الرد على مشكلة الألم

 

Holy_bible_1

 

الرد على مشكلة الألم او فكرة يرددها البعض بان وجود شر والم يؤكد عدم وجود إله 

السؤال هو دائما، ان كان الله خير وان كان كامل القدره وانه غير محدود وفي كل مكان، لكان يجب ان لا يوجد الم في الحياة لان يعتبروا ان الالم ضد كونه خير والالم ضد كونه كامل القدره والالم ضد كونه غير محدود وانه في كل مكان. 

اول إشكالية عند اصحاب هذا الرأي انهم يتكلمون عن الالم انه في فكرهم ككيان وليس كنتيجة فلتوضيح هذا نؤكد ان الالم هو نتيجة وليس كيان خلقه الله فالله لا يخلق شر بل كل ما يخلقه هو حسن. فان كان الالم نتيجة وليس كيان فنفهم ان النتيجة هي رد فعل تنتج عن أفعال. إذا الشر ليس له علاقة بالله لا كوجود او كيان ولا ينفي وجود الله لوجود الشر ككيان. 

ولكن السؤال يتحول ان كان الله موجود لماذا لا يتدخل لمنع هذه النتيجة (الشر)، وأيضا البعض قد يدعوا ان وجود الالم حتى لو نتيجة فهو يشير لعدم وجود إله لأنه لو كان الله موجود لمنع الشر حتى لو نتيجة. ولكن الحقيقه الالم لا يتعارض مع وجود الله وصفاته ان فهمنا مغزى الالم ومصدره فان فهمنا ان الألم نتيجة إذا يجب ان نفكر في السبب وهل سبب الألم يتعارض مع وجود إله ام يثبت وجود إله. 

فباختصار في البداية الله قدرته على الخلق كاملة ويخلق بطريقه كامله ولكن الله لا يخلق كائنات كامله لأنه لا يخلق الهة مساوية له فهو الوحيد الكامل ولكن يخلق مخلوقات اقل منه، فلانه لا يخلق كائنات كاملة رغم ان قدرته على الخلق كامله فالكائنات هذه الناقصة تخطئ لأنها غير كامله لأنها ليست مثله فهو الوحيد الكامل الذي لا يخطئ ولهذا فأخطائها ينتج عنه الام فالألم كثير منه نتيجة أخطاء نقص. ولكن هو يتدخل لحماية اتباعه ومن يثقوا فيه من الالم ويعزيهم بعدل ورحمه ويظهر لهم عمله بل يستخدم الألم لخيرهم. فوجود الالم ليس بدليل عدم وجود الله بل هو دليل علي ان هناك اله واحد خالق وهو لوحده الكامل وهو لا يزال يعمل.

 

الالم هو ما يعانيه الانسان كنتيجة

وهو نوعين 

نتيجة افعال تسبب احزان مثل    

احزان بسبب تصرفات اخرين وهذه مصدرها الانسان بطريقه مباشره وغير مباشره، بمعنى احزان مثلا بسبب وفاة انسان رغم ان انتقاله راحة له من اتعاب العالم فراحته كانت الم للأخرين هذه يقدر الرب ان يمنع الأشخاص من الموت ولكن الأفضل لهم ان ينتقلوا من ارض الاتعاب بعد ان يكتمل زمانهم. 

واحزان بسبب امراض وسببها فساد طبيعة الانسان وايضا الرب قادر ان يمنعها ولكنه يفضل ان يشفي او يعوض عنها. ولكن هذا لا يدركه من لا يؤمن بالله فيري الالم فقط ولا يري الله.

واحزان بسبب تصرفات واساءات الاخرين فهي ليست من صنع الرب ولكن الانسان نفسه، وهي الرب يستطيع ان يمنعها ولكن هو يفضل أكثر ان يعزي ابناؤه عنها أكثر من منعها لانه في منعها يمنع شيئين 

اولا حرية التصرف المرتبط بالحرية 

وثانيا يحرم ابناؤه من هذه التعزيات التي تعرفهم حنانه. 

ثانيا الم نتيجة احداث

الم بسبب امور وكوارث طبيعية وهذه لها اسباب مختلفه منها ما هو متاثر بتصرفات الانسان وافساده للبيئه ومنها ما يسمح به الله لانقاذ الابرار من الاشرار ومنه ما لم يعلن عن سببه. ولكن حتي هذا النوع ورغم انه لا يبدوا في الظاهر انه نتيجة اما في الكتاب المقدس اظهر انه نتيجة لازدياد شر فتلفظ الارض سكانها بكوارث وايضا اظهار رحمته لابناؤه عندما يحميهم من هذه الكوارث ويخرجهم بسلام. 

واركز اكثر في السؤال وهو حتى لو كان الألم ليس من صنع الله بل الانسان نفسه لماذا لا يمنع الله الالم او ينهيه؟

والاجابة على هذا السؤال بسهوله. فرغم ان الله قادر علي منع الالم من الحدوث الا ان الله لا يمنع الالم ويتضح هذا ان فهمنا ان الالم متعلق في الغالب بتصرفات البشر. فيكون منع الالم يعني بالضرورة منع السبب والسبب هو كما فهمنا تصرفات البشر فمنع تصرفات البشر هذا يعني منع الحرية لان الانسان الذي يقيد الله تصرفاته لكيلا يسبب الم بتصرفاته هو مسير وهذا ضد ارادة الانسان وحريته وضد الله المحب الذي يريد الانسان ان يختاره عن اقتناع وليس عن اجبار وتسيير وقسر. فالحرية اعطاها الله لنا لنختار ان نبادله المحبه فهو بحريته احبنا ويريد ان نحبه بحريتنا. 

ولكن لكي يمنع الالم سيمنع الحرية ومنع الحرية هو يمنع ان نحبه بحرية ولو منعنا ان نحبه يكون منع غاية الحياة.

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 3: 17

 

وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ.

 

رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 8

 

وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ.

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 3: 10

 

لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ،

 

فنكتشف منع الالم هو اصلا شر بل هو أكثر شيء شرير لان فيه عدم معرفة الله بالحقيقة وهو غاية الحياة. فهو اول وصية 

سفر التثنية 6: 5

 

فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ.

 

إنجيل مرقس 12: 30

 

وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى.

فحجب الحربة هو منع المحبة بحرية. وتصبح الحياة بلا هدف أبدى.

امر اخر مهم وهو عدم منع الالم والشر الان لا يعني ان الله لا يستطيع او لن يفعل ذلك بل هو في الابدية لن يكون الم ولكن فقط محبة بعد ان يكون اختار الانسان بحريته في هذه الحياة ان يحب الله رغم بعض الالم بسبب الحرية. وأثبت بتحمله بعض الألم محبته الحقيقية لله. 

والان نستطيع ان ندرس معا وهو الرد علي سؤال لماذا الالم ان كان بالفعل الله موجود 

وكل انسان يصاب باي الم عادة ما يقول السؤال المعتاد لماذا؟

لماذا المرض لماذا المشاكل لماذا المضايقات لماذا الحروب لماذا المجاعات لماذا الاضطهاد لماذا الظلم لماذا موت الاحباء لماذا، لماذا، لماذا...؟

بالرغم انه لا نستطيع ان نجاوب على كل سؤال فردي لكل فرد هنا ولكن نستطيع معا ان نفهم معا كصوره عامه لبعض اهداف الالم (برغم انه لا نستطيع فهم كل امور الله ولماذا يسمح بالام في مواقف معينة) 

اولا يستخدم الله الالم احيانا لمكافئتنا ورغم ان هذا غريب للبعض من الوهلة الأولى الا انه بقليل من التفكير نجد أن الله يسمح ببعض الالم ليتقوى الانسان ويتحول من مرحلة طفل مدلل الي رجل قوي وبهذا يتحمل مسؤلية معينة تكون لفائدته وفائدة اخرين وفي هذا يكون مكافئة عظيمة. وأيضا يستخدم الله الألم كثيرا ليلفت نظر الانسان لشيء ويزيد ادراكه وهذا خير. فمثلا الرب سمح بكثير من الالم لموسى منذ سنة 40 الي 80 حتى يعده لمكانه عظيمة جدا ومكافئة مرتفعه لا تضاهي رغم ان موسي بطرده واتعابه لابد ان يكون سال الرب لماذا الالم فهو من تنعم في قصر الي حر وتعب ومشي وجوع وعطش ومواجهة الموت عدة مرات ولم يفهم في وقتها ولكن فهم بعد هذا بسنين كثيره أنه كان اعداد مناسب فموسى مثله مثل كثيرين تالم أربعين سنة ولا يعرف لماذا الالم. ومثاله يوسف وداود وايوب وغيرهم كثيرين فالالم اخرج أفضل ما فيهم واعطاهم مكافئات عظيمة. وبناء على هذا المقياس الام كثيرة جدا سنجدها هي تدريب للخير لاندركه في وقته. بل حتى لو الانسان استمر معه الألم للموت فهو كان تدريب للملكوت  لنكون تامين وكاملين في الملكوت

رسالة يعقوب 1

2 اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ،
3 عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا.

4 وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ.

ثانيا يستخدم الرب الالم للانذار من الم اشد بكثير فكثير من الذين عانوا من الم صغير تعلموا ان يتحاشوا الم كبير. مثال بسيط لو طفل لمس شيء ساخن وتألم سيتعلم ان لا يلعب بالنار او يقترب اليها فالم قليل أنذره ان يبعد عن الم كثير. وهذا المثل يتدرج كثيرا حتى يصل الي مرحلة ان يتحاشي الانسان اشد الم وهو الالم الابدي فالألم الانذاري هو هدف جيد جدا لا يجب ان نعترض عليه او نعاتب الله بسببه. فهدفه هو الخلاص

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 3: 15

 

إِنِ احْتَرَقَ عَمَلُ أَحَدٍ فَسَيَخْسَرُ، وَأَمَّا هُوَ فَسَيَخْلُصُ، وَلكِنْ كَمَا بِنَارٍ.

ثالثا الله يستخدم الالم لحمايتنا بمعني بدون الم قد نصل الي حد تدمير أنفسنا فمثلا مريض الجزام يفقد الإحساس بالألم في الأطراف وهذا مضر جدا يصل به انه يفقد بعض اصابعه بسبب اصابات لا يشعر بها. فالالم يساعد الانسان في ان يحافظ على نفسه. وبنفس المقياس الم الحماية سنجده في كثير من حياتنا لو ركزنا في الاحداث بحيادية. 

 رابعا احيانا الله يستخدم الالم لعلاج الم فمثلا  الم التوقف عن الكحليات والمخدرات هو الم ولكنه يعالج الم اكثر وهو الاستمرار في الادمان. الم التغلب على محاربة خطية يعالج نتائج الخطية الشرير. وهكذا هناك انواع كثيره من الالام في حياتنا بدون ان ندري الله يسمح بها ليعالج الم اخر أقوى قد لا ندركه وعادة يستخدم الم وقتي لعلاج الم اطول وأصعب.

وارجو مراجعة موضوع التجارب في الحياة المسيحية التي لم اتعرض اليه هنا

 

 الألم والشر غير مخلوق 

وللتوضيح اضرب عدة امثلة

 اولا الظلمه غير مخلوقه ولكن في غياب النور تكون ظلمه كنتيجه فالنور مخلوق ولكن الظلمه نتيجة غياب النور المخلوق فالظلمة مخلوق سلبي أي ليس مخلوق حقيقي ولكن وجوده من غياب المخلوق الحقيقي وهو النور

المثال الثاني الحفره غير مخلوقه ولكن توجد الحفره كنتيجة حفر التراب المخلوق فبعدم وجود تراب في مكان تكون حفره فهي أيضا مخلوق سلبي كنتيجة لغياب المخلوق الايجاب الحقيقي فهو نتيجة رغم انه معثر.

ثالثا الجفاف غير مخلوق ولكن في غياب الرطوبه والمياه يكون جفاف مميت احيانا لبعض الكائنات الحية فهو رغم انه مؤلم جدا وقاتل ولكنه نتيجة وليس كائن في ذاته 

ورابعا البرد غير مخلوق ولكن هو غياب الحرارة وهي من أنواع الطاقة المخلوقة فهو مخلوق سلبي ينتج عن غياب المخلوق الحقيقي والانسان الذي يبتعد عن مصد الحرارة بإرادته يبرد ويتألم فالبرد غير مخلوق ولكنه نتيجه 

( وارجوا الرجوع الي ملف صانع السلام وخالق الشر اشعياء 45: 7 )

وبنفس المقياس أستطيع ان اوضح ان الألم و الشر ليس مخلوق ولكن نتيجة لغياب خير ونعمة الله قليلا وينتج الشر كنتيجة والابتعاد عن الله ينتج الم فقد نعمة الله.

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12: 9

 

فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ.

فالخير هو نعمة الله وفي غياب نعمة الله بسبب إصرار الانسان على رفض الله او لأي سبب اخر يعاني الانسان بالألم

ويبرز سؤال ان كنا أدركنا ان الشر ليس كينونه في ذاته ولكنه نتيجه غياب نعمة الله احيانا وهذا ما نقول عنه بسماح من الله فلماذا تغيب نعمة الله احيانا حتى لو لم نبعد عنه بإرادتنا؟

ومن هنا اضرب مثال توضيحي وهو مثال الاب والابن .

لو وضع الاب ابنه في مكان معزول لكيلا يتعرض الي اي اختبارات ولا اي تجارب لكيلا يتألم فبالطبع لن يكتسب اي خبرات لان أفضل خبرات نكتسبها هي ان نتعلم من تجاربنا واخطائنا ونتيجة عزل ابنه لكيلا يتعرض لأي اتعاب يبلغ الابن مدلل تالف بدون خبره وتكون انتهت فرصة تعليمه المناسبه (اي فترة الصغر) وهو ما نطلق عليه ابن فاشل (لو انت ترفض الألم كلية فانت تطلب من الله ان يجعلك ابن فاشل) فمنعه الم قليل في الطفولة والشباب يضعه في الم كثير جدا في الكبر وهو الم قلة الخبرة والفشل.

ولكن الاب الحكيم والمعلم الناجح هو من يترك ابنه يخوض بعض التجارب ويتالم ولكن يلاحظه من بعد فلا يتركه يهلك لكن قد يتركه يتعب قليلا ويتألم قليلا وأحيانا يجعله يدفع ثم خطؤه ليتعلم أكثر وأحيانا اخري يعاقبه بنفسه على خطؤه ولكن يستمر في متابعته ولا يترك ابنه يهلك حتى يتعلم ويكتسب خبرة ويتقوى على مواجهة أمور الحياة.

ولكن لو نظرنا بنظرة الابن فهو قد يحزن احيانا ويزعل من ابيه احيانا لانه يتمني ان ينقذه من التجربه من الاول ولا يتركه يتعزب وأحيانا يعتبر ابيه تأخر او نسيه بل قد يعتبر المه لا يحتمل ويصل الي درجة انه يقول ان ابيه لا يحبه. ولكن الاب بحكمته التي هي أعمق بكثير من حكمة الابن يعرف الوقت المناسب للتدخل التي في كثير من الأحيان تخالف توقيت الابن الذي يتمنى ان يتدخل الاب بسرعة.

أحيانا عندما يطلب انسان شيئ من الله ولا يستجيب او ينال الأنسان شيء اخر غير الذي كان يريده قد يخدعه الشيطان بأن الله غير موجود لأنه لم يستجيب رغم ان الله استجاب بشيء مناسب في الوقت المناسب. فقد يستجيب الله بأشياء لا نتخيل أنها استجابة ولكنها معا تعطي الانسان أفضل مما كان يتمنى.

مثل للتوضيح  

لو طلبت من أحدهم طعام وقدم لك كوب دقيق لن تتحمل ان تأكله وتعتبر أن هذا تعذيب لأنك جائع واعطاك شيء لا يفيد في رأيك. ونفس الشعور لو قدم لك كوب سكر فقط او معلقة ملح او لو قدم لك بعض الكربونات ايضا سترفض كل هذا ولو قدم لك بيض نيء او لو قدم لك قطعة زبد. ستجد ان كل هذا ليس مرغوب اليك وستحزن لماذا يعذبك وانت ترغب ان تأكل ولكنه لا يستجيب إذا هو لا يحبك أو قد يكون غير موجود ولا يسمع. ولكن بعد ان اعطاك كل هذا الذي اعتبرته تعذيب لو بحياة شركة معك اخذ كل هذا وخلطهم بطريقة جيده واشركك في التحضير ووضعهم في الفرن وقدم لك كيكه جميله من المكونات السابقة وأنت اشتركت معه في صنعها هنا ستدرك ما فائدة هذه الاشياء التي كنت ترى انها متعبة بل ستفهم هدف الانتظار وانت جائع كان غرضه تحضير كيك حلو مشبع وممتع وأيضا التمتع بالشركة والتعلم كيفية التحضير وخبرة. فقد يضعك في الام في الصغر مثل دقيق. وقد يضعك في الم مضايقات في الشباب مثل الملح وقد يضعك في اتعاب في الكلية مثل الكربونات وقد يضعك في اضطهاد في العمل ولكن عندما في النهاية لو كنت متقبل بفرح كل هذا سيوضح لك ان كل هذا كان للخير واعداد لما هو أفضل بكثير لو احتملت وانتظرت بثقة.

سفر المزامير 37: 7

 

انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ، وَلاَ تَغَرْ مِنَ الَّذِي يَنْجَحُ فِي طَرِيقِهِ، مِنَ الرَّجُلِ الْمُجْرِي مَكَايِدَ.

 

سفر المزامير 40: 1

 

اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي،

 

فعلينا ان ننتظر الرب وثق انه سيستخدم كل شيء مما تراه غير مناسب في حياتك ان يكون لخيرك سيكون خير لك 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 28

 

وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.

أحيانا نكون متعجلين ونقول يكفي التدريب الذي اخذناه والالام فنحن تحملنا ما يكفي ولكن تخيل معي المكونات التي ذكرتها من دقيق وسكر وملح وزبد وبيض ولبن ولكن لان الابن زهق وتعجل فرفض الخميرة النتيجة ستكون كيكة فاشلة. لذلك الالام الصغيرة والكبيرة هامة ومكملة معا للأعداد الذي لا تفهمه في البداية.

لو أعطيت هيدروجين سيحدث انفجار ولو أعطيت أكسجين أيضا سيساعد على اشعال الحرائق ولكن الاثنين معا يكونوا مياه تطفئ نيران الأعداء وتروي.

 مثال اخر الشجرة بها حلقات صلبه وحلقات طرية الحلقات الصلبة اثناء الجفاف والطرية اثناء المواسم الغنية بالمياه ولكن هذه الحلقات لها فائدة اخري وهي الطرية تعطي ليونة للشجرة والصلبة تعطي صلابة للشجرة لو كانت صلبه فقط لانكسرت ولو طرية فقط لانثنت إذا موسم الرخاء هو يعمل لفائدة الشجرة وموسم الجفاف أيضا يعمل لفائدة الشجرة. لو الشجرة تتمنى الرخاء فقط لكيلا تتألم بالجفاف ستصير ضعيفة وقد تصل الي التعفن بسبب ارتفاع الرطوبة. إذا الخير له فائدة والشر في الظاهر هو أيضا خير وله فائدة لو أدركنا مقاصد الله واحتملنا.

وأيضا أتساءل لماذا نلوم الرب على كل ألم؟

 لماذا عندما ننظر الي سيارة مهشمه او مليئة بالصدى لا نعيب على المصنع انها صنعها مهشمة لأننا نعرف ان المصنع صنعها جيدة جدا ولكن انسان صدمها وهشمها او أهملها؟ ولكن عندما ننظر الي الألم نقول ان الله خلق الألم رغم انه لم يخلق الألم بل خلق عالم رائع والانسان بخطيته وأخطاؤه جلب الألم. رغم انه نفس المقياس. 

أيضا نشتكي من الم الإنذار مثل الصداع ولا نشتكي المصنع إذا إضاءة إشارة في السيارة علامة انذار.

ما قدمه هو من حيث المبدأ ولكن أتساءل مع البعض الا يوجد طرق أخرى بدون الم لنتعلم؟

نحن نؤمن كما أكد من الانجيل ان الله يعلم كل شئ 

ولان الله يعلم كل شئ اذا فهو يعلم جيدا ان الشر سيحدث في العالم قبل ان يخلق العالم 

فاذا كان الله يعلم هذا اذا الم يكن عنده وسيله اخري ليخلق العالم بدون شر ( التي فهمنا انها غياب نعمته احيانا ) ؟ 

وهذا يقودنا الي عدة احتماليات 

1 ان لا يخلق العالم لمنع الشر 

فهل عدم خلق العالم لكي لايكون هناك فيه شر افضل من خلقه ؟ بالطبع لا فالله عندما خلق كل شئ قال عنه انه حسن واجمل شئ فيه هو وجود المخلوق الذي قال عنه الله انه حسن لذلك وجود الشمس حسن لوجود الشمس ووجود النبات حسن واحسن ما فيه هو وجوده وايضا الحيوان والانسان فان لم يخلقهم الله من الاول لما كان وجود لهذا الحسن . فوجود انسان به عيب بسيط افضل من عدم وجوده علي الاطلاق لان عدم وجوده معناه عدم اخذ فرصه لإصلاح العيب بمساعدة الله وعدم معرفة الله وعدم الفوز بالحياة الابدية. وايضا سيكون صفات كثيره في الله مثل المحبة وغيرها لم يظهرها الله للإنسان لان الله فضل لمنع الشر الا يخلق الانسان وسيكون الله ضعيف لانه اراد شئ ولم يستطع ان يفعله وسيكون الشر انتصر حتى في عدم وجوده لانه منع خير الله عن البشر بمنعه من خلقهم لكيلا يوجد الشر.

 ولهذا فهذا الاختيار مرفوض 

2 ان يخلق العالم ويجعل خلائقه بدون حريه على الاطلاق فلا يخطئ أحد فلا يتعذب أحد في العالم او الحياة الأخرى.

الله كان يستطيع ان يخلق العالم مقيد بقيود فيتحرك الكل كالات بدون حريه وبهذا لن يخطئ أحد وهذا يصلح في حالة واحده لو لم يكن هناك ايمان لان الايمان لا يتفق مع القيد والاجبار والانجيل قال ان روح الرب يعطي حريه 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 3: 17

 

وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ.

فبهذا المسيحية لا تتفق مع القيد والعبودية ولكن في روحها حريه ولهذا تقييد البشر بقيود فلن ينال الانسان فرحة حريته في المسيح وايضا بالقيد لكيلا يخطئ فهو ليس له الاستحقاق في الملكوت لانه قيد عن ان يقبل خلاص المسيح بحريه. فلا يستحق شيء لم يختاره أصلا ويكون الملكوت ليس مكافئة بل اجبار وهذا غير مقبول.

والمثال الذي قلته كثير وهو اختيار الحب بين العريس وعروسه فالذي يفرض على عروسه ان تحبه مجبره او تقبله بالإجبار وليس بالاختيار هذا ليس تبادل محبه ولكن قهر واغتصاب حقوق اما الذي يحب عروسه بحق يتاكد اولا من محبتها له واختيارها بكامل ارادتها وحريتها له وهذا هو المحبه في المسيحيه بحريه كامله والهنا كلي المحبه يريدنا ان نختاره بحريتنا الكامله وهذا لا يتفق مع القيد لكيلا يكون الم. فالعريس والعروس يتحملوا بعض المشاق قليلا في فترة الخطوبة لينتهي الامر بفرح أفضل فالألم مرتبط بالمحبة ومنع الألم منع محبة.

 ولو كان هذا الفرض هو الحل المختار لكان الله وضعنا من الاول في الملكوت ولكننا في الملكوت لم نعرفه ولم نعرف حبه ولعشنا في الملكوت منفصلين عيشه مره مقيده وأصبح هو إله اجبار وفرض وسيطرة فقط وهذا ليس الهنا 

 العالم بدون حريه لكيلا يخطئ مكانته اقل بكثير من العالم الذي نحياه ولنا حرية الاختيار مثل الدوله القاسيه التي تفرض قيود صعبه جدا ولا يوجد بها حريه لا فكر ولا تعبير لكيلا يخطئ شعبها وهي اقل بكثير في المكانه من الدوله التي يتمتع شعبها بحريه حتى ولو كان البعض يؤذي من اخطاء البعض ولكن من يخطئ يعاقب والذي تأذى يعوض.

والانسان المقيد لن يعرف معني وجمال الحريه لانه لم يدركها فبهذا الله اثبت انه لا يستطيع ان يتحكم في الانسان لأنه خوفا من ألم الانسان قيده فهذا أيضا حل مرفوض. فالهنا قادر علي كل شئ واثبت ذلك بانه يعطي الحريه كامله للعالم ووسط هذا يحافظ على اولاده ولكن يسمح احيانا ببعض الألم للتذكية. 

3 الاختيار الثالث وهو الذي نحن فيه

الخلق والسماح بوجود الشر والتدخل لمن يطلبه وإظهار المحبة كما هو الحال الان. ولكن لا يتدخل بالإجبار بل يتدخل بالاختيار لمن يطلبه ولكن في الوقت المناسب الذي يراه الله وليس الوقت المناسب في راي البشر.

وهذا الحل رغم ان به بعض الالام والامراض والمعاناه لبعض اولاده ولكنه الكل له فرصة تذوق حلاوة الحرية في المسيح. ولم يخدع الله احد ويضله ولم يجبر الله احد علي قبوله الخلاص ولكن من يريد يرشده الله كاب ليتعلم من اخطاؤه وخطاياه وعليه ان يتقبل التاديب ولم يجبر احد علي حبه 

ومن هذا نري ان العالم الذي نعيش فيه هو أفضل عالم حتى بالألم وفوائده. هو أفضل من عالم بلا الام لانه بلا حريه وهو أفضل من عالم لم يخلق من الاصل لكيلا يوجد فيه ألم فلم يعرف شيء من الاصل.

وأستطيع ان اقول عالمنا ليس أفضل تخيل لنا لعالم معاش ولكن عيوبه هي خطايانا نحن وليس من اللهولكنه بكل تأكيد أفضل وسيله على الاطلاق للوصول الي العالم الافضل في ملكوت السماوات الذي بلا الم فنحن ذقنا حلاوة الحرية في المسيح مع بعض اللالم ومن اختاره اختاره بإرادة كامله وعاش معاه حياة توبة وقداسه لينال مجد أفضل مما يمكن ان نتخيله عندما نصل الى الملكوت 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 18

 

فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا.


 
رسالة بطرس الرسول الأولى 5: 1

 

أَطْلُبُ إِلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، أَنَا الشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ، وَالشَّاهِدَ لآلاَمِ الْمَسِيحِ، وَشَرِيكَ الْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ،

وبخاصه ان هذا العلم وهو ارض الاتعاب والالام لا يقارن لا زمانيا ولا مكانة مع ملكوت السماوات

وأجمل ما فيه بعد معرفة ربنا بالحقيقه هو انه باختيارنا وليس اجبار ليقودنا الي ملكوت السماوات

ومن استغل الحرية وأخطأ وسخر الحرية في الشر فهذا يرفض من امام الله ولو كان دخل الملكوت عن طريق الاجبار لكان اشقي نفسه والاخرين الي الابد أكثر مما يفعل في العالم. فالرب ترك فرصه بضعة سنين لكل شخص يظهر فيها معدنه ويختبر بنار التجارب في فتره زمنية لا تذكر بمقارنة ملكوت السماوات الابدي 

رسالة بطرس الرسول الاولي 1

6 الَّذِي بِهِ تَبْتَهِجُونَ، مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ ­ إِنْ كَانَ يَجِبُ ­ تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ،
7 لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ،

8 الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ،

9 نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ.

ومن هذا نفهم لماذا البعض يصابوا بالأم في حياتهم فهي قد تكون بسبب تنقيتهم او بسبب بعدهم عن الله او بسبب تجربه من الشيطان لو تمسك اثناءها الانسان بالله لن يشعر بالتجربه لانه يعلم ان بعدها مجد عتيد سيتعلن 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 18

 

فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا.

 

واوضح هدف خلقة الانسان وتسلسل عمل الله معه 

الله قبل ان يخلق الانسان كان بالفعل يحبه ولهذا لاتوجد صفه في الله معطله حتي قبل الخلق. ويعلم ان الانسان يجب ان تكون حر لكي يختار ان يبادل الله محبه التي بداها الله اولا

رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 19

 

نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً.

فلهذا يجب ان يخلقه حرا ليختار المحبه بارادته ولكن الله يعلم ايضا ان بترك الحريه للانسان يكون هناك مشكله وهي ان هذه الحريه قد تقود الانسان أحيانا الي الخطية والخطية لو نبعت من داخل لن يكون له خلاص من الخارج ولشرح ذلك أفضل هو ان اعود لمثال العجين والخميره فلو فسد العجين بدون ما ان تضاف اليه الخميره الفاسده من الخارج فهو ليس له ان يضاف اليه مضاد حيوي وخميره نقيه لانه فسد من الداخل وليس بخميره خارجيه. فلهذا سمح الله للانسان بان تكون له فرصة الخطيه من الخارج ومن هنا كان دور الشيطان والشر الذي سمح به الله 

وقبل ان اعرض هذه النقطه يجب ان اشرح موضوع اخر في عجاله وهو 

الله كامل في كل شئ وقدرته علي الخلق كامله ولكنه عندما يخلق يخلق كائنات غير كامله لانه لو خلق كائنات كامله ستكون الهه معه وهذا ضد وحدانية الله فهو يريد ان يكون مع الانسان في شركه وليس شرك ولهذا فهو خلق اولا الملائكه كائنات غير كامله وهم معروفه وظيفتهم كخدام لهيب 

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 7

 

وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ».

ولان وظيفتهم محدده فمن يخالف يكون متعدي وهم مخلوقين ليس للتناسل والله يعلم من البدء ان احدهم سيسقط ولهذا فان هذا الكاروب الساقط 

سفر حزقيال 28: 14

 

أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ، وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ.

واعطاه كثيرا لكي يكون بلا عزر لو أخطأ.

سفر حزقيال 28: 12

 

«يَا ابْنَ آدَمَ، ارْفَعْ مَرْثَاةً عَلَى مَلِكِ صُورَ وَقُلْ لَهُ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّأَنْتَ خَاتِمُ الْكَمَالِ، مَلآنٌ حِكْمَةً وَكَامِلُ الْجَمَالِ


ولكن هذا الخادم سقط بتكبره من ذاته متعديا على حدود وظيفته 

سفر إشعياء 14:
12 كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟

13 وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ.

14 أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ.

ولهذا بسقوطه من ذاته فليس له فرصه للتوبة ولكن يسمح الله له بدور مهم فهو يستخدم كأداة قد تبدوا من الخارج الم ولكن في جوهرها محبه للانسان 

فبعد ذلك خلق الله الانسان ووضعه في جنة عدن وسمح للشيطان ان يسقطه وبالفعل الشيطان الشرير اغوي الانسان فسقط الانسان بغواية الحية وظن الشيطان انه انتصر ولكن لم يعرف وقتها انه بذلك حمي الانسان من ان يسقط من الداخل بسبب نقصه وبسبب سقوطه من الخارج له فرصة التوبه من الخارج 

ثانيا طرد الرب الانسان من الجنه قبل ان ياكل من شجرة الحياة لكيلا يحيا بالجسد الي الابد في انفصال عن الله فبهذا سمح للانسان ذو الطبيعة الفاسدة لأنه يتألم ويموت بالجسد لخيره بل محبه له فيتألم ويقبل الله ويتنقى ويعرف معنى النقاء وجماله حتى لو بنار وينال الخلاص فيحيا بالجسد الروحي مع الله الي الابد 

ومن ينظر الي هذا يتخلى عن انها سلسلة الام واحزان للانسان من اول ادم واولاده ولكنه منتهي المحبة وحب أبدى 

سفر إرميا 31: 3

 

تَرَاءَى لِي الرَّبُّ مِنْ بَعِيدٍ: «وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ

ويستمر الانسان بكامل ارادته ويأتي ملئ الزمان ويقدم الرب للإنسان الفداء والخلاص كعطيه مجانية رغم انها لا تقدر بثمن فمن يقبلها ينال الحياة الابديه ومن يرفضها يكون بكامل ارادته يختار ان يعيش في الظلمة الخارجية لأنه أحب الظلمة 

إنجيل يوحنا 3: 19

 

وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً.

 

رغم ان الله اظهر محبته لانه قدم جسده فداء عنهم 

إنجيل يوحنا 15: 13

 

لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ.

وهذه اعلي درجه من درجات المحبة وهو قبل الاله ليظهر المحبة وهو بدا اولا وما علينا الا ان نبادله هذه المحبة حتى لو فيها بعض الألم

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 1: 29

 

لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ.

 

إنجيل يوحنا 16: 33

 

قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ».

 

وبهذا في الملكوت الانسان يكون اختار الله بارادته وعرف عمق محبته ويحيا بارادته في محبه ابديه مع الله وأدرك معنى النقاء بالتطهير ببعض الألم الوقتي لينال المجد الابدي

وتطبيقا هذا علينا 

لو تعرض انسان فينا لالام فلا يتسائل لماذا سمح الله بالالام ولكن هذا الالام قد يكون بسبب خطيه فالهدف منه للخير لكي يتوب الانسان عن الخطيه او قد يكون السبب فيه تزكيه للخير

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 5:

مُقِيمُونَ، وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ.
3 وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا،

4 وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً،

5 وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا.

6 لأَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ.

7 فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ.

8 وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا.

9 فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ!

10 لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ!

 فهو يسمح بتجربه لشيئ اعظم وهو تعلم الرجاء والايمان وحياة الصلاه كمثال الاب الذي يتركه ابنه ليجرب لياخذ خبره ولكن النهاية اكيد للخير 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 28

 

وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ

فحتي لو لم نعرف هدف تجربة المرض او المشاكل الاسريه او العمل او حادث او اعاقه او وفاه أحد الاحباء كل ما علينا ان نتاكد انها للخير وندخل في حياة الصلاة ليكشف الله مقاصده الصالحة.

سفر المزامير 94: 12

 

طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي تُؤَدِّبُهُ يَا رَبُّ، وَتُعَلِّمُهُ مِنْ شَرِيعَتِكَ

 

رسالة يعقوب 1: 12

 

طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ.

 

فاخير بعد ما قدمت فاجابة لماذا سمح الله بالشر؟ أقدر ان اقول الله سمح بالشر للخير الذي لم يكن يحدث ويدرك بدون الشر وان كنا لا نفهم السبب او ان كنا لا نعرف النتيجه مسبقا باعيننا البشريه ولكنه بكل ايمان أقدر ان اقول ان السماح بالشر من اول الخليقه الي اخرها هدفه الخير في المسيح للحياة الأبدية.

 

والمجد لله دائما