«  الرجوع   طباعة  »

الرد علي كيف يامر داود بتقطيع ايدي وارجل ركاب وبعنة ؟ 2 صموئيل 4: 12

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يعترض البعض علي الحدود الاسلامية وها داود يقطع ايدي وارجل ويمثل بجثث رجلين ويعرض جثثهما للمارة فهل هذا مقبول ؟

(2صمو 4: 12)  وأمر داود الغلمان فقتلوهما وقطّعوا أيديهما وأرجلهما وعلّقوهما.

ألا كان يكفي القتل فقط ؟ لماذا التمثيل بالجثث ؟

 

الرد

 

اولا ما فعله داود هنا ليس امر من الله ولكن هو نفز القانون الاسرائيل العين بالعين والسن بالسن والقاتل يقتل وساوضح ان الرب عاتب داود فيما بعد علي بعض المواقف ومنها هذا الموقف. 

الامر الثاني غير واضح من العدد ان داود امر بقتلهم فقط وغلمانه فعلوا ام التقطيع من انفسهم امر بقتلهم ثم تقطيعهم . الامر الثالث هو لم يقطع ايديهم وارجلهم وسمر اعينهم وهم احياء مثلما فعل رسول الاسلام بقسوة ولكنه امر بقتلهم اولا اي موت سريع ليس فيه عذاب.

الامر الثالث ان هذا تم في العهد القديم وليس في عصر النعمه بمجيئ المسيح والفرق ان كان عقاب الخطية اقوي في الماضي لمنع انتشارها قبل ان ياتي المسيح ويدفع ثمن كل الخطايا. 

 

وبعد هذه المقدمة الصغيره نفهم معا الاحداث التارخية 

في هذا الزمان كان داود يحترم جدا مسيح الرب فهو لا يستطيع ان يمد يده علي رجل الرب مسحه ملكا 

سفر صموئيل الأول 24: 6

 

فَقَالَ لِرِجَالِهِ: «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أَعْمَلَ هذَا الأَمْرَ بِسَيِّدِي، بِمَسِيحِ الرَّبِّ، فَأَمُدَّ يَدِي إِلَيْهِ، لأَنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ».

سفر صموئيل الأول 26: 9

 

فَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيشَايَ: «لاَ تُهْلِكْهُ، فَمَنِ الَّذِي يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى مَسِيحِ الرَّبِّ وَيَتَبَرَّأُ؟»

رغم ان شاول كان يطارد داود في كل مكان لكي يقتله ولكن داود كان يرفض ان يمد يده علي من مسح من قبل الرب ملكا.

ولهذا داود عاقب من قتل شاول 

سفر صموئيل الثاني 1

14 فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «كَيْفَ لَمْ تَخَفْ أَنْ تَمُدَّ يَدَكَ لِتُهْلِكَ مَسِيحَ الرَّبِّ؟».
15 ثُمَّ دَعَا دَاوُدُ وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَقَالَ: «تَقَدَّمْ. أَوْقِعْ بِهِ». فَضَرَبَهُ فَمَاتَ.

16 فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «دَمُكَ عَلَى رَأْسِكَ لأَنَّ فَمَكَ شَهِدَ عَلَيْكَ قَائِلاً: أَنَا قَتَلْتُ مَسِيحَ الرَّبِّ».

ثم استمرت حرب بين ابن شاول ايشبوشث مع قائد جيشه ابنير وبين داود وكان الرب يعطي النصره لداود ولكنه رفض ان يقتل ابنير ولا اشبوشث. وخان ابنير اشبوشث ولكنه مات. 

وبعد موت ابنير ارتخت يد ايشبوشث وارتاع وهنا حدثت الخيانة

سفر صموئيل الثاني 4

4: 1 و لما سمع ابن شاول ان ابنير قد مات في حبرون ارتخت يداه و ارتاع جميع اسرائيل 

4: 2 و كان لابن شاول رجلان رئيسا غزاة اسم الواحد بعنة و اسم الاخر ركاب ابنا رمون البئيروتي من بني بنيامين لان بئيروت حسبت لبنيامين 

4: 3 و هرب البئيروتيون الى جتايم و تغربوا هناك الى هذا اليوم 

4: 4 و كان ليوناثان بن شاول ابن مضروب الرجلين كان ابن خمس سنين عند مجيء خبر شاول و يوناثان من يزرعيل فحملته مربيته و هربت و لما كانت مسرعة لتهرب وقع و صار اعرج و اسمه مفيبوشث 

4: 5 و سار ابنا رمون البئيروتي ركاب و بعنة و دخلا عند حر النهار الى بيت ايشبوشث و هو نائم نومة الظهيرة 

4: 6 فدخلا الى وسط البيت لياخذا حنطة و ضرباه في بطنه ثم افلت ركاب و بعنة اخوه 

4: 7 فعند دخولهما البيت كان هو مضطجعا على سريره في مخدع نومه فضرباه و قتلاه و قطعا راسه و اخذا راسه و سارا في طريق العربة الليل كله 

4: 8 و اتيا براس ايشبوشث الى داود الى حبرون و قالا للملك هوذا راس ايشبوشث بن شاول عدوك الذي كان يطلب نفسك و قد اعطى الرب لسيدي الملك انتقاما في هذا اليوم من شاول و من نسله

فهم اولا خانوا ملكهم 

وثانيا قتلوا رجل بريئ ليس في حرب ولكن في حالة نوم فهو اغتيال. 

وثالثا كذبوا علي الرب وادعوا ان هذا انتصارا من عند الرب لداود ولكن الانتصار من عند الرب لا ياتي بهذه الطريقة  

4: 9 فاجاب داود ركاب و بعنة اخاه ابني رمون البئيروتي و قال لهما حي هو الرب الذي فدى نفسي من كل ضيق

أراد داود أن يؤكد لهما أن الله هو الذي حماه من شاول ومن غيره وأنه ليس في حاجة لمعونة أشرار مثلهما ولا حاجه له لاسلوب الخيانة والاغتيال هذا.  

4: 10 ان الذي اخبرني قائلا هوذا قد مات شاول و كان في عيني نفسه كمبشر قبضت عليه و قتلته في صقلغ ذلك اعطيته بشارة

 داود يؤكد لهما أنه لم يقبل أن يكافئ من ظن أنه يبشر داود بقتل شاول بل عاقبه. ويقول ان من بشره بموت شاول وانه قتله و كان في عينى نفسه كمبشر بخبر تصوّر أنه يفرح داود. ذلك أعطيته بشارة أي كانت عقوبته نتيجة بشارته واعترافه بانه قتل شاول.

4: 11 فكم بالحري اذا كان رجلان باغيان يقتلان رجلا صديقا في بيته على سريره فالان اما اطلب دمه من ايديكما و انزعكما من الارض

فكم بالحري اي انهما اكثر شرا من هذا الرجل وخطيتهما اعظم وتعددت لانهما باغيان وليس في حالة حرب وقتلا رجلًا صديقًا أي لم يصنع بكما شرًا بل إستأمنكما على بيته فخنتماه. 

فهو يقول انه يطلب دمهما حسب الناموس الذي يقول سافك دم الانسان بالانسان يسفك دمه 

سفر التكوين 9: 6

 

سَافِكُ دَمِ الإِنْسَانِ بِالإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُهُ. لأَنَّ اللهَ عَلَى صُورَتِهِ عَمِلَ الإِنْسَانَ.

 

وايضا القاتل يقتل 

سفر العدد 35: 16

 

«إِنْ ضَرَبَهُ بِأَدَاةِ حَدِيدٍ فَمَاتَ، فَهُوَ قَاتِلٌ. إِنَّ الْقَاتِلَ يُقْتَلُ.

 

سفر العدد 35: 31

 

وَلاَ تَأْخُذُوا فِدْيَةً عَنْ نَفْسِ الْقَاتِلِ الْمُذْنِبِ لِلْمَوْتِ، بَلْ إِنَّهُ يُقْتَلُ.

فهو كملك لابد ان ينزع الشر الذي فعلا بقتلهما رجل بريئ وايضا خيانتهما وايضا كذبهما علي الرب

 4: 12 و امر داود الغلمان فقتلوهما و قطعوا ايديهما و ارجلهما و علقوهما على البركة في حبرون و اما راس ايشبوشث فاخذوه و دفنوه في قبر ابنير في حبرون 

فامر داود للغلمان بقتل الرجلين هو امر صحيح ولا يوجد فيه اي خطا بل وفيه تاكيد للخائنين الشريرين أنه ليس في حاجة إلى عون الأشرار مثلهما بل هو متكل على الله الذي فدى نفسه . إنه لم يستحسن قتل شاول ولا أبنير فكيف يقبل قتل رجل على سرير فراشه وهذا فيه تحقيق الناموس وايضا يرضي البنياميين وأتباعهم، إذ يرون أن داود لا يحمل عداوة تجاه بيت شاول بل محبة وإخلاصًا.  

اما عن تقطيع الايدي والارجل بعد موتهم فهذا لم يقل العدد ان داود امر به ولكن هو قد يكون بموافقة داود او بدون فلا اعرف لانه غير واضح.

ولكن تقطيع اليد لانهم الايدي الذين قتلوا بهم ايشبوشث وتقطيع القدم لانهما ساروا بهم مسافة وهم حاملين راس . وتعليقهم هذا كان عقوبه كما يقول 

سفر التثنية 21

21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة 

21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا 

 فقد يكون علقوا فقط الايدي والارجل او علقوا جسدهم يوم واحد وانزلوهم قبل المساء 

المهم في هذا الامر ان الغلمان سواء بامر داود او بدون امره فعلوا بالقتله ما يستوجبوا وليظهر داود ان لا يقبل الاغتيال علي الاطلاق بل العدد يظهر ان من يقتل ويغتال طمعا في مكافئة هذا يكون له اشر فالعدد شرح لنا بطريقة غير مباشرة عقوبة القتل والخيانة انها قاسية جدا. 

وكما ذكرت في بداية الامر ان الرب لم يقبل كل هذه الدماء من داود حتي ولو كان ينفذ الشريعة 

سفر أخبار الأيام الأول 22: 8

 

فَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: قَدْ سَفَكْتَ دَمًا كَثِيرًا وَعَمِلْتَ حُرُوبًا عَظِيمَةً، فَلاَ تَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي لأَنَّكَ سَفَكْتَ دِمَاءً كَثِيرَةً عَلَى الأَرْضِ أَمَامِي.

 

سفر أخبار الأيام الأول 28: 3

 

وَلكِنَّ اللهَ قَالَ لِي: لاَ تَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي لأَنَّكَ أَنْتَ رَجُلُ حُرُوبٍ وَقَدْ سَفَكْتَ دَمًا.

فالرب لم يقبل كل هذه الدماء. ولكن داود كان ينفذ هذا بمستلذمات وظيفته كملك يجب ان يعاقب القاتل 

وامر اخير ما جاء هنا ليس وصية ولكن اسلوب روائي 

مبادئ الاسلوب الروائي

1 لا يعلم عقيده ولكن يطبق ( قاين قتله اخيه لا يوجد فيها وصيه ولكن وصية القتل في جزء اخر لا تقتل )

2 يسجل الحدث ولكن لا يسجل ما كان يجب ان يحدث ( قاين قتل اخيه ليس ما كان يجب ولكن ما حدث ) 

3 تسجيل الحدث ليس معناه ان ننفزه 

4 توضيح ان الكل بعيدين عن الكمال ( وليس اجابه للاسئله اللاهوتيه )

5 يعلم مباشره ( اكسبريسيف ) واحيانا غير مباشر ( امبلسيف )

6 ما لم يزكر لا يجب ان نخمن فيه 

7 كل الاحداث تركز علي نقطه خاصه وتحتاج بر الله والمركز هو الله 

الاسلوب الروائي لايعلم عقيده ولكن يوضح تطبيق عقيده 

المشكله هو تحويل الاسلوب الروائي لنصي لان الاسلوب الروائي لايعلم مباشره ولكن يترك الي ضمير الانسان ان يتعلم من الحادثه بعد ان قدم له الوصيه في البدايه التي يستخدمها للحكم 

فكما قلت القصه توضح عقاب الخيانة ولكن لا توصي بهذا النوع من العقاب  

 

والمجد لله دائما