«  الرجوع   طباعة  »

هل العلامة ترتليان سقط في بدعة ماني، والفرق بين ماني ومونتانيوس

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

ترتليان أشد المدافعين عن المسيحية سقط فى بدعة ماني و آمن بأن ماني هو البارقليط أو المعزى الموعود به فى الإنجيل والمفاجأة أن المبتدع ترتليان هو أول من شرح عقيدة الثالوث وأول من اخترع لفظ الثالوث 

 

الرد

 

واضح أن المشككين لا يفهمون الفرق بين بدعة مونتانيوس وبين بدعة ماني والاثنين مختلفين تماما 

أيضا المشككين يدلسون في ادعاء ان ترتليان هو أول من شرح عقيدة الثالوث وهذا ما ابدأ به باختصار 

شرحت سابقا في كتاب 

الثالوث المقدس

بخاصة في بعض اجزاؤه مثل 

الثالوث في العهد القديم و رموز الثالوث في العهد القديم و الثالوث في العهد الجديد و اقوال الربوات اليهود عن الثالوث و الثالوث في اقوال الاباء وغيره 

ومن يقراء الكتاب المقدس يعرف بوضوح أن الثالوث المقدس شرح تفصيلا بالوحي الإلهي على فم جميع الأنبياء والرسل تقريبا بداية من موسى بداية من تكوين 1 وهو بداية الكتاب المقدس وحتى نهايته

سفر التكوين 1

1 :1 في البدء خلق الله السموات و الارض 

1 :2 و كانت الارض خربة و خالية و على وجه الغمر ظلمة و روح الله يرف على وجه المياه 

1 :3 و قال الله ليكن نور فكان نور

وهذه الاعداد الثلاث تحتوي علي الثالوث بوضوح فعندنا ايلوهيم وروح ايلوهيم وكلمة ايلوهيم (الدابار بالعبري وهو الميمرا بالارامي وهو اللوغوس باليوناني وهو الكلمة بالعربي)

وكما قلت من يقراء في ملف 

الثالوث في العهد القديم

سيجد كم ضخم من الاعداد عن الثالوث 

وبالطبع نعرف ان عهد الجديد به كم ضخم من الاعداد عن الثالوث 

انجيل مرقس 1

10 وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ، وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ.
11 وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».

 

انجيل يوحنا 15

26 «وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي.

 

إنجيل متى 28: 19

 

فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.

 

سفر أعمال الرسل 20: 28

 

اِحْتَرِزُوا اِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.

 

رسالة يوحنا الرسول الأولى 5: 7

 

فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ.

 

رسالة يهوذا 1

20 وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ،
21 وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ.
22 وَارْحَمُوا الْبَعْضَ مُمَيِّزِينَ،

 

سفر رؤيا يوحنا 1

9 أَنَا يُوحَنَّا أَخُوكُمْ وَشَرِيكُكُمْ فِي الضِّيقَةِ وَفِي مَلَكُوتِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَصَبْرِهِ. كُنْتُ فِي الْجَزِيرَةِ الَّتِي تُدْعَى بَطْمُسَ مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.
10 كُنْتُ فِي الرُّوحِ فِي يَوْمِ الرَّبِّ، وَسَمِعْتُ وَرَائِي صَوْتًا عَظِيمًا كَصَوْتِ بُوقٍ

 

وبالطبع في ملف 

الثالوث في العهد الجديد

وضعت كم ضخم من الاعداد عن الثالوث وشرحه بالتفصيل في العهد الجديد (لفظا وشرحا)

ولهذا الكتاب المقدس شرح الثالوث بمنتهى الوضوح من بدايته الى نهايته 

فالذي يأتي بعد هذا ويدعى أن ترتليان هو أول من شرح الثالوث هو مدلس او يستغبي

فالكتاب المقدس شرح بوضوح وحدانية الله وأيضا الاب والابن والروح القدس في ذات الله الواحد 

أيضا في ملف 

الثالوث في اقوال الاباء

وضحت اقوال الإباء عن الثالوث بداية من تلاميذ التلاميذ مثل اغنايوس وبوليكاربوس واكليمندوس الروماني وما بعدهم 

اما عن ان العلامة ترتليان هو اول واحد من الإباء استخدم لفظ ثالوث فايضا وضحت خطأ هذا فالقديس ثاؤفيلوس سنة 180 م استخدم تعبير ترياس أي الثالوث 

بل يوجد ادلة انه استخدم في اقوال الإباء من قبله بكثير 

فهو تعبير من القرن الثاني وما قبله غالبا. ويقول 

" ثالوث الله وكلمته وحكمته " عن الابن والابن والروح القدس

واستخدمه اليوس جيليوس بتعبير تريون ويعتقد انه قبل ثاؤفيلوس بل واستخدمه فيلو الفليسوف اليهودي ايضا في وصفه للخلق 

وظهر تعبير ثالوث بعد هذا كثيرا في كتابات الاباء قبل واثناء وبعد ترتليان 

اما العلامة ترتليان الذي التعبير اللاتيني trinitas المساوي لليوناني ترياس وهو بالعربي الثالوث فهو لم يخترع الثالوث وليس اول من شرحه وليس اول من استخدم كلمة ثالوث

فكل هذا تدليس من المشككين 

 

ثانيا العلامة ترتليان وهرطقة مونتانيوس 

يعتبر العلامة

 كوينتس سبتيموس فلورنس ترتليانوس

 Quintus Septimius Floren Tertulianus 

كاهن قرطاجنة أب علم اللاهوت في الكنيسة اللاتينية، من حيث فضله على تقدم المصطلحات اللاهوتية، وأحد المدافعين المسيحيين الأوائل. 

ولد في قرطاجنة بأفريقيا حوالي سنة 160 م في جوٍ وثني مستهتر وفاسد. كان والده يشغل منصب قائد فرقة رومانية في أفريقيا، وكان يلقب "Proconsula Centurion". 

عاش في حياة فاسدة اعترف عنها حين صار مسيحيًا، إذ قال: "حقا إنني أعرف أن ذات الجسد الذي مارست به الزنا أبذل كل الجهد ليحفظ الآن العفة"، وقد مارس الرياضة العنيفة في المسارح (دفاعه 15: 5)، وأمور أخرى ارتكبها لا يريد أن يذكرها، إذ قال: "أفضل بالأكثر ألا أتحدث عنها حتى لا أحيي ذكراها فيّ". 

نال ثقافة لاتينية ويونانية على مستوى عالٍ، وتُظهر كتاباته معرفة كبيرة بالتاريخ والفلسفة والشعر والأدب القديم والمصطلحات القضائية وكل فنون المحاماة. لقد مارس المحاماة بعد تكريس حياته لدراسة القانون، ثم صار فيما بعد أستاذًا للبلاغة في بلده. 

بينما كان منهمكًا في الملذات الجسدية وحياة الترف انسحب قلبه نحو حياة المسيحيين المقدسة وثبات شهدائهم واحتمالهم الآلام بصبر وفرح، فاعتنق المسيحية وهو في الثلاثين من عمره. غالبا هو اصبح مسيحي سنة 193 م والبداية هو غالبا رؤيته لابطال الايمان المسيحيين في التمسك بالايمان المسيحي رغم شدة الاضطهاد والتعذيب، حيث يقول في إحدى رسائله: "ويضطر كل من يشاهد صبر هؤلاء العجيب أن يبدأ بالشك، فيرغب في معرفة حقيقة أمرهم، وفور اكتشافه هذه الحقيقة يعتنقها"

تحولت كل طاقات معرفته وقدراته وفصاحته لخدمة الكنيسة، وصار مجادلاً كل مقاوميها من وثنيين ويهود وهراطقة بغيرة شديدة. 

للأسف ما بين سنتي 202، 205 م سقط في بدعة المونتانيين Montanism، إذ ادعى مونتانيوس أنه البارقليط الموعود به في الإنجيل؛ ولا نعرف إن كان قد رجع إلى الكنيسة الجامعة مرة أخرى قبل وفاته أم لا. 

يرى القديس جيروم انه سيم كاهنًا قبل سقوطه في المونتانية، وإن كان بعض الدارسين يظنون انه بقيّ علمانيًا (من الشعب). يرى البعض أنه مات حوالي سنة 225 م

بعد انحرافه الي هذه الهرطقة هو استقل بمجموعة منها وغير بعض افكارها الي الفكر المستقيم ولكن للأسف احتفظ ببعض أفكار المونتانية الأخرى

 

بدعة مونتانوس 

مونتانوس ولد في فريجية تقريبا سنة 170 م في اسرة وثنية ونشأ فيها حتى أصبح كاهن وثني وهذا ما اخبر به القديس ديديموس الضرير (الثالوث 3-41) وبعد ان صار مسيحي بفترة قليلة خرج بهرطقة انتشرت قليلا ثم اندثرت تدريجيا حتى انتهت في القرن الرابع أي اثار لها 

فكرته الأساسية ان الإعلانات الإلهية الفائقة لم تنتهِ بنياحة الرُسل. بل أنه من المتوقع وجود إعلانات أكثر عجبًا من عصر الرسل وذلك بتدبير الباراقليط. بهذا ظهرت حركة الانفعالات العاطفية المثيرة بين المسيحيين في آسيا الصغرى، عرفت بالهرطقة الفريجية Phrygian heresy، كما عرفت باسم مؤسسها "المونتانية" Montanism.

يرى البعض أن مونتانس ادعي أنه الباراقليط، لكن هذا غالبا غير صحيح فأغلب الظن أنه ادعي بأنه أداة تتمتع بوحي الروح القدس الذي ينطق علي لسانه. 

He believed he was a prophet of God and that the Paraclete spoke through him.

Tabbernee, William (2009), Prophets and Gravestones: An Imaginative History of Montanists and Other Early Christians, Peabody, MA: Hendrickson,

فكان أتباعه يحسبونه كلماته هي وحي. قيل إنه نبي وتكلم كمن يتمتع بحالة دهش ورؤى إلهية. لقد وعد القديس إكليمنضس السكندري أنه سيكتب عن "النبوةكرد على المنتانيين (متفرقات 4 : 13)، وأشار إليهم كأنبياء كذبة

عُرف المونتانيون بالنسك الشديد، مع كثرة أيام الصوم كانوا يمتنعون عن اللحوم والخمر والاستحمام والمشروبات كعصير الفواكه فيما عدا السبوت والآحاد

كانت الكنيسة تتطلع إلى الزواج الثاني بعد وفاة الشخص غير مستحب لكنه كنسي، أما المونتانيون فحرموه وحسبوه زنا.

كان المونتانيون يتسمون بالعنف في قبول الذين سقطوا في خطايا خطيرة وغالبا يرفضوهم.

 

اما بدعة ماني فهي تختلف جملة وتفصيلا فيما عدا تشابه قليل في نقطة الباراقليط ولكن الفرق بينهم ان مونتاوس قال ان الباراقليط يوحي له ولكن مانى ادعى انه هو نفسه الباراقليط 

فبدعة ماني كانت بعد العلامة ترتليان بفترة بل ظهرت بعد نياحته غالبا وفي مكان مختلف تماما 

فالعلامة ترتليان ولد 160 م وتنيح 225 م اما ماني فولد 215 م فيجنوب بابل وظهرت بدعته في تقريبا 250 م وقتل 275 م في زمن سابور بن أردسير امبراطور الفرس 

 

فكرة عن بدعة ماني وتشابهها بالإسلام 

المانوية -أو المنانية كما ذكر النديم في الفهرس- ديانة تنسب إلى ماني بن فتك المولود في عام 216 م في بابل. ولد مانى في جنوب بابل (العراق) عام 215م – 275 م فى زمان سابور بن أردسير( أو أزدشير) (215-276) أمبراطور بلاد الفرس وكان أسيراً لدى الفرس فلما عتق من هناك تبنته عجوز أنفقت على تعليمه بين المجوس فدرس علومهم وفنونهم فدرس الفلك ( ولكنه لم يتعمق فيه ) وكانت له ميول فنية فى التصوير ودرس الطب والفلسفة , وأطلق لمخيلته العنان فتوسع فى تصوراته للغاية , وقال أن الوحي أتاه وهو في الثانية عشر من عمره. 
ثم أعتنق المسيحية وكان فى بداية إيمانه يتباهى بأنه أصبح مسيحياً وكان يفسر الأسفار المقدسة ويجادل اليهود والوثنيين وبدأ يقارن بين العقيدتين المسيحية والفارسية فأخذ ما يراه مناسباً من العقيدتين وأستنبط منهما عقيدته التى هى خليط من المسيحية والمجوسية فأقام صلة 
بين ديانته والديانة المسيحية وكذلك البوذية والزرادشتية، ولذلك فهو يعتبر كلاً من بوذا وزرادشت ويسوع أسلافاً له ، وقد كتب ماني عدة كتب من بينها إنجيله الذي أراده أن يكون نظيرا لإنجيل عيسى. أتباع المانوية هم من تعارف عليهم أولا بإطلاق لقب الزنادقة. ومانى نتيجة لتربيته المجوسية فقد نادي بديانة جديدة كانت عبارة عن خليط من عقائد ومبادئ درسها مثل البوذية والزرادشتية فأخذ ما أعجب به منهما ومزجه مع العقيدة المسيحية بحيث ترضى هذه الديانة أصحاب العقائد الثلاث السابقة - وخرج بدين جديد هوالمانوية من هذه الأديان الثلاثة التي تأثر بها غاية التأثر فقد جعلها ديناً واحداً جامعاً يشترك أتباع هذه العقائد فى التوحيد المانى وأعتقد أنه هو البارقليط وأتخذ لنفسه 12 تلميذاً و 72 أسقفاً ممثلاً السيد المسيح , وكان تحت كل أسقف قسوس وشمامسة وأرسلهم إلى بلاد الشرق بأسرها حتى الهند والصين لينشروا تعليمه

ثم أنكب يدرس السحر لكى يكتسب شهره بالنبوة وأخذ يعالج أبن ملك الفرس حيث عجز الأطباء عن شفائه , ولكن مات الصبى وهو تحت يده يعالجه بالسحر , فألقاه أمبراطور الفرس فى السجن أنتظاراً لحكم الموت , ولكنه رشى الحراس فمكنوه من الهرب , وذهب إلى فلسطين وبدأ ينشر هرطقته ثانية فقاومة أحد الأساقفة وأخبر الناس بتعاليمه الفاسدة وأخيراً طرده خوفاً من أن يضل الشعب فذهب إلى العربية فوصلت الأنباء لأمبراطور الفرس بوجوده هناك فأرسل جندا قبضوا عليه ثم سلخ جلده وهو حى برؤوس القصب , ثم ألقى جسده للوحوش الضارية التى إلتهمته , ثم حشا جلده تبناً وعلقه على باب المدينة . 

وقد ذكر المؤرخ الكنسى يوسابيوس القيصرى هذه البدعة تحت عنوان " هرطقة النانيكيين المضلة التى بدأت وقتئذ "

تأثر الاسلام بالمانوية (ديانة مانى) 

من موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم أستاذ عزت اندراوس
بعد هذه الجولة السريعة والقصيرة فى مصادرنا التى اعتمدنا عليها فى هذا البحث ، يتضح ان بين ماني وديانته من ناحية , ومحمد والاسلام من ناحية أخرى علاقة كبيرة في بعض الأوجه, حيث يتضح مدى تأثر الإسلام بالفكر الديني المانوى الذى كان منتشرا في أنحاء متعددة من بقاع العالم , بما فيها بلاد العرب. 

فلقد شهدت بلاد العرب ومصر وسوريا وآسيا الصغري رواجا للديانة المانوية وانتشرت أفكارها انتشارا كاد يهدد المسيحية من القرن 3 الي القرن 13. لذلك عندما ظهر محمد في أواخر القرن السادس وبداية القرن السابع, كانت المانوية معروفة لاكثر من 300 سنة.لذلك نجد في عقائد الاسلام صدى واضح لما زعمه مانى. 

 

الإســـلام

المانــــوية

الموضوع

وزعم محمد أن الملاك جبريل ظهر له  ليهدى به الناس كافة وليصحح أديان الأنبياء السابقين ، ومن بينهم عيسي ( وهو من الملائكة التى قال بها مانى نقلا عن اليهودية والمسيحية) - وزعم محمد أنه نزل إليه بكتاب { نزل به الروح الأمين} الشعراء 193 

زعم ماني ان ملاكا من عند الله اسمه (القرين) ظهر له وابلغه ان الله اصطفاه واختاره نبيا للعالم اجمع , بل جعله آخر الأنبياء ليهدى به الضالين والذين حرفوا أديان الأنبياء السابقين أمثال المسيح وزرادشت وبوذا

ويقول الباحث آرثر كريستنسنArthur Christensen ص 172: " وكان (مانى) يرى الوحي عدة مرات فى صورة ملاك اسمه القرين ( التوأم) ، فكان يكشف له عن الحقائق الإلهية.ثم بدأ يعلن دعوته. وزعم مانى أنه الفارقليط الذى بشر به عيسى عليه السلام" ص172 

1- مانى ومحمد ظهر ملاك  كوحى لهم

الملاك جبريل ابلغ محمد انه خاتم الأنبياء والمرسلين , وان الله انزل عليه وحي السماء(القرآن) ليهدى به المشركين والكفار والضالين من أهل الكتاب.فمحمد هو خاتم النبيين  {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين  وكان الله بكل شيء عليما} الأحزاب 40

أبلغ الملاك مانى بأنه خاتم الأنبياء ويقول الباحث آرثر كريستنسنArthur Christensen ص 172:  "ادعى (مانى) انه أتى لتكميل كلام الله وأنه خاتم الأنبياء" 

2- مانى ومحمد خاتم الأنبياء والمرسلين

زعم محمد أن الكتاب الذى نزل عليه فيه الهداية والنجاة للناس كما تقرر هذه الآيات:  {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا} الإسراء 9 
{لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} النور 46 

{ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد} سبا 6 

{قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} الإسراء 88 

{وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم} النمل 6 

{ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون} الزمر 27 

زعم مانى انه رسول الهداية والحق ومن أقواله : 
{ثم نزل هذا الوحي وجاءت هذه النبوة فى هذا القرن الأخير على يدىَّ أنا "مانى" رسول إله الحق إلى أرض بابل} 

وقال أيضا: { إني جئت من بلاد بابل لأبلغ دعوتي للناس كافة}

3 -  مانى ومحمد أنبياء الهداية والحق

قال محمد بتحريف اليهود والنصارى للكتب التى أنزلها الله على أنبيائه السابقين ، وفى ذلك يقول القرآن: 
{أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون}البقرة 75 

{من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا}النساء 46 

{فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين}المائدة13 
{يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم}المائدة41 

زعم مانى أن اتباع الرسل السابقين حرفوا تعاليمهم ، مما جعل الله يرسل خاتم رسله ليصحح العقائد الفاسدة المحرفة ويهدى الناس للحق - وهو المنقذ لهذا التحريف 

4- مانى ومحمد يقولون أتباع الأديان السابقة  حرفوها

حرم محمد  عبادة ألأوثان 
{ فاجتنبوا الرجس من الأوثان} الحج 30  - و { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} المائدة 90 

حرم ماني عبادة الأوثان 

 

5- مانى ومحمد يحرمون الأوثان

وجاء محمد وزعم نفس الشىء بان قال انه هو النبي ، بل جعل المسيح يذكر اسمه تحديدا : 
{وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}الصف 6 

وزعم ماني ان المسيح تنبأ أن نبيا من بعده(البارقليط) سيرسله الله ، فقال انه هو هذا النبي.ويقول الدكتور عاطف شكري أبو عوض فى كتابه (الزندقة والزنادقة).دار الفكر-الأردن-عمان: " إني مانى الذى بشر به عيسي " ص53-54 

6 - مانى ومحمد بشارة المسيح بنبي يأتي من بعده

وجاء الاسلام فحرمها بالتدريج: 
{يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس 
وإثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون}البقرة 219 
{يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون}المائدة90 

{إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون}المائدة91 

حرَّمت المانوية الخمر ، وكان أتقياء المانوية مكلفين بنشر الدين وهداية كافة الشعوب والدعوة للأخلاق وتحريم الخمر. 
ويقول الباحث آرثر كريستنسنArthur Christensen  ص183 : " حرم عليهم شرب الخمر . . . وان يطوفوا بلاد العالم يبشرون بالدين وينصحون الناس بالاستقامة"  

7 - مانى ومحمد تحريم الخمر

وانتقل هذا المذهب المانوى الغنوصى الى الإسلام حيث كرر محمد أن المسيح لم يقتل ولم يصلب : 
{وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه 
لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا}النساء157

قال مانى ان المسيح لم يصلب لانه كان ذا طبيعة روحانية أنكر مانى موت وعذاب المسيح على الصليب لانه كان فى اعتقاده أن المسيح روح كان يلبس جسدا ظاهرا (وهمي) 

ويلخص الباحث آرثر كريستنسنArthur Christensen ص 181 ذلك: " ومهما يكن فان عيسي المانوية غير عيسي الذى صلبه اليهود.فعذاب عيسي ، ولم يكن إلا فى الظاهر،كان عند مانى رمزا لاستعباد روح النور فى العالم السفلي.وعيسي الحقيقي عند مانى هو الإله الذى أرسل من عالم النور ليرشد آدم وليريه الطريق المستقيم"

8 - مانى ومحمد وما قتلوه وما صلبوه

وهذه هى بعض من الآيات الكثيرة التى يدعو فيها محمد للحفاظ على الصلاة والصوم والسجود والزكاة: 
{حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين}البقرة238  {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين}البقرة43  {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من 
خير تجدوه عند الله إن الله بما بصير}البقرة110  {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}البقرة277  {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} المائدة 55  {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال}ابراهيم31  {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} البقرة183  

كان مانى يؤكد على المحافظة على الصلاة والصوم والزكاة والسجود،وهو نفس ما أكد عليه محمد فى القرآن.ولقد كان المانويون يصلون أربع مرات فى اليوم ،أما محمد ففرض خمس صلوات. وكان يأمر مانى اتباعه ان يسجدوا اثنتي عشر مرة كل صلاة ، وبالمثل فعل محمد ، لكنه قلل من عددها. 

9 - مانى ومحمد الصلاة والصوم والركوع والزكاة

وهذا ما فعله محمد بالتمام فقال بالوضوء بالماء وبالتيمم ، وفى ذلك قال : 
{يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون}المائدة 6 

فرض مانى الوضوء بالماء الجارى قبل الصلاة ، وفى حالة تعذر الماء سمح لهم بالتطهر بالرمل او ما شابهه ،

10 - مانى ومحمد الوضوء والتيمم 

ولقد انتقلت هذه الفكرة للإسلام سواء عن طريق اليهودية أو المسيحية أو المانوية.فينسب لمحمد أقوال كثيرة ترى فى المرأة مصدرا للشر والغواية وأنها عميل الشيطان مثل الأحاديث : ما اجتمع رجل وامرأة إلا وثالثهما الشيطان ، وان اكثر سكان النار من النساء. الخ

نظرت المانوية للمرأة باعتبارها مصدر غواية للرجل ، مصدرا مظلما للشهوات المادية والجسدية التى تحرم الرجل من الصفاء الروحى الذى بدونه لن يستطيع الاتصال بالنور الإلهي.ويبدو ان مانى تأثر فى هذه الفكرة بالتراث اليهودي والمسيحي الذى قال ان الخطيئة الأولى كان ورائها حواء التى أغوت آدم فى الجنة .

11 - مانى ومحمد المرأة شر

كان طبيعيا أن ينادى محمد هو أيضا بهذا الميراث الأخلاقي القديم. 

الدعوة للأخلاق كانت من السمات الأساسية للفكر الدينى بوجه عام .فجاءت الوصايا العشر فى التوراة توصى الإنسان ألا يقتل أو يسرق أو يزنى أو يكذب (الخروج 20 ) .وقالت المسيحية بنفس الشيء.وكذلك دعا مانى الى نفس المبادئ.

12- مانى ومحمد الأخلاق 

والتفاسير والتاريخ الإسلامية نفس الشىء عن محمد الذى أرسل الرسائل الى حكام عصره ، فقيل انه أرسل الى كسرى فارس وإمبراطور الروم ومقوقس مصر يدعوهم للإيمان بدعوته وبنبوته. 

أرسل مانى رسائل الى حكام عصره يشرح فيها دعوته ويدعوهم للإيمان بها ، وتروى لنا كتب السيرة 

13- مانى ومحمد رسائل الى ملوك وحكام العصر

كذلك قام محمد بمزج المعالم البارزة للعقائد المنتشرة حينئذ في بلاد العرب وما حولها مثل العقائد المسيحية متعددة المذاهب والتي صدر عنها عشرات الفرق الباطنية الغنوصية (الهرطقات) والعقائد البدوية الوثنية التى تغلغلت في نفوس العرب(مثل عادة وثنى العرب في الحج وطقوسه) والعقائد اليهودية والزرادشتية والمانوية وغيرها.

واخيرا نلفت الانتباه الي التشابه الشديد لمنهج ماني ومنهج محمد في تأسيس ديانتهما.فكما أن ماني مزج بين عقائد البوذية والمسيحية والزرادشتية,

14- مانى ومحمد منهج مزج العقائد المختلفة

وكتب محمد رسائل إلى ملوك واباطرة العالم يدعوهم إلى الإسلام فكتب إلى هرقل إمبراطور بيزنطة وإلى كسرى أمبراطور الفرس وكتب إلى المقوقس والى مصر كما كتب إلى جميع القبائل العربية 

كتب مانى رسائل لرؤساء وملوك العالم يدعوهم فيها للإيمان بدعوته.يقول الباحث ويقول الباحث آرثر كريستنسنArthur Christensen ص186: "وقد ذهب الى الهند والصين داعيا بمذهبه فى كل مكان ومؤلفا للكتب والرسائل التى بعثها الى الرؤساء والجماعات فى بابل وإيران وبلاد المشرق" 

15- مانى ومحمد 

 

فلولا قتل مانى لكان اغلب المسلمين الان يقولوا الشهادتين ولكن بدل اسم محمد كانوا سيقولوا اسم ماني

 

والمجد لله دائما