هل يسوع المسيح كان يعرف ان به اللاهوت منذ طفولته ؟ يوحنا 1 و لوقا 2

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

سال أحدهم سؤال فلسفي فقط يريد به ان يشتت او يعثر البسطاء وهو هل كان الطفل يسوع يعرف ان بداخله اللاهوت منذ طفولته ام كان يجهل انه الله الظاهر في الجسد؟ 

 

الرد

 

رغم كما قلت انه سؤال فلسفي لا يبني ويدخل في اعماق الذات الالهية بمستوي فوق إدراك الانسان البشري ولكن لاجل الاحداث ومنع عثرتهم احاول ان اجيب علي قدر استطاعة ضعفي

اولا الله اعلى من عقل الانسان ولكنه ليس ضد العقل فعدم قدرة البعض على الاستيعاب لا يعنى ان الله لم يتجسد بل عقل الانسان فقط لم يقدر ان يستوعب الاسرار الإلهية التي هي فوق العقل

ثانيا التجسد هو سر عظيم لم يدركه أعظم الحكماء وعلى راسهم الشيطان 

لانه مكتوب 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 3: 16

 

وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَىاللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ.

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2

6 لكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ الْكَامِلِينَ، وَلكِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هذَا الدَّهْرِ، وَلاَ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ، الَّذِينَ يُبْطَلُونَ.
7 بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ فِي سِرّ: الْحِكْمَةِ الْمَكْتُومَةِ، الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا،
8 الَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ، لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ.

فسر التجسد واتحاد الطبيعة اللاهوتية بالطبيعة الناسوتية هو صعب ان ندرك كل ابعاده 

والمسيح طبيعة واحدة ناتج عن اتحاد طبيعتين اتحاد كامل لا تفارق طبيعة الأخرى لا لحظة واحدة ولا طرفة عين من وقت بداية التجسد مع بداية الحمل المقدس وبداية سر التجسد ولكن ايضا الطبيعتين متحدتين في طبيعة واحدة يسوع المسيح وليس منفصلتين كما قال نسطور وهما بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير اي لم تختلط صفات الطبيعتين وتتغير وايضا لم تمتزج الطبيعتين في بعض بمعني لم يذوب الناسوت في اللاهوت ويتلاشى كنقطة في بحر كهرطقة اوطاخي وايضا لم تتغير طبيعة الي الاخري. والاتحاد لا يمكننا الفصل بينهما حتى في المعرفة والادراك

ومن هذا المنطق فالرب يسوع المسيح الكيان الواحد وهو كيان الله الظاهر في الجسد، بطبيعته اللاهوتية كمال الادراك ويعرف تجسده ليس وقت التجسد فقط بل منذ الازل لانه اقنوم الحكمة

ولهذا هو قال 

انجيل يوحنا

2: 25 و لانه لم يكن محتاجا ان يشهد احد عن الانسان لانه علم ما كان في الانسان

 فهو يعرف جيدا ما كان فيه ويعرف طبيعته جيدا وهو يقول لم يكن محتاجا ان يشهد احد عن الانسان فهو يتكلم عن نفسه بكلمة الانسان والسبب انه يعمل ما كان فيه. 

وايضا الرب يسوع المسيح الكيان الواحد الله الظاهر في الجسد بطبيعته الناسوتية شابهنا في كل شيئ

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 2 

17 مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا للهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ.
18 لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.

وكطبيعتنا الجسدية كان ينموا مثلنا في كل شيء وحتى كطبيعة بشرية ينموا في المعرفة cognition وينموا في القدرات العقلية للتعبير وهكذا 

ولكن مع نموه جسديا كان متقدما ايضا ومملوء حكمة لان في هذا الناسوت الذي ينموا حال فيه اللاهوت واقنوم الحكمة ولا يمكن الفصل بين الاثنين. فهو المسيح الواحد الغير منقسم يعلم كل شيء

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 3

 

الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ.

ففي هذا الناسوت من اول لحظة ملئ الحكمة فيه. وهو فيه ملئ اللاهوت الذي يعلم كل شيء

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 19

 

لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ،


 
رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 9

 

 

فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا.

 

فالإجابة هو انه بناسوته يتدرج في نمو الجسد بما فيه من قدرات ومنها قدرات التعبير ولكن بلاهوته كان يعرف ماهيته ويعرف كل المعرفة قبل وخلال كل مراحل التجسد ولا يتدرج فيها. واللاهوت يعطي أن الناسوت أن يعلن عن ماهيته اللاهوتية بالمقدار الذي يناسب نمو الناسوت وأيضا استيعاب البشر لتعبير الناسوت. 

 

فهل يستطيع اللاهوت ان يستخدم الناسوت في الاخبار عن ماهيته في أي مرحلة؟ 

نعم يستطيع والاثبات ما حدث في الهيكل 

إنجيل لوقا 2

2: 46 و بعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم و يسالهم 

2: 47 و كل الذين سمعوه بهتوا من فهمه و اجوبته 

2: 48 فلما ابصراه اندهشا و قالت له امه يا بني لماذا فعلت بنا هكذا هوذا ابوك و انا كنا نطلبك معذبين 

2: 49 فقال لهما لماذا كنتما تطلبانني الم تعلما انه ينبغي ان اكون فيما لابي 

2: 50 فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما 

2: 51 ثم نزل معهما و جاء الى الناصرة و كان خاضعا لهما و كانت امه تحفظ جميع هذه الامور في قلبها 

وليس هذه المرحلة فقط بل قبلها وبعدها فمتى فتح يسوع فاه كان يبهت الكل من حكمته في أي مرحلة عمرية ولكنه أخفى هذا الامر حتى بدا خدمته 

إنجيل متى 13: 54

 

وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ حَتَّى بُهِتُوا وَقَالُوا: «مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ الْحِكْمَةُ وَالْقُوَّاتُ؟


إنجيل متى 22: 33

 

فَلَمَّا سَمِعَ الْجُمُوعُ بُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ.


إنجيل مرقس 1: 22

 

فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ.


إنجيل مرقس 6: 2

 

وَلَمَّا كَانَ السَّبْتُ، ابْتَدَأَ يُعَلِّمُ فِي الْمَجْمَعِ. وَكَثِيرُونَ إِذْ سَمِعُوا بُهِتُوا قَائِلِينَ: «مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ؟ وَمَا هذِهِ الْحِكْمَةُ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ حَتَّى تَجْرِيَ عَلَى يَدَيْهِ قُوَّاتٌ مِثْلُ هذِهِ؟

 

إنجيل لوقا 4: 22

 

وَكَانَ الْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ، وَيَقُولُونَ: «أَلَيْسَ هذَا ابْنَ يُوسُفَ؟»


إنجيل لوقا 4: 32

 

فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ، لأَنَّ كَلاَمَهُ كَانَ بِسُلْطَانٍ.

 

إنجيل لوقا 20: 26

 

فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ قُدَّامَ الشَّعْبِ، وَتَعَجَّبُوا مِنْ جَوَابِهِ وَسَكَتُوا.

 

إنجيل يوحنا 7: 15

 

فَتَعَجَّبَ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «كَيْفَ هذَا يَعْرِفُ الْكُتُبَ، وَهُوَ لَمْ يَتَعَلَّمْ؟»

 

فهو من قبل واثناء التجسد يعرف كل شيء ولا يحتاج ان يتعلم بل هو النور

انجيل يوحنا 1

1: 1 في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله 

1: 2 هذا كان في البدء عند الله 

1: 3 كل شيء به كان و بغيره لم يكن شيء مما كان 

1: 4 فيه كانت الحياة و الحياة كانت نور الناس 

1: 5 و النور يضيء في الظلمة و الظلمة لم تدركه 

1: 6 كان انسان مرسل من الله اسمه يوحنا 

1: 7 هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته 

1: 8 لم يكن هو النور بل ليشهد للنور 

1: 9 كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم 

1: 10 كان في العالم و كون العالم به و لم يعرفه العالم 

1: 11 الى خاصته جاء و خاصته لم تقبله 

1: 12 و اما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه 

1: 13 الذين ولدوا ليس من دم و لا من مشيئة جسد و لا من مشيئة رجل بل من الله 

1: 14 و الكلمة صار جسدا و حل بيننا و راينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة و حقا 

أي انه مملوء ولا يمتلئ تدريجيا. وأيضا يقول يوحنا 

انجيل يوحنا 3

3: 31 الذي ياتي من فوق هو فوق الجميع و الذي من الارض هو ارضي و من الارض يتكلم الذي ياتي من السماء هو فوق الجميع 

3: 32 و ما راه و سمعه به يشهد و شهادته ليس احد يقبلها 

3: 33 و من قبل شهادته فقد ختم ان الله صادق 

3: 34 لان الذي ارسله الله يتكلم بكلام الله لانه ليس بكيل يعطي الله الروح 

3: 35 الاب يحب الابن و قد دفع كل شيء في يده 

فالابن, الله الظاهر في الجسد, اللاهوت والناسوت بدون انفصال يعرف كل شيء

وهو كطفل ينموا ويتقوى جسديا ولكنه ممتلئ بالحكمة ولا يتدرج فيها 

انجيل لوقا 2

2: 40 و كان الصبي ينمو و يتقوى بالروح ممتلئا حكمة و كانت نعمة الله عليه

فكان ينمو جسديا مثل أي انسان طبيعي ولكن بالحكمة كان ممتلئ من البداية ولا يكتسبها تدريجيا ولهذا كان متفوقا على أي أحد لو قورن به في الحكمة. كان لاهوته المتحد بناسوته يعلن الحكمة والنعمة التي فيه أكثر فأكثر بما يناسب التدرج في الاعلان، فكانت حكمته ونعمته تتزايد في أعين كل البشر وليس كطبيعة فهو ممتلئ بها من البداية ولا يتدرج.

ولكن هل اللاهوت استخدم الناسوت في اعلان لا يتحملها البشر؟ 

لا بل احترم مقدار تحمل البشر بدليل قوله 

إنجيل يوحنا 3: 12

 

إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟

فالله الظاهر في الجسد في مرحلة الطفولة يعرف تمام المعرفة بلاهوته ماهيته ولكنه لا يريد أن يتظاهر لان التظاهر والتكبر هو ضد صفات ربنا في تجسده التواضع والوداعة (مت 11: 29)

وهذا هو الفرق بين الاناجيل المكتوبة بوحي من الروح القدس والاناجيل المنحولة التي كتبها الغنوسيين عن طفولة يسوع وملؤها بأشياء خرافية.

فأستطيع بطريقة فلسفية بسيطة على قدر ضعفي ان اجاوب السؤال بطريقة اخري بالإضافة الي ما قدمته سابقا وأقول 

هل كان الرب يسوع المسيح في مرحلة الطفولة في أيامه الاولي يعرف لاهوته أي يعرف انه الله الظاهر في الجسد؟ 

الإجابة بالطبع يعرف لأنه هو الله الظاهر في الجسد الذي يعرف كل شيء بدليل كلامه الذي وضعته سابقا وشهادات الاخرين عنه في الطفولة والشباب والخدمة. 

ولكن هل يستطيع ان يخبر به باستمرار؟ 

لا لأنه ليخبر يحتاج ان يكون جسده نما ما يناسب الاخبار وما يناسب ايضا تقبل الاخرين لهذا الاخبار.

 

وتعليقات بعض الإباء على نموه 

*     أرجو أن تفكِّروا في عمق نظريّة الفداء، فقد تحمَّل الله الكلمة أن يولد إنسانًا، مع أنه بطبيعته الإلهيّة لا بداية له ولا يحدّه زمان، فهو الإله الكامل الذي قبل أن يخضع لقانون النمو الجسماني، ويتقدَّم في الحكمة وهو إله الحكمة، فانظر إلى المسيح الآن وقد أصبح مثلنا فصار الله إنسانًا والغني فقيرًا والعالي ذليلًا. إن الله الكلمة أخلى ما فيه بقبوله الطبيعة البشريّة. كان لله الكلمة أن يتَّخذ جسدًا من امرأة، فيصبح بمجرد ولادته رجلًا نامي الأعضاء كامل الأنسجة، ولكن لو حدث ذلك لكان من قبيل اللعب التخيُّلي، ولذلك سار الصبي على قوانين الطبيعة البشريّة.

ولكن لا تتألّموا إذ سُئلت: "كيف يتقدَّم الله وينمو؟ وكيف يمكن الله الذي يهب الملائكة والناس نعمة يُمنح حكمة ونعمة؟

أرجو أن تفكِّروا في العبارات التي وردت في الإنجيل توضيحًا لهذا السرّ العجيب، فإنَّ الإنجيلي الحكيم لم يُشر بآيتيه السابقتين إلى الكلمة وهي الطبيعة الإلهيّة، بل أشار في غير لبس أو غموض إلى المسيح، وقد وُلد إنسانًا من امرأة، واتَّخذ صورتنا، وصار صبيًا بشريًا. في هذه الحالة يقول الإنجيلي عنه "إنه كان يتقدَّم في الحكمة والقامة والنعمة"، فترون أن جسم الصبي نما طبقًا للنواميس الطبيعيّة، وعقله تقدَّم ماشيًا مع النمو الجسماني.

نما الجسم في القامة، وتقدَّمت النفس في الحكمة، أما الله فبطبيعته الإلهيّة كامل لأنه مصدر الحكمة والكمال.

القديس كيرلس الكبير

*     كلمات الإنجيل تصف بوضوح ربَّنا أنه ينمو بخصوص إنسانيَّته[121].

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

*     لقد حّل اللاهوت في جسم بشري... بل وفي نفس بشريّة أيضًا... "كان ينمو"... لقد أخلي ذاته وأخذ شكل العبد (في 2: 7) ...

وبالقدرة التي بها أخلى ذاته نما أيضًا. فظهر ضعيفًا لأنه استطاع في حبه أن يأخذ جسدًا ضعيفًا واستطاع أيضًا أن ينمو ويتقوّى...

امتلأ نعمة لا في شبابه، إنما كان يُعلِّم الجموع وهو بعد صبي. كان عجيبًا في كل شيء، عجيبًا في صبُوَّته ممتلأ بملء حكمة الله.

العلامة أوريجينوس

*     يضيف النص: "وكانت أُمُّه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها". لقد عرفت مريم أن هناك أشياء تفوق ما للإنسان الطبيعي فحفِظت في قلبها كل كلمات ابنها...كانت تراه ينمو ويتقوَّى في النعمة أمام الله والناس... كان يسوع ينمو في الحكمة، وكان يظهر أكثر حكمة من سنة إلى أخرى.

العلامة أوريجينوس

*     التقدَّم هنا خاص بالجسد، إذ هو يتقدَّم، فيه يتقدَّم إعلان اللاهوت للذين يرونه، وإذ كان اللاهوت يُعلن أكثر فأكثر لذلك كانت نعمته تتزايد في أعين كل البشر. كطفلٍ حُمل إلى الهيكل، إذ صار صبيًا بقي هناك يناقش الكهنة في الشريعة، وإذ نما جسده أعلن الكلمة ذاته فيه. لذلك اعترف به بطرس ثم البقيّة: "أنت هو ابن الله" (مت 16: 16؛ 27: 54) ... نمو الحكمة هنا لا يعني نمو "الحكمة" ذاته إنما تقدَّم ناسوت في الحكمة (بإعلانها)... لذلك قيل: "الحكمة بَنَت بيتها" (أم 19: 1) وأعطت لذاتها نموًا لبيتها.

القديس أثناسيوس الرسولي

 

 

 

وأكمل ما قلته سابقا في ملف 

هل العدد القائل يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة ينكر لا هوت المسيح

وكطبيعتنا الجسدية كان ينموا مثلنا في كل شيئ وحتى كطبيعة بشرية ينموا في المعرفة ومع نموه كان متقدما ايضا

وهناك فرق كبير بين الاثنين والحقيقة معلمنا لوقا البشير شرح هذا الامر جيدا فهو كأقنوم الحكمة المتجسد ممتلئ والجسد البشري ينمو مثلنا تماما. 

فيقول 

 إنجيل لوقا 2: 52

 

وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ، عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ.

وهو يستخدم تعبير يتقدم وليس تعبير ينمو

ومعني كلمة يتقدم بروكوبتو

قاموس سترونج 

G4298

προκόπτω

prokoptō

prok-op'-to

From G4253 and G2875; to drive forward (as if by beating), that is, (figuratively and intransitively) to advance (in amount, to grow; in time, to be well along): - increase, proceed, profit, be far spent, wax.

هي من مقطعين الاول برو بمعني امام ومقطع كوبتو بمعني يهزم او يقطع او ينتصر وهي تعني تقدم علي اخر بمعني ينتصر بمعني مجازي او بلاغيا , يتقدم ( عن اخر في الكبر او الوقت او يكون الجيد لوحده ) يزيد يمضي قدما يعطي يمضي في الانفاق,

 

اذا معني الكلمه لا يقصد بها النمو الجسدي ولكن انتصار علي الاخرين او يتقدم افضل من اخرين 

ونجد هذا المعني متماشي تماما مع سياق الكلام انه يتقدم عن الكهنة والكتبة وهذا الذي ساعرضه فيما بعد ببعض التفصيل 

فنفهم منها ليس النمو الجسدي ولكن التقدم علي الاخرين 

اما كلمة ينمو المقصود بها جسديا فهي كلمة ايوكسانو 

G837

αὐξάνω

auxanō

owx-an'-o

A prolonged form of a primary verb; to grow (“wax”), that is, enlarge (literally or figuratively, actively or passively): - grow (up), (give the) increase. 

يتمدد ينمو يتضخم ينمو يزيد

وهي استخدمت 22 مره بمعني نمو 

اذا العدد لا يتكلم كنمو جسدي او صفات تكوينية ولكن يقصد ان المسيح ينتصر ويتميز ويتفوق ويتقدم علي اخرين 

 

الثلاث صفات 

حكمه  قامه   نعمه 

الحكمة وهي باليوناني صوفيا وهي من كلمة صوفوس اي يوضح 

وصفة الحكمة:  لا اقول علي صبي ينمو الي رجل انه ينمو في الحكمة فقد يكون صبي حكيم وقد يكون كهل جاهل ولكن يتقدم في الحكمة اي علي اخرين ويكون احكم منهم مهما كان عمره 

القامة وهذا هو تعبير مهم وهي كلمة هيليكيا وهي من كلمة هيليكوس وتعني عظيم او كبير 

وقد تفهم في الظاهر انها تشير الي نمو جسدي واستخدمت بالفعل بمعني الطول الجسدي ولكن في الحقيقه في هذا العدد هي لا تشير الي ذلك

وشرحها معلمنا بولس الرسول فقال 

 رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 4: 13

 

إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ.

اذا تعبر عن معرفتنا الي عمق عطية المسيح وامتلائنا من قامة المسيح 

فهي لا تشير الي طول جسدي ولكن الي غني عطايا المسيح الروحيه فيتقدم في القامة اي يتقدم في اعطاؤه امور روحية للاخرين ويتقدم ويتغلب علي المعلمين اليهود في قامته الروحية

والتعبير الثالث وهو النعمة 

والنعمه ( خاريس ) هي لاتكبر ولا تتجزأ ولكن هي حكم الاخرين علي انسان فاقول هذا طفل او صبي او رجل او شيخ به نعمه الله  

ودائما تستخدم للمقارنه بين شخص واخرين فهو شخص به نعمه من الله او وجد نعمه من الله اي اكثر من الذين هم حوله

 

وقبل ان انتهي من الجزء اللغوي اوضح كلمتين مهمتين 

جملة عند الله والناس 

هي في اليوناني بارا ثيؤس كاي انثروبوس 

وكلمة بارا تعني مع او من او عند 

قاموس سترونج

G3844

παρά

para

par-ah'

A primary preposition; properly near, that is, (with genitive case) from beside (literally or figuratively), (with dative case) at (or in) the vicinity of (objectively or subjectively), (with accusative case) to the proximity with (local [especially beyond or opposed to] or causal [on account of]). In compounds it retains the same variety of application: - above, against, among, at, before, by, contrary to, X friend, from, + give [such things as they], + that [she] had, X his, in, more than, nigh unto, (out) of, past, save, side . . . by, in the sight of, than, [there-] fore, with. In compounds it retains the same variety of application.

المعني هو مع بمصاحبة بسبب باتحاد بمقابل عند قبل بواسطة من قوه ( قوه شخص ) وغيرها من المعاني 

فتعبير اليوناني 

ايسوس بروكبتو بارا ثيؤس 

هو في الحقيقه يعبر ان يسوع يتقدم الي الامام لانه قوة ثيؤس ( الله ) وبمعني يسوع يتقدم للامام لانه متحد بثيؤس او من قبل ثيؤس او هو اصلا من عند ثيؤس 

ففي الحقيقه هذا العدد يشهد للاهوت المسيح انه قوة الله المتحد بالله الاتي من عند الله المتقدم علي الناس لانه من قبل الله 

 

اما تعبير كاي انثروبوس الذي ترجم والناس 

فكلمة كاي

G2532

καί

kai

kahee

Apparently a primary particle, having a copulative and sometimes also a cumulative force; andalsoevensothentoo, etc.; often used in connection (or composition) with other particles or small words: - and, also, both, but, even, for, if, indeed, likewise, moreover, or, so, that, then, therefore, when, yea, yet. 

بمعني تكميلي وقوي تراكمية , ايضا , و , حتي, الي, وتستخدم للربط بمعي ايضا وايضا معا 

لان المسيح طبيعه مكونه من طبيعتين الله والانسان 

 

اذا العدد لغويا في مفهومي يعبر عن 

ان يسوع من عند الله ( متحد بالله ) يتقدم علي الناس في الحكمة والقامة الروحية والنعمة  

 

المعني المقصود من سياق الاعداد 

يخبرنا لوقا البشير بقصة كلام السيد المسيح وهو في سن 12 سنه مع المعلمين واندهاشهم من روعة اجوبته وهذا كان في الهيكل في عيد الفصح اي في يوم من اكثر ايام السنه ازدحام في الهيكل فلم يسمع الصبي يسوع شخص بل الاف كثيره 

ويقول الاتي 

انجيل لوقا 2

2: 41 و كان ابواه يذهبان كل سنة الى اورشليم في عيد الفصح 

2: 42 و لما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا الى اورشليم كعادة العيد 

2: 43 و بعدما اكملوا الايام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في اورشليم و يوسف و امه لم يعلما 

2: 44 و اذ ظناه بين الرفقة ذهبا مسيرة يوم و كانا يطلبانه بين الاقرباء و المعارف 

2: 45 و لما لم يجداه رجعا الى اورشليم يطلبانه 

2: 46 و بعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم و يسالهم 

2: 47 و كل الذين سمعوه بهتوا من فهمه و اجوبته

اذا كما قلت الموقف حدث في عيد الفصح الذي يكون فيه الهيكل اشد ازدحام من اي يوم اخر وهو يتكلم ويناقش المعلمين اي اكثر ناس معرفه في اليهود لانهم يعلموا في هيكل سليمان الذي هو رئيس كل المجامع اليهوديه 

وهو يناقشهم امام هذا الحشد الضخم من الناس وجعلهم يبهتوا من فهمه واجوبته 

وكلمة فهمه تعبر عن حكمته وهي في الحقيقه مقصود بها ان الناس حكموا عليه انه اكثر حكمة من المعلمين بكثير وايضا اجوبته والمقصود بها ان الناس والشعب حكموا عليه بان كلامه ممتلئ بالنعمه اكثر بكثير من المعلمين 

اذا هو موقف مقارنه بينه وبين المعلمين اليهود والحكام هم الشعب الذي رؤا تفوقه علي المعلمين بانه اكثر حكمه واكثر نعمة وايضا اكثر قامه روحيه لارشاد الاخرين باجوبته  

2: 48 فلما ابصراه اندهشا و قالت له امه يا بني لماذا فعلت بنا هكذا هوذا ابوك و انا كنا نطلبك معذبين 

2: 49 فقال لهما لماذا كنتما تطلبانني الم تعلما انه ينبغي ان اكون فيما لابي 

2: 50 فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما

حتي ابويه هم اقل بكثير من مستوي حكمته ونعمته لانهما لا يدركان عمق معني كلماته فهو مقارنه باي انسان يتفوق ويثبت انه اكثر حكمة واكثر قامه روحية واكثر نعمه رغم انه في سن 12 سنة  

2: 51 ثم نزل معهما و جاء الى الناصرة و كان خاضعا لهما و كانت امه تحفظ جميع هذه الامور في قلبها 

2: 52 و اما يسوع فكان يتقدم في الحكمة و القامة و النعمة عند الله و الناس 

واستمر تفوق يسوع ليس فقط في هذا اليوم بل في الناصره وفي اي مكان يذهب اليه وواضح ان هذا الامر تككر ما يشببه وامثاله من المواقف التي تثبت عمق بصيرته وانه اكثر حكمة واكبر قامه روحيه واكثر نعمه من اي انسان اخر بغض النظر عن عمر يسوع وعمر الانسان الاخر 

لان هذه المقارنه حدثت بين يسوع صبي ومعلمين شيوخ 

اذا نفهم جيدا ان العدد يتكلم علي تقدم وتفوق المسيح من صغره علي معلمين اليهود في امور الحكمة والقامه الروحية والنعمه ولا يتكلم علي نموه الجسدي وانه كان ناقص حكمه او نعمه وكانت تزيد بل يؤكد انه كل يوم يتفوق علي المعلمين 

والعدد يقول ايسوس بروكبتو بارا ثيؤس 

اي يتقدم بمعني يتفوق علي الناس لانه قوة  الله ولانه متحد بثيؤس واحد مع الله ولانه من قبل ثيؤس واصلا من عند ثيؤس والذي يحكم بهذا هم البشر انفسهم بانه متفوق علي المعلمين 

ولما اراد لوقا البشير يتكلم عن نمو الطبيعة البشريه ليسوع قال في نفس الاصحاح قبل ان يتكلم عن يسوع في سن 12 انه قوة الله 

انجيل لوقا 2

2: 40 و كان الصبي ينمو و يتقوى بالروح ممتلئا حكمة و كانت نعمة الله عليه 

اي انه ينمو جسديا بالفعل لان لا يوجد مسيحي حقيقي ينكر ناسوت المسيح ايضا فهو انسان كامل ايضا بالاضافه الي انه الله المتجسد 

فهو ينموا ويتقوي بالروح وهو منذ الميلاد ممتلئ بروح الحكمة وممتلئ بنعمة الله 

ونقارن العددين معا لؤاكد ما اقول 

2: 40 و كان الصبي ينمو و يتقوى بالروح ممتلئا حكمة و كانت نعمة الله عليه 

2: 52 و اما يسوع فكان يتقدم في الحكمة و القامة و النعمة عند الله و الناس 

فاحدهما يؤكد انه ينمو ولكن في كل مراحله ممتلئ بروح الحكمة وممتلئ بالنعمه باستمرار

والثاني كما شرحت يوضح انه بسبب هذا الامتلاء يتقدم ويتفوق علي كل البشر بنعمة الله الحال فيه 

وهو يتقدم ويتفوق علي احكم اليهود وهم المعلمين في الحكمة والقامة والنعمة بشهادة الناس  

وسبب هذه الشهاد وهذا التفوق علي المعلمين رغم صغر سنه لان في ناسوته ملئ النعمه من لاهوته

 

ولا يوجد احد من البشر منذ ميلاده ممتلئ حكمة وممتلئ نعمه فالبشر ممكن ان يتقوي بالروح وينمو ولكن لا يكون ممتلي منذ الميلاد 

ولذلك عندما وصف يوحنا المعمدان الملاك الذي يعد طريق الرب يسوع المسيح قيل في الاصحاح السابق  

انجيل لوقا 1

1: 80 اما الصبي فكان ينمو و يتقوى بالروح و كان في البراري الى يوم ظهوره لاسرائيل 

فهو ينمو ويتقوي بالروح كناسوت المسيح ولكنه ليس ممتلئا حكمة ونعمه فهذا يتفرد به ناسوت المسيح لانه متحد باللاهوت 

 

وايضا نفس الوصف انطبق علي صموئيل النبي في

سفر صموئيل الاول 2 

وَأَمَّا الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ فَتَزَايَدَ نُمُوّاً وَصَلاَحاً لَدَى الرَّبِّ وَالنَّاسِ أَيْضاً. 

اذا الرب يسوع المسيح بالجسد اي بالطبيعه البشريه الناسوتيه في مرحلة الصغر ينمو و يتقوي بالروح مثل اي انسان ولكنه يفرق عن كل انسان بانه ممتلئ بروح الحكمة وممتلئ بالنعمه لانه كما شرح عدد 52 هو قوة الله وواحد مع الله فلهذا يتقدم ويتفوق علي اكبر المعلمين والحكماء من اليهود حتي في صغره  

رغم كل ما شرحت الا اني ساتماشي مع ان هذه العدد يتكلم عن نمو المسيح 

2: 52 و اما يسوع فكان يتقدم في الحكمة و القامة و النعمة عند الله و الناس 

فما الاشكاليه في اخذ العدد علي المعني المادي الجسدي فهل اللاهوت له طول ينمو فيه 

فهل اقول ان اللاهوت طوله متر ونصف واصبح طول اللاهوت مترين ؟ هذا خرافات بالطبع 

اذا لو اصروا علي ان المعني اللفظي بانه القامه الجسديه فايضا ما المشكله في ان يسوع جسديا ينموا في الحكمة وجسديا ينموا في القامة وجسديا ينمو في النعمه ؟ 

الم يشابهنا في كل شيئ خلا الخطية ؟

الم يتجسد الله الكلمه في بطن السيده العذراء 

إنجيل لوقا 1: 35

 

فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.

 

الم يشرح لنا معلمنا يوحنا بانه رغم التجسد الا انه قوة الله واللوغس المتجسد ؟

انجيل يوحنا 1

1 فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.
2 هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ.

3 كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.

4 فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ،

5 وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ.

يوحنا الحبيب يقول ان الكلمة اللوغوس اقنوم العقل تجسد وهو عند الله منذ الازل وكان الكلمة الله فالمتجسد هو الله نفسه لان الله لاينقسم وهو من البدء في ذات الله وهو هذا المتجسد الذي منذ البداية خالق كل شيئ وهو واهب الحياة 

ويوحنا الحبيب يكمل بكلمات مهمة تكمل المعني الذي قدمه لوقا البشير فيقول 


14 وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.

فنحن لم نري اللاهوت المتجسد ولكن رائنا الجسد المتجسد فيه اللاهوت ورئينا مجد هذا الجسد ومن البدايه هو مملوء نعمه .

وهذا ما قاله لوقا لما وصف انه مملوء حكمة ونعمه من صغره ويوحنا الحبيب يؤكد ان ذلك تفرد له فهو مملوء نعمه وحقا اي حكمة 
15 يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى قِائِلاً: «هذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي».

16 وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعًا أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ.

17 لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا.

فهو ليس مملوء نعمه وحكمه فقط منذ البطن ولكنه يفيض بهذه النعمه لانه هو واهب النعمه وواهب الحكمة لانه هو واهب الحياة 

إنجيل لوقا 21: 15

 

لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا.

فهو لا ياخذ حكمة ولكن يعطي حكة 

إنجيل لوقا 4: 22

 

وَكَانَ الْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ، وَيَقُولُونَ: «أَلَيْسَ هذَا ابْنَ يُوسُفَ؟»

وهو ايضا يعطي نعمه 

فالكتاب وضح انه ممتلي نعمه وحكمة ويعطي نعمه وحكمة 

ولكن مع هذا لاننكر ان بشرية المسيح مثلنا في كل شئ في النمو والتقوي لانه اخلي نفسه اخذا صورتنا 

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2

6 الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ.
7 لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.

8 وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.

فهو من الحبل به شابهنا في طبيعته البشريه في كل شيئ من الميلاد الي الصلب 

لكي يكون مجرب كل شيئ

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 2: 18

 

لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.



 
رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 4: 15

 

لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ.

وبهذا النسوت الذي شابهنا تماما بلا خطية كان ينمو في القامة كانسان كامل فهو جنين كامل متحد باللاهوت وطفل متحد بملئ اللاهوت وصبي وشاب ورجل متحد بملئ اللاهوت 

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 9

 

فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا.

وباللاهوت يدرك تماما ماهيته وطبيعته اللاهوتية

ولكنه بالجسد ينمو ويتقوي اما اللاهوت فلا ينمو ولا يتقوي فاللاهوت لا محدود فلا يحتاج ان ينمو وهو كلي الحكمة وكلي الوجود وازلي ابدي  

وبالجسد كان ينموا ويتقوي بالروح لانه انسان كامل يحتاج ان يتقوي وبلاهوته هو القوي لا يحتاج الي احد ولكن يفيض علي الاخرين 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 24

 

وَأَمَّا لِلْمَدْعُوِّينَ: يَهُودًا وَيُونَانِيِّينَ، فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ.

 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12: 9

 

فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ.

 

رسالة بطرس الرسول الثانية 1: 16

 

لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ.

اذا فهو بلاهوته كلي النعمه والحكمة والقوه وبناسوته يتقوي وينمو ويزداد

وبروحه اي لاهوته هو نفسه روح الله القدوس 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 9

 

وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ.

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 1: 19

 

لأَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ هذَا يَؤُولُ لِي إِلَى خَلاَصٍ بِطَلْبَتِكُمْ وَمُؤَازَرَةِ رُوحِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ،

 

رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 11

 

بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ، وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا.

 

اما بروحه الانسانيه فهي ممتلئة من الروح القدس  

إنجيل لوقا 4: 1

 

أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ

 

وينمو ويدرك ويتقوي بالروح القدس

إنجيل لوقا 2: 40

 

وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ، مُمْتَلِئًا حِكْمَةً، وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.

 

فروحه القدوس يقوي ذاته ( اي اللاهوت يقوي الناسوت ) 

وروحه القدوس يقدس ذاته 

إنجيل يوحنا 17: 19

 

وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ فِي الْحَقِّ

 

فهو يقدر من الميلاد اظهار قوته اللاهوتية وملئ الحكمة والنعمه والقامة الروحيه ولكن في حجاب الجسد يظهره في الوقت المناسب ( بحكمة وليس تظاهر ) بالطريقه المناسبه تدريجيا بما يتناسب مع النمو  الجسدي ولذلك سار الصبي على قوانين الطبيعة البشرية وكان يتقدم كما يتقدم أي طفل وينمو مثل اي طفل لان طبيعته البشريه كامله ولكن هو يحل فيه ملئ اللاهوت 

 فبحسب الناسوت كان السيد المسيح ينمو في القامة والحكمة والنعمة، وبحسب اللاهوت هو الكامل في كل شئ، فعندما نقرأ أن الرب يسوع كان ينمو في القامة والحكمة والنعمة أو أنه جاع أو تعب أو بكى أو تألم أو مات او غيره فإن الإنجيل هنا يشير للناسوت، وعندما نقرأ عن الرب يسوع انه الخالق وهو الحياة والقيامة وغافر الخطايا وغيره من الصفات الالوهية فإن الإنجيل هنا يشير لللاهوت، وفي كلتا الحالتين لا ينفي الإنجيل الإتحاد بين الطبيعتين في طبيعة واحده وهو الرب يسوع المسيح ولا يفصل بين اللاهوت والناسوت، وكل مايخص الناسوت أو اللاهوت فانه ينسب لله المتأنس المتجسد. لهذا فالمسيح كان يعرف انه الله الظاهر في الجسد اثناء بل وقبل التجسد ولكن بالجسد هو ينموا في كل شيئ بما يناسب الطبيعة الجسدية.

 

والمجد لله دائما