الذي خضع له الكل المتحد باللاهوت وبخضوع الجسد ( الناسوت, الكنيسه, الطبيعه البشريه المتغيره ) لله والمسيح هو الله الظاهر في الجسد ( 1 تي 3: 16 ) عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد فهذا الجسد يجمع البشريه فيه ويخضع لله . فالناسوت يخضع لله الذي هو الاب والابن والروح القدس الاله الواحد . فهو يخضع باسم البشريه كلها

وهذا اثبات للتساوي بن الاقانيم لان كما ان الاب اخضع الكل للابن ( مز 8 ) كذلك الابن يخضع الكل للاب

والاب عمل بالابن ( الكلمة الخالق ) في الروح القدس لاخضاع الكل للابن والابن عمل بالاب ( الحال فيه )  في الروح القدس ليخضع الكل لله في النهاية كما قال في يوحنا الاب الحال فيا هو يعمل الاعمال . لكي يكون الله الكل في الكل. واخضاع الاب كل شئ للابن لم يفقد الاب شئ او تقل مكانته فهو الحال في الابن . واخضاع الابن كل شئ للاب لم يقفد الابن شئ او مكانته لان الابن والاب واحد.

وهذا العدد ايضا يثبت ان المسيح طبيعه واحده لانه لو لم يكن المسيح هو طبيعة الله المتجسد كطبيعه واحده بدون انفصال لكان فصل في وصفه الناسوت عن اللاهوت فالناسوت المتحد باللاهوت يخضع لله الذي هو واحد فالخضوع هو خضوع الناسوت ولكنه لم ينفصل عن اللاهوت لحظه واحده ولا طرفة عين لكي لا يقول احد ان المسيح طبيعتين منفصلتين. وبالخضوع والمحبة تستمر حياة الشركه فنصير بها كما قال معلمنا بطرس شركاء الطبيعه الالهية  ( 2 بط 1: 4 )

ويصير الله الكل في الكل فالطبيعه الالهية تسيطر تماما علي الطبيعه الانسانيه المتحوله ( التي هي جسد المسيح المتحد فيه كل ابناؤه الممجد ) الي النورانيه ويصير الله اكلنا وشربنا الروحي وهو المتعه والفرحه والفكر وكل شئ لنا كما قال الوحي الالهي علي لسان معلمنا بولس الي كلوسي

لاجل جسده الذي هو الكنيسه 

والي كرونثوس 

واما انتم فجسد المسيح واعضاؤه

والي افسس 

الذي هو الراس المسيح الذي منه كل الجسد مركبا 

لان المسيح يكمل بنيان جسده 

الي قياس قامة ملئ المسيح 

كل ما قلته هو تبسيط فقط ولكن الحقيقه الكامله سندركها كل الادراك بعد ان نتحرر من العالم المادي في عالم الانوار.

وبقية الاعداد المكلمله للموضوع. 

29 وَإِلاَّ فَمَاذَا يَصْنَعُ الَّذِينَ يَعْتَمِدُونَ مِنْ أَجْلِ الأَمْوَاتِ؟ إِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لاَ يَقُومُونَ الْبَتَّةَ، فَلِمَاذَا يَعْتَمِدُونَ مِنْ أَجْلِ الأَمْوَاتِ؟
30 وَلِمَاذَا نُخَاطِرُ نَحْنُ كُلَّ سَاعَةٍ؟
31 إِنِّي بِافْتِخَارِكُمُ الَّذِي لِي فِي يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا، أَمُوتُ كُلَّ يَوْمٍ.
32 إِنْ كُنْتُ كَإِنْسَانٍ قَدْ حَارَبْتُ وُحُوشًا فِي أَفَسُسَ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ لِي؟ إِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لاَ يَقُومُونَ، «فَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ لأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ!».
33 لاَ تَضِلُّوا: «فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ»
34 اُصْحُوا لِلْبِرِّ وَلاَ تُخْطِئُوا، لأَنَّ قَوْمًا لَيْسَتْ لَهُمْ مَعْرِفَةٌ بِاللهِ. أَقُولُ ذلِكَ لِتَخْجِيلِكُمْ!

وياتي الي السؤال المهم 
35 لكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «كَيْفَ يُقَامُ الأَمْوَاتُ؟ وَبِأَيِّ جِسْمٍ يَأْتُونَ؟»

وهنا يبدأ يشرح جسد القيامه بعد ان اكد ان القيامه هي بالاجساد ويرد على تساؤلات مثل بأى قوة وبأى كيفية يقوم الأموات، وبأى جسم يعود الأموات مرة أخرى إلى الحياة أبعد تحلل الجسد يعود مرة ثانية.  
36 يَاغَبِيُّ! الَّذِي تَزْرَعُهُ لاَ يُحْيَا إِنْ لَمْ يَمُتْ.

وموضوع ياغبي شرحته تفصيلا في ملف

هل معلمنا بولس شتام لانه وصف اهل كورنثوس و الغلاطيين بالغباء

ويقدم حقيقه هامة ان الذي تزرعه لايحيا ان لم يمت فالبذره تدفن والجنين يبدا في النمو ولكن بقية مكونات البذره تموت وتختفي ولكن الحياه التي كانت فيها جنين صغير غير ظاهر يتحول الي نبات كبير لايقارن بشكل البذره سابقا وهذه مقدمه رمزيه لشرح الفرق بين الجسد المادي والجسد الممجد فجسد القيامة الذي أخذناه موجود الآن تحت ثقل هذا الجسد الترابى الكثيف الذي يصلح فقط للتعامل مع هذا العالم. فالبذور تقابل أجسادنا، وكما أن هناك حياة في البذور فلقد صارت حياة في أجسادنا، حياة أخذناها فى المعمودية، هي حياة المسيح القائم من الأموات. ففي المعمودية نحن متنا مع المسيح وقمنا بحياة المسيح فينا (رو 4:6، 5) ولكن هذه الحياة التي أخذناها في المعمودية مستترة الآن، غير ظاهرة، لكنها تظهر بعد دفن الجسد وموته، كما تظهر الحياة التي فى البذرة بعد دفنها (كو 3:3) فالطبيعة الممجدة مستقرة فينا منذ المعمودية ومنتظرة تكميل الجهاد وفداء الأجساد أي حين نلبس الأجساد الممجدة بعد القيامة العامة. 

فالمسيح حل مشكلة الموت، بأن مات وقام، وبالمعمودية نموت ونقوم معه بحياته فنصير بذوراً حية، وحين نُدفن تظهر هذه الحياة التي فينا ونقوم بأجساد ممجدة. أمّا لو إرتد الإنسان للخطية ثانية يكون كبذرة كانت حية وأكلها السوس، فإذا دفنت في التراب فإنها لا تعطى ثمار، إذ أنها بذرة ميتة. إذاً كما تحيا البذور تقوم أجسادنا وذلك بموجب ما فيهما من عناصر حياة وقال في (فى 20:3، 21) أن الله يغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده. وإستعلان المجد المستتر فينا أسماه فداء الأجساد (رو 23:8 + أف 14:1)

 
37 وَالَّذِي تَزْرَعُهُ، لَسْتَ تَزْرَعُ الْجِسْمَ الَّذِي سَوْفَ يَصِيرُ، بَلْ حَبَّةً مُجَرَّدَةً، رُبَّمَا مِنْ حِنْطَةٍ أَوْ أَحَدِ الْبَوَاقِي.

فنبات الحنطة لانزرع ساق الحنطة ولكن فقط بذره تظهر الحبة بعد الإنبات بمظهر مختلف عما كانت عليه أولاً، فقبل الدفن كانت بذرة صغيرة ناشفة، ولكنها بعد الدفن صارت نباتاً أو شجرة خضراء حية. وهذا يشير أيضاً للتغيرات التي سوف تطرأ على الجسد عند قيامته من الأموات. وقارن بين البذرة الناشفة التي بلا جمال (جسدنا الحالى) وبين الشجرة أو النبات الأخضر الذي خرج منها (الجسد الممجد). قارن بين جمال هذا النبات الأخضر وبين البذرة عديمة الجمال. هكذا سيكون جمال جسدنا الممجد.  
38 وَلكِنَّ اللهَ يُعْطِيهَا جِسْمًا كَمَا أَرَادَ. وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْبُزُورِ جِسْمَهُ.

39 لَيْسَ كُلُّ جَسَدٍ جَسَدًا وَاحِدًا، بَلْ لِلنَّاسِ جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَلِلْبَهَائِمِ جَسَدٌ آخَرُ، وَلِلسَّمَكِ آخَرُ، وَلِلطَّيْرِ آخَرُ.

40 وَأَجْسَامٌ سَمَاوِيَّةٌ، وَأَجْسَامٌ أَرْضِيَّةٌ. لكِنَّ مَجْدَ السَّمَاوِيَّاتِ شَيْءٌ، وَمَجْدَ الأَرْضِيَّاتِ آخَرُ.

41 مَجْدُ الشَّمْسِ شَيْءٌ، وَمَجْدُ الْقَمَرِ آخَرُ، وَمَجْدُ النُّجُومِ آخَرُ. لأَنَّ نَجْمًا يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ.

42 هكَذَا أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ: يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ.

وهنا يبدأ يتكلم عن وصف جسد القيامة انه جسد عديم فساد اي لا يمرض ولا يصاب ولا ينزف ولا يفسد ولا غيره
43 يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ وَيُقَامُ فِي مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِي ضَعْفٍ وَيُقَامُ فِي قُوَّةٍ.

44 يُزْرَعُ جِسْمًا حَيَوَانِيًّا وَيُقَامُ جِسْمًا رُوحَانِيًّا. يُوجَدُ جِسْمٌ حَيَوَانِيٌّ وَيُوجَدُ جِسْمٌ رُوحَانِيٌّ.

فالجسد الذي نقوم به هو جسد روحاني نوراني وهذا الجسد لايحتاج الي الجسد الاول المادي الذي تحلل وهلك ولكنه ياخذ جسد اخر ينموا نورانيا روحيا من طبيعة الانسان الجديد الذي ولد في المعمودية 
45 هكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا: «صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا».

46 لكِنْ لَيْسَ الرُّوحَانِيُّ أَوَّلاً بَلِ الْحَيَوَانِيُّ، وَبَعْدَ ذلِكَ الرُّوحَانِيُّ.

47 الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ.

48 كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضًا، وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضًا.

49 وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ، سَنَلْبَسُ أَيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ.

50 فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ، وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ.

51 هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ،

52 فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ.

53 لأَنَّ هذَا الْفَاسِدَ لاَبُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ، وَهذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ.

54 وَمَتَى لَبِسَ هذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ، وَلَبِسَ هذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ، فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ»

واعتقد بهذا الشرح التفصيلي تاكدنا انه لا يوجد اي تناقض فالاعداد مكمله لبعض فالجسد المادي يفني اما الذي يقوم به الانسان هو جسد روحاني ممجد لايضعف ولا يحتاج للاكل ولا للشرب ليس لحم ودم 

واكتفي بهذا القدر 

 

والمجد لله دائما