«  الرجوع   طباعة  »

هل يوجد خطية للموت وخطية اخري ليست للموت ؟ 1يوحنا 5: 16 و 1يوحنا 2: 1 و اعمال 13: 38

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

العهد الجديد تكلم كثيرا عن المغفرة الغير مشروطة مثل اعمال 13: 38-39 وغيرها, 

ولكن في 1يوحنا 5: 16 " إن رأى أحد أخاه يخطئ خطية ليست للموت ، يطلب ، فيعطيه حياة للذين يخطئون ليس للموت . توجد خطية للموت . ليس لأجل هذه أقول أن يطلب " اذا هناك خطية ليس لها توبة وتؤدي الى الموت  

 

الرد

 

الحقيقة لا يوجد اي اختلاف فقط المشكك افترض ان معلمنا يوحنا يقول ان هناك خطية لو فعلها انسان وحتي لو تاب لا تغفر له وتؤدي الي الموت وهذا مفهوم خطأ تماما من المشكك لان الكتاب وضح انه لايوجد خطية بلا مغفرة الا الخطية التي هي بلا توبة

والذي يتكلم عنه معلمنا يوحنا في هذه الرساله هي مقاومة البدع والهرطقات وقد شرحت هذا تفصيلا في ملف قانونية رسالة يوحنا الرسول الاولي وكاتب الرسالة . وفي هذا الجزء بالتحديد هو يتكلم عن نوع الخطايا مثل الهراطقة الذين يخطؤون ويتكبرون ويعارضوا كل الكنيسة ويعثروا صغار النفوس ويهلكوهم بافكارهم الشيطانية ولانهم يعتبرون فكرهم صحيح فهم يصروا ان لا يتوبوا عن خطيتهم فلهذا لايغفر لهم الرب فخطية الهرطقه غالبا هي للموت لان نادرا ما يتوب المهرطق لانه وسل لمرحلة الهرطقة بعد عناد وتكبر ومجموعة اخري من الخطايا. 

والذي يؤكد ذلك ما قاله معلمنا يوحنا الرسول في الاصحاح الاول من رسالته الثانية  

رسالة يوحنا الثانية 1

1: 7 لانه قد دخل الى العالم مضلون كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح اتيا في الجسد هذا هو المضل و الضد للمسيح

فهنا يبدا يوضح انه حتي مع المحبة للكل يجب ان ننتبه للهراطقة وخطورتهم فمحبة الله ان نحب وصاياه ونحب تعاليمه الحقيقية لهذا لا يليق بنا أن نقبل المعلمين الذين يتسترون تحت اسم المسيح ليعلمونا بغير ما هو حق، ويحاولون أن يلتقطوا البسطاء ويخدعوهم تحت اسم المحبة. لذلك على الكنيسة أن تعزل أمثال هؤلاء حتى لا يشوهوا الإيمان، وعزلهم لا يتعارض مع المحبة، بل فيه كل المحبة لله وللشعب، شعب الله، حتى لا يفسد هؤلاء إيمان البسطاء. ويسمى هؤلاء الضد للمسيح.

لان المهرطق لا يصل الي هذه المرحله الا بعد ان يكون بعد عن الله فخدعه الشرير بفكر خطأ فبدأ يقول هذا الفكر الخطأ ويتمسك به ويحاول معه الاباء ان يوضحوا له خطؤه ويصححوه ولكنه يرفض ويتكبر ويعتقد انه الوحيد الذي هو فهمه صحيح والباقي خطأ والكنيسه من بدايتها حتي وقته خطأ فبشعور التكبر هذا يقع في خطية اكبر بل ويستمر في خطاياه اكثر ويحاول ان ينشر فكره هذا فيعثر الكثيرين 

فهو يضل نفسه ويرفض التوبه ويتكبر ويعثر الكثيرين فمثل هذا خطيته للموت لانها بلا توبه ولا ندامة  

 1: 8 انظروا الى انفسكم لئلا نضيع ما عملناه بل ننال اجرا تاما 

اذا مع المحبة يجب ان ننظر ونفحص جيدا فيقول افحصوا إيمانكم وأفكاركم ومواقفكم تجاه المسيح حتى تكون متطابقة مع الحق المسيحى، والبديل أن نكون في دائرة الموت. 

1: 9 كل من تعدى و لم يثبت في تعليم المسيح فليس له الله و من يثبت في تعليم المسيح فهذا له الاب و الابن جميعا

اي ان من يعلم بتعاليم مخالف لتعاليم المسيح فهو ليس من المسيح بل هو يريد ان يسرق اولاد المسيح منه ولهذا يجب ان يقطع هذا الشخص حتي يعود ويرجع عن خطؤه  

1: 10 ان كان احد ياتيكم و لا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت و لا تقولوا له سلام 

1: 11 لان من يسلم عليه يشترك في اعماله الشريرة 

أى نرفض تعليم الهراطقة وأشخاصهم فلربما حين يشعرون بالعزلة يتوبون، ولأن الإندماج معهم هو نوع من الإعتراف بصحة مسلكهم مع أن مسلكهم شرير. هنا يبدو ظاهرياً أن كلام يوحنا هو ضد المحبة. ولكن نفهم أن محبة يوحنا هي محبة بحسب الحق. والكنيسة تعود تعطيهم محبة لو تابوا ولكن لو استمروا فيستمر رفض الكنيسه لهم وخطيتهم بلا مغفرة لانهم يصروا علي عدم التوبة. فالخميرة الصغيرة تفسد العجين كله. 

وايضا من محبة البسطاء ان لا نعثرهم بمخالطة المهرطقين لان هذا قد يجعلهم ينخدعوا ويظنوا انهم اخوه في الايمان الصحيح

ومثل هذا ما قاله  معلمنا بولس الرسول  علي اي خطية بلا توبة 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 16: 17

 

وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تُلاَحِظُوا الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ، خِلاَفًا لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ.

 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 3: 5

 

لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَافَأَعْرِضْ عَنْ هؤُلاَءِ.

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 11

 

وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ بَلْ بِالْحَرِيِّ وَبِّخُوهَا.


 
رسالة بولس الرسول إلى تيطس 3: 10

 

اَلرَّجُلُ الْمُبْتَدِعُ بَعْدَ الإِنْذَارِ مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ، أَعْرِضْ عَنْهُ.

 

رسالة بولس الرسول الاولي الي اهل كورنثوس 5

7 إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا.
8 إِذًا لِنُعَيِّدْ، لَيْسَ بِخَمِيرَةٍ عَتِيقَةٍ، وَلاَ بِخَمِيرَةِ الشَّرِّ وَالْخُبْثِ، بَلْ بِفَطِيرِ الإِخْلاَصِ وَالْحَقِّ.

9 كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ فِي الرِّسَالَةِ أَنْ لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ.

10 وَلَيْسَ مُطْلَقًا زُنَاةَ هذَا الْعَالَمِ، أَوِ الطَّمَّاعِينَ، أَوِ الْخَاطِفِينَ، أَوْ عَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَإِلاَّ فَيَلْزَمُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ الْعَالَمِ!

11 وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخًا زَانِيًا أَوْ طَمَّاعًا أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّامًا أَوْ سِكِّيرًا أَوْ خَاطِفًا، أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هذَا.

ومقاطعت هذا الزاني لانه لايعتبر ان ما فعله خطية بل هو يجاهر به ويعتبره البعض معلم فهو بطريقة غير مباشره يعلم تعليم غير صحيح بدل من ان يندم علي خطيته 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي 3: 14

 

وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُطِيعُ كَلاَمَنَا بِالرِّسَالَةِ، فَسِمُوا هذَا وَلاَ تُخَالِطُوهُ لِكَيْ يَخْجَلَ،

 

فبعد ان فهمنا هذا الفكر جيدا وعرفنا ان معلمنا يوحنا الرسول يتكلم عن خطية الهرطقة نقدر ان ندرس الاعداد 

رسالة يوحنا الرسول الاولي 5

16 إن رأى أحد أخاه يخطئ خطية ليست للموت ، يطلب ، فيعطيه حياة للذين يخطئون ليس للموت . توجد خطية للموت . ليس لأجل هذه أقول أن يطلب 

فعرفنا انه يتكلم عن خطية الهرطقة التي يكون فيها العناد والإصرار على إرتكاب الخطية. فحتى خطايا الزنا أو القتل لها غفران لو استجاب الإنسان للروح القدس ولم يقاوم وقدم توبة. والله لا يتدخل في حرية أحد بل هو يحاول أن يقنعه أن يترك الخطية، ولكن إن رفض وعاند يتركه. فحرية الإنسان هي التي تحدد هل الخطية للموت أم لا. 

والإنسان حينما يفعل الخطية لأول مرة يبكته الروح القدس، ولكن إن قاوم وعاند يعتاد عليها ولا يسمع لصوت الروح القدس، بل يبدأ يتلذذ بالخطية بل يفتخر بها (وهذا مايمكن أن نسمية التجديف على الروح القدس). فالقلب قد تقسى تمامًا رافضًا التوبة أو الاستجابة للروح القدس. ولمثل هذا الإنسان، مهما صلينا فلا فائدة فهو لن يتوب. هذه إذًا خطية للموت. 

يخطئ ليس للموت  اى خطايا الضعف البشرى نظرًا لوجودنا في الجسد. لكنه يجاهد ويريد أن يتغير ويرضى الله. هذا نطلب له الغفران ونصلى له. ولعل هذا إشارة لسر التوبة والاعتراف وصلاة التحليل التي يصليها الكاهن على رأس المعترف . 

يطلب فيعطيه حياة  أى غفران يؤدى للحياة الأبدية. 

ونفهم من كلمات الرسول أن خطايا الموت هى:

1. الإصرار على إنكار المسيح والهرطقة وإفساد المؤمنين.

2. المصرون على خطايا الكراهية والبغضة. وخطايا إنكار المسيح ورفضه أشار لها بولس الرسول في (عب6) فهؤلاء الذين أنكروا المسيح هم الأرض المعرضة للحريق. هؤلاء لا تستطيع لهم الكنيسة أن تفعل أي شيء بل تتركهم ولا تصلى لأجلهم. لا تصلى لغفران خطاياهم، بل تصلى لهدايتهم وإبعاد أذيتهم عن الكنيسة. 

ونرى أن قساوة القلب ومهاجمة ومقاومة الكنيسة هي خطايا موت لذلك لم يصلى بولس الرسول لإسكندر النحاس، (2تى14:4، 15). 

ولعله لهذا السبب كانت الكنيسة تصلي ضد المبتدعين المصرين على عدم التوبة ليس انتقامًا لأنها كعريسها لا تحب الانتقام، إنما خوفًا على أولادها البسطاء الذين يخدعهم هؤلاء المبتدعين أمثال أريوس ونسطور فتطلب ان يبدد الرب مشورتهم كما بدد مشورة اخيتوفل. 

هذا ونلاحظ أن الرسول لم يأمر بعدم الصلاة من أجل الذين يخطئون خطية الموت إنما لم يطلب منهم أن يصلوا، تاركًا للمؤمن الأمر.

ولكن بالفعل كفارة المسيح للكل ولكن ينالها فقط من يقبل ويؤمن ويتوب

وهذا قاله معلمنا يوحنا ايضا في نفس الرسالة 

رسالة يوحنا الرسول الاولي 2

2: 1 يا اولادي اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا و ان اخطا احد فلنا شفيع عند الاب يسوع المسيح البار 

2: 2 و هو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا 

2: 3 و بهذا نعرف اننا قد عرفناه ان حفظنا وصاياه 

2: 4 من قال قد عرفته و هو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب و ليس الحق فيه 

2: 5 و اما من حفظ كلمته فحقا في هذا قد تكملت محبة الله بهذا نعرف اننا فيه 

2: 6 من قال انه ثابت فيه ينبغي انه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو ايضا 

 

سفر اعمال الرسل 13

13: 38 فليكن معلوما عندكم ايها الرجال الاخوة انه بهذا ينادى لكم بغفران الخطايا 

13: 39 بهذا يتبرر كل من يؤمن من كل ما لم تقدروا ان تتبرروا منه بناموس موسى 

 

سفر أعمال الرسل 5: 31

 

هذَا رَفَّعَهُ اللهُ بِيَمِينِهِ رَئِيسًا وَمُخَلِّصًا، لِيُعْطِيَ إِسْرَائِيلَ التَّوْبَةَ وَغُفْرَانَ الْخَطَايَا.

 

إنجيل مرقس 16: 16

 

مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ.

 

إنجيل يوحنا 3: 16

 

لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.

 

إنجيل يوحنا 3: 18

 

اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ.

 

إنجيل يوحنا 12: 46

 

أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ.

 

إنجيل يوحنا 6: 47

 

اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.

 

واكتفي بهذا القدر  

 

والمجد لله دائما