«  الرجوع   طباعة  »

هل بولس الرسول في كلامه عن المصالحة العامة يخالف ان البعض لن يخلص ؟ كولوسي 1: 20

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يقول بولس في كولوسي 1: 20 و ان يصالح به الكل لنفسه عاملا الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الارض ام ما في السماوات 21 و انتم الذين كنتم قبلا اجنبيين و اعداء في الفكر في الاعمال الشريرة قد صالحكم الان 

 اليس هذا واضح انه يعني الخلاص العام للجميع ؟ فكيف يذهب البعض الي الجحيم ؟ 

 

الرد 

 

معلمنا بولس الرسول هنا لا يتكلم عن الخلاص العام او المصالحة العامة الذي يفهمه البعض ان الكل اصبح مخلص حتي لو لم يتوب او استمر في خطاياه او بدون جهاد 

هنا معلمنا بولس الرسول يتكلم عن ان المسيح فدى الكل واعطي الفداء عطية مجانية لمن يقبل فمن قبل المصالحة وسار في طريق المسيح خلص ومن رفض او لم يسير في طريق المسيح هلك 

فمعلمنا بولس الرسول وضح كثيرا شرط الطاعة 

وفي البداية لغويا 

معني كلمة المصالحة 

G604

ἀποκαταλλάσσω

apokatallassō

ap-ok-at-al-las'-so

From G575 and G2644; to reconcile fully: - reconcile.

هي من كلمتين ( علي وربط المختلفين ) مصالحة تامة توفيق 

G604

ἀποκαταλλάσσω

apokatallassō

Thayer Definition:

1) to reconcile completely

2) to reconcile back again

3) bring back a former state of harmony

Part of Speech: verb

للمصالحة تماما التوفيق والعوده الي الوفاق مره اخري العوده مره اخري الي حالة الوئام 

فمعلمنا بولس الرسول يقول ان الله بعد ان سقط الانسان هو الذي بادر بالمصالحة ففدي البشرية كلها ويمد يده بالمصالحه للجميع ولكن الله لن يجبر احد فمن يقبل هو الذي يفوز والذي يرفض ويحب الظلمة اكثر من النور يخسر 

 

رسالة بولس الرسول الي أهل كولوسي 1

1: 20 و ان يصالح به الكل لنفسه عاملا الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الارض ام ما في السماوات

فمعلمنا بولس الرسول يوضح ان الرب يسوع المسيح اكمل المصالحه ولا ينقص فيها شيئ فهو بدم صليبه تتم الصلح وكان صلحاً بين الله والإنسان وبين الإنسان والإنسان وبين الأرضيين والسمائيين، فلقد صاروا كنيسة واحدة، والمسيح صار رأساً لكليهما (أف10:1) وصارت السماء تفرح بتوبة الخطاة. لقد صار كل شىء جديداً في المسيح يسوع. 

رو 5: 1  فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح

2كو 5: 19  اي ان الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة.

2كو 5: 20  اذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا.نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله.

2كو 5: 21  لانه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لاجلنا لنصير نحن بر الله فيه

اف 2: 13  ولكن الآن في المسيح يسوع انتم الذين كنتم قبلا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح.

اف 2: 14  لانه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدا ونقض حائط السياج المتوسط

اف 2: 15  اي العداوة.مبطلا بجسده ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الاثنين في نفسه انسانا واحدا جديدا صانعا سلاما

اف 2: 16  ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلا العداوة به.

اف 2: 17  فجاء وبشركم بسلام انتم البعيدين والقريبين.

عب 13: 20  واله السلام الذي اقام من الاموات راعي الخراف العظيم ربنا يسوع بدم العهد الابدي

عب 13: 21  ليكمّلكم في كل عمل صالح لتصنعوا مشيئته عاملا فيكم ما يرضي امامه بيسوع المسيح الذي له المجد الى ابد الآبدين.آمين

1يو 4: 9  بهذا أظهرت محبة الله فينا ان الله قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكي نحيا به.

1يو 4: 10  في هذه هي المحبة ليس اننا نحن احببنا الله بل انه هو احبنا وارسل ابنه كفارة لخطايانا

2كو 5: 18  ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح واعطانا خدمة المصالحة

 

فهو بالفعل يؤكد ان المصالحة للجميع ولكن لاحقا سيوضح ان هناك شروط 

ويكمل شرح ذلك قائلا 

1: 21 و انتم الذين كنتم قبلا اجنبيين و اعداء في الفكر في الاعمال الشريرة قد صالحكم الان

فالذي تمم المصالحة هو المسيح فقط فنحن البشر كان من المستحيل أن نتصالح مع الله لذلك تنازل هو وصالحنا. اي انه هو الذي بادر 

1: 22 في جسم بشريته بالموت ليحضركم قديسين و بلا لوم و لا شكوى امامه

وهو تتم المصالحه في جسده, في جسم بشريته الذي سُمَّر على الصليب، هذا الجسم هو مركز المصالحة. نستتر فيه فيكفر (يغطى) خطايانا. ولكن يجب ان نلاحظ ان جسد المسيح لم يتوقف بل هو فتح جنبه ليستقبل الاعضاء الجدد فيه وهو مكانته الراس وكنيسته كلها الاعضاء 

وهنا يبدا يوضح بعد الامور وهي لكي نقبل مصالحة يجب ايضا ان نقبل ان نكون قديسين بلا لوم ولا شكوي امامه 

اذا المصالحه هي عطية مجانية للجميع ولكن مشروطه بقبول ومشروطة بالسلوك بقداسة ومشروطة بعدم وجود شكوي في سريتنا 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 7: 1

 

فَإِذْ لَنَا هذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ.

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 3

 

وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ،

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 4: 7

 

لأَنَّ اللهَ لَمْ يَدْعُنَا لِلنَّجَاسَةِ بَلْ فِي الْقَدَاسَةِ.

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 15

 

وَلكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ.

 

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 14

 

اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ،

 

رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 15

 

بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ.

 

رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 16

 

لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ».

 

وهؤلاء الاعضاء عليهم شروط  ايضا غير القداسه 

1: 23 ان ثبتم على الايمان متاسسين و راسخين و غير منتقلين عن رجاء الانجيل الذي سمعتموه المكروز به في كل الخليقة التي تحت السماء الذي صرت انا بولس خادما له

هنا يضيف الرسول شرطاً جديداً لنكون بلا لوم وبلا شكوى، ألا وهو الثبات على الإيمان الصحيح  إن ثبتم على الإيمان  فالرسول يحث أهل كولوسى على التمسك بالإيمان في مواجهة حروب التشكيك من الهراطقة حتى لا يضيع منهم هذا التصالح وبالتالى الميراث، فمن يثبت في الإيمان يستفيد من دم المسيح. غير منتقلين عن رجاء الإنجيل رجاء الإنجيل هو المسيح الذي سيُحضرنا كاملين لميراث أبدى في ملكوته، والمسيح هو أساس كل بركاتنا. 

وينتقل من هذا الي شرط اخر ايضا هو العمل والخدمة  واهم خدمه هي التبشير فكيف يجمع اعضاء لجسد المسيح بدون خدام ومبشرين 

رسالة بولس الرسول الي اهل رومية 4

14 فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟
15 وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ».

  وهذا الانجيل هو الذي بولس الرسول صار خادما له مع بقية الرسل ليكرز بالانجيل في كل مكان ليجذب اعضاء لجسد المسيح

اذا معلمنا بولس الرسول وضح ان الخلاص للجميع ولكن يفوز به من يقبل شروطه وهو ان يعيش حياة التوبة والقداسة 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 6: 14

 

أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،

 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 7: 1

 

فَإِذْ لَنَا هذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ.

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 27

 

لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ.

 

رسالة يعقوب 1: 27

 

اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللهِ الآبِ هِيَ هذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ.

 

رؤيا يوحنا اللاهوتي 20

20: 12 و رايت الاموات صغارا و كبارا واقفين امام الله و انفتحت اسفار و انفتح سفر اخر هو سفر الحياة و دين الاموات مما هو مكتوب في الاسفار بحسب اعمالهم 

20: 13 و سلم البحر الاموات الذي فيه و سلم الموت و الهاوية الاموات الذين فيهما و دينوا كل واحد بحسب اعماله 

 

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 21: 27

 

وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا، إِّلاَّ الْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ.

 

ومعلمنا بولس الرسول قال بوضوح 

رسالة بولس الرسول الأولي الي أهل كورنثوس 6

9 أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ،
10 وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.

 

رسالة بولس الرسول الثانية الي اهل تسالونيكي 1

 1: 7 و اياكم الذين تتضايقون راحة معنا عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته 

1: 8 في نار لهيب معطيا نقمة للذين لا يعرفون الله و الذين لا يطيعون انجيل ربنا يسوع المسيح 

1: 9 الذين سيعاقبون بهلاك ابدي من وجه الرب و من مجد قوته 

 

رسالة بولس الرسول الي تيموثاوس 3

2 لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ،
3 بِلاَ حُنُوٍّ، بِلاَ رِضًى، ثَالِبِينَ، عَدِيمِي النَّزَاهَةِ، شَرِسِينَ، غَيْرَ مُحِبِّينَ لِلصَّلاَحِ،
4 خَائِنِينَ، مُقْتَحِمِينَ، مُتَصَلِّفِينَ، مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ للهِ،
5 لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا. فَأَعْرِضْ عَنْ هؤُلاَءِ.
6 فَإِنَّهُ مِنْ هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْبُيُوتَ، وَيَسْبُونَ نُسَيَّاتٍ مُحَمَّلاَتٍ خَطَايَا، مُنْسَاقَاتٍ بِشَهَوَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ.
7 يَتَعَلَّمْنَ فِي كُلِّ حِينٍ، وَلاَ يَسْتَطِعْنَ أَنْ يُقْبِلْنَ إِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ أَبَدًا.
8 وَكَمَا قَاوَمَ يَنِّيسُ وَيَمْبِرِيسُ مُوسَى، كَذلِكَ هؤُلاَءِ أَيْضًا يُقَاوِمُونَ الْحَقَّ. أُنَاسٌ فَاسِدَةٌ أَذْهَانُهُمْ، وَمِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ مَرْفُوضُونَ.

 

فكلامه واضح جدا ان الخلاص متاح للجميع ولكن يخلص من يقبل ومن يؤمن ايمان عامل بمحبة في مخافة الله حتي ينهي طريق خلاصه بخوف ورعده 

 

واخيرا المعني الروحي 

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

v     كان ضروريًا لربي ومخلصي ليس فقط أن يولد إنسانًا بين البشر، بل وأن ينزل إلى الجحيم, كإنسانٍ مستعدٍ أمكنه أن يطلق نصيب (قرعة) الكفارة في برية الجحيم. وإذ عاد من ذاك الموضع كمل عمله, واستطاع أن يصعد إلى الآب, وقد تمم التطهير بالكامل على المذبح السماوي, وأمكنه تقديم عربون جسده الذي أخذه معه في طهارة دائمة. هذا هو اليوم الحقيقى للكفارة عندما صار الله كفارة عن البشر. وكما يقول الرسول أيضًا: "إن الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه" (2 كو 19:5). ويتحدث عن المسيح في موضع آخر: "عاملاً الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الأرض أم ما في السماوات"[88].

 العلامة أوريجينوس

v     كما بدأ السلام أن يستتب أعلن الملائكة: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام" (لو14:2). وعندما تقبلت الكائنات الأدنى السلام من الكائنات الأسمى "صرخوا: مجد على الأرض، وسلام في السماوات" (راجع لو 38:19). في ذلك الحين عندما نزل اللاهوت والتحف في الناسوت صرخت الملائكة: "على الأرض السلام", وعندما صعد الناسوت لكي ما يُبتلع باللاهوت (دون زوال الناسوت) ويجلس على اليمين- "سلام في السماء" – صرخ الأطفال أمامه: "أوصنا فى الأعالي" (مت 9:21). لهذا تعلم الرسول أنه يلزم القول: "عاملاً الصلح بدم صليبه سواء كان ما في السماوات أم ما على الأرض"[89].

 القديس مار افرآم السرياني

v     السلام الحقيقي علوي. مادمنا مرتبطين بالجسد نحمل نيرًا لأمور كثيرة تتعبنا. ابحثوا إذن عن السلام, وتحرروا من متاعب هذا العالم. اقتنوا ذهنًا هادئًا، ونفسًا هادئة غير مرتبكة, لا تثيرها الأهواء، ولا تجتذبها التعاليم الباطلة, فتتحدى اغراءتها لقبولها حتى يمكنكم أن تنالوا "سلام الله الذي يفوق كل فهم يحفظ قلوبكم" (في 7:4). من يطلب السلام يطلب المسيح, لأنه هو نفسه سلامنا, الذي يجعل الاثنين إنسانًا جديدًا واحدًا (أف 14:2), عاملاً سلامًا, وعاملاً سلامًا بدم صليبه سواء ما كان علي الأرض أم ما كان في السماوات[90].

 القديس باسيليوس الكبير

v     احتمل المخلص هذا كله "عاملاً الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الأرض أم في السماوات" (كو 20:1). لأننا كنا أعداء الله خلال الخطية وحكم الله على الخاطي هو الموت. لهذا كان لابد من تحقيق أحد أمرين: أما أن الله في عدله يبيد كل البشرية، أو في محبته المترفقة يزيل الحكم!

أنظر حكمة الله، فقد حفظ الحكم وفي نفس الوقت حقق محبته! لقد حمل المسيح آثامنا في جسده على الخشبة لكي "نموت عن الخطايا، فنحيا للبرّ" (1 بط 24:2). إنه لم يكن بالهيّن ذاك الذي مات عنا، فليس هو مجرد حمل حرفي ولا إنسان عادي، بل أعظم من ملاك، أنه الإله المتأنس، لم تكن خطايا البشر أعظم من برّ الذي مات بسببها.

لم تكن هذه الآثام كثيرة بالنسبة لبرّ ذاك الذي بإرادته وضع نفسه وبإرادته أخذها[91].

القديس كيرلس الأورشليمي

v     بقوله:"أعداء في الفكر" يوضح الرسول بولس أن العداوة التي من جانبهم نحو الله لم تكن عن ضرورة أو ألزام، إنما كانت "في الفكر" وعدم الرغبة في العودة لله[92].

القديس يوحنا ذهبي الفم

v     إذ يستدعي عطايا الله للأمم يظهر بولس كم هم مدينون بكل تقدير لنعمة الله.فقد كانوا أعداء مشورته التي بها قرر أن يفتقد الجنس البشري خلال عبده موسى. لم يستلموا تعليمه وقوته بل عبدوا آلهتهم ومارسوا أعمالهمالشريرة. عبدوا الأعمال التي هم صانعوها[93].

 أمبروسياستر

v     مرة أخرى يشير إلى الصليب، ويقدم نفعًا آخر... يقول بموته "يحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه". بالحق ليس فقط ينقذنا من الخطايا، بل ويجعلنا مزكين. احتمل هذا كله ليس فقط لينقذنا من الشرور، وإنما لكي ننال مكافآت، وذلك كمن لا يحرر مجرمًا من العقوبة فحسب، بل ويقدم له كرامة. أنه يضمكم إلى الذين ليس فقط لم يخطئوا بل بالحري الذين صنعوا برًا عظيمًا بحق. أنه يهبكم القداسة أمامه وتكونوا غير ملومين[94].

 القديس يوحنا ذهبي الفم

v     إذ أراد الرسول في رسالته إلى أهل كولوسي أن يظهر أن جسم المسيح هو جسدي وليس روحي مادته أثيريّة، قال بطريقة لها مغزاها: "وأنتم الذين كنتم قبلاً أجنبيّين وأعداء في الفكر في الأعمال الشريرة قد صالحكم في جسم بشريّته بالموت". مرّة أخرى في نفس الرسالة يقول: "وبه أيضًا ختنتم ختانًا غير مصنوع بيد بخلع جسم الجسد" (راجع كو 2: 11)[95].

القديس جيروم

v     في المسيح إذ نزع موتنا بعطيّة الخلود... حتى أن كل عمل مستقيم صنعه يُحوى في الوعود التي تُعلن مقدمًا عن التجديد المقبل في وقت مقبل.

 

والمجد لله دائما