التطور العضوي والجزء الثالث من احتمالية تكوين بروتين بسيط بالصدفة العشوائية وتجربة ميلر

 

Holy_bible_1

 

الشربة العضوية وتجربة ميلر

 

سبب ادعاء الشربة العضوية كخطوة في أصل الحياة.

كتاب دارون اسمه أصل الانواع the origin of species وهو في الحقيقة لم يتكلم على الاطلاق في كتابه عن هذا الأصل ولا من أين جاء رغم انه المفروض أصل الانواع. الغريب أنه عندما تتكلم مع ملحد عن التطور بأنواعه وتكلمه عن التطور العضوي يهاجم ويقول إن نظرية التطور لا علاقة لها ببداية الحياة لان دارون لم يتكلم في بداية الحياة. والغريبة انهم لا يسمعون أنفسهم. فهذا عيب وجهل من دارون وهو لا يعرف كيف يفسر البداية فلم يتكلم عنها الا بأمنيات في رسائله فيما بعد. فالملحدين الذين يسخروا منا ويقولوا دارون لم يتكلم عن مصدر الحياة هذه امر هو مخزي لكم.

وظلت مشكلة كبيرة من المشاكل من وقت ما ظهرت فرضية التطور 1859 م الي بداية القرن العشرين وهو أصل الانواع 

فقد ظل جزء مهم ناقص في تطور الكائنات الحية وهو اول كائن حي من اين اتي؟

حاول الرد على هذا بعض من اتباع دارون من مؤيدي التطور مثل ألكسندر اوبرين Alexander Oparin الذي قضي سنين كثيرة لهذا الامر وهو الذي افترض ما يسمي بالشربة العضوية التي تكونت في المياه سنة 1930 أي مجموعة مواد عضوية ظهرت لوحدها بسبب ظروف العالم القديم منذ بلايين السنين تكونت لوحدها. وهي التي ظهر منها الكائن الاولي بالصدفة وتناقل من بعده مؤيدي التطور هذا الفكر حتى الان وهو الفكر المنتشر في كتابات الملحدين. 

ومتمسكين بهذا حتى الان رغم ان اوبرين الذي ألف هذا الفكر هو نفسه بعد كل هذه المحاولات الفاشلة التي حاول فيها اثبات تكوين هذه الشربة العضوية اعترف في كتابه انه فشل في تفسير مصدر اول حياة وهي الخلية الاولي وقال 

للأسف أصل الخلية يظل سؤال وهو الحقيقة أبشع جانب في كل نظرية التطور

واعترف انه بالفعل لو كانت الحياة ظهرت من مواد عضوية فهي معجزة. ورغم هذا سنجد معظم الكتب العلمية المؤيدة للتطور تتكلم عن امر الشربة العضوية كما لو كانت حقيقة أثبتها العلم رغم ان صاحب هذه الفرضية نفسه بعد ان قضي عمره كله قال انه لم يحدث ولو حدث فهذا معجزة.

ثم جاءت بعده تجربة ستانلي ميلر  Stanley Miller سنة 1953 م 

http://www.futura-sciences.com/uploads/RTEmagicC_SMiller.jpg.jpg

الذي ادعي انه كون احماض امينية بما يشبه الطبيعة وهذه سآتي اليها بعد قليل وسندرك ان هذه التجربة لم تصنع حياة بل اثبتت في المقابل استحالة تكوين حياة بالصدفة.

الغريبة أن هذه التجربة التي اكدت عدم تكوين مواد عضوية في الطبيعة لوحدها ادعوا أن هذه التجربة هي انتجت حياة في المعمل. وهذا تضليل. 

وأصبحت هذه الكذبة مسلم بها انهم تمكنوا من صنع حياة في المعمل وبهذا اعتبروا انه اكتملت نظرية تكون الحياة وأول كائن ينقسم ومنه كل الكائنات بدون خالق. رغم ان ايضا ميلر نفسه وضح بان مصدر حياه بالصدفة هذا مستحيل.

 قال أحد علماء التطور وهو بروفسور كلوس دوسي: ان دراسة 30 سنة في الكيمياء والمركبات المتطورة اظهرت ضخامة مشكلة مصدر الحياة على الارض بدل من ان تظهر لها حل 

وقال: كل التجارب والمناقشات على مبدا النظرية هي اما تنتهي بورطة او تنتهي باعتراف بالجهل.

وقالت دكتور لسلي اورجيل 

ان البروتينات والنيكلوتيدات لكي تظهر في نفس المكان ونفس الوقت هذا غير محتمل وايضا من المستحيل ان تحصل على أحدهم دون الاخر. ولهذا مصدر الحياة نقدر ان نستنتج ان الحياة مستحيل ان تكون صدرت بطريقه كيمائية 

وغيرها الكثير جدا من الامثلة 

بل حتى الان يعترف علماء التطور بان ظهور الحياة هو مشكلة لم تحل حتى الان ويعترفوا بهذا على الملأ

فمثلا جيفري بادا الذي يعترف ويقول اننا لا زلنا نواجه أكبر سؤال به مشكلة لم تحل وهو كيف بدأت الحياة على الأرض.

ومثال اخر ذكره عالم رياضيات فريد هويل وهو فرصة تكوين خلية اولي بالصدفة هو يشبه فرصة حدوث إعصار في منطقة قمامة ومخلفات فيكون منها طائرة من طراز 747 العملاقة تعمل بالصدفة البحتة دون تدخل زكي

رغم انه علميا ثبت خطأ احتمالية تكوين حياة على الارض. المهم هم تمسكوا بادعاء بان في البداية البحار تحوله الي ما يشبه الشربة الثقيلة من المواد العضوية التي تكونت ببطء شديد في مئات الملايين من السنين ومنها خرجت اول خلية حية ببطيء شديد وبدأت تكون حية وبدأت الحياة تنتشر في هذه الشربة 

http://1.bp.blogspot.com/-dpwONr7CUV4/Tx8EmIG46aI/AAAAAAAAUXQ/m-uf8hTl6Co/s1600/chemical-origins-life.jpg

 

بظهور فرضية التطور العضوي وباكتمالها بهذه الطريقة فسرت وجود الكائنات الحية بدون خالق بالتطور وفرح بها من يريد رفض الكتاب المقدس ومن يريد ان يرفض وجود إله يراقبه رغم معرفة كل علماء التطور المتخصصين والامناء ان هذا الادعاء بدون دليل وفرضية غير علمية.

 

تجربة ميلر 

 

تجربة مثيرة اجراها عالم في الكيمياء الحيوية في جامعة كاليفورنيا في سانديجو وهو ستانلي ميلر 

Stanley Miller in 1953

وهي تجربه تسمى باسمه 

THE MILLER EXPERIMENT

ومعه أستاذه هارولد يوري Harold Urey وهي التي يخدع بها البعض بادعاء ان العلماء أنتجوا حياة في المعمل رغم ان هذا غير صحيح. 

هو مثله مثل مؤيدي التطور في هذا الوقت كانوا يدعوا ان المواد العضوية تكونت بسبب ظروف طبيعية مثل صواعق في جو الارض الذي كان به امونيا وميثان فكون المواد العضوية وهي التي انبثق منها اول كائن حي ينقسم ذاتيا. فهو اراد ان يماثل الطبيعة القديمة كما ادعوا بدون دليل  

فهو عمل تجربة لتصنيع احماض امينية فقط (وليس بروتينات اي ابسط بكثير جدا مما يتخيل البعض فالذي يحتاجه هذا الكائن بروتينات وليس احماض امينية)

ملحوظة ان الخطوات المفترضة هي من ميثان وامونيا وثاني اكسيد الكربون يعطوا حمض اميني 

مثل جلايسين 

فكانوا يفترضوا ان الغلاف الجوي هو مكون من امونيا وميثان وثاني اكسيد الكربون ايضا بدون دليل. ليتكون حمض اميني.

ولكن هذا جزيء صغير جدا لا يقارن ببروتين واحد مطلوب فهو يحتاج ان يتحد بكثير من الاحماض الامينية الأخرى ليكون بولي بيبتيد

http://www.lifetein.com/images/Amino_Acids/Polypeptide_Formation.png

وهذا يحتاج ان يتحد بكثير جدا من الاحماض الامينية والبوليبيبتيدات ليكون بروتين بسيط 

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/6/60/Myoglobin.png

 

ومعروف ان هذه المواد في الطبيعة تتكسر وليس تتجمع اي عكس ما يدعوا.

وتجربته هي انه بني محول فان دي جراف

Van de graff generator

ليكون به شعاع ضوئي يشبه الصاعقة الي حد ما ليكون به احماض امينية من امونيا وميثان وماء ووضعهم في اناء فوق لهب في التجربة المعروفة باسم ميلر

Miller Urey apparatus 

وتركها يومين وجمع بعض المواد التي تجمعت فوجد بها حمضين امينيين فقيل انه أنتج بعض الاحماض الامينية ولكن وسائل الاعلام استغلت هذه التجربة وادعوا انه أنتج حياه في المعمل وهذا نشرته تقريبا جرائد العالم في هذه الفترة تحت عنوان تم انتاج حياة 

“Life has been created!”

والسبب هو تعطشهم الشديد لإثبات امكانية انتاج حياة بدون خالق في الطبيعية. ورغم هذا غير صحيح، يستشهد بها مؤيدي التطور من الملحدين حتى الان مثل ريتشارد دوكنز وغيره بهذا

بل يصفها بعض المراجع حتى الان انها التجربة التي انتجت مكونات الحياة 

 

 

رغم ان هذه التجربة ابعد ما يكون عن ذلك بل اثبتت استحالة تكوين كائن حي ولا مكوناته ولا بروتينات ولا حتى احماض امينية في الطبيعة.

تفاصيل التجربة 

http://www.doctortee.com/dsu/tiftickjian/cse-img/biology/evolution/miller-apparatus.jpg

الفكرة باختصار انه يضع ماء به امونيا وميثان ويسخنهم فيتبخروا ويذهبوا الي غرفة الوميض (الشرارة الكهربائية) وبالوميض الكهربي اي شرارة كهربائية الذي هو المفترض يشبه البرق لو لمس الارض تحدث تفاعلات كيميائية. يعبر بعدها المزيج بالمبرد بسرعة لكيلا يتكسر ما تكون. ويصل الي الجزء الذي يجمع فيه اي جزئي تكون قد يكون به احماض امينية التي بردها بسرعة بمبرد لكيلا تتكسر ويجمع هذا ويستخلص قبل ان يعود الي الغلاية مره اخري لأنها لو عبرت في الغلاية ستتكسر ثانية. وفي النهاية يكونوا حصلوا على اثنين من الاحماض الامينية بعد عدة ايام اغلبهم جلايسين 

Miller, Stanley L. (May 1953). "Production of Amino Acids Under Possible Primitive Earth Conditions"). Science 117: 528

 

A. Lazcano, J. L. Bada (June 2004). "The 1953 Stanley L. Miller Experiment: Fifty Years of Prebiotic Organic Chemistry". Origins of Life and Evolution of Biospheres 33 (3): 235–242.

الجلايسين ومعه واحد او اثنين من الاحماض الامينية التي هي وحدة بسيطة من وحدات بناء البولي ببتيد الذي يكون البروتين ولكنه ليس بولي بيبتيد ولا بروتين. وهم عندما فعلوا هذا الامر ادعوا انهم أنتجوا حياة او البعض يقول المواد المطلوبة للحياة في المعمل لأنهم فقط أنتجوا احماض امينية تشبه ما هو ممكن حدوثه في الطبيعة. 

هذا غير صحيح لأنه لا يشبه الطبيعة. انه استلزم تفاعل منظم في نظام مغلق محسوب وايضا يوجد تدخل بشري في أكثر من خطوة وهي

 1-اضافة العناصر في مكان مغلق ضغطه قليل وهذا لا يوجد اي دليل عليه بل يوجد ادلة مثل الفقاعات الهوائية القديمة ان الضغط الهوائي كان اعلى في الماضي. وان لم يكن فعل ذلك لما تكون إذا في الضغط الطبيعي لا يتكون احماض امينية. 

 2 – وتسخينها في اناء مغلق كله بخار ماء وميثان وامونيا ولا يوجد دليل ان الهواء الجوي كان هذا تركيبه بل يوجد ادلة على تركيب مخالف. إذا في عدم وجود غلاف جوي بهذا التركيب غير محتمل تكوين احماض امينية في الطبيعة.

 3-ثم وضعها في طريق مناسب للبرق في غرفة مغلقة ليتأكدوا ان البرق سيصيب المخلوط مباشرة. وهذا لا يماثل برق الطبيعة. فلا يوجد نظام يجبر هذا الخليط ان يعبر على البرق إذا هو غير محتمل ايضا ان يتكون في الطبيعة.

 4-وبعد هذا يبردوا المخلوط بسرعة شديدة بمبرد صناعي لكيلا يفسد الحمض الاميني من الحرارة. فما هو النظام الذي برد الحمض الاميني الذي تكون بسرعة في الطبيعة بالبرق قبل ان يتكسر بالحرارة؟ لا يوجد وهذا ايضا يؤكد انه حتى لو افترضنا الثلاث ظروف الغير محتملة الماضية حدثت فسيتكسر ايضا مباشرة.

 5-ثم يعزلوه بسرعه عن المخلوط لكيلا يذهب الي غرفة اللهب ويسخن مرة اخري ويفسد. وبالطبع هذا ضد الطبيعة فلا يوجد نظام يعزل وينقي الحمض الاميني الذي تكون. إذا ايضا غير محتمل أن يتكون في الطبيعة

كل هذا يؤكد ان تكوين الاحماض الامينية في الطبيعة غير صحيح

6-أيضا النظام هذا غير معقم فأي بكتيريا وغيرها تلوث النتائج وتعطينا مواد عضوية مثل الجليسين وغيره من الاحماض الامينية هو ليس من التجربة ولكن من المواد البروتينية التي في البكتيريا من الاصل التي لم تتكون بل العكس فهي تحللت الي ابسط صورة وهذا عكس غرض التجربة. والدليل انه تركوا انبوبة من وقت تجربة ميلر وحديثا حللوها وجدوا بها احماض امينية أكثر من التي كانت في المخلوط وقت ميلر نفسه اي نتيجة التلوث.

واهم ملاحظة ان هذا تم في المعمل بأدوات دقيقة بها تسخين وتبريد مع شرارة واسلوب عزل ولم يذهب الباحثين الي شاطئ رملي او صخري او غيره وفعلوا هذا ولم يستخدموا مجموعة احجار وطمي وماء بحر

وأيضا هذا ما قاله ميلر ان الظروف تختلف

“The synthesis of compounds of biological interest takes place only under reducing conditions [that is, with no free oxygen in the atmosphere].”

Stanley L. Miller and *Leslie E. Orgel p. 33.

 

ولكن ما هو أصعب من ذلك هو مشكلة الأكسجين في الجزء التالي.

 

والمجد لله دائما