من الذي اجاب على سؤال اي الوصايا اعظم ؟ متى 22: 38 و مرقس 12: 30 و لوقا 10: 27 ولوقا 20

 

Holy_bible_1

 

السؤال 

 

في انجيل متى 22: 

35 وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ نَامُوسِيٌّ، لِيُجَرِّبَهُ قِائِلاً: 36 «يَا مُعَلِّمُ، أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» 37 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38 هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. 39 وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. 40 بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ».

ومرقس 12 ايضا 

28 فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَنًا، سَأَلَهُ: «أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟» 29 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. 30 وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. 31 وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ».

اي ان السائل هو الناموسي والمجيب هو المسيح

ولكن يخالفهم لوقا فهو يقول

لوقا 10

25 وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 26 فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟» 27 فَأَجَابَ وَقَالَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». 28 فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هذَا فَتَحْيَا».

فجد أن السائل هو المسيح والمجيب هو الناموسي. فايهما اصح

 

الرد

 

الرد باختصار في البداية هو أنه لا يوجد أي تناقض فالموقفين مختلفين تماما فالموقف الذي اخبر به متى البشير ومرقس البشير يختلف عن الموقف الذي اخبر به لوقا البشير. فالمسيخ لم يدخل مره واحدة النقاش معهم ولكن مرات كثيرة في بعضها تكرر بعض الاسئلة وبخاصة التي كان هناك خلاف عليها بين اليهود.

 

وقبل الاجابة بالتفصيل اريد ان اوضح ان ناموسي المتخصصون في ناموس موسي المختصون في تفسيره وتعليمه في المدارس والمجامع، وكانوا يشبهون رجال القانون عندنا الذي يتولون درس القانون ثم شرحه وتفسره. وقد اتخذ الناموسين ذلك العمل مهنة لهم. وكانوا يسمعون احيانًا  الكتبة (مت 22: 35 و12: 28 ولو 10: 25). 

فالكتبة كانوا انواع يوجد 

1 كاتب عمومي، وكان يُستأجر لكتابه ما يتلى عليه (ار 36: 4 و18 و32). أو لتنظيم المعاملات أو السجلات القانونية. وفي حزقيال 9: 2 وصف لكتاب في العهد القديم.

2 أمين سر، كاتب حكومي، أو موظف (2 مل 12: 10 وعز 4: 8 واع 10: 35 و41) وكان اللاويون يقومون بوظيفة الكتَّاب في عمل ترميم الهيكل (2 أخبار 34: 13).

3 كاتب الناموس ولأجزاء الأخرى من العهد القديم (ار 8: 8). ، وقد دعاهم العهد الجديد "غراماتيس" وبالاحرى "نوميكوي" المترجمة "ناموسيين" أيضًا "نومو ديدا سكالوي" أي "معلمي الشريعة" وهم خصصول نفوسهم: أولًا لدرس الناموس وتفسيره، وكان شرحهم، كما معروف عنه مدنيًا ودينيًا، كانوا يحاولون تطبيقه على تفاصيل الحياة اليومية.  وقد أصبحت قرارات عظماء الكتبة شريعة شفاهية تدعى التقاليد. 

لهذا متى البشير قال انه ناموسي ومرقس البشير قال انه احد الكتبه فبهذا نفهم انه من نوعية الكتبة للناموس اي المدققين في ناموس موسي وليس كتبة عموميون 

 

واشرح الامر ببعض التفصيل 

في متي البشير تكلم المسيح مرتين عن الوصايا العظمى والاثنين يختلفون عما جاء في لوقا 10

انجيل متى 19

16 وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟»
17 فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».
18 قَالَ لَهُ: «أَيَّةَ الْوَصَايَا؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ.
19 أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».
20 قَالَ لَهُ الشَّابُّ: «هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَمَاذَا يُعْوِزُني بَعْدُ؟»
21 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي».

وهي التي تكررت في مرقس 10 وايضا في لوقا 18 وهي المشهورة عن الشاب الغني المحب للاموال

اما المرة الثانية التي يدور حولها النقاش 

انجيل متي 22

32 أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ اللهُ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ».
33 فَلَمَّا سَمِعَ الْجُمُوعُ بُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ.
34 أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ أَبْكَمَ الصَّدُّوقِيِّينَ اجْتَمَعُوا مَعًا،
35 وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ نَامُوسِيٌّ، لِيُجَرِّبَهُ قِائِلاً:
36 «يَا مُعَلِّمُ، أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟»
37 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ.
38 هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى.
39 وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ.
40 بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ».
41 وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ
42 قَائلاً: «مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ».

1 حدث هذا الموقف قبل الصلب بفتره صغيرة قبل ان يكلمهم عن انهدام حجارة اورشليم قرب عيد الفصح الاخير وحدث بدقه بعد أن انتهي المسيح مباشرة من نقاشه مع الصدوقيين في موضوع القيامة من الاموات وذكره مرقس البشير في الاصحاح 12 :18-27 ولوقا البشير 20: 27-39 

2 حدث بعد هذا الموقف مباشرة السؤال المهم الذي ساله المسيح وهو كيف المسيح ابن داود ويدعوه داود ربا وهو ايضا جاء في نفس الاصحاح في متى 22: 41-46 و مرقس 12: 35-37 وايضا لوقا 20:41-44 وبعدها نبوات خراب اورشليم وبعدها احداث الصلب

3 سبب حدوث الموقف هو ان الفريسيين بعد ان ابكم المسيح الصدوقيين يريدوا ان يجربوه فاختاروا واحد من الكتبه وهو ناموسي يساله ليجربه 

4 مضمون السؤال اي وصية هي العظمى او اولي الوصايا في الاهمية 

5 السائل هو الناموسي احد الكتبة 

6 المجيب هو المسيح 

بعد اجابة المسيح كان هناك تعليق صغير من الفريسيين نفهمه من تعبير "وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ" وبعد هذا التعليق القصير لم يتجاسروا ان يسالوه عن شيء اخر

 

نفس الموقف هو الذي شرحه مرقس البشير في 

أنجيل مرقس 12

27 لَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ. فَأَنْتُمْ إِذًا تَضِلُّونَ كَثِيرًا!».
28 فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَنًا، سَأَلَهُ: «أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟»
29 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.
30 وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى.
31 وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ».
32 فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: «جَيِّدًا يَا مُعَلِّمُ. بِالْحَقِّ قُلْتَ، لأَنَّهُ اللهُ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ.
33 وَمَحَبَّتُهُ مِنْ كُلِّ الْقَلْبِ، وَمِنْ كُلِّ الْفَهْمِ، وَمِنْ كُلِّ النَّفْسِ، وَمِنْ كُلِّ الْقُدْرَةِ، وَمَحَبَّةُ الْقَرِيبِ كَالنَّفْسِ، هِيَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ».
34 فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ أَنَّهُ أَجَابَ بِعَقْل، قَالَ لَهُ: «لَسْتَ بَعِيدًا عَنْ مَلَكُوتِ اللهِ». وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ بَعْدَ ذلِكَ أَنْ يَسْأَلَهُ!
35 ثُمَّ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ: «كَيْفَ يَقُولُ الْكَتَبَةُ إِنَّ الْمَسِيحَ ابْنُ دَاوُدَ؟

كلام مرقس البشير وسياقه يطابق كلام متي البشير 

1 حدث هذا الموقف قبل الصلب بفتره صغيرة قبل ان يكلمهم عن انهدام حجارة اورشليم قرب عيد الفصح الاخير وحدث بدقه بعد أن انتهي المسيح مباشرة من نقاشه مع الصدوقيين في موضوع القيامة من الاموات 

2 حدث بعد هذا الموقف مباشرة السؤال المهم الذي ساله المسيح وهو كيف المسيح ابن داود ويدعوه داود ربا وهو ايضا جاء في نفس الاصحاح في متى 22: 41-46 و مرقس 12: 35-37 وايضا لوقا 20:41-44 وبعدها نبوات خراب اورشليم وبعدها احداث الصلب

3 سبب حدوث الموقف هو ان بعد ان اجاب المسيح الصدوقيين ولم يجد الصدوقيين شيء يقولونه فبدا الفريسيين يريدوا ان يجربوه فاختاروا واحد من الكتبه وهو ناموسي يساله ليجربه 

4 مضمون السؤال اي وصية هي العظمى او اولي الوصايا في الاهمية 

5 السائل هو الناموسي احد الكتبة 

6 المجيب هو المسيح 

7 بعد اجابة المسيح ايضا علق الكاتب ان المسيح احسن الاجابة ثم لم يتجاسروا ان يسالوه عن شيء اخر

هذا الموقف اختصره بشدة لوقا البشير فهو سياقه في 

انجيل لوقا 20

20: 38 و ليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء 

20: 39 فاجاب قوما من الكتبة و قالوا يا معلم حسنا قلت 

20: 40 و لم يتجاسروا ايضا ان يسالوه عن شيء 

20: 41 و قال لهم كيف يقولون ان المسيح ابن داود 

فلوقا البشير سرد موقف الصدوقيين بالتفصيل وايضا بعد هذا سرد سؤال المسيح عن ابن داود ولكن قصة سؤال احد الكتبه الناموسي اختصره فقط في تعبير "فاجاب قوما من الكتبة و قالوا يا معلم حسنا قلت" اذا النقاش تدخل فيه احد الكتبه ولكن لوقا البشير لم يتكلم عنه 

وايضا لوقا البشير يشرح انهم بعد اجابة المسيح ايضا علق الكاتب ان المسيح احسن الاجابة ثم لم يتجاسروا ان يسالوه عن شيء اخر

فهو نفس الموقف تماما ولكن اختصره جدا لوقا البشير 

 

اما الموقف الاخر الذي ذكره لوقا البشير فهو مختلف في

أنجيل لوقا 10

23 وَالْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالَ: «طُوبَى لِلْعُيُونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا تَنْظُرُونَهُ!
24 لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ كَثِيرِينَ وَمُلُوكًا أَرَادُوا أَنْ يَنْظُرُوا مَا أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَلَمْ يَنْظُرُوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا».
25 وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟»
26 فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟»
27 فَأَجَابَ وَقَالَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ».
28 فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هذَا فَتَحْيَا».
29 وَأَمَّا هُوَ فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ، قَاَلَ لِيَسُوعَ: «وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟»

هو موقف مختلف تماما

1 زمن حدوث الموقف مختلف فحدث هذا الموقف في الفترة الاول من خدمة المسيح غالبا في السنة الاولي بعد تعيين السبعين رسول وارسالهم ورجوعهم فرحين 

2 تكلم بعد هذا مباشرة المسيح عن السامري الصالح وليس عن ابن داود

3 سبب حدوث هذا الموقف والسؤال مختلف فهو تطويبه لتلاميذه ولكن لم يكن هناك صديقيين  

4 مضمون السؤال مختلف فالناموسي يأسل عن ماذا اعمل لأرث الحياة الابدية 

5 وجه التشابه الوحيد الذي يسبب التباس عند البعض هو أن السائل ناموسي ليجربه ولكن واضح أنه يختلف تماما عن الناموسي السابق 

6 المسيح لم يجبه عن سؤاله مباشره بل ساله سؤال عن ما هو مكتوب في الناموس 

7 بعد الاجابة الموقف مختلف فالمسيح هو الذي يعلق على ان الناموسي اجاب بالصواب. وايضا لم يصمت الناموسي بل اراد ان يبرر نفسه على عكس الناموسي الاول في متى ومرقس الذي صمت فالناموسي هنا في انجيل لوقا اراد ان يبرر نفسه فسال من هو قريبي

 

اذا تاكدنا انهم موقفين مختلفين زمنيا وايضا في الاحداث ولهذا لا يوجد تناقض على الاطلاق بل الاناجيل تكمل بعضها بعضا بطريقة رائعة فما يذكره متى البشير يؤكد عليه مرقس البشير بطريقة رائعة ولكن لوقا البشير يختصره ويشرح موقف اخر فيه عظة وتعاليم مكملة.

 

المعنى الروحي

إتفق الفريسيين أن يوقعوا المسيح فأرسلوا له هذا الناموسي ليمتحنه في مسألة حيرتهم واختلفوا بخصوصها فيما بينهم، على أي الوصايا هي العظمى، وأيها هي الثقيلة وأيها هي الخفيفة وأيها هي المهمة. وكانت لهم منازعاتهم الساخنة. ففي رأيهم أنه لابد أن تكون هناك وصية هي الأعظم فمنهم من قال أنها حفظ السبت ومنهم من قال تقديم الذبائح ومنهم من قال أنها الختان. وهذا الناموسي الذي أرسلهُ الفريسيين ليمتحن السيد يبدو أنه كان في داخله باحثًا عن الحقيقة بصدق فحين أجابه السيد فرِح بالإجابة فمدحه السيد (مر34:12). وفعلًا تتفق إجابة المسيح مع أن الوصايا العشر مقسمين للوحين الأول يختص بالله والثاني يختص فيما للإنسان، وهكذا لخص السيد الوصايا أن تحب الله وتحب قريبك وكان هدف الفريسيين أن المسيح يتكلم عن تعاليمه ويميزها عن تعاليم موسى، أو أن يجيب بأن الناموس ناقص فيشتكون عليه. ولكن إجابة السيد كانت مملوءة حكمة فحب إخوتنا مكمل لحبنا لله، ولا يمكننا أن نحب الله غير المنظور ولا نحب إخوتنا المنظورين وأراد السيد بإجابته أن يظهر لهم أن الوصايا ليست موضوع نزاع عقلي وبحث ومناقشات وجدل بل هي حب، حياة حب، يحيا الإنسان لله وللناس.

يتعلق الناموس كله والأنبياء= من يتمم وصية الحب لله وللإخوة يتقبل هبات الله وأولها الحكمة خلال الروح القدس. ومحبة الله تجعلنا نَحْفَظْ وصاياه. بل إن من له الروح القدس الذي يعطي المحبة لا يحتاج للناموس (غل22:5-23).

وكأن الوصية هي تمتع بسمة داخلية، حياة داخلية يعيشها الإنسان في أعماقه وتُعْلَن خلال إيمانه ومحبته لله ومعاملاته مع الناس. ولأنها حياة داخلية قال السيد من كل قلبك وكل نفسك وكل فكرك أي بكل كيانك ومشاعرك وقلبك.

(مر34:12). المسيح يشجعه ليستمر ليصل للمعرفة الحقيقية ويدخل ملكوت الله فليس كافيًا أن يكون المرء ليس بعيدًا عن ملكوت الله. بل عليه أن يعرف حاجته للمسيح المخلص. هو ليس بعيدًا إذ كان باحثًا عن الحقيقة بصدق مبتعدًا عن خبث الفريسيين، وهو فهم الناموس فهمًا صحيحًا فبالتالي سيسهل عليه أن يعرف المسيح. فالمسيح غاية الناموس بل أن وصية المحبة هذه يستحيل تنفيذها بدون المسيح، فكيف نحب كل الناس حتى أعدائنا إن لم نكن في المسيح. والسبب بسيط أن الله محبة. فبدون معونة منه لا توجد محبة حقيقية. لذلك فأول ثمار الروح القدس "المحبة". والروح القدس هو الذي يسكب محبة الله فينا (غل22:5-23).

 

والمجد لله دائما