«  الرجوع   طباعة  »

لماذا اطلق اسم يعقوب بعد ان قال له الرب لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل ؟ تكوين 32: 28 و 35: 10

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يقول الذي ظهر ليعقوب في تكوين 32: 28 " فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ» " اي انه لا يجب ان يطلق عليه اسم يعقوب مره اخري ولكن نجد ان يعقوب احتفظ باسمه بل الكتاب لقبه بيعقوب 

فبعد هذا العدد مباشرة والعدد التالي يقول الكتاب سال يعقوب ويكمل قال يعقوب وسمع يعوقب وغيرها الكثير بل ايضا العهد الجديد يلقبه بيعقوب مثل عبرانيين 11 وغيره 

 

الرد

 

في البداية الرد باختصار شديد هو ان اسم اسرائيل ليس في اسمه اللفظي ولكن في معناه وايضا هو الاسم الجديد للشعب الجديد فنجد ان هذا اسم شعب اسرائيل وليس الاسم الشخصي ليعقوب فقط بمعني ان يعقوب احتفظ باسمه مع اسم اسرائيل ولكن هذا الاسم هو الاسم الاساسي لشعب اسرائيل وهم بني يعقوب 

 

وندرس الامر معا لغويا 

 

كلمة يدعى 

H559

אמר

'âmar

BDB Definition:

1) to say, speak, utter

1a) (Qal) to say, to answer, to say in one’s heart, to think, to command, to promise, to intend

1b) (Niphal) to be told, to be said, to be called

1c) (Hithpael) to boast, to act proudly

1d) (Hiphil) to avow, to avouch

Part of Speech: verb

يقول يتكلم ينطق يجيب يقول في قلبه يفكر يامر يوعد يقرر يقال له يدعى ينطق 

فالكلمة بالفعل يدعي ولكن تحمل يقول في قلبه ويفكر 

بمعني ان الرب يقول ان فيما بعد لن تفكر في قلبك انك يعقوب اي الممسك بالعقب فقط بل فيما بعد يكون اسمك اسرائيل اي امير الله 

وبالفعل بعد هذا الموقف اصبح كل من يفكر في مكانة وكرامة يعقوب لا يفكر فيه كماسك للعقب ولكن امير لله ومن رائ الله وجها لوجه 

 

سياق الكلام 

سفر التكوين 32

32: 24 فبقي يعقوب وحده و صارعه انسان حتى طلوع الفجر 

32: 25 و لما راى انه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه 

32: 26 و قال اطلقني لانه قد طلع الفجر فقال لا اطلقك ان لم تباركني 

32: 27 فقال له ما اسمك فقال يعقوب 

32: 28 فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل لانك جاهدت مع الله و الناس و قدرت

32: 29 و سال يعقوب و قال اخبرني باسمك فقال لماذا تسال عن اسمي و باركه هناك 

 

الرب قال له هذا بعد ان جاهد بالصلاة والتضرعات صراعًا روحيًا وإلي هذا يشير هوشع النبي هو 4،3:12 بكي وإسترحمه فهو لم يكن صراعًا جسديًا ولكنه بكاء وطلب رحمة من الله. هو تمسك بالله ولم يرخه "نش 4:3" ولما رأي أنه لا يقدر عليه. بمعني أن الملاك حين رأي يعقوب في جهاده لم يستسلم بل ظل يصارع طوال الليلالأمر الذي بدا فيه الملاك كمن هو مغلوب ويعقوب كغالب. ولكن هل يغلب الله؟ نرجع لسفر النشيد فنسمع "حولي عنى عينيك فإنهما قد غلبتاني نش 5:6" فالله يغلب بالدموع والتوبة ويعقوب هنا بكي وإسترحمه. 

فلهذا الرب قرر ان يجعل اسمه مبارك يختلف تماما عن معني اسم يعقوب الذي يعني ماسك بالعقب فجعل اسمه 

اسرائيل ושראל

وهو له معنيين 

اولا من مقطعين سار שר والذي يعني امير مثل ساره שרה التي تعني اميره 

والمقطع الاخر هو ايل אל وهو اسم الله فيكون امير الله وهو مناسب تعبير لانك صارعت مع الله وغلبت 

او ثلاث مقاطع وهو ايس איש وتعني رجل والثاني راه ראה وتعني رائ والثالث ايل אל وتعني الله فيكون رجل رائ الله ولهذا سمي اسم المكان فنئيل פניאל اي وجه الله او ظهور وجه ايلوهيم 

32: 30 فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلا لاني نظرت الله وجها لوجه و نجيت نفسي 

 اذا الامر كله اسماء بمعاني وليست فقط امور حرفي اي انه لم يغير شهادة ميلاده واسم ميلاده بل اعطاه اسم مناسب للموقف والبركة الجديدة والمكانة . مع ملاحظة انه باركه وهو البركة التي يبحث عنها يعقوب وكان يجاهد لها وهي ان يكون نسله هو النسل المبارك الذي وعد به الرب ابراهيم واسحاق اباؤه فنال هذا واصبح نسل يعقوب اسمهم اسرائيل ويلقبوا بالاسرائيليين فلهذا هو احتفظ باسمه الشخصي يعقوب وايضا نال الاسم التكريمي لجهاده وهو اسم اسرائيل الذي هو بالاكثر ليس لشخصه ولكن لنسله الذي اصبح شعب الله المختار 

وتكرر ذكر هذه القصة في 

تكوين 35 

35: 9 و ظهر الله ليعقوب ايضا حين جاء من فدان ارام و باركه 

35: 10 و قال له الله اسمك يعقوب لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل يكون اسمك اسرائيل فدعا اسمه اسرائيل 

35: 11 و قال له الله انا الله القدير اثمر و اكثر امة و جماعة امم تكون منك و ملوك سيخرجون من صلبك 

35: 12 و الارض التي اعطيت ابراهيم و اسحق لك اعطيها و لنسلك من بعدك اعطي الارض 

 فهذا يؤكد ان معني الاسم هو مرتبط بنسله اكثر وبوراثة ارض الموعد وان اسمه اسرائيل مرتبط بكثرة نسله الذي يكون امة ويخرج منها ملوك 

 

وايضا تاكيدا لهذا اذكر بعض الاعداد التي استخدم فيها الاسمين معا يعقوب لشخصه واسرائيل لنسله للمعني الروحي الذي اراده الرب ( مع ملاحظة ان ايضا احيانا استخدم اسرائيل عليه لشخصه وايضا بني يعقوب لنسله ) 

سفر التكوين 46: 2

 

فَكَلَّمَ اللهُ إِسْرَائِيلَ فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَقَالَ«يَعْقُوبُ، يَعْقُوبُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا».

 

سفر الخروج 1: 1

 

وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مِصْرَ. مَعَ يَعْقُوبَ جَاءَ كُلُّ إِنْسَانٍ وَبَيْتُهُ:

 

سفر الخروج 3: 15

 

وَقَالَ اللهُ أَيْضًا لِمُوسَى: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.

 

سفر الخروج 3: 16

 

اِذْهَبْ وَاجْمَعْ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمُ: الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ظَهَرَ لِي قَائِلاً: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُكُمْ وَمَا صُنِعَ بِكُمْ فِي مِصْرَ.

 

سفر يشوع 24: 32

 

وَعِظَامُ يُوسُفَ الَّتِي أَصْعَدَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ دَفَنُوهَا فِي شَكِيمَ، فِي قِطْعَةِ الْحَقْلِ الَّتِي اشْتَرَاهَا يَعْقُوبُ مِنْ بَنِي حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ بِمِئَةِ قَسِيطَةٍ، فَصَارَتْ لِبَنِي يُوسُفَ مُلْكًا.

 

سفر صموئيل الثاني 23: 1

 

فَهذِهِ هِيَ كَلِمَاتُ دَاوُدَ الأَخِيرَةُ: «وَحْيُ دَاوُدَ بْنِ يَسَّى، وَوَحْيُ الرَّجُلِ الْقَائِمِ فِي الْعُلاَ، مَسِيحِ إِلهِ يَعْقُوبَ، وَمُرَنِّمِ إِسْرَائِيلَ الْحُلْوِ:

 

سفر أخبار الأيام الأول 16: 17

 

وَقَدْ أَقَامَهُ لِيَعْقُوبَ فَرِيضَةً، وَلإِسْرَائِيلَ عَهْدًا أَبَدِيًّا.

 

سفر المزامير 81: 4

 

لأَنَّ هذَا فَرِيضَةٌ لإِسْرَائِيلَ، حُكْمٌ لإِلهِ يَعْقُوبَ.

 

سفر إشعياء 9: 8

 

أَرْسَلَ الرَّبُّ قَوْلاً فِي يَعْقُوبَ فَوَقَعَ فِي إِسْرَائِيلَ.

 

سفر الملوك الأول 18: 31

 

ثُمَّ أَخَذَ إِيلِيَّا اثْنَيْ عَشَرَ حَجَرًا، بِعَدَدِ أَسْبَاطِ بَنِي يَعْقُوبَ، الَّذِي كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ قَائِلاً«إِسْرَائِيلَ يَكُونُ اسْمُكَ»

 

سفر الملوك الثاني 17: 34

 

إِلَى هذَا الْيَوْمِ يَعْمَلُونَ كَعَادَاتِهِمِ الأُوَلِ. لاَ يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَلاَ يَعْمَلُونَ حَسَبَ فَرَائِضِهِمْ وَعَوَائِدِهِمْ وَلاَ حَسَبَ الشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ بَنِي يَعْقُوبَ، الَّذِي جَعَلَ اسْمَهُ إِسْرَائِيلَ.

 

فهو احتفظ باسمه الشخصي يعقوب ولكت ايضا نال اسم جديد بمعني جديد ومكانة جديدة له ولنسله من بعده 

 

وقد اكد هذا المعني الكثيرين 

اولا من الاباء

يقول القديس أكليمنضس الإسكندري: قدم له الاسم الجديد للشعب الجديد، وكأن هذه العطية لم توهب ليعقوب في شخصه وإنما لكل شعب الله علامة جهادهم الروحي.

 

من المفسرين اليهود 

Ben Melech interprets it, or the one as well as the other; or the one rather and more frequently than the other: for certain it is, that he is often after this called Jacob, and his posterity also the seed of Jacob, though more commonly Israel, and Israelites: 

 

وكثير من المفسرين الشرقيين والغربيين 

 

واخيرا المعني الروحي 

من تفسير ابونا انطونيوس فكري

الله حاول تثبيت يعقوب وتشجيعه برؤيا للابان ثم برؤيا جيش الملائكة ولكن يعقوب ظل في رعب. ونجد هنا أن الله يتعامل معه بأسلوب جديد ليشجعه ويعطيه ثقة بنفسه. وفي هذه الليلة التي بدأت بالصلاة المذكورة، من المؤكد أن يعقوب بعد أن أرسل هديته استمر يجاهد في صلاته. وظهر له إنسان وصارعه حتى طلوع الفجر. والله أعطي له هذه القوة للصراع والجهاد فهو لم يكن يملك هذه القوة. وهناك رأيين في هذا الإنسان أولهما أنه أحد ظهورات المسيح قبل التجسد وثانيهما أنه ملاك علي شكل إنسان لكنه يمثل الحضرة الألهية. وكان هدف الله أن يعطيه ثقة بذاته حينما يغلب فلا يخاف من مقابلة عيسو. ولكن هذا الصراع يشير للجهاد في الصلاة وثمرة الجهاد والتمسك بمواعيد الله لذلك بدأ الصراع جسديًا وإنتهي صراعًا روحيًا وإلي هذا يشير هوشع النبي هو 4،3:12 بكي وإسترحمه فهو لم يكن صراعًا جسديًا ولكنه بكاء وطلب رحمة من الله. هو تمسك بالله ولم يرخه "نش 4:3" ولما رأي أنه لا يقدر عليه. بمعني أن الملاك حين رأي يعقوب في جهاده لم يستسلم بل ظل يصارع طوال الليل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). الأمر الذي بدا فيه الملاك كمن هو مغلوب ويعقوب كغالب. ولكن هل يغلب الله؟ نرجع لسفر النشيد فنسمع "حولي عنى عينيك فإنهما قد غلبتاني نش 5:6" فالله يغلب بالدموع والتوبة ويعقوب هنا بكي وإسترحمه. وحتى لا يأتي انتصار يعقوب بنتيجة عكسية فيدخل في الكبرياء ضرب الملاك حق فخذه فإنخلع. كما سمح الله لبولس بشوكة في الجسد لكي لا يرتفع من فرط الإستعلانات. وحق الفخذ هو مفصل الفخذ وكلمة ضرب في العبرية تأتي بمعني لمسة خفيفة "لمس حق فخذه" وهذا لو أدي لخلع المفصل يكون من لمس يعقوب ليس إنسانًا عاديًا.

أطلقني: هذه تبين ما صار ليعقوب من صداقة مع الله فالملاك لا يريد أن يفارقه دون أن يسأله ذلك وجهاد يعقوب لحصوله علي البركة = ملكوت السماوات يغصب والغاصبون يختطفونه مت 12:11. ولنلاحظ أن مشكلة يعقوب كانت خداعاته ومكره وذلك بسبب إحساسه بالضعف وها نحن نراه مرعوبًا من لقاء عيسو والله حاول أن يظهر له أنه يسانده مرارا عديدة.

1. نبوة لرفقة حتى قبل ميلاده

2. رؤيا السلم في الطريق.

3. توفيقه في لقاء راحيل وعائلته.

4. البركة في بيت لابان.

5. رؤيا لابان وفيها إعلان لحماية الله له.

6. رؤيا جيش الملائكة.

ولكن النفسية الخائفة غير المصدقة ترتعب عند أول ذكر لمشكلة مثل عيسو وتنسي كل إعلانات وإحسانات الله!! فكيف يتعامل الله مع هذه الشخصية؟

يصارعه ملاك ليشعر بضعفه، فهو كان يتغلب علي ضعفه بالحيل والمكر والخداع. والأن ما الحل مع من يصارعه وجها لوجه؟ لا مكان للحيل والخداع والمكر. بل هناك حل واحد ان يبكي ويسترحم ويصلي ويجاهد ويغلب ويحصل علي البركة وهنا يعرف كيف يتخلي عن ذاته واضعًا كل ثقته في الله. لذلك ما لم تحله الرؤى والإعلانات حلته هذه الرؤيا أو هذا الجهاد فالله يلمس نقاط الضعف فينا فنشعر بضعفنا واحتياجنا إليه وأن فيه كفايتنا. والآن هو كان خائفًا من لقاء عيسو لأن فكره وحيله لم تسعفه فعيسو آتٍ ومعه 400 رجل ولكن بعد هذا اللقاء عرف أن الحل ليس في الحيل والمكر بل في جهاده مع الله وأن الله هو الذي يحفظه. ثم نجد بعد هذه الحادثة أن الملاك يسأل يعقوب عن اسمه لا لجهله باسمه ولكن ليعلن له أن اسمه القديم يعقوب قد تغير إلي اسم جديد يناسب البركة التي حصل عليها بجهاده

أسرائيل: أمير الله أو قوي مع الله أو هو مجاهد قوي في صف الله. هو قوي بجهاده فهو جاهد مع الله ومع الناس 

سار: امير أيل:الله فيكون إسرائيل= أمير الله 

ومن هذا الاسم سارة: أميرة

ولها تفسير أخر

أس را إيل

إيس را إيل

رجل رأى الله

وهذا التفسير يتفق مع تسمية يعقوب للمكان فنوئيل.

وفي (29) يعقوب يسأل الملاك عن اسمه فلا يجيبه. وهذا يتمشي مع قول الملاك لمنوح أبو شمشون لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب. والمسيح هو من دعي عجيبًا إلهًا مشيرًا أش 6:9 وهو هنا يرفض الأجابة عن اسمه فميعاد التجسد واعلان هذه الحقيقة لم يأتي أوانه.

 

والمجد لله دائما