«  الرجوع   طباعة  »

انجيل توما الابوكريفي الجزء الثالث انجيل توما الاقوال

 

Holy_bible_1

 

انجيل توما (الاقوال)

هو ليس انجيل أصلا لان انجيل يعني بشرى سارة ولكن هذا الكتاب هو مجرد كتاب لا يحمل بشري لا سارة ولا غير سارة فهو لا يتكلم عن بشرى القيامة ولا الخلاص وايضا هو ليس انجيل بمعنى انه يحكي قصة حياة والام الرب يسوع المسيح وتقديمه للخلاص هو فقط كتاب يحتوي على 114 مقولة ينسبها الكاتب زورا للرب يسوع ولكنها تعبر عن فكر الكاتب الغنوسي بعد ان سرق الكثير منها من الاناجيل الأربعة القانونية وأضاف اليها فكر ابوكريفي.

 

قصة اكتشافه 

فى منتصف القرن العشرين تقريبا في ديسمبر 1945 م اكتشف في نجع حمادي بمصر وسط مجموعة من الكتب الغنوسية القديمة عددها 52 مخطوطة كاملة باللغة القبطية غالبا مترجمة من اللغة اليونانية لانجيل عنوانه " انجيل توما " The Gospel of Thomas وترجع لحوالي سنة 340 ميلاديا ولكن البعض من درسه لغويا يقول انه مترجم من السريانية, وقبل ذلك الوقت بحوالي خمسين سنة اخرى اكتشفت اجزاء من هذا الانجيل باللغة اليونانية بمصر ايضا ترجع الى ما بعد سنة 170 ميلاديا ولكنهم غير مكتملين وايضا غير مرتبين بل يحتوا علي بعض الاقوال من البداية وبعضها من قرب النهاية فقط فكان غير معروف مصدرها ولكن بعد اكتشاف الانجيل القبطي عرف انهم مأخوذين منه, لذلك فان انجيل توما كتب فى وقت بعد منتصف القرن الثاني الميلادي 
وهذه قائمة 
بأهم مخطوطات الانجيل 
مخطوطة نجع 
حمادي المكتوبة باللغة القبطية وترجع للقرن الرابع وتقريبا 340 م وهى مخطوطة كاملة للنص حيث تضم المقدمة والاقوال من 1 الى 114 

File:Nag Hammadi Codex II.jpg
Nag Hammadi, Codex II, Tractate 2 (pgs. 32-51)
(
Coptic, Fourth century, Prologue-Saying 114)
ثلاث برديات باللغة اليوناني اكتشفت في مدينة بهنسا ونشرت في 1897 و1904 وكان يرجح ان هذه البرديات لها علاقة بانجيل توما 
بعد اكتشافه. ان هؤلاء الثلاث برديات (بردية Oxyrhynchus I، والبردية رقم 654 , والبردية رقم 655 ) جميعها تحتوي على أقوال يسوع . 
عندما قام العالم ايفيلين وايت Hugh G. Evelyn-White عام 1920 بنشر أقوال يسوع من بردية Oxyrhynchus افترض أنّ أقوال يسوع فى هذه البردية يحتمل انها مأخوذة اما من إنجيل توما، او إنجيل المصريين ، أو إنجيل العبرانيين. ولكن كثيرين يميلوا الي ان برديات Oxyrhynchus تمثّل الطبعات اليونانية لإنجيل توما. 

بردية Papyrus Oxyrhynchus 654 باللغة اليونانية وترجع لمنتصف القرن الثالث وتضم المقدمة والاقوال من 1 الى 7 
Papyrus Oxyrhynchus 654

File:P. Oxy. 654.jpg
(
Greek, Mid-Third Century, Prologue+Sayings 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7)

اخري من القرن الثالث 

Papyrus Oxyrhynchus 655

File:P. Oxy. 655.jpg
بردية 
Papyrus Oxyrhynchus 1 باللغة اليونانية وترجع الى اواخر القرن الثاني وتضم الاقوال من 26 الى 33 

File:P. Oxy. 1.jpg
Papyrus Oxyrhynchus 1
(
Greek, Late Second-Early Third Century, Sayings 26, 27, 28,. 29, 30, 77b, 31, 32, 33
فواضح ان الكتاب كتب في النصف الثاني من القرن الثاني او ما بعده ومر عليه مراحل من الاختصار او الاضافة حتى القرن الرابع
 (وغالبا بالإضافة)

كاتب الانجيل 

لا أحد يعرف.
ان الاناجيل 
الابكريفية مثل انجيل توما والأناجيل الأخرى مثل إنجيل فيليب الذي اكتشف في نجع حمادي اضيفت أسمائهم على هذه الاناجيل في بعد النصف الثاني في القرن الثاني. ان علماء العهد الجديد عموما يتفقون على انه لا يوجد انجيل كتبه أحد الذين قابلوا يسوع اثناء حياته. وانما فى وقت لاحق خصصت اسماء شهيرة فى الكنيسة الاولى لهذه الاناجيل ولهذا نجد في القائمة الكلارومينيتيه لا يوجد أسماء اناجيل مزيفة ولكن كتاب مزيفين 

واضح من الاسلوب الكاتب وسأشرح ذلك في نص الكلام انه غنوسي لا يؤمن بجسد يسوع وايضا يلقب الرب يسوع المسيح بلقب يسوع فقط او ابن الانسان ولم يستخدم لقب المسيح ولا مره فواضح ان كاتبه ليس من أصل يهودي فلا يفهم اهمية لقب المسيح

ايضا في سؤال التلاميذ عن الختان اجاب وقال انه لو للختان فائدة لكان خلقهم الاب مختونين من بطون امهاتهم وهذا يؤكد انه ليس يهودي 

يبدا الانجيل بمقولة هذه هي الاقوال السرية ليسوع الحي وكتبها يهوذا توما التوأم 

فبدايتها اقوال سرية هذا فكر غنوسي وايضا ديداموس يوناني او توماس ارامي الاثنين يعني توأم ولهذا فهو يشير الي توما بطريقة خطأ وهذا يوضح ايضا ان الكاتب مجهول ولا يعرف توما اصلا الا عن طريق السماع. 

ايضا يوجد كتاب اخر في نفس المكتبة باسم كتاب توما المنافس Book of Thomas the Contender وايضا كان في نفس المخطوطة Nag Hammadi Codex II بالاضافة الي اعمال توما الابكريفي الغنوسي 


زمن كتابة الانجيل 

تحديد زمن كتابة الكتاب هذا معقد الي حد ما فكاتب انجيل توما اعتمد فى بعض ما سجله فى انجيله على الاناجيل الاربعة , ويستنتجون انه ربما حذف تقريبا أي إشارات تكشف تأثره بأساليب وافكار كتبة الاناجيل , ويرجح هؤلاء العلماء ان انجيل توما كتب فى النصف الثاني من القرن الثاني بعد الميلاد ثم تمت عليه اضافات لاحقة. 

Darrell L. Bock, "Response to John Dominic Crossan" in The Historical Jesus ed. James K. Beilby and Paul Rhodes Eddy. 148–149. "...for most scholars the Gospel of Thomas is seen as an early-second century text." (148–149).

Strobel, Lee (2007). The Case for the Real Jesus. United States: Zondervan. p. 36.

فهو كما قلت بدا في نهاية القرن الثاني واستمرت الاضافة وغالبا اخذ صورته النهائية في منتصف القرن الثالث بواسطة اتباع ماني 

 

بعض النقديين او الملحدين يمثل بارت ايرمان دعوا انه قبل ذلك ولكن لا يوجد لا دليل من المخطوطات ولا من اقوال الاباء ولا غيره على انه قبل النصف الثاني من القرن الثاني ولكن الادلة بوضوح تشير الي انهم بعد 150 ميلادية كما اتضح من القوائم واقوال الإباء والعلماء يتفقوا انه كتابة غنوسية حتى الملحدين منهم

Ehrman, Bart D. (1999). Jesus, apocalyptic prophet of the new millennium (revised ed.). Oxford; New York: Oxford University Press. pp. 75–78.

 

مكان كتابته 

غالبا في سوريا حيث كان هذا الفكر منتشر. وبعض التعبيرات اليونانية يجدوها كانت مشهوره في هذا المكان وبخاصة بعض التعبيرات مثل التي في المقولة 54 تشبه ما جاء في انجيل متى 5:3 في الترجمه السريانية 

Strobel, Lee (2007). The Case for the Real Jesus. United States: Zondervan. p. 36.

وايضا مقولة 65 و66 تركيبها يوضح انها منقولة من السرياني 

Klyne R. Snodgrass, "The Gospel of Thomas: A Secondary Gospel" in The Historical Jesus:Critical Concepts in Religious Studies. Volume 4: Lives of Jesus and Jesus outside the Bible. Ed. Craig A. Evans. 298

بل قال نيكولاس بيرين انه منقول من الدياتسرون الذي كتب غالبا 172 م وهو تجميع سرياني للأربع اناجيل للعلامة تيتان بالسريانية ولهذا يكون انجيل توما كتب في نهاية القرن الثاني بداية الثالث بعد العلامه تيتان 

Nicholas Perrin, "Thomas: The Fifth Gospel?," Journal of The Evangelical Theological Society 49 (March 2006): 66–80

بمعني انه لم ينقل من كل انجيل على حدي ولكن من الدياتسرون الذي جمع الأربع اناجيل في كتاب واحد للقراءة بطريقة عرضية 

وهو قال ان تعبيرات كثيره لا نراها في اليوناني ولا القبطي ولكن هي اسلوب العلامة تيتان السرياني في الكتابة حسب ما شرح نيكولاس

 

ملخص اقوال 

والقارئ لهذا الانجيل سيجد من بين الاقوال المنسوبة ليسوع ما اعتاد ان يسمعه من اقوال فى الاناجيل الاخرى فالكاتب اقتبس نصف الاقوال 114 من الاربع اناجيل نصا فهو يعرف الاربع اناجيل وينقل منها ولكن احيانا كثيره كان يخلطها بالفكر الغنوسي الذي يمثله وايضا بعض الاحيان يقول اساطير كانت منتشرة في هذا الوقت، وبعضها لم يسمعها او يتخيل ان تأتى على لسان يسوع. الكاتب لا يشير الي لاهوت المسيح ولا ينكره فيفهم لاهوت المسيح وسلطانه بطريقة غير مباشرة من النص وهو ايضا لا يتكلم لا عن الصلب ولا الموت ولا القيامة ولا الخلاص ولكن يركز فقط على المعرفة وايضا يقدم اقوال واضح انها غنوسية مثل الاسرار والاساطير 

File:Nag Hammadi coptic.gif

نجد الانجيل الابكريفي يركز على البحث عن المعرفة لكي يستطيع من يجدها يدخل الابدية ولكنه لا يشير الي الفكر المسيحي المستقيم عن الايمان العامل بالمحبة ولا بالنعمة ولا الخلاص بدم المسيح الشفيع الكفاري الوحيد فهو يركز على معرفة الروح التي تخلص وعدم معرفة الروح الحقيقي المحبوس داخلهم هذا يقتلهم كما في مقولة 70 وغيرها 

 

اهميته 

رغم انه كتاب غنوسي ابكريفي يقدم افكار كثيره منها غنوسية واسطورية ولكن هذا الكتاب له اهيمة مثله مثل بقية الكتب الغنوسية والهرطوقية لانه يقدم لنا فكر تاريخي عما يعرفه غير المسيحيين في القرون الاولي عن الايمان المسيحي مثل 

1 يشهد عن شخصية يسوع التاريخي وانه ليس شخصية خيالية اخترعها بعض الاشخاص سموا نفسهم مسيحيين بل بالحقيقة كان هناك شخص حقيقي يفعل معجزات ويقول امور سامية ويفهم لاهوته بطريقة غير مباشرة وهذا يرد عن المشككين الجدد الذين وصلت بهم الجرأه انهم يشككوا في ان المسيح شخص حقيقي

2 الرب يسوع حتى لو قدمته هذه الاناجيل خطا ولم توضح بصورة جيدة لاهوته ليس مثل الاسفار القانونية ولكن وضحت انه حتى في مفهوم الهراطقة والغنوسيين هو أحد الالهة وهو عقل الاب

3 يشهد على قانونية اسفار العهد الجديد وبخاصة الاناجيل الاربعة لأنه ينقل منهم نصا لان المسيحيين في القرن الاول وما بعده يعرفون الاربع اناجيل جيدا ومن يريد ان يخدعهم يأخذ من الاناجيل التي يعرفوها ويضيف عليها بعض فكره لكي يقبلوا كلامه (وهذا واحد من الادلة الكثيرة التي تهدم كذب بعض المشككين في ان قانونية الاناجيل كانت بعد مجمع نيقية)

4 يشهد هو وبقية الكتابات الابكريفية عن حقيقة تلاميذ المسيح واتباعه وانهم اشخاص حقيقيين وليس اشخاص وهميين ليس لهم وجود

5 يفهم منه بعض الامور التاريخية بعد ان نستخلصها من الفكر الاسطوري ويفهم منه بعض جوانب الحياة المسيحية من مصادر خارج الكتاب المقدس 

 

تعليق الاباء عنه 

ذكرت القوائم التي اكدت عدم قانونيته ورفضه تماما وبعض اقوال الإباء وأيضا اضيف انه اشار اليه الاباء بوضوح انه من كتب الغنوسيين الاسطورية مثل العلامة يوسابيوس في القرن الثالث الذي ذكره بالاسم وقال عنه "the fictions of heretics

Church History (Book III), Chapter 25:7 and Eusebius

ايضا اشار اليه هيبوليتوس المتنيح 235 م ويعتبر هو اقدم اشارة لهذا الكتاب ويشير اليه بالهرطقة 

ايضا العلامة اوريجانوس 233 م يذكره ويكتب عنه في كتابات الهراطقة   Refutation of All Heresies 5.7.20: ويقتبس منه ويقول انه كتاب غير قانوني ابوكريفي 

"[The Naassenes] speak...of a nature which is both hidden and revealed at the same time and which they call the thought-for kingdom of heaven which is in a human being. They transmit a tradition concerning this in the Gospel entitled "According to Thomas," which states expressly, "The one who seeks me will find me in children of seven years and older, for there, hidden in the fourteenth aeon, I am revealed."

 

This appears to be a reference to saying 4 of Thomas, although the wording differs significantly.

 

Origen listed the "Gospel according to Thomas" as being among the heterodox apocryphal gospels known to him (Hom. in Luc. 1).

وايضا رد عليه القديس سيريل الاورشليمي وانه كتاب يخدع البسطاء ويطلب ان لا يقراه احد ولكنه يشير الي ان كاتبه احد اتباع ماني (274م)

"Let none read the Gospel according to Thomas: for it is the work not of one of the twelve Apostles, but of one of the three wicked disciples of Manes." 

Cyril Catechesis 4.36

Cyril Catechesis 6.31

وهذه مقولة مهمة لانها توضح ان الكتاب هذا كتب في منتصف القرن الثالث او اخذ من كتاب غنوسي من نهاية القرن الثاني واضاف عليه اتباع ماني واخذ صورته النهائية في منتصف القرن الثالث الميلادي كما قلت سابقا.

يذكر نفس المعلومة احد الاباء وهو جلاسيوس اسقف روما في القرن الخامس ان هذا الكتاب هو لماني ولهذا وضعه في قائمت الكتب الهرطوقية 

"A Gospel attributed to Thomas which the Manichaean use" in its list of heretical books.

Koester 1990 p. 78

 

والمجد لله دائما