هل توجد اعداد تؤكد ان المسيح نقض ونسخ وابطل الناموس ؟ أفسس 2: 15-20 و عبرانيين 7: 12 و عبرانيين 8: 7 و 13 و عبرانيين 10: 9-10

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

ورد في أفسس 2 :15 و20 »14لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِدًا، وَنَقَضَ ـ أي المسيح ـ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ 15أَيِ الْعَدَاوَةَ. مُبْطِلاً بِجَسَدِهِ نَامُوسَ الْوَصَايَا فِي فَرَائِضَ، لِكَيْ يَخْلُقَ الاثْنَيْنِ فِي نَفْسِهِ إِنْسَانًا وَاحِدًا جَدِيدًا، صَانِعًا سَلاَمًا،....20مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ «.

ولكن وردت أعداد في العبرانيين تقول إن الناموس قد نُسخ وتغيَّر واضمحل، منها عبرانيين 7 :12 »12لأَنَّهُ إِنْ تَغَيَّرَ الْكَهَنُوتُ، فَبِالضَّرُورَةِ يَصِيرُ تَغَيُّرٌ لِلنَّامُوسِ أَيْضًا.«

فالشريعة رُفعت قطعاً بالنسبة لأحكام الذبائح والطهارة. ومنها عبرانيين 8 :7 و13 » 7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ13فَإِذْ قَالَ «جَدِيدًا» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ الاضْمِحْلاَلِ.«. ومنها عبرانيين 10 :9 و10 » 9ثُمَّ قَالَ:«هنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ. 10فَبِهذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً.«.

 

الرد

 

شرحت سابقا في عدة ملفات مثل  

هل هناك تناقض بين قول المسيح ما جئت لانقض الناموس مع اقوال بولس الرسول

والموعظه علي الجبل 

واكرر هنا باختصار ايضا 

 

1 المسيح يوضح بتعبير ما جئت لانقض بل لاكمل اي انه تجسد لكي يكمل وصايا الناموس فالاكمال بمعني تجسده 

2 هو يكمل عجز وصايا الناموس فالناموس جيد ولكن لمستوي معين ، والمسيح يرفع المستوى لمستوى النعمة التى للعهد الجديد التي اعلي بكثير من ناموس العهد القديم، ومع زيادة الإمكانيات أى مع وجود النعمة زاد المطلوب (فطالب سنة أولى إبتدائى إذا حفظ جدول الضرب صار هذا معجزة ولكنه إذا أتم دراسته الجامعية سيطالب بأكثر من هذا كثيراً ) ففى العهد القديم لم يطلب الله سوى الإمتناع عن الزنا، أما فى العهد الجديد صارت النظرة والشهوة ممنوعة. وبهذا فالسيد المسيح لم ينقض الناموس بل اكمل الناموس بالنعمة، إذ أن نقض الناموس يعنى مثلاً السماح بالزنا. فى العهد القديم منع الناموس القتل، أما فى العهد الجديد يمنع الغضب باطلاً. إذاً التكميل يعنى هنا الوصول لأعماق الخطية داخل النفس ونزع جذورها

3- تكميل الناموس أيضاً يعنى أن فى المسيح تحققت كل النبوات لهذا يقول الناموس والانبياء فهو اكمل الناموس لان الناموس رمز للمسيح واشار اليه وتنبا عنه وايضا الانبياء تنبؤا عن المسيا، وظهر معنى الطقوس والفرائض، ففرائض الذبائح والختان كانت رمزاً لشئ سيحدث وبحدوثه إنتهت هذه الفرائض لان باتمام المرموز اليه اكتمل الرمز وانتهي.

4- السيد المسيح أكمل الناموس بخضوعه لوصاياه دون أن يكسر وصية واحدة " لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر ( مت 15:3+ غل4:4) ولذلك قال السيد " من منكم يبكتنى على خطية ( يو 46:8 + يو 3:14) فاصبح هو الناموس الكامل المعاش الحقيقي واكمل الناموس باعطاء معني وقوة للوصيه بتنفيزه.

5- السيد المسيح لم يكمل الناموس فى نفسه فحسب وإنما هو يكمله أيضاً فينا ( رو 4:10+ رو 3:8،4). فالناموس كان مساعداً للإنسان لكى يسلك فى البر، لكن الناموس عجز عن ان يتمم هذا فهو وصلنا لمرحله معينه فقط . فأتى المسيح ليدخل بالإنسان لطريق البر مثبتاً غاية الناموس.

6- أكمل المسيح الناموس بموته، إذ بموته إستنفذ عقوبة الناموس على البشر, لان الناموس مثل القانون الذي يقول عقوبة السارق هو السجن ستة شهور مثلا ولكن رغم روعة الناموس واهميته ولكنه ناقص لان كماله ياتي متي تم تنفيذه فالسارق متي سرق وتم الحكم بالسجن ست شهور وحبس السارق هذه الفتره فبهذا اقدر اقول ان الناموس اكتمل لانه الحكم موجود وتم تطبيقه فبدون تطبيقه يكون قانون ناقص. والناموس قال ان اجرة الخطية هي موت ( رومية 6: 23 ) ولكن علي رغم ان الناموس جيد جدا الا انه ناقص لعدم تطبيقه لان من عثر في واحده صار مجرما في الكل ( يعقوب 2: 10 ) ولهذا كان الحكم بموت كل انسان بسبب خطاياه والكل زاغوا معا ( مزمور 14: 3 و رومية 3: 12 ) فاصبح الحكم علي الكل بالموت ولعدم موت الجميع اصبح الناموس ناقص فجاء المسيح لكي يموت عن العالم كله وبهذا يكمل الناموس بتنفيذ الحكم في جسده. 

7- أكمل المسيح الناموس أنه كشف روح الحب فى الوصية " من يحبنى يحفظ وصاياى، فهو أعطانا أن نتجاوب مع وصايا الناموس ونتممها عن حب، وهذا كان بسكب روح المحبة فى قلوبنا بالروح القدس (رو5:5)، أى جعلنا نطيع الناموس ليس خوفاً من عقاب بل حباً فيه= اكتبها فى قلوبهم (عب 10:8).

آية (17) :-

لا تظنوا أنى جئت لانقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لانقض بل لأكمل.

إنى جئت هذا يعنى أنه جاء من نفسه وليس كالأنبياء أرسلهم الله. فهو بهذا القول يظهر نفسه أعظم من الأنبياء.

 

والعهد القديم نفسه اكد ان يوجد عهد جديد يكمله 

سفر ارميا 31

31: 31 ها ايام تاتي يقول الرب و اقطع مع بيت اسرائيل و مع بيت يهوذا عهدا جديدا 

31: 32 ليس كالعهد الذي قطعته مع ابائهم يوم امسكتهم بيدهم لاخرجهم من ارض مصر حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب 

31: 33 بل هذا هو العهد الذي اقطعه مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام يقول الرب اجعل شريعتي في داخلهم و اكتبها على قلوبهم و اكون لهم الها و هم يكونون لي شعبا 

31: 34 و لا يعلمون بعد كل واحد صاحبه و كل واحد اخاه قائلين اعرفوا الرب لانهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم يقول الرب لاني اصفح عن اثمهم و لا اذكر خطيتهم بعد 

فالرب بالفعل حمل خطايانا ولا نحتاج الطقوس اليهوديه التي اكتملت وانتهت بتجسده لكي تذكرنا بخطايانا فهذا العهد اكتمل

سفر إرميا 32: 40

 

وَأَقْطَعُ لَهُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا أَنِّي لاَ أَرْجِعُ عَنْهُمْ لأُحْسِنَ إِلَيْهِمْ، وَأَجْعَلُ مَخَافَتِي فِي قُلُوبِهِمْ فَلاَ يَحِيدُونَ عَنِّي.

 

سفر حزقيال 37: 26

 

وَأَقْطَعُ مَعَهُمْ عَهْدَ سَلاَمٍ، فَيَكُونُ مَعَهُمْ عَهْدًا مُؤَبَّدًا، وَأُقِرُّهُمْ وَأُكَثِّرُهُمْ وَأَجْعَلُ مَقْدِسِي فِي وَسْطِهِمْ إِلَى الأَبَدِ.

فالمسيح اكمل الناموس الذي ابطله اليهود انفسهم بتفسيرهم الخطأ له 

انجيل متي 15

15: 6 فقد ابطلتم وصية الله بسبب تقليدكم 

15: 7 يا مراؤون حسنا تنبا عنكم اشعياء قائلا 

15: 8 يقترب الي هذا الشعب بفمه و يكرمني بشفتيه و اما قلبه فمبتعد عني بعيدا 

15: 9 و باطلا يعبدونني و هم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس 

فالمسيح اكمل الناموس واليهود هم الذين ابطلوا الناموس 

 

لان الناموس وصية وروح الوصية ومن يرفض روح الوصيه فهو ابطل الناموس لهذا اتي المسيح ليكمل الناموس باظهار روح الوصية 

والناموس انواع 

اولا ناموس الوصايا وهذا لا يبطل وهو مستمر ولكن المسيح اكمله كما شرحت سابقا فلم يقل المسيح ان الناموس يقول لا تسرق اما انا اقول لك اسرق او الناموس يقول لا تزن اما انا فاقول لك ازن بل علي العكس هو اكمل هذا الوصايا بان دخل لعمق منبع الخطيه في نظرة العين وشهوت القلب وطهر الانسان من الداخل واعطاه وصايا تكميليه لناموس الوصايا يستطيع بها الانسان ان يكمل الناموس وايضا يرتفع عن مستوي الناموس 

فهناك فرق في وصية لا تقتل التي تجعلك تعرف ان القتل خطيه وتقف عند هذا المستوي وبين المسيح الذي اعطاك اسلحة النعمه لكي لا تغضب اصلا فلا تصل للغضب الذي ممكن ان يقودك لخطية القتل 

وفي الحقل الادبي تختصر شريعة موسى في الوصايا العشر، وهي الوصايا التي انزلها الله على موسى في جبل سيناء في لوحين من حجر (خر ص 20 و 24: 12 و 31: 18 و 32: 15 و 16). وقد كسر موسى اللوحين لما غضب على الشعب لانه خالف الوصايا ثم اعاد نحتها من جديد (خر 32: 19 و 34: 4 و 28). وقد حافظ اليهود على اللوحين ووضعوهما في تابوت العهد في قد س الأقداس (خر 40: 20 و عب 9: 4). وفي هذه الوصايا استمر تلخيص الخلق المثالي الذي يجب ان يتمثل به البشر على مختلف العصور وفي مختلف الاماكن.

 

وثانيا ناموس الرموز مثل الذبائح وانواع الاصعمة والمواقيت والتطهير وغيرها التي هي رمز وليست حرف واهميتها في معانيها ورموزها التي تشير للمسيح وليست في تطبيق حرفيتها ورفض روحها فتكون باطله ولهذا المسيح ايضا اكمل هذا النوع لانه هو المرموز اليه بهذه الذبائح فمتي اكمل المسيح كل شيئ بصلبه اكتملت وانتهت الذبائح الحيوانية لان متي جاء المرموز اليه اكتمل وبطل الرمز

فالناموس الموسوي في الحقل الطقسي فهو مجموعة الشعائر التي دعا موسى إلى اتباعها في التقرب إلى الله في علاقات البشر مع الله. وقد وضعت هذه الشعائر في سيناء ايضاً. وتليث على اسماع الشعب كله ، لانها كانت للشعب كله. وقصد منها تنظيم العبادات والذبائح والتقدمات والمواسم والاعياد والصلوات والصيام والتطير. وكانت هذه الشعائر الطقسية عرضة للتعديل، حسب تطورات الحياة. وموسى نفسه وضع بعض تعديلاتها، بعد ثمان وثلاثين عاماً من وضعها، امام الجيل الجديد من الخارجين من مصر. وهذا فرق اساسي بين الجانب الطقسي من الناموس وبين الجانب الادبي. فالوصايا العشر ثابتة لا تتبدل لانها صالحة لكل زمان ومكان. اما الطقوس فمعرضة للظروف إلى حد بعد. ذلك ان مجيء المسيح الغى العشائر، لان العشائر لم توضع الا اشارة ورمز لمجيئه (رو 6: 14 و 15 و 7: 4 و 6 و غل 3: 13 و 24 و 25 و 5: 18). لقد وضع يسوع عهداً جديداً بدل الناموس الموسوي غير الحالي من العيب (عب 8: 7 و 8). ولذلك اوقف الرسل فرض الناموس على المؤمنين من الامم (اع 15: 23-29).

 

ثالثا ناموس الطبيعه يطلق على مبادئ في قلوب البشر متى لم يكن عندهم الناموس الخارجي المعروف (رو 2: 14).  أي الناموس الطبيعي المكتوب على الضمير فهو يشار اليه بالضمير متي كان الضمير جيدا لان من الممكن ان يخطئ الضمير ايضا، وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بإرادة الله المعلنة " لكل خلائقه ". لأنه الأمم الذين ليس عندهم الناموس (ناموس موسى) متي فعلوا بالطبيعة ( اي بضميرهم الصالح ) ما هو في الناموس، فهؤلاء إذ ليس لهم الناموس، هم ناموس لأنفسهم، الذين يظهرون عمل الناموس مكتوباً في قلوبهم، شاهداً أيضاً ضميرهم وأفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجة" (رو 2: 14 و 15). وهذا فقط لمن لم يعرف المسيح فمن عرف المسيح يكمل المسيح ناموس ضميره الصالح بحلول الروح القدس فيصبح الروح القدس هو الصوت الحقيقي والصحيح الذي يوبخ الانسان علي الخطيه بناء علي وصايا المسيح فبهذا يكون المسيح اكمل ناموس الطبيعه لم يقبله

واضرب مثال الانسان الذي يفكر علي اخيه بالشر ولكن لا يفعل فضميره يمنعه من فعل الشر ولكن متي قبل المسيح فوصايا المسيح التي تحثه علي محبة الاعداء وحلول الروح القدس الذي يوبخه حتي علي الفكر الغير مرضي يكمل ناموسه الطبيعي . ولهذا ضمير الانسان ممكن من توبيخه ان يقوده للياس ولكن الروح القدس لا يقود للياس ابدا ولكن للقيام والتجديد 

 

ورابعا ناموس النعمة أو ناموس المسيح (1 كو 9:21)، أو ناموس البر (رو 9: 31)، أو " الناموس الكامل ناموس الحرية" (يع 1: 25، 2: 12) وهو يشمل تعاليم ووصايا النعمة الموجهة الآن لأولاد الله المفديين. ويجب أن نعي تماماً أن المؤمن الآن ليس تحت الناموس بل تحت النعمة (رو 6: 15)، فقد منحته النعمة كل ما يلزم لخلاصه (يو 1: 16 و17، 19: 30، رو 5: 1 و 2، 8: 1 و2، كو 2: 9 - 15). وليس معنى هذا أن المؤمن أصبح بلا ناموس (1 كو 9: 2 و21)، بل معناه أن المؤمن المفدي بالنعمة، عليه واجب، بل بالحري امتياز عدم إتيان أي شيء لا يرضي الرب، بل أصبح من امتيازه ومسرته أن يعمل كل ما يرضيه على أساس إبداء اعترافه التلقائيبفضل الله عليه، بمنحه الحياة الأبدية في نعمته الغنية (أف 1: 6 و7 ، 2: 4 و5).

 

وخامسا ناموس الخطية الذي يسمي ناموس الذهن أي الطبيعة العتيقة الساقطة في الإنسان (رو 7: 14 - 34)، أي ناموس الذهن الذي يسبي الإنسان إلى الخطيئة ويحارب الناموس الخارجي المعروف (رو 7: 23). وهذا بالطبع يجب محاربته بناموس المسيح. 

 

ولهذا عندما تذكر كلمة ناموس يجب ان يعرف اي نوع هو الذي يتكلم عنه

 

والشواهد التي يقدمها المشكك تتكلم عن ناموس الرموز والوصايا الذي اكتمل بمجيئ المرموز اليه 

الشاهد الاول 

رسالة بولس الرسول الي أهل أفسس 2

في هذا الاصحاح معلمنا بولس الرسول يتكلم عن فكر المصالحة وان المسيح بصليبه صالح السمائيين بالارضيين وايضا صالح بين اليهود والامم ليتجمع الكل في الواحد ( ولا يتكلم لا عن نسخ ولا الغاء ولا غيره ) 

2: 13 و لكن الان في المسيح يسوع انتم الذين كنتم قبلا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح

الكلام هنا عن الامميين الذين هم ليسوا اصحاب ناموس الرموز ولكن اصحاب ناموس الطبيعة . صاروا قريبين بدم المسيح الذي اكمل حتي الناموس الطبيعي . على الصليب تقابل اليهود مع الأمم، ليفدى المسيح الجميع. والدم الواحد غسل الاثنين. 

2: 14 لانه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدا و نقض حائط السياج المتوسط

كان هناك فصل بين اليهود الامم وكان هذا الحائط بين الدار الخارجية والدار الداخلية. فكان بعض الأمم يحضرون الصلوات داخل الهيكل لكي يتعرفوا على يهوة الإله العظيم، ولكن عليهم ألاّ يعبروا الحائط المتوسط وإلاّ يقتلوا. وكان هناك لافتة كبيرة على هذا الحائط منقوشة على حجر مكتوب عليه الذى يعبر هذا السور يقتل وقد إكتشف عالم أثار فرنسى كليرمونت جانيوا باورشليم هذا الحجر سنة 1871م. فكان الحائط شاهداً على العداوة بين اليهود والأمم والتي أزالها المسيح.

هذا نقضه المسيح بصلبه وموته وقيامته لانه وقت تسليم الروح حدثت زلزله وانشق ليس هذا الحجر بل حجاب الهيكل الذي هو اكثر قدسية من الدار الداخلية فاصبح من في الدار الخارجيه يقدر ان يرفع عينه وينظر حتي الي قدس الاقداس  

2: 15 اي العداوة مبطلا بجسده ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الاثنين في نفسه انسانا واحدا جديدا صانعا سلاما

في البداية فهمنا ان الكلام عن المصالحه فما كان من ناموس الوصايا وتقليد الشيوخ يمنع الامم هذا ابطله المسيح بصلبه ومعلمنا بولس يقول لفظيا ناموس الوصايا في فرائض وهذا تعبير مهم لانه لا يتكلم عن ناموس موسي  

واضرب مثال توضيحي وهو عادة عدم الاكل مع الامم بسبب العداوة هذه مثلا لم تكن من وصايا موسي ولكن من ناموس الوصايا في فرائض وتقليد الشيوخ لانهم يعتبروا الامم نجسين فلا ياكلون معهم رغم ان ابراهيم كان ياكل مع الامميين وكان يدعوا الاغراب ليطعمهم

فالعهد القديم لم يوصي بالعداوة مع الامم بل بالعداوة مع الخطية اما الغرباء فوصي بمحبتهم  

وايضا تقليد اخر وهو لو تلامس يهودي مع اممي لابد ان يغتسل اليهودي وهذه لها كم كبير من الاقوال والكتابات في فرائض وتقليد الشيوخ والرب لم يقول هذا في ناموس موسي ولكنه ناموس وتقليد الشيوخ  

فالمسيح ابطل هذه الامور التي هي ليست من الوصايا العشر ولا من ناموس الروح ولكنه تقليد خطأ للشيوخ فرضوه كناموس علي اليهود وجعلوا به عداوه بينهم وبين الامم  

فالمسيح لم يبطل الوصايا العشر ولا اي وصيه اخلاقيه علي الاطلاق 

ولكن معلمنا بولس الرسول يوضح ان المسيح ابطل ناموس الوصايا في فرائض اي ناموس فرائض الشيوخ اليهود والتقليد وليس ناموس موسي 

وما سيؤكد ذلك هو العدد 20  

2: 16 و يصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلا العداوة به 

2: 17 فجاء و بشركم بسلام انتم البعيدين و القريبين 

2: 18 لان به لنا كلينا قدوما في روح واحد الى الاب 

2: 19 فلستم اذا بعد غرباء و نزلا بل رعية مع القديسين و اهل بيت الله 

2: 20 مبنيين على اساس الرسل و الانبياء و يسوع المسيح نفسه حجر الزاوية 

ان ان المسيح لم ينقض النبوات ولا ناموس موسي ولكن هو يعلن ان العهد القديم هو الاساس الذي بني عليه العهد الجديد فمن يمكس الاساسات ويترك بقية البناء لا يصل للارتفاع الذي يريده ومن يرتفع بدون الاساس هو سيسقط باقل ريح لانه بدون اساس 

ولكن هو وضح ان هناك ناموس منقوض وهو التقليد الخطأ وفرائض الشيوخ وهناك اساس صحيح وهو الناموس والانبياء ولكن يجب ان لا نقف عنه فقط بل نمتد الي ما اكمله المسيح 

والمسيح لم ينقض الناموس بل اكمله بتوضيح روح الناموس واكمال رموزه فاكتمل الرمز بالمرموز وانتهي الرمز باكتماله 

وايضا المسيح لم ينقض النبوات بل اكملها بتحقيقها فاكتملت النبوات بالمتنبأ عنه وانتهت النبوات باكتمالها  

ولهذا لايوجد الغاء بل تكميل وانتهاء دور 

والمسيح هو حجر الزاوية الذي يربط الطرفين والمسيح هو الذي ربط العهد القديم بمؤمنيه والعهد الجديد بمؤمنيه. وصار رأساً للكنيسة الواحدة. 

 

الشاهد الثاني 

رسالة بولس الرسول الي العبرانيين 7

الحقيقه في هذا الاصحاح معلمنا بولس الرسول لم يقول ان المسيح نسخ كهنوت هارون ولكنه يوضح ان المسيح جاء في مرتبه كهنوتيه اعلي من هارون وابناؤه وهذه المرتبه هي قبل هارون اصلا فهو لم ينقد قديم وياتي بشيئ يناقضه ولكنه جاء علي مرتبه قديمه اعلي من مرتبة هارون فيشرح فيه فكيف يخضع إبراهيم أبو الأباء لملكى صادق هذا ويعطيه العشور من كل شيء بل أن ملكى صادق يبارك إبراهيم. فإن كان إبراهيم قد حمل في صلبه كل شعب اليهود ومعهم سبط لاوي والكهنة ورؤساء الكهنة. فيكون كل هؤلاء قد تصاغروا جداً أمام ملكى صادق الذي كان بالطبع رمزاً للمسيح.  

7: 9 حتى اقول كلمة ان لاوي ايضا الاخذ الاعشار قد عشر بابراهيم

لاوى كان في صلب إبراهيم حين أعطى إبراهيم العشور لملكى صادق وكأن لاوى دفع العشور هو أيضاً لملكى صادق. فيكون ملكى صادق أعظم من اللاويين والكهنة.

فالمسيح كهنوته في مرتبه اعلي من مرتبة لاوي لانه في مرتبه رمز اليها ملكي صادق الذي دفع له لاوي العشور وهو في صلب ابراهيم فملكي صادق رمز المسيح هو اعلي من لاوي رغم انه اقدم من لاوي  

7: 10 لانه كان بعد في صلب ابيه حين استقبله ملكي صادق 

7: 11 فلو كان بالكهنوت اللاوي كمال اذ الشعب اخذ الناموس عليه ماذا كانت الحاجة بعد الى ان يقوم كاهن اخر على رتبة ملكي صادق و لا يقال على رتبة هرون

وهنا يوضح ان كهنوت لاوي لم يكن كامل لان هناك درجه اعلي منه في الكهنوت بالفعل وهو كهنوت ملكي صادق رمز المسيح. ولهذا المسيح في امر الكهنوت اكمل كهنوت لاوي واكمال كهنوت لاوي ليصل الي مرحلة كهنوت ملكي صادق يحتاج ان يكمل ناموس ذبائح لاوي لتكتمل بتقدمة ملكي صادق وهي الخبز والخمر التي قدمها ملكي صادق رمز ذبيحة الافخارستيا 

7: 12 لانه ان تغير الكهنوت فبالضرورة يصير تغير للناموس ايضا

فناموس لاوي لايصلح ان يرتفع الي درجة كهنوت المسيح فيجب ان يكتمل بالمسيح ليصل الي هذه الدرجة 

واضرب مثل توضيحي 

طالب في المرحلة الابتدائية يحتاج ان يفعل امور معينة كناموس لكي ينجح وبعد نجاحه يرتئي الي درجه اعلي في الاعدادية ثم الثانوية حتي يصل الي الجامعه وفي الجامعه لايفعل ناموس ابتدائي ولكنه لم ينسخه بل اكمله بوصوله الي الجامعه 

فناموس لاوي عن الذبائح الحيوانية التاسيسة هو موسس لمرتبة كهنوت لاوي كان مهم ولم ينسخ كالغاء بشيئ مخالف ولكن هو اكتمل بمجيئ الذبيح الحقيقي الذي قدم الذبيحه الكامله وهي جسده واسس بناء عليها ذبيحة الخبز والخمر فاصبحنا لانفعل الذبائح الحيوانية ( ليس لانها نقضت بشيئ مخالف بل علي العكس ) لانها اكتملت بذبيحة الافخارستيا فنفعل الافخارستيا ولا نفعل الذبائح الحيوانية 

فمن يقول ان الذبائح نسخت لاننا لا نفعلها الان هذا اخطأ وبشده لانه لم يفهم تكميل المسيح فهي لم تنسخ ولكن قامت بدورها حتي اكتملت بالنجاح في ذبيحة المسيح التطهيريه الحقيقية 

فهل لانها لم تنسخ نفعلها بالطبع لا ومن يريد التمسك بالذبائح الحيوانية هذا يرفض اكتماله بذبيحة المسيح ويشبه هذا طالب يرفض وهو في الجامعه ان يزاكر مواده الجامعيه ويريد ان يزاكر مواد ابتدائي مره اخري ويبقي فيها فهو بمزاكرته لمواده الجامعيه لم ينسخ ابتدائي وينقضها بشيئ مخالف ولكن يكملها بالمرحله الاعلي  

 

الشاهد الثالث 

رسالة بولس الرسول الي العبرانيين 8

ويكمل في هذه الاصحاح معلمنا بولس الرسول كلامه عن الفرق بين كهنوت لاوي وكهنوت المسيح وكيف ان المسيح اكمل خدمة الكهونت ورفهعا من مستوي خدمت ذبائح حيوانية ارضية الي خدمة ذبيحة حقيقية سماوية مع ملاحظة ان النظام الارضي كان مثالا ورمزا وظل للخدمة الحقيقية التي اكملها المسيح فالرمز اكتمل بذبيحة المسيح والظل اكتمل بالظهور الحقيقي فلا حاجه لان نقدم ذبائح حيوانية لان المسيح اكملها مقدما نفسه ذبيحة سمائية فلا نعود للارضيات بل نتطلع للسماويات ولكن هذا لايعني ان الارضيات نسخت ونقدت ولكن هي اكتملت وتمت بالسماويات  

8: 6 و لكنه الان قد حصل على خدمة افضل بمقدار ما هو وسيط ايضا لعهد اعظم قد تثبت على مواعيد افضل

هو يتكلم عن كهنوت المسيح وخدمته خدمة أفضل وكهنوت أفضل من الكهنوت الأرضى. هو رئيس كهنة سماوى وهيكله سماوى. وهذا الهيكل السماوى هو كنيسة العهد الجديد (فى3: 20). وعبادتنا أيضاً هي سماوية. والمسيح وسيط العهد الجديد أفضل من موسى وسيط العهد القديم (وسيط بين الله والناس). 

8: 7 فانه لو كان ذلك الاول بلا عيب لما طلب موضع لثان 

هنا يتكلم عن خدمة الكهنوت الاول وهو بالفعل معيوب وعيبه انه غير كامل ولهذا كان يجب ان يكون متكرر بمعني ان الذي يقدم ذبيحه خطية يحتاج ان يقدم مره اخري كل مره يفعل فيها خطية وثالثه ورابعه فالذبيحه رائعه والكهنوت رائع ولكنه معيوب لانه ناقص غير مكتمل ومتي اكتمل بكهنوت المسيح اصبح كله مكتمل بلا نقص ولهذا ذبيحة المسيح قدمت مره واحده علي عود الصليب ولا تتكرر ولان المسيح اعلي بكثير فلا يزال ذبيحته مستمره بلا توقف رغم انها قدمت مره واحده 

وامر اخر ناموس الوصايا رائع في ذاته ولكنه ناقص لانه لم يبرر ولم يعطي الناس قدرة علي طاعته فعجز الناس عن الالتزام بالناموس. والله وضع ناموساً آخر يكون موضعه القلب  

8: 8 لانه يقول لهم لائما هوذا ايام تاتي يقول الرب حين اكمل مع بيت اسرائيل و مع بيت يهوذا عهدا جديدا

وهنا يقول معلمنا بولس الرسول عن كلام ارميا النبي في سفر ارميا 31 الذي قدمته سابقا 

وهو يتنبأ عن عهد المسيح الجديد وهذا لم يسجل على ألواح بل على قلوبنا. يمس حياتنا الداخلية حيث ملكوت الله فينا. والله نفسه يكون معلمنا. يتقدم المسيح ليس كخارج عنا بل هو دخل إلى حياتنا ليغير طبيعتنا ويجددها بالروح القدس فنحن مخلوقين فيه قائمين فيه لا سلطان للخطية علينا. 

8: 9 لا كالعهد الذي عملته مع ابائهم يوم امسكت بيدهم لاخرجهم من ارض مصر لانهم لم يثبتوا في عهدي و انا اهملتهم يقول الرب 

8: 10 لان هذا هو العهد الذي اعهده مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام يقول الرب اجعل نواميسي في اذهانهم و اكتبها على قلوبهم و انا اكون لهم الها و هم يكونون لي شعبا 

8: 11 و لا يعلمون كل واحد قريبه و كل واحد اخاه قائلا اعرف الرب لان الجميع سيعرفونني من صغيرهم الى كبيرهم 

8: 12 لاني اكون صفوحا عن اثامهم و لا اذكر خطاياهم و تعدياتهم في ما بعد 

8: 13 فاذ قال جديدا عتق الاول و اما ما عتق و شاخ فهو قريب من الاضمحلال 

فعهد الذبائح الحيوانية قد شاخ لانه قدم كثيرا ولم يكون كافي للتطهير لانه ناقص لذلك قال المسيح على الصليب قد أكمل فهو بموته كمل العهد الجديد. ومعنى الآية أن الله إذ أطلق على عهد المسيح العهد الجديد (أر31:31–34) العهد القلبي فإن هذا قد جعل العهد القديم عتيقاً ( الطقوس والذبائح والهيكل نفسه ) وبالتالى قريب من الزوال.

وبنفس مقياس المثل السابق فعندما يفكر الطالب الجامعي في ما عنده لا يفكر بمقياس ابتدائي ولا في مواد ابتدائي لان هذا زمن عتق وشاخ وقرب علي الاضمحلال لانه بني وانتهي دوره ولكنه يبني ما هو اعلي الان 

 

ولو اخذنا كلام معلمنا بولس الرسول عن الهيكل نجد ان بالحقيقه كلامه نبوة دقيقه فهو يتكلم عن العهد العتيق الذي اقيم لهيكل سليمان وهذا الهيكل شاخ ( وتحطم مره سابقه وبني مره اخري ) فهو يقول لهم ان هيكل العهد القديم شاخ فهو قريب من الاضمحلال ولالفعل كلام معلمنا بولس الرسول تحقق في اقل من عشرين سنه فالبفعل هيكل العهد زال واضمحل وبقي فقط هيكل العهد الجديد وهو هيكل جسد الرب يسوع 

ومعلمنا بولس الرسول يوضح امر مهم جدا وهو ان في عدم وجود هيكل العهد الجديد يبقي القديم ليس قديم ولكن دوره مهم ولكن مع مجيئ هيكل العهد الجديد اصبح تقييم العهد القديم انه عتيق وانتهي دوره ولو لم ينتهي دوره لما كان هناك احتياج للهيكل الجديد, ولو اقرينا اننا نحتاج لهيكل العهد الجديد لان القديم لم يكن كامل لانه حجري فهذا اعلان ان الهيكل القديم قد شاخ وقرب زمنه من الاضمحلال  

والمفسر ادم كلارك قدم تفسير اليهود لارميا 31 عن العهد الجديد مؤكدين انه عهد المسيا عند مجيؤه حيث يعقد عهد جديد مع اليهود افضل من العهد القديم الذين اخذوه من الله ( لااقصد اسفار ولكن عهد الله ) 

 When the apostle said, All shall know the Lord, from the least to the greatest, under the new covenant, he had copious authority for saying so from the rabbins themselves. In Sohar Chadash, fol. 42, it is said: “In the days of the Messiah knowledge shall be renewed in the world, and the law shall be made plain among all; as it is written, Jer_31:33, All shall know me, from the least to the greatest.” We find the following legend in Midrash Yalcut Simeoni, part 2, fol. 46: “The holy blessed God shall sit in paradise and explain the law; all the righteous shall sit before him, and the whole heavenly family shall stand on their feet; and the holy blessed God shall sit, and the new law, which be is to give by the Messiah, shall be interpreted.”

In Sohar Genes., fol. 74, col. 291, we find these remarkable words: “When the days of the Messiah shall approach, even the little children in this world shall find out the hidden things of wisdom; and in that time all things shall be revealed to all men.”

And in Sohar Levit., fol. 24, col. 95: “There shall be no time like this till the Messiah comes, and then the knowledge of God shall be found in every part of the world.”

 

والشاهد الرابع 

رسالة بولس الرسول الي العبرانيين 10

يكمل معلمنا بولس الرسول في هذا الاصحاح نفس المنهج في مقارنة الفرق بين الذبائح القديمة الحيوانية وبين ذبيحة المسيح السمائية وايضا بين خدمة الهيكل الأول وخدمة الهيكل الجديد السماوي موضحا عجز الذبائح الحيوانية عن التبرير ولكن ذبيحة المسيح السماوية هي التي تبرر 

10: 4 لانه لا يمكن ان دم ثيران و تيوس يرفع خطايا

الذبائح الحيوانية في العهد القديم هي لا تبرر من ذاتها خطايا الانسان لان نفس الحيوان لاتساوي روح الانسان ولكن هي كانت ترمز للتكفير بالدم وكانت تؤجل العدل الالهي الي ان ياتي الدم الحقيقي المطهر فالذبيحة الحيوانية تستمد فاعليتها مما تحمله من طاعة لمشيئة الله التى أعلنت هذه الذبائح كرموز. لذلك يرفض الله الذبائح لو قدمت بلا توبة وإنسحاق، فالله لا يسر باللحوم ولا بدم الحيوانات ولكن يسر بالطاعه في تنفيذ الرمز. 

10: 5 لذلك عند دخوله الى العالم يقول ذبيحة و قربانا لم ترد و لكن هيات لي جسدا

وهنا يقتبس معلمنا بولس الرسول من السبعينية التي شرحت المفهوم اليهودي لاذني فتحت بمعني تهييئ الجسد للخدمة ويوضح ان العهد القديم تنبا عن جسد المسيح انه هو الذبيحة المقبولة وهو المقصود بعند دخوله الي العالم اي تجسده  

10: 6 بمحرقات و ذبائح للخطية لم تسر

لو كانت الذبائح ترفع الخطايا من الضمير لما صرخ داود "لأنك لا تسر بالمحرقات" والله لم يسر بالذبائح الحيوانية في ذاتها. أما بالذبيحة الجديدة وبطاعة المسيح ستكون مسرة الله وهو يسر بمن قدم الذبيحه القديمة حيوانية مع ذبيحة قلبية كطاعة للرمز علي الرجاء. لان الله لا يشتهي الذبائح الحيوانية وإنما يطلبها كرمز للابن المتجسد، الذي صار له جسدًا 

10: 7 ثم قلت هانذا اجيء في درج الكتاب مكتوب عني لافعل مشيئتك يا الله

بمعني ان العهد القديم كله تنبأ عن المسيح الذي اتي ليفعل مشيئة الله  

10: 8 اذ يقول انفا انك ذبيحة و قربانا و محرقات و ذبائح للخطية لم ترد و لا سررت بها التي تقدم حسب الناموس

ففهمنا ان الذبائح حسب الناموس في حد ذاتها ليست هي ارادة الله وليست هي مسرته ولكن في رمزها والطاعه في تقديمها كرمز مع تقديم الذبيحة القلبية 

وقد يتسائل كيف يفهم الانسان البسيط قديما ان ذبيحة الخطية هي رمز ؟ هو يفهم هذا بان الله سمح له بان يقدم حيوانا بريئا بدون ذنب ان يموت نيابة عنه ليكون هو طاهر من خطيته وليتاكد ان عقوبة الخطية موت والخلاص بالفداء و هو ان يموت كائن بريئ بدون خطية عن خطية هو صنعها. ولو توقف عند هذه المرحله في الادراك البسيط فاصبح يقدم ذبائح مدركا ان كائن بريئ يفديه ويموت عن خطيته التي هي عقوبتها الموت فهو ايضا بدون ان يدرك هو يطيع الوصية والانتظار  

اما من لا يتوقف عند هذا الحد بل يتامل في خطيته هو يدرك ان الحيوان اقل من الانسان صانع الخطية وايضا يعرف من العهد القديم ان الله لايسر بالذبائح الحيوانية فيدرك ان نسل المرأة هو الفداء وينتظر علي الرجاء  

10: 9 ثم قال هانذا اجيء لافعل مشيئتك يا الله ينزع الاول لكي يثبت الثاني 

ينزع الاول وهو عهد الذبائح الحيوانية الرمز ( وهذا ما يتكلم عنه سياق الكلام بوضوح ) لكي يثبت عهد دم الذبيح السماوي المرموز اليه  

فالمشكك يريد ان يصتاد كلمة ينزع ويدعي ان المقصود منها نسخ تشريع ولكن هي ابعد ما يكون عن ذلك لان هنا يتكلم عن عهد دموي حيواني ينتهي متي جاء ما رمز اليه هذه العهد وهو العهد السماوي بدم المسيح 

ولهذا يكمل مؤكدا انه يتكلم عن جسد المسيح قائلا  

10: 10 فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة 

10: 11 و كل كاهن يقوم كل يوم يخدم و يقدم مرارا كثيرة تلك الذبائح عينها التي لا تستطيع البتة ان تنزع الخطية 

10: 12 و اما هذا فبعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس الى الابد عن يمين الله 

اذا الكلام واضح انه يتكلم عن ذبيحة جسد المسيح التي نزعت الذبائح الحيوانية معناه إلغاء نظام الذبائح الموجود في ناموس الطقوس. لكن ليس معنى ذلك إلغاء الناموس الأدبي. فالناموس الطقسي مهد الشعب لمجيء المسيح، وبموت المسيح وقيامته لم تعد هناك حاجة إلى الناموس الطقسي. ومن خلال المسيح يمكن أن نتمم الناموس الأدبي إذ يحيا فينا.

 

فهو ليس عن تشريع ينزل ثم ينسيه هذا الاله ثم ياتي تشريع اخر ينسخه بامر مضاد له ( ما ننسخ من اية او ننسها ناتي بخير منها او مثلها )  

 

وتعليق القديس يوحنا ذهبي الفم من تفسير ابونا تادرس يعقوب 

يعلقالقديس يوحنا الذهبي الفم على هذا النص، قائلاً: [إخبرني ما الحاجة إلى ذبائح لو أن ذبيحة واحدة كافية؟! فتقديم ذبائح كثيرة على الدوام يؤكد أن (العابدين) لم يتطهروا قط، وذلك كالدواء متى كان قويًا وجالبًا الصحة يحطم المرض تمامًا، وأن ذلك يتم بعد إستخدامه مرة واحدة دون تكرار ... فإعادة طلب الدواء باستمرار برهان أكيد على ضعف مفعوله. الداوء الممتاز يستخدم مرة واحدة ولا يتكرر. هكذا أيضًا في هذا الأمر لماذا يُعالج هؤلاء باستخدام الذبائح عينها باستمرار؟ فلو أنهم كانوا قد تحرروا من كل خطاياهم لما كانت الذبائح تتكرر كل يوم. لقد رسم لهم أن يقدموا ذبائح دائمة مساءً ونهارًا. هذا لا يعني حدوث تحرر من الخطايا إنما اتهام وتأكيد لوجودها. ما يحدث ليس إستعراضًا لقوة الذبائح بل إتهام لضعفها. فالذبيحة الأولى لا تحمل قوة فتقدم الثانية، والثانية بلا فاعلية فيقدم غيرها، هذا كان شهادة عن وجود الخطايا. بحق كانت التقدمات شهادة عن الضعف، إستمرارها دليل ضعفها. أما بالنسبة للسيد المسيح فكان الأمر مختلفًا[122]].

يتساءلالقديس يوحنا الذهبي الفم عن ذبيحة الأفخارستيا اليومية، هل ذبائح للصليب متكررة، ويجيب: [إنها ليست ذبيحة أخرى كما كان رئيس الكهنة يفعل؛ إنما تقدم على الدوام ذات الذبيحة، أو بالأحرى نتمم تذكار (أنامنسيس) ذبيحة[123]]. وقد سبق لنا في دراستنا عن سرّ الأفخارستيا تأكيد هذه الحقيقة أن ذبيحة الأفخارستيا ذبيحة حقة، لكنها ليست تكرارًا بل ذات ذبيحة الصليب القائمة والتي لا تقدم ولا تتكرر[

 

والمجد لله دائما