«  الرجوع   طباعة  »

هل مزمور 19 به عبارات منقوله من اساطير بابلية ؟ مزمور 19: 5-6

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

الرد

 

كالعادة لااعلم من اين اتي معلقوا اليسوعية بهذا الكلام الخطأ فكاتب هذا السفر هو داود قبل ان يذهب شعر اسرائيل الي السبي باربع قرون فلو قيل هذا الكلام في القرن السادس قبل الميلاد فمن هو الذي نقل من الاخر ؟

ولم يقدم المعلق الراديكالي في اليسوعية ولا المشكك اي دليل علي ما يدعوا والحقيقه بحثت في كتب كثيره جدا لمفسرين وباحثي اثار وايضا تعليقات نقدية وغيرها من المراجع ولم اجد اي احد اشار الي هذا الادعاء فحتي ياتي المشكك او معلق اليسوعية بدليل نستطيع ان نفحصه وندرسه معا يبقي هذه الادعاء كذب  

ولهذا عندما اقول ان تعليق اليسوعية خطأ تماما فاني اقوله بادلة كتابية 

وكما ذكرت في موضوعات سابقة التعليقات النقدية الهامشية الموجوده في الترجمه اليسوعية هي لم يقم بها الاباء اليسوعيين الذين قاموا بالترجمة في 1897 م فترجمتهم الاصلية بدون شواهد ولكن هذه الشواهد اضيفت لاحقا تقريبا سنة 1989 م . وايضا كما وضحت هي تعليقات نقدية راديكالية مرفوض قدر كبير منها لانها تقدم فكر لايسنده الكثير من المخطوطات ولا اقوال الاباء بل عادة تبحث عن الرائي الشاذ الفردي المرفوض وتقدمه علي انه الاصل او تقدم معلومه صحيه ولكن تضعها في صورة مرفوضه ولهذا الاضافات النقديه لا يعتد بها ولا تمثل رائي الاباء اليسوعيين بل هذه التعليقات هي فقط نقديه راديكاليه مخالفه دائما للرائ التقليدي. واشعر ان كتابها هم ضد الوحي الالهي في اغلب التعليقات. 

ولهذا لانها تناسب هواهم وفكرهم الغير حيادي المرفوض فتعليق اليسوعية هو المصدر الذي يستعين به المشككين دائما.

والحقيقه عندما نفهم المزمور فنري له بعد نبوي عن تجسد شمس البر وسكناه مع البشر هذا بالاضافه الي معناه اللغوي البلاغي

وندرس المزمور معا 

سفر المزامير 19

المزمور يتكلم عن اعلانات الله اولا من خلال الخليقه ثم من خلال كتابه ثم من عمل الله مع الانسان وفي قلب الانسان وهذا هو تقسيم الاعلان الالهي الذي بدا بخليقته ثم الوحي المكتوب ثم عمل روحة القدس في قلوب المؤمنين فهذه المزمور هو ملخص لاعلان الله للبشر

تعلن الخليقة عن قدرة الله ومجده، أما كلمته فتعرفنا حب الله الخلاصي من أجل تقديسنا، أي تعلن عن قداسته. ومن خلال خبرتنا اليومية نكتشف العلاقة الشخصية بين الله وكل عضو من أعضاء الكنيسة، التي تتحقق خلال نعمته الإلهية.

 19: 1 السماوات تحدث بمجد الله و الفلك يخبر بعمل يديه

 بدأ داود هذا المزمور بالتأمل في عظمة الله التي ظهرت في خليقته، الشمس والنجوم والفلك وخليقة الله تظهر عظمة الله كخالق وان هذه الخليقه الرائعه لابد ان يكون ورائها خالق رائع فهي الظاهره تشهد له الغير ظاهر،خليقة الله هي إعلان عن قدرة الله ومجده، وداود يسبح الله هنا على قدرته والخليقة كتاب نقرأ فيه عن قدرة الخالق ولاهوته، كما أن الناموس كتاب يعرفنا إرادة الله. هناك كلمة للبابا أثناسيوس الرسولي "أن الفنان نعرفه من خلال لوحاته حتى وأن لم نراه. وهذا ما قاله ايضا معلمنا بولس الرسول في 

 رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 1: 20

 

لأَنَّ أُمُورَهُ غَيْرَ الْمَنْظُورَةِ تُرىَ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ، قُدْرَتَهُ السَّرْمَدِيَّةَ وَلاَهُوتَهُ، حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ.

فالله ظاهر في خلال مخلوقاته

19: 2 يوم الى يوم يذيع كلاما و ليل الى ليل يبدي علما 

كل الأيام والليالي هي ينابيع تفيض بمجد الله وتعلن مراحم الله ورعايته المتجددة في حياتنا. تفتح قلوبنا بالحب المتجاوب مع حب الله فنسمع صوته الإلهي إلينا بكلمة خاصة بنا، وينير أذهاننا بالعلم الروحي والمعرفة.

بالحقيقة الذي يتامل في الليل عمل الله وينظر الي السماء يرفع نفسه الي السماء ويقف عند قدمي الله ويفرح بوجوده معه 

يمكننا أيضًا القول بإننا نمجد إلهنا نهارًا وليلًا، يكون النهار رمزًا للعمل والليل رمزًا للتأمل في الله

19: 3 لا قول و لا كلام لا يسمع صوتهم

فالنجوم لا تتكلم لتشهد أو تكرز باسم الله، ولكن التطلع إليها يصدر صوتًا أعلى من صوت البوق (فم الذهب). ومن هنا يبدا يشير للعلي وقديسينه لان هذا العدد يبدأ المعني النبوي ايضا 

 لان قديسي الله لهم نفس الخاصية فالتطلع فيهم يكفي لأن نرى يد الله التي عملت فيهم، أجاب أحد تلاميذ الأنبا أنطونيوس عليه حين سأله لماذا لا تسألني فأجيبك وقال له "يكفيني أن أتطلع إلى وجهك يا أبي". بالحقيقه كثيرين من ابناء الله قبل ان يتكلموا يكفي النعمه التي علي وجههم والسلام الداخلي الظاهر في هدوئهم. وبالفعل تلاميذ الرب وتلاميذهم وجيل الشهداء كان يكفي سلامهم اثناء الاستشهاد ان يدخل الاف الي المسيحية كل مره بدون ان يتكلموا 

ويكمل في وصفهم فيقول  

19: 4 في كل الارض خرج منطقهم و الى اقصى المسكونة كلماتهم جعل للشمس مسكنا فيها

ويكمل في الاسلوب النبوي الرائع عن الكلام عن القديسين رغم ان من الظاهر هو الكلام عن السموات والفلك وشهادة الفلك ومنطقهم , ولكن الكلام عن قديسين العلي 

ومن هنا ابدأ توضيح معلومات علميه ومعني نبوي 

اولا هل الشمس لها مسكنا للمسكونة ؟ 

اولا المتكلم هو مفرد اي شخص جعل للشمس مسكن فهو الذي جعل شمس مستقره بالنسبه الي الارض ويكون هذا كمسكن تدور فيه الارض حول الشمس ولكن الشمس لا تغادر هذا المسكن اي لا تغادر هذا المسار والارض ايضا لا تغادر مسارها حول الشمس 

فعلميا العدد صحيح ولكن يصفه باسلوب بسيط للناس الذين لم يصلوا الي مرحلة علمية ليفهموا دوران الشمس ودوران الارض حول الشمس في مدارات مستقرة لا تتغير 

اما عن المعني النبوي فكما شرحت عن قديسين العلي انهم في يوم من الايام ستخرج شهادتهم الي اقصي المسكونة وهذه النبوة تحققت تماما في زمن التلاميذ والرسل فقد وصل البشارة بشمس البر  الذي هو المسيح الي كل مكان لكي يسكن في كل مكان في قلوب المؤمنين الذين يصلون الي اقصي المسكونة.

 

19: 5 و هي مثل العروس الخارج من حجلته يبتهج مثل الجبار للسباق في الطريق

ملحوظة الشمس في في العبرية والارامية مذكر فالعدد لفظيا يقول وهو مثل العريس الخارج من حجلته. ومنظر الشمس في شروقها تشبه وكنها تسير مثل ملك جبار لا يستطيع ان يقف امامه احد

 اما علميا فاثناء دوران الارض حول نفسها امام الشمس فالجزء الذي يبدأ في ان يواجه الشمس وتبدا الشمس تشرق فيه اشعة الشمس تسبق رؤية الشمس ذاتها فهو يشبه الخروج من الحجلة والشمس تبدأ في ان تشرق زيادة بان قوة اشعتها تزداد لانها يتحول وضعها من الوضع المائل الي الوضع العمودي فقوة اشعتها تزداد مثل الابتهاج وتسرع في الحركة ولكن العدد ليس علميا ولكنه 

نبويا الشمس المقصود هنا هو شمس البر وهو المسيح 

سفر ملاخي 4: 2

 

«وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا، فَتَخْرُجُونَ وَتَنْشَأُونَ كَعُجُولِ الصِّيرَةِ.

 

 وهنا النبوة ان المسيح سياخذ خيمة اي يتجسد وأشرق فيها وأشرق على العالم لفترة وجوده بالجسد على الأرض، ليتخذ له عروسًا بعمله الفدائي ويعطي حياة ودفء ونور للعالم، المسيح الذي جعل من جسده مظلته (مقدسه) وخيم بيننا (حل بيننا) (يو14:1). وصارت الكنيسة هي السموات الحقيقية يسكنها المخلص السماوي، فهي تشترك في التسابيح مع السمائيين ولها حياة سمائية. وكل من سكن المسيح فيه صار سماءً تحدث بمجد الله ويوم إلى يوم. وليل إلى ليل أي دائمًا يظهر الله ينابيع محبته تجاه كنيسته ويعطيها علمًا ومعرفة فينطقون شهادة لله سواء بكلماتهم أو بحياتهم التي قدسها الله وحولهم أنوارًا للعالم. وهو كان الجبار الذي يسابق في الطريق الي ان يتمم خطته كالجبار المسرع فرحًا. إنه يهب المؤمن به فرحه الأبدي، بينما يظهر كجبار أمام الشرير الذي لا يقدر أن يلتقي معه أو يرى مخافيه. أما المؤمنون الذين يتحدون مع العريس فيشاركونه سماته: تصير حياتهم عذبة جدًا ومفرحة وفي نفس الوقت ينالون قوة وسلطانًا للغلبة على الأعداء حتى الموت نفسه. في عبادتنا ننعم بعريسنا المرتبك جدًا بحياتنا الداخلية، إذ نتحد نحن معه؛ وفي ذات الوقت نعبده بمخافة. 

19: 6 من اقصى السماوات خروجها و مدارها الى اقاصيها و لا شيء يختفي من حرها 

وهنا يوضح علميا ان الشمس لها مدار ولا تخرج عنه والارض لها مدار حول الشمس ولا تخرج عنه 

والمعني الروحي النبوي ان المسيح هو خروجه من اقصي السموات وهو الذي رغم اخذه لخيمة الا انه لا يختفي شيئ من امامه 

 

فما هو في الاعداد يحمل فكر اسطوري بابلي ؟ 

وهل تنبأ البابليين عن المسيح شمس البر ؟ 

الحقيقه ان تعليقات اليسوعية لهذا السبب مرفوضه فهي نقدية راديكالية لا يقبله لا باحث صادق ولا مؤمن  

 

والمجد لله دائما