«  الرجوع   طباعة  »

كيف نثق في العهد القديم وقد نقلوه الينا هم قتلة الأنبياء؟

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يتسائل البعض بل يكون منها شبهة ويطيل فيها ملخصها كيف نثق في العهد القديم وقد نقلوه الينا هم قتلة الأنبياء؟ هل نستطيع أن نتخيل أن قتلة الأنبياء وراجمي المرسلين حافظوا على كتابات من قتلوهم ورجموهم؟

 

الرد 

 

الحقيقة السؤال قد يخدع البسطاء ويبدوا من الوهلة الأولى يعتمد على حجة مقنعة ولكن من يفكر بشيء من التدقيق يعد أنه لا تعارض بين وصف المسيح لبعض اليهود بهذه الاوصاف وبين ان بعض اليهود الاخرين الأمناء نقلوا الينا العهد القديم بمصداقية. 

وندرس عدة أشياء باختصار ثم ندرس معا كلام المسيح وكان يكلم من ويصفهم بابناء قتلة الأنبياء.

أولا ما يقوله المشكك هو يتلكم بأسلوب تعميم ويتكلم كما لو كان هذا ينطبق عل كل الأنبياء وينطبق على كل كتبة الاسفار وهذا خطأ ولنتأكد من هذا ندرس معا باختصار ما حدث مع كل نبي 

والانبياء الذي يتكلم عنهم الرب يسوع ليس كلهم كتبوا اسفار ولا ينطبق كلام الرب يسوع المسيح على كل كتبة الاسفار فهناك انبياء كثيرين قتلهم اليهود ولم يكتبوا أي شفر وأيضا هناك كثير من الأنبياء كتبة الاسفار لم يقتلهم اليهود بل احترموهم. فالمشكك واضح جهله بمن هم الأنبياء الذي يتكلم عنهم الرب يسوع المسيح 

فايزابل قتلت الكثير جدا من انبياء الرب ولكن ولا نبي منهم كان من كتبة الاسفار 

سفر الملوك الأول 18: 13

 

أَلَمْ يُخْبَرْ سَيِّدِي بِمَا فَعَلْتُ حِينَ قَتَلَتْ إِيزَابَلُ أَنْبِيَاءَ الرَّبِّ، إِذْ خَبَّأْتُ مِنْ أَنْبِيَاءِ الرَّبِّ مِئَةَ رَجُل، خَمْسِينَ خَمْسِينَ رَجُلاً فِي مُغَارَةٍ وَعُلْتُهُمْ بِخُبْزٍ وَمَاءٍ؟

 

سفر الملوك الأول 19: 10

 

فَقَالَ: «قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ، وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ، وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي، وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا».

 

أيضا قتلوا انبياء كثيرين قبل زمن السبي ولكن ليس المقصود كتبة الاسفار

سفر نحميا 9: 26

 

وَعَصَوْا وَتَمَرَّدُوا عَلَيْكَ، وَطَرَحُوا شَرِيعَتَكَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ الَّذِينَ أَشْهَدُوا عَلَيْهِمْ لِيَرُدُّوهُمْ إِلَيْكَ، وَعَمِلُوا إِهَانَةً عَظِيمَةً.

 

وأيضا مع بداية السبي قتل الكثير من الكهنة والأنبياء على يد بابل ولكن لم يقتل كتبة اسفار

سفر مراثي إرميا 2: 20

 

«اُنْظُرْ يَا رَبُّ وَتَطَلَّعْ بِمَنْ فَعَلْتَ هكَذَا؟ أَتَأْكُلُ النِّسَاءُ ثَمَرَهُنَّ، أَطْفَالَ الْحَضَانَةِ؟ أَيُقْتَلُ فِي مَقْدِسِ السَّيِّدِ الْكَاهِنُ وَالنَّبِيُّ؟

وهذه امثلة قليلة ذكرها الكتاب المقدس من امثلة كثيرة جدا من الذين قتلوا ولكن هذا لا علاقة له بسلامة الاسفار. فليس كل الأنبياء كتبوا اسفار مقدسة قانونية. فمن ام حتى يعقوب مرورا بنوح وإبراهيم وغيرهم لم يكتب أحد سفر ووحي مكتوب. 

وأيضا لو ملك او مجموعة اتباع ملك قتلوا او اضطهدوا نبي هذا لا يعنى ان كل اليهود اضطهدوه بل كان باستمرار هناك مجموعة كثيرة امينة تحافظ على كتابات هذا النبي. وبعد موت الملك ينتشر سفر النبي.

وندرس باختصار امثلة

وارجو مع كل سفر ان نرجع لملف قانونية السفر وكاتبه وسنجد هذا في بداية كل سفر في موقع 

http://drghaly.com/home

الذي قدمت ادلة داخلية من السفر نفسه ومن بقية اسفار الكتاب المقدس وأيضا ادلة خارجية من مخطوطات واقوال اباء وتقليد

 

كاتب اسفار موسى الخمس هو موسى النبي الذي عندما انتهى من كتابة اسفاره سلمه الي الكهنة ووضعوا النسخة الاصلية في خيمة الاجتماع من قدسيته وصنعوا منه نسخ لكل سبط ولكل عشيرة ولكل رئيس بيت وهكذا 

فكيف يشك أحد بعد هذا ان اليهود كانوا يكرهوا موسى وهو المنقذ الذي يهوه استخدمه في اخراج شعب إسرائيل من ارض مصر واثبت نبوته بمعجزات من الرب كذا مره طول حياته.

ثانيا موسى لم يقتله اليهود ولا غير اليهود 

وهؤلاء هم بالطبع الاسفار الخمسة تكوين خروج لاويين عدد تثنية 

بعد اسفار موسى سفر يشوع الذي كان قائد ومخلص وكتب سفره ومات بشيبة صالحة ولم يعاديه أحد من اليهود بل يحبوه ويفتخروا به 

بعد هذا قضاة وراعوث وجزء كبير من صموئيل الأول كتبهم صموئيل النبي الذي كان قاضي إسرائيل كلها والنبي المحبوب لشعب إسرائيل والذي عاش حتى داود النبي ومات بشيبة صالحة. 

بالفعل قبل صموئيل تعرض بعض من الأنبياء للقتل والاضطهاد وأيضا شاول قتل كثير من الكهنة وكان منهم انبياء ولكنه لم يتفكر ابدا بشر على صموئيل النبي وصموئيل النبي أسس مدرسة الأنبياء التي حافظت على تراثه 

وبعد صموئيل جاد النبي وناثان النبي اكملوا صفر صموئيل وطبعا هذا في زمن داود النبي الصالح الذي يحترم جدا الكهنة والانبياء وكان زمنه رخاء مدني وتقديس ديني 

سفر الملوك كتبه ارميا النبي وشرحت هذا تفصيلا في

كاتب سفر الملوك

وهو بالطبع كتب سفر ارميا وأيضا مراثي ارميا 

وارميا النبي لم يموت مقتول ورغم انه اضطهد كثيرا من الملك ولكن كان له اتباع كثيرين رافقوه ومنهم باروخ النبي بل كان هو يكتب لارميا وينسخ أيضا وحافظ اليهود على سفر ارميا مع بقية الاسفار لاهميته وبخاصة نبوات اتعاب إسرائيل والوعد بالرجوع 

ثم اخبار الأيام وكاتبه عزرا الكاتب 

كاتب سفر اخبار الايام

ولم يكن مقتول ولم يضطهد بل كلنا نعرف مكانة عزرا الكاتب المحبوب عند اليهود وفارس أيضا 

وهو أيضا كتب سفر عزرا واستير وهو حورب من أعداء اليهود ولكن لم يضطهد من اليهود ولم يقتل أيضا 

نحميا أيضا المحبوب كتب سفر نحميا الذي كان متميز عند اليهود وأيضا كان ساقي الملك وله مكانته ولم يضطهد من اليهود ولم يقتل أيضا 

ثم بعد هذا سفر ايوب الذي كتبه أيوب كما شرحت في 

كاتب سفر ايوب وزمن كتابته

وايوب أيضا البار لم يكن مكروه ولم يقتل بل بعد انتهاء تجربته لم يضطهد ومات شبعان أيام ولم يقتل 

وبعد هذا سفر ألمزامير الذي كتبه داود الملك المحبوب الذي يفتخر به اليهود ولم يقتل بالطبع وله مهابته 

وبعده سليمان كاتب سفر الامثال والجامعة والحكمة ونشيد الانشاد وايام سليمان كانت أيام سلام ومات سليمان شبعان أيام ولم يقتل بالطبع 

بعد كل هذه الاسفار يأتي سفر اشعياء. وارجو الرجوع الي ملف 

قانونية سفر اشعياء وكاتب السفر

وبالفعل اشعياء في نهاية حياته اضطهد رغم انه كان من العائلة الملكية ومات مقتول منشور ولكن هذا لا يناقض ان الشعب كان يحبه ويحترمه جدا ويقدس نبواته وسفره ويصدق كلامه ولهذا حافظوا على كلامه 

اشعياء النبي تنبأ في يهوذا في أيام عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا -ملوك يهوذا. ويرجّح أنه عاش إلى أن جاوز الثمانين من العمر، وامتدت مدة قيامه بالعمل النبوي إلى ما يزيد عن الستين عامًا وكان اسم أبيه "آموص" (أش 1: 1) ويقول التقليد العبري أن آموص هذا كان أخ أمصيا ملك يهوذا. ويتضح من تاريخ أشعياء أنه كان يسهل عليه الدخول إلى ملوك يهوذا والتحدث إليهم، 

وتاريخه مع الملوك طويل جدا وفي سنة 736 ق.م. تقريبًا وعد أشعياء الملك آحاز بأن الله سينقذ يهوذا من الهجوم المزدوج الذي يشنه إسرائيل، المملكة الشمالية، وآرام، على يد آشور ولكنه في نفس الوقت أنذر بأن آشور ستخرب يهوذا أيضًا (أش ص7). وبما أن آحاز رفض أن يقبل تعاليم أشعياء فقد سلّم النبي شهادته ورسالته لتلاميذه (ص 8: 16) ويظهر أنه اختفى من الحياة العامة إلى حين. ولما ملك حزقيا الملك بعده فقد أبدى قبولًا لرسالة أشعياء. ولما مرض حزقيا تنبأ أشعياء بشفائه (أش ص38) وحدث هذا فكان هو والشعب يحترموه جدا ويقدسوا نبواته. ولكن لم يكتب خبر موته الا ينقله لنا بعض الكتابات الغير قانونية القديمة ان منسي الملك نشره بالمنشار الذي قتل انبياء كثيرين ولكن كل احباء اشعياء والرافضين لأفعال منسي الشرير بالطبع حافظوا على كتاب اشعياء 

وبعد هذا سفر حزقيال النبي وهو نبي وكاهن ومن عائلة كهنوتيه ولهذا عائلته كافية جدا لان تقوم بالحفاظ على سفره ونسخه ونشره لما فيه من نبوات مهمة رغم انه اخذ مع اسرته الكبيرة الكهنوتية واللاويين الى السبى ولكن مكانته كانت معروفة. وأيضا لا يذكر التقليد كيف توفى حزقيال النبي ولكن ذكر القديس ابيفانيوس عن تقليد قديم أن قاضيًا من شعبه قام بقتله، لأنه وبخه على كفره 

وعبادته للأوثان. ويقال إنه دفن في قبر سام وازمكشاد لمكانته المهمة واحترام لنبوته وبالطبع كما ذكرت عائلته قامت بالحفاظ على سفره ونسخه ونشره،

يأتي بعد حزقيال دانيال ولا احتاج ان أتكلم عنه وعن أهمية سفره بالنسبة لليهود والفتية الثلاثة وليس لليهود فقط بل أيضا لمدرسة المجوس الذي كان هو رئيس عليها 

بالفعل دانيال تعرض لاضطهادات من اعداؤه البابليين وأيضا في أيام داريوس ولكن في نهاية حياته كان شخص محترم جدا من الجميع وبخاصة عند اليهود للمعجزات التي تمت على يديه وللنبوات القوية التي قالها بل كان اليهود يهتموا بنبواته وبخاصة السبعين أسبوع. وهو غالبا مات ميته طبيعية شبعان أيام وبكرامة.

بعد هذا الأنبياء الصغار الأنثى عشر الذين كانت فتراتهم متداخلة واستمرت من قبل السبي حتى بعد الرجوع من السبي وهذا لوحده كافي بان يجعلهم يحافظون على كتابة بعض. 

أولا هوشع الذي عاش في القرن الثامن ق م ويقول لنا القديس ابيفانوس انه ووجه كلامه الي مملكة اسرائيل الشمالية وعاصمتها السامرة قبل خراب السامرة وسبي شعب اسرائيل وقد أمر الرب هوشع أن يكشف للشعب عن ارتداده وفساده، وأن يحثهم على التوبة والرجوع إلى الله. وكان له من ظروفه العائلية ما ساعده على توصيل رسالة الله وعهده الراسخ، ومحبته لشعبه، التي لا تتغير وانتقل من إسرائيل الي يهوذا واستمر حتى زمن حزقيا ملك يهوذا الصالح 

وعاصر عاموس واشعياء وميخا 

ويقال في التقليد انه رقد بسلام ودفن في مدينته مكرما.

بعده يوئيل النبي ابن فثوئيل من سبط يهوذا وعاش في القرن السابع وهو واحد من تلاميذ مدرسة إيليا للانبياء وبعده اليشع النبي. عاصر عاموس النبي وغالبا ميخا النبي وأيضا هوشع النبي. 

عاش ومات في منطقة اورشليم بشيبة صالحة 

بعده سفر عاموس الذي عاش في القرن الثامن ق م واستمر حتى بداية خدمة هوشع ويوئيل واشعياء وأيضا يونان النبي 

هو من تقوع جنوب اورشليم ورغم هذا خدمته وصلت للمملكة الشمالية وبالفعل هو من الذين استشهدوا على يد بعض اليهود يوجد تقليد يقول انه ضرب عدة مرات من امصيا كاهن بيت ايل وابن امصيا ضربه ووضع مسامير في جسده وحمل وهو لايزال حي الي مدينته في تقوع ومات ودفن هناك في قبور اجداده. ولكن كما وضحت يوجد في زمنه انبياء كثيرين كانوا قادرين على الحفاظ على سفره وأيضا اسرته واهل مدينته اليت كان محبوب فيها وذو مهابة.

وبعده عبوديا الذي كان أحد الرؤساء في أيام الملك اخاب وهو عوبديا النبي الذي كتب سفر عوبديا فهو نبي ومعلم وهو الذي حافظ على مئة نبي وخباهم من ايزابل 

سفر الملوك الاول 18

18: 3 فدعا اخاب عوبديا الذي على البيت و كان عوبديا يخشى الرب جدا 

18: 4 و كان حينما قطعت ايزابل انبياء الرب ان عوبديا اخذ مئة نبي و خباهم خمسين رجلا في مغارة و عالهم بخبز و ماء 

فهو ليس احد الانبياء فقط ولكن يعول مائة نبي لانه من مدرسة الأنبياء

وعاصر بالطبع كما نعرف إيليا النبي وبعده اليشع النبي وهذا كافي جدا ان نعرف انه كان مشهود له وسفره تم الحفاظ عليه من البداية. بل رغم اضطهاد اخاب وايزابل لانبياء الله الا ان عوبوديا كانت له مكانته فقد وقد عُثر في أطلال السامرة على ختم منقوش عليه بالعبرية " إلى عوبديا خادم الملك “، والأرجح أنه لعوبديا وكيل الملك أخآب.

بل ينقل لنا التقليد ان ارملته بعد وفاته هي التي بارك اليشع اناء الزيت لها 

سفر الملوك الثاني 4

4: 1 و صرخت الى اليشع امراة من نساء بني الانبياء قائلة ان عبدك زوجي قد مات و انت تعلم ان عبدك كان يخاف الرب فاتى المرابي لياخذ ولدي له عبدين 

وهذا يؤكد انه نبي وهو لقبه المشهور به انه كان يخاف الرب كما قال عن نفسه لايليا وكما قالت عنه ارملته فهو بالفعل نبي. فالرملته وايليا واليشع ومدرسة الأنبياء كلهم قادرين على الحفاظ على سفره وبقية الاسفار حتى من الملوك قتلة الأنبياء. 

بعده سفر يونان النبي ابن متاي المشهور وقصته معروفة جيدا الذي عاش في القرن الثامن ق م وعاصر عاموس واشعياء. وهو كما ينقل لنا التقليد اليهودي انه ابن الأرملة التي أقامه إيليا النبي في صرفة صيدا (١ مل ١٨: ١٠ – ٢٤) وشهد له كثيرين كما ذكرت في ملف قانونية السفر وكاتبه 

بعده سفر ميخا النبي المورشتي التي تبعد 20 ميل جنوب اورشليم وعاش بين القرن الثامن والسابع ق م وكان أيضا معاصرا لنهاية أيام اشعياء وعاموس وهوشع. وأيضا عاصره في نهاية حياته ارميا النبي وهو الذي يقول عنه ارميا من شيوخ الأرض في ارميا 26: 17 و 18 ومعني هذا انه كان يعمل كقاضي ممسوح وتوفي بشيبة صالحة مكرما وشعبه ومحبيه واقاربه وأيضا الأنبياء في عصره بكل تأكيد حافظوا على سفره ونسخوه ونشروه 

وبعده سفر ناحوم الذي هو لناحوم النبي الالقوشي وعاش في الجليل في القرن السابع ق م وبعدها هاجر الي اورشليم بعد سقوط السامرة. وعاش في أيام يوثام وهو ممن سبوا الي بابل غالبا وعاش مع اهل السبى الذي كان منهم دانيال والفتية وغيرهم الكثيرين الذي كانوا قادرين على الحفاظ على سفره 

وبعده سفر حبقوق النبي بن يشوع من سبط لاوي وهو الذي استمر يعيش في ارض يهوذا في وقت السبي فكان من فقراء الأرض ولكن كان يسهر على خدمة الحاصدين وسفر تتمة دانيال يشرح لنا قصته مع دانيال النبي وهو أيضا عاصر نهاية نبوة ارميا النبي. وكما ينقل لنا التقليد والقديس ابي فانوس انه مات قبل عودة السبي من بابل بسنتين ودفن مكرما من الشعب لما قام به من عمل نبوي وخدمة والانبياء في هذه الفترة وأيضا الشعب كانوا قادرين على ان يحافظوا على سفره كما هو واضح مما شرحت

وبعده سفر صفنيا لصفنيا النبي بن كوشي بن جدليا الذي كان في أيام يوشيا فهو من النسل الملوكي وهو حفيد الملك حزقيا الصالح وهو من سبط يهوذا وعاش في اورشليم في الاسرة الملكية في القرن السابع ق م قبل دمار نينوى سنة 612 ق م وعاصر من نهاية خدمة انبياء كثيرين مثل ميخا وناحوم الي بداية خدمة ارميا النبي. وخدمته في فترة يوشيا الملك الصالح وكل هذا يؤكد بقاء سفره والحفاظ عليه بداية من الملك والاسرة الملكية مروا بالانبياء ثم الشعب.

وبعده سفر حجي النبي الذي كان من اهل السبي ولكنه عاصر زربابل وشالتيئيل ويهوشع وهو هوشع الكاهن العظيم 

سفر حجي 1

1: 1 في السنة الثانية لداريوس الملك في الشهر السادس في اول يوم من الشهر كانت كلمة الرب عن يد حجي النبي الى زربابل بن شالتيئيل والي يهوذا و الى يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم قائلا 

وهؤلاء القادة الصالحين كانوا قادرين على الحفاظ على سفره جيدا. وانه من انبياء السبي ويعتبر اول انبياء التجديد بعد السبي ويعتقد انه رائي الهيكل القديم في صغره قبل ان ينهدم في سنة 586 ق م لهذا فهو يستطيع ان يقارن بين الهيكلين. عاصر أيضا زكريا النبي واشترك معه في تحفيز اليهود على اكمال بناء الهيكل. وتم بناء الهيكل سنة 515 ق م وهو مات بشيبة صالحة حسب التقليد في سنة 486 ق م ( ويقال انه دفن هو والنبي زكريا في قبر واحد )

وبعده سفر زكريا النبي والكاهن بن برخيا بن عدو الذي عاصر حجي النبي وأيضا زربابل وشالتيئيل ويهوشع كما شرحت واسرته الكهنة قادرين على الحفاظ على سفره ومات ودفن كما ذكرت هو والنبي حجي في قبر واحد. وكان معاصر لهم عزرا ونحميا أيضا وكانوا كافيين للقيام بالحفاظ على اسفارهم. 

ثم أخيرا سفر ملاخي الذي كتبه ملاخي النبي المشهور الذي كتب سفره بعد العودة من السبي وعاصر حجي وزكريا وأيضا نحميا النبي 

كل هؤلاء الأنبياء تعرضوا لمضايقات من عدو الخير واعوانه من البشر ومن اليهود ولكن هذا لم يقف امام نبواتهم وتوصيلها والحفاظ عليها. وان كان باستمرا يضطهد الأنبياء وبعضهم يقتل الا ان أيضا باستمرار كان هناك الأمناء الذين يحافظوا واستؤمنوا على الاقوال الصادقة

رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 3

1 إِذًا مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ، أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟
2 كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ.
3 فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟
4 حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقًا وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبًا. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي كَلاَمِكَ، وَتَغْلِبَ مَتَى حُوكِمْتَ».

وأيضا كما يقول 

رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 11

2 لَمْ يَرْفُضِ اللهُ شَعْبَهُ الَّذِي سَبَقَ فَعَرَفَهُ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ فِي إِيلِيَّا؟ كَيْفَ يَتَوَسَّلُ إِلَى اللهِ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً:
3 «يَا رَبُّ، قَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ، وَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي، وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي!».
4 لكِنْ مَاذَا يَقُولُ لَهُ الْوَحْيُ؟ «أَبْقَيْتُ لِنَفْسِي سَبْعَةَ آلاَفِ رَجُل لَمْ يُحْنُوا رُكْبَةً لِبَعْل».
5 فَكَذلِكَ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ أَيْضًا قَدْ حَصَلَتْ بَقِيَّةٌ حَسَبَ اخْتِيَارِ النِّعْمَةِ.

وهذا عرض مختصر جدا لكل اسفار العهد القديم واستطيع ان اكمل بالاسفار القانونية الثانية أيضا ولكن فقط اختصر لكي لا اطيل 

فبالفعل اليهود وبخاصه بعض ملوكهم اضطهدوا الأنبياء بل وقتلوا الكثير من الأنبياء ولكن هذا لا يؤثر على سلامة الوحي المقدس ونقله الينا من جيل الي جيل وبخاصة انه في زمن كل نبي سواء مات بشيبه صالحة او مات مضطهدا ومقتولا كان هناك رجال الله الصالحين الذين هم قادرين على الحفاظ على سفره سواء اسرته او الكهنة او انبياء عصره او غيرهم وكما قال الكتاب المقدس انه لم يترك نفسه بلا شاهد أعمال 14: 17 ولهذا بالفعل اليهود وبخاصة الأشرار منهم اضطهدوا انبياء الله ولكن الله قادر ان يستخدم بقية رجاله القديسين للحفاظ على اسفاره 

اتعجب في الحقيقة ان يقول هذه الشبهة شخص يؤمن بالله حتى وان كان مسلم. فقد كنت أتوقع ان اسمعها من ملحد مثل بارت ايرمان او غيره. لان الذي يهاجم ويقول ان اليهود قتلوا الأنبياء وهذا يعنى انهم دمروا كلام الله هو كما لو كان يؤمن ان الله ضعيف جدا (حاشا للرب) لا يقدر ان يحافظ على وحيه الذي أعطاه لاحد انبياؤه وهذه إهانة لله يجب ان يندم عليها المشكك قائلها. 

 

الذي يتكلم عن اسفار او اناجيل ويقول ما هو المعيار او المعايير او غيرها؟ هؤلاء الأشخاص لا يدركون شيء هام جدا فبالإضافة الي المعايير الكثيرة من تحليل داخلي وادلة خارجية وادلة انه موحى به من الروح القدس وأيضا يتفق مع بقية روح الكتاب ومشهود له من الاخرين والكنيسة ويمجد الله وغيره. ولكن الأهم من هذا كله هو الفرق بين التبني والبنوة الحقيقية. فما يتكلم عنه المشكك هو التبني او الانتساب ولكن لا يتم التعامل مع اسفار الكتاب المقدس بهذه الطريقة فالاسفار هي وليدة الكنيسة او المجتمع اليهودي ومدرسة الأنبياء فهو بنوة 

لاشرح اكثر اضرب مثال: عندما اب وام ينجبوا ابن لا يتسائلوا ما هي معايير بنوته وقانونيته وهل يقبل ام لا وغيرها من هذه التساؤلات فهي تساؤلات تقال عن النسب وليس عن الابن 

مثل هذا الامر فمثلا موسى عندما كان يكتب اسفاره لم يبحث اليهود ما هي معايير قانونية اسفار موسى وهل يقبلوها بناء على هذه المعايير ويعتبروها اسفار قانونية ام لا فهذا لم يكن موضوع للنقاش أصلا ولم يطرح لاي نقاش بعد ان كتب موسى اسفاره مباشرة. 

ونفس الامر عن سفر يشوع واسفار صموئيل والمزامير وغيرها وكتابات الأنبياء فهم يعرفون اشعياء جيدا وهو النبي العظيم بينهم الذي له مهابته فلن يقيسوا سفره بمعايير او غيره. وأيضا مثلا الاناجيل الأربعة هم لم يتناقشوا عليها ولم يتساءلوا ما هي المعايير لقانونيتها فالأناجيل الأربعة هم أبناء الكنيسة الذي لا يتساءل أحد عن هذا. 

ولكن هذه التساؤلات بدأت عندما ظهرت كتابات غنوسية في اخر القرن الثاني وما بعده ونسبوها الغنوسيين كذبا لأسماء تلاميذ الرب يسوع المسيح فبدأ من هذا الوقت الإباء يتكلمون عن معايير رفضهم لهذه الكتابات الغريبة. 

ارجوا من القارئ ان يفكر في هذا قليلا ويعيش جو الكنيسة وقت كتابة السفر فمثلا لما تترجى الكنيسة ان يوحنا يكتب انجيل ويصلوا كثيرا ويحدث اعلان واضح من الروح القدس لن يتساءل أحد عن معايير قانونية انجيل يوحنا ولكن سيتساءل الإباء عن معايير انجيل الطفولة الذي لم يولد بينهم ولم يسمعوا عنه شيء حتى نهاية القرن الثاني. 

 

أخيرا معنى كلام الرب يسوع المسيح 

الرب يسوع المسيح يكلم اورشليم وليس كل الشعب اليهودي في هذا العدد 

انجيل متى 23

29 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الصِّدِّيقِينَ،
30 وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ الأَنْبِيَاءِ.
31 فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ.

فاليهود فعلا مراؤون فهم أبناء قتلة الأنبياء ولكنهم أيضا يبالغوا في تزيين وتبيض قبور الأنبياء. مع ملاحظة هذا ليس له علاقة بسلامة نقل اسفار العهد القديم بل هو في الحقيقة لو يشهد يشهد لصالح اليهود فهم رغم انه أبناء قتلة الأنبياء الا انهم ليتبرروا من هذه التهمة بالغوا في الحفاظ على تراث الأنبياء واسفارهم وحتى قبورهم. ولو ما يقصد المشكك انهم قتلة الأنبياء فكان يجب ان يقطعوا ويحرقوا كتاباتهم كان بالاولى ان يدمروا قبورهم ولكن العكس هو الصحيح

ولكن المسيح هنا يقصد شيء اخر انهم هنا هم يكملون مكيال أبائهم بتدبيرهم المؤامرات لقتل المسيح. فهم مثل ابائهم يقتلون الأنبياء ويحافظون على اسفارهم وقبورهم. ولهذا يقول لهم 
32 فَامْلأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ.

فهم يحافظون على اقوال الأنبياء بدون ان يفهموها ولو كانوا قد فعلوا لعرفوا المسيح إذ هو هدف النبوات (رؤ10:19) "فإن شهادة يسوع هي روح النبوة". 
33 أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟

فالحيات تقتل البشر ولا تأكلهم حتى من لا يؤذيها وهي تزحف على الأرض إشارة للأفكار الأرضية فهم صلبوا المسيح واضطهدوا تلاميذه. أولاد الأفاعي فأبائهم أيضًا قتلوا الأنبياء. فهم مثل الحيات يدبرون مكائد لقتل الأنبياء ولكن يتظاهروا بالبر ويحافظون على كلامهم رغم انهم لا ينفذوه ويبيضون قبورهم. 
34 لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً، فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ، وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ، وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ،

ونلاحظ الكلام هنا بالمضارع وهو عن الماضي وايضا المستقبل عن محاربتهم لأنبياء العهد القديم وقتلهم لبعضهم وأيضا مضايقتهم للتلاميذ والرسل وقتلهم للبعض مثل استفانوس وجلدهم للبعض مثل كثير من التلاميذ وطرد الكثيرين أيضا الذين جالوا مبشرين بالكلمة. 
35 لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ.
36 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا كُلَّهُ يَأْتِي عَلَى هذَا الْجِيلِ!

وفعلا هذا تحقق في خراب اورشليم 70 م على يد تيطس الروماني 
37 «يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!

وهذا عن الأرض التي سفك عليها دم كثير من الأنبياء كما شرحت سابقا ولكن هذا لا علاقة له بحفظ وتسليم اسفار العهد القديم. لذلك شبهة المشكك لا أصل لها وربط شيء لا علاقة له بشيء اخر 

واكتفي بهذا القدر 

 

والمجد لله دائما