كيف يقبل الرب ان ياخذ رجال بنيامين نساء بالاختطاف ؟ سفر القضاة 21

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

الرب يامر بالقتل وسرقة النساء واغتصابهن 

(قضاة 21: 10)  فاتّفق بنو إسرائيل في عهد بنيامين بعدما قدّموا قرابين إلى الله أن: اذهبوا إلى سكّان يابيش جلعاد واضربوا بحدّ السّيف. النّساء والأطفال تحرمون (أي تقتلون) كلّ ذكر وامرأة عرفت اضطجاع ذكر. فوجدوا من سكان يابيش جلعاد أربع مائة فتاة عذارى لم يعرفن رجلاً بالاضطجاع مع ذكر. فرجع بنيامين في ذلك الوقت فأعطوهم النّساء اللّواتي استحيوهن من نساء يابيش جلعاد.

(قضاة 21: 20) ثمّ أوصوا بنيامين قائلين: امضوا واكمنوا في الكروم وانظروا: فإذا خرجت بنات شيلوه ليدرن في الرّقص فاخرجوا أنتم من الكروم واخطفوا لأنفسكم كلّ واحد امرأته من بنات شيلوه. ففعل هكذا بنو بنيامين. واتّخذوا نساء حسب عددهم من الرّاقصات اللّواتي اختطفوهنّ.

الرد

 

الحقيقه الرب لم يامر باي من هذا بل هي خطايا مركبة بدات بخطية شريرة فعلها سبط بنيامين ونتج عنها خطية ان بقية الاسباط حاربت بدون موافقة الرب واستشارته اولا وانتهي الامر بمعالجة الموقف السيئ بخطية اخري وهو خطف النساء. فهي خطية قادة لاخري والرب لم يقبل هذا كله. 

بل وضح السفر ان كل التصرفات هي تصرفات بشرية خطأ لان كل واحد كان يصنع ما يحسن في عينه وفي هذه القصه الرب عاقب الكثيرين جدا وسمع بموت عشرات الالاف عقاب علي خطاياهم.

فاصلا المشكك لم يفهم كل هذا وادعي ان هذا وصايا الرب. 

والقصه باختصار بدات في قضاة 19 الذي كشف انتشار خطية كبيره شريرة في سبط بنيامين وانتشار الفساد في اغلب هذا السبط واصبحوا بني بليعال يفعلون الشر. وحدثت قصة اللاوي المتغرب الذي ذهب ليحضر سريته وهي زوجه له فالسرية زوجة شرعية وعاد بها واراد ان يقضي ليلته في ارض جبعة سبط بنيامين . ولم يستضيفهم احد الا شيخ ولما فعل هذا إذ برجال بني بليعال يحيطون بالبيت قارعين الباب طالبين من الشيخ أن يُخرج الضيف. هنا تعبير "بني بليعال" يراد به البطالون والأشرار الذين لا يخافون الله. 

حاول الشيخ إقناعهم بالعدول عن ذلك باخراج ابنته العذراء والمرأة السرية للاوي يفعلون بهما ما يشاءون ولا يفعلون شرًا باللاوي فلم يقبلوا. هكذا يكشف عن استهانة الرجال بالنساء في ذلك الحين، واستخفافهم بخطية الزنا، فحسب إخراج ابنته وامرأة الضيف لهم ليفعلوا بهما الشر أكرم من أن يفعلوا شيئًا بالضيف. أمسك اللاوي بسريته وأخرجها إليهم إنقاذًا للموقف، فصنعوا معها الشر طوال الليل، فجاءت في الفجر وسقطت عند الباب ويداها على العتبة فاقدة الحياة. وكل هذه سلسلة من الخطايا تحزن قلب الله.

وبعد هذا قام اللاوي بعمل صعب جدا وهو تقطيع جسد سريته وارسل قطعة لكل سبط تعبيرا عن فظاعة فعلة رجال بنيامين مع زوجته فاجتمع كل الاسباط وجاؤا لمحاربة سبط بنيامين ولكن هم اخطؤا ايضا لانه سالوا الرب من يصعد للحرب وليس هل يقبل الرب هذه الحرب ام لا يقبلها فحرب بين الاسباط ضد احد الاسباط هذا امر يحزن الرب ايضا 

وحدثت المعارك التي انتهت بقتل خمسه وعشرين الف رجل من بنيامين من رجال الحرب 

ثم فعل بقية الاسباط امر اصعب من ذلك بدون رضا الرب وهو انهم ذهبوا الي مدن سبط بنيامين وقتلوا كل من فيها واحرقوا المدن بالنار وهذا امر لم يستشيروا فيه الرب ولم يصلوا لاجله وهو امر شرير جدا وهذه خطية تضاف الي سلاسل الخطايا التي عملوها.

وفعلوا خطأ اخر انهم حلفوا بدون استشاره الرب في ان لا يعطي رجل اسرائيلي بانته لبنياميني وبسبب هذا الحلف المتسرع وقعوا في مشكله اخري .

ثم بعد ان فعلوا هذا ولانه ليس بامر الرب رجعوا فندموا بشده لانه فني سبط كامل من اسرائيل وبكوا امام الرب ولكنهم للاسف بنوا مذبح غريب ولم يسالوا الرب ماذا يفعلوا بل قرروا بانفسهم واخطؤا مره اخري وهذا ما فعلوه في موضوع خطف النساء  

وسياق الكلام 

سفر القضاه 21

21: 1 و رجال اسرائيل حلفوا في المصفاة قائلين لا يسلم احد منا ابنته لبنيامين امراة

الحلف هنا هو خطأ وفي المصفاه اي انهم اتفقوا بينهم علي هذا القسم الخطأ 

21: 2 و جاء الشعب الى بيت ايل و اقاموا هناك الى المساء امام الله و رفعوا صوتهم و بكوا بكاء عظيما 

21: 3 و قالوا لماذا يا رب اله اسرائيل حدثت هذه في اسرائيل حتى يفقد اليوم من اسرائيل سبط

فقد قتل اكثر من 26000 بنياميني من رجال الحرب وايضا حرقوا المدن وايضا هلك من اسرائيل اكثر من 40000 وايضا هم حلفوا ان لا يزوجوا لبنياميني وهذا معناه اختفاء سبط بنيامين تماما وبدل من اثني عشر سبط سيصبحوا من هذا اليوم احدى عشر سبط 

21: 4 و في الغد بكر الشعب و بنوا هناك مذبحا و اصعدوا محرقات و ذبائح سلامة

والغريب انهم اصعدوا محرقات وذبائح سلامة ولكن لم يسالوا الرب كيف يحلوا المشكله التي سقطوا فيها  

21: 5 و قال بنو اسرائيل من هو الذي لم يصعد في المجمع من جميع اسباط اسرائيل الى الرب لانه صار الحلف العظيم على الذي لم يصعد الى الرب الى المصفاة قائلا يمات موتا

وايضا هذا حلف اخر خطأ فكيف يحلفوا ويقولوا الذي لن يصعد لمحاربة بنيامين يقتل قتلا  

21: 6 و ندم بنو اسرائيل على بنيامين اخيهم و قالوا قد انقطع اليوم سبط واحد من اسرائيل 

21: 7 ماذا نعمل للباقين منهم في امر النساء و قد حلفنا نحن بالرب ان لا نعطيهم من بناتنا نساء

فكما قلت خطأ يقودهم لخطية اكبر فهم ندموا علي ما فعلوا ولكنهم صححوا خطأهم بخطأ اكبر 

فهم يتسائلون ماذا يفعلون للستمائة رجل البنياميني الباقيين بدون نساء لاقامة نسل لاستحياء السبط. 

21: 8 و قالوا اي سبط من اسباط اسرائيل لم يصعد الى الرب الى المصفاة و هوذا لم يات الى المحلة رجل من يابيش جلعاد الى المجمع 

21: 9 فعد الشعب فلم يكن هناك رجل من سكان يابيش جلعاد 

21: 10 فارسلت الجماعة الى هناك اثني عشر الف رجل من بني الباس و اوصوهم قائلين اذهبوا و اضربوا سكان يابيش جلعاد بحد السيف مع النساء و الاطفال

 هم حذروا كل مدينة لا تشترك في قتال بنيامين. ولكن هذه وحشية أن يقتلوا الرجال مع النساء مع الأطفال ماعدا الفتيات العذارى فكما قلت هم اضافوا لاخطاؤهم خطايا اكثر بشاعة.

21: 11 و هذا ما تعملونه تحرمون كل ذكر و كل امراة عرفت اضطجاع ذكر 

21: 12 فوجدوا من سكان يابيش جلعاد اربع مئة فتاة عذارى لم يعرفن رجلا بالاضطجاع مع ذكر و جاءوا بهن الى المحلة الى شيلوه التي في ارض كنعان

عرفوا الفتيات العذارا بعدة طرق 

اولا عن طريق العمر 

وايضا عن طريق الاستجواب لافراد الاسره لو سالت كل واحدة عن زوجها 

وثالثا عن طريق عقود الزواج التي يحتفظ بها في كل سبط

 وقيل في المدارش انها كانت تقف امام ذهب تاج رئيس الكهنة والتي يتحول وجهها الي اللون الشاحب فهي زانية والتي لا يحدث لها هذا فهي عذراء 

“Every female child you shall stand before the holy crown (the gold frontlet of the High Priest) and cross-examine her. And whoever has slept with a man, her face will pale; and whoever has not slept with a man, her face will blush like a fire, and you shall spare.”

 

وفقط فكر بيئي واعتذر ولكن ردا عن بعض الشبهات القبيحة التي يقولها المشككين المسلمين في هذه النقطة لتلويث الفكر فقط 

معروف ان اسلوب مشي الفتاه العذراء تختلف عن التي عرفت رجل وحتي الاثار التي تتركها علي الرمال مختلفة وهذا شيئ يعرفه جيدا مقتفي الاثار فهم يستطيعوا ان يحددوا العمر والوزن ورجل ام امراة وايضا سيدة متزوجه ام فتاه وايضا حتي لو رجل عنده اصابه ام سليم واعور ام لا وغيرها من الصفات كل هذا يعرفوه من خطوات الانسان علي الرمل او التراب الناعم. واعتذر مره اخري ولكن قيلت شبهات غير لائقه لن اعرضها واكتفي بهذا الرد السريع 

21: 13 و ارسلت الجماعة كلها و كلمت بني بنيامين الذين في صخرة رمون و استدعتهم الى الصلح

 وكما قلت هذا امر بشع بل ما يزيد من بشاعته انهم فعلوا ذلك حتي قبل ان يتصالحوا مع البنيامينيين اي انهم متسرعين جدا في خطاياهم 

21: 14 فرجع بنيامين في ذلك الوقت فاعطوهم النساء اللواتي استحيوهن من نساء يابيش جلعاد و لم يكفوهم هكذا 

21: 15 و ندم الشعب من اجل بنيامين لان الرب جعل شقا في اسباط اسرائيل 

21: 16 فقال شيوخ الجماعة ماذا نصنع بالباقين في امر النساء لانه قد انقطعت النساء من بنيامين 

21: 17 و قالوا ميراث نجاة لبنيامين و لا يمحى سبط من اسرائيل 

21: 18 و نحن لا نقدر ان نعطيهم نساء من بناتنا لان بني اسرائيل حلفوا قائلين ملعون من اعطى امراة لبنيامين 

21: 19 ثم قالوا هوذا عيد الرب في شيلوه من سنة الى سنة شمالي بيت ايل شرقي الطريق الصاعدة من بيت ايل الى شكيم و جنوبي لبونة 

21: 20 و اوصوا بني بنيامين قائلن امضوا و اكمنوا في الكروم 

21: 21 و انظروا فاذا خرجت بنات شيلوه ليدرن في الرقص فاخرجوا انتم من الكروم و اخطفوا لانفسكم كل واحد امراته من بنات شيلوه و اذهبوا الى ارض بنيامين

وخطية اخري تضاف اليهم وهي خطف بنات شيلوه . فكما قل كل هذه خطاية ارتكبوها لبعدهم عن الرب وعدم طلبتهم من الرب ان يحل الموقف.  

21: 22 فاذا جاء اباؤهن او اخوتهن لكي يشكوا الينا نقول لهم تراءفوا عليهم لاجلنا لاننا لم ناخذ لكل واحد امراته في الحرب لانكم انتم لم تعطوهم في الوقت حتى تكونوا قد اثمتم

هذا يدل علي انهم يعرفون ان ما اوصوا به هو خطأ وغير مقبول سواء بناموس الرب ولا حتي حسب العرف اليهودي فهو خطية يستحقوا عنها العقاب ولكن هم بشرهم سمحوا بها ان تتم مره واحده 

21: 23 ففعل هكذا بنو بنيامين و اتخذوا نساء حسب عددهم من الراقصات اللواتي اختطفوهن و ذهبوا و رجعوا الى ملكهم و بنوا المدن و سكنوا بها 

21: 24 فسار من هناك بنو اسرائيل في ذلك الوقت كل واحد الى سبطه و عشيرته و خرجوا من هناك كل واحد الى ملكه

فكما وضحت هي سلسلة من الخطايا فعلها الاسباط وشيئ غير مقبول وبسبب بعض هذه الخطايا مات اكثر من 65000 اسرائيلي من رجال الحرب في هذا الموقف بالاضافه الي القري اليهودية التي دمرت. والكتاب يوضح انهم كانوا يفعلوا خطايا بتعبير 

21: 25 في تلك الايام لم يكن ملك في اسرائيل كل واحد عمل ما حسن في عينيه 

بهذه العبارة يُختمْ السفر. وكأن غاية السفر أن يشرح أن سبب كل هذا الفساد أنه لا يوجد ملك وبخاصه ملك الله علي قلوبهم فيبدا صموئيل في سفره التالي وهو سفر صموئيل الاول يشرح انهم رفضوا الله ان يملك عليهم. وقلب الإنسان يميل للإباحية وللحرية الخاطئة وليعمل حسب هواه بلا ضابط ولكن من يملك المسيح على قلبه لا يفسد بل يعطيه المسيح الملك أن يفهم معنى الحرية الحقيقية.

وامر اخير ما جاء هنا ليس وصية ولكن اسلوب روائي 

مبادئ الاسلوب الروائي

1 لا يعلم عقيده ولكن يطبق ( قاين قتله اخيه لا يوجد فيها وصيه ولكن وصية القتل في جزء اخر لا تقتل )

2 يسجل الحدث ولكن لا يسجل ما كان يجب ان يحدث ( قاين قتل اخيه ليس ما كان يجب ولكن ما حدث ) 

3 تسجيل الحدث ليس معناه ان ننفزه 

4 توضيح ان الكل بعيدين عن الكمال ( وليس اجابه للاسئله اللاهوتيه )

5 يعلم مباشره ( اكسبريسيف ) واحيانا غير مباشر ( امبلسيف )

6 ما لم يزكر لا يجب ان نخمن فيه 

7 كل الاحداث تركز علي نقطه خاصه وتحتاج بر الله والمركز هو الله 

الاسلوب الروائي لايعلم عقيده ولكن يوضح تطبيق عقيده 

المشكله هو تحويل الاسلوب الروائي لنصي لان الاسلوب الروائي لايعلم مباشره ولكن يترك الي ضمير الانسان ان يتعلم من الحادثه بعد ان قدم له الوصيه في البدايه التي يستخدمها للحكم 

فكما قلت القصه توضح خطورة البعد عن الله وان السقوط في خطية بدون توبة قد تقود الي سلسلة من الخطايا وتنتهي بهلاك كثيرين.

 

والمجد لله دائما