كيف يقول الكتاب المقدس ان ايوب اساء الي الرب ؟ ايوب 12: 6 و  16: 11 و 19: 6 و 30: 19

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

أنبياء يسبون ربهم!!!

(أيّوب16: 1)   أيوب: دفعني الله إلى الظالم.

(أيّوب19: 6)   إنّ الله قد عوّجني ولفّ عليّ أحبولته. هاإني أصرخ ظلمًا فلا يُستجاب لي.

 (أيّوب12: 6)   يلقي هَوَانًا على الشّرفاء، ويُرخي منطقة الأشدّاء ... يُكَثّر الأممَ ثمّ يُبيدها.

 (أيّوب30: 19)       إليك أصرخ فما تستجيب لي يومًا. أقوم فما تنتبه إليّ. تحوّلت إلى جاف من نحوي

فهل هذا يقبل من نبي الله ؟

 

الرد

 

الحقيقه لا يوجد لا سباب ولا الفاظ غير لائقه ولكن يوجد شكوي من رجل تحت الالام مثل ايوب فهو يقول ذلك كتالم وحوار مع لله وهو في عمق التجربة الصعبة جدا

فحتي لو صدر تعبير خطأ من ايوب بسبب ضيقه فهو لا يسب الله كما ادعي المشكك بل فقط يشتكي 

فايوب في بداية التجربة كان متمسك بكماله 

سفر ايوب 1

1: 20 فقام ايوب و مزق جبته و جز شعر راسه و خر على الارض و سجد 

1: 21 و قال عريانا خرجت من بطن امي و عريانا اعود الى هناك الرب اعطى و الرب اخذ فليكن اسم الرب مباركا 

1: 22 في كل هذا لم يخطئ ايوب و لم ينسب لله جهالة 

 

سفر ايوب 2

2: 9 فقالت له امراته انت متمسك بعد بكمالك بارك الله و مت 

2: 10 فقال لها تتكلمين كلاما كاحدى الجاهلات االخير نقبل من عند الله و الشر لا نقبل في كل هذا لم يخطئ ايوب بشفتيه 

فايوب احتمل بداية التجربة واحتمل حتي كلام زوجته الخطأ ولكن لما بدا توبيخ اصحابه بدا يدافع عن نفسه محاولا ان يثبت انه ليس خاطئ وفي دفاعه عن نفسه وتبريره لنفسه اخطأ في كلامه

 

الشاهد الاول 

سفر ايوب 12

12: 6 خيام المخربين مستريحة و الذين يغيظون الله مطمئنون الذين ياتون بالههم في يدهم 

ايوب هنا يقول ليس بالضرور ان الذي يهلك يكون شرير فهو يرد علي كلام اصحابه الذين اتهموه بانه فاعل اثم وقالوا فيه ان 

سفر ايوب 11

11: 14 ان ابعدت الاثم الذي في يدك و لا يسكن الظلم في خيمتك 

11: 15 حينئذ ترفع وجهك بلا عيب و تكون ثابتا و لا تخاف 

11: 16 لانك تنسى المشقة كمياه عبرت تذكرها 

11: 17 و فوق الظهيرة يقوم حظك الظلام يتحول صباحا 

11: 18 و تطمئن لانه يوجد رجاء تتجسس حولك و تضطجع امنا 

11: 19 و تربض و ليس من يزعج و يتضرع الى وجهك كثيرون 

11: 20 اما عيون الاشرار فتتلف و مناصهم يبيد و رجاؤهم تسليم النفس 

وأيوب هنا يحاول أن يثبت العكس أن القوي يأكل الضعيف، وهذا واضح حتى في عالم الحيوان والطيور والأسماك، والله لا يتدخل ليحمي الضعفاء. وهو يريد أن يثبت أن البار مثله ممكن أن يعاني من شر الأشرار وهو برئ. فالحمامة البريئة يلتهمها النسر الظالم.

فيقول خيام المخربين ويقصد بهم السبايين الذين سرقوا مواشيه فهم مجرمين ولكنه لم يسمع ان بلية اصابتهم فهو يضرب مثل عملي بانه ليس بشرط ان يكون فاعل اثم لكي يصاب بهذه التجربه بل قد يكون لانه بار اصيب بالتجربة 

ويقول الذين يغيظون الله مطمئنون 

اولا كلمة يغيظون 

H7264

רגז

râgaz

raw-gaz'

A primitive root; to quiver (with any violent emotion, especially anger or fear): - be afraid, stand in awe, disquiet, fall out, fret, move, provoke, quake, rage, shake, tremble, trouble, be wroth

جذر بمعني جبعة او اي انفعال عنيف والغضب او خوف , يخاف, يقف في قلق, حنق, نقال, يستفز, يغضب, يكون غضب

فهي تحمل معني يغضبون الله 

بمعني انه يعرف ان الخطية تضايق الله وتحزنه وبخاصه ان هؤلاء الذين يعبدون تماثيل يصنعوها بايديهم . ولكن ليس بشرط ان الرب يعاقب الاشرار مباشره فلهذا من يغضب الله بشره قد يجلس مطمئنا ولكنه يلاقي عاقبته في النهاية  

ففي هذا العدد لم يخطئ ايوب بالفاظ حتي لو قال الكلام في صورة تظلم 

 

العدد الثاني 

سفر ايوب 16: 11

في هذا الاصحاح تعب ايوب من اصحابه وقال عنهم معزون متعبون كلكم لانهم يكررون كلامهم بان بليته بسبب كثرة خطاياه وهو مستمر في دفاعه عن نفسه وهو يقول انه لو كان مكانهم لكان يشددهم ويخفف عنهم حزنهم بدل من ان يتعبهم مثلما يفعلوا

وبدا ايوب يتكلم بمرارة عن الله الذي سمح له بهذه الضربات وهو يتسائل لماذا سمح الله بهذا  

16: 10 فغروا علي افواههم لطموني على فكي تعييرا تعاونوا علي جميعا 

16: 11 دفعني الله الى الظالم و في ايدي الاشرار طرحني 

في البداية تعبير دفعني 

H5462

סגר

sâgar

saw-gar'

A primitive root; to shut up; figuratively to surrender: - close up, deliver (up), give over (up), inclose, X pure, repair, shut (in, self, out, up, up together), stop, X straitly.

مصدر بمعني يصمت او يسلم ويغلق يوقدم ويعطي ويصلح ويقف

فهو يقول الله اسلمه الي الظلم او تركه للظلم

وكلمة طرحني

H3399

ירט

yâraṭ

yaw-rat'

A primitive root; to precipitate or hurl (rush) headlong; (intransitively) to be rash: - be perverse, turn over.

مصدر بمعني ترسيب او ترك وتهور وضرر وتسليم.

وايوب هنا يتجه في كلامه الي الله لانه إن تكلم فما نفع كلماته مع أناسٍ قساةٍ لا يراعون مشاعره، وإن صمت، فهل يُبطل الصمت مرارة نفسه. إن سكب شكواه أُتهم بالتذمر وأسيء فهمه، فيزداد حزنه. وإن صمت أُتهم بالكآبة. إن دافع عن نفسه حسبوه متمسكًا بالبرّ الذاتي، وإن سكت حسبوه شريرًا يستحق تأديبًا أعظم 

ايوب لايزال متمسك ببره لكنه يلتجئ إلى الله لكي يحل ألغاز غايته الغامضة، ويكشف عما وراء هذه التأديبات، وأن يوضح ما هو محير لعقل مخلوقه المفكر المتألم وضميره. إنه كمن يلتجئ من الله بالله نفسه، من الله الذي يخفي نفسه، إلى الله الذي هو نور وليس فيه ظلمة، يلجأ إليه بروح الإيمان والرجاء في عمل الله الخلاصي. 

فيقول لله معاتبا من الالم لماذا بدل من ان ينقذه من الاشرار تركه لهم ولا ندري هل فهم أيوب وقتها مؤامرات الشياطين. ولكن المهم إيمانه بأن الله ضابط الكل فقوله "دفعني الله" يعني أنه لا يفكر في أعدائه كأنهم يتصرفون من أنفسهم، بل الله فوقهم "لم يكن لك علي سلطان إن لم تكن قد أعطيت من فوق (يو 19: 11). 

والحقيقه لما وجه ايوب نظره الي الله نجد ان كلامه يحمل في طياته نبوة واضحه عن المسيح  

فالحقيقة ايوب لم يلطم ولكن هذا نبوة عن الظلم الذي سيتعرض له المسيح لاجل فدائنا وخلاصنا والتعيرات التي تعرض لها والاشرار كلهم اجتمعوا عليه في وقت محاكماته والصلب. وبالفعل من يري يظن ان الاب ترك المسيح في يد الظلم  

اذا كلام ايوب هو شكوي ورغم ذلك هو نبوة ولا يوجد فيه اساءة كما ادعي المشكك حتي الان 

 

الشاهد الثالث

سفر ايوب 19: 6

تكلم بلدد في الاصحاحات متهما ايوب بشدة بانه شرير ويستحق العقاب فاضطر ايوب ان يرد عليه بقوة ايضا مدافعا عن نفسه وفي دفاعه رغم بره كانت نظرته قاصرة، يعاني من الضعف بسبب شدة التجربة. كان ككثيرين في وسط بوتقة التجارب في صراعٍ يتساءل: هل تحول الله إلى عدوٍ حتى سمح للشيطان أن يجربه بما يبدو أنه فوق الطاقة. وإن كان كذلك، فكيف فقد أصدقاؤه إنسانيتهم، وتجاهلوا معاملاته معهم، ونسبوا إليه ما لم يروه فيه. 

19: 6 فاعلموا اذا ان الله قد عوجني و لف علي احبولته 

19: 7 ها اني اصرخ ظلما فلا استجاب ادعو و ليس حكم 

اولا كلمة عوج 

H5791

עות

âvath

aw-vath'

A primitive root; to wrest: - bow self, (make) crooked, falsifying, overthrow, deal perversely, pervert, subvert, turn upside down

جذر بمعني انتزع وانحني , عوج , قلب, تعامل بانحراف, خرب, قلبه راس علي عقب.

فهو يقول ان الرب قلب حاله راس علي عقب بمعني انه كان غني فصار فقير وكان له اسره قوية وصار ليس له احد وكان مكرما واصبح محتقرا 

فهو يقول ان ما حدث له هو بسماح من الله وفي هذا ايمان ان الله هو المتسلط علي كل شيئ وايضا فيه عتاب لله انه سمح بهذا 

وهو يصف نفسه بانه وقع في الشرك وهذا بسبب ان الله قد أخذ موقفًا مضادًا منه، وأن ما حلّ به ليس له ما يفسره به. يشعر أنه تحت الظلم، وها هو يدعو الله، والله لا يستجيب. كأنه يقول لهم: لماذا تربكون نفسي وتسحقونها؟ أتركوني أصرخ إلى إلهي، وألح عليه، فيفسر لي علة ما حلّ بي.

ايضا العدد به لمحة نبوية 

هذا يخص ذاك الذي قال للخادم (القائد) الذي لطمه: "إن كنت قد تكلمت رديًا فأشهد على الردي، وإن حسنًا فلماذا تضربني؟" (يو 27: 40). واضح أن الحكم لم يكن مستقيمًا ولا عادلًا، فمع كثرة عدد القضاة لم ينطق أحد حسب الحق. و صرخات أيوب هنا كانت رمزًا لصرخة السيد المسيح وسط آلامه على الصليب: "إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟" (مز 22: 1؛ مت 27: 46؛ مر 15: 34) 

وايضا حتي هذا العدد لا يوجد سباب ولا اي شيئ مما ادعاه المشكك فقط شكوي 

 

الشاهد الرابع 

سفر ايوب 30

في هذا الاصحاح يتكلم ايوب عن الامه فبعد ان تكلم كلام جيد جدا في الاصحاح السابق فبعد أن استعرض حال رخائه الماضي، وأيضًا مخافته للرب وحيدانه عن الشر، سرعان ما رجع إلى ما هو عليه وسط المزبلة والرماد، وكيف حملته عاصفة الله إلى أرض الدمار. حقًا لقد سند أيوب المظلومين والمحتاجين، لكنه حتمًا أدان مجرمين ظالمين. ولعلهم تسللوا ليلًا ليروا في المزبلة ذاك الذي سبق فحكم عليهم. 

20 إِلَيْكَ أَصْرُخُ فَمَا تَسْتَجِيبُ لِي. أَقُومُ فَمَا تَنْتَبِهُ إِلَيَّ.
21 تَحَوَّلْتَ إِلَى جَافٍ مِنْ نَحْوِي. بِقُدْرَةِ يَدِكَ تَضْطَهِدُنِي.
22 حَمَلْتَنِي، أَرْكَبْتَنِي الرِّيحَ وَذَوَّبْتَنِي تَشَوُّهًا. 

بعد كل صراخه بدا يعاتب الرب بشده فهو يقول انه يصرخ فما يستجيب الرب وهو تعود ان الرب يستجيب بسرعة . فهو رغم حياته كلها ولكن لم يكن عنده الخبرة الروحية الكافية لان الرب قد يتمهل في الاجابة ولكن للخير 

وايضا كلامه هنا بنفس المستوي النبوي عن موقف المسيح في الصلب عندما قال الهي الهي لما تركتني وبالفعل يشبه وصف مزمور 22 واشعياء 53 عن المسيح 

فبالفعل ما قاله هنا ايوب هو عتاب قاسي ولكن الكثير من اولاد ربنا في لحظة الضعف يعاتبون علي عدم الاستجابه وقد فعل هذا داود وغيره 

فلا يوجد عندنا احد معصوم والكتاب يذكر ضعفات البشر ولكن حتي في ضعفه وعتابه هو لم يسب الله كما ادعي المشكك 

ولهذا الرب عاتب ايوب علي كلامه 

سفر ايوب 40

40: 1 فاجاب الرب ايوب فقال 

40: 2 هل يخاصم القدير موبخه ام المحاج الله يجاوبه 

40: 3 فاجاب ايوب الرب و قال 

40: 4 ها انا حقير فماذا اجاوبك وضعت يدي على فمي 

40: 5 مرة تكلمت فلا اجيب و مرتين فلا ازيد 

40: 6 فاجاب الرب ايوب من العاصفة فقال 

40: 7 الان شد حقويك كرجل اسالك فتعلمني 

40: 8 لعلك تناقض حكمي تستذنبني لكي تتبرر انت 

 

ولكن هو يعرف صعوبة التجربه عليه ولهذا زكاه امام اصحابه 

سفر ايوب 42

42: 7 و كان بعدما تكلم الرب مع ايوب بهذا الكلام ان الرب قال لاليفاز التيماني قد احتمى غضبي عليك و على كلا صاحبيك لانكم لم تقولوا في الصواب كعبدي ايوب 

42: 8 و الان فخذوا لانفسكم سبعة ثيران و سبعة كباش و اذهبوا الى عبدي ايوب و اصعدوا محرقة لاجل انفسكم و عبدي ايوب يصلي من اجلكم لاني ارفع وجهه لئلا اصنع معكم حسب حماقتكم لانكم لم تقولوا في الصواب كعبدي ايوب 

42: 9 فذهب اليفاز التيماني و بلدد الشوحي و صوفر النعماتي و فعلوا كما قال الرب لهم و رفع الرب وجه ايوب 

 

فاكرر ايوب عاتب الرب ولم يسب الرب 

 

والمجد لله دائما