«  الرجوع   طباعة  »

هل بولس الرسول يؤكد فكرة المطهر ؟ 1كو 3: 13- 15

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يقوله بولس الرسول هنا عن ان " بنار يستعلن وستمتحن النار عمل كل واحد ... واما هو فسيخلص ولكن كما بنار "  هل هو بالفعل يؤكد فكرة المطهر الناري الذي يؤمن به بعض الاخوه الكاثوليك ؟ 

 

الرد

 

في البداية تعريف المطهر 

ويعرف أخوتنا الكاثوليك المطهر، بأنه مكان وحالة للتطهير بواسطة عقوبات وقد حدد مجمع ليون ومجمع فلورنس  أن الذين يخرجون من هذه الحياة، وهم نادمون حقيقة وفي محبة الله، لكن قبل أن يكفروا عن خطاياهم وإهمالاتهم بأعمال توبة وافيه، تتطهر نفوسهم بعد الموت بعقوبات مطهرة بنار بعد الموت  

وقد اختلفوا في وصف طبيعة النار فالذين يقولون بانها نار حقيقية يعتمدون علي كورنثوس الاولي 3: 15 وهم الكاثوليك اللاتينيين ولكن بعض الكاثوليك يرفض ذلك ويقول انها فقط عذابات مطهره مثل الحرمان من رؤية الله لفترة مع عزاب الحواس المختلفه المتفاوته في شدتها حسب الخطايا حتي يوفي الفلس الاخير ثم يعود الي السماء الي رؤية الله بعد دفع الحساب  

واختلفوا في مكان المطهر فقال البعض انه هو جهنم يطهر فيه الصالحين فتره ولكن الهالكين يبقوا فيها الي الابد وقال البعض هو سجن تحت الارض  مؤقت للانفس ويستشهدوا بمتي 5: 25 موضوع فتلقي في السجن 

بدات هذه الفكرة من القرن الثالث عشر في الكنيسه الكاثوليكية فقط في مجمع لاتران 1215 م وايدها مجمع ليون 1545 

وفكرة المطهر هي ضد الفداء لان فداء المسيح هو ان المسيح حمل خطايانا فلو كنا محتاجين مطهر لتتطهير خطايانا فالمسيح مات بلا سبب

وفكرة المطهر تقول ان خلاص المسيح وتبريره لنا هو جزئي وانا احتاج ان ادفع ثم خطاياي التي لم يدفع ثمنها المسيح فاصبح كفارة المسيح محدودة جزئية واصبح المسيح لا يستحق لقب المخلص لانه لم يخلصنا ولازلنا محتاجين المطهر  

فخلاص المسيح هو كلي وهو عطية مجانية لمن يقبل ويثبت بايمانه العامل بالمحبة انه يقبل هذا الفداء الذي هو عطية مجانية رغم انه لا يقدر بثمن

رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 3

3: 22 بر الله بالايمان بيسوع المسيح الى كل و على كل الذين يؤمنون لانه لا فرق 

3: 23 اذ الجميع اخطاوا و اعوزهم مجد الله 

3: 24 متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح 

3: 25 الذي قدمه الله كفارة بالايمان بدمه لاظهار بره من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بامهال الله 

3: 26 لاظهار بره في الزمان الحاضر ليكون بارا و يبرر من هو من الايمان بيسوع 

 لازلت احتاج ان اجاهد في طريق الخلاص ولكن هذا الطريق هو المسيح وليس تبريري لذاتي 

والمسيح سفك دمه الطاهر عنا لكي يدفع ثمن خطايانا 

إنجيل متى 26: 28

 

لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا.

 

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 9: 22

 

وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!

وطالما بدون سفك دم لا تحدث مغفرة اذا في المطهر لا مغفرة 

ولان المسيح سفك دمه الطاهر عنا فنثق ان خطايانا غفرت 

فالانسان عاجز عن دفع ثمن خطاياه ولهذا المسيح جرح لاجل خطايانا 

سفر أشعياء 53

4 لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً.
5 وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا.

6 كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا.

فهل الله بعد ان مات عني ليخلصني يعود ويلقيني في نار المطهر فتره لكي اخلص بالنار وليس بفداؤه 

ولهذا فالمسيح هو شفيع كفاري 

رسالة يوحنا الرسول الاولي 

2: 1 يا اولادي اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا و ان اخطا احد فلنا شفيع عند الاب يسوع المسيح البار 

 

4: 10 في هذه هي المحبة ليس اننا نحن احببنا الله بل انه هو احبنا و ارسل ابنه كفارة لخطايانا 

فنحن لا نستطيع ان ندفع ثمن خطايانا لان اجرة الخطية موت وليس بعض العذابات 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 6: 23

 

لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.

فاعمالي الارضية لا تطهرني من الخطايا والزلات ولكن اعمل اعمال الايمان اثباتا ان ايماني حي وليس كلمات فقط اقاوم الخطية محبة في الله وان سقط فيها اطلب منه المغفرة فلا استطيع ان ابرر نفسي مهما فعلت ولكن هو الذي يبررني 

ولكن فقط نجاهد بالايمان ان نفوز بخلاص المسيح بالايمان العامل بالمحبة 

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 6

 

لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.

 

وحياة التوبة والاعتراف 

 رسالة يوحنا الرسول الأولى 1:

7 وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ.
8 إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا.

9 إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.

10 إِنْ قُلْنَا: إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِبًا، وَكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فِينَا
.

فالحياة المسيحية ان اسير مع المسيح واسلك في طريقه واجاهد ان افعل مرضاته وان اخطأت اعترف بخطايايا بامانه واؤمن انه يطهرني من كل اثم 

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 1: 7

 

الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ،

واؤمن اني مت عن الخطية 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 6: 2

 

حَاشَانَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟

 

واصبحت جسدا للمسيح 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 6: 15

 

أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَجْسَادَكُمْ هِيَ أَعْضَاءُ الْمَسِيحِ؟ أَفَآخُذُ أَعْضَاءَ الْمَسِيحِ وَأَجْعَلُهَا أَعْضَاءَ زَانِيَةٍ؟ حَاشَا!

فدم المسيح هو الذي يبررني من كل خطية 

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 9: 12

 

وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُول، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا.

وبعد الايمان بالمسيح اعمل بالمحبة والاعمال هي ليست اعمال ناموس وليست اعمال لادفع ثمن خطاياي ولكن هي اعمال كثمار للتوبة 

إنجيل متى 3: 8

 

فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ.

 

رسالة يعقوب 3: 17

 

وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلاً طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَارًا صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ.

ولكنها لا يمكن أن توفى عقوبة العدل الإلهى، ولا يمكن أن يكفر الإنسان باعماله عن خطاياه

والخلاص في فكرنا الارثوزكسي هو طريق نسير فيه مع المسيح 

رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 5

 

أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ.

 

الخلاص = سوتيريا 

G4991

σωτηρία

sōtēria

so-tay-ree'-ah

Feminine of a derivative of G4990 as (properly abstract) noun; rescue or safety (physically or morally): - deliver, health, salvation, save, saving.

ويعني انقاذ وبر امان وحفاظ علي 

والخلاص في المسيحيه هو شخص ربنا يسوع المسيح والحياه معه 

إنجيل لوقا 2: 30

 

لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ،

تقبل المسيح تبدا طريق الخلاص

سفر أعمال الرسل 13: 47

 

لأَنْ هكَذَا أَوْصَانَا الرَّبُّ: قَدْ أَقَمْتُكَ نُورًا لِلأُمَمِ، لِتَكُونَ أَنْتَ خَلاَصًا إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ».

 تسير مع المسيح تسير في طريق الخلاص

سفر أعمال الرسل 16: 17

 

هذِهِ اتَّبَعَتْ بُولُسَ وَإِيَّانَا وَصَرَخَتْ قَائِلَةً: «هؤُلاَءِ النَّاسُ هُمْ عَبِيدُ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِينَ يُنَادُونَ لَكُمْ بِطَرِيقِ الْخَلاَصِ».

 تستمر كانجيل معاش تمتلك قوة الخلاص وتزيد كل يوم 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 1: 16

 

لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُلِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ.

تستمر ايضا في الجهاد ولا تهمل 

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 2: 3

 

فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ؟ قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا،

 بمخافه تتمم الخلاص 

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 12

 

إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ،

نهاية الحياه الارضيه حينما يحدد المسيح تفرح بالخلاص

رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 9

 

نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ.

 ايضا في المسيح فالخلاص هو حياه مع المسيح الي ان تصل الي ملكوت السموات

فمن يختار المسيح لايخرج خارجا وان اخطأ يتوب والرب يكفر عن خطاياه ولا يحتاج الي مطهر فالمسيح كافي جدا لخلاصه 

ولكن من يترك المسيح ويهمل طريق الخلاص ويحب الخطية ولا يتوب عنها فهذا اهمل خلاصا هذا مقداره ولا يوجد اي مطهر كافي ان يدفع ثمن تركه للمسيح واختياره للظلمه بدل النور  

ولم يتكلم الكتاب المقدس علي الاطلاق عن من سيذهب الي النار فتره ثم يخرج منها بل اكدت اعداد كثيره جدا ان النار ابدية لا تطفأ ومن يذهب اليها يبقي فيها الي الابد 

ومن اوضح الامثلة هو مثال اليعازر والغني في لوقا 16 

واعتزر عن المقدمة الطويله واتي الي الجزء الهام وهو ما كان يتكلم عنه معلمنا بولس الرسول في موضوع يخلص كما بنار 

رسالة بولس الرسول الاولي إلي أهل كورنثوس 3

معلمنا بولس الرسول في هذا الاصحاح يتكلم خدمة التبشير ومن يقول انه لبولس ولابولس فيوضح بولس الرسول ان المسيح هو وحده الذي ينمي وفحص عمل كل خادم وتبشيره يمتحن بالنار 

وهو يقول العددين في سياق الكلام عن المبشرين ولا يتكلم عن خطايا شخصية او مطهر او غيره  

3: 4 لانه متى قال واحد انا لبولس و اخر انا لابلوس افلستم جسديين 

3: 5 فمن هو بولس و من هو ابلوس بل خادمان امنتم بواسطتهما و كما اعطى الرب لكل واحد 

3: 6 انا غرست و ابلوس سقى لكن الله كان ينمي 

3: 7 اذا ليس الغارس شيئا و لا الساقي بل الله الذي ينمي 

3: 8 و الغارس و الساقي هما واحد و لكن كل واحد سياخذ اجرته بحسب تعبه 

3: 9 فاننا نحن عاملان مع الله و انتم فلاحة الله بناء الله 

3: 10 حسب نعمة الله المعطاة لي كبناء حكيم قد وضعت اساسا و اخر يبني عليه و لكن فلينظر كل واحد كيف يبني عليه

فبعدما وضح ان العامل الوحيد هو الله وهو الذي ينمي ونحن فلاحة الله والمبشرين هم ادوات في يد الله الزارع الحقيقي وهو الباني الحقيقي فيقول ان الله البناء الحكيم اعطي بولس الرسول نعمة ان يضع اساس تبشير وايمان كنيسة كورنثوس وهو كل ما يتعلق بالرب يسوع من حقائق، ليقبلوا الرب يسوع كأساس يفهمون به كل ما يقدم لهم من تعاليم فيما بعد. وبولس وضع الأساس أي الإيمان بالمسيح المخلص، وجاء أبلوس كآخر يبنى عليه. وكل من يأتى كخادم ومبشر ليبنى يبنى على هذا الأساس الذي بناه الله من خلال نعمته لبولس الرسول 

فكل من ياتي ليبني علي هذا الاساس يجب ان ينظر وان يحترس كيف يبنى على هذا الأساس. هذا الكلام موجه لكل معلم ولكل خادم، فكثيرين بدأوا بالروح وأكملوا بالجسد (غل 3: 3). فعلى كل من يبنى أن يفهم أن الأساس هو المسيح. الأساس هو الإيمان بالمسيح والبناء هو التعرف على شخص المسيح والشبع بشخص المسيح، وبهذا يفرح المخدوم بشخص المسيح ولا يجد تعزية سوى في شخص المسيح، يكتشف محبة المسيح المتناهية، 

3: 11 فانه لا يستطيع احد ان يضع اساسا اخر غير الذي وضع الذي هو يسوع المسيح

ويعود ويؤكد ان الاساس هو المسيح وهنا يشير الي ان بعض المبشرين لا يكون هدفهم فقط المسيح فيبنوا فوق الاساس اشياء اخري فيقول  

3: 12 و لكن ان كان احد يبني على هذا الاساس ذهبا فضة حجارة كريمة خشبا عشبا قشا

ذهبا فضة ... هذا إشارة لنوعية عمل الخادم. وليفكر كل خادم يبنى على أساس المسيح، وسيبني علي هذا الاساس اما ذهب ( تعاليم سماوية عن المسيح ) او قش ( تعاليم ارضية عن اعمال الناموس ) فهل سيحتمل بناؤه نار التجارب والضيقات الكثيرة التي في هذا العالم. والذهب والفضة والحجارة الكريمة إستعملت في بناء هيكل الله، أما العشب والقش فلقد إستعملت في المباني الوقتية الحقيرة، فهل هو يبني هيكل لله ام يبني بيت لنفسه امور زائلة 

لان عمله التبشيري سيمتحن بنار وهي نار التجارب والحروب الفكرية والهرطقات والاضطهادات وغيرها التي تحرق القش وتبقي الذهب اكثر نقاء  

3: 13 فعمل كل واحد سيصير ظاهرا لان اليوم سيبينه لانه بنار يستعلن و ستمتحن النار عمل كل واحد ما هو

فهنا يتكلم بوضوح انه يمتحن عمل كل واحد وليس يمتحن كل واحد فالنار ليست للشخص ولكان نار لاعماله فالخادم ستمتحن خدمته بالنار هل يبقي المبني الذي بناه علي اساس المسيح كان هيكل قوي ام ان المبني كان عشب وقش بامور شخصية ومجد ذاتي فتحترق اعماله بنار التجارب 

فهنا يقول لكل خادم ان يركز علي ان خدمته ستمتحن بنار تفحص فلو كانت خدمته ذاتيه ستحترق ولو كانت خدمته سماوية ستبقي 

ولو كانت تعاليمه عن المسيح ستقوي علي النار ولو كانت تعاليمه عن اعمال الناموس ستحترق 

والكثير من الاباء قالوا ان هذا العدد هو نبوة عن الهيكل اليهودي حيث أنه يشير إلى ما سيحدث حيث يُحرق الهيكل اليهودي على يدي تيطس الروماني، وكأن الذين يريدون التمسك بحرفية الشريعة الموسوية يفقدون كل شيء. أما الذين يلتهبون بالروح فيزدادون مجدًا وبهاءً.

وهذا جاء في 

سفر زكريا 3

3: 2 فقال الرب للشيطان لينتهرك الرب يا شيطان لينتهرك الرب الذي اختار اورشليم افليس هذه شعلة منتشلة من النار 

 

سفر عاموس 4

4: 11 قلبت بعضكم كما قلب الله سدوم و عمورة فصرتم كشعلة منتشلة من الحريق فلم ترجعوا الي يقول الرب 

 

وايضا هو امر عام علي كل شخص يقدم اعمال هلي هي نقية لله ام هي بحث عن مجد الذات فتمتحن اعماله بالنار فهل اعماله تصمد لانها مبنية بالله ام تحترق لانها كانت لمجد الذات  

3: 14 ان بقي عمل احد قد بناه عليه فسياخذ اجرة

فانت بلا عزر ايها الانسان ان بقي عملك بعد نار التجارب ينال مكافأة ومكافأة الله للخادم الذي يبنى على أساس المسيح هي مكافأة إضافية علاوة على مكافأته لأجل جهاده لخلاص نفسه.

3: 15 ان احترق عمل احد فسيخسر و اما هو فسيخلص و لكن كما بنار 

فان احترق عمله فهو يخسر المكافئة الاضافية لانها لم تكن نقية للرب ولكن كان بها مجد الذات ولكنه يخلص علي جهاده الشخصي ويخلص بصعوبة كبيرة، وجهاده لكي يخلص، وهو على الأرض، سيكون صعباً جداً، ففي حياة الخادم لا فصل بين حياته الشخصية وخدمته، فالخادم المهمل يصعب خلاصه. هو يكون كإنسان شب حريق في بيته، فخرج بملابسه فقط وبصعوبة كبيرة نجا هارباً من النيران ولكنه فقد كل ما لهُ. 

ولا يوجد اشاره هنا الي مطهر او غيره هو الكلام عن الحياة حياة التجارب والالام والجهاد 

وتكرر هذا المعني في كثير من الايات 

1كو 4: 5  اذا لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ويظهر آراء القلوب.وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله

2تي 3: 9  لكنهم لا يتقدمون اكثر لان حمقهم سيكون واضحا للجميع كما كان حمق ذينك ايضا

2تي 1: 18  ليعطه الرب ان يجد رحمة من الرب في ذلك اليوم.وكل ما كان يخدم في افسس انت تعرفه جيدا

ار 23: 29  أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخر.

حز 13: 10  من اجل انهم اضلوا شعبي قائلين سلام وليس سلام وواحد منهم يبني حائطا وها هم يملطونه بالطفال

حز 13: 11  فقل للذين يملطونه بالطفال انه يسقط.يكون مطر جارف وانتنّ يا حجارة البرد تسقطن وريح عاصفة تشققه.

حز 13: 12  وهوذا اذا سقط الحائط أفلا يقال لكم اين الطين الذي طينتم به.

حز 13: 13  لذلك هكذا قال السيد الرب.اني اشققه بريح عاصفة في غضبي ويكون مطر جارف في سخطي وحجارة برد في غيظي لافنائه.

حز 13: 14  فاهدم الحائط الذي ملطتموه بالطفال وألصقه بالارض وينكشف اساسه فيسقط وتفنون انتم في وسطه فتعلمون اني انا الرب.

حز 13: 15  فاتمّ غضبي على الحائط وعلى الذين ملطوه بالطفال واقول لكم ليس الحائط بموجود ولا الذين ملطوه

حز 13: 16  اي انبياء اسرائيل الذين يتنبأون لاورشليم ويرون لها رؤى سلام ولا سلام يقول السيد الرب

زك 13: 9  وادخل الثلث في النار وامحصهم كمحص الفضة وامتحنهم امتحان الذهب.هو يدعو باسمي وانا اجيبه.اقول هو شعبي وهو يقول الرب الهي

1بط 1: 7  لكي تكون تزكية ايمانكم وهي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح

1بط 4: 12  ايها الاحباء لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة لاجل امتحانكم كانه اصابكم امر غريب

1كو 3: 8  والغارس والساقي هما واحد ولكن كل واحد سيأخذ اجرته بحسب تعبه.

دا 12: 3  والفاهمون يضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين الى البر كالكواكب الى ابد الدهور

مت 24: 45  فمن هو العبد الامين الحكيم الذي اقامه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام في حينه.

مت 24: 46  طوبى لذلك العبد الذي اذا جاء سيده يجده يفعل هكذا.

مت 24: 47  الحق اقول لكم انه يقيمه على جميع امواله.

مت 25: 21  فقال له سيده نعمّا ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير.ادخل الى فرح سيدك.

مت 25: 22  ثم جاء الذي اخذ الوزنتين وقال يا سيد وزنتين سلمتني.هوذا وزنتان أخريان ربحتهما فوقهما.

مت 25: 23  قال له سيده نعمّا ايها العبد الصالح والامين.كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير.ادخل الى فرح سيدك.

1تس 2: 19  لان من هو رجاؤنا وفرحنا واكليل افتخارنا.ام لستم انتم ايضا امام ربنا يسوع المسيح في مجيئه.

2تي 4: 7  قد جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعي حفظت الايمان

1بط 5: 1  اطلب الى الشيوخ الذين بينكم انا الشيخ رفيقهم والشاهد لآلام المسيح وشريك المجد العتيد ان يعلن

1بط 5: 4  ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون اكليل المجد الذي لا يبلى

رؤ 2: 8  واكتب الى ملاك كنيسة سميرنا.هذا يقوله الاول والآخر الذي كان ميتا فعاش.

رؤ 2: 9  انا اعرف اعمالك وضيقتك وفقرك.مع انك غني.وتجديف القائلين انهم يهود وليسوا يهودا بل هم مجمع الشيطان.

رؤ 2: 10  لا تخف البتة مما انت عتيد ان تتألم به.هوذا ابليس مزمع ان يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة ايام.كن امينا الى الموت فسأعطيك اكليل الحياة.

رؤ 2: 11  من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس من يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني

رؤ 3: 18  اشير عليك ان تشتري مني ذهبا مصفى بالنار لكي تستغني.وثيابا بيضا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك.وكحّل عينيك بكحل كي تبصر.

2يو 1 :8  انظروا الى انفسكم لئلا نضيّع ما عملناه بل ننال اجرا تاما.

1بط 4: 18  وان كان البار بالجهد يخلص فالفاجر والخاطئ اين يظهران.

يه 1: 23  وخلّصوا البعض بالخوف مختطفين من النار مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد

 

ولا يوجد اي احد من الاباء قال بامر المطهر الناري في تفسير هذا العدد

 

واخيرا الشرح الرائع الذي قدمه قداسة البابا شنوده الثالث في هذا الامر

يخلص كما بنار (1كو3: 15). 

هذه الآية من أهم الآيات الكتابية التي يعتمد عليها الكاثوليك، في محاولة لإثبات المطهر، ولذلك سنوليها أهتماماً خاصاً يناسب تركيزهم عليها. وقبل كل شيء أحب أن أقول: 

(1) هذه الآية ذكرت في أثناء الحديث عن الخدمة والخدام، وليس في مجال الحديث عن الدينونة والعقاب. ولهذا الأمر أهميته: 

ومن أجل هذا، ولكي لا تفصل الآيه عن المناسبة التي قيلت فيها، نقول إن بولس كان يتكلم عن خدمته هو وأبولس، وأن الواحد منها غرس والآخر سقى، ولكن الله كان ينمى. وإن كل واحد سيأخذ اجرته حسب تعبه. مشبهاً الخدمة بعمل الفلاحة قائلاً "نحن عاملان مع الله، وأنتم فلاحة الله، بناء الله" (1كو3: 5 – 9). 

ثم أنتقل في تشبيه الخدمة بالبناء " أنتم بناء الله " إلى قوله " حسب النعمة المعطاة لي – كبناء حكيم – وضعت أساساً، وآخر يبنى عليه. ولكن فلينتظر كل واحد كيف يبنى عليه. فإنه لا يستطيع أحد أن يضع أساساً غير الذي وضع، الذي هو يسوع المسيح" (1كو10، 11). 

(2) هنا بولس الرسول كبناء حكيم، كخادم يعرف أصول الخدمة، أو كما تقول إحدى الترجمات، كأستاذ أو معلم حكيم في البناء master builder as a wise وضع الأساس الذي هو الإيمان بالمسيح، وسيترك البناء لباقى الخدام، لباقى البنائين، ويرى كيف يبنون عليه. 

ولذلك يقول في رسالته لأهل كورنثوس " إن كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح، لكن ليس آباء كثيرون، لأنى أنا ولدتكم في المسيح" (1كو4: 15). أنا ولدتكم ووضعت الأساس الذي هو الإيمان. وبقى الأمر متروكاً لهؤلاء المرشدين الكثيرين كيف سيبنون عليه: ذهباً وقشاً. وكل واحد من هؤلاء المرشدين له طريقته. بولس بشر أهل كورنثوس، ولكنه سوف لا يبقى في كورنثوس باقى حياته، لأن له خدمة واسعة في أماكن متعددة. يكفى أنه وضع الأساس، وسيترك باقى الخدام يبنون عليه. كما قال أيضاً عن تشبيه الكرازة بعمل الفلاحة " أنا غرست، وأبولس الشيء المغروس. فما الذي حدث بعد هذا؟ حدث انقسام هدد العمل كله. وقال البعض أنا لبولس وآخر أنا لأبولس (ع3، 4). فما الذي سيحدث في البناء فيما بعد؟ ا مصير العمل الكرازة؟ يقول: "ولكن إن كان أحد يبنى على هذا الأساس ذهباً فضة حجارة كريمة، خشباً عشباً قشاً، فعمل كل واحد سيصير ظاهراً، لأن اليوم سيبسنه. لأنه بنار يستعلن. وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو. إن بقى عمل أحد قد بناه، فسيأخذ أجرة. إن احترق عمل أحد، فسيخسر. أما هو فسيخلص، ولكن كما بنار" (1كو3: 12 – 15). 

(3) نلاحظ هنا أنه يتكلم عن العمل، وليس عن الأشخاص. وهو يتكلم عن خدمة الخدام وليس عن عامة الناس... 

إنه يكلم الخدام، المبشرين، الوعاظ، الرعاة، المعلمين، خدام الكلمة، وليس كل أحد... هؤلاء الذين يبنون الملكوت، ويقومون بالعمل الكرازى، كيف سيبنون. وهل عملهم سيبقى أم يحترق. وما الذي سوف يضعونه على أساس الإيمان: هل سيضعون ذهباً فضة حجارة كريمة، من الأمور التي تبقى ولكنها تتنوع في مدى قيمتها؟ أم سيضعون خشباً قشاً، من الأمور التي تحترق، ولكنها أيضاً تتنوع في سرعة أحتراقها. والبعض يمكن إنقاذه كالقش..

بولس الرسول تهمه الخدمة، يهمه العمل، وعن هذا يتحدث: 

فيقول عمل كل واحد سيصير ظاهراً، لأن اليوم سيبين هذا العمل. هذا العمل سوف يسعلن بنار عمل واحد. هل يبقى العمل. أم إن العمل يحترق. 

إذن النار هنا للعمل، وليس للأشخاص. 

فكلام صريح " سيمتحن النار عمل كل واحد"... لكي تبينه: هل هو، ذهب فضة، حجر كريم، أم خشب، عشب، قش... لم يقل إن الأشخاص سيحترقون بنار، إنما قال إن علهم سيحترق. 

(4) الذي سيجوز في النار هو العمل، وليس الشخص: 

ليس الخادم، إنما خدمته، من أي نوع هي؟ هل ستبقى أم تحترق؟ وعلينا أن نضرب أمثلة للأعمال التي تحترق، والأعمال التي تبقى. الخدمة التي لها ثمر في الكنيسة، والتي لا ثمر لها... 

(5) فالعمل الذي يشبه الذهب والفضة والحجر الكريم هو عمل من يخدم بطريقة روحية عميقة لبناء النفوس: 

بحيث يكون الهدف الوحيد هو الله وملكوته. بأسلوب روحى مقنع ومؤثر، يجذب النفوس إلى الله، مع جهد وتعب في التربية الروحية، وحل كل المشاكل التي تصادف المجاهدين في طريقهم، ومعرفة الحروب الروحية وطريقة الانتصار عليها وحث الناس على الثبات، وتشجيعهم وتقويتهم والصلاة من أجلهم. كالرعاة والمرشدين الذين قال عنهم الرسول " أطيعوا مرشديكم وأخضعوا، لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم، كأنهم سوف يطيعون حساباً..." (عب13: 17). وكما قال الرسول عن نفسه " في تعب وكد، في أسهار مراراً كثيرة، في جوع وعطش، في أصوام كثيرة، في برد وعرى، عدا ما هو دون ذلك، التراكم على كل يوم، الاهتمام بجميع الكنائس. من يضعف وأنا لا أضعف. من يعثر وأنا لا ألتهب" (2كو11: 27 – 29). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). "لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل أحد " " لست أحتسب لشئ، ولا نفسى ثمينة عندي، حتى أتمم بفرح سعيى والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله" (أع20: 31، 24). 

هذا هو البناء الذهب الذي لا يتزعزع. هذا هو العمل الروح القوى الذي لا يحترق. 

لأنه تعليم بطريقه جادة روحية باذلة من أجل خلاص النفس وربطها في ثبات بالله. إنه بناء وطيد. يسقط المطر وتجئ الأنهار، وتهب الرياح، وتقع على هذا البناء. فلا يسقط. تمتحن النار هذا العمل يبقى في النفوس، ويبقى لي اليوم الأخير. والخادم الذي يأخذ أجرته، ويأخذها تعبه (1كو3: 14، 8). 

والنار هننا ربما تكون التجارب أو الاختبارات الروحية أو الحروب أو الضيقات... 

التى يتعرض لها كل عمل روحي، أو تتعرض لها الكنيسة كلها، فيظهر من فيها هو الذهب، ومن فيها هو القش. من يثبت، ومن لا يثبت. من يحترق بسرعة كالقش، ومن يحترق ببط كالخشب، ومن لا يحترق على الإطلاق كالذهب والأحجار الكريمة. 

فإذا أخذت النار للاختبار، فإن كلمة اليوم تعنى اليوم الذي يحل فيه امتحان هذا التعليم الذي علم به الخادم ومدى ثباته في أنفس سامعيه. أما إذا كان المقصود باليوم الأخير (1كو4: 5)، فتكون النار هي العدل الإلهى، الذي "سينير خفايا الظلام، ويظهر آراء القلوب".. إنها نار أخرى... فكلمة نار لها معان عديدة، ورموز عديدة في الكتاب... قلنا إن هناك من يخدم بأسلوب روحى عميق. ولكن ليس الجميع يخدمون كذلك.

(6) فهناك من عدم يخدم بأسلوب تطغى فيه المعرفة لا الروح، كما لو كان يخرج علماء لا عابدين... 

كما لو كان بعد تلاميذه ليكونوا دوائر معارف، لا أن يكونوا اشخاصاً روحيين. يعطيهم دينياً لا تداريب روحية فيه. يخلط الدين بالفلسفه، ويحوله إلى مجرد فكر. لا فرق نده بين تدريس رحلات بولس الرسول، وبين اكتشافات كولومبوس Christopher Columbus، أو حروب نابليون Napoleon Bonaparte... كلها فروع من المعرفة تماماً...   

وهذا الأسلوب تحاشاه القديس بولس تماماً...

وقال "وأنا لما أتيت إليكم أيها الأخوة، أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة... وكلامي وكرازتى لم يكونا الناس، بل بقوة الله"، "لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح" (1كو2: 1، 4) (1كو1: 17). 

(7) هذا العمل الكرازي الذي هو بالفلسفة وحكمة الناس، يمكن أن يحترق. وكذلك الذي هدفه الفصاحة والبلاغة وتنميق الألفاظ والسجع وموسيقى العبارات. 

كلها خدمة قد تعجب البعض، وقد تبهرهم الفصاحة، أو السجع، أو النطق والعقل. وربما في نفس لا تترك أثراً روحياً في نفوسهم. قد تسبقي ألفاظاً مأثورة في ذاكرتهم، ولكنها لا تحدث تغييراً في حياتهم. وإذا صادفتهم نار التجارب والأمتحانات الروحية، لا يثبتون أمامها. ويجد الخادم أو المعلم أو الراعى أن عمله قد أحترق.

وإن أحترق عمله يخسر (1كو3: 15)، يخسر تعبه ويخسر مخدوميه، ويخسر مكافأته وجهده وتعليمه، وكرازته وخدمته، إذ لم تأت بثمر روحى... ولكنه يخلص كما بنار... 

(8) وبنفس الوضع نتحدث عمن تتحول خدمته إلى مجرد أنشطة، وعمل كثير، وأهتمام بأمور كثيرة، وبموضوعات جانبية عديدة، دون التركيز على العمل الروحى. وهكذا يحترق عمله كخادم. ولكنه من أجل تعبه وغيرته ونيته الطبية، يخلص كما بنار... 

يخلص كما بنار

أي يخلص بصعوبة بجهد، كمن يمر في نار وينتشله اله منها قبل أن يحترق. عمله قد أحترق ولكن الله – من فرط رفاته – لم يسمح أن هذا الخادم نفسه يحترق، متذكراً تعبه وجهده ورغبته في خلاص الناس. غير أن أسلوبه في الخدمة لم يكن سليماً... 

(10) والنار هنا ليست نار مطهر. لأنه لم يقل يخلص في نار، أو في النار، وإنما كما بنار... 

فالنار هنا لم تكن له، وإنما كانت لعمله. كما قال الرسول "سيمتحن النار عما كل واحد ما هو" (ع13). وقد أمتحنت النار عمله فوجدته خشباً أو عشباً أو قشاً. وكان ممكناً أن يهلك هو أيضاً، لأنه لم يخدم بطريقة سليمة، ولأن كلامه لم يكن "روحاً وحياة" (يو6: 63). ولكنه خلص، بصعوبة... "كما بنار " ولم يقل خلص في النار. 

(11) كلمة (نار) هنا استخدمت بطريقة مجازية، وليست حرفية ولنا مثال عن شخص " خلص كما بنار " هوشع الكاهن

قال زكريا النبي " وأراني يهوشع الكاهن العظيم قائماً قدام ملاك الرب، والشيطان قائم عن يمينه ليقاومه. فقال الرب للشيطان: لينتهرك الرب يا شيطان، لينتهرك الرب الذي أختار الرب الذي أورشليم أفليس هذا شعله منتشله من النار؟!" (زك3: 1، 2). 

فما معنى عبارة "شعلة منتشلة من النار"؟! 

معناها مثلاً: أفترض أن قطعة خشب وقعت في النار، واشتعلت النار. ولكن رحمة الله تدخلت، انتشلتها – وهي مشتعلة – من النار، قبل أن تحترق، ومنحتها حياة... هكذا كان يهوشع الكاهن، وهو لابس ثياباً قذرة أمام الملاك. فنزعوا عنه الثياب القذرة، وألبسوا ثياباً مزخرفة وعمامة طاهرة. 

ولم تكن النار التي أنتشل منها يهوشع، ناراً مطهرية. إذ كان حياً على الأرض ولم يمت بعد. ولكنها الإثم الذي تعرض له، أو تعرضت له الأمة كلها ممثلة في شخصه (زك3: 4، 9) 

وبنفس المعنى نفهم عبارة " يخلص كما بنار " أو عبارة " نخلص كمن يمر في نار"... لا فرق. والمعنى أنه يخلص بصعوبة، لأنه قصر في تعليم الشعب، فاحترق عمله الكرازى والرعوي... 

12 – وعبارة " يخلص كما بنار " تذكرنا في معناها بقول القديس بطرس الرسول " إن كان البار بالجهد يخلص..." (1بط4: 18). وطبعاً عبارة " يخلص " هنا، لها عبارة مقدرة، أي يخلص إذا تاب... إذا أنسحق قلبه بسبب ضياع خدمته وتعبه، وندم على أنه خدم بأسلوب خاطئ... 

13 – وهناك آية وردت في رسالة القديس الرسول، تشبه تماماً ما حدث ليهوشع الكاهن، وتفسر أيضاً معنى " يخلص كما بنار"... قال: 

" ارحموا البعض مميزين. وخلصوا البعض بالخوف، مختطفين من النار" (يه22: 23). 

فكل إنسان محاط بالإثم، أو معرض للضياع والهلاك، يكون، وكذلك الخدام والرعاة، هم أيضاً معرضون للضياع والهلاك بسبب المسئولية الملقاة عليهم في خلاص النفوس وبناء الملكوت. وبعضهم يخلص بصعوبة، بسبب ضعفات الخدمة، وأخطاء الخدمة، وعثرات الخدمة. ولكن الله يخلص مثل الخادم – كما بنار – م أجل إيمانه وتعبه وغيرته، حتى إن فشلت خدمته

 

والمجد لله دائما