«  الرجوع   طباعة  »

كيف يقول الكتاب المقدس المراه انها هي الشر ؟ زكريا 5: 7-8

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

النص التوراتي – وللاسف – زاد من التحريض على امتهان المرأة واذلالها وتحقيرها وجعها رمزا للخطيئة والشر والنقائص ” وكانت إمرأة جالسة في وسط الايفة …… فقال ( هذه هي الشر ) فطرحها إلى وسط الإيفة وطرح ثقل الرصاص على فمها “ ( زكريا 5 عدد 7-8)
فإذا كان المتعالي الخالق ورسله البررة يصفون المرة ” هذه هي الشر” فماذا سيقول البشر بصالحهم وفاجرهم؟

 

الرد

 

المشككين يرفضون المعاني الرمزية فالكلام عنا ليس عن مراه حقيقية ولكن الكلام هنا عن مملكة اسرائيل وخطاياها فيشبه المملكة التي انتشر بها الشر مثل الموازين الغاشة بانها امراة ولماذا لان اسرائيل اعتبرها الرب زوجته التي انجب منها اولاد كثيرين هم شعبه فبضلالها وتحولها الي الشر اصبحت تنجب له اولاد اشرار وهم شعب اسرائيل والذي يؤكد ذلك انه في الجزء التالي تكلم عن المراتين التين ذهبتا الي السبي  

ونقراء الاعداد معا 

سفر حزقيال 5

في الاصحاحات السابقة كانت رؤي الرب مفرحه في خمس رؤي

ولكن في هذا الاصحاح يذكر رؤيتين تحذيريتين الاولي الدرج الطائر والثانية الايفة الخارجة 

فهو يتكلم باسلوب رمزي نبوي ولا يتكلم عن رجل او امراه في حد ذاتها او حتي طبيعة الرجل او طبيعة المراه ولكن فقط كلامه باسلوب رمزي فقط. فمن يستغل اي عدد هنا ويدعي انه اهانة للنساء واتهامهن بانهن شر هو اصلا لم يفهم ما هو اسلوب الكاتب ومحتوي كلامه 

5: 5 ثم خرج الملاك الذي كلمني و قال لي ارفع عينيك و انظر ما هذا الخارج 

5: 6 فقلت ما هو فقال هذه هي الايفة الخارجة و قال هذه عينهم في كل الارض

الرؤيا هنا عن الايفة والايفة هي وحدة وزن في الفكر اليهودي والعمر هو عشر الايفة فهو وزن ثقيل وهي تقريبا 22.991 لتر . والايفه يقصد بها شيئين الاول قد يكون ثقل خطاياهم كما قال 

إنجيل متى 23: 32

 

فَامْلأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ.

والبعض قال انه يقد من خطاياهم الشريرة هو الموازين الغش

سفر الأمثال 11: 1

 

مَوَازِينُ غِشٍّ مَكْرَهَةُ الرَّبِّ، وَالْوَزْنُ الصَّحِيحُ رِضَاهُ.

 

ويقول الرب هذه عينهم في كل الارض اي انه صاروا مثل هذه الايفة المغشوشة و الرب يلاحظ شرورهم ويتابعهم ويعرف ما يعملونه حتي تكتمل خطاياهم. 

وعن المستوي الروحي العدد يمثل نبوة عن غش الايفه وهو اليهود يغشون في تفسير كتابهم المقدس الذي يشهد للمسيح، لأنهم لا يريدوا أن يعترفوا بالمسيح حتى الآن. فتجارتهم الروحية مغشوشة مثل تجارتهم المادية. إذن هذه النبوة تتكلم عن رفض اليهود للمسيح مع أنه هو الذي تنبأ عنه كتابهم، وهذا سيؤدي إلى خراب أمتهم وتشتتهم عندما يكملون مكيال إثمهم بصلب المسيح واضطهاد شعبه وإنجيله. 

 والذي يهم هنا ان المعني من بدايته رؤيا رمزية عن الخطية وليس عن ايفة اي وزن حقيقي  

5: 7 و اذا بوزنة رصاص رفعت و كانت امراة جالسة في وسط الايفة

الوزنة توازي 3000 شيكل وهذه الوزنه رفعت قد يقصد بها خطية عظيمة او عقاب خطايا المهم انه يعبر عن شيئ ثقيل لن يتحمله شعب اسرائيل ووزنة الرصاص ثقيلة وهكذا الخطية على الخاطئ تشبه ثقل الرصاص الذي يجعل الخاطئ ملتصقًا بالأرضيات غير قادر على التحليق في السماويات وهذا الثقل يشير لأحكام الله الثقيلة بسبب الخطايا، وأحكام الله تتمثل في آلام وضيقات شديدة هنا على الأرض، وعذاب في الجحيم، وهذا الثقل من الرصاص يهبط بالخاطئ إلى أسفل

سفر الأمثال 7: 26

 

لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ.

 وامراة جالسة في وسط الايفة هو تشبيه لشعب اسرائيل الخاطي الذي دائما يشبههم بزوجه زانية او بامراة خاطية. وبخاصه ان الخاطية تعتمد علي الخداع ويقول عنها انها في وسط الايفه فهي في مركز الخطايا وتملا الايفة من الشرور

فالكلام ليس عن امراة في ذاته ولا الطبيعة النسائية اصلا ولكن الكلام عن تمثيل شعب اسرائيل بأمراة شريرة    

5: 8 فقال هذه هي الشر فطرحها الى وسط الايفة و طرح ثقل الرصاص على فمها

اولا كلمة الشر هنا هي 

H7564

רשׁעה

rishâh

rish-aw'

Feminine of H7562wrong (especially moral): - fault, wickedly (-ness).

جائت من خطأ وتعبر عن شيئ خطأ وشر 

ويقصد بها ان المملكة يصدر منها الشر وتنتج اولاد اشرار لان الخطية تلد خطية فهو فقط رمز للشعب كله بخطاياه الكثيرة 

فطرحها فالرب يقصد انه بدا يضع حدود للشر ويقيد الخطاة وهذا اشاره للحصار وانهم سيطرحون ويقيدون

وطرح ثقل الرصاص علي فمها لان السلة كان لها غطاء وهنا يشبه الغطاء بانه من رصاص فهو ثقيل جدا فهو يقول انه طرح الغطاء الذي من رصاص علي فم الايفة وهذا قيدهم تماما لانه جعل المراه الشريرة في داخل الايفة مقفول عليها وهو رمز عن اسرائيل عندما يحيطها حصار يغلق عليها . 

وهذا ايضا يكون بالنبوة اشاره الي ما حدث لليهود سنة 70 م عقابا لهم علي شرورهم الكثيره فتم حصارهم بواسطة تيطس الروماني حتي اخرب المدينة تماما  

فالامر هو اسلوب رمزي عن الخطية ومملكة شريرة ولا يتكلم ان طبيعة النساء شريرة 

ولكن علي العكس الكتاب المقدس شبه المراه بالحكمة الجميله فقال 

سفر الحكمة 8

2 لقد احببتها والتمستها منذ صبائي وابتغيت ان اتخذها لي عروسا وصرت لجمالها عاشقا
3 فان في نسبها مجدا لانها تحيا عند الله ورب الجميع قد احبها

وايضا وصف ان الفاضله اغلي من اللالي تشبيها لها بالحكمة 

سفر الأمثال 31: 10

 

اِمْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ مَنْ يَجِدُهَا؟ لأَنَّ ثَمَنَهَا يَفُوقُ اللآلِئَ.

 

سفر الأمثال 8: 11

 

لأَنَّ الْحِكْمَةَ خَيْرٌ مِنَ الَّلآلِئِ، وَكُلُّ الْجَوَاهِرِ لاَ تُسَاوِيهَا.

 

سفر الامثال 3

13 طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَجِدُ الْحِكْمَةَ، وَلِلرَّجُلِ الَّذِي يَنَالُ الْفَهْمَ،
14 لأَنَّ تِجَارَتَهَا خَيْرٌ مِنْ تِجَارَةِ الْفِضَّةِ، وَرِبْحَهَا خَيْرٌ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ.
15 هِيَ أَثْمَنُ مِنَ الَّلآلِئِ، وَكُلُّ جَوَاهِرِكَ لاَ تُسَاوِيهَا.

فالحقيقه تشبية المملكة الشريرة بامراة خاطئة ليس فيها اي اهانة للطبيعة النسائية 

وايضا الرب شببه الشر برجال اشرار

سفر المزامير 5: 9

 

لأَنَّهُ لَيْسَ فِي أَفْوَاهِهِمْ صِدْقٌ. جَوْفُهُمْ هُوَّةٌحَلْقُهُمْ قَبْرٌ مَفْتُوحٌأَلْسِنَتُهُمْ صَقَلُوهَا.


 
سفر إرميا 5: 16

 

جُعْبَتُهُمْ كَقَبْرٍ مَفْتُوحٍكُلُّهُمْ جَبَابِرَةٌ.

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 3: 13

 

حَنْجَرَتُهُمْ قَبْرٌ مَفْتُوحٌ. بِأَلْسِنَتِهِمْ قَدْ مَكَرُوا. سِمُّ الأَصْلاَلِ تَحْتَ شِفَاهِهِمْ.

 

فالامر لا يوجد به اي اهانة للمراة ولكة فقط كلام رمزي عن مملكة اسرائيل 

 

واخيرا المعني الروحي 

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

رأى النبي: "وإذا بوزنة رصاص رُفعت وكانت امرأة جالسة في وسط الإيفة فقال هذه هي الشر، فطرحها وطرح ثقل الرصاص على فمها" [7-8]

تشبه الخطية بالرصاص الذي يثقل النفس لينزل بها إلى أعماق الهاوية، وكما جاء في تسبحة موسى النبي: "غاصوا كالرصاص في مياه غامرة" (خر 15: 10). يقول العلامة أوريجانوس: [قيل عن الأشرار أنهم غاصوا في مياه غامرة... أما القديسون فلا يغوصون بل يمشون على المياه... إذ ليس فيهم ثقل خطية ليغوصوا[36]]. ويقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [يرحل كل واحد حسب وضعه، فيسير الواحد خفيفًا والآخر يغطس في المياه. فالفضيلة شيء خفيف يطفو والذين يعيشونها يطيرون كالسحاب والحمام كقول أشعياء (9: 8)... أما الخطية فثقيلة تجلس على الإنسان كالرصاص[37]]. ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [ليس شيء يهبها أجنحة ويرفعها مثل التمتع بالبر والفضيلة[38]].

رأى النبي الوزنة الرصاصية قد رُفعت، أي فُضحت الخطية أمام الجميع، فظهر الشر كامرأة جالسة وسط الإيفة الخارجة.

يُعلق القديس ديديموس الضرير على تشبيه الشر كما الفضيلة بامرأة، قائلًا: [ليس غريبًا أن يدعو الكتاب المقدس السلوك الشرير والفكر الفساد والقوة الغاشمة التي تولدها اسم "امرأة" كما يدعو الشر هنا امرأة كذلك في سفر الأمثال يسمي الجنون امرأة. هذا هو النص، فالحكيم يُعلم تلميذه، قائلًا: "يا ابني أصغ إلى حكمتي، أمل أُذنك إلى فهمي، لحفظ التدابير ولتحفظ شفتاك معرفة، لأن شفتي المرأة الأجنبية تقطران عسلًا وحنكها أنعم من الزيت لكن عاقبتها مرة كالأفسنيتن حادة كسيف ذي حدين، قدماها تنحدران إلى الموت، خطواتها تتمسك بالهاوية" (أم 5: 1-5). وفي نفس سفر الأمثال تشبه النجاسة بامرأة (7: 7-27)... وكما تشبه الرذائل بامرأة هكذا أيضًا الفضائل، فيقول الحكيم عن الحكمة: "أحببت جمالها وأخذتها لتعيش معي" (حك 8: 2)[39]].

نعود إلى الرؤيا لنجد ثقل الرصاص قد طُرح في فم المرأة، وكأن الخطية غالبًا ما تتركز في الفم، فيحمل الإنسان لسانًا ثقيلًا على النفس، يُحطم به نفسه ويهين الآخرين، على خلاف الصديق الذي قيل عنه: "لسان الصديق فضة مختارة" (أم 10: 2). كأن الشرير يحمل في فمه لسانًا من رصاص يُخرج الشرور، أما الصديق فيحمل لسانًا من فضة نقية ينطق بكلمة الله المصفاة كالفضة سبع مرات (مز 12: 6). 

 

والمجد لله دائما