«  الرجوع   طباعة  »

الجزء الثاني من مقدمة سلسلة الرد على حروب العهد القديم

 

Holy_bible_1

 

بعد ان وضحت باختصار في الجزء الأول الفرق بين تاريخ العهد القديم الذي يغطي تاريخ 1500 سنة والعهد الجديد الذي يغطي ثلاث سنوات خدمة المسيح وبعده فترة قصيرة من خدمة تلاميذه وان ذكر الحروب امر تاريخي والحروب الدفاع عن الوطن والضعفاء ليست دموية بل حق مشروع وسط شرور العالم.

وأيضا شرحت معنى الإعلان بالعقاب وعدم الإعلان لا يعني ان الرب توقف عن العدل وعقاب من يستحق في العهد الجديد.

وأيضا وضحت ان الرب دافع ليس عن إسرائيل فقط بل عن شعوب كثيرة عندما ظلمت من شعوب أخرى مثل سفر عاموس لان الرب يحامي وشرحت واجب الراعي الذي يحمي الصغار من العثرات في كل وقت في العهد القديم والجديد

امر اخر للفرق بين ظروف العهد القديم والعهد الجديد

يوجد فرق قوي بين قوانين المسجونين وقوانين الاحرار ففي العهد القديم الكل مسجون بالخطية وتطبق عليهم قوانين صارمة وقاسية للسجناء ولكن بعد فداء المسيح للبشرية واشترانا بدمه 

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 5: 9

 

وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قَائِلِينَ: «مُسْتَحِقٌ أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ،

وتحررت البشرية من السجن والعبودية 

رسالة بطرس الرسول الأولى 3: 19

 

الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ،

 

سفر إشعياء 42: 7

 

لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ، لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ، مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ.

اختلف أسلوب المعاملة لأنه يطبق علينا قوانين الاحرار وليس السجناء

تخيل معي موقف قاضي امام متهم، نفس القاضي الذي يقول بقوة وبعدل هذا يسجن ويعاقب وهذا يقتل أيضا يقول بحنان ورحمة هذا يطلق حرا. فلماذا لا ندين القاضي الذي بعدل حكم ولكن ندين الله رغم إنه أكثر عدلا من القاضي؟

فالبشرية في العهد القديم بعد سقوط ادم وقبل تحرير المسيح كانوا عبيد مبيعين تحت الخطية 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 6
16 أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي تُقَدِّمُونَ ذَوَاتِكُمْ لَهُ عَبِيدًا لِلطَّاعَةِ، أَنْتُمْ عَبِيدٌ لِلَّذِي تُطِيعُونَهُ: إِمَّا لِلْخَطِيَّةِ لِلْمَوْتِ أَوْ لِلطَّاعَةِ لِلْبِرِّ؟
17 فَشُكْراً للهِ، أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيدًا لِلْخَطِيَّةِ، وَلكِنَّكُمْ أَطَعْتُمْ مِنَ الْقَلْبِ صُورَةَ التَّعْلِيمِ الَّتِي تَسَلَّمْتُمُوهَا.
18 وَإِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ صِرْتُمْ عَبِيدًا لِلْبِرِّ.
19 أَتَكَلَّمُ إِنْسَانِيًّا مِنْ أَجْلِ ضَعْفِ جَسَدِكُمْ. لأَنَّهُ كَمَا قَدَّمْتُمْ أَعْضَاءَكُمْ عَبِيدًا لِلنَّجَاسَةِ وَالإِثْمِ لِلإِثْمِ، هكَذَا الآنَ قَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ عَبِيدًا لِلْبِرِّ لِلْقَدَاسَةِ.
20 لأَنَّكُمْ لَمَّا كُنْتُمْ عَبِيدَ الْخَطِيَّةِ، كُنْتُمْ أَحْرَارًا مِنَ الْبِرِّ.
21 فَأَيُّ ثَمَرٍ كَانَ لَكُمْ حِينَئِذٍ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي تَسْتَحُونَ بِهَا الآنَ؟ لأَنَّ نِهَايَةَ تِلْكَ الأُمُورِ هِيَ الْمَوْتُ.
22 وَأَمَّا الآنَ إِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ، وَصِرْتُمْ عَبِيدًا للهِ، فَلَكُمْ ثَمَرُكُمْ لِلْقَدَاسَةِ، وَالنِّهَايَةُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.
23 لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.

وهناك فرق كبير بين قوانين العبد وقوانين الحر. رغم ان الله لم يستعبدنا ولكن البشرية بإرادتها بسقوطها في الخطية استعبدت نفسها ولهذا يجب ان تتحمل قوانين العبودية ولكن المسيح حررنا من الخطية ولهذا يطبق علينا قوانين الأبناء الاحرار فلا يجب للحر ان يعترض على قوانين العبيد لأنه لم يحرر نفسه بل المسيح حرره ولكن يجب أن يلاحظ أن من يرفض المسيح ويرفض ان المسيح يدفع ثمن تحريره هو بإرادته يصر ان يرجع عبد ولهذا يطبق عليه قوانين العبيد. 

والعهد القديم هو زمن السقوط والعبودية ففيه قوانين السجناء فقط ولكن مع هذا الله لأجل رحمته وحنانه الشديد يحمي وينقذ ويخلص في كثير من المواقف رغم انهم غير احرار بل استعبدوا أنفسهم للشيطان. والعهد الجديد بعد تتميم التحرير يطبق فيه قوانين الاحرار والحرية ولكن مع هذا الله لأجل عدله يعاقب ويمنع العثرة في كثير من المواقف. 

 

أيضا اريد ان أوضح انا لا اسيئ الي أي شعب او فرد ولا أرجح أحد علي أحد فالكل خليقة الله متساوي وانا لست يهودي ولا كنعاني ولا فلسطيني. وأيضا انا لست طرف في صراع ولا ادافع عن قضية ولا اهاجم قضية ولا أرجح أحد على أحد في أمور سياسية.

ولكن عندما سأتكلم عن حروب العهد القديم سأركز على ارض اليهود ارض كنعان او فلسطين والسبب انها هي التي دار حولها الوعد ومنها يأتي المحرر المخلص. وهي التي دارت فيها هذه الحروب التي بسببها يتهم الهنا الحنون بالقسوة والدموية.

أولا معني كلمة فلسطين פִּלְשִׁתּי أي مهاجر وهذا وصف وليس لشعب معين

H6430

פּלשׁתּי

pelishtı̂y

BDB Definition:

Philistine = “immigrants”

 

. فكلمة فلسطيني أي مهاجر مهما كان أصله واي مجموعة تهاجر لأرض هذه في العبري تعني فلسطيني.

أما كجنس هم من أبناء فلشتيم الذين هم أبناء فتروسيم وكسلوحيم أبناء مصرايم 

وهم عاشوا في كفتور وهي جزيرة كريت وليس فلسطين ففلسطين ليست وطنهم اصلا

سفر التكوين 10

10: 13 ومصرايم ولد لوديم وعناميم ولهابيم ونفتوحيم 

10: 14 وفتروسيم وكسلوحيم الذين خرج منهم فلشتيم وكفتوريم 

ولكن أيضا أطلق على جزء من ارض كنعان اسم ارض الفلسطينيين لان قبل أن يمتلك شعب إسرائيل هذه الأرض كانت هذه الأرض خالية يسكنها أحيانا بعض القبائل المهاجرة والمتنقلة من اجل الرعي فهي ليست ارضهم التي نشأوا فيها ولكن ارض كانت هذه القبائل تهاجر اليها لأجل الرعي الموسمي فسميت ارض المهاجرين او ارض الهجرة بالعبري فلسطين

 

توضيح بعض التواريخ (تقريبية)

وعد الرب لإبراهيم كان تقريبا سنة 2103 من بدأ الخليقة او 1901 ق م وهذا بعد الطوفان بمقدار 446 سنة و286 سنة فقط بعد حادث برج بابل قبل ان تنتشر البشرية أي في اقل من 3 قرون بعد انقسام البشرية لقبائل (كما لو كنا نتكلم عن شيء في القرن الثامن عشر لزمنا هذا). أي مع بداية انتشار البشرية وفي اثناء ما بدأت القبائل تمتلك أراضي. لان هذا الزمن فيه بدأت تنقسم المجموعات البشرية وتنقسم الأراضي. وبالنسبة لأرض كنعان هي كانت بها خمس مدن خاطئة وهي سدوم وعمورة ومن حوليها وارضها متسعة خالية وبعد هذا بها بعض القبائل الرعاة من مهاجرين (فلسطينيون) من الكنعانيين. وكل هذا قبل ان يذهب المهاجرين (الفلسطينيين) الكفتوريون ويحتلوا الأرض بكثير جدا لان الرب وعد إبراهيم عدة مرات اولهم غالبا قبل إسحاق بثلاثين سنة وإبراهيم أنجب إسحاق وسنة 100 سنة أي سنة 70 ثم تكرر وعد الرب له ان تكون الأرض له ولنسله وهو عمره 75 سنة عندما كان اسمها كلها ارض كنعان لان بها بعض القبائل الرحل من الكنعانيين وكان بها شعوب ليس بينهم الفلسطينيين بل بعض قبائل رعاة قليلين متفرقين يسموا كنعانيين

سفر التكوين 12

12: 1 و قال الرب لابرام اذهب من ارضك و من عشيرتك و من بيت ابيك الى الارض التي اريك 

12: 2 فاجعلك امة عظيمة و اباركك و اعظم اسمك و تكون بركة 

12: 3 وابارك مباركيك و لاعنك العنه و تتبارك فيك جميع قبائل الارض 

12: 4 فذهب ابرام كما قال له الرب وذهب معه لوط وكان ابرام ابن خمس وسبعين سنة لما خرج من حاران 

12: 6 واجتاز ابرام في الارض الى مكان شكيم الى بلوطة مورة و كان الكنعانيون حينئذ في الارض 

12: 7 و ظهر الرب لابرام و قال لنسلك اعطي هذه الارض فبنى هناك مذبحا للرب الذي ظهر له 

وعندما يقول الكنعانيون في الأرض أي هم قبائل رعوية قليلة متفرقة فيما عدا مدن قليلة خاطئة مثل سدوم وعمورة وصوغر وكان زمان خطيتهم اكتمل بالفعل وتم عقابهم وهذا حدث في زمن إبراهيم نفسه وهو عقاب سدوم وعمورة. فمتفرقون أي رعاة قليلون ليس لهم ارض محددة وليس مدن وممالك. 

ونعرف ان قبل هذا كان هناك دعوة من الرب لإبراهيم ان يخرج من اور الكلدانيين قبل هذا بخمس سنوات أي كان ابرام 70 سنة 

سفر التكوين 15

15: 5 ثم اخرجه الى خارج و قال انظر الى السماء و عد النجوم ان استطعت ان تعدها و قال له هكذا يكون نسلك 

15: 6 فامن بالرب فحسبه له برا 

15: 7 و قال له انا الرب الذي اخرجك من اور الكلدانيين ليعطيك هذه الارض لترثها 

والفلسطينيين لم يكونوا في الأرض لان الشعوب او قبائل الرعاة الرحل التي كانت في الأرض هم 

سفر التكوين 15

15: 18 في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ميثاقا قائلا لنسلك اعطي هذه الارض من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات 

15: 19 القينيين و القنزيين و القدمونيين 

15: 20 و الحثيين و الفرزيين و الرفائيين 

15: 21 و الاموريين و الكنعانيين و الجرجاشيين و اليبوسيين 

وليس بينهم الفلسطينيين. بل أقدر أقول انه حتى هذه الشعوب العشرة هي ليست ارضهم بل هي كانت تسمى ارض المهاجرين كما عرفنا فهم كانوا يهاجروا اليها ويقيموا فيها وبعضهم يتركها ويرحل ويأتي مرة ثانية للرعي. واغلبها ارض شبه خالية 

ولهذا إبراهيم بأملاكه الضخمة كان يتنقل بحرية في أي ارض يريدها ولم يعترضه أحد ووعده الرب ان تكون هذه الأرض الشبه خالية لنسله 

ولكن الموقف تغير في خلال أربع قرون بعد وعد الرب فشعوب رحلت واخرين أتوا ولكن الرب بدأ ينذرهم ويطردهم تدريجيا فعندما دخل يشوع الأرض بعد إبراهيم بمقدار 470 سنة وأكثر (430 من وعد الرب و40 سنة رحلة الخروج) كان سبع شعوب قليلة باقية وثلاثة غير موجودين أصلا ولكن اخرين أتوا وكثروا جدا وبنوا مدن كبيرة. (أمريكا بنيت في اقل من 300 سنة) 

فعندما وعده الرب كان الأرض خاوية فيما عدى قلة وبعض المدن التي تستحق العقاب مثل سدوم وعمورة عاقبها في أيام إبراهيم وانتهت تماما. المهم وعد الرب لإبراهيم بارض شبه خاوية.

للتوضيح اضرب مثل. انسان اشترى ارض كبيرة من دولة بعقد وهي ارض عشبية خالية فيما عدا يعيش عليها في خمس قرى قبائل عليهم حكم إخلاء وبعض المناطق الأخرى يوجد الرعاة الذين يرحلون بغنمهم الى أي ارض بها اعشاب. هذا الانسان لم يمتلك ارضه مباشرة ولكن تركها أربعين سنة لظروف خاصة وعندما سمحت الظروف ان يمتلكها كان تم تنفيز حكم الازالة من فترة طويلة للخمس قري ولكن وجد ان الرعاة استوطنوا أكثر واقاموا خيام لهم واسوار لماشيتهم واتى غيرهم واقاموا قرى أكبر. فهل يعيب عليه أحد ان طلب من الدولة ان تطردهم وان تساعده في ان يحارب من يعتدي عليه ويحاول يقتله هو ورعاته؟ 

هل أي أحد سيصفه بالدموية؟

 

فالرب وعد إبراهيم وكان حكم إزالة سدوم وعمورة صدر من الرب وأيضا الشعوب الكنعانية رحل قليلين ليست ارضهم الدائمة وخلال هذا الوقت الفلسطينيين عاشوا في كريت. فالرب اعطي إبراهيم ارض شبه خاوية ملك له. ولكن وقت امتلاكها كان اخرين أتوا ليمتلكوها رغم انها ليست من حقهم مثل الفلسطينيين الكفتوريون فيذكر لنا الكتاب في سفر التثنية ان هؤلاء الكفتوريون غزوا ارض العويون وابادوا العويين واحتلوا هذه الارض واخذوا ارض فلسطين وعرفت الأرض بهذا الاسم من بعد هذا 

وهذا ما نعرفه 

سفر التثنية 2

2: 23 والعويون الساكنون في القرى الى غزة ابادهم الكفتوريون الذين خرجوا من كفتور وسكنوا مكانهم

والعويون هم من اقطاب الكنعانيين

سفر يشوع 13: 3

 

مِنَ الشِّيحُورِ الَّذِي هُوَ أَمَامَ مِصْرَ إِلَى تُخُمِ عَقْرُونَ شِمَالاً تُحْسَبُ لِلْكَنْعَانِيِّينَ أَقْطَابِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْخَمْسَةِ: الْغَزِّيِّ وَالأَشْدُودِيِّ وَالأَشْقَلُونِيِّ وَالْجَتِّيِّ وَالْعَقْرُونِيِّ، وَالْعَوِيِّينَ.

ولكن كل هذا بعد وعد الرب أي عقده مع إبراهيم بكثير 

فارجوا ان لا يختلط الامر على البعض بين اسم فلسطين أي ارض المهاجرين وفلسطين كمجموعات قراصنة اتت من جزيرة كريت لتستولي على ارض ليست من حقها. 

ما يهموني أنه عندما وعد الرب إبراهيم في اول مرة وكان إبراهيم سنة 70 سنة ثم 75 سنة كانت هذه الأرض هي ليست ملك لمملكة محددة ولكن يأتي اليها رعاة مهاجرين (فلسطين) من الكنعانيين والاموريين يأتوا ويرحلوا. وأصحاب اغلب الأرض وهم سدوم وعمورة والذين حولها تمت عقابهم.

إذا الأرض وعد بها الرب إبراهيم ونسله أيام ما كان فيها بعض الكنعانيون مهاجرين ولكن بعد هذا الفلسطينيون ابادوا أحد اقطاب الكنعانيون وهذا غالبا في الجزء الأخير من أيام إبراهيم بعد نزوله الي مصر ورجوعه منها. ولكن بعد وعد الرب لإبراهيم. ولهذا إبراهيم تغرب في الأرض التي هم احتلوها 

سفر التكوين 21

22 وَحَدَثَ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ أَنَّ أَبِيمَالِكَ وَفِيكُولَ رَئِيسَ جَيْشِهِ كَلَّمَا إِبْرَاهِيمَ قَائِلَيْنِ: «اللهُ مَعَكَ فِي كُلِّ مَا أَنْتَ صَانِعٌ.
23 فَالآنَ احْلِفْ لِي بِاللهِ ههُنَا أَنَّكَ لاَ تَغْدُرُ بِي وَلاَ بِنَسْلِي وَذُرِّيَّتِي، كَالْمَعْرُوفِ الَّذِي صَنَعْتُ إِلَيْكَ تَصْنَعُ إِلَيَّ وَإِلَى الأَرْضِ الَّتِي تَغَرَّبْتَ فِيهَا».

24 فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «أَنَا أَحْلِفُ».

25 وَعَاتَبَ إِبْرَاهِيمُ أَبِيمَالِكَ لِسَبَبِ بِئْرِ الْمَاءِ الَّتِي اغْتَصَبَهَا عَبِيدُ أَبِيمَالِكَ.

26 فَقَالَ أَبِيمَالِكُ: «لَمْ أَعْلَمْ مَنْ فَعَلَ هذَا الأَمْرَ. أَنْتَ لَمْ تُخْبِرْنِي، وَلاَ أَنَا سَمِعْتُ سِوَى الْيَوْمِ».

27 فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ غَنَمًا وَبَقَرًا وَأَعْطَى أَبِيمَالِكَ، فَقَطَعَا كِلاَهُمَا مِيثَاقًا.

28 وَأَقَامَ إِبْرَاهِيمُ سَبْعَ نِعَاجٍ مِنَ الْغَنَمِ وَحْدَهَا.

29 فَقَالَ أَبِيمَالِكُ لإِبْرَاهِيمَ: «مَا هِيَ هذِهِ السَّبْعُ النِّعَاجِ الَّتِي أَقَمْتَهَا وَحْدَهَا؟»

30 فَقَالَ: «إِنَّكَ سَبْعَ نِعَاجٍ تَأْخُذُ مِنْ يَدِي، لِكَيْ تَكُونَ لِي شَهَادَةً بِأَنِّي حَفَرْتُ هذِهِ الْبِئْرَ».

31 لِذلِكَ دَعَا ذلِكَ الْمَوْضِعَ «بِئْرَ سَبْعٍ»، لأَنَّهُمَا هُنَاكَ حَلَفَا كِلاَهُمَا.
32 فَقَطَعَا مِيثَاقًا فِي بِئْرِ سَبْعٍ، ثُمَّ قَامَ أَبِيمَالِكُ وَفِيكُولُ رَئِيسُ جَيْشِهِ وَرَجَعَا إِلَى أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ.

33 وَغَرَسَ إِبْرَاهِيمُ أَثْلاً فِي بِئْرِ سَبْعٍ، وَدَعَا هُنَاكَ بِاسْمِ الرَّبِّ الإِلهِ السَّرْمَدِيِّ.

34 وَتَغَرَّبَ إِبْرَاهِيمُ فِي أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَيَّامًا كَثِيرَةً.

فالفلسطينيون او المهاجرون الذين اقاموا في هذه الأرض ولهم جيش وأصبح لهم ملك ورئيس جيش لكنهم احتفظوا بصفات اغتصاب الأرض والابار لأنهم قراصنة في الاصل

واستمروا أيام إسحاق واستمرت الأرض تحمل اسمهم ولكنهم كانوا يتميزوا بالعنف

سفر التكوين 26

12 وَزَرَعَ إِسْحَاقُ فِي تِلْكَ الأَرْضِ فَأَصَابَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ مِئَةَ ضِعْفٍ، وَبَارَكَهُ الرَّبُّ.
13 فَتَعَاظَمَ الرَّجُلُ وَكَانَ يَتَزَايَدُ فِي التَّعَاظُمِ حَتَّى صَارَ عَظِيمًا جِدًّا.

14 فَكَانَ لَهُ مَوَاشٍ مِنَ الْغَنَمِ وَمَوَاشٍ مِنَ الْبَقَرِ وَعَبِيدٌ كَثِيرُونَ. فَحَسَدَهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ.

15 وَجَمِيعُ الآبَارِ، الَّتِي حَفَرَهَا عَبِيدُ أَبِيهِ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ، طَمَّهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَمَلأُوهَا تُرَابًا.

16 وَقَالَ أَبِيمَالِكُ لإِسْحَاقَ: «اذْهَبْ مِنْ عِنْدِنَا لأَنَّكَ صِرْتَ أَقْوَى مِنَّا جِدًّا».

17 فَمَضَى إِسْحَاقُ مِنْ هُنَاكَ، وَنَزَلَ فِي وَادِي جَرَارَ وَأَقَامَ هُنَاكَ.

18 فَعَادَ إِسْحَاقُ وَنَبَشَ آبَارَ الْمَاءِ الَّتِي حَفَرُوهَا فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ، وَطَمَّهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ، وَدَعَاهَا بِأَسْمَاءٍ كَالأَسْمَاءِ الَّتِي دَعَاهَا بِهَا أَبُوهُ.

19 وَحَفَرَ عَبِيدُ إِسْحَاقَ فِي الْوَادِي فَوَجَدُوا هُنَاكَ بِئْرَ مَاءٍ حَيٍّ.
20 فَخَاصَمَ رُعَاةُ جَرَارَ رُعَاةَ إِسْحَاقَ قَائِلِينَ: «لَنَا الْمَاءُ». فَدَعَا اسْمَ الْبِئْرِ «عِسِقَ» لأَنَّهُمْ نَازَعُوهُ.

21 ثُمَّ حَفَرُوا بِئْرًا أُخْرَى وَتَخَاصَمُوا عَلَيْهَا أَيْضًا، فَدَعَا اسْمَهَا «سِطْنَةَ».

22 ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ وَحَفَرَ بِئْرًا أُخْرَى وَلَمْ يَتَخَاصَمُوا عَلَيْهَا، فَدَعَا اسْمَهَا «رَحُوبُوتَ»، وَقَالَ: «إِنَّهُ الآنَ قَدْ أَرْحَبَ لَنَا الرَّبُّ وَأَثْمَرْنَا فِي الأَرْضِ».

23 ثُمَّ صَعِدَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ.

24 فَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَقَالَ: «أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ، وَأُبَارِكُكَ وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ مِنْ أَجْلِ إِبْرَاهِيمَ عَبْدِي».

25 فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ. وَنَصَبَ هُنَاكَ خَيْمَتَهُ، وَحَفَرَ هُنَاكَ عَبِيدُ إِسْحَاقَ بِئْرًا.

26 وَذَهَبَ إِلَيْهِ مِنْ جَرَارَ أَبِيمَالِكُ وَأَحُزَّاتُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَفِيكُولُ رَئِيسُ جَيْشِهِ.

27 فَقَالَ لَهُمْ إِسْحَاقُ: «مَا بَالُكُمْ أَتَيْتُمْ إِلَيَّ وَأَنْتُمْ قَدْ أَبْغَضْتُمُونِي وَصَرَفْتُمُونِي مِنْ عِنْدِكُمْ؟»

28 فَقَالُوا: «إِنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا أَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَكَ، فَقُلْنَا: لِيَكُنْ بَيْنَنَا حَلْفٌ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ، وَنَقْطَعُ مَعَكَ عَهْدًا:

29 أَنْ لاَ تَصْنَعَ بِنَا شَرًّا، كَمَا لَمْ نَمَسَّكَ وَكَمَا لَمْ نَصْنَعْ بِكَ إِلاَّ خَيْرًا وَصَرَفْنَاكَ بِسَلاَمٍ. أَنْتَ الآنَ مُبَارَكُ الرَّبِّ».

30 فَصَنَعَ لَهُمْ ضِيَافَةً، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا.

31 ثُمَّ بَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَحَلَفُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، وَصَرَفَهُمْ إِسْحَاقُ. فَمَضَوْا مِنْ عِنْدِهِ بِسَلاَمٍ.

32 وَحَدَثَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ عَبِيدَ إِسْحَاقَ جَاءُوا وَأَخْبَرُوهُ عَنِ الْبِئْرِ الَّتِي حَفَرُوا، وَقَالُوا لَهُ: «قَدْ 
وَجَدْنَا مَاءً».
33 فَدَعَاهَا «شِبْعَةَ»، لِذلِكَ اسْمُ الْمَدِينَةِ بِئْرُ سَبْعٍ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.

وهؤلاء اختفوا. 

فملخص ما قلت هو أن ربنا وعد ابراهيم بأرض يكون معزول فيها ارض يرى الله انها ليست ملك لأحد الا من بعض القبائل الرعوية المهاجرة تأتي وتذهب ويأتي بعض السراق وينهبون ارض ويقيموا فترة ثم يمضوا واثناء اقامتهم المؤقتة يفعلون الشر الكثير وأيضا سدوم وعمورة الذين صدر عليهم حكم إزالة. فالرب يوعد إبراهيم ويخصص لخروف الفصح مكان جزء معزول يحميه فيه لكي يكون سليم بلا عيب اما موضوع الحروب الكثيرة هي ليست من قبل الرب ولكن الشيطان هو الذي كان يقف ضد خطط الله فبالفعل وقت ذهاب ابراهيم الي هذه الارض ووعد ربنا له كانت شبه خالية الا من قبائل امورية وكنعانية اسمهم مهاجرين كما وضحت كانوا قليلين وكانوا ايضا خطاة وربنا كان سيعاقبهم بطردهم والدليل ان تكوين 15 يتكلم عن الاموريين فقط ولكن عندما اختار الله ابراهيم ليكون شعب ويأتي منه خروف الفصح الشيطان مباشرة بدا يجعل الشعوب الكنعانية تهاجر بكثرة وتأتي وبكثرة وتنموا وليس هذا بل اتى بالفلسطينيين الذين هم كانوا قراصنة أشرار من جزر كريت ايضا ليأتوا ويستولوا على هذه الأرض. فقط ليجعل الشيطان وعد الرب لإبراهيم يسقط لهذا الحروب الكثيرة هذه لو نظرنا لها من زاوية اخرى هي كلها فقط محاولة من الشيطان ان يجعل وعد الرب لا يكمل عن اعطاء ارض الموعد لإبراهيم ولنسله وهو يتعلق بمجيء المخلص الذي يتبارك في جميع قبائل الأرض. والله لا يرجع في وعوده ولهذا حدثت كل الحروب والتي اغلبها كانت هذه الشعوب التي تنفذ خطة الشيطان تهجم على إسرائيل والرب يدافع عن إسرائيل لان الرب لا يرجع في وعوده.

فالرب من وجهة نظرنا امامه عدة اختيارات

أولا لا يوعد إبراهيم وبهذا لا يتم عزل شعب إسرائيل خروف الفصح ولا تتم شريعة العزل وبالتالي لا يتم فداء البشر. هذا أشر للبشر لأنه ليس هلاك ارضي ولكن هلاك أبدى وانتصار للشيطان الذي نجح ان يدمر مصير البشر الابدي

ثانيا يوعد إبراهيم ولكن لما يأتي الشيطان بالشعوب الشريرة المهاجريين من الكنعانيين والاموريين والفلسطينيين من كريت الرب يخالف وعده لكيلا تحدث حروب ولا يسفك دم وبهذا يكون الشيطان انتصر وأيضا لا يتم العزل ولا يحدث الفداء

ثالثا يوعد إبراهيم ولكن يتمهل معطيا فرصة لهذه الشعوب ان تتوب ومن يتوب يقبله مثل القينيين ولكن عندما يزيد شرها وتستحق عقابه العادل يطردهم من الأرض ويطهر الأرض بالتحريم ولكن يحدث معه طرد للبعض وقتل للبعض

وبهذا يحافظ الله على وعوده ويتمم الفداء وهذا اهم حدث للبشرية كلها وأيضا يوضح انه لا يخالف وعوده مهما حاول الشيطان من مؤامرات ومكايد حتى لو فيها احراج بعدم ايزاء أحد وبهذا نصدق وعد الله الذي وعدنا بملكوت السماوات مهمى اشتكى الشيطان ضدنا. 

وأيضا يوضح الله بهذا انه يحب الخطاة ولكن لا يحب الخطية ويكرهها جدا ويعطي زمان للتوبة والذي يصر على عدم التوبة بل يصر على التمادي في الشر ونشر الخطية واعثار من حوله ليفعلوا نفس الخطية الرب يعاقبه بشدة بعد استنفاذ فرصة التوبة. 

فلو نلاحظ ان كل هذه الحروب هي لكسر خطط الشيطان ولتنفيذ وعد الرب الخاص بهذه المنطقة فقط لمجيئ المخلص ولعقاب بعض الخطاة مثلهم مثل سدوم وعمورة بعد استنفاذهم لزمن التوبة ولتتميم شريعة العزل لتتميم فداء البشرية. 

فمن يتكلم عن حروب العهد القديم لا يستطيع ان يفصلها عن الفداء

ولكن فقط ارض محددة. 

ودليل كلامي ان الشعوب التي كانت تسكن ارض بالقرب من ارض الموعد وقبل وعد الرب لشعب إسرائيل او حتى بعده منع الرب شعب إسرائيل من ان يقتربوا إليهم مثل ادوم ومؤاب وعمون

 سفر التثنية 23: 7

 

لاَ تَكْرَهْ أَدُومِيًّا لأَنَّهُ أَخُوكَ. لاَ تَكْرَهْ مِصْرِيًّا لأَنَّكَ كُنْتَ نَزِيلاً فِي أَرْضِهِ.

 

سفر التثنية 2: 9

 

«فَقَالَ لِي الرَّبُّ: لاَ تُعَادِ مُوآبَ وَلاَ تُثِرْ عَلَيْهِمْ حَرْبًا، لأَنِّي لاَ أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِهِمْ مِيرَاثًا، لأَنِّي لِبَنِي لُوطٍ قَدْ أَعْطَيْتُ «عَارَ» مِيرَاثًا.

 

سفر التثنية 2: 19

 

فَمَتَى قَرُبْتَ إِلَى تُجَاهِ بَنِي عَمُّونَ، لاَ تُعَادِهِمْ وَلاَ تَهْجِمُوا عَلَيْهِمْ، لأَنِّي لاَ أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ مِيرَاثًا، لأَنِّي لِبَنِي لُوطٍ قَدْ أَعْطَيْتُهَا مِيرَاثًا.

الا عندما قام بعض منهم بمحاربة شعب إسرائيل بدون ذنب من إسرائيل فقام إسرائيل بالدفاع عن نفسه. 

بل القينيين وأيضا جبعون عندما تابوا قبلهم الرب وعاشوا في الأرض بل دافع الرب عنهم. 

فالرب الحنون هنا هو فقط مدافع عن شعب هو وعده أيام ما كانت هذه الأرض شبه خالية بان يعزله فيها ليأتي منه الفصح الحقيقي كفارة عن كل البشرية. وهذا الشعب قام بحروب فقط لامتلاك الأرض التي هي ملكه بالفعل وأيضا حروب دفاعا عن هذه الأرض. وكل هذا عدل وليس قسوة ولا دموية. ولكن الرب لم يسمح له بان يكون هذا حكم عام ومنعه يقترب من ارض ليس موعود بها ولكن هو امر محدد لأرض محددة لشعب محدد لزمان محدد لوعد محدد وهو فداء البشرية. 

 

والمجد لله دائما