«  الرجوع   طباعة  »

هل تعبير كذالك اعطي الابن ان تكون له حياة في ذاته تشهد علي انفصال اقنوم الابن وعدم مساواته للاب ؟ يوحنا 5: 22

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

البعض يستخدمها كدليل لوجود اكثر من اله لدى المسيحيين اى ينفون بها فكرة الوحدانيه فى ثلاثة اقانيم ويستغلون هذه الآيه بتفسيرها أن حياة الآب منفصلة عن حياة الإبن وهذ ا التفسير يظهر التعدد.

 

الرد

 

في الحقيقة هذا العدد يشهد علي وحدانية المسيح مع الاب وايضا يشهد علي مساواة الابن للاب 

ونلاحظ سياق الكلام يقول 

انجيل يوحنا 5

 

5: 17 فاجابهم يسوع ابي يعمل حتى الان و انا اعمل 

5: 18 فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون اكثر ان يقتلوه لانه لم ينقض السبت فقط بل قال ايضا ان الله ابوه معادلا نفسه بالله 

وهنا عادل نفسه بالله وهو قال انه واحد مع الاب وهذا اعلان واضح للاهوته لا يقدر ان ينكره احد ولهذا كان يطلب اليهود ان يقتلوه 

 

5: 19 فاجاب يسوع و قال لهم الحق الحق اقول لكم لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا الا ما ينظر الاب يعمل لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك 

5: 20 لان الاب يحب الابن و يريه جميع ما هو يعمله و سيريه اعمالا اعظم من هذه لتتعجبوا انتم 

5: 21 لانه كما ان الاب يقيم الاموات و يحيي كذلك الابن ايضا يحيي من يشاء

وهنا الرب يشرح فكر التمييز بين الاب والابن فالاب والابن واحد ولكن ايضا هم مميزين 

ومن التمييز الوظيفي الابن يحي من يشاء كما ان الاب يحيي من يشاء لانه اله واحد وهو معطي الحياه ومصدر حياه  

5: 22 لان الاب لا يدين احدا بل قد اعطى كل الدينونة للابن

وظيفة الدينونه هي لله فقط والمسيح هو الله الظاهر في الجسد

سفر التكوين 18: 25

 

حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ، أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ، فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟»

 

سفر صموئيل الأول 24: 15

 

فَيَكُونُ الرَّبُّ الدَّيَّانَ وَيَقْضِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَيَرَى وَيُحَاكِمُ مُحَاكَمَتِي، وَيُنْقِذُنِي مِنْ يَدِكَ».

 

سفر المزامير 50: 6

 

وَتُخْبِرُ السَّمَاوَاتُ بِعَدْلِهِ، لأَنَّ اللهَ هُوَ الدَّيَّانُ. سِلاَهْ.

 

فيكون الدينونه عمل يهوه نفسه ووظيفه اساسيه لا يتركها لانسان

 

فهل يكون الله الذي هو الاب تخلي عن وظيفه من اهم وظائف لاهوته وهو الديان العام وتخلي عن وظيفة الدينونه المرتبطه بها المجد لبشر او نصف اله فاصبح هذا البشر او نصف اله هو الديان وفقد الله الاب وظيفة الدينونه فاصبح لا يهم البشر حكم الله عليهم لانه ليس الديان بل الديان هو المسيح ؟

بالطبع لا ولكن الديان هو الله لان المسيح هو الله الظاهر في الجسد فالمسيح هو الديان 

ووظيفة الدينونة العامه تستلزم العدل المطلق فهل يكون هذا الانسان او نصف اله هو الذي يملك العدل المطلق والله الاب لا يحتاج الي العدل لانه لن يدين احد ؟ طبعا لا فالاب والابن اله واحد 

وايضا وظيفة الدينونه العامه تستلزم الرحمة المطلقه فيكون هذا الانسان او نصف اله هو الذي يملك الرحمه المطلقه والله الاب لا يحتاج لانه ليس ديان 

 

فمن يقول هذا يخطئ الي الله الا لو كان الاب والابن واحد وهذا ما قاله الانجيل 

إنجيل يوحنا 10: 30

 

أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».

 

إنجيل يوحنا 10: 38

 

وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».

 

إنجيل يوحنا 14: 10

 

أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ.

اذا الفهم الصحيح هو ان الابن يدين بالاب بدون انفصال ولا اختلاف مكانه

ولهذا تكلم الانجيل عن ان الله هو الديان حتي بعد اعطاء الاب الي الابن الدينونه فالاب ديان والابن ديان وهو ديان واحد لانه اله واحد 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 4: 8

 

وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا.

الرب هو الديان وهو الاب وهو الابن

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 23

 

وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ،

واستمر الله هو الديان رغم اعطاء الدينونه للابن لان الاب غير منفصل عن الابن 

رسالة يعقوب 5: 9

 

لاَ يَئِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ أَيُّهَا الإِخْوَةُ لِئَلاَّ تُدَانُوا. هُوَذَا الدَّيَّانُ وَاقِفٌ قُدَّامَ الْبَابِ.

وهنا يؤكد ان الابن ايضا هو الديان 

 

5: 23 لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب من لا يكرم الابن لا يكرم الاب الذي ارسله

والارساليه هنا كما ترسل الشمس شعاعها لان كرامه الاب من كرامة الابن لان الله واحد في الكرامة  

5: 24 الحق الحق اقول لكم ان من يسمع كلامي و يؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية و لا ياتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت الى الحياة 

5: 25 الحق الحق اقول لكم انه تاتي ساعة و هي الان حين يسمع الاموات صوت ابن الله و السامعون يحيون

وهنا يشرح الكتاب ان الابن هو واهب الحياه وهو كما قال 

 إنجيل يوحنا 11: 25

 

قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُمَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا،

وهذا لانه به قوة الحياه في ذاته لذلك قال 

5: 26 لانه كما ان الاب له حياة في ذاته كذلك اعطى الابن ايضا ان تكون له حياة في ذاته

لان الطبيعة الالهية واحد والحياة من خواص الطبيعه الالهية ومع وجود تمييز ( وليس انفصال ) في الذات الواحد  بين الاب والابن ولهذا الاب له حياة في ذاته ليهب بها حياة وايضا الابن له حياة في ذاته ليهب بها حياة لانه ايضا واهب الحياة 

وكلمة اعطي ديدومي من معانيها يعطي ويقدم ويلد ويسلم ويخصص 

فالابن هو من الاب وبالاب يعمل وهو كتخصيص الانسان زراعه لعمل معين أنني مثلاً خصصت ذراعي اليمنى لكذا.. والإبن مشبه فعلاً بذراع الله (أش9:51). بإختصار فالمعنى أن الآب له حياة في ذاته، ومولود منه إبن له نفس طبيعته، أي له حياة في ذاته. ولأن الآب يريد أن يعطي حياة للبشر يكون هذا عمل الإبن. فالإبن ينفذ إرادة الآب. وإرادة الآب والإبن واحدة لأنهما واحد. لكن الآب يريد والإبن ينفذ.

ولكن لماذا قالها المسيح هكذا ولم يقل "أنا لي الحياة في ذاتي أهبها لمن أشاء" لان المسيح يستعلن الآب فهو الإبن الذي في حضن أبيه الذي يخبرنا عن الآب ومحبته (يو18:1) و (يو27:16) فالابن اتى ليعطى حياة لنا ، وهذه ارادة الآب، الآب يريد والابن أتى لينفذ 

 هو يربط بينه وبين الآب حتى لا يشكوا فيه.

وايضا العدد لايقول الاب اعطي للابن حياة في ذاته ولكن الاب اعطي الابن ان تكون ( بصيغة المستمر ازليه ابديه ) له حياه في ذاته فالإبن فيه الحياة التي في الآب. الحياة الذاتية التي لا تموت. ولأن له الحياة في ذاته يستطيع أن يحيي من يسمع صوته. والآية تشير للتساوي التام والتطابق التام بين الآب والابن خصوصاً أن لفظ أيضاً يشير لهذا فكل ما هو للآب هو للإبن (يو10:17). ويقصد بالآية أن هناك تقسيم للعمل داخل الثالوث القدوس. فللإبن سلطان أن يعطي حياة للأموات. وقد رأينا توزيع الأعمال أيضاً في آية (22) فالدينونة هي للإبن. فالآب له حياة في ذاته والإبن له حياة في ذاته. ولكن كلمة أعطى تفيد التمايز بين الآب والإبن. وكما أن الآب لا يستمد وجوده من آخر كذلك الإبن لا يستمد وجوده من آخر. والإبن بإتحاده بالآب هو أيضاً واهب حياة بسلطانه المطلق الناتج عن هذا الإتحاد. ولكن بحكم أن المسيح كان تجسده في فكر الله منذ الأزل فإن الآب أعطى أن تكون للإبن الحياة في ذاته ليعطيها بكونه فادياً، ولكن بكونه إلهاً ذا جوهر واحد مع الآب فهو له الحياة في ذاته، هو نبعها ومعطيها.  

 

5: 27 و اعطاه سلطانا ان يدين ايضا لانه ابن الانسان 

5: 28 لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته 

5: 29 فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة و الذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة 

 

والمسيح ايضا اكد كثيرا انه واحد مع الاب في كل شيئ واركز علي الوحدانية في الوجود والحياة 

وحدة الكيان 

إنجيل يوحنا 10: 38

 

وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».

 

إنجيل يوحنا 14: 10

 

أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ.

 

إنجيل يوحنا 17: 21

 

لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي.

 

إنجيل يوحنا 10: 30

 

أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 9

 

فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا.

وحدة اعطاء الحياه

إنجيل يوحنا 14: 6

 

قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُلَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.

 

رسالة يوحنا الرسول الأولى 5: 20

 

وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّوَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.

 

 

واخيرا المعني الروحي واقوال الاباء التي تشهد لاصالة العدد 

من تفسير ابونا تادرس يعقوب 

"لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته،

كذلكأُعطى الابن أيضًا أن تكون له حياة في ذاته". [26]

يتحدث ربنا يسوع هنا بكونه المسيا الذي يخلص العالم ويهبه الحياة.

v     ُعطي" بسبب الوحدة معه. أُعطي لا لكي تؤخذ منه، بل لكي يتمجد في الابن. لقد أُعطى لا لكي يقوم الآب بحراستها، بل لكي تكون ملكًا للابن[629].

v     لا تظن أنها هبة مجانية للنعمة، إذ هي سرّ ميلاده. إذ لا يوجد أي اختلاف في الحياة بين الآب والابن، كيف يمكنك أن تظن أن الآب وحده له الخلود وليس للابن[630]؟

القديس أمبروسيوس

v     أنظر، أنت تقول وتعترف أن الآب يعطى الحياة للابن لكي تكون له الحياة في ذاته، وذلك كما أن الآب له الحياة في ذاته، فلا يكون الآب في حاجة والابن أيضًا ليس في حاجة. كما أن الآب هو الحياة هكذا الابن هو الحياة، وكلاهما يتحدان في حياة واحدة وليس حياتين، لماذا يُقال أن الآب يعطي الحياة للابن؟ ليس كما لو كان الابن بدون حياة ونال الحياة، لأنه لو كان الأمر هكذا لما كانت له الحياة في ذاته[631].

v     ماذا إذن قوله "أعطي الابن أن تكون له حياة في ذاته"؟ أقول باختصار أنه ولد الابن... كأنه يقول: "الآب الذي هو الحياة في ذاته قد ولد الابن الذي هو الحياة في ذاته. يمكن فهم كلمة "أعطي"dedit بمعنى "ولد"genuit[632].

v     ماذا يعني له الحياة في ذاته؟ لا يحتاج إلى الحياة من آخر، بل هو نفسه فيض من الحياة، منه ينال الغير - الذين يؤمنون به - الحياة... لقد أُعطي أن تكون له الحياة في ذاته، لمن أعطي؟ لكلمته، لذاك الذي هو "في البدء كان الكلمة، وكان الكلمة عند اللَّه"[633].

القديس أغسطينوس

v     ألا ترون أن هذا يعلن عن الشبه الكامل إلا في نقطة واحدة، هي أن الواحد هو أب والآخر هو ابن؟ فإن تعبير "أعطي" لمجرد إبراز هذا التمايز أما البقية كلها فمتساوية ومتشابهة تماما. واضح إن الابن يفعل كل شيء بسلطان وقوة مثل الآب، وأنه لا يستمد القوة من مصدر آخر، إذ له الحياة في ذاته مثلما للآب[634].

القديس يوحنا الذهبي الفم

 

والمجد لله دائما