«  الرجوع   طباعة  »

هل بولس الرسول يشهد بان الانجيل تم تحريفه باناجيل اخري ؟ غلاطية 1: 6-8

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

لاحظ وجود أناجيل أخرى وانتشار التأليف والتحريف فى الإنجيل عقب اختفاء عيسى مباشرة! وهو نفس الكلام الذى قاله لوقا فىإنجيله الإصحاح الأول. (6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 6-8

 

الرد

 

الحقيقة اتعجب من هؤلاء المشككين الذين يألفون شبهات لا اصل لها فبولس الرسول هنا لا يتكلم عن الاربع اناجيل ولكن يتكلم عن البشارة الشفوية للايمان بالرب يسوع المسيح التي لاسف قل من اهل غلاطية من ضعاف الايمان تركوها الي تعاليم اخري 

وللتاكيد اقسم الرد 

لغويا 

وسياق الكلام 

ثم المعني الروحي

 

لغويا 

معني كلمة انجيل 

ايفانجيليون

G2098

εὐαγγέλιον

euaggelion

yoo-ang-ghel'-ee-on

From the same as G2097; a good message, that is, the gospel: - gospel.

هي تعني رسالة جيدة ( بشري سارة ) انجيل 

وهي اتت من كلمة 

G2097

εὐαγγελίζω

euaggelizō

yoo-ang-ghel-id'-zo

From G2095 and G32; to announce good news (“evangelize”) especially the gospel: - declare, bring (declare, show) glad (good) tidings, preach (the gospel). 

ايفانجيليزو وتعني يعلن اخبار جيدة ويبشر ويعلن ويحضر اعلان مفرح ويبشر ( بانجيل )

وقاموس ثيور 

G2098

εὐαγγέλιον

euaggelion

Thayer Definition:

1) a reward for good tidings

2) good tidings

2a) the glad tidings of the kingdom of God soon to be set up, and subsequently also of Jesus the Messiah, the founder of this kingdom. After the death of Christ, the term comprises also the preaching of (concerning) Jesus Christ as having suffered death on the cross to procure eternal salvation for the men in the kingdom of God, but as restored to life and exalted to the right hand of God in heaven, thence to return in majesty to consummate the kingdom of God

2b) the glad tidings of salvation through Christ

2c) the proclamation of the grace of God manifest and pledged in Christ

2d) the gospel

2e) as the messianic rank of Jesus was proved by his words, his deeds, and his death, the narrative of the sayings, deeds, and death of Jesus Christ came to be called the gospel or glad tidings

Part of Speech: noun neuter

A Related Word by Thayer’s/Strong’s Number: from the same as G2097

Citing in TDNT: 2:721, 267

مكافئة لبشري جيدة , بشري جيدة ....

والكلمة استخدمت 77 مره منهم علي الاقل 74 مره بمعني البشارة الشفوية 

G2098

εὐαγγέλιον

euaggelion

Total KJV Occurrences: 77

gospel, 74

Mat_4:23Mat_9:35Mat_24:14Mat_26:13Mar_1:1Mar_1:14-15 (2), Mar_13:10Mar_14:9Mar_16:15Act_15:7Act_20:24Rom_1:1Rom_1:9Rom_10:16 (3), Rom_11:28Rom_15:16Rom_15:19Rom_15:29Rom_16:251Co_4:151Co_9:121Co_9:14 (2), 1Co_9:18 (2), 1Co_15:12Co_2:122Co_4:3-4 (2), 2Co_8:182Co_10:13-14 (2), 2Co_11:42Co_11:7Gal_1:6-7 (2), Gal_1:11Gal_2:2Gal_2:5Gal_2:7Gal_2:14Eph_1:13Eph_3:6Eph_6:15Eph_6:19Phi_1:5Phi_1:7Phi_1:12Phi_1:17Phi_1:27 (2), Phi_2:22Phi_4:3Phi_4:15Col_1:5Col_1:231Th_1:51Th_2:21Th_2:41Th_2:8-9 (2), 1Th_3:22Th_1:82Th_2:141Ti_1:112Ti_1:82Ti_1:102Ti_2:8Phm_1:131Pe_4:17Rev_14:6

gospel’s, 3

Mar_8:35Mar_10:291Co_9:23

 

فالكلمة بوضوح تعني بشارة الشفوية اولا وبولس الرسول يتكلم عن البشارة الشفوية قبل المكتوبة 

 

ثانيا سياق الكلام 

رسالة بولس الرسول الي أهل غلاطية 1

لفهم ماذا يقول بولس الرسول يجب ان نفهم سبب كتابة هذه الرسالة 

ورد لبولس الرسول أن كنائس غلاطية وقعت فريسة لبعض اليهود المتنصرين المتعصبين للناموس، وهؤلاء يبشرون ( انجيل ) بضرورة الختان والالتزام بالناموس بالنسبة للمسيحيين، وأنه لا خلاص بدون حفظ الناموس والختان وأسماهم بولس بالإخوة الكذبة، فهم إخوة لأنهم متنصرين، وهم كذبة لأنهم رفعوا موسى فوق المسيح، هم تنصروا ولكن بقى فيهم الفكر اليهودي. وهاجم هؤلاء الإخوة الكذبة بولس الرسول وتهجموا على رسوليته  وهذه الرسالة هي دفاع ضد بدعة التهود، وفيها يبشر بولس ( انجيله الشفوي ) أن التبرير يكون بالإيمان بدون الناموس الطقسي، فالنعمة تحل تمامًا محل أعمال الناموس. فيقول

1: 6 اني اتعجب انكم تنتقلون هكذا سريعا عن الذي دعاكم بنعمة المسيح الى انجيل اخر

تنتقلون: استخدمت هذه الكلمة في نقل المواريث. وكان هذا ممنوعًا في العهد القديم، فالله صاحب الأرض، وهو أعطاها لهم كأمانة، فليس من حقهم بيعها والمعنى الروحي أننا لنا نصيب في ميراث السماء وعلينا ألاّ نبيعه بشهوة أو لذة خاطئة فهذا ثمن رخيص. وتعنى أيضًا ألاّ نغيّر ما ورثناه من عقائد. أسلمها الله للكنيسة. عن الذي دعاكم: الذى دعاهم هو الله الآب نفسه، وبهذا فهم يتحولون عن الله نفسه (1كو9:1 + غل 16،15:1).

بنعمة المسيح: نعمة المسيح هي قوة، فكيف ارتد الذين دعاهم الله ولهم هذه النعمة؟! أولًا لأنهم استهانوا بما حصلوا عليه ولم يتمسكوا به وذلك تحت إغراء الحية في شخص الإخوة الكذبة، فتسرب سم الحية من أفواه الإخوة الكذبة إليهم. ولكن نجد المسيح لا يترك أولاده فهو بنعمته أرسل لهم بولس الرسول بهذه الرسالة. والمسيح بنعمته قادر أن يستعيد لهم نور الروح القدس المنطفئ في قلوبهم ليعيدهم إلى حظيرة النعمة. ومن يتمسك بالنعمة التي فيه ويقاوم صوت العدو لا تقدر قوة في الدنيا أن تزعزعه. 

إلى إنجيل آخر: أى بشارة أخرى أو تعليم آخر شفوي وهو تعاليم المتهودين الذي تقاومه الكنيسة وترفضه لانه بدعة مرفوضة.

فنفهم جيدا انه لا يتكلم عن الاناجيل المكتوبه ولن يجد المشكك اي مقولة لاي من الاباء قال انه يتكلم عن الاناجيل المكتوبة بل عن تعاليم شفوية 

وسياق الكلام ايضا يوضح 

1: 7 ليس هو اخر غير انه يوجد قوم يزعجونكم و يريدون ان يحولوا انجيل المسيح

ليس هو آخر: فهو يتكلم عن تعاليم الناموس الطقسية القديمة فهو ليس بشيئ جديد ولكنه رموز قديمة اكتملت في المسيح فهم انتقلوا من بشارة النعمة المجانية إلى بشارة لها الخلفية المسيحية ولكن عمادها الختان وعوائد الناموس، وهذه أكملها المسيح 

إنجيل المسيح: فهو يقول بشارة المسيح التي يبشر بها التلاميذ وبولس الرسول بان المسيح اكمل الناموس ودفع ثمن الخطايا. فهمر اخري الكلام يؤكد انه يتكلم عن البشاره الشفوية والتعاليم الشفوية

وما يؤكد ذلك هو العدد التالي ايضا   

1: 8 و لكن ان بشرناكم نحن او ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن اناثيما

بشرناكم وهي في اليوناني ايفانجيليزيتاي الفعل من ايفانجيليون اي انجيل وبشارة . هذا يؤكد ان بولس الرسول يتكلم عن الباشرة الشفوية اي الانجيل الشفوي وليس المكتوب 

نحن أو ملاك: هم قالوا إن بطرس ويعقوب أي الإثنى عشر يقولون بعكس ما تقول. فقال ولو حتى ”ملاك من السماء” قال بعكس ما قاله الرب فليكن محرومًا فما أقوله هو ما تسلمته من الرب مباشرة، والرب هو خالق الملائكة. وقوله ملاك من السماء تمييزًا عن كهنة الكنائس الذين يسمون ملائكة أيضًا. بولس يريد هنا أن يقول بنوع من المبالغة إنه حتى لو ملاك من السماء قال غير ما قلته، وليس فقط الإثنى عشر، فليكن محرومًا. فليس المهم مَنْ الذي يبشر بل نوع البشارة التي نسمعها. والمبالغة التي استخدمها هنا، استخدمها أيضًا في (رو38:8). وبولس هنا لا يمجد نفسه فهو أدخل نفسه في دائرة الحرمان لو علَّم بغير ما سبق وقاله لهم ويقوله لهم أيضًا في هذه الرسالة.

اناثيما اي انسان اثيم محروم 

1: 9 كما سبقنا فقلنا اقول الان ايضا ان كان احد يبشركم في غير ما قبلتم فليكن اناثيما

التكرار للأهمية. ونلاحظ أن أي تغيير في العقيدة يتسبب في الحرمان. 

1: 10 افاستعطف الان الناس ام الله ام اطلب ان ارضي الناس فلو كنت بعد ارضي الناس لم اكن عبدا للمسيح

1: 11 و اعرفكم ايها الاخوة الانجيل الذي بشرت به انه ليس بحسب انسان 

1: 12 لاني لم اقبله من عند انسان و لا علمته بل باعلان يسوع المسيح 

وهنا يؤكد ان الانجيل والبشارة الذي يتكلم عنها هو ليس انجيل مكتوب كما اعتقد المشكك بل هو يتكلم عن البشارة الشفوية فهو استلم هذا الإنجيل من الله مباشرة. فهو يتكلم عن تعاليم شفوية. 

فتاكدنا ان الامر كله هو عبارة عن خطأ من المشكك في فهم كلمة انجيل واعتقد انه يتكلم عن الانجيل المكتوب ولكن الكلام هو عن المتهودين وتعاليمهم الشفوية عن الختان

 

واخيرا المعني الروحي 

من تفسير ابونا تادرس يعقوب والقوال الاباء

يتعجب الرسول أن الذين قبلوا الإيمان على يديه في غلاطية يتحولون هكذا سريعًا عن الإنجيل الذي قبلوه بنعمة المسيح كما إلى إنجيل آخر، وهو ليس آخر، إنما يضيفون إليه حفظ طقوس الناموس الحرفية كمصدر خلاصهم. أما هو فقد كرز فقط بالإنجيل (الأخبار السارة) لأهل الختان كما لأهل الغرلة.

كلمة "(إنجيل) آخر" يعني بها السلوك الذي تأمر به (الشريعة)، لا من جهة العبادة، وإنما من جهة النظام نفسه (حرفية ممارسة الطقس كختان الجسد وحفظ السبت بطريقة ناموسية الخ.)؛... عمل المسيح هو دعوة الناس من الناموس إلى النعمة[22].

العلامة ترتليان

لقد نادوا في الواقع بوصية أو وصيتين - الختان وحفظ الأيام - لكنه بقوله أن الإنجيل قد تحول يعني أن الانحراف البسيط يفسد الكل... الافتقار إلى الحماس في الأمور الصغيرة يسبب كل الكوارث التي تحل بنا، فإننا إذ نهمل تصحيح أخطائنا الهينة كما يليق نعطي الفرصة للأخطاء الجسيمة أن تتسلل داخلنا. كما يحدث بالنسبة للجسد فإن إهمال الجراحات يسبب حمى ثم موتًا، هكذا في النفس تفتح الشرور الهينة الباب للخطيرة... بهذا تدرك لماذا يدعو بولس الختان تحولًا عن الإنجيل[23].

القديس يوحنا الذهبي الفم

2. ما يثير الدهشة في افتتاحية الرسالة خلوها من تقديم "الشكر" للَّه، الأمر الذي اعتاده الرسول في رسائله الأخرى حيث يقدم شكرًا من أجل إيمان قارئيه أو حبهم. ربما تعمد ذلك ليكشف عن قلقه وغضبه، ليس فقط من جهة المعلمين الكذبة ولكن من أجل قارئيه أيضًا.

3. بالمقابلة مع ما ورد في الرسالة إلى أهل فيلبي (9: 20-23)، يفرح الرسول لأن مقاوميه يكرزون بالإنجيل، أما هنا فلا يظهر أي استعداد للتساهل معهم. المقاومون في فيلبي بشروا بالإنجيل الحق بالرغم من عدم إخلاصهم، أما هنا فالمقاومون لا يكرزون بالإنجيل الحق، ويلزم ألا يلتفت إليهم بغض النظر عن إخلاصهم أو عدمه، ومهما كان موقفهم الشخصي منه.

4. "ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن أناثيما". [8-9]

تأمل حكمة الرسول، كيف يضم نفسه في الأناثيما حتى يتحاشى الاعتراض بأنه متعال بالمجد الباطل في مدحه لتعليمه الخاص. هنا أيضًا يذكر الملائكة، لأن (المعلمين الكذبة) التجأوا إلى السلطة، أي إلى سلطان يعقوب و يوحنا... وقد أضاف "من السماء" عمدًا، لأن الكهنة أيضًا يدعون "ملائكة"[24].

القديس يوحنا الذهبي الفم

يذكر نفسه أولًا (في الأناثيما)، معبرًا عن نفسه هو كمثال. فإن كان بالنسبة له هو لا يقدر أن يكرز بإنجيل آخر، فإنه ولا حتى ملاك يقدر أن يفعل ذلك[25].

العلامة ترتليان

لا توجد أية شركة بين كلمات القديسين واختراعات البشر المبتكرة من خيالتهم، لأن القديسين خدام الحق، يكرزون بملكوت السموات، أما السالكون في الاتجاه المضاد فليس لديهم أفضل من الأكل حاسبين أن نهايتهم فناء.

القديس أثناسيوس السكندري

 

والمجد لله دائما